عيد الغدير في الاسلام والتتويج والقربات يوم الغدير ::: 16 ـ 30
(16)
ومن يراه رابع الخلفاء ، فلن تجد في المسلمين من ينصب له العداء ، إلاّ شذّاذ من الخوارج مرقوا عن الدين الحنيف.
    وتقرئنا كتب التاريخ دروساً من هذا العيد ، وتَسالُم الاُمَّة الاسلاميَّة عليه في الشرق والغرب ، واعتناء المصريِّين والمغاربة والعراقيِّين بشأنه في القرون المتقادمة ، وكونه عندهم يوماً مشهوداً للصلاة والدعاء والخطبة وإنشاد الشعر على ما فُصِّل في المعاجم.
    ويظهر من غير مورد من الوفيات لا بن خلكان التسالم على تسمية هذا اليوم عيداً :
    ففي ترجمة المستعلي ابن المستنصر 1 : 60 : فبويع في يوم عيد غدير خمّ ، وهو الثامن عشر من ذي الحجَّة سنة 487 (1).
    وقال في ترجمة المستنصر بالله العبيدي 2 : 223 : وتوفّي ليلة الخميس لاثنتي عشر ليلة بقيت من ذي الحجَّة سنة سبع وثمانين وأربعمائة رحمه الله تعالى. قلت : وهذه الليلة هي ليلة عيد الغدير ، أعني ليلة الثامن عشر من ذي الحجَّة ، وهو غدير خُمّ ـ بضم الخاء وتشديد الميم ـ ورأيت جماعة كثيرة يسألون عن هذه الليلة متى كانت من ذي الحجَّة ، وهذا المكان بين مكّة والمدينة ، وفيه غدير ماء ويقال : إنّه غيضة هناك ، ولمّا رجع النبي ( صلى الله عليه وسلم ) من مكّة شرَّفها الله تعالى عام حجَّة الوداع ووصل إلى هذا المكان وآخى عليّ بن أبي
1 ـ وفيات الاعلام 1 : 180 رقم 74 ، ط دار صادر.

(17)
طالب ( رضي الله عنه ) قال : « عليُّ مني كهارون من موسى ، اللهمَّ وال مَن والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر مَن نصره ، واخذل مَن خذله » ، وللشيعة به تعلّق كبير. وقال الحازمي : وهو واد بين مكّة والمدينة عند الجحفة [ به ] غدير عنده خطب النبيُّ ( صلى الله عليه وسلم ) ، وهذا الوادي موصوفٌ بكثرة الوخامة وشدَّة الحرّ. انتهى (1).
    وهذا الذي يذكره ابن خلكان من كبر تعلّق الشيعة بهذا اليوم هو الذي يعنيه المسعودي في التنبيه والاشراف : 221 بعد ذكر حديث الغدير بقوله : ووُلد عليٍّ ( رضي الله عنه ) وشيعته يعظمون هذا اليوم.
    ونحوه الثعالبي في ثمار القلوب ـ بعد أن عدَّ ليلة الغدير من الليالي المضافات المشهورة عند الاُمَّة ـ بقوله ص 511 : وهي الليلة التي خطب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في غدها بغدير خمّ على أقتاب الابل ، فقال في خطبته : « مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه ، اللهمّ والِ مَن والاه ، وعادِ مَن عاداه ، وانصر مَن نصره ، واخذل مَن خذله » ، فالشيعة يعظِّمون هذه الليلة ويُحيونها قياماً. انتهى (2).
    وذلك [ لـ ] اعتقاهم وقوع النصِّ على الخلافة بلا فصل فيه ، وهم وإن انفردوا عن غيرهم بهذه العقيدة ، لكنّهم لم يبرحوا مشاطرين مع الاُمة التي لم تزل ليلة الغدير عندهم من الليالي
1 ـ المصدر السابق 5 : 230 ـ 231 رقم 728.
2 ـ ثمار القلوب في المضاف والمنسوب : 636 رقم 1068.


(18)
المضافة المشهورة ، وليست شهرة هذه الاضافة إلاّ لاعتقاد خطر عظيم ، وفضيلة بارزة في صبيحتها ، ذلك الذي جعله يوماً مشهوداً أو عيداً مباركاً.
    ومن جرّاء هذا الاعتقاد في فضيلة يوم الغدير وليلته وقع التشبيه بهما في الحسن والبهجة.
    قال تميم بن المعزّ صاحب الديار المصريَّة المتوفّى 374 من قصيدة له ذكرها الباخرزي في دمية القصر : 38 :
    تروح علينا بأحداقها حِسانٌ حكتهنَّ من نشرِ هنَّهْ
    نواعمُ لا يستطعن النهوض إذا قمن من ثِقل أردافِهنَّهْ
    حَسُنَّ كحُسن ليالي الغدير وجئنَ ببهجة أيّامهنَّهْ (1)
    ومّما يدل على ذلك : التهنئة لامير المؤمنين ( عليه السلام ) من الشيخين وأمهات المؤمنين وغيرهم من الصحابة بأمر من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، كما ستقف على ذلك مفصَّلاً إن شاء الله ، والتهنئة من خواصّ الاعياد والافراح.

    الامر الثاني : إن عهد هذا العيد يمتد إلى أمد قديم متواصل
1 ـ دمية القصر وعصرة أهل العصر 1 : 113 ، ط مؤسسة دار الحياة.
    وفي قائل هذه الابيات كلام تجده في هامش ص 111 و 175.


(19)
بالدور النبويّ ، فكانت البدأة به يوم الغدير من حجّة الوداع بعد أن أصحر نبيُّ الاسلام ( صلى الله عليه وآله ) بمرتكز خلافته الكبرى ، وأبان للملا الديني مستقر إمرته من الوجهة الدينيَّة والدنيويَّة ، وحدَّد لهم مستوى أمر دينه الشامخ ، فكان يوماً مشهوداً يسرُّ موقعه كلّ معتنق للاسلام ، حيث وضح له فيه منتجع الشريعة ، ومنبثق أنوار أحكامها ، فلا تلويه من بعده الاهواء يميناً وشمالاً ، ولا يسفّ به الجهل إلى هوّة السفاسف وأيّ يوم يكون أعظم منه ؟ وقد لاح فيه لاحب السنن ، وبان جدد الطريق ، وأكمل فيه الدين ، وتمَّت فيه النعمة ، ونوّه بذلك القرآن الكريم.
    وإن كان حقّاً اتخاذ يوم تسنّم فيه الملوك عرش السلطنة عيداً يحتفل به بالمسرّة والتنوير وعقد المجتمعات وإلقاء الخطب وسرد القريض وبسط الموائد كما جرت به العادات بين الامم والاجيال ، فيوم استقرّت فيه الملوكيّة الاسلاميّة والولاية الدينيّة العظمى لمن جاء النصّ به من الصادع بالدين الكريم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى ، أولى أن يُتّخذ عيداً يُحتفل به بكلّ حفاوة وتبجيل ، وبما أنّه من الاعياد الدينية يجب أن يزاد فيه على ذلك بما يقرّب إلى الله زلفى من صوم وصلاة ودعاء وغيرها من وجوه البرّ ، كما سنوقفك عليه في الملتقى إن شاء الله تعالى.
    ولذلك كلّه أمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مَن حضر المشهد من أُمته ،


(20)
ومنهم الشيخان ومشيخة قريش ووجوه الانصار ، كما أمر أُمَّهات المؤمنين ، بالدخول على أمير المؤمين ( عليه السلام ) وتهنئته على تلك الحظوة الكبيرة بإشغاله منصَّة الولاية ومرتبع الامر والنهي في دين الله.

    أخرج الامام الطبري محمد بن جرير في كتاب الولاية حديثاً بإسناده عن زيد بن أرقم ، مرّ شطر كبير منه ص 214 ـ 216 (1) ، وفي آخره فقال :
    « معاشر الناس ، قولوا : أعطيناك على ذلك عهداً عن أنفسنا وميثاقاً بألسنتنا وصفقةً بأيدينا نؤدِّيه إلى أولادنا وأهالينا لا نبغي بذلك بدلاً وأنت شهيدٌ علينا وكفى بالله شهيداً ، قولوا ما قلت لكم ، وسلِّموا على عليٍّ بإمرة المؤمنين ، وقولوا : ( الحَمدُ للهِ الّذي هَدانا لِهذا وَما كُنّا لِنَهتَدِيَ لَوْ لا أنْ هَدانا الله ) (2) فإنَّ الله يعلم كلّ صوت وخائنة كلّ نفس ، ( فَمَنْ نَكَثَ فَإنَّما يَنْكُثُ على نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ فَسيُؤتِيهِ أجْراً عَظِيماً ) (3) ، قولوا ما يُرضي الله عنكم فـ ( إنْ تَكْفُروا فإنَّ اللهَ غَنيٌّ عَنكُم ) (4) ».
1 ـ أي : 1 : 214 ـ 216 من كتابه الغدير.
2 ـ الاعراف : 43.
3 ـ الفتح : 10.
4 ـ الزمر : 7.


(21)
    قال زيد بن أرقم : فعند ذلك بادر الناس بقولهم : نعم سمعنا وأطعنا على أمر الله ورسوله بقلوبنا ، وكان أوَّل من صافق النبيَّ ( صلى الله عليه وآله ) وعليّاً : أبو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وباقي المهاجرين والانصار وباقي الناس ، إلى أن صلّى الظهرين في وقت واحد ، وامتد ذلك إلى أن صلَّى العشاءين في وقت واحد ، وأوصلوا البيعة والمصافقة ثلاثاً (1).
    ورواه أحمد بن محمّد الطبريُّ الشهير بالخليلي في كتاب مناقب عليّ بن أبي طالب ، المؤلَّف سنة 411 بالقاهرة ، من طريق شيخه محمّد بن أبي بكر بن عبد الرحمن ، وفيه :
    فتبادر الناس إلى بيعته وقالوا : سمعنا وأطعنا لِما أمرنا الله ورسوله بقلوبنا وأنفسنا وألسنتنا وجميع جوارحنا ، ثم انكبّوا على رسول الله وعلى عليّ بأيديهم ، وكان أوَّل من صافق رسول الله (2) أبو بكر وعمر وطلحة والزبير ثمّ باقي المهاجرين والناس على طبقاتهم ومقدار منازلهم ، إلى أن صُلّيت الظهر والعصر في وقت واحد والمغرب والعشاء الاخرة في وقت واحد ، ولم يزالوا يتواصلون البيعة والمصافقة ثلاثاً ، ورسول الله كلّما بايعه فوجٌ بعد
1 ـ كتاب الولاية :
    نقل عنه بواسطة كتاب ضياء العالمين ، وروى الفتال في روضة الواعظين : مثله عن الامام الباقر ( عليه السلام ).
2 ـ فيه سقط تعرفه برواية الطبري الاول « المؤلّف ( قدس سره ) »


(22)
فوج يقول : « الحمد لله الذي فضَّلنا على جميع العالمين » ، وصارت المصافقة سنّة ورسماً ، واستعملها مَن ليس له حقٌّ فيها.
    وفي كتاب النشر والطيّ (1) :
    فبادر الناس بنعم نعم سمعنا وأطعنا أمر الله وأمر رسوله آمنّا به بقلوبنا ، وتداكوا على رسول الله وعليّ بأيديهم ، إلى أن صُلِّيت الظهر والعصر في وقت واحد وباقي ذلك اليوم إلى أن صُلّيت العشاءان في وقت واحد ، ورسول الله كان يقول كلّما أتى فوجٌ : « الحمد للهِ الذي فضّلنا على العالمين » (2).
    وقال المولوي ولي الله اللكهنوي في مرآة المؤمنين في ذكر حديث الغدير ما معرّبه :
    فلقيه عمر بعد ذلك فقال له : هنيئاً يا بن أبي طالب ، أصبحت وأمسيت ... إلى آخره ، وكان يُهنّئ أمير المؤمنين كلُّ صحابيّ لاقاه (3).
1 ـ قال السيد ابن طاووس : فمن ذلك ما رواه عنهم مصنّف كتاب الخالص ، المسمّى بالنشر والطي ، وجعله حجة ظاهرة باتفاق العدوّ والوليّ ، وحمل به نسخة إلى الملك شاه مازندران رستم بن عليّ لمّا حضره بالري. الاقبال 2 : 240.
2 ـ النشر والطيّ :
    وعنه في الاقبال لابن طاووس 2 : 247 ، ط مكتب الاعلام الاسلامي.
3 ـ مرآة المؤمنين : 41.


(23)
    وقال المؤرخ ابن خاوند شاه المتوفّى 903 في روضة الصفا (1) في الجزء الثاني من 1 : 173 بعد ذكر حديث الغدير ما ترجمته :
    ثمّ جلس رسول الله في خيمة تخـ [ ـتـ ] ـصّ به ، وأمر أمير المؤمنين عليّاً ( عليه السلام ) أن يجلس في خيمة أُخرى ، وأمر اطباق الناس بأن يهنئوا عليّاً في خيمته ، ولَمّا فرغ الناس عن التهنئة له أمر رسول الله أمّهات المؤمنين بأن يسرن إليه ويهنئنه ففعلن ، وممَّن هنَّأه من الصحابة عمر بن الخطاب فقال : هنيئاً لك يا ابن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى جميع المؤمنين والمؤمنات (2).
    وقال المؤرِّخ غياث الدين المتوفى 942 في حبيب السير (3) في الجزء الثالث من 1 : 144 ما معرّبه :
    ثم جلس أمير المؤمنين بأمر من النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) في خيمة تخـ [ ـتـ ] ـصّ به يزوره الناس ويهنئونه وفيهم عمر بن الخطاب ، فقال : بخ بخ
1 ـ ينقل عنه عبد الرحمن الدهلوي في مرآة الاسرار وغيره معتمدين عليه « المؤلّف ( قدس سره ) ».
2 ـ تاريخ روضة الصفا 2 : 541 ، ط انتشارات خيام.
3 ـ في كشف الظنون 1 : 419 : أنه من الكتب الممتعة المعتبرة ، وعدّه حسام الدين في مرافض الروافض من الكتب المعتبرة ، واعتمد عليه أبو الحسنات الحنفي في الفوائد البهية وينقل عنه في : 86 و 87 و 90 و 91 وغيرها « المؤلّف ( قدس سره ) ».
    راجع : كشف الظنون 1 : 629 ، ط وكالة المعارف الجليلة.


(24)
يابن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة ، ثم أمر النبيّ أُمهات المؤمنين بالدخول على أمير المؤمنين والتهنئة له (1).
    وخصوص حديث تهنئة الشيخين رواه من أئمّة الحديث والتفسير والتاريخ من رجال السنّة كثيرٌ لا يستهان بعدّتهم ، بين راو مرسلاً له إرسال المسلّم ، وبين راو إيّاه بمسانيد صحاح برجال ثقات تنتهي إلى غير واحد من الصحابة : كابن عباس ، وأبي هريرة ، والبراء بن عازب ، وزيد بن أرقم.
    فممّن رواه :
    1 ـ الحافظ أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة ، المتوفّى 235 ، المترجم ص 89 (2).
    أخرج باسناده في المصنّف ، عن البراء بن عازب قال : كنّا مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في سفر ، فنزلنا بغدير خمّ ، فنودي الصلاة جامعة ،
1 ـ حبيب السير 1 : 411.
2 ـ قال في صفحة 89 من كتابه الغدير الجزء الاول :
    الحافظ عبد الله بن محمد بن أبي شيبة أبو بكر العبسي الكوفي ، المتوفى 235 ، وثّقه العجلي وأبو حاتم وابن خراش ، وقال ابن حبان : كان متقناً حافظاً ديّناً.
    ترجمه الذهبي في تذكرته 2 : 20 ، والخطيب في تاريخه 10 : 66 ـ 71 ، وابن حجر في تهذيبه 6 : 4.


(25)
وكسح لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) تحت شجرة فصلّى الظهر ، فأخذ بيد علي فقال : « ألستم تعلمون أنّي أولى بكلّ مؤمن من نفسه ؟ » (1) قالوا : بلى ، فأخذ بيد علي فقال : « اللهمّ مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه ، اللهمّ وال مَن والاه ، وعاد مَن عاداه » ، فلقيه عمر بعد ذلك فقال : هنيئاً لك يا بن أبي طالب ، أصبحتَ وأمسيتَ مولى كلّ مؤمن ومؤمنة (2).
    2 ـ إمام الحنابلة أحمد بن حنبل ، المتوفّى 241 :
    في مسنده 4 : 281 عن عفّان ، عن حمّاد بن سلمة ، عن عليّ بن زيد ، عن عديّ بن ثابت ، عن البراء بن عازب قال : كنّا مع رسول الله ... إلى آخر اللفظ المذكور من طريق ابن أبي شيبة ، غير أنّه ليست فيه كلمة : « اللهمّ » الاُولى (3).
1 ـ في المصدر : « فقال الستم تعلمون [ أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ » قالوا : بلى ، قال : « ألستم تعلمون ] أنّي أولى بكلّ مؤمن من نفسه ؟ » قالوا : بلى ....
2 ـ المصنّف 12 : 78 ح 12167 ، ط الدار السلفية في الهند. و 7/503 ح 55 من باب 18 من كتاب الفضائل ، ط دار الفكر.
3 ـ مسند أحمد 5 : 355 ح 18011.
    ورواه في المسند أيضاً 5 : 355 عن هدبة بن خالد ، عن حماد بن سلمة ... إلى آخر السند والمتن المذكور.
    ورواه أحمد أيضاً بنفس الاسناد والمتن في فضائل الصحابة 2 : 596 ح 1016 ، ط مؤسسة الرسالة.
    ورواه أيضاً في فضائل الصحابة 2 : 610 ح 1042 قال : حدّثنا إبراهيم ، قثنا حجاج ، قثنا حماد ... إلى آخر السند والمتن المذكور.
    وأخرجه أيضاً في كتاب مناقب أمير المؤمنين ، وعنه في العبقات 7 : 45 و 63.


(26)
    3 ـ الحافظ أبو العباس الشيبانيُّ النسويُّ ، المتوفّى 303 ، المترجم ص 100 (1) :
    قال : حدّثنا هدبة ، ثنا حمّاد بن سلمة ، عن زيد ، وأبو ( هارون ) (2) عن عديّ بن ثابت عن البراء قال : كنّا مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في حجّة الوداع ، فلمّا أتينا على غدير خمّ كسح (3) لرسول الله تحت شجرتين ونودي في الناس الصلاة جامعة ، ودعا رسول الله عليّاً وأخذ بيده فأقامه عن يمينه فقال : « ألست أولى بكلّ امرئ من نفسه ؟ » قالوا : بلى ، قال : « فإنّ هذا مولى مَن أنا مولاه ، اللهمّ والِ
1 ـ قال في صفحة 100 من كتابه الغدير الجزء الاول :
    الحافظ الحسن بن سفيان بن عامر أبو العباس الشيباني النسوي البالوزي ، صاحب المسند الكبير ، المتوفى 303.
    قال السمعاني في أنسابه : كان مقدّماً في الفقه والعلم والادب.
    وقال في موضع آخر : إمام متقن ورع حافظ.
    وقال السبكي في طبقاته 2 : 110 : قال الحاكم : كان محدّث خراسان في عصره مقدّماً في الثبت والكثرة والفهم والفقه والادب ...
    يأتي عنه حديث ... التهنئة باسناد صحيح رجاله كلهم ثقات.
2 ـ في المصدر : عن علي بن زيد وأبي هارون.
3 ـ في المصدر : كشح.


(27)
مَن والاه ، وعادِ مَن عاداه » ، فلقيه عمر بن الخطاب فقال : هنيئاً لك أصبحت وأمسيت مولى كلّ مؤمن ومؤمنة (1).
    4 ـ الحافظ أبو يعلى الموصلي ، المتوفّى 307 ، المترجم ص 100 (2) :
    رواه في مسنده عن هدبة عن حمّاد ... إلى آخر السند والمتن المذكورين في طريق الشيبانيِّ (3).
    5 ـ الحافظ أبو جعفر محمّد بن جرير الطبريُّ ، المتوفّى 310 :
    في تفسيره 3 : 428 قال بعد ذكر حديث الغدير : فلقيه عمر
1 ـ مسند أبي العباس الشيباني :
    عنه : الذهبي في رسالته طرق حديث من كنت مولاه رقم 93 ، وابن كثير في البداية والنهاية 5 : 209 ـ 210.
2 ـ قال في صفحة 100 من كتابه الغدير الجزء الاول :
    الحافظ أحمد بن علي الموصلي أبو يعلى ، صاحب المسند الكبير ، المتوفى 307هـ ، وثقه ابن حبان والحاكم والذهبي في تذكرته 2 : 274 ، وقال ابن كثير في تاريخه 11 : 130 : كان حافظاً خيراً حسن التصنيف عدلاً فيما يرويه ضابطاً لما يحدّث به ...
    يأتي عنه حديث التهنئة بإسناد صحيح.
3 ـ مسند أبي يعلى الموصلي :
    عنه الذهبي في رسالته طرق حديث من كنت مولاه رقم 93 ، وابن كثير في كتابه البداية والنهاية 5 : 209 ـ 210.
    ومرّ السند والمتن من طريق الشيباني برقم (3) من أرقام حديث التهنئة.


(28)
    فقال : هنيئاً لك يابن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة. وهو قول ابن عباس والبراء بن عازب ومحمد بن علي.
    6 ـ الحافظ أحمد بن عقدة الكوفيُّ ، المتوفّى 333 :
    أخرج في كتاب الولاية ـ وهو أول الكتاب ـ عن شيخه إبراهيم بن الوليد بن حمّاد (1) ، عن يحيى بن يعلى ، عن حرب بن صبيح ، عن ابن اُخت حميد الطويل ، عن ابن جدعان ، عن سعيد بن المسيّب قال : قلت لسعد بن أبي وقّاص : إنّي أُريد أن أسألك عن شيء وإنّي أتّقيك ، قال : سل عمّا بدا لك فانّما أنا عمّك ، قال : قلت : مقام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فيكم يوم غدير خمّ ، قال : نعم ، قام فينا بالظهيرة فأخذ بيد عليّ بن أبي طالب فقال : « مَن كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهمّ والِ مَن والاه ، وعادِ مَن عاداه » ، قال : فقال أبو بكر وعمر : أمسيت يابن أبي طالب مولى كلّ مؤمن ومؤمنة (2).
    7 ـ الحافظ أبو عبد الله المرزبانيُّ البغدادي ، المتوفّى 384 :
    رواه باسناده عن أبي سعيد الخدري ، في كتابه سرقات الشعر.
    8 ـ الحافظ عليّ بن عمر الدار قطنيُّ البغدادي ، المتوفّى 385 :
1 ـ في المصدر : ثنا أبي.
2 ـ كتاب الولاية :
    عنه الذهبي في رسالته طرق حديث من كنت مولاه رقم (1) ، والحافظ الكنجي في كفاية الطالب : 62.


(29)
أخرج باسناده حديث الغدير ، وفيه : أنّ أبا بكر وعمر لمّا سمعا قالا له : أمسيت يابن أبي طالب مولى كلّ مؤمن ومؤمنة ، حكاه عنه ابن حجر في الصواعق : 26 ، ومرّ عنه من طريق الخطيب البغدادي بلفظ آخر ص 232 (1).
    9 ـ الحافظ أبو عبد الله ابن بطّة الحنبليُّ ، المتوفّى 387 :
    أخرجه باسناده في كتابه الابانة ، عن البراء بن عازب ، بلفظ الحافظ أبي العباس الشيباني المذكور ، باسقاط كلمة : ( أمسيت ) (2).
1 ـ قال في صفحة 232 ـ 233 من كتابه الغدير الجزء الاول :
    الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي المتوفى 463 ، روى في تاريخه 8 : 290 عن عبد الله بن علي بن محمد بن بشران ، عن الحافظ علي بن عمر الدار قطني ، عن حبشون الخلال ، عن علي بن سعيد الرملي ، عن ضمرة ، عن ابن شوذب ، عن مطر الوراق ، عن ابن حوشب ، عن أبي هريرة ، عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ).
    وعن أحمد بن عبد الله النيري ، عن علي بن سعيد ، عن ضمرة ، عن ابن شوذب ، عن مطر ، عن ابن حوشب ، عن أبي هريرة ، عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) أنه قال : « من صام يوم ثمان عشر من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهراً » ، وهو يوم غدير خم ، لمّا أخذ النبي ( صلى الله عليه وسلم ) بيد علي بن أبي طالب فقال : « ألست أولى بالمؤمنين ؟ » قالوا : بلى يارسول الله ، قال : « من كنت مولاه فعليّ مولاه » ، فقال عمر بن الخطاب : بخ بخ يابن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كلّ مسلم ومسلمة ، فأنزل الله : ( اليومَ أكملتُ لكم دينكم ) الاية.
2 ـ الابانة :
    وعنه في مناقب آل أبي طالب 3 : 45.
    ومرّ لفظ الحافظ الشيباني برقم (3) من أرقام حديث التهنئة.


(30)
    10 ـ القاضي أبو بكر الباقلاني البغدادي ، المتوفّى 403 ، المترجم ص 107 (1) :
    أخرجه في كتابه التمهيد في أصول الدين : 171.
    11 ـ الحافظ أبو سعيد الخركوشي النيسابوري ، المتوفى 407 :
    رواه في تأليفه شرف المصطفى ، بإسناده عن البراء بن عازب بلفظ أحمد بن حنبل ، وبإسناد آخر عن أبي سعيد الخدري ولفظه : ثم قال النبي ( صلى الله عليه وسلم ) : « هنِّئوني هنِّئوني ، إنَّ الله تعالى خصّني بالنبوّة وخصّ أهل بيتي بالامامة » ، فلقي عمر بن الخطاب أمير المؤمنين فقال : طوبى لك يا أبا الحسن أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة (2).
    12 ـ الحافظ أحمد بن مردويه الاصبهاني ، المتوفّى 416 :
    أخرجه في تفسيره ، عن أبي سعيد الخدري ، وفيه : فلقي عليّاً ( عليه السلام ) عمر بن الخطاب بعد ذلك فقال : هنيئاً لك يابن أبي طالب ،
1 ـ قال في صفحة 107 من كتابه الغدير الجزء الاول :
    المتكلم القاضي محمد بن الطيب بن محمد أبو بكر الباقلاني ، المتوفى 403 ، من أهل البصرة ، سكن بغداد ، من أكثر الناس كلاماً وتصنيفاً في الكلام ، وثقه الخطيب في تاريخه 5 : 379 وأثنى عليه.
2 ـ شرف المصطفى :
    عنه في مناقب آل أبي طالب 3 : 45 ـ 46 ، ط دار الاضواء.
عيد الغدير في الاسلام والتتويج والقربات يوم الغدير ::: فهرس