كتاب كشف الغطاء ::: 411 ـ 420
(411)
عن يمينه وأخرى عن شماله يستغفران له ربّه ويدعوان بقضاء حاجته ، ثم قال : والله لرسول الله صلى الله عليه وآله أسرّ بقضاء حاجة المؤمن إذا وصلت إليه من صاحب الحاجة ». (1)
     وقال الكاظم عليه السلام : « إنّ الله عباداً يسعون في حوائج الناس هم الآمنون يوم القيامة ، ومن أدخل على مؤمن سروراً فرّح الله قلبه يوم القيامة ». (2)
     وعن الصادق عليه السلام : « من سعى في حاجة أخيه المسلم طلب وجه الله كتب الله له ألف ألف حسنة يغفر فيها لأقاربه وجيرانه وإخوانه ومعارفه ... الحديث ». (3)
     والأخبار أكثر من أن تحصى.
     وأن يبدأ بالسلام قبل الكلام ويصافحه عند السلام.
     فعن الصادق عليه السلام : « قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه ». (4)
     وقال صلى الله عليه وآله : « ابدؤوا بالسلام قبل الكلام ، فمن بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه ». (5)
     وقال صلى الله عليه وآله : « إنّ الله عزّوجلّ يحبّ إفشاء السلام ». (6)
     وقال صلى الله عليه وآله : « إذا سلّم أحدكم فليجهر بسلامه ولايقول سلّمت فلم يردوا عليّ فلعلّه يكون قد سلّم ولم يسمعهم ، فإذا ردّ أحدكم فليجهر بردّه حتى لايقول المسلّم سلّمت فلم يردّوا عليّ ». (7)
     وقال عليه السلام : « ثلاثة لايسلّمون : الماشي مع الجنازة ، والماشي إلى
1 ـ المحجة البيضاء : 3/380 ، نقلاً عن الكافي : 2/193.
2 ـ المحجة البيضاء : 3/380 ، نقلاً عن الكافي : 2/197.
3 ـ المحجة البيضاء : 3/381 ، نقلاً عن الكافي : 2/197 ـ 198.
4 ـ المحجة البيضاء : 3/381 ، نقلاً عن الكافي : 2/644.
5 ـ المحجة البيضاء : 3/381 ، نقلاً عن الكافي : 2/644.
6 ـ المحجة البيضاء : 3/381 ، نقلاً عن الكافي : 2/645.
7 ـ المحجة البيضاء : 3/384 ، نقلاً عن الكافي : 2/645 مع اختلاف.

(412)
الجمعة ، والماشي في بيت حمّام ». (1)
     وقال عليه السلام : « من التواضع أن تسلّم من لقيت ». (2)
     وقال عليه السلام : « يسلّم الصغير على الكبير ، والمارّ على القاعد ، والقليل على الكثير ». (3)
     وقال عليه السلام : « يسلّم الراكب على الماشي والماشي على القاعد ». (4)
     وقال الباقر عليه السلام : « إنّ المؤمنين إذا التقيا وتصافحا أدخل الله يده بين أيديهما فصافح أشدّهما [ حبّاً ] (5) أو [ شوقاً ] لصاحبه ». (6)
     وقال عليه السلام : « قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إذا لقى أحدكم أخاه فليسلّم وليصافحه ، فإنّ الله أكرم بذلك الملائكة فاصنعوا صنع الملائكة ». (7)
     وقال الصادق عليه السلام : « إنّ المؤمنين إذا التقيا غمرتهما الرحمة ، فإذا التزما لايريدان بذالك الا وجه الله ولا يريدان غرضاً من أغراض الدنيا قيل لهما مغفوراً لكما ، فإذا أقبلا على المسائلة قالت الملائكة بعضها لبعض : تنحّوا عنهما ، فإنّ لهما سرّاً ، وقد ستر الله عليهما ، قال الراوي : فقلت : فلا يكتب عليهما لفظهما وقد قال الله تعالى : « ما يلفظ من قول إلًا لديه رقيب عتيد »؟ (8) قال : فتنفًس أبوعبدالله عليه السلام الصعداء ثم بكى حتًى اخضلًت دموعه لحيته وقال : ياإسحاق إنً الله أمر الملائكة أن تعتزل ع المؤمنين إذا
1 ـ المحجة البيضاء : 3/385 ، نقلاً عن الكافي : 2/646 ، وفيهما : « وفي بيت الحمام » بدل الأخيرة.
2 ـ المحجة البيضاء : 3/385 ، نقلاً عن الكافي : 2/646.
3 ـ المحجة البيضاء : 3/385 ، نقلاً عن الكافي : 2/646.
4 ـ المحجة البيضاء : 3/385 ، نقلاً عن الكافي : 2/647.
5 ـ كما في المصدر وليس في النسخ ، نعم في هامش « ج » استظهر الكاتب كون التميز « حباً » أو « شوقاً ».
6 ـ المحجة البيضاء : 3/388 ، نقلاً عن الكافي : 2/179.
7 ـ المحجة البيضاء : 3/388 ، نقلاً عن الكافي : 2/181.
8 ـ ق : 18.

(413)
التقيا إجلاً لهما ، وإنّه وإن كانت الملائكة لاتكتب لفظهما ولا تعرف كلامهما فإنّه يعرفه ويحفظه عليهما عالم السرّ وأخفى. (1)
     واعلم أنّ أباحامد الغزالي منع عن الانحناء عند السلام ، وكذا القيام سيّما في المساجد لكونها موضع العبادة والقيام لله وحده فلا يشرك بعبادة ربّه أحداً. (2)
     وقال النبي صلى الله عليه وآله : « إذا رأيتموني فلا تقوموا كما يصنع الأعاجم ». (3)
     وقال صلى الله عليه وآله : « من سرّه أن يتمثّل له الرجال قياماً فليتبوّء مقعده من النار ». (4)
     وقال الشهيد (ره) في قواعده : « يجوز تعظيم المؤمن بما جرت به عادة الزمان وإن لم يكن منقولاً عن السلف لدلالة العموما عليه ، قال تعالى :
     « ومن يعظّم شعائر الله فإنّها من تقوى القلوب ». (5)
     « ومن يعظّم حرمات الله فهو خير له عند ربّه ». (6)
     وقال النبي صلى الله عليه وآله : « لاتباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تقاطعوا وكونوا عباد الله إخواناً ».
     فعلى هذا يجوز القيام والتعظيم بانحناء وشبهه ، وربّذما وجب إذا أدّى تركه إلى التباغض والتقاطع أو إهانة المؤمن.
     وقد صحّ أنّ النبي صلى الله عليه وآله قام إلى فاطمة عليه السلام وقام إلى جعفر لمّا قدم من الحبشة ، وقال للأنصار : قوموا إلى سيّدكم.
     ونقل أنّه صلى الله عليه وآله قام إلى عكرمة بن أبي جهل لما قدم من اليمن فرحاً بقدومه.
1 ـ المحجة البيضاء : 3/389 ، نقلاً عن الكافي : 2/184 مع اختلاف.
2 ـ المحجة البيضاء : 3/390.
3 ـ المحجة البيضاء : 3/390.
4 ـ المحجة البيضاء : 3/390 ـ 391.
5 ـ الحج : 32.
6 ـ الحج : 30.

(414)
     وأمّا قول الرسول صلى الله عليه وآله : « من أحبّ أن يتمثل له الرجال ... إلى آخره » ، وما نقل من أنّه كان يكره أن يقام له فكان إذا قام لايقومون له لعلمهم بكراهته ذلك فإذا فارقهم قاموا حتّى يدخل منزله لما يلزمهم من تعظيمه ، فلعلّه إشارة إلى ما يصنعه الجبابرة من إلزام الناس بالقيام حال قعودهم إلى انقضاء مجلسهم دون القيام المخصوص القصير مدّته ، أو يحمل على من أراد ذلك تجبّراً وعلوّاً على الناس ، فيؤاخذ من لا يقوم له بالعقوبة ، أمّا من يريده لدفع إهانة عنه أو نقيصة به فلا حرج عليه ، لأن دفع الضرر عن النفس واجب.
     وأمّا كراهته فتواضع لله وتخفيف على أصحابه ، وكذا نقول : ينبغي للمؤمن أن لا يحبّ ذلك ، وأن يؤاخذ نفسه بمحبة تركه إذا مالت إليه ، [ و ] لأنّ الصحابة كانوا يقومون كما في الحديث ، ويبعد عدم علمه به مع أنّ فعلهم يدلّ على تسويغ ذلك ، انتهى. (1)
     وأن يصون عرض أخيه ونفسه وماله عن ظلم غيره مهما أمكن وينصره ، وقد أشرنا إلى بعض ما يدلّ عليه في الغيبة.
     وفي النبوي صلى الله عليه وآله : « من حمى عرض أخيه المسلم في الدنيا بعث الله ملكاً يحميه يوم القيامة من النار ». (2)
     وعن جابر قال : « سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : ما من امرىء ينصر مسلماً في موضع ينهتك فيه عرضه ويستحلّ حرمته الا نصره الله في موطن يستحبّ نصره ، وما من امرىء خذل مسلماً في موطن ينتهك فيه حرمته الا خذله الله في موضع يستحبّ فيه نصره ». (3)
     وأن يسمّت العاطس ، فقد روي عن جماعة من أصحاب الصادق عليه السلام
1 ـ القواعد : ص 262 مع اختلاف ، المحجة البيضاء : 3/392 ، نقلاً عن قواعد الشهيد ـ رحمه الله ـ.
2 ـ المحجة البيضاء : 3/394.
3 ـ المحجة البيضاء : 3/394.

(415)
أنّه قال : إنّ من حقّ المسلم على المسلم أن يعوده إذا اشتكى ، وأن يجيبه إذا دعاه ، وأن يشهده إذا مات ، وأن يسمّته إذا عطس. (1)
     وأن يجامل الأشرار ويتّقيهم.
     قال الصادق عليه السلام في قوله تعالى : « أولئك يؤتون أجرهم مرّتين بما صبروا » (2) على التقيّة ، وفي قوله تعالى : « ويدرؤن بالحسنة السيّئة » (3) : الحسنة التقيّة والسيئة الإذاعة ». (4)
     وقال عليه السلام : « لا دين لمن لا تقيّة له ». (5)
     وقال الباقر عليه السلام : « التقيّة في كلّ ضرورة وصاحبها أعلم بها حين تنزل به » (6) « وأنّ التقيّة في كلّ شيء يضطر إليه ابن آدم ، فقد أحلّه الله » ، (7)
     وقال عليه السلام : « إنّما جعلت التقيّة ليحقن بها الدم ، فإذا بلغ الدم فليست تقيّة ». (8)
     « وفي التوراة مكتوب : ياموسى! اكتم مكتوم سرّي في سريرتك وأظهر في علانيتك المداراة عنّي لعدوك وعدوّي من خلقي ولا تستسبّ لي عندهم بإظهار مكتوم سرّي فتشرك عدوّك وعدوّي في سبّي ». (9)
     وأن يخالط المساكين ، ويحسن إلى الأيتام دون الأغنياء من أهل الدنيا.
     فقد كان النبي صلى الله عليه وآله يقول : « أحيني مسكيناً وأمتني مسكيناً واحشرني في زمرة المساكين ». (10)
1 ـ المحجة البيضاء : 33/396 ، نقلاً عن الكافي : 2/653.
2 ـ القصص : 54.
3 ـ القصص : 54.
4 ـ المحجة البيضاء : 3/398 ـ 399 ، نقلاً عن الكافي : 2/217.
5 ـ المحجة البيضاء : 3/399 ، نقلاً عن الكافي : 2/217.
6 ـ المحجة البيضاء : 3/400 ، نقلاً عن الكافي : 2/219.
7 ـ المحجة البيضاء : 3/400 ، نقلاً عن الكافي : 2/220.
8 ـ المحجة البيضاء : 33/400 ، نقلاً عن الكافي : 2/220.
9 ـ المحجة البيضاء : 3/400 ، نقلاً عن الكافي : 2/117.
10 ـ المحجة البيضاء : 3/402.

(416)
     وكان سليمان في ملكه إذا رأى مسكيناً جلس إليه وقال : « مسكين جالس مسكيناً ». (1)
     وقال موسى : « إلهي أين أبغيك؟ فقال : عند المنكسرة قلوبهم ». (2)
     وعن الصادق عليه السلام : « ما من عبد يمسح يده على رأس يتيم ترحّماً له الا أعطاه الله عزّوجلّ بكل شعرة نوراً يوم القيامة ». (3)
     وقال النبي صلى الله عليه وآله : « من أنكر منكم قساوة قلبه فليدن يتيماً فيلاطفه ويمسح رأسه يلن قلبه بإذن الله ، فإنّ لليتيم حقّاً ». (4)
     وقال الصادق عليه السلام : « إذا بكى اليتيم اهتزّ له العرش فقول الله تعالى : من هذا الذي أبكى عبدي الذي سلبته أبويه في صغره ، فوعزّتي وجلالي وارتفاع مكاني مكاني لايسكته عبد مؤمن الا وأوجبت له الجنّة ». (5)
     وأن ينصح المسلمين ويجتهد في إدخال السرور على قلوبهم.
     فعن الصادق عليه السلام : « يجب للمؤمن على المؤمن أن يناصحه ». (6)
     وقال الباقر عليه السلام في تفسير قوله تعالى : « وقولوا للناس حسنا » : « أي أحسن ما تحبّون أن يقال فيكم ». (7)
     وقال الصادق عليه السلام : « إنّ أعظم الناس منزلة عند الله تعالى يوم القيامة أمشاهم في أرضه بالنصيحة لخلقه ». (8)
     وقال : « من أصبح لايهتمّ بأمور المسلمين فليس بمسلم ». (9)
1 ـ المحجة البيضاء : 3/402.
2 ـ المحجة البيضاء : 3/402.
3 ـ المحجة البيضاء : 3/403 ، نقلاً عن الفقيه : /49.
4 ـ المحجة البيضاء : 3/404 ، نقلاً عن الفقيه : /
5 ـ المحجة البيضاء : 3/404 ، نقلاً عن الفقيه : /
6 ـ المحجة البيضاء : 3/405 ، نقلاً عن الكافي : 2/208.
7 ـ المحجة البيضاء : 3/406 ، نقلاً عن الكافي : 2/165.
8 ـ المحجة البيضاء : 3/406 ، نقلاً عن الكافي : 2/208.
9 ـ المحجة البيضاء : 3/407 ، نقلاً عن الكافي : 2/163.

(417)
     وسئل النبي صلى الله عليه وآله : من أحبّ الناس إلى الله تعالى؟ فقال : « أنفع الناس للناس ». (1)
     وقال صلى الله عليه وآله : « الخلق عيال الله فأحبّ الخلق إلى الله من نفع عيال الله وأدخل على أهل بيت سروراً ». (2)
     وقال : « ما عبدالله بشيء أحبّ إلى الله من إدخال السرور على المؤمن ». (3)
     والأخبار في ذلك لاتحصى.
     وأن يعود مرضاهم ويشهد جنائزهم.
     فقد قال الصادق عليه السلام : « أيّما مؤمن عاد مؤمناً حين يصبح شيّعه سبعون ألف ملك ، فإذا قعد غمرته الرحمة واستغفروا له حتى يمسي ، وإن عاده مساءاً كان له مثل ذلك حتّذى يصبح ». (4)
     وقال عليه السلام : « إذا دخل أحدكم على أخيه عائداً له فليدع له فإنّ دعاءه مثل دعاء الملائكة » (5) و « من عاد مريضاً في الله لم يسأل المريض للعائد شيئاً الا استجيب له ». (6)
     وقال عليه السلام : « من تمام العيادة للمريض أن تدع يدك على ذراعه وتعجل القيام من عنده ». (7)
     وقال علي عليه السلام : « إنّ من أعظم العوّاد أجراً عند الله تعالى من إذا عاد خفّف الجلوس عنده ، الا أن يكون المريض يحبّ ذلك ويريده ويسأله عن
1 ـ المحجة البيضاء : 3/407 ، نقلاً عن الكافي : 2/164.
2 ـ المحجة البيضاء : 3/407 ، نقلاً عن الكافي : 2/164.
3 ـ المحجة البيضاء : 3/407 ، نقلاً عن الكافي : 2/188 ، عن الباقر عليه السلام.
4 ـ المحجة البيضاء : 3/410 ، نقلاً عن الكافي : 3/121.
5 ـ المحجة البيضاء : 3/411 ، نقلاً عن مكارم الأخلاق /361 ، الباب 11 ، وفيه : « فليدع له وليطلب منه الدعاء ، فإنّ دعاءه ... ».
6 ـ المحجة البيضاء : 3/411 ، نقلاً عن مكارم الأخلاق /361 ، الباب 11.
7 ـ المحجة البيضاء : 3/411 ، نقلاً عن الكافي : 3/118.

(418)
ذلك ». (1)
     وقال عليه السلام : « لا عيادة في وجع العين ، ولايكون عيادة [ في ] أقلّ من ثلاثة أيّام ، فإذا وجبت فيوم ويوم لا ». (2)
     وقال النبي صلى الله عليه وآله : « من شيّع جنازة فله قيراط من الأجر ، فإن وقف حتّى دفن فله قيراطان ». (3)
     وفي الخبر : « القيراط مثل جبل أحد ». (4)
     والقصد من التشييع قضاء حقّ المسلمين والعبرة ، فمن آدابه لزوم الخشوع وترك الحديث وملاحظة الميت والتفكّر في الموت والاستعداد له.
     وعن الصادق عليه السلام : « من أخذ بقائمة السرير غفر الله له خمساً وعشرين كبيرة ، وإذا ربّع خرج من الذنوب » (5) أي أخذ بجوانبه الأربعة.
     والتعزية
     فقد قال النبي صلى الله عليه وآله : « من عزّى حزيناً كسي في الموقف حلّة يجرّبها ». (6)
     وعن الصادق عليه السلام : « أنّها بعد الدفن وأنّه يكفيك أن يراك صاحب المصيبة ». (7)
     « وكان الكاظم عليه السلام يعزّي قبل الدفن وبعده ». (8)
     وهي بالمأثور أحسن ، فيقول : « جبر الله وهنكم وأحسن عزاءكم ورحم متوفّيكم ». (9)
1 ـ المحجة البيضاء : 3/412 ، نقلاً عن الكافي : 3/118 ـ 119.
2 ـ المحجة البيضاء : 3/412 ، نقلاً عن الكافي : 3/117.
3 ـ المحجة البيضاء : 3/413.
4 ـ المحجة البيضاء : 3/413.
5 ـ المحجة البيضاء : 3/415 ، نقلاً عن الفقيه : 1/162 ، باب الصلاة على الميّت.
6 ـ المحجة البيضاء : 3/415 ، نقلاً عن الفقيه : 1/173 ، باب التعزية ، وفيه : « يحبربها ».
7 ـ المحجة البيضاء : 3/416 ، نقلاً عن الفقيه : 1/174.
8 ـ المحجة البيضاء : 3/415 ، نقلاً عن الفقيه : 1/173 ـ 174.
9 ـ المحجة البيضاء : 3/417 ، نقلاً عن الفقيه : 1/174.

(419)
     وينبغي لأولياء الميّت أن يعلموا بموته حتى يشهدوا جنازته ويصلّوا عليه ويستغفروا له ، فيكتب لهم الأجر وللميّت الاستغفار. كما عن الصادق عليه السلام (1)
     وأن يقول إذا رأى جنازة : الله أكبر هذا ما وعدنا الله ورسوله. (2)
     وأن يزور قبورهم ، وقد عرفت أنّه مقلّل لطول الأمل ، ومذكّر للموت ، ومرقّق للقلب.
     قال النبي صلى الله عليه وآله : « القبر أوّل منزل من منازل الآخرة. ، فإن نجا منه صاحبه فما بعده أيسر ، وإن لم ينج منه فما بعده أشدّ ». (3)
     وكان بعض الأكابر حفر في بيته قبراً فإذا وجد قساوة من قلبه دخل فيه واضطجع ومكث ساعة وقال : ربّ ارجعون لعلّي أعمل صالحاً فيما تركت ، ثم يقول : قد رجعت فاعمل الآن قبل أن لاترجع. (4)
     وكان علي عليه السلام إذا دخل المقابر يقول : « يا أهل التربة ويا أهل الغربة أمّا الدور فقد سكنت ، وأمّا الأزواج فقد نكحت ، وأمّا الأموال فقد قسمت ، هذا آخر ما عندنا فليت شعري ما عندكم ، ثم التفت إلى أصحابه فقال : لو أذن لهم في الجواب لقالوا : إنّ خير الزاد التقوى ». (5)
     وأن يصلّي صلاة الوحشة أو غيرها من الأدعية والاستغفار وسائر أعمال الخير.
     فقد قال الصادق عليه السلام : « من عمل عن ميّت عملاً صالحاً أضعف له ونفع الله به الميّت ». (6)
1 ـ المحجة البيضاء : 3/416 ، نقلاً عن الكافي : 33/166.
2 ـ المحجة البيضاء : 3/417 ، نقلاً عن الكافي : 3/167 ، وفيه زيادة على ما ذكر.
3 ـ المحجة البيضاء : 3/417 ـ 418.
4 ـ المحجة البيضاء : 3/418.
5 ـ المحجة البيضاء : 3/419 ، نقلاً عن الفقيه : 1/179 ـ 180.
6 ـ المحجة البيضاء : 3/420 ، نقلاً عن الفقيه : 1/185.

(420)
     فهذه جملة آداب العشرة مع عامّة الخلق ، فصّلها أبوحامد الغزالي وغيره ، ثم قال : « والجملة الجامعة فيها أن لاتستحقر منهم أحداً حيّاً كان أم ميّتاً ، لأنّك لاتدري لعلّه خير منك ، فإنّه وإن كان فاسقاً فإنّه (1) يختم له بالصلاح ، ويختم لك بمثل حاله ، ولاتنظر إليهم بعين التعظيم لهم في دنياهم ، فإنّها صغيرة عند الله تعالى مع ما فيها ، ولاتبذل لهم دينك لتنال من دنياهم فتصغر في أعينهم وتحرم من دنياهم وتسقط من عين الله ، وإن لم تحرم مندنياهم فقد استبدلت الذي هو أدنى بالّذي هو خير ، ولا تعادهم فتظهر لهم العداوة فيطو لأمرك في المعاداة ويذهب بها دينك ودنياك ودينهم بك الا إذا رأيت منهم منكراً في الدين فتعاديهم في الله مع النظر إليهم بعين الرحمة لتعرّضهم لمقت الله وعقابه فحسبهم جهنّم يصلونها ، فما لك تحقد عليهم ولا تسكن إليهم في مودّتهم لك وثنائهم في وجهك ، فإنّك إن طلبت حقيقة ذلك لم تجد من المائة واحداً لا تشك إليهم أحوالك فيكلك الله إليهم ، ولا تطمع أن تكون حالهم فيك واحداً في السرّ والعلانية ، فإنّه طمع كاذب ولا تظفر به ، ولا تطمع في مافي أيديهم فتستعجل الذلّ ولا تنال الغرض ولاتتكّبر عليهم باستغنائك عنهم فيلجئك الله إليهم عقوبة على تكبّرك.
     وإن سألت أخاك حاجة فقضاها فهو أخ مستفاد ، والا فلا تعاتبه فيعاديك.
     ولا تعظ من لا ترى منه مخائل القبول ، فلا يسمع منك ويعاديك ، وإن وعظت فلا تنصّ على شخص خاص ، بل أرسل إرسالاً ، وإن أكرمك أحد فاشكر الله على تسخيره لك واستعذ به من شرور الناس ولا تكافئه فيزيد ضررك ويضيع عمرك ، ولاتقل : لم يعرفوا محلّي وما قدروني حقّ
1 ـ كذا ، والظاهر : فلعلّه.
كشف الغطاء ::: فهرس