حقيقة الإعتقاد بالإمام المهدي المنتظر ::: 76 ـ 90
(76)
ثابت من الدين ، وقد ألف المتقي الهندي (ت 975 هـ) صاحب كتاب كنز العمال كتاباً عنوانه « البرهان في علامات مهدي آخر الزمان » أورد فيه فتاوى المذاهب الأربعة في زمانهم وهم ابن حجر الهيثمي الشافعي وأحمد أبي السرور بن الصبا الحنفي ، ومحمد بن محمد الخطالي المالكي ، ويحيى بن محمد الحنبلي ، وقال : « إن هؤلاء هم علماء أهل مكة وفقهاء الإسلام على المذاهب الاربعة ، ومن راجع فتاواهم عَلِمَ عِلّمَ اليقين أنهم متفقون على تواتر أحاديث المهدي ، وأن منكرها يجب أن ينال جزاءه ، وصرحوا بوجوب ضربه وتأديبه وإهانته حتى يرجع إلى الحق رغم أنفه ، ـ على حد تعبيرهم ـ وإلا فيهدرون دمه » [ البرهان على علامات مهدي آخر الزمان ص 178 ـ 183 والمهدي المنتظر في الفكر الإسلامي ث 41 ـ 42 ].

    شق الاعتقاد بالمهدي المنتظر طريقه بيسر وسهولة إلى قلوب كل المسلمين وعقولهم ، واعتبره المسلمون جزءًا من عقيدتهم الإسلامية وحكماً من أحكامها ، وواحداً من تعاليمها كالتسبيح أو التهليل أو الصلاة أو الصوم أو الايمان بالغيب.فكافة المسلمين مع اختلاف منابتهم وأصولهم وتوجهاتهم السياسية وثقافاتهم المختلفة يعتقدون بحتمية ظهور المهدي المنتظر في آخر الزمان ، وأن هذا المهدي من عترة النبي ، وأن عهده من أزهى العهود حيث سيملأ الأرض عدلاً ، وسينقذ الامة الاسلامية والعالم كله إنقاذاً شاملاً ، وأن الله تعالى سيرد بالمهدي الدين ، ويفتتح له العالم كله ، وأنه سينشر الرخاء في الأرض. وقد اعترف بهذه الحقيقة حتى المتشككين بهذا الاعتقاد. فابن خلدون مثلاً أحد المتشككين ومع هذا فهو يشهد قائلاً « أعلم أن المشهور بين الکافة من أهل الاسلام على ممر العصور أنه لا بد في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت يؤيد الدين ، ويظهر العدل ، ويتبعه المسلمون ، ويستولي على الممالك الاسلامية ويسمى المهدي [ راجع تاريخ ابن خادون ج‍ 1 ص 555 الفصل 52 ]. وأحمد أمين الأزهري المعروف من المتشككين أيضاً بهذا الاعتقاد ومع هذا فهو يشهد قائلا : « وأما أهل السنة فقد آمنوا بها أيضاً » أي آمنوا بحقيقة المهدي. [ راجع كتابه المهدي والمهدية


(77)
ص 41 ] وبعد أن أدلى بشهادته ساق قول ابن خلدون الآنف الذكر. فإذا كانت هذه شهادة المتشككين فيعني أن شيوع هذا الاعتقاد وانتشاره بين كافة المسلمين العامة والخاصة من الحقائق الاسلامية المسلم بصحتها على مستوى المسلمين جميعاً ، وليس بإمكان عاقل أن يتجاهل عموم وشمول هذا الاعتقاد لكافة أتباع الملة الاسلامية. ولقد أدرك الحكام الذين استولوا على قيادة الأمة طوال التاريخ السياسي الاسلامي ، خطورة هذه الفكرة على حكمهم ، وقدرتها الفائقة على شق طريقها إلى قلوب المسلمين ، ودور هذه الفكرة بنقد الظلم وفضح الظالمين ، فسخروا كافة موارد الدولة التي استولوا على قيادتها للتشكيك بالفكرة الاساسية تمهيداً لاقتلاعها من جذورها !! ومع أن الحكام قد نجحوا نجاحاً ساحقاً بحل عرى الإسلام كلها عروة بعد عروة ، ومع أنهم قد نجحوا بإخضاع الأمة لمشيئتهم ، إلا أنهم قد فشلوا فشلاً ذريعاً باقتلاع الاعتقاد بالمهدي المنتظر من قلوب الناس وعقولهم ، بل إن هذا الاعتقاد كان يترسخ ويتجذر طردياً كلما زاد ظلم الحكام وبطشهم ، ويزداد المسلمون يقيناً بحتمية ظهور المهدي !! . وتوارثت الأجيال هذا الاعتقاد ، وتوارثت صلته الحميمة بالدين الاسلامي.

    لقد استمد المسلمون الاعتقاد بالمهدي المنتظر واستقوه من منبع أو مصدر واحد وهو الإسلام. فالاسلام هو الذي جاء بنظرية المهدي بكل تفاصيلها وكلياتها ، وهو الذي كلف أتباعه ومعتنقيه بالاعتقاد بها ، والالتزام التام بهذا الاعتقاد كغيره من المعتقدات النابعة من صميم الإسلام.
    ويُعنى الإسلام على الصعيد القانوني أو الحقوقي « الآمر والناهي والمحلل والمحرم » كل ما جاء به القرآن الكريم ، وبيان النبي لهذا القرآن سواء أمكان البيان بالقول أو بالفعل أو بالتقدير ، ويسمى هذا البيان بالسنة المطهرة. وكل واحد من هذين المصدرين مكمل للآخر ، ولا غنى لإحدهما عن الآخر ، لأن أُولى مهمات النبي أن يبين للناس ما نزل إليهم من ربهم بياناً قائماً على الجزم واليقين.
    ولأن الإسلام آخر الأديان السماوية ، ولأن محمداً خاتم النبيين فقد أجاب الإسلام على كافة التساؤلات البشرية في ما مضى ، وفي ما يأتي ، وعطى كافة


(78)
الاحتياجات الإنسانية على كل الأصعدة اللازمة لنمو الحياة الإنسانية وتطورها ورقيها ، فما من شيء ، على الإطلاق إلا وجاء به القرآن ، وبينه النبي بالقدر الذي يستوعبه كل المكلفين وتصديق ذلك قوله في سورة النحل آية 89 ( ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء ).
    وأحكام الإسلام وتعاليمه ما شرعت لمعالجة مشكلات قومية أو إقليمية إنما هي منصية بالأصل على معالجة مشكلات العالم كله بأرضه وسكانه ، وكانت الوحدة التاريخية والدينية والسياسة للعالم هي محور عناية واهتمام الإسلام. حيث وضع الإسلام تحت تصرف العالم أيضاً قيادة سياسية وروحية لا مثيل لها. فالإمام القائد في زمانه هو الأفضل وهو الأقرب لله ولرسوله ، فإذا أراد العالم أن يهتدي فعليه بموالاة القيادة الإلهية والعمل بالنظام الإلهي فهما ثقلان يتكامل أحدهما مع الآخر ويتمم أحدهما الآخر وهذا هو المقصود الشرعي من حديث الثقلين.
    وشاءت حكمة الله أن يكون المهدي هو آخر جيل القيادة الإلهية المسماة ، وهو الذي سيتولى توحيد العالم دينياً وسياسياً ويترجم جهد الأنبياء وخاتمهم ويحقق هدفهم بتحقيق وحدة العالم الدينية والسياسية. بحيث تكون كل أقاليم الكرة الأرضية ولايات لدولته وكل سكان المعمورة رعايا لتلك الدولة ، وكل أهل القوة والأمانة من رجال العالم ونسائه بطانة له يستعين بهم لتنفيذ النظام الإلهي ، فيكون عهده الزاهر عهد الرخاء الذي حلم به النبيون ، وعهد العدل الذي جاهد لتحقيقه النبيون ، والنموذج الرمز لوحدة الجنس البشري التي بشر بها النبيون ورمز انتصار الحق على الباطل على المستوي العالمي عبر الصراع الطويل بينهما وهنا يكمن سر تركيز الإسلام تركيزاً خاصاً على نظرية المهدي المنتظر ، وتكمن عناية النبي الفائقة بإبرازها وتوضيحها والتبشير بها ، بل ويكمن سر فخره بالمهدي المنتظر لانه المؤهل إليها لعملية التغيير الکبرى ولانه ابنه وقرة عينه وحفيده.
    والخلاصة أن الإسلام بركنية الكتاب والسنة هما المصدر والمنبع الوحيد للاعتقاد بالمهدي المنتظر ، وعلى ذلك أجمع المسلمون.


(79)
    الفصل الثالث :
المهدي المنتظر في القرآن الكريم
لكي نجد المهدي في القرآن
    قال تعالى وهو أصدق القائلين : ( ونزلنا عليكَ الكتب تبياناً لكلّ شيءٍ ) (سورة النحل ، آية : 89) ، ومعنى هذا أنه ما من شيء على الإطلاق إلا وقد بينه الله في هذا القرآن.
    لكن عملية استخراج وتحديد بيان كل شيء أو أي شيء في القرآن الكريم عملية فنية من جميع الوجوه ، بمعنى أنها تحتاج إلى رجل مؤهل أليهاً ، ومختص ومزود بالقدره على معرفة مواضع بيان أي شيء في القرآن الكريم. وهنا يكمن سر التكامل والترابط العضوي الوثيق بين كتاب الله المنزل ، ونبي الله المرسل ، فالكتاب يحتوي بيان كل شيء ، والنبي يعرف حصة كل شيء من هذا البيان معرفة يقينية وبلا زيادة ولا نقصان أي تماماً على الوجه الذي أراد الله.
    لذلك كانت مهمة الرسول الأساسية منصبة على بيان ما أنزل الله ، قال تعالى مخاطباً نبيه محمد صلّي الله عليه وآله وسلم : ( وانزلنا اليکَ الذّكرَ لِتُبيّنَ للناسِ ما نُزِّل اليهمْ ) وقال تعالى : ( وما انزلنا عليكَ الكتبَ الا لتُبينَ لهمُ الذي اختلفوا فيه ) ( سورة النحل ، الآيتان 44 و 64 ). فلا يعرف بيان الكتاب لأي شيء على الوجه اليقيني القاطع إلا النبي ، أو الشخص المؤهل إليها القائم مقام النبي بعد وفاته. ولأن الرسول خاتم النبيين ، ولأن الإسلام آخر دين ، ولانه لا بد من بيان القرآن فقد خصص الله سبحانه وتعالى اثني عشر إماماً ، أو خليفة ، أو نقيباً أو أميراً وسماهم بأسمائهم ،


(80)
وعهد إليهم ببيان القرآن خلال الفترة الواقعة بين موت النبي وقيام الساعة. فكل واحد من هؤلاء الاثني عشر مخول ومؤهل ليكون المختص الوحيد لبيان القرآن وقيادة العالم في زمانه.
    فالقرآن كمعجزة بيانية باقية ببقاء الحياة الدنيا ، له أسلوبه البياني الخاص ، فكلمة الصلاة يعرفها جميع البشر بأنها تُعني الدعاء ، وقد تكررت هذه الكلمة في القرآن الكريم عشرات المرات ، دون تفصيل ولا بيان محدد لما ينبغي أن يقال فيها ، لقد ترك القرآن كافة هذه الأمور والتفصيلات لبيان النبي ، ويعتقد كل المؤمنين أن الله تعالى هو الذي أوحى للنبي وعلمه كافة هذه الأمور.هذا حال الصلاة وهي عماد الدين ، ويقال مثل ذلك عن الزكاة والحج والصوم والشهادة ، وهي أركان الإسلام ، وكل ما يحتج به المسلمون بهذه الامور وأمثالها يسندونه للرسول ، وقد توخى القرآن من ذلك في ما توخى أبراز التكامل والترابط العضوي الوثيق ، بين ما أنزله الله وما بينّه نبيه ، وإبراز الخط العام المتمثل بأن النبي يوحى إليه ، وهو يتبع ما يوحى إليه تماماً ، وأن طاعة الرسول كطاعة الله ، ومعصية الرسول كمعصية لله ، وموالاة الرسول كموالاة الله ، واتباع أوامر الرسول تماماً كاتباع أوامر الله ، ومخالفة أوامر الرسول هي مخالفة لأوامر الله ، هي تهدف في ما تهدف لخلق حالة نفسية عند المسلمين تقر بتميز الرسول ، أو القائم الشرعي مقامه بعد وفاته كشخص مختص بالبيان ، وأن مكانته لا ترقى إليها مكانة ، وأن علاقتهم به هي التجسيد العملي لعلاقتهم بالله سبحانه وتعالى ، فكل قول دون قوله ، وكل مكانة دون مكانته ، وكل فهم دون فهمه ، يتجاوز قول النبي وفهمه أو أمره ونهية ، ومن يعتقد أن « اجتهاده » أو رؤيته للأمور الدنيوية ، أو الأخروية هي أقرب للصواب مما بين النبي ، فهو منحرف وضال كائناً من كان ، صحابياً أم خليفة. ثم إن تسليم مفاتيح بيان ما أُنزل من بعد النبي إلى الأئمة الأعلام من أهل بيت النبوة الذين ورثوا علمي النبوة ، فيه إبراز لمكانتهم ، وتقديم لقولهم وفهمهم على كل قول وفهم ، لإن الواحد منهم لا يقول برأيه ، فإذا حدث فإنما يحدث بحدود علمي النبوة ، والكتاب ، وبنفس الوقت تأكيد نفسي لاستمرار وجود النبي ، لأنهم بنوه وأحفاده.


(81)
    بعده هذه التوضيحات التي سقناها ، فإننا وبحدود علمنا لا ندعي بأن مصطلح « المهدي المنتظر » أو اسم « محمد بن الحسن » قد وردا في القرآن الكريم صراحة ولكن يمكننا أن نتلمس الآيات الكريمة ، التي تشير إلى المهدي المنتظر في القرآن الكريم.
    ولن نتلمس ذلك في الآثار الواردة عن الأئمة الأعلام من أهل بيت النبوة الذين ورثوا علمي النبوة والكتاب ، لأن القسم الأكبر من المسلمين تربوا تربية ثقافية خاصة أساسها التشكك بكل ما يرد عن طريق أهل بيت النبوة ، والقول بأفضلية غيرهم عليهم ، أو تقديم غيرهم لحكمة « شرعية ». ولكن طمعاً بالشمول والإحاطة نقول أن الجزء الخامس من كتاب : « معجم أحاديث الإمام المهدي » الذي ألفته ونشرته مؤسسة المعارف الإسلامية في قُم والذي أشرفت على إعداده نخبة من العلماء الأعلام ، وقد اشتمل هذا الجزء الواقع في 530 صفحة كاملاً على الآيات المفسرة لوجود المهدي ، وجاء توضيحاً لذلك ما يلي : « أن المقصود بالايات المفسرة في هذا المجلد الروايات التي وردت في تفسير ايات ، أو تأويلها ، أو تطبيقها ، أو الإستشهاد بها بحيث ترتبط بقضية الإمام المهدي بعنوانه الخاص أو العام ».
    وقد تضمن هذا المجلد 220 آية من القرآن الكريم منبثة في 79 سورة من سوره ، مشفوعة بقرابة 220 رواية مروية عن أئمة أهل البيت تثبت علاقة المهدي المنتظر بهذه الآيات ، وارتباطها الوثيق بقضيته وبعصره ، وقدرنا أن أذهان العامة وثقافتهم لا تحتمل تلك التأويلات ولا ترقى إليها ، لأن العامة قد أشربت ثقافة التاريخ ومناهجه التربوية والتعليمية المناهضة بالضرورة لخط أهل بيت النبوة ، لذلك قصرنا اهتمامنا على ما توصلت إليه العامة في هذا الموضوع.
أمثلة من القرآن الكريم
    1 ـ قال تعالى : ( هوَ الذي ارسلَ رسولهُ بالهدى ودينِ الحقِ ليظهرهُ على


(82)
الدينِ كلّهِ ولو كرهَ المُشركونَ ) ( سورة التوبة ، الآية : 33 ).
    قال الرازي في التفسير الكبير ج‍ 6 ص 40 : « واعلم أن ظهور الشيء على غيره قد يكون بالحجة ، وقد يكون بالكثرة والوفور ، وقد يكون بالغلبة والاستيلاء ، ومعلوم أنه تعالى بشَّر بذلك ولا بجوز أن يُبشر إلا بأمر مستقبل غير حاصل ، وظهور هذا الدين بالحجة مقرر معلوم ، فالواجب حمله على الظهور بالغلبة ».
    والمروي عن قتادة كما يقول السيوطي في الدر المنثور ج‍ 4 ص 176 ( ليظهرهُ على الدينِ كلّهِ ) قال : الأديان الستة : ( الذينَ ءامنوا والذينَ هادوا ومالصابئينَ والنصارى والمجوسَ والذينَ أشركوا ) ( سورة الحج ، الآية : 17 ) فالأديان كلها تدخل في دين الاسلام .. فان الله قضى بما حكم وأنزل أن يظهر دينه على الدين كله ولو كره المشركون ، وفي المشارق والمغارب » وهذا هو المروي عن أبي هريرة كما نص عليه جملة من المفسرين ، [ تفسير الطبري ج‍ 14 ص 215 ، والتفسير الكبير ج‍ 16 ص 40 ، وتفسير القرطبي ج‍ 8 ص 121 ، والدار المنثور ج‍ 4 ص 176 راجع المهدي المنتظر في الفكر الاسلامي ص 22 ].
    وفي الدر المنثور : وأخرج سعيد بن منصور ، وابن المنذر ، والبيهقي في سننه عن جابر في قوله : ( ليظهرهُ على الدينِ كلّهِ ) قال : لا يكون ذلك حتى لا يبقي يهودي ولا نصراني صاحب ملة إلا الإسلام ، [ راجع الدر المنثور للسيوطي ج‍ 75 ]. وعن المقداد بن الأسود قال : سمعت رسول الله يقول : « لا يبقى على ظهر الأرض بيت مدر ولا وبر إلا أدخله كلمة الإسلام ، إما بعز عزيز ، أو بذل ذليل. إما يعزهم فيجعلهم من أهله فيعزوا به وإما يذلهم فيدينون له ». [ راجع مجمع البيان ج‍ 3 ص 35 ].

    حتي الآن لم يظهر الإسلام على الدين كله لا من حيث كثرة الأتباع ولا من حيث الغلبة. صحيح أن الإسلام ظاهر على الدين كله من حيث الحجة ، لكن الوعد الإلهي يشمل الإظهار مطلقاً ، وهذا ما لم يحدث حتى الآن ، وبما أن وعد


(83)
الله حق ، وأنه لا يخلف الميعاد ، فلا بد أن ياتي زمن تتولى القيادة الإسلامية المدعومة بالتوفيق الإلهي إظهار الإسلام على الدين كله بحيث يكون الإسلام هو الدين الرسمي للعالم.

    قال الطبرسي في مجمع البيان ج‍ 5 ص 35 : « ومن هنا ورد في الأثر عن الإمام الباقر بأن الاية مبشرة بظهور المهدي في آخر الزمان ، وأنه بتأييد من الله تعالى سيظهر دين جده صلّى الله عليه وآله وسلّم على سائر الأديان ، حتى لا يبقى على وجه الأرض مشرك وهذا هو قول السدي المفسر المعروف ».
    قال القرطبي في تفسيره ج‍ 8 ص 121 ، والرازي في التفسير الكبير ج‍ 16 ص 40 قال السدي : ذلك عند خروج المهدي لا يبقى أحد إلا دخل الإسلام » أي أن الله سبحانه وتعالى يظهر الإسلام على الدين كله في عهد المهدي. وأهل بيت النبوة الذين ورثوا علمي النبوة والكتاب مجمعون على ذلك ، ومن المستحيل أن يجمعوا بغير دليل ، أو قناعة ، لأنهم أحد الثقلين ولأن المهدي المنتظر هو خاتم الأئمة عندهم ، وقناعتهم مطلقة بأن الله تعالى : قد فتح بهم « أي بالنبي » ويختم بهم « أي بالمهدي ».
    2 ـ قال تعالى : ( ولو ترى اذ فزعوا فلا فوتَ واخذوا من مكانٍ قريبٍ ) ( سورة سبأ ، الآية : 51 ) أخرج الطبري عن حذيفة بن اليمان أن المعنى في هذه الاية منصب على الجيش الذي سيخسف به ، وقد تواترت الأحاديث بأن جيشاً سيرسل للقضاء على المهدي ، وأنه سيخسف بهذا لجيش ، وهذا الخسف لم يحصل للآن ، وحدوثه مرتهن بظهور المهدي. [ راجع تفسير الطبري ج‍ 2 ص 72 ، وعقد الدرر 84 ب 4 من الفصل الثاني ، والحادي للفتاوي للسيوطي ج‍ 2 ص 81 ، والكشاف للزمخشري ج‍ 3 ص 467 ـ 468 ].
    3 ـ قال تعالى : ( وانه لعلمٌ للساعةِ فلا تمترنَّ بها واتبعونِ هذا صراطٌ مستقيمٌ ) ( سورة الزخرف ، الآية : 61 ).


(84)
    لقد ذكر البغوي في معالم التنزيل ج‍ 4 ص 444 والزمخشري في الكشاف ج‍ 4 ص 6 والرازي في التفسير الكبير ج‍ 27 ، والقرطبي في تفسيره ج‍ 16 ص 105 والنسفي بهامش تفسير الخازن ج‍ 4 ص 108 وتفسير الخازن ج‍ 4 ص 109 وابن كثير في تفسيره ج‍ 4 ص 124 وتفسير أبي السعود ج‍ 8 ص 52 بأن هذه الاية بخصوص نزول عيسى بن مريم ، وقال مثل ذلك مجاهد تفسير مجاهد ج‍ 2 ص 583 وإلى هذا أشار السيوطي في الدر المنثور ج‍ 6 ص 20 ، وقال أخرجه ابن حنبل وابن أبي حاتم ، والطبراني وابن مردويه وسعيد ين منصور عن ابن عباس.
    وقال الكنجي الشافعي في كتابه البيان في أخبار صاحب الزمان ص 528 : « قال مقاتل بن سليمان ومن تابعه من المفسرين في تفسير قوله عز وجل : ( انه لعلم للساعة ) هو المهدي يكون في آخر الزمان وبعد خروجه يكون قيام الساعة وإماراتها ».
    وتجد مثل ذلك في الصواعق المحرقة لابن حجر ص 162 ونور الأبصار للشبلنجي الشافعي ص 186 ، وينابيع المودة للقندوزي الحنفي ج‍ 2 ص 126 باب 159.
    وقد ذكر القندوزي الحنفي في كتابه ينابيع ج‍ 3 ص 76 باب 71 الكثير من الآيات التي فسرها أئمة أهل بيت النبوة بالأمام المهدي وظهوره ، [ راجع المهدي المنتظر في الفكر الإسلامي ص 21 ـ 25 ]. ومن يمعن النظر يجد أن في القرآن الكريم الكثير من الآيات التي حملت وعوداً إلهية دنيوية ، وربُط تحققها بتوافر ظروف موضوعية معينة ، وفق معايير خاصة لا تعرف إلا بالبيان النبوي ، ومن استعراض الحادثات التاريخية واستقراء الشرع الحنيف ، وما وصل إلينا من الآثار المروية عن الأئمة الأطهار من أهل بيت النبوة يتبين لنا أن الكثير من الوعود الإلهية الدنيوية مرتبط تحقيقها بعصر ظهور المهدي ، وقيادة هذا المهدي. فإذا ظهر الإمام المهدي وآلت قيادة الأمة إليه تبدأ عملية ترجمة الوعود الإلهية من النظر إلى التطبيق من الكلمة إلى الحركة ، لأن ظهور المهدي سيكون في آخر الزمان ، ومن أشراط قيام الساعة ومن المحال عقلا ان تقوم الساعة ولا ينفذ الله وعوده لأنه


(85)
أصدق القائلين ، ولأنه لا يخلف الميعاد. كل هذه الظروف تجعل من البيان النبوي المفتاح لكل غموض ، والطريق الفرد إلى اليقين ، في كل متشابه والأساس لكل المعارف الدينية التي صاغت نظرية المهدي المنتظر في الإسلام ، والتي بشرت بعصر الظهور. وهذا يستدعي بالضرورة وقفه مطولة عند كل ما صدر عن الرسول حول المهدي المنتظر بالذات وحول عصر ظهوره.


(86)
    الفصل الرابع :
المهدي المنتظر في البيان النبوي
أو السنة المطهرة
    القرآن الكريم وبيان النبي لهذا القرآن « السنة النبوية » وجهان لعملة واحدة أو لشيء واحد ، فلا يُعرف أحدهما إلا بالآخر ، ولا يفهم أحدهما فهماً يقينياً إلا بالآخر ، ولا بالاثنين معاً. لقد اقتضت حكمة الله وطبيعة الإسلام كآخر دين ، وطبيعة رسالة النبي ، كخاتم للنبيين أن يكون التكامل والترابط بين القرآن والبيان النبوي مطلقاً ، فلنبي خلال حياته المباركة هو المالك الشرعي واليقيني لمفتاح بيان القرآن ، ومعرفة المقاصد الإلهية من كل نص من نصوصه ، وحرف من حروفه يفيض على الناس من هذه المعارف بحجم تطورهم واستيعابهم. وقد أعده الله تعالى وأهّله لهذه المهمة.
    وأتم الله نعمته وأكمل دينه يوم أعد وأهل وخصص « طواقم » فنية مهمتها القيادة والبيان من بعد النبي ، وهم الأئمة الكرام من أهل بيت النبوة الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، وأعلن الله تعالى في القرآن الكريم بأن القرآن كتاب كريم لا يمسه إلا المطهرون ، أي لا يعرف معناه ولا يجيد بيانه إلا المطهرون وهم أهل بيت النبوة وبين النبي معنى هذه الآية وحدد من هم آل بيت النبوة بكل وسائل التوضيح والبيان ، وفي اجتماع عام للمسلمين أعلن الرسول أن حجته تلك


(87)
هي حجة الوداع ، وأنه لن يلقى المسلمين بعد هذا العام ، وأنه وبمجرد عودته إلى المدينة سيمرض وسيموت في مرضه ، وأنه أراد أن يلقى القول معذره للمسلمين ، وأنه قد ترك من بعده ثقلين أحدهما كتاب الله وهو الثقل الأكبر وثانيهما أهل بيت النبوة ، وهم الثقل الأصغر ، وأن الأمة لن تهتدي إلا إذا تمسكت بالثقلين معاً ، ولا يمكن أن تتجنب الضلالة إلا بتمسكها بالتين معاً ثم سأل النبي المسلمين المجتمعين في غدير خم قائلاً : ألست وليكم ؟ ألست مولاكم ؟ فأجاب المسلمون بلسان واحد ، بلي يا رسول الله أنت ولينا ومولانا !! فقال الرسول : من كنت وليه فهذا علي بن أبي طالب وليه ، ومن كنت مولاه فهذا على مولاه. وفهم المسلمون المغزى ، وجلس على وتقدم المسلمون واحداً واحداً وبايعوه بالولاية وقدموا له التهاني ، وعرفوا بأن علياً هو أول أئمة أهل بيت النبوة ، وان نظام الولاية والقيادة من بعد النبي قد انتظم ، فالقائم من الأئمة بعهد بالإمامة لمن يليه وفقاً لترتيب إلهي عهد الله به لنبيه وعهد النبي به لأول الأئمة. وقد وثقنا كل ذلك في كتابينا : « المواجهة مع رسول الله وآله » ونظرية عدالة الصحابة ، فارجع إليهما إن شئت للتيقن من إجماع أصحاب الحديث على كل ما ذكرناه.

    بطون قريش التي قاومت النبي وعادته طوال ال‍ 15 سنة التي قضاها في مكة قبل الهجرة وحاربته طوال مدة 8 سنوات بعد الهجرة ، ثم اضطرت مكرهة للدخول في الإسلام شكلت وأعوانها الأكثرية في المجتمع المسلم. لم ترق هذه الترتبات الإلهية التي أعلنها الرسول لتلك البطون. وبنفس الوقت فإن البطون قد أدركت بأن النبوة قد تمخضت عن ملك عريض ، لذلك طمعت البطون بهذا الملك ، وخططت لغصبه من أهله وأخذت تتحين الفرص لتنفيذ مخططها. لقد أدركت البطون عمق التكامل والترابط بين الكتاب المنزل وبيان النبي المرسل ، وتيقت من استحالة تنفييذ مخططها هذا في حالة بقاء هذا التكامل والترابط بين كتاب الله وبيان النبي لهذا الكتاب. لذلك كله قررت بطون قريش وصممت نهائياً


(88)
علي أن تفرق بين الله ورسوله ، وبين كتاب الله وبيان الله وبيان النبي لهذا الكتاب ، لتجمد عملياً كافة النصوص الشرعية التي أعلنها النبي والمتعلقة بمنصب البيان والقيادة من بعد النبي ، وأن تتجاهل بالكامل هذه النصوص الصادرة عن الني ، وتعتبرها كأنها غير موجودة ، أو في أحسن الأحوال مجرد آراء شخصية لمحمد بن عبد الله الهاشمي ، مثلما قررت بطون قريش ان تهمل بالكامل أهل بيت النبيوة اللذين اعتبرهم الدين أحد الثقلين ، فاعتبرهم بطون قريش مجرد أفراد مسلمين لا ميزة لهم على أحد في مجتمع كل أفراده قد اعتنقوا الإسلام. وبدأت بطون قريش بتنفيذ قرارتها. بعد دقائق من انفضاض الاجتماع التاريخي في غدير خم. وفي كتابنا « المواجهة » أثبتنا أن بطون قريش قد مهدت لقراراتها قبل غدير خم بسنين.

    بعد أيام من عودة النبي إلى المدينة مرض كما أخبر الناس في غدير خم ، وكان سكان المدينة على يقين بأن مرض النبي هو مرض الموت ، وإنه سيموت في مرضه كما أخبرهم النبي بذلك. وقد جرت العادة عند كل زعماء العالم وحتى رؤساء القبائل وعلية القوم أن يلخص الزعيم أو شيخ القبيلة ، أو السيد لأتباعه الموقف من بعد موته ، وأن يعلن توجياته وتعليماته النهائية لأتباعه فضرب النبي موعداً للخلص من أصحابه ليكتب توجيهاته النهائية للأمة. علمت بطون قريش بما عزم عليه النبي ، فجمعت جمعاً كبيراً ، وبالوقت المحدد لكتاب التوجيهات النهائية اقتحم هذا الجمع بيت النبي ، ودخلوه دون استئذان ، فوجيء الخلص من أصحاب النبي ، ولم يكن بوسع النبي أن يتراجع ولا ينبغي له فقال من حوله قربوا أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده أبداً ، وما أن أتم النبي كلامه حتى قال جمع البطون بصوت واحد ، إن النبي قد غلبه الوجع ، ولا حاجة لنا بكتابه ، إن النبي يهجر !!! استفهموه إنه يهجر !!! وكرروا هذه الكلمة النابية على مسامعه الشريفة متجاهلين بالكامل وجوده ، وحدث نزاع بين الخلص الذين دعاهم النبي وهم قلة وبين الجمع الكبير الذي حشدته بطون قريش وارتفعت الأصوات ، وأطلت النسوة من وراء الستر فقلن لجمع بطون قريش : ألا بسمعون رسول الله يقول لكم قربوا يكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده ! فنهر عمر بن الخطاب النسوة لأن رأيه كان كرأي بطون


(89)
قريش وقال لهن : « إنكن صويحبات يوسف ... » هنا أتيحت الفرصة للنبي ليتكلم فقال : « أنهن خير منكم ، قوموا عني لا ينبغي عندي تنازع ، ما أنا فيه خير مما تدعونني إليه ». وأدرك النبي أنه لم يُعد هنالك ما يبرر كتابه توجيهاته النهائية ، فلو أصر النبي على كتابه توجيهاته النهائية ، لأصر جمع بطون قريش على اتهامه بالهجر مع ما يستتبع ذلك من عواقب مدمرة على الدين نفسه ، لذلك صرف النبي النظر عن كتابه هذه التوجيهات ، وخرج جمع البطون وخرج الخلص من أصحاب النبي ، ونجحٍ جمع البطون بالحيلولة بين النبي وبين كتابه ما أراد ، ونجحت بطون قريش عملياً ، ولأول مرة بالتفريق بين الله ورسوله ، وبين كتاب الله وبيان النبي لهذا الكتاب ، ورفعت بطون قريش شعار : « حسبنا كتاب الله » أي يكفينا القرآن ، ولسنا بحاجة لبيان النبي أو لوصيته !! وهكذا أعلنت بطون قريش نواياها وبكل سفور ، فعرفها النبي ، وعرفها الخلص من أصحابه. وخرج الرسول عملياً من التأثير على مسرح الأحداث ، وصار الذين آمنوا قلة كما كانوا دائماً ، وسط كثرة تدعي الإسلام !! ومن المدهش حقاً أنه ما من خليفة قط إلا وكتب توجيهاته النهائية وهو على فراش الموت ، وقد اشتد به الوجع أكثر مما اشتد برسول الله ومع هذا لم يقل أحد من المسلمين قط لاحد من الخلفاء قط « حسبنا كتاب الله ، أو أن المرض قد اشتد بك ، ولا حاجة لنا بكتابك ، بل على العكس كانت توجيهات الخلفاء تنفذ كأنها وحي من الله جاء به الله والملائكة قبلاً ».
    قد يقول قائل أن هذا غير معقول !! ولا يمكن أن يعامل الرسول بهذه القسوة ، ولكن هذا ما حدث بالفعل فأصح الصحاح عند أهل السنة صحيحا البخاري ومسلم ، وقد سلما بوقوع ذلك كله وفي كتابينا : « نظرية عدالة الصحابة والمواجهة » سقنا ووثقنا كافة الروايات التي ذكرها البخاري ومسلم في صحيحهما. فارجع إليهما إن كنت في شك من ذلك.

    قبضت بطون قريش على مقاليد الأمور حتى أن يدفن رسول الله ، وكانت أول المراسيم التي أصدرتها دولة الخلافة أن منعت رواية وكتابة أحاديث الرسول ـ


(90)
لان كتابه ورواية أحاديث الرسول ـ تسبب الخلاف والاختلاف بين الناس !!! هكذا ورد بالمرسوم الأول لدولة الخلافة ، وجاء بالمرسوم أيضاً : « فمن سألكم عن شيء فقولوا بيننا وبينكم كتاب الله » !!! فلم يعد بوسع أهل بيت النبوة ، ولا بوسع غيرهم أن يروى حديثاً أو يحتج بحديث إلا إذا كان هذا الحديث ، مؤيد لدولة الخالفة أو لسلوكها أو لاتجاهاتها ، أو لسياساتها عندئذٍ يصبح هذا الحديث ، أو ذاك سنداً شرعياً لوجود دولة الخلافة ، أو لسلوكها أو اتجاهها أو سياستها. كذلك لم يعد بوسع مسلم أن يكتب أحاديث الرسول ، بل شجعت الدولة على حرق المكتوب من أحاديث الرسول ، وبدأ الخليفة الأول بنفسه حيث كان قد كتب خمسمائة حديث أثناء حياة الرسول ، قالت أم المؤمنين عائشة فبات الخليفة يتقلب ولما أصبح الصباح أحرق الأحاديث التي كتبها فعلمت أم المؤمنين عائشة ابنته بأنه لن يعدل بكتاب الله شيء ، ولما جاء الخليفة الثاني اشتد في هذه الناحية فناشد الناس أن يأتوه بكل ما كتبوا من أحاديث رسول الله ، وظن الناس أنه يريد أن يدونها ويكتبها فجاءوه بها فلما وضعت بين يديه أمر بتحريقها ، وكان يوصي جيوشه قيل توجهها للقتال بعدم التحديث عن رسول الله !! حتى لا يصدوا الناس عن القرآن الكريم !! وكان يقرع وبشدة الذين يحدثون عن رسول الله !! وكان يحبس بعضهم بتهمة الإكثار من التحديث عن رسول الله ، وأحياناً يضرب بعضهم ، لأنه لا يريد إلا القرآن ، ولأنه مقتنع بأن القرآن وحده يكفي !! وقد سبقت هذا الحملة الرسمية حملة سرية قادتها بطون قريش ، حتى والرسول على قيد الحياة ، ونها أولياءها من أن يكتبوا أحاديث رسول الله بحجة أنه بشر يتكلم في الغضب والرضى !! والأخطر من ذلك أن سنة الرسول الثابتة في الأمور السياسية والاقتصادية والاجتماعية صارت مجرد اجتهادات شخصية ، وكان بإمكان الخليفة وبكل أعصاب هادئة أن يخالفها تماماً ، فالرسول مجتهد ، ولا حرج أن خالف المجتهد مجتهداً مثله !!! فعلى سبيل المثال كان الرسول يقسّم المال بين الناس بالسوية لأن حاجات البشر الأساسية متشابهة وهكذا فعل الخليفة الاول ولما آلت الخلافة إلى الخليفة الثاني رأى أن الأنسب والأصوب عدم المساواة بين الناس في العطاء بل عطاء الناس حسب منازلهم ، فاجتهد وعمل جدولاً للمنازل ،
حقيقة الإعتقاد بالإمام المهدي المنتظر ::: فهرس