كليات في علم الرجال ::: 436 ـ 450
(436)

(437)


(438)

(439)
    ان هناك فوائد رجالية متفرقة لا تدخل تحت ضابطة واحدة وقد ذكرها الرجاليون في كتبهم ونحن نكتفي بما هو الاهمّ من تلك الفوائد ، التي لا غنى للمستنبط عن الاطلاع عليها.
    ولأجل تسهيل الأمر نأتي بكل واحدة منها تحت فائدة خاصة ، عسى أن ينتفع بها القارئ الكريم ، بفضله ومنه سبحانه.

    الفائدة الأولى
    روى أصحابنا في كتب الاخبار عن رجال يذكرون تارة كناهم أو ألقابهم ، واخرى ما اشتهروا به ، وثالثة اسماءهم غير المعروفة عند الاكثر. فيعسر تحصيل اسمائهم ومعرفة حالهم. لأن الغالب في كتب الفهرست والرجال سرد الرواة بأسمائهم المشهورة ، وعدم الاعتناء بما وقع في اسناد الروايات ، كما هو الحال في رجال النجاشي مثلا. ولا يخفى أن كل من له كنية او لقب ، لا يصحّ التعبير عنه بكنيته او لقبه إلا إذا كان مشتهراً بواحد منهما بحيث كان عنوانه في الكنى صحيحاً كأبي جميلة وأبي المغرا وغيرهم. وقد جمع العلاّمة في خاتمة الخلاصة (1) وابن داود في خاتمة القسم الأول من الرجال (2) أكثر
1 ـ الخلاصة : 269 ـ 271 ، الفائدة الأولى.
2 ـ الرجال لابن داود : 212 ـ 214 ، الفصل 5.


(440)
المشهورين بالكنى ، فذكر اسماءهم ليعلم المراد بهم إذا وردوا في الاخبار (1) ونحن نأتي بالاهم منهم مع ذكر أشخاص اُخر لم يذكروا في الكتابين مرتبين على حروف التهجي ، مبتدئين بالكنى فالالقاب.
    1 ـ أبو أحمد الازدي هو محمد بن أبي عمير.
    2 ـ أبو أيوب الانصاري ، اسمه خالد بن زيد.
    3 ـ ابو أيوب الخراز ( بالراء المهملة قبل الالف والمعجمة بعدها ) هو إبراهيم بن عيسى. وقيل عثمان (2).
    4 ـ أبو بكر الحضرمي ، اسمه عبدالله بن محمد. قال العلاّمة : « أخذت ذلك من كتاب من لا يحضره الفقيه ».
    5 ـ أبو البلاد ، اسمه يحيى بن سليم.
    6 ـ أبو جعفر ، روى الشيخ وغيره في كثير من الاخبار عن « سعد بن عبدالله ، عن أبي جعفر ». والمراد بأبي جعفر هنا هو أحمد بن محمد بن عيسى (3).
    7 ـ ابو جعفر الاحول ، هو محمد بن النعمان يلقب بـ « مؤمن الطاق ».
    8 ـ أبو جعفر الزيّات ، اسمه محمد بن الحسين بن أبي الخطاب الهمداني.
1 ـ والجدير بالذكر ان هذا الباب غير باب الكنى الذي يعنون فيه الرجل بالكنية ويذكر حاله كما ذكر في قاموس الرجال : 11 / 171 ـ 172 ، واضاف ان المتأخرين خلطوا بين الامرين ولم يفرقوا بين البابين.
2 ـ هذا هو المذكور في رجال النجاشي. لكن ابن داود ذكره بعنوان إبراهيم بن زياد نقلا عن الشيخ والرجال : 31 ، الرقم 19 من القسم الأول ).
3 ـ الخلاصة : 271 ، الفائدة الثانية. الرجال لابن داود : 307 ـ منتقى الجمان : 1 / 37 ، ذيل الفائدة السادسة.


(441)
    9 ـ أبو جعفر الرواسي ، اسمه محمد بن الحسن بن أبي سارة.
    10 ـ أبو جميلة هو المفضل بن صالح السكوني.
    11 ـ أبو الجوزاء ، هو منبّه بن عبدالله.
    12 ـ أبو الجيش ، اسمه مظفّر بن محمد بن أحمد البلخي.
    13 ـ أبو حمران ، اسمه موسى بن إبراهيم المروزي.
    14 ـ أبو حمزة الثمالي ، اسمه ثابت بن أبي صفية دينار.
    15 ـ أبو حنيفة سائق الحاج ، اسمه سعيد بن بيان (1).
    16 ـ أبو خالد القمّاط ، اسمه يزيد (2).
    17 ـ أبو خديجة ، هو سالم بن مكرم.
    18 ـ أبو الخطاب. ملعون ، اسمه محمد بن مقلاص ، يكنّى أيضاً أبو اسماعيل وأبو الظبيان (3).
    19 ـ ابو داود المسترق ( بتشديد القاف ) المنشد ، اسمه سليمان بن سفيان. قال ابن داود : « انّما سُمي المسترق لانه كان يسترق الناس بشعر السيد الحميري ».
    20 ـ أبو الربيع الشامي ، اسمه خليد بن أوفى.
1 ـ رجال النجاشي : الرقم 476 ـ وفي رجال ابن داود : الرقم 686 من القسم الأول : « سائق الحاج ».
2 ـ ذكره النجاشي في رجاله بالرقم 1223 ، وابن داود في رجاله بالرقم 1722 ـ فما في الفصل الخامس من خاتمة رجاله بأن اسمه « خالد بن يزيد » من هفوات قلمه الشريف.
3 ـ رجال ابن داود : الرقم 482 من القسم الثاني. اما العلاّمة ( قدس سره ) فخلط عند ذكر ابي الخطاب في خاتمة خلاصته وقال : « ابو الخطاب ، ملعون يقال له مقلاص ومحمد بن ابي زينب الرواسي. اسمه محمد بن أبي سارة » وفيه من الخطأ ما لا يخفى عصمنا الله من الزلل.


(442)
    21 ـ ابو سعيد القماط ، هو خالد بن سعيد.
    22 ـ ابو سمينة ، اسمه محمد بن علي بن إبراهيم القرشي.
    23 ـ ابو الصباح الكناني ، اسمه إبراهيم بن نعيم العبدي.
    24 ـ ابو علي الاشعري ، اسمه محمد بن عيسى بن عبدالله بن سعد بن مالك ، شيخ القميين ، من أصحاب الرضا وأبي جعفر الثاني ( عليهما السلام ).
    25 ـ ابو علي الاشعري القمي ، اسمه أحمد بن ادريس ، من مشايخ أبي جعفر الكليني. مات سنة 306 بالقرعاء.
    26 ـ ابو عبيدة الحذّاء اسمه زياد بن عيسى.
    27 ـ أبو غالب الزراري ، اسمه أحمد بن محمد بن سليمان.
    28 ـ ابو الفضل الحنّاط اسمه سالم.
    29 ـ ابو القاسم. قال العلاّمة : « يرد في بعض الاخبار : الحسن بن محبوب ، عن أبي القاسم. والمراد به معاوية بن عمّار » (1).
    30 ـ ابو المغرا ، اسمه حميد بن المثنّى (2).
    31 ـ ابو ولاّد الحناط ، اسمه حفص بن سالم.
    32 ـ ابو هاشم الجعفري ، اسمه داود بن القاسم بن اسحاق.
    33 ـ ابو همّام ، اسمه اسماعيل بن همّام.
1 ـ الخلاصة : 271 ، الفائدة الثانية ؛ الرجال لابن داود : 307.
2 ـ رجال ابن داود : الرقم 538 ، من القسم الأول. رجال النجاشي : الرقم 340. اما « ابو المعزا » المذكور في الخلاصة : 58 فليس بصحيح قطعاً.


(443)
    34 ـ ابن حمدون الكاتب ، هو أحمد بن إبراهيم بن اسماعيل.
    35 ـ ابن عقدة ، اسمه أحمد بن محمد بن سعيد ( المتوفّى عام 333 هـ ).
    36 ـ البزوفري ، اسمه الحسين بن علي بن سفيان.
    37 ـ البقباق ، اسمه الفضل بن عبد الملك.
    38 ـ الحجّال ، اسمه عبدالله بن محمد الاسدي (1).
    39 ـ الخشّاب ، اسمه الحسن بن موسى.
    40 ـ سجّادة ، اسمه الحسن بن أبي عثمان.
    41 ـ السمكة ، اسمه أحمد بن اسماعيل.
    42 ـ الشاذاني هو محمد بن أحمد بن نعيم.
    43 ـ الصفواني ، اسمه محمد بن أحمد بن عبدالله بن قضاعة (2).
    44 ـ الطاطري ، اسمه علي بن الحسن بن محمد الطائي.
    45 ـ علاّن ، اسمه علي بن محمد بن إبراهيم الكليني.
    46 ـ القلانسي ابو جعفر ، هو محمد بن أحمد بن خاقان ( حمدان النهدي ).
    47 ـ القلانسي ابو عبدالله ، هو الحسين بن مختار.
    48 ـ النوفلي ، اسمه الحسين بن يزيد. يروي عن السكوني.
1 ـ يعبر عنه بأبي محمد الحجال أيضاً. كما في الكشي : الرقم 497.
2 ـ الرجال لابن داود : الرقم 1296 من القسم الأول. رجال النجاشي : الرقم 1050. فما في خاتمة القسم الأول من الرجال : 213 ، وخاتمة الخلاصة : 269 ، من ثبت « ابي عبدالله » بدل « عبدالله » لعله سهو.


(444)
    49 ـ الوشّاء ، اسمه الحسن بن علي بن زياد.
    50 ـ حمدان النهدي ، اسمه محمد بن أحمد بن خاقان.
    51 ـ محمد بن زياد الأزدي هو محمد بن أبي عمير.
    52 ـ محمد بن زياد البزاز ، متّحد مع ما قبله.

    الفائدة الثانية
    توجد في كثير من طرق الكافي لا سيما في أوائلها ، عبارة « عدَّة من أصحابنا » بعنوان مطلق ، مع ذكر بعضهم أحياناً. كما في الحديث الأول من كتاب العقل والجهل : « عدَّة من اصحابنا منهم محمد بن يحيى العطار ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن محبوب ... » (1).
    او في الحديث الثاني من باب « أن الائمة ( عليهم السلام ) يعلمون علم ما كان وعلم ما يكون ... » من كتاب الحجّة : « عدَّة من اصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن يونس بن يعقوب ، عن الحارث بن المغيرة ، وعدَّة من اصحابنا ، منهم عبد الأعلى ، وأبو عبيدة ، وعبدالله بن بشر الخثعمي ، سمعوا أبا عبدالله ( عليه السلام ) ... » (2).
    فوقع البحث عند المحدّثين والرجاليّين قديماً وحديثاً في تعيين المراد منهم ، كما بحثوا في أنه هل يجب معرفة أسمائهم وتمييز ما اُبهم منهم لأجل الحكم بصحة الحديث او عدم صحته أو لا يجب ذلك ، وأن الطريق المذكور فيه « عدَّة من أصحابنا » ليس مرسلاً أو ضعيفاً من هذه الجهة ؟ حتى إن بعضهم أفرد رسالة مستقلة حول المذكورين بهذا العنوان ، كما حكى في المستدرك (3).
1 ـ الكافي : 1 / 10.
2 ـ الكافي : 1 / 261 ، الحديث 2.
3 ـ مستدرك الوسائل : 3 / 541.


(445)
    ونحن نذكر ملخّص ما قيل في هذا المضمار لما فيه من الفوائد فنقول :
    حكى النجاشي ( رحمه الله ) في كتابه عند ترجمة أبي جعفر محمد بن يعقوب الكليني هذه العبارة عنه « كلّ ما كان في كتابي : « عدَّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن عيسى » فيهم : محمد بن يحيى ( العطّار ) وعلي بن موسى الكميذاني وداود بن كورة ، وأحمد بن ادريس ، وعلي بن إبراهيم بن هاشم » (1).
    ونقله العلاّمة في الخلاصة عن النجاشي (2) وزاد عليه أن الكليني قال أيضاً : « وكلّ ما ذكرته في كتابي المشار اليه : « عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي » فهم : علي بن إبراهيم ، وعلي بن محمد بن عبدالله بن اذينة ، وأحمد بن عبدالله بن اُميّة (3) وعلي بن الحسن » (4).
1 ـ رجال النجاشي : الرقم 1026.
2 ـ الخلاصة : 271 ـ وفيها « الكمنذاني » بدل الكميذاني وهو منسوب إلى قرية من قرى قم.
3 ـ قال المحقق التستري : « الظاهر وقوع التحريف فيهما واصلهما : علي بن محمد بن عبدالله ابن ابنته وأحمد بن عبدالله ابن ابنه ـ قاموس الرجال : 11 / 42 » مرجع الضمير في « بنته » و « ابنه » هو أحمد بن محمد بن خالد البرقي.
4 ـ ذكره المحدث النوري أيضاً في المستدرك : 3 / 541 نقلاً عن الخلاصة مع تفاوت يسير : منها « علي بن الحسين السعدآبادي » بدل « علي بن الحسن ».
قال صاحب سماء المقال بعد نقل العدة الثانية عن الخلاصة ما هذا لفظه : « واستظهر جدنا السيد انه علي بن الحسين السعدآبادي ، نظراً إلى ما ذكره الشيخ في رجاله من ان علي بن الحسين السعدآبادي روى عنه الكليني والزراري ، وكان معلمه ، وانه روى عن أحمد بن محمد بن خالد ، على ما يظهر مما ذكره في الفهرست. فانه بعد ذكر اسامي كتب البرقي ، قال : اخبرنا بهذه الكتب كلها وبجميع رواياته عدة من اصحابنا منهم الشيخ المفيد والغضائري وأحمد بن عبدون وغيرهم عن أحمد بن سليمان الزراري ، قال : حدثنا مؤدبي علي بن الحسين السعدآبادي ابو الحسن القمي ، قال حدثنا أحمد بن ابي عبدالله ( البرقي ) ... » ويشهد عليه ـ أي على استظهار السيد ـ. ملاحظة الاسانيد. راجع : سماء المقال : 1 / 78.


(446)
    قال : « وكلّ ما ذكرته في كتابي المشار اليه : « عدَّة من أصحابنا عن سهل بن زياد » فهم : عليّ بن محمد بن علان (1) ، ومحمد بن أبي عبدالله ومحمد بن الحسن ، ومحمد بن عقيل الكليني ».
    هذا ما تبيَّن من أسامي الرواة المذكورين بعنوان العدّة ، ولكنه لم يتبيّن كثير منهم ، مثل :
    1 ـ عدَّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر.
    2 ـ عدَّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن عيسى بن يزيد.
    3 ـ عدَّة من أصحابنا ، عن ابان بن عثمان ، عن زرارة.
    4 ـ عدَّة من أصحابنا ، عن جعفر بن محمد ، عن ابن الفضّال.
    5 ـ عدَّة من أصحابنا ، عن سعد بن عبدالله.
    وقد استوفى المحدث المتتبّع النوري في خاتمة مستدركه والعلاّمة الكلباسي في سماء المقال البحث عن أكثر العدد المذكورة في الكافي مع ذكر مواضيعها ، فليراجع (2).
    لكن الشيخ حسن بن زين الدين صاحب المنتقى ادّعى في كتابه بعد حكاية كلام النجاشي والعلاّمة ، أن محمد بن يحيى العطار أحد العدَّة مطلقاً ، واستنتج أن الطريق صحيح من جهة العدّة مطلقاً ، لأن الرجل كان شيخ أصحابه في زمانه وكان ثقة عيناً كثير الحديث (3).
1 ـ صحيحه كما في رجال النجاشي : 260 ، الرقم 682 : « علي بن محمد بن إبراهيم المعروف بعلان ». صرح بذلك أيضاً المحقق التستري في قاموس الرجال : 11 / 42.
2 ـ مستدرك الوسائل : 3 / 545 ؛ سماء المقال : 1 / 83.
3 ـ رجال النجاشي : الرقم 946.


(447)
    قال : « ويستفاد من كلامه ـ أي ابي جعفر الكليني ( رحمه الله ) ـ في الكافي ، أن محمد بن يحيى أحد العدَّة مطلقاً ، وهو كاف في المطلوب. وقد اتفق هذا البيان في أول حديث ذكره في الكتاب (1) ، وظاهره أنه أحال الباقي عليه. ومقتضى ذلك عدم الفرق بين كون رواية العدَّة عن أحمد بن محمد بن عيسى وأحمد بن محمد بن خالد ، وإن كان البيان إنما وقع في محل الرواية عن ابن عيسى ، فإنه روى عن العدَّة عن ابن خالد بعد البيان بجملة يسيرة من الاخبار (2) ، ويبعد أن لا يكون محمد بن يحيى في العدة عن ابن خالد ولا يتعرض مع ذلك للبيان في أول روايته عنه ، كما بيَّن في أول روايته عن ابن عيسى » (3).
    يلاحظ عليه : « أنه بعد تصريح الكليني على ما نقل عنه العلاّمة ، بأسماء العدَّة عن أحمد بن محمد بن خالد ( إذ لم يذكر فيه محمد بن يحيى ) لا سبيل لهذا الاحتمال. ولذا ذكر الكلباسي أن الكلام المزبور أشبه شيء بالاجتهاد في مقابلة النصّ (4).
    إن قيل : يمكن استظهار ما ذكره صاحب المنتقى ، ممّا حكاه المحدّث النوري عند نقل كلام العلاّمة في العدة عن البرقي بأنه يوجد في بعض نسخ الكافي في الباب التاسع من كتاب العتق هذا الاسناد : « عدَّة من أصحابنا علي بن إبراهيم ، ومحمد بن جعفر ، ومحمد بن يحيى ، وعلي بن محمد بن عبدالله القمي وأحمد بن عبدالله وعلي بن الحسين جميعاً عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى ».
1 ـ المراد منه أول حديث من كتاب العقل والجهل ، بهذا الاسناد : عدة من أصحابنا ، منهم محمد بن يحيى العطار ، عن أحمد بن محمد .... ( الكافي : 1 / 10 ).
2 ـ راجع الكافي : 1 / 11 ، الحديث 7 : عدة من اصحابنا ، أحمد بن محمد بن خالد.
3 ـ منتقى الجمان : 1 / 43.
4 ـ سماء المقال : 1 / 80.


(448)
    قلنا : أولاً ـ ان ورود هؤلاء في طريق هذه الرواية لا يدل على ان المراد من العدة عن البرقي في جميع الموارد هم المذكورون هنا ، بل يدل على ان الوارد في طريق هذه الرواية ، غير الذين اشتهروا بعنوان العدَّة عن البرقي فيما حكاه العلاّمة. وبعبارة اخرى : ان السبب لذكر اسامي أفراد العدة في هذا الطريق هو التنبيه على أن المراد من العدة هنا ، غير المراد من العدة في الروايات الاُخر عن البرقي.
    ثانياً ـ ما افاده المحقق التستري وأجاد في افادته بأن المنقول لا ينبغي أن يعتمد عليه ، لانه نقل عن نسخة مختلطة الحواشي بالمتن. والصحيح ما نقله الحرّ العاملي في « الوسائل » وموجود في أكثر نسخ الكافي وهو : « عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد » (1).
    هذا ، والذي يسهّل الخطب هو أن المذكورين بعنوان العدَّة في طرق الكليني هم مشايخ اجازته إلى كتب كابن البرقي ، وسهل بن زياد ، وابن عيسى ، والبزنطي ، وسعد بن عبدالله وغيرهم من اصحاب المصنَّفات والكتب (2) ، كما صرح بذلك العلاّمة النوري في خاتمة كتاب المستدرك (3).
    وحيث إن أكثر هذه الكتب والمؤلفات معلومة الانتساب إلى مؤلفيها ، وقد رام الكليني من ذكر العدّة اكثار الطريق إلى الكتب المذكورة فقط وقد عرفت
1 ـ راجع الكافي : 6 / 183 ، كتاب العتق ، باب المملوك بين شركاء ، الحديث 5 ; الوسائل : 16 / 22 ، الحديث 5.
2 ـ حكى النجاشي ، في ترجمة أحمد بن محمد بن عيسى عن استاذه ابي العباس أحمد بن علي بن نوح السيرافي انه قال : « اخبرنا بها ـ أي بكتب أحمد بن محمد ـ ابو الحسن بن داود عن محمد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ومحمد بن يحيى وعلي بن موسى بن جعفر وداود بن كورة وأحمد بن ادريس ، عن أحمد بن محمد بن عيسى بكتبه » ( رجال النجاشي : 82 ، ذيل الرقم 198 ). وهؤلاء هم المذكورون بعنوان العدة عن ابن عيسى. وفي هذا تصريح بانهم كانوا طرق الكليني إلى كتب ابن عيسى.
3 ـ مستدرك الوسائل : 3 / 542.


(449)
المختار في باب « شيخوخة الاجازة » انه لا حاجة إلى اثبات وثاقة المجيز بالنسبة إلى كتاب مشهور ، فلا يهمّنا التعرّض لتشخيص هؤلاء العدة وتمييز ما اُبهم منهم وجرحهم او تعديلهم ، وان كان اكثر المذكورين منهم من أجلاّء الاصحاب وأعاظم الرواة.
    بقي أنه ربما يروي الكليني معبِّراً بلفظ « الجماعة » ، كما في كتاب العقل والجهل ، الحديث 15 : « جماعة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ... » (1) او يروي معبّراً بلفظ « غير واحد من اصحابنا » كما في باب زكاة مال الغائب الحديث 11 : « غير واحد من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن علي بن مهزيار » (2) ويظهر من العلاّمة الكلباسي في كلا التعبيرين ، ومن المحقّق التستري في التعبير الأول أنه على منوال العدّة ، فلا فرق بين « جماعة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد » و « عدَّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد » (3).
    وللعلامة بحر العلوم اشعار في ضبط العدة لا بأس بذكرها :
عدّة أحمد بن عيسى بالعدد عليّ العلي والعطار ثمّ ابن كورة ، كذا ابن موسى وإن عدّة التي عن سهل ابن عقيل وابن عون الاسدي وعدة البرقي وهو أحمد (4) خمسة أشخاص بهم تمّ السند ثمّ ابن ادريس وهم أخيار فهؤلاء عدّة ابن عيسى من كان الأمر فيه غير سهل كذا علي بعده محمد علي بن الحسن وأحمد

1 ـ الكافي : 1 / 23 ، الحديث 15.
2 ـ الكافي : 3 / 521 ، الحديث 11.
3 ـ سماء المقال : 1 / 83 ـ 84 ؛ قاموس الرجال : 11 / 43.
4 ـ يذكر الكليني في أكثر الاسناد « عدة من اصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد » وفي بعضها : « عدة من اصحابنا عن أحمد بن ابي عبدالله » كما في : 6 / 367 باب الخس من كتاب الاطعمة. والمراد منه البرقي أيضاً.


(450)
وبعد ذين ابن اذينة علي وابن لابراهيم واسمه علي
    هذا تمام الكلام في عدَّة الكليني.

    الفائدة الثالثة
    قد يحذف الكليني صدر السند في خبر مبتنياً على الخبر الذي قبله وهذا ما يعبّر عنه في كلام أهل الدراية بالتعليق فمثلاً يقول في الخبر الأول من الباب :
    « علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن منصور بن يونس ... » وفي الخبر الثاني منه : « ابن أبي عمير ، عن الحسن بن عطية ، عن عمر بن يزيد (1) » او يقول في الخبر الأول من الباب : « علي ، عن أبيه ، عن ابن ابي عمير ، عن أبي عبدالله صاحب السابري ... » وفي الخبر الثاني منه : « ابن ابي عمير ، عن ابن رئاب ، عن اسماعيل بن الفضل ». وفي الخبر الثالث منه : « ابن ابي عمير ، عن حفص بن البختري ، عن ابي عبدالله ( عليه السلام ) ... » (2).
    او يقول في الخبر الأول : « عدَّة من اصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن عيسى وأحمد بن محمد بن خالد ، وعلي بن إبراهيم عن أبيه ، وسهل بن زياد جميعاً عن ابن محبوب عن علي بن رئاب عن ابي عبيدة الحذّاء ، عن ابي عبدالله ( عليه السلام ) » ، وفي الخبر الثاني منه : « ابن محبوب ، عن مالك بن عطية ، عن سعيد الأعرج ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ». وفي الخبر
1 ـ الكافي : 2 / 96 ، الحديث 16 و 17 من باب الشكر.
2 ـ الكافي : 2 / 98 ـ 99 ، الحديث 27 و 28 و 29 ـ والصفحة 104 ـ 105 الحديث 6 و 7 والصفحة 121 ـ 122 ، الحديث 2 و 3.
كليات في علم الرجال ::: فهرس