بلون الغار .. بلون الغدير ::: 166 ـ 180
(166)

(167)
    آت من نهر الملحْ
    أنا آت من عطش الاشياءْ
    آت من موج دماء ( الاشترْ )
    تشخب أجنحتي حزناً شيعياً صرفا
    ليس مشوباً بمضيرة أصحاب الهِرَر السوداءْ
    ويطاردني الجمهور الامويُّ
    على بوابات صلاة الجمعهْ ..!
    قمري عَلَويٌّ
    والشرفات الضاحكة على أهداب عيوني
    تسكنها فاطمة الزهراءْ
    ( عائشةٌ ) .. لا أعرفها
    حتى لو كانت أمي !!
    وكذا .. لا أعرف ( قاتلها )
    حتى لو أوقعها في بئر مخفيَّهْ
    أنا آت ومعي كل سيوف المخلوقات البيضاءْ
    لنشايع سيفاً يقف وحيداً .. معتدًّا


(168)
    وسط الفتن العمياءْ
    أنا عاقرُ جمل ( حميراء ) الافكْ ..!
        نبحتهم في الليل كلابُ الحوأبْ
        فتناسوا عند الصبح نبوءة ( يثربْ )
    أنا آت يا ( هارونُ ) إليك
        جرحي كالغار الواسِع
        كالافقِ .. الراكِع
        في ( فارانْ )
    ووصاياي العشرُ
    انتهبتها أوغاد ( الفرعونِ )
        على قمة ( ساعيرَ )
        وألقتها في ( نيل ) الابديَّهْ
سفني يعرفها البحرْ
    وقوارب أحزاني
    تعشقها أنهار الكوثرْ
    فتطاولْ يا ذا الرأس الشامخِ
    وانفَحْني في الطخية مجدافاً وشراعاً
    واحبسْ عني عاصفة الحقد القرشيَّهْ
    وابعث تنيناً ينقذني
    أو حوتاً يمنعني
    من شر قراصنة الدهرْ..


(169)
أو .. فاخرق فُلكي..
    فورائي ملك يأخذ كلَّ السفن الشيعيةِ
غَصْبَا ..!
يا ( خِضْرَ ) الامَّةِ
والبابَ الاوحد لمدينة علم الاسماءْ
علمني مما تعلم رُشدَا
فأنا لا أسطيع الصبرَ
على تأويل الغيب المدهشْ
أو أقم اليوم جداري
فلرُبَّ كنوز النصر المحبوسِ
انطمرت تحتَهْ ..
أو فاجعل رَدماً .. أو سَدَّا ..
يحجب عني غارات ( التَّتر ) الهمجيَّهْ
يا ( ذا القرنينْ ) ..!
رَزئي عظمت أوصابُهْ
كَرْبي لا تُفرجُ أبوابُهْ ..
والمعركة العظمى تشتد .. وتحتدُّ
كأنَّا في ( صفينَ ) الفتنةِ
وأباطيلِ ( المُخْدَجْ ) ..!
و ( ابنُ العاص ) يتاجر في عورتهِ
في أسواق الوطن العربيّْ ..
وصلاةٌ في ( الازهرِ )


(170)
تُختم بدعاء ( للاخشيدْ )
يتبعها الكرسيُّ الاول في ( دار الافتاءْ )
أقفرت ( الفسطاطُ ) ..
ولم يصل ( العهدُ ) إليها
و ( الاشتر ) قتلته جنود الشيطانِ
المدسوسةُ في العسل الامويّْ .. !
و ( ابنُ أبي بكر ) أذرته الريح رمادًا ..
بعد الفتكِ ..
وبعد الحرْقِ ..
وجيفة ( أولاد أبي سفيانَ )
تفوح بسوق العطارينَ
فيحسبها الجهلة عطرًا نبويَّا ..!!
    دعني أستطرد في مأساتي ..
    أفلسنا نحتفل اليوم هنا
    بولاية عهدكْ ؟!
    قُتل الخراصونَ
    وسُحق الاعلاميونَ
    ومُحقت شبكات ( الاينترنتّ ) جميعَا ..!
    فلماذا لا يأتي خبر ولايتك اليومَ
    على تلك الصفحات المحمومهْ ..؟


(171)
    أم أنّ العالم مهووس بفضائحِ
        رؤساء الجمهوريَّهْ ؟
        واستنساخ ضفائر ( مونيكا لوينسكي )
        وسط طقوس صهيونيَّهْ ؟!
    فلتخرسْ كل إذاعات الفُجَّار المسموعةِ والمرئيَّهْ ..
        ولتُحرقْ صفحاتُ الاحداثِ
        وتصمتْ أخبار القتلِ
        وأنباءُ السرقةِ
والوفياتِ الملكيَّهْ
    أفلم تُسرق منك عباءتك البيضاءْ
        والبُردُ النبويُّ الاشرفُ
    والبيعةُ
        والسعفاتُ الخضراءْ ..
    أفلم تقتلك الفئةُ الباغيةُ
        وأنت تؤم صلاة الصبحْ ..؟
    فلماذا لا تتصدر تلك الاخبارُ
        الصحف اليوميَّهْ ..؟!
    ولماذا لا تُنتج ( هوليودُ ) الامريكيةُ
        فيلماً عنك ؟
    ولماذا لا تهتم ( أكاديمياتُ استوكهولمَ )
        بابداع الشعراء العلويينْ .. ؟
    أم أنّ ( يهوذا الاسخريوطيَّ )


(172)
    يراقب أبواب وزارات الاعلام المأجورةِ
    ويلوّح بمقص ( القيصرِ )
        قُدّامَ صفوف النُّخبهْ ..
    ويوزع جائزة ( الايات الشيطانيةِ )
        في اللا أدبِ
        وفي الزندقةِ
        وفي السحرِ
        وفي الشعوذةِ
وفي الدجل الدوليّْ ؟!
    قتلتنا الجائزةُ التقديريةُ
        للدول التتريَّهْ !!
    قتلتنا جائزة ( نوبلْ ) !
    قتلتنا جائزة ( البابطينْ )
        وجائزة ( البابطيـ ... ) !!
        و ( سعادِ الصبَّاحْ )
    قتلتنا أموال الاسلحةِ
    وأموالُ النفطِ
    وأموالُ ( ذواتِ الراياتْ ) !!
    فلماذا لا يظهر من خلف السحبِ
    ( حفيدكَ ) ..
        حتى يصعد منبركَ المبنيَّ
        بأعواد الحنطة في ( مصرَ )


(173)
    ويمنحَ أحدًا منا جائزة السنبلة الذهبيَّهْ ؟!
    يا ألقَ الابطالِ
    ووحيَ الاجيالِ
    وإبداعَ المعجزة النبويَّهْ ..!
    قتلتنا ( أحفاد أميَّهْ ) ..
    فالشاعر في مذهبهم
        من يتغزلُ .. في ( هندْ ) ..
        أو يُقتلُ .. عشقاً في ( هندْ ) ..
        أو يفعلُ .. حتى !! .. في ( هندْ ) ..!!
ويقولون : تعالوْا نتحاورُ في الاديانْ !!
أنحاور قَتَلَتَنا ..
والواحدُ منهم يتقلد سيفَا
لا حرفَا ..؟!
ويقولون : تعالوْا لنوحّد شمل القوميَّهْ !
أنوحّد شمل القوميةِ
تحت كساء ( أميّةَ )
في ظل الشجرةِ ـ تَبًّا للشجرةِ ـ !!
وهي الملعونةُ في القرآنْ ..؟!
ويقولون : تعالوا نتصالح مع أولاد القردهْ !!
ونطبّعُ آيات الفرقان النازلِ
مع ( توراة ) الممسوخين خنازيرًا


(174)
ونصلّي خلف ( الحبر الاعظمِ )
في ( القدس ) المملوءة بالكهنة والاصنامْ !
وتعالوا ننبطح ـ كما الزئبقِ ـ
حتى تمنحنا ( أمريكا ) مليارًا ..
أو قنطارًا ..
في العامْ !!
وكأنّ كنوزَ العالم تملكها أمريكا ..
وكأنّ ( الروح ) تنزّل في ( ليل القَدرِ )
على أمريكا ..
وكأن الله اختار خليفته في الدنيا
من أمريكا ..
وكأن ( أبانا آدمَ ) نزل بأسلاب الجنةِ
في أمريكا ..
وكأن العرب العاربةَ
قبائلها نشأت من أمريكا ..
وكأن ( رسول الله ) تنبَّأ
في غار ( حراءِ ) آخرَ في أمريكا ..
وكأن ( ملاك الوحي ) إذا هبط
إلى الارضِ
احتاج إلى ( الفيزا ) من أمريكا ..
وكأن ( عليَّ بنَ أبي طالبَ )
ولد ببيت لله ـ ولا نعرفه ـ


(175)
في أمريكا ..
وكأن ( المهديَّ ) سيظهر
في ( البيت الابيض ) في أمريكا ..
وكأن الخالق ما خلق الافلاكَ
ولا الارض المدحوّةَ
لولا .. أمريكا
وكأنّ اللوحَ المحفوظَ
وعرشَ القدرةِ
والبيتَ المعمورَ
وشجرةَ ( طوبى )
والبرزخ .. والمحشرَ
والجنةَ .. والنارَ
وكُتُبَ الاعمالِ إذا صَدَرتْ
لا تُنشر إلا باجازة أمريكا ..!!
ما هذا الجهل الخارقُ
والسفه الفادحُ
والغزل الفاضحُ
ما تلك الاغنية الحمقى ..
ما تلك ( الموزيكا ) .. ؟!
لم يبق لحكام العربِ
سوى أن يدعوا أنفسهم ( ساماً ) ..
ويسموا الدول العربيةَ ( أمريكا ) ..!!


(176)
    قلبي مملوء قيحاً ..
        فدعوني أتسلّى ..
        وأُسرّي عن نفسي ..
    آلمني أن يُدعى ( عفلقُ ) قَوميًّا
    فضحكتُ .. إلى أن بلغت ضحكاتي
        مملكة الشمسِ ..
    ورأيت ( مسيلمةَ ) يحدّث في ( الازهرِ )
        ومشايخنا تستمع إلى الدرسِ ..
    ورأيتُ ( سُجاحَ ) تؤم الجمعةَ
        في زمن نحسِ ..
    فنسيت التاريخَ ..
        ولم أعرف إن كنت ولدت غدًا ..
        أو .. بالامسِ .. !
    وخطبتُ ( زليخا ) ..
        فأتت ( سالومى ) ..
        كي ترقص في عُرسي ..
    وأتيت اليوم لالقيَ شعرًا ..
        في العيد الاكبرِ
        فاحتفر ( خليفتهم ) رمسي ..
    وهو القائل في ( خُمَّ ) : بخ !!
    وهو الفاتح ـ قالوا ـ للقدسِ ..!


(177)
    وتخيّرت العيش بـ ( قُمَّ )
    فمزقه الغضبُ ..
    لان ( أبا لؤلؤةَ ) ـ وأَنعمْ !! ـ
        كان من ( الفُرْسِ ) ..
    ودعا كل جواسيس العالمِ
    حتى تتخلل أنفاسي
    وتعددَ حركاتي
    وتسجلَ سكناتي
        وتصوّرَ همسي .. !
    واستأجر كل شياطين العالمِ
        علّ وساوسهم تُبدع أحلامي
        إذ أُمسي ..
    واستخدم أمواج ( الليزرِ ) ..
        فعساه يشاهد ما يخطر في رأسي !!
    وترصّدني بالاقمار المصنوعةِ
        ليجس النبضات بقلبي
        ويترجمَ حسي ..
    واستعمل أشباحاً
    تتبعني كالظلِّ
        من الجِنةِ .. والانسِ ..
    يا هذا ..!!
    أتجند كل فصائلك المنبوذة ضدي


(178)
    وبلادي تتركها هَمَلاً للغازي
مابين يهوديّ .. وفرنسي ؟!
    آت من نهر الملحْ ..
    فأذقني يا ( ابنَ أبي طالبَ )
        شَهْد الايمانِ
    وناولني كأساً لا أُنزف عنها
        حتى أصحوَ من رَوْق سلافتها العلويَّهْ !!
23/1/99

(179)
سَمية الزهراء
جرح الاحبة فاغر ما التاما نار الصبابة لا تُحرّق عاشقا أنا طائر فوق الجبال مقسّمٌ لم يمض عصر المعجزات ، فعاودي بعثي ونشري من يديك ، وجنتي ركب الفواطم ما يزال مسافراً يفري ، ولا ندري له إيلاما وتكون برداً فوقه وسلاما إرباً ، فمن ذا يجمع الاقساما عهد الوصال وجددي الاياما عيناكِ ، طابا للمحب مُقاما مَرْواً يريد ، وروضةً ، وإماما


(180)
يمضي ، فلا الايام تقطع سيره وعليه من ألق النبوة مسحةٌ ومن الحسين بقية لدمائه يا أيها الحادي حداؤك هدني عرّج على قُمٍّ ، فانّ لنا بها شهد الحوادث منذ أول عهده ظهرت به للعالمين خوارقٌ ُطوا الرحال ، فان للثاوي به يا قبر فاطمة بقمَّ تحيةً طاب الضريح وضاع من شباكه واصطفت الاملاك في ظُلل الحمى ويزيده طول النوى إقداما أضفت عليه المجد والاعظاما صبغت بحمرة لونها الاعلاما لما ذكرتَ الاهل والارحاما قبراً على كلّ القبور تسامى ومن الحوادث ما يكون جساما تسبى العقول وتُدهش الاَفهاما عهداً يصان وحرمة وزماما من مدنف يا قبرها وسلاما أرج النبوة يغمر الاكاما زُمراً تسبح سُجّداً وقياما
بلون الغار .. بلون الغدير ::: فهرس