فـتـح الابــواب ::: 151 ـ 165
(151)
كيف شئت » ثم يسجد ويقول مائة مرّةٍ ومرّة : « اللهمّ إنّي أستخيرك برحمتك [ خيرة ] (1) في عافية » ويكتب ستّ رِقاع ، في ثلاثٍ منها : « خيرةٌ من الله العزيز الحكيم لفلان بن فلان ( إفعل ) على اسم الله وعونه » وفي ثلاثٍ منها : « خيرةٌ من الله العزيز الحكيم لفلان بن فلان ( لا تفعل ) » والخيرة فيما يقضي الله ، ويكون تحت السجادة ، فإذا فرغت من الصلاة والدعاء ، مددت يدك إلى الرِقاع فاخذت واحدة منها ، فما خرج فيه فاعمل على الأكثر إنْ شاءَ الله تعالى وهوحسبي (2).
    هذا آخر ما رُوي عن ابن مسعود (3).
    يقول عليّ بن موسى بن جعفربن محمّد بن محمد بن الطّاووس مؤلف هذا الكتاب أيّده الله تعالى : واعلم أنّني وقفت على تصنيف لبعض المخالفين الزهاد أيضاً ، الّذي يقتدون به في الأسباب ، يتضمّن هذا حديث الاستخارة ، ويذكر فيه الرقاع الستّ ، وأنا أذكره بألفاظه ، وهذا المُصنِّف اسمه محمود بن أبي سعيد بن طاهر السجزيّ (4) ، واسم الكتاب الذي وجدت فيه من تصنيفه كتاب « الأربعين في الأدعية الماثورة عن سيّد المرسلين » ، في الحديث الثاني منه ، وحدّثني من أسكنُ إليه أنّ هذا المصنِّف زاهدٌ ، كثير التصنيف عند أصحاب أبي حنيفة ، مُعتَمد عليه ، فقال ما هذا لفظه :
1 ـ أثبتناه من البحار.
2 ـ أخرجه المجلسي في البحار 91 : 227/ 3 ، وورد في كتاب المصنف لعبدالرزاق الصنعاني 11 : 164/ 20210 ما لفظه : أخبرنا عبدالرزاق عن معمر عن قتادة أن ابن مسعود كان يقول في الاستخارة : اللهم اني استخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك ، اسالك من فضلك العظيم ، فانك تعلم ولا أعلم ، وتقدر ولا أقدر ، وأنت علآم الغيوب ، إن كان هذا الأمر خيراً لي في دنياي ، وخيراً لي في معيشتي ، وخيراً لي في عاقبة أمري فيسره لي ، ثم بارك لي فيه ، وإن كان غير ذلك خيراً لي فاقدر لي الخير حيث كان ، وأرضني به يا رحمان.
3 ـ من قوله : يقول علي بن موسى مؤلف هذا الكتاب ، إلى هنا سقط من نسخة « ش ».
4 ـ في « م » : السخيري ، ولم أعثرعلى ترجمته في ما استقصيته من كتب الرجال.


(152)
    قال رضي الله عنه : أخبرني الصدرُ الإمام الأجلّ الكبير الأستاد رُكن الدين هذا تغمّده الله بغفرانه ، وأسكنه أعلى جنانه ، بقراءتي عليه في شهر ربيع الأول سنة سبع وثمانين وخمسمائة ، قال أخبرنا الشيخ الصالح ، بقيّة المشايخ أبو الوقت عبدالأوّل بن عيسى بن شُعيب السجزيّ الصوفيّ (1) في شهور سنة إحدى وخمسين وخمسمائة ، قال أخبرنا الشيخ الإمام جمال الإسلام أبو الحسن عبدالرحمن بن محمد بن المظفَر الداوديّ (2) ، قراءةً عليه بفُوشَنْج (3) وأنا أسمع في شهور سنة خمس وستّين وأربعمائة ـ قال : وكنت في ذلك الوقت ابن خمس سنين ، فحملني (4) والدي عيسى السجزيّ على عنقه كلّ يوم يكون سماع الحديث سبعة فراسخ ، ويذهب بي إلى جمال الإسلام ( للسماع ) (5) ـ قال : أخبرنا الشيخ الإمام أبو محمد عبدالله بن أحمد بن
1 ـ أبو الوقت عبدالأول بن أبي عبدالله عيسى بن شعيب السجزي ، كان مكثراً من الحديث ، عالي الإسناد ، وطالت مدته ، وألحق الأصاغر بالأكابر ، توفي ببغداد سنة 552هـ ، وقيل : 553 هـ.
أنظر « شذرات الذهب 4 : 166 ، الكنى والألقاب 1 : 65 ».
2 ـ في « د » : الزاوودي ، تصحيف ، وهو عبدالرحمن بن محمد بن المظفر الداودي البوشنجي ، الامام أبو الحسن ، شيخ خراسان علماً وسنداً ، روى الكثير عن أبي محمد بن حمويه ، وروى عنه الصحيح للبخاري أبو الوقت السجزي ، ولد في ربيع الأول سنة 374 هـ وتوفي في شوال سنة 467 هـ.
    « تاريخ نيشابور : 483/ 1024 ، شذرات الذهب 3 : 327 ».
3 ـ في « م » : بقوسنج ، وفي « ش » : هوسنح ، وكلاهما تصحيف صوابه ما أثبتناه في المتن ، وفوشَنج : بالضم ثم السكون وشين معجمة مفتوحة ، ونون ساكنة ثم جيم ، ويقال : بالباء في أولها ، والعجم يقولون : بوشنك ، بالكاف : وهي بليده بينها وبين هراة عشرة فراسخ في واد كثير الشجر والفواكه ، وأكثر خيرات مدينة هراة مجلوبة منها ، خرج منها طائفة كثيرة من أهل العلم. « معجم البلدان 4 : 280 ».
4 ـ كذا في النسخ ، والظاهرأن الصواب : يحملني.
5 ـ ليس في « ش » ، وفي « د » : قال : أخذنا الشيخ إلى السماع.


(153)
حَمويه الحمويّ السرخسيّ (1) ، قال : أخبرنا أبو عبدالله محمد بن يوسف بن مطر الفربريّ (2) ، قال : أخبرنا إمام الدُنيا محمّد بن إسماعيل البخاريّ ، قال : حدّثنا قتيبة بن سعيد (3) ، قال : حدّثنا عبدالرحمن بن أبي الموالِ (4) ، عن محمد بن المنكدر (5) ، عن جاِبربن عبدالله (6) ( رضي الله عنه ) ، قال : « كان رسول الله ( صلّى الله عليه واله ) يعلّمنا الاستخارة في الأمور (7) ، كما
1 ـ في « م » : السرسخي ، وفي « ش » : السرخشي ، وفي « د » : السريجي ، وكلها تصحيف ، صوابه ما أثبتناه في المتن ، وهوأبومحمد السرخسي ، عبدالله بن أحمد بن حمويه بن يوسف بن أعين ، المحدث ، توفي في ذي الحجة سنة 381 هـ وله ثمان وثمانون سنة. « شذرات الذهب 3 : 100 ».
2 ـ في « م » القريري ، وفي « د » العرري ، تصحيف صوابه من « ش » ، وهر أبو عبدالله محمد بن يوسف بن مطر بن صالح بن بشر الفريري ، أوثق من روى « صحيح البخاري » عن مصنفه ، نسبته إلى فربرمن بلاد بخارى ، ولد سنة 231 هـ وتوفي في ثالث شوال سنة 320هـ.
    أنظر « العبر 2 : 183 ، وفيات الأعيان 4 : 290 ، معجم البهلدان 3 : 767 ، الوافي بالوفيات 5 : 245. »
3 ـ قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف الثقفي ، أبورجاء البغلاني بفتح الموحدة وسكون المعجمة ، روى عن عبدالرحمن بن أبي الموالي وروى عنه البخاري ، توفي سنة 240 هـ.
    « تذهيب التهذيب 8 : 358 ، تقريب التهذيب 2 : 23 1 ، شذرات الذهب 2 : 4 9 ».
4 ـ عبدالرحمن بن أبي الموال ، واسمه زيد ، قال ابن حجر : روى عن ابن المنكدر عن جابر حديثاً في الاستخارة ، مات سنة 173 هـ.
    أنظر « تهذيب التهذيب 6 : 282 ، تقريب التهذيب 1 : 500 ».
5 ـ محمد بن المنكدر بن عبدالله بن الهدير ـ بالتصغير ـ التيمي المدني ، روى عن جابر ، وعنه عبدالرحمن ، مات سنة 130 هـ أو بعدها.
    « تهذيب التهذيب ـ 9 : 473 ، تقريب التهذيب 2 : 210 ، شذرات الذهب 1 : 177 ».
6 ـ جابر بن عبدالله بن عمرو بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة ، أبو عبدالله الأنصاري السلمي ، مفتي المدينة في زمانه ، عمر دهراً وشاخ وأضر ، عاش أربعاً وتسعين سنة ، توفي في سنة 78 هـ.
    أنظر « رجال الطوسي : 12/ 2 ، تذكرة الحفاظ ا : 44 ، الإصابة 1 : 213 ، الاستيعاب 1 : 221 ».
7 ـ في « م » زيادة : كلها.


(154)
يُعلّمنا السورةَ من القرآن ، يقول : إذا همَّ أحدكم بالأمر ، فليركع ركعتين من غيرالفريضة ، ثمَّ ليقل : اللّهم إنّي أستخيرك بعلمك ، وأستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم ، فإنّك تَقْدرُ ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللّهم إنْ كنتَ تعلمُ أنّ هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ـ أو قال : في عاجل أمري وآجله ـ فاقدره لي ، ويسّره لي ، ثمَّ بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أنّ هذا الأمر شرّ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ـ أو قال : في عاجل أمري واجله ـ فاصرفهُ عنّي واصرفني عنه ، واقدر لي الخيرحيث كان ، ثمَّ رضّني به » (1).
    قال رضي اللهّ عنه : وقال بعضُ المشايخ رحمهم اللهّ : إنّهُ لمّا صلّى هذه الصلاة ودعا بهذا الدعاء ، يقطعُ بعد ذلك كاغدة ستّ رقاع ، يكتب في ثلاثٍ منها ( إفعل ) ، وفي ثلاثٍ منها ( لا تفعل ) ، ثمَّ يخلط بعضها ببعض ، ويجعلها في كمّه (2) ، ثمَّ يُخرجُ ثلاثاً منها واحداً بعد أخرى ، فإنْ وجد فيها كلّها ( إفعل ) أقدم على ذلك الأمر طيّبَ القلب ، وإنْ وجد في اثنتين منها ( إفعل ) وفي واحدةٍ ( لا تفعل ) فلا بأس بالإقدام على ذلك الأمر ، لكنّهُ دون الأوّل ، وإنْ وجدَ في كُلّها ( لا تفعل ، لا تفعل ) فليحذر عن الإقدام على ذلك الأمر ، وإنْ وجد في اثنتين منها ( لا تفعل ) فالحذر أولى ، فللأكثر حكم الكلّ (3).
    قال رضي الله عنه : وهذا إنّما يحتاج إليه في الأمور الخفيّة التي هي
1 ـ روي الحديث في : صحيح البخاري 2 : 70 ، سنن الترمذي 2 : 345/ 480 ، سنن ابن ماجة 1 : 440/ 1383 ، مسندأحمد 3 : 344 ، سنن البيهقي 5 : 249 ، كنزالعمال 7 : 813 / 21530 ، فخ الباري 11 : 155 ، إرشاد الساري 2 : 332 ، وأخرجه المجلسي في بحار الأنوار 91 : 227/ 4.
2 ـ الكُم ، بالضم : ردن القميص. « النهايةـ كمم ـ 4 : 200 ».
3 ـ أخرجه المجلسي في بحار الأنوار 1 9 : 288.


(155)
متردّدة بين المصلحة والمضرّة ، كالنكاح والشِرْكة والسفر ونحوها ، فأمّا ما ظهرت مصلحته بالدلائل القطعيّة ، كالفرائض من الصلاة والزكاة ، فإنّه لا يسأل إنْ كان هذا الأمر مصلحة فكذا ، لانْ كان غير ذلك فكذا ، ولو سأل وكتب فإنّه لا يحترز عنها وإن خرج الكلُّ ( لا تفعل ) ، وهذا لا يكون حجّةً له ، لأنّه لا عبرة للدلالة والإِشارة مع التصريح بخلافها ، وكان الواجب عليه طلب التوفيق ، لا سؤال أنّه هل هو خيرٌ أم لا ، فإنَّ خيرتهُ معلومة ، وما ظهرت مضرّته كالمناهي فلا يقدم عليها وإن خرج الكُلُّ ( إفعل ) ، لأنّه مأمورٌ بالاحتراز عنها صريحاً ، فكان الواجب عليه الاحتراز عنها لا طلب المصلحة فيها.
    ومن الدعوات التي وردت في الاستخارة قوله ( صلّى الله عليه واله وسلم ) : « اللّهمَّ خِرْ لي واختر لي ».
    وبلغني عن بعض العلماء في كيفيّة الاستخارة أنّه قال : تكتب ثلاث رقاع ، في كلّ رقعة « بسم الله الرحمن الرحيم خيرةٌ من الله العزيز الحكيم إفعلْ » وفي ثلاثٍ « بسم الله الرحمن الرحيم خيرةٌ من الله العزيز الحكيم لا تفعلْ » وتضع الرّقاع تحت السجادة ، ثمّ تُصلّي ركعتين ، في كلِّ ركعة فاتحة الكتاب وسورة الإخلاص ثلاثاً ( ثمّ تسلّم ) (1) وتقول : « اللهم إنّي أستخيرك بعلمك » إلى آخره ، ثمّ تسجد وتقول مائة مرة : « أستخير الله العظيم » ثَم ترفع رأسك (2) وتخرج من الرقاع خمسة وتترك واحدةً ، فإن كان في ثلاثٍ ( إفعلْ ) فاقصده ، فالصّلاح فيه ، إن كان في ثلاثٍ ( لا تفعل ) فامسك ، فإنّ الخيرة فيه إن شاء الله تعالى (3).
1 ـ في « ش » و « د » : وتسلم.
2 ـ في « د » و « ش » و « م » : ثم يرفع رأسه ، وما أثبتناه من بحار الأنوار.
3 ـ نقله المجلسي في بحار الأنوار 1 9 : 228 ، من قوله رضوان الله عليه : ومن الدعوات التي وردت في الاستخارة ...


(156)
    وذكر الإمام الشيخ الخطيب المستغفريّ رَحمه الله بسمرقند (1) في دعواته : إذا أردت أن تتفأل بكتاب الله عزَ وجل فاقرأ سورة الإخلاص ثلاث مرات ، ثَم صل على النبي ( صلّى الله عليه وآله ) ثلاثاً ، ثمّ قل : اللّهمَّ إنّي (2) تفألتُ بكتابك ، وتوكّلت عليك ، فأرني من كتابك ما هو المكتوم من سرّك ، المكنون في غيبك ، ثمّ افتح الجامع (3) وخذ الفال من الخط الأوّل في الجانب الأوّل من غير أن تَعُدَّ الأوراق والخطوط.
    كذا أورد مسنداً إلى رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) (4).
    وفي فردوس الأخبار : أنّ النبي ( عليه السلام ) قال : « يا أنس إذا هممت بامرٍ فاستخر ربّك فيه سبع مرّات ، ثم انظر إلى الذي يسبق إلى قلبك ، فإن الخيرة فيه » (5) يعني افعل ذلك.
    وفي وصايا النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) لعلي ( عليه الصلاة والسلام ) : « يا علي إذا أردتَ أمراً فاستخر ربّكَ ، ثمَّ ارضَ ما يخير لك ، تسعد في الدنيا والاخرة » (6).
1 ـ سَمرقَنْد : بفتح أوله وثانيه ، ويقال لها بالعربية سمران : بلد معروف مشهور ، قيل : إنهْ من أبنية ذي القرنين بما وراء النهر ، وهو قصبة الصغد مبنية على جنوبي وادي الصغد مرتفعة عليه. « معجم البلدان 3 : 246 ».
2 ـ ليس في « ش » والبحار.
3 ـ أي القرآن التام الجامع لكل السور والايات.
4 ـ نقله العلامة المجلسي في بحار الانوار 91 : 241 / 1 والشيخ النوري في مستدرك الوسائل 1 : 4/301.
5 ـ فردوس الأخبار 5 : 365/ 8451 ، كنز العمال 7 : 816/ 21539 عن كتاب عمل اليوم والليلة لابن السني ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 91 : 265 / 19 ، وفي هامش الفردوس : إسناد الحديث في زهر الفردوس 4 : 334 : قال ابن السني حدثنا ابن قتيبة العسقلاني حدثاً عبيدالله بن المؤمل الحميري ، حدثنا ابراهيم بن البراء حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده أنس مرفوعاً.
6 ـ نقله المجلسي فيِ بحار الانوار 91 : 265 ذيل ح 19.


(157)
    وروي عن أبي جعفر محمد بن علي ( عليهما السلام ) قال : « كان علي بن الحسين ( عليهما السلام ) إذا هَم بحجٍّ أو عمرةٍ أو شرى أو بيع ، تطهّرَ وصلى ركعتين للاستخارة ، يقرأ فيهما بسورة الرحمن وسورة الحشر ، فإذا فرغ من الركعتين استخار مائتي مرة ثَم قال : « اللهم إنّي قد هممتُ بامرٍ قد عَلِمْتهُ (1) ، فإن كنتَ تعلم أنّه شر لي في ديني ودنياي وآخرتي فاصرفه عنّي ، ربِّ اعزم لي على رشد وإن كرهت أو أحبت ذلك نفسي ، بسم الله الرحمن الرحيم ، ما شاء الله ، لا حول ولا قوة إلأ بالله ، حسبي الله ونعم الوكيل ، ثمّ يمضي ويعزم » (2).
    قال رضي الله عنه : ومعنى استخارته عند الهم بالحج والعمرة ـ وإن كانا من جملة العبادات ، والله أعلم ـ لأنه ربما يُرَغبُ الشيطان الإنسان في أداء شيء من النوافل ، ومقصوده أن يحرمه عند اشتغاله به من بعض الفرائض ، ويمنعهُ عمَا هو أهم له منه ، وللشيطان تسويلات وتعذيرات ، فاستخار الله تعالى ليرشده إلى ما هو الأهُم ، ويوفقه لما هو الأصلح له ، وبالله الثقة وعليه التكلان.
    قال رضي الله عنه : وبلغني عن بعض العلماء قال : من أراد أمراً فلا يشاور فيه أحداً حتى يشاور الله فيه ، بان يستخير الله أولاً ، ثم يُشاوِر فيه ، فإنه إذا بدأ بالله عز وجلّ أجرى له الخيرة على لسان من شاء من الخلق ، ثمّ ليصلّ ركعتين بقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد ، ثمَّ ليحمد الله تعالى ، وليثنِ عليه ، وليصلِّ على النبي وآله عليه السلام ، ويقول : « اللهَم إن كان هذا الأمر خيراً لي في ديني ودنياي فيسره لي وقدّره لي ، وإن كان غير ذلك
1 ـ في مكارم الأخلاق زيادة : فان كنت تعلم أنه خير لي في ديني ودنياي وآخرتي فاقدره لي.
2 ـ رواه الطبرسي في مكارم الأخلاق : 322 باختلاف يسير ، ونقله المجلسي في بحار الانوار 91 : 259.


(158)
فاصرفه عنّي » فإذا فعل هكذا استجاب الله دعاءه (1).
    وقال رضي الله عنه : ورأيت أيضاً أنّه يقول في آخر ركعة من صلاة اللّيل وهو ساجد مائة مرّة : أستخير اللهّ برحمته ، وقيل : بل يستخيره في آخر سجدةٍ من ركعتي الفجر مائة مرّة ، ويحمد الله ويثني عليه ، ويصلي على النبيّ ( صلّى الله عليه واله ) ، ويتم المائة والواحدة ويقول : اللّهمَّ يا أبصر الناظرين ، ويا أسمع السَّامعين ، ويا أسرع الحاسبين ، ويا أرحم الرَّاحمين ، صلِّ على محمد وآله وخرلي في كذا.
    وقل أيضاً : لا إله إلا الله العليّ العظيم ، لا إلهَ إلا اللهّ الحليمُ الكريمُ ، ربِّ بحرمة محمد واله صلِّ على محمد واله وخر لي في كذا في الدنيا والاخرة ، خيرة في عافيةٍ (2).
    يقول عليّ بن موسى بن جعفربن محمد بن محمد بن الطاووس أيّده الله تعالى : هذا اخر لفظ المخالف المذكور ، وإذا كان وجوه هذه الاستخارات بالرّقاع ، وما ذَكَرهُ (3) وذَكَرْنا من الدعوات ، فقد صار ذلك إجماعاً ممّن رواه من أصحابنا وممّن رواه من علماء المخالفين ، أفما يظهر للمنصف من العارفين أنَ هذه الاستخارة من جملة الطرق إلى مشورةِ (4) ربّ العالمين ، وتعليق العامل لها ما يعمله بها على تدبير مالك يوم الدين ، وظفره بالسلامة من الندامة في الدنيا ويوم القيامة ، وما زال أهل الاحتياط من الأصحاب (5) المنصفين إذا اتفق في مسألة لهم روايتهم ورواية غيرهم من علماء المسلمين
1 ـ نقله المجلسي في بحار الأنوار 91 : 265 ذيل ح 19.
2 ـ نقله المجلسي في بحار الأنوار 91 : 266..
3 ـ في « ش » و « د » : وما ذكروه.
4 ـ في « ش » : معرفة.
5 ـ في « د » و « ش » : أصحابنا.


(159)
أن يجعلوا ذلك حجّة واضحة ، ودلالة راجحة على صحّة المسألة المذكورة ، ويصير العمل بها كأنّه معلومٌ من دين النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) كالضَّرورةِ.
    ويقول ـ أيضاً ـ عليّ بن موسى بن جعفربن محمد بن محمد بن الطاووس : وممّا رويتهُ بإسنادي إلى جدّي أبي جعفر الطوسي ، فيما رواه وأسنده إلى أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة ، عما رواه أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة في كتاب تسمية المشايخ من الجزء السادس منه ، في باب إدريس ، قال :
    حدَّثني شهاب بن محمد بن علي بن شهاب الحارثي (1) ، قال : حدّثنا جعفر بن محمد بن مُعلّى ، قال : حدّثنا إدريس بن محمد بن يحيى بن عبد الله بن الحسن ، ( قال : حدثني أبي ، عن إدريس بن عبد الله بن الحسن (2) ) (3) عن جعفر بن محمد ، عن أبيه قال : « كُنا نَتعلَم الاستخارةَ كَمَا نَتَعلم السُورةَ من القرآن (4) » (5).
    وممّا رأيتهُ في آواخرِ المُجَلّدة التي فيها جزءٌ (6) من كتاب تسمية
1 ـ في « ش » : الحاوي ، ولم أعثر على ترجمته في ما استقصيته من كتب الرجال.
2 ـ إدريس بن عبدالله المحض بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، يكنى أبا عبدالله ، عده الشيخ في رجاله من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، شهد فخاً مع الحسين بن علي العابد صاحب فخ ، فلما قتل الحسين انهرم هوحتى دخل المغرب ، فدعا أهلها إلى الدين فاجابوه ، وملكوه سنة 172 هـ ، فاغتم الرشيد لذلك ، فبعث إليه سليمان بن جرير الرقي متكلم الزيدية فسقاه سماً أنظر « رجال الشيخ 150 / 152 ، عمدة الطالب : 157 ».
3 ـ ما بين القوسين ليس في « م » ووسائل الشيعة ، وما في المتن هو الصواب ، لما تقدم من كون إدريس بن عبدالله من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ).
4 ـ في « ش » وبحار الأنوار : كتاب الله عزْ وجل.
5 ـ نقله العلامة المجلسي في بحار الأنوار 91 : 224 ، والشيخ الحر في وسائل الشيعة 5 : 206/ 9
6 ـ في « د » و « ش » : أجزاء.


(160)
المشايخ تصنيف أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة المذكور ، بإسنادٍ قد تَضَمَنه الكتاب المذكور ، قال سَمِعتُ أبا عبدالله ( عليه السلام ) ، يقول : « كُنَا نَتَعَلمُ الاستخَارةَ كما نَتَعَلَمُ السورةَ من القرآن » ثمَ قال : « ما ابَالي إذا استخرت الله على أفي جنبيَّ وَقَعت » (1).
    يقول علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمّد بن الطاووس أيّده الله تعالى : ولعل قائلاً يقول : إنّ هذا التاكيد في الاستخارة ليس فى أكثرهِ ذكرُ الاستخارة بالرقاعِ لا في معناه ولا في العبارة.
    والجواب عن ذلك : أنّه قد يمكن أن يكون المعصوم ( صلوات الله عليه ) أحالَ السامع للحديث في الرقاعِِ على ما يعرفهُ من غير هذين الحديثين ، ويكون هذا الدعاء مُضافاً إلى رِقاع الاستخارةِ ، كما رواه أحمد بن محمد بن يحيى (2) قال : أراد بعض أوليائنا الخروج للتجارة ، فقال : لا أخرج حتّى آتي جعفربن محمد ( عليهما السلام ) فاسَلّم عليه ، وأستشيره في أمري هذا ، وأسأله الدعاء لي ، قال : فأتاهُ فقال : يا ابن رسول الله إنّي عزمت على الخروج للتجارةِ ، وإنّي آليت على نفسي ألا أخرج حتّى ألقاك وأستشيرك ، وأسألك الدعاء لي ، قال : فدعا لي ، وقال ( عليه السلام ) : « عليك بصدق اللّسان في حديثِكَ ، ولا تكتم عيباً يكون في تجارتك ، ولا تَغبُن المسترسل (3) فإنَ غُبنَهُ ربا ، ولا ترض للناس إلا ما ترضاه
1 ـ نقله العلامة المجلسي في بحار الأنوار 1 9 : 224 ، والشيخ الحر في وسائل الشيعة 5 : 702/10.
2 ـ الظاهر هو أحمد بن محمد بن يحيى العطار القمي ، بقرينة رواية هارون بن موسى التلعكبري عنه كما في مستدرك الوسائل ، عده الشيخ في رجاله في من لم يرو عنهم ( عليهم السلام ) ، وقال : روى عنه التلعكبري ، وأخبرنا عنه الحسين بن عبيدالله وأبو الحسين بن أبي جيد القمي ، وسمع منه في سنة 356 ، وله منه إجازة.
    أنظر « رجال الشيخ : 444/ 36 ، معجم رجال الحديث 2 : 327 / 929 ».
3 ـ في « د » و « ش » ونسخة من مستدرك الوسائل : المشتري.


(161)
لنفسك ، وأعط الحقَّ وخُذْهُ ، ولا تخف ولا تخن (1) ، فإنّ التاجرَ الصَدوقَ مع السفرةِ الكرام البررة يوم القيامة ، واجتنب الحلفَ ، فإنَّ اليمين الفاجرة تُورِث صاحبها النار ، والتاجرُ فاجرٌ إلآ من أعطى الحقَّ وأخَذَه.
    وإذا عزمت على السّفرِ أو حاجة مهمّة فاكثر الدعاء والاستخارة ، فإنَ أبي حدّثني عن أبيه ، عن جدّه أنَ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) كان يعلّم أصحابه الاستخارة كما يُعَلّمهمُ السورة من القرآنِ » وإنّا لنعملُ ذلك متى هممنا بامر ، ونتّخذُ رقاعاً للاستخارة ، فما خرج لنا عَمِلنا عليه ، أحببنا ذلك أم كَرِهْنَا ، فقال الرجلُ : يا مولاي فعلمني كيف أعمل ؟ فقال : « إذا أردت ذلك فأسبغ الوضوءَ وصلِّ ركعتين ، تقرأ في كل ركعة الحمد وقل هو الله أحد مائة مرة ، فإذا سلّمت فارفع يديك بالدعاء ، وقل في دعائك :
    يا كاشف الكرب ومُفرّجَ الهم ومذهب الغم ومبتدئاً بالنعم قبل استحقاقها ، يا من يَفزعُ الخلقُ إليه في حوائجهم ومُهماتهم وأمورهم ، ويَتوكلون عليه ، أمرتَ بالدعاء وضمنتَ الإِجابة ، اللهم فصلِ على محمد وآل محمد ، وابدأ بهم في كلّ أمري (2) وافرج همي ، ونفس كربي ، وأذهِب غمّي ، واكشف لي عن الأمر الذي قد التبس عَلي ، وخر لي في جميع أموري خيرة في عافية ، فإني أستخيرك اللّهمَّ بعلمك ، وأستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك ، وألجأ إليك في كل أموري ، وأبرأ من الحولِ والقوةِ إلا بك ، وأتوكلُ عليك ، وأنت حسبي ونعم الوكيل.
    اللهمّ فافتح لي أبواب رزقك وسهّلها لي ، ويسّر لي جميع أموري ، فإنّك تقدر ولا أقدر ، وتَعلمُ ولا أعلم ، وأنت علآم الغيوب ، اللهم إن كنت
1 ـ في « د » و « ش » ومستدرك الوسائل : ولا تجر ، وفي نسخة من البحار : ولا تحزن ، ولعل صواب العبارة : « ولا تخن ولا تجر ».
2 ـ في « د » و « ش » ومستدرك الوسائل : خير.


(162)
تعلم أنَّ [ هذا ] (1) الأمر ـ وتسمّي ما عَزَمْتَ عليه وأردتَهُ ـ هو خيرٌ لي في ديني ودنياي ، ومعاشي ومعادي وعاقبة أموري ، فقدّره لي ، وعَجّلهُ عَليّ ، وسهّله ويسّره وبارك لي فيه ، وإن كنتَ تعلمُ أنّهُ غير نافعٍ لي في العاجل والاجل ، بل هو شر عليّ فاصرفه عنّي واصرفني عنه ، كيف شئت وأنّى شئت ، وقدّر لي الخير حيثُ (2) كان وأين كان ، ورضّني يا ربّ بقضائك ، وبارك لي في قدرك ، حتى لا أحِبَّ تعجيل ما أخَرتَ ، ولا تأَخير ما عجَلتَ ، إنّك على كلّ شيء قدير ، وهوعليك يسير.
    ثم أكْثِر الصلاة على محمّدٍ النبي وآله صلوات الله عليهم أجمعين.
    ويكون معك ثلاث رقاعٍ قد اتخذتها في قَدرٍ واحدِ ، وهيئةٍ واحدةٍ ، واكتب في رقعتين منها : اللهمَّ فاطر السموات والأرض ، عالمَ الغيب والشهادةِ ، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ، اللهمَّ إنّكَ تعلمُ ولا أعلم ، وتقدرُ ولا أقدِرُ ، وتقضي ولا أقضي (3) ، وأنت علام الغيوب ، صلِ على محمّد وآل محمّد ، وأخرج لي أحبَ السهمينِ إليكَ ، وخيرهما لي في ديني ودنياي وعاقبة أمري ، إنّكَ على كل شيءٍ قدير ، وهوعليك (4) يسير ، وتكتب في ظهر إحدى الرقعتين ( إفعَلْ ) ، وعلى ظهر الأخرى ( لا تفعل ) وتكتب على الرقعةِ الثالثة : « لا حولَ ولا قوّةَ إلا بالله العليّ العظيم ، استعنت باللهِ ، وتَوكّلتُ ( على اللهِ ) (5) ، وهو حسبي ونعم الوكيل ، توكَلتُ في جميع أموري على الله الحيّ الذي لا يموت ، واعتصمتُ بذي العزَّةِ والجبروتِ ، وتَحَصَّنتُ بذي الحولِ والطولِ والملكُوتِ ، وسلامٌ على
1 ـ أثبتناه من البحار.
2 ـ في « ش » : كيف.
3 ـ في « ش » والبحار : « وتمضي ولا أمضي » بدل « وتقضي ولا أقضي ».
4 ـ في البحار زيادة : سهل.
5 ـ في « د » والبحار : عليه.


(163)
المرسلين ، والحمدُ للهِ ربِّ العالمين ، وصلّى الله على محمَّدٍ النبيّ وآله الطاهرين ».
    ثمَّ تترك ظهرهذه الرقعةِ أبيض ، ولا تكتب عليه شيئاً.
    ثمَّ تطوي الثلاث رقاع طيّاً شديداً على صورةٍ واحدةٍ ، وتجعل في ثلاث بنادق (1) شمع أو طين ، على هيئةٍ واحدةٍ ، ووزنٍ واحدٍ ، وادفعها إلى من تَثِق به ، وتامره أن يذكرَ الله ، ويصلّي على محمد واله ، وِيطْرحها إلى كمّه ، ويدخل يده اليمنى فيجيلها (2) في كمّه ، ويأخذ منها واحدةَ من غير أن ينظرَ إلى شيء من البنادق ، ولا يتعزَد واحدةً بعينها ، ولكن أي واحدةٍ وقعت عليها يده من الثلاث أخرجها ، فإذا أخرَجَها أخذتها مِنه وأنت تذكر الله عزَ وجلّ ، وتسألهُ (3) الخيرة فيما خرجَ لكَ ، ثم فُضّها واقرأها ، واعمل بما يخرج على ظهرها ، وإن لم يحضرك من تثقُ به ، طرحتها أنت إلى كمّك وأجَلتَها بيدكَ ، وفَعَلت كما وَصفتُ لك ، فإن كان على ظهرها ( إفعل ) فافعل وامض لما أردتَ ، فإنّه يكون لك فيه إذا فَعلتهُ الخيرة إن شاء الله تعالى ، وإن كان على ظهرها ( لا تفعل ) ، فإيّاك أن تفعله أو تخالف ، فإنك إنْ خالفت لقيت عنتاً ، وإن تَّم لم يكن لك فيه الخيرة ، وإن خرجت الرقعة التي لم تكتب على ظهرها شيئا فتوقف إلى أن تحضر صلاةً مفروضة ، ثمَّ قم فصلِّ ركعتين كما وَصفتُ لكَ ، ثم صل الصلاة المفروضة ، أو صلهما بعد الفرض ما لم تكن الفجر أو العصر ، فامّا الفجر فعليك بعدها بالدعاء إلى أن تنبسط الشمس ثم صلهما ، وأمّا العصر فصلّهما قبلها ، ثم ادعُ الله عزَّوجلَّ بالخيرة كما ذكرت لك ، وأعد الرقاع ، واعمل بحسب ما يخرج لك ، وكلمّا
1 ـ البندُقَة : هي طينة مدورة مجففة « مجمع البحرين ـ بندق ـ 5 : 141 ».
2 ـ الإجالةُ : الإدارةُ. يقال في الميسر : أجِلِ السهام الصحاح ـ جول ـ 4 : 63 6 1 ».
3 ـ في « ش » والبحار والمستدرك : ولله.


(164)
خرجت الرقعة التي ليس فيها شيءٌ مكتوب على ظهرها ، فتوقّف إلى صلاة مكتوبة كما أمرتك إلى أن يخرج لك ما تعمل عليه إن شاء الله (1).
    يقول عليّ بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد بن الطاووس أيّده الله تعالى : أفلا ترى هذا الاهتمام بالاستخارة من الطريقين ، ثمّ قول رواة الفريقين : إنّ المعصوم كان يعلّمُهم الاستخارة كما يعلّمهم (2) السورة من القرآن ، وهذا من أبلغ الاهتمام عند أهل الإسلام والإيمان ، ثم اعتبر في الحديث الأول قول الصادق ( عليه السلام ) : « لا أبالي إذا استخرتُ الله على أيّ طرفي وقعت » (3) ، وهذا عظيمٌ في جلالة الاستخارة عند من عرف ما تضمنهُ من شريف المعنى والعبارة.
    وأمّا أمرُ مولانا الصادق ( عليه السلام ) بالاستخارة وقسمه باللهّ عز وجل أنّ الله جل جلاله يخير لمن استخارَهُ ، فمن ذلك ما أخبرني به شيخي الفقيه محمد بن نما والشيخ العالم أسعد بن عبدالقاهر الأصفهاني معاً ، عن الشيخ أبي الفرج علي بن السعيد أبي الحسين الراونديّ ، عن والده ، عن الشيخ أبي جعفرمحمد بن علي بن المحسن الحلبي ، عن السعيد أبي جعفر الطوسي ، عن الشيخ محمد بن محمد بن النعمان ، عن الشيخ أبي القاسم جعفربن محمدبن قولويه ، عن الشيخ محمدبن يعقوب الكليني ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن خالد ، عن النضربن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن عمرو بن حريث قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : « صلِ ركعتين واستخر الله ، فوالله ما استخار الله مسلمٌ إلا
1 ـ نقله المجلسي في بحار الأنوار 91 : 235 / 1 ، عنه وعن مجموع الدعوات ، والنوري في مستدرك الوسائل 1 : 450 / 4 عن مجموع الدعوات للتلعكبري ، وأورد قطعاً منه الشيخ الحرفي وسائل الشيعة 5 : 209/ 3 ، وكذا المجلسي في البحار 103 : 101/ 43.
2 ـ في « م » و « ش » : يعلم.
3 ـ تقدم في ص 148 ، وفيه : ما أبالي.


(165)
خارَ الله له البتة » (1).
    أقول : ورَويت هذا الحديث بالفاظه بإسنادي المتقدم إلى جدّي أبي جعفر الطوسيّ فيما رواه في كتاب تهذيب الأحكام (2) بإسناده في أول باب صلاة الاستخارة.
    ورويت هذا الحديث أيضاً عن جدّي أبي جعفر الطوسيّ بالفاظه فيما رواه في كتاب المصباح الكبير (3).
    فهل تُقْدِمُ أيها العادلُ عن استخارةِ الله جلّ جلاله على أن تحلف أنت ، أو تجد من يحلف معك من المعصومين أنّ استخارة ومشاورة غير اللهّ جلّ جلاله نجاة لمن استشار فيها البتة على اليقين ، فكيف تَعدلُ بنفسك عن ضمان الصادق ( عليه السلام ) بالقسم الذي أشار إليه (4) إلى مشورة نفسك أو مشاورة من لا يدري عاقبة ما يُشيرُإليه.
1 ـ رواه الكليي في الكافي 3 : 470/ 1 ، والطبرسي في مكارم الاخلاق : 324 ، والمحقق في المعتبر : 227 ، والكفعمي في هامش المصباح : 395 ، ونقله الشيخ الحر في وسائل الشيعة 5 : 204/ 1 ، والعلامة المجلسي في البحار 91 : 266.
2 ـ التهذيب 3 : 179 / 1.
3 ـ مصباح المتهجد : 479.
4 ـ ليس في « د ».
فـتـح الابــواب ::: فهرس