عيد الغدير في الاسلام والتتويج والقربات يوم الغدير ::: 91 ـ 105
(91)
السحاب ، فوهبها من عليّ ، فربما طلع عليّ فيها فيقول ( صلى الله عليه وسلم ) : « أتاكم عليّ في السحاب » (1).
    وقال الحلبي في السيرة 3 : 369 : كان له ( صلى الله عليه وسلم ) عمامة تسمّى السحاب كساها عليّ بن أبي طالب كرم الله وجهه ، فكان ربما طلع عليه عليّ كرم الله وجهه فيقول ( صلى الله عليه وسلم ) : « أتاكم عليّ في السحاب » ، يعني : عمامته التي وهبها له ( صلى الله عليه وسلم ) (2) (3).
قال الاميني : هذا معنى ما يُعزى إلى الشيعة

1 ـ راجع : إحياء علوم الدين 2 : 345.
2 ـ السيرة الحلبية 3 : 341.
3 ـ وأخرج حديث : أنّ النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كسا عليّاً عمامته السحاب ، غير من ذكرهم العلامة الاميني :
    1 ـ العلامة السيوطي ، في كتابه الحاوي : 73 ، ط القاهرة.
    2 ـ العلامة الشيخ الشعراني ، في كتابه كشف الغمة 2 : 217 ، ط مصر.
    3 ـ الحافظ أحمد بن حجر العسقلاني ، في كتابه لسان الميزان 6 : 23 ، ط حيدر آباد.
    أخرجه في ترجمة مسعدة بن اليسع الباهلي ، عن محمد بن وزير ، عن مسعدة ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه.
    4 ـ الشيخ عبد الرؤوف المناوي ، في كتابه الكواكب الدرّية 1 : 20 ، ط الازهر بمصر.
    5 ـ العلامة الامر تستري ، في كتابه أرجح المطالب : 587 ، ط لاهور.
    6 ـ شهاب الدين أحمد بن عبد الله الشيرازي الحسيني الشافعي ، في كتابه توضيح الدلائل : 196 ، نسخة مكتبة ملي بفارس :
    رواه عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جدّه.


(92)
    من قولهم : إن علياً في السحاب ، ولم يأوّله أيّ أحد منهم قطّ من أول يومهم على غير تأويله كما حسبه الملطي ، وإنّما أوّله الناس افتراءً علينا ، والله من ورائهم حسيب.
    فيوم التتويج هذا أسعد يوم في الاسلام ، وأعظم عيد لموالي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، كما أنه مثار حنق وأحقاد لمن ناوأه من النواصب.
    ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذ مُسْفِرَةٌ ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ * وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ * تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ ) (1)
1 ـ سورة عبس : 38 ـ 41.

(93)
    القربات يوم الغدير
    بما أنّ هذا اليوم يومٌ أكمل الله به الدين وأتمّ النعمة على عباده ، حيث رضي بمولانا أمير المؤمنين إماماً عليهم ، ونصبه عَلماً للهدى ، يحدو بالاُمة إلى سنن السعادة وصراط حقّ مستقيم ، ويقيهم عن مساقط الهلكة ومهاوي الضلال ، فلن تجد بعد يوم المبعث النبوي يوماً قد أُسبغت فيه النعم ظاهرةً وباطنةً ، وشملت الرحمة الواسعة ، أعظم من هذا اليوم الذي هو فرع ذلك الاساس المقدّس ومسدِّد تلك الدعوة القدسية.
    كان من واجب كلّ فرد من أفراد الملا الديني القيام بشكر تلكم


(94)
النعم بأنواع من مظاهر الشكر ، والتزلّف إليه سبحانه بما يتسنّى له من القرَب من صَلاة وصوم وبرّ وصلة رحم وإطعام واحتفال باليوم بما يناسب الوقت والمجتمع ، وفي المأثور من ذلك أشياء ، منها : الصوم.

    أخرج الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي المتوفّى 463 ، في تاريخه 8 : 290 ، عن عبد الله بن علي بن محمد بن بشران ، عن الحافظ علي بن عمر الدارقطني ، عن أبي نصر حبشون الخلال ، عن علي بن سعيد الرملي ، عن ضمرة بن ربيعة ، عن عبد الله بن شوذب ، عن مطر الوراق ، عن شهر بن حوشب ، عن أبي هريرة قال : قال : من صام يوم ثمان عشر من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهراً ، وهو يوم غدير خم ، لمّا أخذ النبي ( صلى الله عليه وسلم ) بيد عليّ بن أبي طالب فقال : « ألست ولي المؤمنين ؟ » قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : « من كنت مولاه فعليّ مولاه » ، فقال عمر بن الخطاب : بَخ بَخ لك يا بن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كلّ مسلم ، فأنزل الله : ( اليوم أكملت لكم دينكم ) ومن صام يوم سبعة وعشرين من رجب كتب له صيام ستين شهراً ، وهو أول يوم نزل جبريل ( عليه السلام ) على محمد ( صلى الله عليه وسلم ) بالرسالة.


(95)
    ورواه بطريق آخر عن علي بن سعيد الرملي.
    وأخرج العاصمي في زين الفتى قال : أخبرنا محمد بن أبي زكريا ، أخبرنا أبو إسماعيل بن محمد الفقيه ، أخبرنا أبو محمد يحيى ابن محمد العلوي الحسيني ، أخبرنا إبراهيم بن محمد العامي ، أخبرنا حبشون بن موسى البغدادي ، حدّثنا علي بن سعيد الشامي ، حدّثنا ضمرة ، عن ابن شوذب ... إلى آخر السند والمتن المذكورين ، من دون ذكر صوم المبعث.
    وأخرجه ابن المغازلي الشافعي في مناقبه ، عن أبي بكر أحمد بن محمد بن طاوان ، قال : أخبرنا أبو الحسين أحمد بن الحسين بن السماك ، حدثني أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير الخلدي ، حدّثني علي بن سعيد الرملي ... إلى آخر السند والمتن (1).
    ورواه سبط ابن الجوزي في تذكرته : 18 (2) ، والخطيب الخوارزمي في مناقبه : 94 (3) ـ من طريق الحافظ البيهقي ، عن الحافظ الحاكم النيسابوري ابن البيّع صاحب المستدرك ، عن أبي يعلى الزبيري ، عن أبي جعفر أحمد بن عبد الله البزاز ، عن علي بن سعيد الرملي ... إلى آخره ـ وشيخ الاسلام الحمويني في فرائد
1 ـ مناقب علي بن أبي طالب : 18 ـ 19 ح 24 ، ط المكتبة الاسلامية.
2 ـ تذكرة الخواص : 30 ، ط المطبعة الحيدرية.
3 ـ المناقب : 156 ح 184.


(96)
السمطين في الباب الثالث عشر ، من طريق الحافظ البيهقي (1) (2).
1 ـ فرائد السمطين 1 : 77 ب 3 ح 44 ، ط مؤسسة المحمودي. و 64 ، ط دار الاضواء.
2 ـ وأخرج حديث صوم يوم الغدير ، غير من ذكرهم العلامة الاميني :
    1 ـ ابن عساكر ، في تاريخ مدينة دمشق ، بأربعة أسانيد تنتهي إلى أبي هريرة ، كما في ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق.
    2 : 75 ح 577 : أخبرنا أبو الحسن بن القيس ، عن بدر بن عبد الله ، عن أبي بكر الخطيب ، عن عبد الله بن علي بن محمد بن بشران ، عن علي بن عمر الحافظ ، عن أبي نصر حبشون ، عن علي بن سعيد ، عن ضمرة ، عن ابن شوذب ، عن مطر ، عن شهر بن حوشب ، عن أبي هريرة.
    2 : 16 ح 578 : أخبرنيه الازهري ، عن محمد بن عبد الله ، عن أحمد بن عبد الله النيّري ، عن علي بن سعيد الشامي ، عن ضمرة ، عن ابن شوذب ، عن مطر ، عن شهر بن حوشب ، عن أبي هريرة.
    2 : 76 ح 579 : أخبرناه عالياً أبو بكر بن المرزقي ، عن الحسين بن المهتدي ، عن عمر بن أحمد ، عن أحمد بن عبد الله ، عن علي بن شعيب الرقي ، عن ضمرة ، عن ابن شوذب ، عن مطر ، عن شهر بن حوشب ، عن أبي هريرة.
    2 : 77 ح 580 : وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي ، عن أبي الحسين ابن النقور ، عن محمد بن عبد الله الدقاق ، عن أحمد بن عبد الله المعروف بابن النيّري ، املاءاً لثلاث بقين من جمادى الاخرة سنة ثمان عشرة وثلاثمائة ، أنبأنا علي بن سعيد الشامي ، عن ضمرة ، عن ابن شوذب ، عن مطر الوراق ، عن شهر بن حوشب ، عن أبي هريرة.
    2 ـ العلامة يحيى بن الموفق الشجري ، المتوفى سنة 499 هـ ، في كتابه الامالي 1 : 42.
    قال : حدّثنا القاضي أبو القاسم علي بن الحسن علي التنوخي املاءاً ، قال : حدّثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ ، قال : حدّثنا أحمد بن عبد الله بن سالم ، قال : حدّثنا عليّ بن سعد الرقي.
    ( ح ) قال : وحدّثنا أبو الحسن عليّ بن عبد الله بن محمد بن عبيد الزجاج الشاهد النبيل ، قال : حدّثنا أبو نصر حيشون بن موسى بن أيوب الحلال ، قال : حدّثنا علي بن سعيد الشافي ، قال : حدّثنا ضمرة بن ربيعة ، عن ابن شوذب ، عن مطر ، عن شهر ـ يعني ابن حوشب ـ عن أبي هريرة.
    وقال في ص 146 :
    حدّثنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي املاءاً ، قال : حدّثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان الوعظ ، قال : حدّثنا أحمد بن عبد الله بن سالم ، قال : حدّثنا علي بن سعيد الرقي.
    ( ح ) قال السيد : وحدّثناه القاضي أبو القاسم ، قال : وحدّثنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن محمد بن عبيد الزجاج الشاهد النبيل ، قال : حدّثنا أبو نصر حبشون بن أيوب الحلال ، قال : حدّثنا علي بن سعيد الشامي ، قال : حدّثنا ضمرة بن ربيعة ، عن ابن شوذب ، عن مطر ، عن شهر ـ يعني ابن حوشب ـ عن أبي هريرة.
    3 ـ محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي ، المتوفى سنة 748 هـ :
    أخرجه في رسالته طرق حديث من كنت مولاه فعليّ مولاه ، رقم 86 ، عن حبشون بن موسى الخلال وأحمد بن عبد الله النيري ، عن علي بن سعيد الرملي ، عن ضمرة بن ربيعة ، عن ابن شوذب ، عن مطر الوراق ، عن شهر بن حوشب ، عن أبي هريرة.
    4 ـ علي بن شهاب الدين الهمداني ، المتوفى سنة 786 هـ ، أخرجه في كتابه مودة القربى ، كما عنه في العبقات 7 : 107.


(97)
    1 ـ أبو هريرة :
    أجمع الجمهور على عدالته وثقته ، فلا نحتاج إلى بسط المقال فيه.


(98)
    2 ـ شهر بن حوشب الاشعري :
    عدّه الحافظ أبو نعيم من الاولياء ، وأفرد له ترجمة ضافية في حليته 6 : 59 ـ 67.
    وحكى الذهبي في ميزانه ثناء البخاري عليه ، وذكر عن أحمد ابن عبد الله العجلي ، ويحيى ، وابن شيبة ، وأحمد ، والنسوي ثقته (1).
    وترجمه الحافظ ابن عساكر في تاريخه 6 : 343 وقال سُئل عنه الامام أحمد فقال : ما أحسن حديثه ووثّقه وأثنى عليه ، وقال مرّة : ليس به بأس ، وقال العجلي : هو شامي تابعي ثقة ، ووثقه يحيى بن معين ، وقال يعقوب بن شيبة : هو ثقةٌ على أنّ بعضهم طعن فيه (2).
    وترجمه ابن حجر في تهذيب التهذيب 4 : 370 ، وحكى عن أحمد ثقته وحسن حديثه والثناء عليه ، وعن البخاري حسن حديثه وقوّة أمره ، وعن ابن معين ثقته وثبته ، وعن العجلي ويعقوب والنسوي ثقته ، وعن أبي جعفر الطبري أنه كان فقيهاً قارئاً عالماً. وهناك من ضعّفه ، فهو كما قال أبو الحسن القطّان : لم
1 ـ ميزان الاعتدال 2 : 283 رقم 3756.
2 ـ تهذيب تاريخ ابن عساكر 6 : 343 ـ 344.


(99)
يسمع له حجّة (1).
    وقد أخرج الحديث عنه البخاري ومسلم والائمة الاربعة الاخرون أرباب الصحاح : الترمذي ، أبو داود ، النسائي ، ابن ماجة.
    3 ـ مطر بن طهمان الورّاق أبو رجاء الخراساني ، مولى علي ، سكن البصرة وأدرك أنساً :
    عدّه الحافظ أبو نعيم من الاولياء ، وأفرد له ترجمة في حليته 3 : 75 ، وروى عن أبي عيسى أنه قال : ما رأيت مثل مطر في فقهه وزهده.
    وترجمه ابن حجر في تهذيبه 10 : 167 ، ونقل قول أبي نعيم المذكور ، وذكر ابن حبّان له في الثقات ، وعن العجلي صدقه ونفي البأس عنه ، وعن البزّاز : ليس به بأس رأى أنساً ولا نعلم أحداً يترك حديثه ، مات 125 ، وقيل : 129 ، وقيل : قتله المنصور قرب 140 (2).
    أخرج عنه الحديث البخاري ، ومسلم وبقية الائمّة الستّة
1 ـ تهذيب التهذيب 4 : 324.
2 ـ تهذيب التهذيب 10 : 152.
    وراجع الثقات لابن حبان 5 : 435 ، وتاريخ الثقات للعجلي : 430 رقم 1584.


(100)
أرباب الصحاح.
    4 ـ أبو عبد الرحمن بن شوذب :
    ذكره الحافظ أبو نعيم من الاولياء في حليته 6 : 129 ـ 135 ، وروى عن كثير بن الوليد أنّه قال : كنت إذا رأيت ابن شوذب ذكرت الملائكة.
    وحكى الجزري في خلاصته : 170 عن أحمد وابن معين ثقته (1).
    وفي تهذيب ابن حجر 5 : 255 ما ملخّصه : سمع الحديث وتفقّه ، كان من الثقات ، قال سفيان الثوري : كان من ثقات مشايخنا ، ونقل ابن خلفون توثيقه عن ابن نمير وغيره ، وعن أبي طالب والعجلي وابن عمار وابن معين والنسائي : أنه ثقة ، ولد 86 ، وتُوفّي 144/156/157 ، أخرج حديثه الائمة الستّة غير مسلم ، وصحّح حديثه الحاكم في المستدرك والذهبي في تلخيصه (2).
    5 ـ ضمرة بن ربيعة القرشي ، أبو عبد الله الدمشقي ، المتوفّى 182 ـ 200 ـ 202 :
    ترجمه الحافظ ابن عساكر في تاريخه 7 : 36 ، وحكى عن أحمد أنه قال : بلغني إنّه كان شيخاً صالحاً ، وقال لما سئل عنه : ذلك الثقة
1 ـ الخلاصة 2 : 66 رقم 3566.
2 ـ تهذيب التهذيب 5 : 225.


(101)
المأمون رجلٌ صالحٌ مليح الحديث ، ونقل عن ابن معين ثقته ، وعن ابن سعد : كان ثقةً مأموناً خيّراً لم يكن هناك أفضل منه ، وعن ابن يونس : كان فقيهاً في زمانه (1).
    وذكر الجزري في خلاصته : 150 ثقته عن أحمد والنسائي وابن معين وابن سعد (2).
    وفي تهذيب ابن حجر ما ملخّصه : عن أحمد : رجل صالح الحديث من الثقات المأمونين لم يكن بالشام رجل يشبهه ، وعن ابن معين والنسائي وابن حبان والعجلي : ثقةٌ ، وعن أبي حاتم : صالحٌ ، وعن ابن سعد وابن يونس ما مرّ عنهما. أخرج الحديث من طريقه الائمة أرباب الصحاح غير مسلم ، وصحّح حديثه الحاكم في المستدرك والذهبي في تلخيصه (3).
    6 ـ أبو نصر علي بن سعيد أبي حملة الرملي :
    المتوفى 216 ، كذا أرّخه البخاري (4).
1 ـ تهذيب تاريخ ابن عساكر 7 : 37.
    وراجع : العلل ومعرفة الرجال لاحمد 2 : 366 رقم 2624 ، والطبقات الكبرى لابن سعد 7 : 471.
2 ـ الخلاصة 2 : 6 رقم 3154.
3 ـ تهذيب التهذيب 4 : 403.
    وراجع : الثقات لابن حبان 8 : 324 ، والجرح والتعديل لابي حاتم 4 : 467 رقم 2052 ،
4 ـ التاريخ الكبير 3 : 171 رقم 2377.


(102)
وثّقه الذهبي في ميزان الاعتدال 2 : 224 وقال : ما علمت به بأساً ، ولا رأيت أحداً إلى الان تكلَّم فيه ، وهو صالح الامر ، ولم يُخرج له أحدٌ من أصحاب الكتب الستّة مع ثقته (1).
    وترجمه بعنوان علي بن سعيد أيضاً وقال : يثبت في أمره كأنه صدوق (2).
    واختار ابن حجر ثقته في لسانه 4 : 227 وأورد على الذهبي وقال : إذا كان ثقة ولم يتكلّم فيه أحد فكيف تذكره في الضعفاء (3) !.
    7 ـ أبو نصر حبشون بن موسى بن أيوب الخلال المتوفّى 331 :
    ترجمه الخطيب البغدادي في تاريخه 8 : 289 ـ 291 وقال : كان ثقةً يسكن باب البصرة من بغداد ، وحكى عن الحافظ الدارقطني : أنه صدوق.
    8 ـ الحافظ عليّ بن عمر أبو الحسن البغدادي الشهير بدارقطني صاحب السنن المتوفّى 385 :
    ترجمه الخطيب البغدادي في تاريخه 12 : 34 ـ 40 وقال : كان
1 ـ ميزان الاعتدال 4 : 125 رقم 5833.
2 ـ ميزان الاعتدال 4 : 131 رقم 5851.
3 ـ لسان الميزان 4 : 232 رقم 616.


(103)
فريد عصره ، وقريع دهره ، ونسيج وحده ، وإمام وقته ، انتهى إليه علم الاثر والمعرفة بعلل الحديث ، وأسماء الرجال ، وأحوال الرواة ، مع الصدق ، والامانة ، والفقه ، والعدالة ، وقبول الشهادة ، وصحّة الاعتقاد ، وسلامة المذهب ، والاضطلاع بعلوم سوى علم الحديث. وحكى عن أبي الطيب طاهر بن عبد الله الطبري أنّه قال : كان الدارقطني أمير المؤمنين في الحديث ، وما رأيت حافظاً ورد بغداد إلاّ مضى إليه وسلّم له ، يعني : فسلّم له التقدمة في الحفظ وعلوّ المنزلة في العلم ، ثم بسط القول في ترجمته والثناء عليه.
    وترجمه ابن خلكان في تاريخه 1 : 359 وأثنى عليه (1) ، والذهبي في تذكرته 3 : 199 ـ 203 وقال : قال الحاكم : صار الدارقطني أوحد عصره في الحفظ والفهم والورع ، وإماماً في القرّاء والنحويّين ، وأقمتُ في سنة سبع وستين ببغداد أربعة أشهر ، وكثر اجتماعنا ، فصادفته فوق ما وُصف لي ، وسألته عن العلل والشيوخ ، وله مصنّفات يطول ذكرها ، فأشهد أنّه لم يخلف على أديم الارض مثله ... إلى آخره (2).
    وهناك توجد في كثير من المعاجم جمل الثناء عليه في تراجم ضافية لا نطيل بذكرها المقام ، ولقد أطلنا القول في إسناد هذا
1 ـ وفيات الاعيان 3 : 297 رقم 434.
2 ـ تذكرة الحفاظ 3 : 991 ـ 995.


(104)
الحديث لان نوقفك على مكانته من الصحّة ، وأنّ رجاله كلّهم ثقات ، وبلغت ثقتهم من الوضوح حدّاً لا يسع معه أيّ محوّر للقول أو متمحّل في الجدل أن يغمز فيها ، فتلك معاجم الرجال حافلة بوصفهم بكلّ جميل.
    على أنّ ما فيه من نزول الاية الكريمة : ( اليومَ أكملتُ لَكُم دينكم ) (1) يوم غدير خمّ معتضدٌ بكلّ ما أسلفناه من الاحاديث الناصّة بذلك ، وفي رواتها مثل : الطبري (2) ، وابن مردويه (3) ، وأبي نعيم (4) ، والخطيب (5) ، والسجستاني (6) ، وابن
1 ـ المائدة : 3.
2 ـ قال المؤلّف في كتابه الغدير 1 : 230 : الحافظ أبو جعفر محمد بن جرير الطبري المتوفى 310 ، روى في كتاب الولاية باسناده عن زيد بن أرقم نزول الاية الكريمة يوم غدير خم في أمير الؤمنين ( عليه السلام ).
    وراجع : البداية والنهاية 5 : 212.
3 ـ قال في كتابه الغدير 1 : 231 : الحافظ ابن مردويه الاصفهاني المتوفى 410 ، روى من طريق أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري : إنها نزلت على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يوم غدير خم حين قال لعليّ : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، ثم رواه عن أبي هريرة ، وفيه : إنه اليوم الثامن عشر من ذي الحجة ، يعني مرجعه ( عليه السلام ) من حجة الوداع. تفسير ابن كثير 2 : 14.
    وقال السيوطي في الدر المنثور 2 : 259 : أخرج ابن مردويه وابن عساكر ...
4 ـ قال في كتابه الغدير 1 : 231 : الحافظ أبو نعيم الاصبهاني المتوفى 430 ، وروى في كتابه ما نزل من القرآن في علي ، قال حدثنا محمد بن أحمد بن علي بن مخلد ... قال حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، قال حدثني يحيى الحمّاني ، قال حدثني قيس بن الربيع ، عن أبي هارون العبدي ، عن أبي سعيد الخدري : أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) دعا الناس إلى علي في غدير خم ...
5 ـ قال في كتابه الغدير 1 : 232 : الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي المتوفى 463 ، روى في تاريخه 8 : 290 عن عبد الله بن علي بن محمد بن بشران عن ...
6 ـ قال في كتابه الغدير 1 : 233 : الحافظ أبو سعيد السجستاني المتوفى 477 ، في كتاب الولاية ، بإسناده عن يحيى بن عبد الحميد الحمّاني الكوفي ، عن قيس بن الربيع ، عن أبي هارون ، عن أبي سعيد الخدري : أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) لما دعا الناس بغدير خم...


(105)
عساكر (1) ، والحسكاني (2) ، وأضرابهم من الائمة والحفّاظ ، راجع ص230 ـ 238 (3).
1 ـ قال في كتابه الغدير 1 : 233 : الحافظ أبو القاسم بن عساكر الشافعي الدمشقي المتوفى 571 ، روى الحديث المذكور بطريق ابن مردويه عن أبي سعيد وأبي هريرة كما في الدرّ المنثور 2 : 259.
    راجع ترجمة الامام علي ( عليه السلام ) من تاريخ دمشق 2 : 75 برقم 575 و 576 و 577 و 578.
2 ـ قال في كتابه الغدير 1 : 233 : الحافظ أبو القاسم الحاكم الحسكاني ... قال أخبرنا أبو عبد الله الشيرازي ، قال : أخبرنا أبو بكر الجرجاني ...
    راجع : شواهد التنزيل 1 : 156 برقم 210 و 211 و 212 و 213 و 214 و 215 بعدة طرق عن أبي هريرة وأبي سعيد وابن عباس.
3 ـ ذكر ( قدس سره ) في كتابه الغدير 1 : 230 ـ 238 ستة عشر مصدراً من طرق العامة نصت على نزول هذه الاية حول نصّ الغدير.
عيد الغدير في الاسلام والتتويج والقربات يوم الغدير ::: فهرس