موضع آخر (1) .
   فلينظر العاقل المنصف الى هذا الخبر وما تضمّن من الأشياء القبيحة التي لا يليق (2) في حق الرسول ولا في (3) حق أهل بيته الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ؛ من وجوه (4) .
   أولها : أنه تضمّن مخالفة النبيّ عليه الصلاة والسلام فيما أمر الله تعالى في (5) قوله : ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) (6) فلم ينذر عليا ولا فاطمة ، ولا ولديهما ، ولا عمّه العباس ، ولا أولاده ، ولا أحدا من الصحابة ، ولا عرّفهم أنه لا (7) يورّث ، وما تركه يكون (8) صدقة ، ولا (9) يعرّف غير أبي بكر وحده .
____________
(1) صحيح البخاري : 4|96 و 5|25 ، حديث المتن ملفّق من هذين الحديثين مع اختلاف يسير [ 4|504 حديث 1265 و 5|252 حديث 704 و 9|551 حديث 1574 ] ، صحيح مسلم : 3|1380 حديث 1759 ، طبقات ابن سعد : 2|315 و 8|26 ، فتوح البلدان : 44 ـ 46 ، البداية والنهاية : 4|203 و 5|149 و 285 و 287 ، سنن البيهقي : 6|300 باختلاف يسير ، مشكل الآثار للطحاوي : 1|47 ، مسند أحمد : 1|6 و 9 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 6|46 ، الملل والنحل : 1|31 ، الإمامة والسياسة : 14 ، وراجع المزيد عنه الى إحقاق الحق : 10|479 .
(2) كذا ، والظاهر : لا تليق .
(3) لا توجد : في ، في نسخة (ر) .
(4) لا توجد في الطبعة الحجرية ونسخة (ر) و ( ألف ) قوله : من وجوه .
(5) في الطعبة الحجرية : مخالفة النبيّ أمر الله في ..
(6) سورة الشعراء (26) : 214 .
(7) لا توجد : لا ، في نسخة ( ألف ) ، ولها وجه .
(8) في نسخة ( ألف ) : تكون ما لا يوجد .
(9) في نسخة ( ألف ) و (ر) : ولم .

( 151 )

   ثانيها (1) : أنه تضمّن عدم شفقة الرسول على أهل بيته وأقاربه ؛ فلم يعرّفهم أنهم لا يستحقون في ميراثه شيئا ، وتركهم يطلبون ما لا يستحقّون ، مع أنه صلى الله عليه وآله وسلم كان عظيم الشفقة على الأباعد ، حتى (2) قال الله تعالى في حقّه : ( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يومنزا بهذا الحديث أسفاً ) (3) .
   ثالثها (4) : أنه تضمّن كذب أبي بكر ، لأنه حلف أن (5) لايغيّر ما (6) كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وقد روى الحُمَيْدي في الجمع بين الصحيحين (7) : أن أبا بكر يقسّم الخمس (8) نحو قسمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم غير أنه ما كان يعطي قرابة النبي عليه [ وآله ] والسلام مثل ما كان الرسول يعطيهم (9) .. وهذا تغيير ، مع أنه حلف أن لا يغيّر شيئا (10) ، فقد غيّر وكذب بيمينه (11) .
____________
(1) في الطبعة الحجرية ونسخة ( ألف ) : الثاني .
(2) لا توجد : حتى ، في نسخة ( ألف ) و (ر) .
(3) سورة الكهف (18) : 6 .
(4) في الطعبة الحجرية ونسخة ( ألف ) : الثالث .
(5) لا توجد : أن في الطبعة الحجرية .
(6) في نسخة (ر) : شيئا ، بدلا من : ما .
(7) الجمع بين الصحيحين .. ولا نعلم بطبعه ، لاحظ : سنن أبي داود 3|145 « باب مواضع الخمس » ، سنن البيهقي 6|324 « باب سهم ذوي القربى » ، مسند أحمد 4|83 ، مجمع الزوائد 5|341 .
(8) لا يوجد : الخمس ، في الطبعة الحجرية .
(9) في نسخة (ر) : يعطيهم النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم .
(10) لا توجد : شيئا ، في الطبعة الحجرية .
(11) في نسخة (ر) : في يمينه .

( 152 )

   ورابعها (1) : أنه تضمّن أنه أغضب فاطمة عليها السلام حتى هجرته الى حين (2) توفّيت ، وأغضب الله ورسوله وعليّ بن أبي طالب عليهما السلام في حقها ..
   أما أنه أغضب عليا وفاطمة ؛ فهو شيء لا يستطيع احد إنكاره .
   وأما أنه أغضب الله ورسوله ؛ فلما رواه أحمد بن حنبل في المسند (3) قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « النظر الى وجهك يا عليّ ! عبادة ، انت (4) سيد في الدنيا وسيد في الآخرة ، فمن (5) أحبك فقد أحبّني ، وحبيبي حبيب الله ، وعدوّك عدّوي . وعدوّي عدوّ الله تعالى (6) ، الويل لمن أبغضك .. الويل لمن يغضبك (7) » (8) .
____________
(1) في الطبعة الحجرية : الرابع .
(2) في نسخة (ر) : حتى بدلا من : الى حين .
(3) فضائل علي بن ابي طالب عليه السلام لابن حنبل : 147 حديث 214 .
(4) في نسخة (ر) : يا علي .. بدلا من : أنت .
(5) في نسخة (ر) : يا علي من ، بدلا من : فمن .
(6) لا توجد : تعالى ، في الطعبة الحجرية .
(7) لا توجد جملة : الويل لمن يغضبك .. في نسخة (ر) ، وفي نسخة ( ألف) تكرّر قوله : الويل لمن يغضبك .
(8) الحديث ملفّق من عدّة أحاديث ، والظاهر أنه رحمه الله أخذه حرفيا عن شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 9|171 . قال أبن أبي الحديد بعد نقله الخبر : رواه أبو عبدالله أحمد في المسند وغيره ، ورواه في كتاب فضائل علي ورواه أكثر المحدّثين .
   لاحظ : المناقب للخوارزمي : 66 ، 88 ، 260 ، الرياض النضرة 3|122 ، تهذيب التهذيب 1|10 ، البداية والنهاية 7|355 ، مجمع الزوائد 3|179 و 9|88 و 132 ـ 133 ، تاريخ بغداد 4|41 ، تذكرة خواص الأمة : 48 نقلا عن الطبراني في أوسطه ، تاريخ

=


( 153 )

   أنظروا رحمكم الله (1) الى هذا الخبر المنقول (2) عن أحمد بن حنبل ـ أحد الأئمة الاربعة (3) ـ ونقله الخوارزمي أيضا في كتاب المناقب (4) ـ وهو من أفضل (5) علماء السنة ـ ، كيف تضمّن أن حبيب عليّ حبيب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وحبيب رسول الله حبيب الله ، وعدوّ علي عدوّ رسول الله ، وعدوّ رسول الله عدوّ الله ؟!
____________
=
ابن عساكر ترجمة علي عليه السلام 2|231، ينابيع المودّة 2|72 ، فردوس الأخبار 5|324 حديث 8325 ، و 5|34 حديث 7094 ، و 5|42 حديث 7117 و 7118 عن عدة مصادر في هامشه و . والمستدرك على الصحيحين للحاكم 3|138 حديث 238 . وقد فصّل مصادره محقق إحقاق الحق : 6|434 ـ 437 ، 17|8 ـ 11 .
   قال الحاكم : الحديث صحيح على شرط الشيخين ، والراوي أبو الازهر ثقة ، وإذا تفرد الثقة بحديث فهو ـ على أصلهم ـ صحيح .
   سمعت أبا عبدالله القرشيّ يقول : سمعت أحمد بن يحيى الحلواني يقول : لما ورد ابو الأزهر من صنعاء وذاكر أهل بغداد بهذا الحديث أنكره يحيى بن معين ، فلما كان يوم مجلسه قال في آخر المجلس : أين هذا الكذّاب النيسابوري الذي يذكر عن عبد الرزّاق هذا الحديث ؟!! فقام أبو الأزهر فقال : هو ذا أنا .. فضحك يحيى بن معين من قوله وقيامه في المجلس فقرّبه وأدناه ، ثم قال له : كيف حدّثك عبدالرزاق بهذا ولم يحدّث به غيرك ؟ فقال : اعلم يا أبا زكريا ! أني قدمت صنعاء ـ وعبد الرزاق غائب في قرية له بعيدة ـ ، فخرجت إليه وأنا عليل ، فلما وصلت إليه سألني عن أمر خراسان ، فحدّثته بها ، وكتبت عنه وأنصرفت معه الى صنعاء ، فلما ودّعته قال لي : قد وجب عليّ حقّك ، فأنا أحدّثك بحديث لم يسمعه منّي غيرك .. فحدّثني ـ والله ـ بهذا الحديث لفظا ، فصدّقه يحيى بن معين واعتذر إليه .
   انظر : المستدرك للحاكم : 3|138 ذيل حديث 238 .
(1) لا توجد كلمة : رحمكم الله ، في الطبعة الحجرية ونسخة ( ألف ) .
(2) لا توجد كلمة : المنقول في نسخة ( ألف ) والطبعة الحجرية .
(3) في نسخة (ر) : أحد أئمتهم الأربع .
(4) المناقب للخوارزمي : 66 ، 88 ، 260 .
(5) لا توجد في نسخة (ر) كلمة : أفضل .

( 154 )

   فما ظنّكم فيمن أزاله عن مقامه ، وتولّى على ملك (1) ابن عمّه (2) ، وضرب زوجته بنت رسول الله سيّدة نساء العالمين ، وهمّ بإحراق بيتها ، ومنعها إرثها من أبيها (3) حتى أدّى ذلك الى سبي بناتها وقتل أولادها ، فهل ذلك حبيب عليّ وصديقه أو بغيضه (4) وعدوّه (5) ؟!
   فمن زعم (6) ذلك : أنه حبيبه وصديقه (7) ؛ فقد قال المحال ، واتّبع الضلال ، لشهادة (8) العقول ، مع (9) أن ذلك لو فعله الاخ بأخيه ، و (10) الولد بأبيه لحصلت الغضاضة (11) بينهما الى يوم القيامة .
____________
(1) في الطبعة الحجرية : تلك ، بدلا من : ملك .
(2) اي : ملك النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم .
(3) انظر : تاريخ الخلفاء : 12 ، شرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد : 2|56 و 20|17 و 147 ، السقيفة للجوهري : 50 و 73 ، مروج الذهب : 3|86 ، تاريخ الطبري : 3|202 أحداث سنة الحادي عشر ، العقد الفريد : 1|12 حديث السقيفة ، الملل والنحل : 1|57 عند ذكر فرقة النظّامية ، صحيح البخاري : 4|96 و 5|25 ، صحيح مسلم : 3|1380 حديث 759 ، الإمامة والسياسة : 14 .
(4) في الطبعة الحجرية : نقيضه ، بدلا من : بغيضه .
(5) لا توجد جملة : أو بغيضه وعدوّة .. من نسخة (ر) .
(6) في الطبعة الحجرية ونسخة ( ألف ) : قال ، بدلا من : زعم ، وجاءت على نسخة (ر) نسخة بدل : وقال .
(7) لا توجد : أنه حبيبه وصديقه .. في نسخة (ر) .
(8) في نسخة (ر) : بشهادة .
(9) لا توجد : مع ، في نسخة (ر) .
(10) في نسخة (ر) : أو ، بدلا من الواو .
(11) في الطبعة الحجرية : الفضاضة ، وفي نسخة (ر) : العداوة .

( 155 )

   ومن قال : إنه بغيضه (1) وعدوّه ـ كما هو معلوم بالضرورة ـ فقد شهد عليه بأنه عدوّ الله وعدوّ رسوله ، فقد شهدوا على أنفسهم أن أصحابهم (2) أعداء الله وأعداء رسوله ، وأنهم استحقوا الويل على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، في قوله لعلي عليه السلام : « الويل لمن أبغضك .. » في الحديث المتقدّم (3) .
   وقال الله تعالى : ( فويل للذين كفروا من النار ) (4) (5) .
   ويؤكّد ذلك ما رواه مسلم (6) في صحيحه (7) ـ في موضعين ـ أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال (8) : « فاطمة بضعة منّي من أغضبها فقد أغضبني » (9) .
____________
(1) في الطبعة الحجرية : نقيضه ، بدلا من : بغيضه .
(2) لا توجد : أصحابهم .. في الطبعة الحجرية .
(3) من قوله : في قوله .. الى هنا لا يوجد في الطبعة الحجرية ونسخة (ر) .
(4) من قوله : وقال الله .. الى هنا لا يوجد في نسخة (ر) .
(5) سورة ص (38) : 27 .
(6) في نسخة (ر) : البخاري ، وهو صحيح ، وقد ورد في كتاب المناقب منه حديث 3437 ، ومثله 3483 ، وقريب منه حديث 3450 .
(7) صحيح مسلم : 4|1903 حديث 94 .
(8) لا توجد : قال ، في الطبعة الحجرية ، وفي نسخة (ر) : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن ..
(9) في نسخة ( ألف ) : يؤذيني ما يؤذيها .. بدلا من : من أغضبها فقد أغضبني ؛ ولاحظ : صحيح البخاري 5|26 و 36 ، خصائص النسائي : 246 حديث 135 ، كنز العمّال 12|126 ، مصنّف ابن أبي شيبه 12|126 ، مصابيح السنة للبغوي 4|185 حديث 4799 ، كفاية الطالب : 365 حديث 1029 ، فضائل ابن شاهين : 42 حديث 22 ، مشكاة المصابيح 3|1732 حديث 6130 ، المعجم الكبير للطبراني 22|404 حديث

=


( 156 )

   وروى البخاري في صحيحه (1) : أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : « فاطمة بضعة منيّ يؤذيني ما يُؤذيها » (2) .
   وروى الحميدي في الجمع بين الصحيحين هذين الحديثين ، وروى صاحب الجمع بين الصحاح الستة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : « إن فاطمة بضعة مني ، فمن أغضبها فقد أغضبني » (3) .
   فقد شهد مسلم والبخاري وصاحب الجمع بين الصحيحين وصاحب الجمع
____________
=
1012 و 405 حديث 1013 ، المستدرك على الصحيحين للحاكم 3|159 .
   قال المناوي في فيض القدير : استدل السهيلي على أن من سبّها كافر لأنه يغضبها ، وأنها أفضل من الشيخين ، وقال الشريف السمهودي : ومعلوم أن أولادها بضعة منها فيكونون بواسطتها بضعة منه ، وقال ابن حجر : وفيه تحريم أذى من يتأذّى المصطفى بتأذّيه فكلّ من وقع منه في حق فاطمة شيء فتأذت به ، فالنّبي صلى الله عليه وآله وسلم يتأذى بشهادة هذا الخبر ، ولاشيء أعظم من إدخال الأذى عليها من قبل وُلدها ...
   وانظر : فيض القدير 4|421 ، سنن أبي داود 2|558 ، سنن ابن ماجة 1|346 ، سنن البيهقي 7|307 ، و 1|201 ، كنز العمّال 12|107 حديث 34215 ، تفسير فخر الدين الرازي 14|167 ذيل آية المودّة ، حليه الأولياء 2|40 .
(1) صحيح البخاري 7|47 ، صحيح مسلم كتاب فضائل الصحابة حديث 4483 ، وسنن الترمذي كتاب المناقب حديث 3802 و 3804 ، سنن أبي داود ، كتاب النكاح حديث 1773 ، سنن ابن ماجة ، كتاب النكاح الحديث 1988 ـ 1989 ، فرائد السمطين : 46 ، مسند أحمد 4|5 و 328 ، الجامع الصحيح للترمذي 5|698 حديث 6938 ( كتاب المناقب ) ، المستدرك على الصحيحين للحاكم 3|159 .
(2) جاءت الروايتان في نسخة (ر) و ( ألف ) مشوشتين ومقلوبتين هكذا : .. ويؤكد ذلك ما رواه البخاري في صحيحة في موضعين قال : قال رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم : « إن فاطمة بضعة مني يؤذيني ما يؤذيها » . وروى البخاري في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : « فاطمة بضعة مني من أغضبها فقد أغضبني » .
(3) جاءت زيادة في نسخة ( ألف ) : ومن أغضبني فقد أغضب الله .

( 157 )

بين الصحاح الستة وغيرهم (1) من علماء السنة : أن من أغضب فاطمة عليها السلام وآذاها فقد آذى أباها وأغضبه ، ويشهدون ويصحّحون أن أبا بكر أغضبها وآذاها ، وهجرته الى أن ماتت ، وقد قال الله تعالى في محكم كتابه : ( إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة ) (2) .
   فقد شهدوا أن الله تعالى قد لعن صاحبهم الذي آذى فاطمة وأغضبها ، وآذى أباها وأغضبه ، وآذى الله بإيذائهما ، ومع ذلك أنهم (3) ينكرون على الشيعة أنهم يلعنون .. ! أيهما أعظم (4) ؟! لعن البشر الذي أنكروه ، أو لعن الله الذي أثبتوه ؟!! وذلك من جملة العدوان والعمى (5) الذي ارتكبوه .
   وأصرح من ذلك ما رواه أخطب خوارزم في كتاب المناقب ـ وهو من أعيان علماء (6) السنة ـ عن أبي ذر رحمه الله ، الذي رووا (7) عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال في حقه (8) : « ما أقلّت الغبراء ولا أظلمت الخضراء أصدق لهجة من أبي ذر » (9) .
____________
(1) لا يوجد من قوله : أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .. الى هنا في الطبعة الحجرية ونسخة ( ألف ) ، وفيها : وغيره .. بدل : وغيرهم .
(2) سورة الأحزاب (33) : 57 .
(3) لا توجد : أنهم في نسخة (ر) .
(4) كذا في الطبعة الحجرية : وفي غيرها : دائما أعظم .
(5) لا توجد : والعمى .. في المطبوع من الكتاب ، ونسخة ( ألف ) .
(6) لا توجد كلمة : علماء .. في نسخة ( ألف ) والطبعة الحجرية .
(7) في المطبوع : رواه .
(8) في الطبعة الحجرية : في حقه انه قال فيه ..
(9) الجامع الصحيح للترمذي 5|669 حديث 3801 و 3802 ، سنن ابن ماجة : 55

=


( 158 )

   قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « من ناصب (1) عليا الخلافة بعدي فهو كافر ، وقد (2) حارب الله ورسوله » (3) .
   أنظروا الى هذا الخبر المروي عن علمائهم ـ عن الموصوف على لسان الصادق الأمين (4) أنه قال : ما أقلّت الغبراء ولا أظلت الخضراء أصدق منه .. ـ كيف تضمّن النص الصريح ـ الذي لا يحتمل (5) تأويل ـ بكفر من ناصب (6) عليا الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟ وأن فاعل ذلك يكون (7) قد حارب الله ورسوله .
   وأعجب من ذلك أنهم ـ بعد شهادتهم على أصحابهم (8) بالكفر ، وشهادتهم بلعن الله لهم ـ يتولّونهم وينكرون على الشيعة مخالفتهم وسبّهم ، مع أن الشيعة لم يصرّحوا بما صرّح به أصحابهم من كفرهم ومحاربتهم لله (9) ورسوله ،
____________
=
حديث 156 ، مسند أحمد 2|163 ، 175 ، 223 و 5|197 ، الاستيعاب 1|316 ، مشكاة المصابيخ للخطيب التبريزي 3|1757 حديث 6229 ، كنز العمال 11|642 حديث 33122 .
(1) في نسخة ( ألف ) : غاصب .. بدلا من : ناصب .
(2) في المطبوع من الكتاب ونسخة ( ألف ) : بالخلافة .. فقد .
(3) المناقب لابن المغازلي 45 حديث 67 ، وراجع إحقاق الحق 4|254 ـ 256 و 7|331 ، ولم نعثر على الحديث في المناقب للخوارزمي .
(4) في نسخة (ر) : النبي صلى الله عليه وآله وسلم .. بدلا من : الصادق الأمين ..
(5) في نسخة ( ألف ) والطبعة الحجرية : يحتاج الى .. بدل من : يحتمل .
(6) في نسخة ( ألف ) : غاصب .. بدلا من : ناصب .
(7) لا يوجد : يكون .. في نسخة (ر) .
(8) في نسخة ( ألف ) والطبعة الحجرية : عليهم .. بدلا من : على أصحابهم .
(9) في الطبعة الحجرية ونسخة ( ألف ) : الله .

( 159 )

ولعن الله لهم ، ولكنّ الشيعة ألزموهم بما ألزموا به أنفسهم ، وما ذنب الشيعة إذ فارقوا أئمة شهدت أصحابهم عليهم بالكفر ؟! ومحاربة الله تعالى (1) ورسوله لهم (2) ! وتابعوا إماما شهدت (3) أعداؤه له بمحبّة الله ورسوله ، وعداوة الله ورسوله لعدوّه ، وأن الله تعالى (4) قد طهّره من الرّجس ، وأنهم مسؤولون عن ولايته يوم القيامة ـ كما روينا عنهم فيما تقدّم ـ ، وشهدوا له أن الرسول قال في حقّه : « لو أن الغياض أقلام ، والبحر مداد ، والجنّ حسّاب ، والإنس كتّاب ما أحصوا فضائل علي عليه السلام » (5) والذي تابع (6) عليا وأولاده المعصومين أختار (7) الآخرة على الدنيا ، والذي تابع (8) غيره اختار الدنيا على الآخرة : ( وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون ) (9) .
   ولنقتصر في هذا الباب على الذي أثبتناه عنهم ، فففيه كفاية لمن كان (10) له من الله عناية ، فما بعد (11) شهادة اصحابهم عليهم بالكفر ولعن الله لهم ؛
____________
(1) لا توجد كلمة : تعالى ، في الطعبة الحجرية .
(2) لا توجد : لهم ، في المطبوع من الكتاب ونسخة ( ألف ) .
(3) في نسخة ( ألف ) و (ر) : شهد .
(4) لا توجد كلمة : تعالى ، في نسخة (ر) .
(5) راجع الهامش رقم 1 من صفحة 147 .
(6) في نسخة ( ألف ) : بايع .. بدلا من : تابع .
(7) في نسخة (ر) : إستخار .
(8) في نسخة ( ألف ) : بايع .. بدلا من : تابع .
(9) سورة الشعراء (26) : 227 .
(10) لا توجد : كان ، في نسخة ( ألف ) والطبعة الحجرية .
(11) في نسخة (ر) : فإن .. بدلا من : فما بعد .

( 160 )

شيء (1) أعظم من ذلك يستدل به أحد (2) على بطلان خلافتهم وإثبات خلافة عليّ وأولاده عليهم السلام ، لكن (3) لا بد من مزيد شيء مما أورده السنّة من مثالب أصحابهم التي أقلّ قليل منها يدل على عدم صلاحيتهم للخلافة (4) ، ولنقتصر من ذلك على اليسير كما هو عادتنا .

*  *  *
____________
(1) لا توجد كلمة : شيء في نسخة (ر) .
(2) في نسخة (ر) : من أن يستدل أحد .
(3) في الطبعة الحجرية واو ، بدلا من : لكن ، وقد حذفت من نسخة ( ألف ) .
(4) في نسخة ( ألف ) : صلاحية الخلافة .

( 161 )

باب (1)
[ الصحابة في نظر العامة ]

   في مثالب (2) الصحابة من كلام علماء السنة .. وقد نقل أتباعهم من ذلك شيئا كثيرا ؛ حتى أن هشام بن محمد بن (3) السائب الكلبي (4) ـ من أعيان علماء السنّة ـ صنّف كتابا في مثالب الصحابة ، ولم يذكر لعليّ عليه السلام ولا لأولادهم عليهم السلام مثلبة واحدة تدل على نقص (5) في انسابهم ولا في أفعالهم ، ونحن نذكر شيئا يسيرا من ذلك ليدل على ما هناك (6) .
____________
(1) لا توجد كلمة ( باب ) في نسخة (ر) ، وجاء الكلام متصلا .
(2) المثالب : العيوب ، الواحدة مثلبة ، أنظر : صحاح اللغة : 1|94 مادة ( ثلب ) .
(3) حذفت كلمة : بن ، من الطعبة الحجرية .
(4) هو أبو المنذر المورخ النسابة العالم بايام العرب وأخبارهم ـ كأبيه ـ المتوفى سنة 204 هـ ، كثير التصانيف وفي مذهبه خلاف ، انظر عنه : تاريخ بغداد 14|45 ، وفيات الأعيان 2|195 ، الذريعة 1|323 ، وغيرها .
(5) في المطبوع من الكتاب : نقض .
(6) لا توجد : ليدل على ما هناك ، في نسخة ( ألف ) والطبعة الحجرية .

( 162 )

فصول (1)
في بعض ما ورد في أنسابهم

   الأول (2) :
   في نسب أبي (3) بكر بن أبي قحافة : أجمع أهل السير والنسّابون (4) أن أبا قحافة كان أجيرا لليهود يُعلم أولادهم ، وقد تعجّب أبوه ـ أبو قحافة (5) ـ يوم بُويع ابنه أبو بكر (6) للخلافة ، فقال : كيف ارتضى (7) الناس بإبني مع حضور بني هاشم ؟! قالوا : لأنه أكبر الصحابة سنا ، فقال : والله أنا (8) أكبر منه (9) ..

____________
(1) في الطبعة الحجرية : فصل ، وفي نسخة (ر) : باب .
(2) في نسخة (ر) : القول .. بدلا من : الأول .
(3) لا توجد في الحجرية ونسخة ( ألف ) : في نسب أبي .. وفيها : أبو .. ولعلّها أولى ، إذ لم يتعرّض الى نسبه بل حسبه ، فلاحظ .
(4) لا يوجد في مطبوع الكتاب ونسخة ( ألف ) : والنسابون .
(5) كلمة : أبوه أبو قحافة ، مزيدة في نسخة (ر) .
(6) لا توجد كلمة : أبو بكر ، في الطبعة الحجرية ونسخة ( ألف ) .
(7) في المطبوع من الكتاب : ارتضت .
(8) في نسخة (ر) : أنا والله ..
(9) الصواعق المحرقة لابن حجر : 13 مع تفاوت يسير ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 1|156 .

( 163 )

   فهذا يدل على بطلانه و (1) انحطاطه عن مرتبة الخلافة ، كما لا يخفى (2) .
   الثاني (3) :
   في نسب عمر بن الخطاب : روى هاشم بن (4) محمد بن (5) السائب الكلبي (6) في كتاب المثالب ـ وهومن علماء السنّة ـ قال (7) : كانت صهّاك أمة حبشية لهاشم بن عبد مناف (8) ، فواقع (9) عليها نفيل بن هاشم ، ثمّ واقع عليها (10) عبد العزيز بن رباح (11) فجاءت بنفيل جد عمر بن الخطاب (12) .
   فانظروا ـ رحمكم الله (13) ـ الى نقلهم عن إمامهم ـ المرضي (14) عندهم ـ أن
____________
(1) لا يوجد : بطلانه و .. في نسخة ( ألف ) .
(2) لا توجد : كما لا يخفى .. في نسخة ( ألف ) والطبعة الحجرية .
(3) في نسخة (ر) : القول .. بدلا من : الثاني ، ولا توجد في نسخة ( ألف ) .
(4) لا توجد : هاشم بن .. في الطبعة الحجرية ونسخة ( ألف ) ، وجاء على نسخة (ر) نسخة بدل : هاشم ، وهو الصحيح .
(5) لا توجد : بن .. في نسخة (ر) .
(6) لا توجد : الكلبي .. في نسخة ( ألف ) والطبعة الحجرية .
(7) لا توجد كلمة : قال .. في الطبعة الحجرية ونسخة ( ألف ) .
(8) لا توجد حبشية ـ الأولى ـ ، في نسخة (ر) وجاءت هنا : أمه حبشية .
(9) في نسخة ( ألف ) : فوقع .
(10) في نسخة (ر) : وقع عليها أبو نفيل بن هاشم ثمّ فوقع عليها .. وفي نسخة ( ألف ) : وقع .. بدلا من : واقع .
(11) في الطعبة الحجرية ونسخة ( ألف ) و (ر) : رياح .
(12) المثالب للكلبي : 88 ، ورواه ابن شهر آشوب في كتابه المثالب أيضا ، وكلاهما لم يطبعا ، أنظر ما جاء في بحار الأنوار 31|98 .
(13) لا توجد : رحمكم الله .. في الطعبة الحجرية ونسخة ( ألف ) ، وفيهما : أنظروا .
(14) في نسخة ( ألف ) والطبعة الحجرية : المرتضى ، بدلا من : المرضيّ .

( 164 )

جدّته صهّاك أمة حبشية (1) لهاشم (2) وهي زانية ، وجده نفيل من الزنا ، ثم يقدّمونه (3) على بني هاشم ملوك الجاهلية والإسلام ، وهو ابن أمتهم الزانية ، فهل هذا (4) يليق في العقول أو يرضى به الله ورسوله (5) ؟!!
   وروى ابن عبد ربّه في كتاب العقد (6) ـ وهو من علماء السنّة ـ في استعمال عمر ابن خطاب لعمرو بن العاص في بعض ولايته ، فقال عمرو بن العاص (7) : .. قبح الله زمانا عمل فيه عمرو بن العاص لعمر بن الخطاب ، والله إني لأعرف الخطاب يحمل (8) حزمة من الحطب (9) وعلى رأس (10) ابنه مثلها ، وما منهما إلاّ من نمرة (11) لا بتلغ رُسْغَيه (12) .
____________
(1) كلمة : حبشية .. مزيدة من نسخة ( ألف ) .
(2) كذا في نسخة (ر) ، وفي غيرها : هاشم .
(3) في الطعبة الحجرية : يقدّم ، وفي نسخة ( ألف ) : تقدّم .
(4) في مطبوع الكتاب : فهذا ، بدلا من : فهل هذا .
(5) في بعض النسخ : والرسول .
(6) العقد الفريد 1|64 [ طبعة دار الكتب العربية 1|48 ] ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1|175 .
(7) لا توجد : بن العاص ، في الطبعة الحجرية .
(8) في نسخة ( ألف ) : يعمل .
(9) في بعض النسخ : حطب .
(10) زيادة كلمة : رأس ، من نسخة (ر) ، ولا توجد في المصدر .
(11) النَمِر ـ بفتح وكسر ـ : بردعة من صوف تلبسها الأعراب . انظر : القاموس المحيط : 2|154 ، الصحاح : 2|838 .
(12) لا توجد في نسخة ( ألف ) والطبعة الحجرية : وما منها .. الى هنا ، وفي نسخة (ر) مشوّشة . والرسغ هو مفصل ما بين الساعد والكف والساق والقدم .. لاحظ : القاموس المحيط : 3|106 ، مجمع البحرين : 5|9 وغيرهما .

( 165 )

   قلت (1) : قبّح الله قوما قدّموا من هذا شأنه على مواليه بني هاشم ـ ملوك الجاهلية والإسلام ـ فإنهم ألوم منه ن كما قيل في ذلك ( شعرا ) (2) :

زنـت صهّاك بكـلّ علج * مع علمهـا بالزنا حـرام
فلا تلمهـا على زناهــا * فمـا على مثلهــا مُلام (3)
فلا تلمهــا ولُـم زنيما * يزعـم أنّ ابنهــا إمام

   الثالث (4) :
   في نسب عثمان بن عفّان : روى هشام بن (5) محمد بن السائب الكلبي أيضا (6) قال (7) : وممّن كان (8) يُلعب به ويُفتحل به عفّان (9) ، أبو عثمان .
   وقال (10) : وكان يضرب بالدّفّ !
   فمن كان أبوه هذا ، أيصلح للخلافة (11) ؟!
____________
(1) لا توجد في نسخة (ر) : قلت .
(2) في نسخة (ر) : كما قيل في شعر .
(3) لا يوجد هذا البيت في نسخة ( ألف ) .
(4) في نسخة (ر) : القول .. بدلا من : الثالث .
(5) لا توجد كلمة : هشام بن .. في نسخة ( ألف ) والطبعة الحجرية .
(6) لا توجد في نسخة ( ر) : الكلبي أيضا .
(7) مثالب العرب : 54 ـ 55 ـ من نسختنا ـ .
(8) لا توجد كلمة : كان .. في المطبوع من الكتاب نسخة ( ألف ) .
(9) في نسخة (ر) : عليه عفّان ، بدلا من : به عفان ، وقد حذفت من الحجرية : به عفان أبو ..
(10) لا توجد في نسخة ( ألف ) والطبعة الحجرية : وقال .
   انظر : مثالب العرب : 55 ـ من نسختنا ـ .
(11) من قوله : فمن كان أبوه .. الى هنا حذف من الطبعة الحجرية ونسخة ( ألف ) ، وجاءت العبارة في نسخة (ر) هكذا : فمن هذا أبوه هل يصلح للخلافة ؟