حقيقة الإعتقاد بالإمام المهدي المنتظر ::: 136 ـ 150
(136)
مع الأمر الإلهي بتأميرهم وإمامتهم ، وأن رسول الله قد بلغ ما أوحى إليه من ربه ، فأعلن الأمر الإلهي بإمارتهم ، وسماهم بأسمائهم ، وتسعة منهم يومذاك لم يولدوا بعد ، وحدد زمن إمامة كل واحد منهم ، وأمر المسلمين أن يسمعوا لهم ويطيعوا واعتبر القرآن هو الثقل الأكبر ، وأئمة أهل بيت النبوة هم الثقل الأصغر ، فإن لم يكن الأئمة الأعلام من أهل بيت النبوة هم الثقل الأصغر الذي عناه رسول الله ، فمن عساه أن يكون !! ولكن المسلمين لم يسمعوا ولم يطيعوا ، لأنهم غُلبوا على أمرهم ، فعرفوا الحق بقلوبهم ، ولم تَقْوَ ألسنتهم وأيديهم على تغيير النقيض المفروض بالقوة والتغلب.
    وما يعنينا أن شيعة أهل بيت النبوة المخلصين الذين تتلمذوا على يد الأئمة الأعلام وقالوا برئاستهم ، يعتبرون الأمام المهدي المنتظر هو الإمام الثاني عشر من الأئمة الذين أختارهم الله ، وسماهم الرسول بأسمائهم وحدد زمن إمامة كل واحد منهم ، وهم موقنون أن الإمام المهدي موجود الآن بالفعل وسيظهر حتماً باللحظة التي أمره بها الله ، ووقت ظهوره كالساعة علمه عند الله وحده ، وهم يعتبرون هذا الاعتقاد جزءاً لا يتجزأ من عقيدتهم الدينية الإسلامية ، والسمة البارزة المميزة لمذهبهم من دون المذاهب ، فمن لا يعتقد بذلك فليس منهم.

    ب ـ عند الخلفاء التاريخيين وأوليائهم « أهل السنة »
    روى العلماء الأعلام من أولياء الخلافة التاريخية أحاديث الرسول التي تتحدث عن حتمية ظهور الإمام المهدي بنفس المنهاج والطريقة التي رووا فيها أحكام الإسلام التي بين أيديهم من صلاة وصيام وحج وزكاة وغيرها من الأمور الدينية ، وقد وزنوا تلك الأحاديث بنفس الموازين التي وزنوا بها الأحاديث النبوية المروية عن رسول الله والتي تتعلق بأصول الدين وأحكامه الأساسية ، وأكدوا صحة وتواتر الأحاديث المتعلقة بحتمية ظهور المهدي المنتظر عندهم ، وقد وثقنا ذلك في الباب السابق ، ثم جزموا بأن هذه الأحاديث قد صدرت عن رسول الله بالفعل وأنها جزء لا يتجزء من الهدي النبوي والبيان النبوي ، ومن المحال عقلاً أن يتحدث الرسول عن أمور غيبية ، وحوادث لم تقع بعلمه أو اجتهاده الشخصي « محمد البشر » ولا بد أن تكون هذه الأحاديث من الوحي الإلهي وقد كرر الله تعالي


(137)
بلسان النبي القول : ( إن أتّبعُ إلَّا ما يوحى إليَّ ) ، وطالما أنها وحي فهي جزء لا يتجزأ من دين الإسلام ومضامينه مفاهيه ومعارفه ، شأنها شأن غيرها من الأمور الدينية من صلاة وصوم وزكاة ... هذه هي النتيجة التي توصلت إليها الأكثرية الساحقة من أهل السنة ، فهم موقنون بحتمية ظهور المهدي المنتظر ، وهم لا يرون ما يوجب الشك بحتمية هذا الظهور لأن هذه المعلومة وصلتهم بنفس الدقة والمعايير والموازين التي وصلت فيها أحكام الدين.

    الأمة الإسلامية بعد وفاة النبي تكونت عملياً من فرقتين : أولهما أهل بيت النبوة والقلة المؤمنة التي والتهم قناعة وتعبداً وهم « الشيعة » الحقيقية ، والفرقة الاخرة تتكون من الخلفاء ومن الأكثرية الساحقة التي والتهم طمعاً بما في أيديهم ، أو خوفاً من بطشهم أو رغبة أو رهبة ويُعرفون « بأهل السنة » هذه هي الأمة مجتمعة وقد لاحظت من السياق السابق بأن أهل بيت النبوة ومن والاهم وهم الفرقة الأولى موقنين بحتمية ظهور الإمام المهدي المنتظر ويعدون هذا اليقين جزءاً من الدين.
    أما الفرقة الثانية وهم أهل السنّة فقد توصلوا لذات النتيجة ، وتيقنوا دينياً من حتمية ظهور المهدي المنتظر.
    وهكذا نكون أمام إجماع شامل للأمة بمختلف توجهاتها على حتمية ظهور الإمام المهدي المنتظر. وحتى الذين لم يرق لهم بأن يكون المهدي من أهل بيت النبوة ، قالوا بحتمية ظهور المهدي ، واعتبروا عيسى ابن مريم هو المهدي المنتظر ، مستندين على خبر ورد من مجهول يمني لم ير رسول الله ولم ير أصحابة. وهذا يعني أن الاعتقاد عند المسلمين بحتمية ظهور المهدي عقيدة دينية ، وقناعة عامة وراسخة في القلوب.

    1 ـ قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « لا تنقضي الأيام ولا يذهب الدهر حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي » ... [ راجع مسند أحمد ج‍ 1 ص 376 ـ 377 و 430


(138)
و 488 ، وسنن أبي داود ج‍ 4 ص 107 ح 4282 ، والبزار ج‍ 1 ص 281 على ما في هامش الطبراني وصحيح الترمذي ج‍ 4 ص 505 ح 2230 ، الطبراني الكبير ج‍ 20 ص 164 ـ 165 ، وحلية الأولياء ، وكنز العمال ج‍ 14 ص 263 ، ومعجم الإمام المهدي ج‍ 1 ص 116 ، وتجد فيه هذه المراجع والعشرات من مراجع هذا الحديث أيضاً ].
    2 ـ قال رسول الله : « لو لم يبق من الدهر إلا يوم لبعث الله رجلاً من أهل بيتي يملؤها عدلاً كما ملئت جوراً ». [ راجع ابن أبي شيبة ج‍ 15 ص 198 ح 19494 ، وأبو داود ج‍ 4 ص 107 ح 4283 ، والبزار ج‍ 1 ص 104 ، وتذكرة الخواص ص 364 ، وعقد الدرر ص 18 ، وبيان الشافعي ص 482 ، ومقدمة ابن خلدون ص 248 ، وفتن ابن كثير ج‍ 1 ص 37 ، والجامع الصغير ج‍ 2 ص 438 ، وكنز العمال ج‍ 14 ص 267 ، والصواعق المحرقة ص 163 ، ومعجم أحاديث الإمام المهدي حيث تجد هذه المراجع وعشرات المراجع إلى جانبها ].
    3 ـ قال رسول الله : « لو لم يبق من الدنيا إلا ليلة لملك فيها رجل من أهل بيتي ... ». [ راجع ابن حبان ج‍ 7 ص 576 ح 5922 ، والطبراني في الكبير ج‍ 10 ص 161 وص 163 و 164 ، والطبراني في الصغير ج‍ 2 ص 148 ، وحلية الأولياء ج‍ 5 ص 75 ، وعقد الدرر ص 18 ، والحاوي للسيوطي ج‍ 2 ص 59 ، والصواعق المحرقة لابن حجر ص 163 نقلاً عن أحمد بن حنبل وأبي داود والترمذي ، وراجع معجم أحاديث الإمام المهدي ج‍ 1 ص 123 وما فوق تجد الكثير من المراجع ].
    4 ـ قال رسول الله : « المهدي حق وهو من ولد فاطمة ». [ راجع تاريخ البخاري ج‍ 3 ص 46 ، وصحيح مسلم على ما في إسعاف الراغبين ، وأبو داود ج‍ 4 ص 107 ح 107 ح 4284 ، وابن ماجة ج‍ 2 ص 1368 ، والنسائي على ما في إسعاف الراغبين ، وجامع الأصول ج‍ 11 ص 49 ، وعقد الدرر ص 15 ، ومشكاة المصابيح ج‍ 3 ص 24 ، والجامع الصغير ج‍ 2 ص 672 والدر المنثور ج‍ 6 ص 449 ، وصواعق ابن حجر ص 163 ، وقال : ومن ذلك ما أخرجه أبو داود وابن ماجة ، ومسلم ، النسائي ، البيهقي واخرون ، راجع معجم أحاديث الإمام


(139)
المهدي ج‍ 1 ص 137 ـ 145 تجد أكثر من ستين مرجعاً ].
    5 ـ قال صلّى الله عليه وآله وسلّم : « فلو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يأتيهم رجل من أهل بيتي ، تكون الملائكة بين يديه ، ويُظهر الإسلام ». [ راجع صحيح الترمذي على ما في تحفة الأشراف والديلمي على ما في كنز العمال ، وتذكرة القرطبي ص 700 ، وتحفة الأشراف ج‍ 9 ص 428 ، وكنز العمال ج‍ 14 ص 269 ، ومعجم أحاديث الإمام المهدي ص 156 ـ 157 ج‍ 1 ].
    6 ـ قال صلّى الله عليه وآله وسلّم : « لا تقوم الساعة حتى يخرج عليهم رجل من أهل بيتي فيضربهم حتى يرجعوا إلى الحق » ... [ أبو يعلى ج‍ 12 ص 19 ح 6665 ، مجمع الزوائد ج‍ 7 ص 15 ، مقدمة ابن خلدون ص 254 ، والحاوي للسيوطي 2 ص 62 ـ ، راجع معجم أحاديث الإمام المهدي ج‍ 1 ص 261 ].
    7 ـ قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « يا على لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يملك رجل من عترتك يقال له المهدي يهدي إلى الله عز وجل ويهتدي به العرب ». [ منتخب الأثر للرازي ص 189 ، ض 2 ب 5 ج‍ 2 ، وإثبات الهداة ج‍ 2 ص 574 ، ودلائل الإمامة ص 250 ، ومعجم أحاديث الإمام المهدي ج‍ 1 ص 165 ].
    8 ـ قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « لا تذهب الدنيا حتى يبعث الله رجلاً من أهل بيتي ... ». [ راجع ابن أبي شيبة ج‍ 15 ص 198 ، والكنى والأسماء ج‍ 1 ص 107 ، والطبراني الكبير ج‍ 10 ص 163 ، والدار قطني ، والحاكم ج‍ 4 ص 442 ، ومعجم أحاديث المهدي ج‍ 1 ص 168 ـ 169 ].

    إن أي إنسان ـ مهما كانت ثقافته ـ يقرأ الأحاديث التي رواها علماء أهل السنة الأعلام حول حتمية ظهور المهدي يكتشف ويحس إحساساً عميقاً بجزم النبي وتأكيده على حتمية ظهور المهدي ، ويبدو هذا جلياً بالنماذج التي سقناها من 1 ـ 8 فالنبي يؤكد بمناسبات متعددة وبصيغ مختلفة : « بأن الأيام لن تنقضي ولن يذهب


(140)
الدهر ... وأن الساعة لن تقوم ، ... وأن الدنيا لن تذهب ... حتى يبعث المهدي وهذه الصيغ الثلاث التي تؤكد بعضها ، وتفسر بعضها ، وتفصح عن أعلى درجات البيان ومراتب التأكيد تصب مجتمعة ومنفردة في خانة حتمية الظهور ، وزيادة في التأكيد والبيان ، وإقامة للحجة الدامغة ، وترسيخاً للمعنى في القلوب يؤكد النبي ، بأنه : « لو لم يبق من الدنيا إلا ليلة ... أو من الدهر إلا يوم ... أو لم يبق من الدنيا إلا يوم ... لبعث الله المهدي في تلک الليلة ! ولملك المهدي تلك الليلة ولطوّل الله ذلك اليوم حتى يظهر المهدي ويملك ». ارجع للنماذج الثمانية الآنفة وأعد قراءتها ...
    أهل السنة يعتقدون أن النبي ليس معصوماً في كل شيء ، ويقولون أنه يتحدث في الغضب والرضى ، فلا ينبغي أن يحمل كل كلامه على محمل الجد وينسبون إلى النبي القول : « أنتم أعلم بشؤون دنياكم » ، وينسبون إليه أمورا كثيرة ، وقد وثقنا كل ذلك في كتابنا « المواجهة » والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا المقام هو : « طالما أن الأمة بشقّيها مجتمعة قد أجمعت وجزمت ، بأن الأحاديث النبوية التي تحدثت عن حتمية ظهور الإمام المهدي المنتظر قد صدرت حتماً من رسول الله ، فهل يعقل أن تكون : « اجتهاداً منه » أو تحليلاً شخصياً منه صلّى الله عليه وآله وسلّم ، أو أنها وحي إلهي !!!؟ ( ويلكم لا تَفتروا على الله كَذِباً فَيُسْحِتَكُم بعذاب ... ) (سورة طه ، اية 62). كان رسول الله قبل أن يؤتى شرف النبوة يعرف بين قومه بالصادق ، والصادق هو الذي لا يكذب ، أفحين شرّفه الله بالنبوة ، وأمره أن يتبع ما يوحى إليه « يجتهد » في ما لا علم له به ، أو يحلل تحليلات شخصية تحتمل الصدق والكذب !!! ثم ما هي حاجته للاجتهادات والتحليلات الشخصية وعنده الوحي !!! ثم كيف يجتهد ويحلل ويضن الصواب في حوادث تقع بعد عشرات القرون !!! أن رسول الله أجل وأرفع وأعظم مما يصفون ، وما ردنا على تحديهم الآثم إلا حشراً لهم ، وإقامة للحجة العقلية عليهم كأنهم لم يقرأوا كتاب الله ( و لو تقول علينا بعض الاقاويل * لأخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين ) (سورة الحاقة ، الآيات : 44 ـ 45 ـ 46) ويبقى المعقول والمنطقي الوحيد المنسجم مع صدق النبي وقربه من الله أنه صلّى الله عليه وآله وسلّمقد تلقى معلومة حتمية ظهور


(141)
المهدي المنتظر بالوحي من الله تعالى ، مع الأمر بالتبشير به وإعلان هذه الحقيقة الغيبية القادمة لا محالة.


(142)
    الفصل الثاني :
المهدي المنتظر من آل محمد
و من عترته أهل بيته
وبالتحديد من ولده
    كون المهدي المنتظر من عتره النبي أهل بيته الطاهرين حقيقة مطلقة من الحقائق الدينية المحدودة جداً التي أجمعت عليها الأمة بشقيها : « أهل بيت النبوة وشيعتهم والخلفاء التاريخيون وشيعتهم أهل السنة » فالكل متفق على أن المهدي المنتظر من صلب علي بن أبي طالب ، ومن أحفاد فاطمة بنت النبي ، وأنه من ذرية النبي وحفيده ، وقد تواترت صحة الأحاديث النبوية عند الجميع ، والتي بينت للمسلمين أن الله قد جعل ذرية كل نبي من صلبه خاصة ، وجعل ذرية خاتم الأنبياء محمد من صلب على ابن عمه ونسل اينته البتول فاطمة ، والمسلمون يرسلون هذه المعلومة إرسال المسلمات ، فطالما ردد الرسول أمام قدامى المسلمين والطلقاء معاً هذا ابني الحسن ، أو هذا ابني الحسين ، أو هذان ابناي ولا خلاف بين اثنين من المسلمين ، بما فيهم الخلفاء الثلاثة الأول ، معاوية وبنو أمية ، بنو العباس وشيعهم بأن علياً وفاطمة والحسن والحسين هم آل محمد ، وهم أهل بيته ، أو على الأقل هم من الآل والأهل !!
    1 ـ وأهل بيت النبوة مجمعون على أن الإمام المهدي المنتظر هو الإمام الثاني عشر من أئمة أهل بيت النبوة الذين اختارهم الله تعالى لقيادة الأمة طوال


(143)
عصر ما بعد النبوة ، ولكن ظروفاً قاهرة قد حالت بينهم وبين ممارسة حقهم بقيادة الأمة ، فكان كل واحد منهم هو الإمام الشرعي للأمة المختار من الله سبحانه وتعالى والمعلن عن إمامته من رسول الله ، ولكن الخليفة المتغلب في زمن كل إمام حال بينه وبين ممارسة حقه الشرعي ، بإمامة الأمة وقيادتها ومرجعها ، وكل إمام من الأئمة الإحدى عشر قد تبعته الفئة القليلة المؤمنة وسلمت بإمامته ، ولكنها كانت فئة مستضعفة ، وغير قادرة على مواجهة الأكثرية الساحقة التي وقفت مع الخليفة المتغلب طمعاً بما في يده من المال والجاه والنفوذ والسلطة.
    واقتضيت حكمة الله تعالى أن يكون الثاني عشر : « المهدي المنتظر نمط ، حياة ومنهج مختلف عن نمط ومنهج الأئمة الإحدى عشر الذين سبقوه ».
    فكل واحد من الأئمة الأحدى عشر السابقين كان معروفاً ، للخاصة والعامة من المسلمين ، وكان مشهوراً بينهم ، تعرفه العرب ويعرفه العجم ، ويعرفه المحل والمحرم معاً ، ولا يخفى واقعه وأمله على أحد من الخاصة والعامة ، فكل واحد من الخلفاء الثلاثة الأول كان يعلم علم اليقين بأن علياً بن أبي طالب أول الأئمة الشرعيين كان : « يطمع بالخلافة » ، ويعتفد أنه أولى بها من الخلفاء الثلاثة الأُول ، وكان يشارك الخلفاء الثلاثة بهذا العلم اليقيني ، خاصة القوم وعامتهم ، قدامى المسلمين وطلقاؤهم وأحداثهم. ولما مات الإمام علي ، وآلت الإمامة إلى الإمام الحسن كان الخليفة المتغلب وكافة أفراد رعيته يعلمون علم اليفين بآمال الحسن وواقعه ، وهكذا كانت الأحوال مع الحسين ، وعلى بن الحسين ومحمد الباقر ، وجعفر الصادق ، وموسى الكاظم ، وعلى الرضا ، وفي عهد الإمام على الرضا قرر الخليفة المتغلب المامون أن يعترف وبالحق الشرعي وأن يتنازل بمحض اختياره للإمام الشرعي المعاصر له وهو الرضا ، وتلك حالة فريدة في التاريخ الإسلامي ولم تتكرر ، وتعاقب ظهور الأئمة حتى بلغوا إحدى عشر إماماً ، وكان الناس في زمن كل واحد منهم يعلمون أن هذا الرجل الإمام من أهل بيت النبوة ، وأنه من ذرية النبي ، وكانوا يعلمون أنه على الأقل « يدعى » الإمامة ، والخلافة الشرعية عن النبي.
    وكان الخليفة المعاصر لأي واحد من الأئمة الأحدى عشر يعلم علم اليقين


(144)
بأن هذا الإمام : « أو مدعي الإمامية » طامع بالخلافة ، ومعتقد أنه أولى بها من الخليفة المتغلب ، لذلک کان کل خليفة متغلب يتوجس خيفة من الإمام الشرعي المعاصر له ، فيضيق عليه ، ويحط من قدره ، ويتصنع عدم الاکتراث به ، وکثيراً ما کانت تملک الوساوس والمخاوف الخليفة المتغلب ، ولا يطيق إمام زمانه ، فيتآمر مع حاشيته ويقتلون خفية أو بالسم إمام الزمان.
    أما الإمام الثاني عشر وهو الإمام المهدي : « محمد بن الحسن » فقد اختلف أمره و نهجه و أسلوبه ونمط حياته ، عن الأئمة الأحد عشر السابقين ، فقبل ولادته بفترة انتشرت شائعات على نطاق واسع مفادها أن ملک بني العباس سيزول علي يد رجل من آل محمد يقال له المهدي ، لذلک کانت کلمة المهدي أشد خطراً و ثقلا ًعلى أسماع الدولة العباسية وأرکانها من کلمات الکفر ، والإلحاد ، والشيطنة فجندت الدولة مخابراتها وأجهزتها السرية للتحري والبحث عن هذا المهدي ، هذه الحملة اضطرت الإمام الوالد الحسن العسکري أن يخفي نبأ ولادة ابنه ، وأن لا يذکر اسم المولود ألا للخلص من أتباعه ، حيث أفضى لهم باسم ابنه ، وأنه الإمام من بعده الوارث لعلمي النبوة والکتاب ، وانتقل الإمام الحادي عشر إلى جوار ربه وآلت الإمامة إلى الصبي محمد بن الحسن : « المهدي المنتظر » وکان عمره خمس سنين ، وعرفت الدولة العباسية وکافة أرکانها بأن الإمام الحادي عشر الحسن العسکري قد مات ، وأن عمادة أهل بيت النبوة قد آلت إلي ابنه الصبي : « محمد بن الحسن المهدي المنتظر » بدليل أن أرکان الدولة العباسية ورجالات بني هاشم قد حضروا الإعداد لجنازة الإمام الحادي عشر ، ولم يتقدم أحد منهم لإمامة الناس بصلاة الجنازة إنما تقدم الإمام الصبي ، و أمّ الجميع دون اعتراض من أحد وسط دهشة الجميع ، وتسليمهم بإن هذا الصبي هو عميد و سيد أهل بيت النبوة والقائم مقام أبيه السيد الذي انتقل إلي جوار ربه. بعد انتهاء مراسم العزاء اختفى الإمام الصبي عن الأنظار تماماً ، ولم يعد يراه أحد ، وکان يعرف أمور أولياء أهل بيت النبوة ، ويتصرف بالأموال التي تجبى إليه بواسطة أربعة سفراء أجمع أهل بيت النبوة وشيعتهم المخلصة علي صحة سفارتهم.
    وتسمي هذه الغيبة بالغيبة الصغرى ، وبعد موت آخر السفراء بدأت الغيبة


(145)
الکبري ، وجاء في عدة أخبار أنه يحضر المواسم سنوياً فيرى الناس ويعرفهم ، ويرونه و لا يعرفونه ، وأنه بوقت يطول أو يقصر سيظهر حتماً لإنجاز المهمة التاريخية التي أناط الله به إنجازها.
    2 ـ أما الخلفاء التاريخيون وشيعتهم أهل السنة فيقرون أن الأئمة الأحد عشر هم الذين تعاقبوا علي عمادة أهل بيت النبوة طوال التاريخ ، وکل واحد منهم في زمانه کان عميد أهل البيت ، وشيخ آل محمد في زمانه ، وأنه لم يجرؤ أحد على الادعاء بأنه عميد أهل بيت النبوة ، أو شيخ آل محمد في زمن أي واحد من الأحد عشر ، وهم يقرون أيضاً ويجمعون علي أن الرسول قد بين بأن الخلفاء أو الأمراء أو النقباء من بعده اثني عشر !! ولکنهم لا يعترفون بأن الرسول قد عني أو قصد بالاثني عشر أئمة أو عمداء أو شيوخ آل محمد بل عني وقصد الخلفاء المتغلبين على الخلافة ، والذين مارسوا سلطات الخلافة ومهامها ممارسة فعلية ، وهم متفقون على أربعة وهم الخلفاء الأربعة الأُول ، أما الثمانية الآخرون فهنالک آراء شخصية واجتهادات لا حصر لها ولا سند لها لا من عقل ولا من دين ولا من منطق ، ومن المستبعد جداً على المدى المنظور على الأقل أن تقر شيعة الخلفاء بأن الأثني عشر الذين عناهم رسول الله وقصدهم هم عمداء أهل بيت النبوة ، لأنهم لو فعلوا ذلک لانهار التاريخ السياسي الإسلامي بعد وفاة النبي علي صانعيه ، ولسحبوا بساط الشرعية عن التاريخ السياسي لدولة الخلافة ولأدانوا أنفسهم دون حاجة لقضاء يعلن الأدانة ، والإنسان بطبيعته يفر من الأدانة ولا يتقبلها راضياً !!
    ولکن شيعة الخلفاء : « أهل السنة » يقرون أن الاثني عشر أولهم علي وآخرهم محمد بن الحسن المهدي ، هم عمداء أهل بيت النبوة أو شيوخ أو وجهاء آل محمد کل واحد منهم في زمانه.
    وأبعد من ذلک فهم يقرون بولادة الأمام محمد بن الحسن ، وبعضهم يصرح بأنه المهدي المنتظر بالفعل. قال ابن الأثير الجرزي في كتابه الکامل في التاريخ ج‍ 7 ص 274 آخر حوادث سنة 260 وفيها : « توفي محمد العلوي العسکري وهو أحد الأئمة الاثني عشر علي مذهب الإمامية ، وهو والد محمد الذي يعتقدونه المهدي ».


(146)
    قال ابن خلكان في وفيات الأعيان ج‍ 4 ص 176/562 : « أبو القاسم محمد بن الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد المذكور قبله ثاني عشر الأئمة الاثنى عشر على اعتقاد الإمامية المعروف بالحجة ، كانت ولادته يوم الجمعة منتصف شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين ، ثم نقل عن المؤرخ الرحالة ابن الأزرقي أنه قال في تاريخ ميافارقين أن الحجة المذكور ولد بتاريخ.
    قال الذهبي في كتابه العبر وفيها : « أي سنة 256 ولد محمد بن الحسن بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق العلوي الحسيني الذي تلقبه الرافضة الخلف الحجة ، وتلقبه بالمهدي ، والمنتظر وتلقبه بصاحب الزمان وهو خاتم الاثنى عشر. [ راجع العبر في خبر من غبر للذهبي » ج‍ 3 ص 21 ].
    وقال الذهبي في تاريخ دول الإسلام ج‍ 5 حوادث ووفيات 251 ـ 260 ص 113 ـ 159 عن الإمام الحسن العسكري : « وهو والد منتظر الرافضة ، توفي إلى رضوان الله في سامراء ودفن إلى جانب والده ، وأما ابنه محمد بن الحسن الذي يدعوه الرافضة القائم الخلف الحجة » ...
    وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء ج‍ 13 ص 119 الترجمة رقم 60 « المنتظر الشريف محمد بن الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين علي بن الحسين الشهيد بن الإمام علي بن أبي طالب الحسيني خاتمه الاثنى عشر سيداً ».
    قال خير الدين الزركلي في كتابه الأعلام ج‍ 6 ص 80 في ترجمة الإمام المهدي المنتظر : « محمد بن الحسن العسكري الخالص بن علي الهادي أبو القاسم آخر الأئمة الاثنى عشر عند الإمامية ولد في ... »
    وأشار علماء الأنساب من أهل السنة إلى ولادة المهدي منهم أبو نصير البخاري في سر السلسلة العلوية ص 39 وهو من إعلام القرن الرابع الهجري والعرى النسابة المشهور وهو من أعلام القرن الخامس : « المجدي في أنساب


(147)
الطالبيين ص 130 ، والفخر الرازي الشافعي قال في كتابه : « الشجرة المباركة في أنساب الطالبية ص 78 ـ 79 » ، وأما الحسن العسكري فله ابنان وبنتان أما الابنان فأحدهما صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف ... وقال ابن عنبه في عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب : « الإمام أبو محمد الحسن العسكري ، وكان من الزهد والعلم على أمر عظيم وهو والد الإمام محمد المهدي صلوات الله عليه ثاني عشر الأئمة عند الإمامية ، وهو القائم المنتظر عندهم » ص 199 من عمدة الطالب. وقال في الفصول الفخرية ص 134 ـ 135 عن الإمام الحسن العسكري وهو الحادي عشر من الأئمة الاثنى عشر وهو والد محمد المهدي ثاني عشرهم ، وإلى هذا المعنى أشار الصنعاني في كتابه : « روضة الألباب لمعرفة الأنساب ص 105 ، والسويدي في كتابه سبائك الذهب. [ راجع المهدي المنتظر في الفكر الإسلامي إصدار مركز الرسالة ص 119 ـ 120 ].
    والخلاصة أن شيعة الخلفاء التاريخيين « أهل السنة » موقنون بأن المهدي المنتظر من آل محمد ومن عترته أهل بيته ، وبالتحديد من ذرية النبي ومن نسل فاطمة ابنته ، ومن صلب علي بن أبي طالب ، وقد تولد هذا اليقين عندهم لصحة وتواتر الأحاديث النبوية الناطقة به ، وقد توصلوا بالمنطق إلى أن الإمام الثاني عشر من أئمة أهل بيت النبوة هو الإمام المهدي بالضرورة ، وصرح بعضهم بذلك ، ولولا خشيتهم من انهيار قناعاتهم التاريخية ، ومن أن يسحب بساط الشرعية من تحت أساسات دولة الخلافة التاريخية ، وأعلن بعضهم علناً بأن الإمام المهدي المنتظر هو الإمام الثاني عشر من أئمة أهل بيت النبوة وهو محمد بن الحسن ، ومنهم محي الدين بن العربي المتوفى 638 كما ذكر ذلك في الفتوحات المكية. [ راجع اليواقيت والجواهر للشعراني ج‍ 2 ص 143 ، ومحمد بن طلحة الشافعي في كتابه مطالب السؤول ج‍ 2 ص 79 باب 12 ، وابن الجوزي الحنبلي في تذكرة الخواص ص 363 ، والكنجي الشافعي في البيان في أخبار صاحب الزمان ص 521 باب 25 ، وابن الصباغ المالكي في كتاب الفصول المهمة ص 287 ـ 300 ، والفضل بن روزبهان في كتابه « إبطال الباطل ». [ راجع دلائل الصدق للمظفر ج‍ 2 ص 574 ـ 575 ، ومحمد بن طولون الحنفي مؤرخ دمشق في كتابه


(148)
الأئمة الاثنى عشر ص 117 ، والقندوزي الحنفي في ينابيع المودة ج‍ 3 ص 114 آخر الباب 79 ].

    1 ـ قال رسول الله بعد أن تحدث عن الفتن من بعده : « ... ثم تكون فتنة كلما قيل انقضت تمادت ، حتى لا يبقى بيت إلا دخلته ، ولا مسلم إلا حكته حتى يخرج رجل من عترتي ». [ راجع ابن حماد ص 10 ، وأحمد بن حنبل ج‍ 2 ص 133 ، وأبو داود ، وحلية الأولياء ج‍ 5 ص 158 ، وكنز العمال ج‍ 14 ص 269. وراجع بقية المراجع في معجم أحاديث الإمام المهدي ج‍ 1 ص 81 ـ 83 ].
    2 ـ تحدث الرسول عن بلاء يصيب الأمة حتى لا يجد الرجل ملجا يلجأ إليه من الظلم ، فيبعث الله رجلاً من عترتي من أهل بيتي فيملأ به الأرض قسطاً ، كما ملئتم ظلماً وجوراً ... [ راجع عبد الرزاق ج‍ 11 ص 371 ، وابن حماد ص 99 ، والترمذي على في الدر المنثور ، والطبراني على الصواعق المحرقة والحاكم ج‍ 4 ص 465 ، وتذكرة القرطبي ص 700 ، وتذكرة الحفاظ ج‍ 3 ص 838 ، والحاوي للسيوطي ج‍ 2 ص 65 ، والدر المنثور ج‍ 6 ص 58 ، وانظر بقية المراجع في « معجم أحاديث المهدي ج‍ 1 ص 83 ـ 86 ].
    3 ـ قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : يخرج رجل من أهل بيتي عند انقطاع من الزمان ... [ راجع ابن حماد ص 10 ابن أبي شيبة ج‍ 15 ص 196 ح 19485 ، وأحمد بن حنبل ج‍ 3 ص 80 ، والبداية والنهاية ج‍ 6 ص 247 ، ومجمع الزوائد ج‍ 7 ص 314 ، والدر المنثور ج‍ 6 ص 58 ، انظر بقية المراجع في معجم أحاديث الإمام المهدي ج‍ 1 ص 97 ـ 98 ].
    4 ـ قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « ... ثم يخرج رجل من عترتي أو من أهل بيتي » ... [ راجع أحمد بن حنبل ح 3 ص 36 ، وابن خزيمة ، وابن حبان ج‍ 8 ص 290 ـ


(149)
291 ، والحاكم ج‍ 4 ص 557 ، ومقدمة ابن خلدون ص 250 فقرة 53 عن الحاكم ، وتجد بقية المراجع في معجم « أحاديث الإمام المهدي » ج‍ 1 ص 104 ـ 105 ].
    5 ـ ومثله قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « لا تقوم الساعة حتى يلي رجل من أهل بيتي » ... [ راجع البزار ج‍ 1 ص 281 ، وابن حنبل ج‍ 1 ص 376 ، والترمذي ج‍ 4 ص 505 حديث 2231 ، والبدء والتاريخ ج‍ 2 ص 180 ، والطبراني في الكبير ج‍ 1 ص 165 ، راجع بقية المراجع في ج‍ 1 ص 106 ـ 108 من معجم « أحاديث الإمام المهدي » ].
    6 ـ ومثله قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « لا تقوم الساعة حتى يملك رجل من أهل بيتي ». [ راجع أبو يعلى ج‍ 2 ص 367 ، وابن حبان ج‍ 8 ص 291 ، ومجمع الزوائد ج‍ 7 ص 314 ، والدر المنثور ج‍ 6 ص 57 ، وكنز العمال ج‍ 14 ص 270 ح 38690 ، راجع بقية المراجع في معجم أحاديث الإمام المهدي ج‍ 1 ص 108 ـ 109 ].
    7 ـ ومثله قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « يخرج في آخر الزمان رجل من ولدي » ... [ راجع تذكرة الخواص ص 363 ، وعقد الدرر ص 32 ، ومنهاج السنة لابن تيمية ج‍ 4 ص 211 ، بقية المراجع في معجم أحاديث الإمام المهدي ج‍ 1 ص 113 ـ 114 ].
    8 ـ ومثله قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : إن المهدي من عترتي من أهل بيتي .. [ راجع إثبات الهداة ج‍ 3 ص 502 ، والبحار ج‍ 51 ص 74 ، ومنتخب الأثر ص 169 ، ومعجم أحاديث الإمام المهدي ج‍ 1 ص 14 ].
    9 ـ وقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « المهدي رجل من ولدي وجهه كالقمر الدري » ... [ راجع أحمد بن حنبل على ما في ينابيع المودة ، وابن ماجة على ما في غاية المرام ، والطبراني على ما في بيان الشافعي ، راجع معجم أحاديث الأمام المهدي ج‍ 1 ص 130 ـ 134 تجد عشرات المراجع لهذا الحديث ].
    10 ـ ومثله قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « المهدي حق وهو من ولد فاطمة ». [ راجع ابن شيبة


(150)
علي ما في سنن ابن ماجة ، وتاريخ البخاري ج‍ 3 ص 346 ، وصحيح مسلم على ما في إسعاف الراغبين ، أبو داود ج‍ 4 ص 107 ح 4284 ، وابن ماجه ج‍ 2 ص 1368 ب 34 ح 4086 ، والطبراني في الكبير ج‍ 23 ص 267 ، وميزان الاعتدال ج‍ 2 ص 87 ، وراجع معجم أحاديث الإمام المهدي ج‍ 1 ص 136 ـ 139 تجد أكثر من أربعين مرجعاً ]!
    11 ـ ومثله قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد ، لطوّل الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلاً من ولدي اسمه اسمي » فقام سلمان الفارسي فقال : يا رسول الله : من أي ولدك ؟ قال النبي : « من ولدي هذا وضرب بيده على الحسين ». [ راجع الطبراني في الأوسط ، وأربعون أبي نعيم ، وعقد الدرر ص 24 ، وذخائر العقبى للطبراني ص 136 ـ 137 ، وراجع معجم أحاديث المهدي المنتظر ج‍ 1 ص 142 ـ 143 ].
    12 ـ ومثله قوله لفاطمة : « المهدي من ولدك ». [ راجع مقاتل الطلبيين ج‍ 1 ص 97 ، والحاكم ، وتهذيب ابن عساكر ج‍ 6 ص 26 ، ودخائر العقبى ج‍ 12 ص 105 ، راجع بقية المراجع في المعجم ج‍ 1 ص 143 ـ 144 ].
    13 ـ ومثله قوله لفاطمة : « نبينا خير الأنبياء وهو أبوك وشهيدنا خير الشهداء وهو عم أبيك حمزة ... ومنّا سبطا هذه الامة الحسن والحسين وهما ابناك ومنا المهدي ... ومنّا والذي نفسي بيده مهدي هذه الأمة ». [ راجع معجم أحاديث الإمام المهدي ج‍ 1 ص 145 ـ 147 ، وعلى سبيل المثال مناقب الخوارزمي ص 6 ، وبيان الشافعي ص 485 ، وذخائر العقبى ص 44 ، عن الطبراني ، ومجمع الزوائد ج‍ 9 ص 166 ].
    وهناك العشرات من الأحاديث النبوية التي تدور حول ذات المضمون ، ويمكن لمن أراد الوقوف عليها وعلى مراجعها أن يراجع : « معجم أحاديث الإمام المهدي » ج‍ 1 ص 150 وما بعدها.
حقيقة الإعتقاد بالإمام المهدي المنتظر ::: فهرس