فـتـح الابــواب ::: 31 ـ 45
(31)
7 ـ تصانيفه
    يبرز الاهتمام بالجانب الدعائي جلياً واضحاً فيما ألّفه وصنّفه السيد ابن طاووس ، حتى بدا كانه الصفة الغالبة لمصنفاته ، ولعل السبب في ذلك يعود إلى امتناعه عن التصنيف في علمي الفقه والكلام إلا نادراً ، لشدّة ورعه وتحفّظه ، حتى أنّه لم يشتغل بالفقه إِلا مدة يسيرة إيماناً منه بان ما حصل عليه يكفيه عمّا في أيدي الناس ، وأن ما اشتغل فيه بعد تلك المدة لم يكن ( إلا لحسن الصحبة والأنس والتفريع فيما لا ضرورة إليه ) (1).
    ولنتركه يحدثنا عن ذلك حيث يقول : « واعلم أنّه إنما اقتصرت على تاليف كتاب غياث سلطان الورى لسكان الثرى من كتب الفقه في قضاء الصلوات عن الأموات ، وما صنفت غير ذلك من الفقه وتقرير المسائل والجوابات ، لأني كنت قد رأيت مصلحتي ومعاذي في دنياي وآخرتي في التفرغ عن الفتوى في الأحكام الشرعية ، لأجل ما وجدت من الاختلاف في الرواية بين فقهاء أصحابنا في التكاليف الفعلية ، وسمعت كلام الله جلّ جلاله يقول عن أعزّ موجود عليه من الخلائق محمد ( صلّى الله عليه واله ) : ( وَلَو
1 ـ كشف المحجة : 127.

(32)
تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأقَاويل * لأخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمينِ * ِثم لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتينَ * فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أحَدٍ عَنْهُ حَاجِزينَ ) (1) فلو صنّفت كتاباً في الفقه يُعمل بعدي عليه ، كان ذلك نقضاً لتورعي عن الفتوى ، ودخولاً تحت حظر الاية المشار إليها ، لأنّه جلّ جلاله إذا كان هذا تهديده للرسول العزيز الأعلم لو تقوّل عليه ، فكيف يكون حالي إذا تقوّلت عليه جلّ جلاله ، وأفتيت أو صنفت خطاً أو غلطاً يوم حضوري بين يديه.
    واعلم أنني إنما تركت التصنيف في علم الكلام إلآ مقدّمة كتبتها ارتجالاً في الأصول سميتها « شفاء العقول من داء الفضول » لأنني رأيت طريق المعرفة به بعيدة على أهل الإسلام ، وأنّ الله جلّ جلاله ورسوله وخاصته ( صلى الله عليه وآله ) والأنبياء قبله قد قنعوا من الأمم بدون ذلك التطويل ، ورضوا بما لا بدّ منه من الدليل ، فسرت وراءهم على ذلك السبيل ، وعرفت أن هذه المقالات يحتاج إليها من يلي المناظرات والمجادلات ، وفيما صنفه الناس مثل هذه الألفاظ غنية عن أن أخاطر بالدخول معهم على ذلك الباب ، وهو شيء حدث بعد صاحب النبوة ( عليه أفضل السلام ) وبعد خاصته وصحابته » (2).
    ومصنفاته رضوان الله عليه ، هي :
    1 ـ الإبانة في معرفة أسماء كتب الخزانة.
    2 ـ الإجازات لكشف طرق المفازات فيما يخصني من الإجازات.
    3 ـ الأسرار المودعة في ساعات الليل والنهار.
    4 ـ أسرار الصلاة.
    5 ـ الاصطفاء في تأريخ الملوك والخلفاء.
1 ـ الحاقة 69 : 4 4 ـ 47.
2 ـ الإجازات المطبوع في بحار الأنوار 107 : 42.


(33)
    6 ـ إغاثة الداعي لاعانة الساعي.
    7 ـ الإقبال بالأعمال الحسنة فيما يعمل مرة في السنة.
    8 ـ الأمان من أخطار الأسفار والأزمان.
    9 ـ الأنوار الباهرة.
    10 ـ البهجة لثمرة المهجة.
    11 ـ التحصيل من التذييل.
    12 ـ التحصين في أسرار ما زاد على كتاب اليقين.
    13 ـ التراجم فيما نذكره عن الحاكم.
    14 ـ التعريف لمولد الشريف.
    15 ـ التمام لمهام شهر الصيام.
    16 ـ التوفيق للوفاء بعد التفريق في دار الفناء.
    17 ـ جمال الأسبوع بكمال العمل المشروع.
    18 ـ الدروع الواقية من الأخطار.
    19 ـ ربيع الألباب.
    20 ـ روح الأسرار.
    21 ـ ريّ الظمآن من مرويّ محمد بن عبدالله بن سليمان.
    22 ـ زهرة الربيع في أدعية الأسابيع.
    23 ـ السعادات بالعبادات.
    24 ـ سعد السعود.
    25 ـ شفاء العقول من داء الفضول.
    26 ـ الطرائف في ( معرفة ) مذاهب الطوائف.
    27 ـ طرف من الأنباء والمناقب.
    28 ـ غياث سلطان الورى لسكان الثرى.
    29 ـ فتح الأبواب بين ذوي الألباب وبين ربّ الأرباب ، وهو الكتاب الذي بين يديك.


(34)
    30 ـ فتح الجواب الباهر.
    31 ـ فرج المهموم في معرفة الحلال والحرام من علم النجوم.
    32 ـ فرحة الناظر وبهجة الخواطر.
    33 ـ فلاح السائل ونجاح المسائل.
     34 ـ القبس الواضح من كتاب الجليس الصالح.
    35 ـ الكرامات.
    36 ـ كشف المحجة لثمرة المهجة.
    37 ـ لباب المسرة من كتاب ( مزار ) ابن أبي قرة.
    38 ـ المجتنى.
    39 ـ محاسبة النفس.
    40 ـ المختار من أخبإر أبى عمروالزاهد.
    41 ـ مسلك المحتاج إلى مناسك الحاج.
     42 ـ مصباح الزائر وجناح المسافر.
    43 ـ مضمار السبق فى ميدان الصدق.
    44 ـ الملاحم والفتن.
    45 ـ الملهوف على قتلى الطفوف.
    46 ـ المنتقى.
    47 ـ مهج الدعوات ومنهج العنايات.
    48 ـ المواسعة والمضايقة.
    49 ـ اليقين باختصاص مولانا أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) بإمرة المؤمنين (1).
    بقي أن نشير أن هذا السرد لا يمثل بأيّ حال من الأحوال جرداً شاملاً
1 ـ السيد علي آل طاووس : 12 ـ 18 ، بتصرف.

(35)
لكل مصنفات السيد ابن طاووس ، لأنّه صرّح بنفسه أنّ هناك مختصرات ورسائل لا تخطر بباله عند ذكره لمصنفاته في كتاب الإجازات ، حيث قال :
    « وجمعت وصنفت مختصرات كثيرة ما هي الآن على خاطري ، وإنشاءات من المكاتبات والرسائل والخطب ما لو جمعته أو جمعه غيري كان عدّة مجلدات ، ومذاكرات في المجالس في جواب المسائل بجوابات وإشارات وبمواعظ شافيات ما لو صنّفها سامعوها كانت ما يعلمه الله جلّ جلاله من مجلدات » (1).
1 ـ الإجازات المطبوع في بحار الأنوار 107 : 42.

(36)
8 ـ شعره
    لم نعهد شعراً للسيد ابن طاووس سوى ما أورده الشيخ شمس الدين محمد بن مكي ، قال : كتبت من خط رضي الدين بن طاووس قدس الله روحهما :
خبت نار العـلى بعد اشتــعال عدمنـا الجـود إلا فـي الأماني فيـا لـيت الـدفاتـر كُنّ قومـاً ولــو أنــي جعلت أمير جيش لأن النـــاس يـنـهزمون منـه ونادى الخير حيّ على الزوالِ وإلا فـي الدفاتـر والأمالـي فاثرى الناس من كرم الخصالِ لــما حاربـت إلا بالسـؤالِ وقد ثبتوا لأطراف العوالي (1)
    وقال الشيخ محمد حسن آل ياسين بعد أن نقل البيت الأول من هذه القطعة : « ثم ذكر خمسة أبيات من الشعر ، ولم يثبت أنها له » (2). ولم يذكر السبب لهذا التشكيك.
    ووصفه الحر العاملي بانه « كان أيضاً شاعراً أديباً منشئاً بليغاً » (3) ، إلأ أنه لم يذكرشعراً له.
1 ـ بحار الأنوار 107 : 34 ، الكنى والألقاب 1 : 328.
2 ـ السيد علي آل طاووس : 12.
3 ـ أمل الامل 2 : 205.


(37)
9 ـ وفاته ومدفنه
    توفي رضوان الله عليه في بغداد بكرة يوم الإثنين خامس ذي القعدة سنة 664 هـ ، وأما مدفنه الشريف ، فقد تضاربت الأقوال فيه ، فذهب الشيخ يوسف البحراني إلى أن « قبره ـ قدس سره ـ غير معروف الآن » (1).
    وذكر المحدث النوري أن « في الحلة في خارج المدينة قبة عالية في بستان نسب إليه ويزار قبره ويتبرك فيها ، ولا يخفى بُعده لو كان الوفاة ببغداد ، والله العالم » (2).
    وعلق السيد محمد صادق بحر العلوم على عبارة الشيخ يوسف البحراني المتقدمة قائلاً :
    « في الحلة اليوم مزار معروف بمقربة من بناية سجن الحلة المركزي الحالي ، يعرف عند أهالي الحلة بقبر رضي الدين علي بن موسى بن جعفر بن طاووس ، يزوره الناس ويتبركون به ...
1 ـ لؤلؤة البحرين : 241.
2 ـ مستدرك الوسائل 3 : 472.


(38)
    قال سيدنا العلامة الحجة السيد حسن الصدر الكاظمي ـ رحمه الله ـ في خاتمة كتابه تحية أهل القبور بما هو مأثور ، ما نصه : « ... وأعجب من ذلك خفاء قبر السيد جمال الدين علي بن طاووس صاحب الإقبال ، مات ببغداد لما كان نقيب الأشراف بها ولم يعلم قبره ، والذي يعرف بالحلة بقبر السيد علي بن طاووس في البستان هو قبر ابنه السيد علي بن السيد علي المذكور فإنه يشترك معه في الاسم واللقب » (1).
    كل ما تقدم يرسم غمامة من الشكوك والاحتمالات ، إلا أن ما ذكره السيد ابن طاووس في فلاح السائل من اختياره لقبره في جوار مرقد الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) يمكن أن يدفع كثيراً من تلك الشكوك ويبدّدها ، حيث قال :
    « وقد كنت مضيت بنفسي وأشرت إلى من حفر لي قبراً كما اخترته في جوار جدي ومولاي علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) متضيفاً ومستجيراً ووافداً وسائلاً وآملاً ، متوسلاً بكل ما يتوسل به أحد من الخلائق إليه ، وجعلته تحت قدمي والدَي ، رضوان الله عليهما ، لأني وجدت الله جل جلاله يأمرني بخفض الجناح لهما ويوصيني بالإحسان إليهما ، فاردت أن يكون رأسي مهما بقيت في القبورتحت قدميهما » (2).
     وإذا أمعنت النظر جيداً في عبارة السيد ، لا تشك أبداً فىِ أنه هل أوصى أن يدفن في هذا المكان الذي أشرف على ترتيبه في حياته أم لا ؟ وهو المعروف بدقته في الأمور الجزئية والبسيطة.
    أضف إلى ذلك ما ذكره ابن الفوطي في الحوادث الجامعة ، قال :
1 ـ هامش لؤلؤة البحرين : 241.
2 ـ فلاح السائل : 73.


(39)
« وفيها (1) توفي السيد النقيب الطاهر رضي الدين علي بن طاووس وحمل إلى مشهد جده علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قيل : كان عمره نحوثلاث وسبعين سنة » (2).
    وكما هو معروف فانّ ابن الفوطي هو أفضل من أرّخ لحوادث القرن السابع الهجري باعتبار معاصرته لتلك الفترة ، ولذلك فإن قوله مقدم على أقوال الآخرين بهذا الخصوص.
1 ـ اي في سنة 664 هـ.
2 ـ الحوادث الجامعة : 356.


(40)

(41)
القسم الثاني
« حول كتاب فتح الأبواب »
    1 ـ اسم الكتاب.
    2 ـ قالوا في الكتاب.
    3 ـ الكتب المؤلفة في الاستخارة.
    4 ـ موقع كتاب « فتح الأبواب » من هذه الكتب.
    5 ـ دراسة مصادر الكتاب :
        أ ـ تمهيد
        ب ـ منهج الدراسة
        ج ـ هدف الدراسة
        د ـ متن الدراسة
    6 ـ عملنا في الكتاب :
        أ ـ النسخ المعتمدة في التحقيق
        ب ـ منهجية التحقيق


(42)

(43)
1 ـ اسم الكتاب
    مما يمتاز به السيد ابن طاووس تصريحه باسماء مصنفاته في مقدمات كتبه ، بما لا يدع مجالاً للشك والشبهة حول اسم الكتاب ، من ذلك كتابنا هذا ، فقد صرح السيد رضوان الله عليه بانّه أسماه « فتح الأبواب بين ذوي الألباب وبين ربّ الأرباب ».
    مع هذا فقد نقل الحر العاملي في وسائل الشيعة عن كتابنا بعنوان « الاستخارات » (1) ، وذكره السيد عبدالله شبر في مقدمة كتابه إرشاد المستبصر بعنوان « فتح الغيب » (2) وأورده السيد الخوئي في معجم رجال الحديث ـ عندما عدّ مصنفات السيد ابن طاووس نقلاً عن أمل الآمل ـ بصيغة كتابين ، قائلاً : « ... وكتاب فتح الأبواب بين ذوي الألباب ، وكتاب ربّ الأرباب في الاستخارات » (3).
    ولا يخفى تعارض العناوين المتقدمة مع النصوص الصريحة بتسمية الكتاب ، وأما الصيغة الواردة في المعجم فلا ريب أنّه وهم صريح ، لعله نشأ من عدم التدقيق الجيد في مرحلة التصحيح المطبعي.
1 ـ وسائل الشيعة 1 : 6.
2 ـ ارشاد المستبصر : 20.
3 ـ معجم رجال الحديث 12 : 89.


(44)
2 ـ قالوا في الكتاب
    قد لا تعبر عبارات المدح والثناء في كثير من الأحيان عن سمو شأن الممدوح ورفعته ، إلا أنّها لو تلبست بلباس الموضوعية العلمية ، وصدرت من أهل الحلّ والعقد ، يمكن اعتبارها مقاييس ثابتة وعلامات فارقة للفصل بين الأمور والحكم عليها.
    من هذا المنطلق أحببنا أن نورد بعض ما قيل في حق كتاب « فتح الأبواب » من شهادات علمية تزيّن جيد الكتاب بكل ما هو غالٍ ونفيس :
    1 ـ قال السيد ابن طاووس في مقدمة كتابه فتح الأبواب « ... عرفت أنّه من جانب العناية الإِلهية عَلَيَّ أن أصنف في المشاورة لله جلّ جلاله كتاباً ما أعلم أنّ أحداً سبقني إلى مثله ، يعرف قدر هذا الكتاب من نظره بعين إنصافه وفضله » (1).
    وقال في كشف المحجة : « فإنّني قد ذكرت في كتاب فتح الأبواب بين ذوي الألباب وبين ربّ الأرباب ، ما لم أعرف أحداً سبقني إلى مثله » (2).
1 ـ فتح الأبواب : 113.
2 ـ كشف المحجة : 101.


(45)
    وفيه أيضاً بعد أن عد مجموعة من تصانيفه : « ... ومنها كتاب فتح الأبواب بين ذوي الألباب وبين ربّ الأرباب ، في الاستخارة ، ما عرفت أنّ أحداً سبقني إلى مثل الذي اشتمل عليه من البشارة » (1).
    وقال في كتاب الإجازات : « وممّا صَنّفته وأوضحت فيه عن أسرار وآثار ، وهو حجة على من وقف عليه من أهل الاعتبار ، كتاب سميته : كتاب فتح الأبواب بين ذوي الألباب وبين ربّ الأرباب في الاستخارة وما فيها من وجوه الصواب » (2).
    2 ـ وقال الشهيد الأول في ذكرى الشيعة : « وقد صنف السيد العالم صاحب الكرامات الظاهرة والمآثر الباهرة رضي الدين علي بن طاووس كتاباً ضخماً في الاستخارات » (3).
    3 ـ وأورده الشيخ الحر العاملي في الفائدة الرابعة في خاتمة كتاب وسائل الشيعة ضمن الكتب المعتمدة ، بعد أن قال : الفائدة الرابعة : في ذكر الكتب المعتمدة التي نقلت منها أحاديث هذا الكتاب ، وشهد بصحتها مؤلّفوها وغيرهم ، وقامت القرائن على ثبوتها ، وتواترت عن مؤلّفيها ، أو علمت صحّة نسبتها إليهم بحيث لم يبق فيها شك ولا ريب ، كوجودها بخطوط أكابر العلماء وتكرر ذكرها في مصنفاتهم وشهادتهم بنسبتها ، وموافقة مضامينها لروايات الكتب المتواترة ، أو نقلها بخبر واحد محفوف بالقرينة ، وغير ذلك ، وهي : « ... كتاب فتح الأبواب في الاستخارات » (4).
    4 ـ وقال السيد عبدالله شبر في إرشاد المستبصر : « ولم أعثر على من
1 ـ نفس المصدر : 138.
2 ـ الإجازات المطبوع في بحار الأنوار 107 : 40.
3 ـ ذكرى الشيعة : 252.
4 ـ وسائل الشيعة 0 2 : 36 ، 45.
فـتـح الابــواب ::: فهرس