مفاهيم القرآن ـ جلد العاشر ::: 141 ـ 150
(141)
ببيان فضائل أهل البيت والتعريف بهم ، والتصريح بأسمائهم على وجه يظهر من الجميع اتفاقهم على نزول الآية في حق العترة الطاهرة ، وسيوافيك نزر من شعرهم في مختتم البحث.
    كل ذلك يعرب عن أنّ الرأي العام بين المسلمين في تفسير أهل البيت هو القول الأوّل ، وانّ القول بأنّ المقصود منهم زوجاته كان قولاً شاذاً متروكاً ينقل ولا يعتنى به ، ولم ينحرف عن ذلك الطريق المهيع إلا بعض من اتخذ لنفسه تجاه أهل البيت موقفاً يشبه موقف أهل العداء والنصب.
    قام النبي ( صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم ) بتعريف أهل البيت بطرق ثلاثة نشير إليها :
    1. صرّح بأسماء من نزلت الآية في حقّهم حتى يتعين المنزول فيه باسمه ورسمه.
    2. قد أدخل جميع من نزلت الآية في حقّهم تحت الكساء ، ومنع من دخول غيرهم ، وأشار بيده إلى السماء وقال : « اللّهم إنّ لكل نبي أهل بيت وهؤلاء أهل بيتي » كما سيوافيك نصه.
    3. كان يمر ببيت فاطمة عدة شهور ، كلّ ما خرج إلى الصلاة فيقول : الصلاة أهل البيت : « إنَّما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً » .
    وبهذه الطرق الثلاثة حدّد أفراد أهل البيت وعين مصاديقهم على وجه يكون جامعاً لهم ومانعاً عن غيرهم ، ونحن ننقل ما ورد حول الطرق الثلاثة في التفسيرين : الطبري والدر المنثور للسيوطي ، ثم نأتي بما ورد في الصحاح الستة حسب ما جمعه ابن الأثير الجزري في كتابه « جامع الأُصول » وأخيراً نشير إلى


(142)
الجوامع التي جمعت فيها أحاديث الفريقين حول نزول الآية في حق الخمسة الطيبة ، ونترك الباقي إلى القارئ الكريم ، فإنّ البحث قرآني لا حديثي والاستيعاب في الموضوع يحوجنا إلى تأليف مفرد.

    الطائفة الأُولى : التصريح بأسمائهم
    1. روى الطبري : عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول اللّه ( صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم ) : « نزلت هذه الآية في خمسة : فيّ ، وفي عليّ رضي اللّه عنه ، وحسن رضي اللّه عنه ، وحسين رضي اللّه عنه ، وفاطمة رضي اللّه عنها : « إنّما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً » » .
    2. عن أبي سعيد ، عن أُم سلمة زوج النبي ( صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم ) انّ هذه الآية نزلت في بيتها « إنّما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً » قالت : وأنا جالسة على باب البيت ، فقلت : أنا يا رسول اللّه ألست من أهل البيت ؟ قال : « إنّك إلى خير ، أنت من أزواج النبي ( صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم ) » قالت : وفي البيت رسول اللّه ( صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم ) وعلي وفاطمة والحسن والحسين رضي اللّه عنهم.
    وفي « الدر المنثور » ما يلي :
    3. روى السيوطي عن ابن مردويه ، عن أُم سلمة قالت : نزلت هذه الآية في بيتي « إنّما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً » وفي البيت سبعة : جبريل ، وميكائيل عليمها السَّلام ، وعلي ، وفاطمة ، والحسن ، والحسين رضي اللّه عنهم ؛ وأنا على باب البيت ، قلت : يا رسول اللّه ألست من أهل البيت ؟ قال : « إنّك إلى خير ، إنّك من أزواج النبي ( صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم ) » .
    4. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني عن أبي سعيد الخدري ـ


(143)
رضي اللّه عنه ـ ، قال : قال رسول اللّه ( صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم ) : « نزلت هذه الآية في خمسة : فيّ ، وفي علي ، وفاطمة ، وحسن ، وحسين « إنّما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً » .

    الطائفة الثانية : إدخالهم تحت الكساء
    إدخالهم تحت الكساء أو « مرط أو ثوب » أو « عباءة أو قطيفة » : فقد وردت حوله هذه الروايات :
    5. أخرج الطبري قال : قالت عائشة : خرج النبي ( صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم ) ذات غداة وعليه مِرط مرجل من شعر أسود فجاء الحسن فأدخله معه ، ثم جاء علي فأدخله معه ، ثم قال : « إنّما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً » .
    6. أخرج الطبري قال : عن أُمّ سلمة قالت : كان النبي ( صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم ) عندي وعلي وفاطمة والحسن والحسين فجعلت لهم خزيرة فأكلوا وناموا وغطّى عليهم عباءة أو قطيفة ثم قال : « اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً » .
    7. أخرج الطبري : عن أبي عمار قال : إنّي لجالس عند واثلة بن الأسقع إذ ذكروا عليّاً رضي اللّه عنه فشتموه ، فلمّا قاموا قال : اجلس حتى أخبرك عن هذا الذي شتموا ، انّي عند رسول اللّه ( صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم ) إذ جاءه علي وفاطمة وحسن وحسين فألقى عليهم كساء له ثم قال : اللّهم هؤلاء أهل بيتي ، اللهم اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.
    8. أخرج الطبري : عن أبي عمار قال : سمعت واثلة بن الأسقع يحدث قال : سألت عن علي بن أبي طالب في منزله ، فقالت فاطمة : قد ذهب يأتي برسول اللّه ( صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم ) إذ جاء ، فدخل رسول اللّه ( صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم ) ودخلت ، فجلس رسول اللّه ( صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم ) على


(144)
الفراش وأجلس فاطمة عن يمينه وعليّاً عن يساره وحسناً وحسيناً بين يديه ، فلفع عليهم بثوبه ، وقال : « « إنّما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً » اللّهم هؤلاء أهلي اللّهم أهلي » .
    9. أخرج الطبري : عن أبي سعيد الخدري عن أُمّ سلمة قالت : لمّا نزلت هذه الآية « إنّما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً » دعا رسول اللّه ( صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم ) عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً ، فجلّل عليهم كساءً خيبرياً ، فقال : « اللّهم هؤلاء أهل بيتي ، اللّهم اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً » ، قالت : أُمّ سلمة قلت : ألست منهم ؟ قال : « أنت إلى خير » .
    10. أخرج الطبري : عن أبي هريرة ، عن أُم سلمة : قالت : جاءت فاطمة إلى رسول اللّه ( صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم ) ببرمة لها قد صنعت فيها عصيدة تحلها على طبق ، فوضعته بين يديه فقال : « أين ابن عمك وابناك ؟ » فقالت : « في البيت » فقال : « ادعيهم » ، فجاءت إلى علي فقالت : « أجب النبي ( صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم ) أنت وابناك » ، قالت أُمّ سلمة : فلما رآهم مقبلين مدَّ يده إلى كساء كان على المنامة فمدّه وبسطه وأجلسهم عليه ، ثم أخذ بأطراف الكساء الأربعة بشماله فضمه فوق رؤوسهم وأومأ بيده اليمنى إلى ربِّه ، فقال : « هؤلاء أهل البيت فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً » .
    11. أخرج الطبري : عن عمر بن أبي سلمة ، قال : نزلت هذه الآية على النبي ( صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم ) في بيت أُمّ سلمة : « إنّما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً » فدعا حسناً وحسيناً وفاطمة فأجلسهم بين يديه ، ودعا علياً فأجلسه خلفه ، فتجلّل هو وهم بالكساء ، ثم قال : « هؤلاء أهل بيتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً » ، قالت أُم سلمة : أنا معهم ، قال : « مكانك ، وأنت على خير » .


(145)
    12. أخرج الطبري : قال عامر بن سعد ، قال : قال سعد : قال رسول اللّه ( صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم ) حين نزل عليه الوحي فأخذ علياً وابنيه وفاطمة ، وأدخلهم تحت ثوبه ثم قال : « رب هؤلاء أهلي وأهل بيتي » .
    13. أخرج الطبري : عن حكيم بن سعد قال : ذكرنا علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه عند أُم سلمة ، قالت : فيه نزلت « إنّما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً » قالت أُم سلمة : جاء النبي ( صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم ) إلى بيتي فقال : لا تأذني لأحد ، فجاءت فاطمة فلم استطع أن أحجبها عن أبيها ، ثم جاء الحسن فلم استطع أن أمنعه أن يدخل على جدّه وأُمّه ، وجاء الحسين فلم استطع أن أحجبه ، فاجتمعوا حول النبي ( صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم ) على بساط فجللهم نبي اللّه ( صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم ) بكساء كان عليه ثم قال : « هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً » ، فنزلت هذه الآية حين اجتمعوا على البساط. قالت فقلت : يا رسول اللّه : وأنا ؟ قال : « إنّك إلى خير » .
    14. روى السيوطي : وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن أُم سلمة رضي اللّه عنهما زوج النبي ( صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم ) أنّ رسول اللّه ( صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم ) كان ببيتها على منامة له عليه كساء خيبري ، فجاءت فاطمة رضي اللّه عنها ببرمة فيها خزيرة ، فقال رسول اللّه ( صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم ) : « ادعي زوجك وابنيك حسناً وحسيناً » ، فدعتهم ، فبينما هم يأكلون إذ نزلت على رسول اللّه ( صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم ) : « إنّما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً » فأخذ النبي ( صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم ) بفضلة أزاره فغشاهم إياها ، ثم أخرج يده من الكساء وأومأ بها إلى السماء ثم قال : « اللّهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً » ، قالها ثلاث مرات ، قالت أُم سلمة ( رضي اللّه عنها ) : فأدخلت رأسي في الستر ، فقلت : يا رسول اللّه وأنا


(146)
معكم ؟ فقال : « إنّك إلى خير » مرّتين.
    15. روى السيوطي : وأخرج الطبراني عن أُم سلمة ( رضي اللّه عنها ) انّ رسول اللّه ( صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم ) قال لفاطمة ـ رضي اللّه عنها ـ : « إئتني بزوجك وابنيه » ، فجاءت بهم ، فألقى رسول اللّه ( صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم ) عليهم كساءً فدكياً ثم وضع يده عليهم ، ثم قال : اللّهم إنّ هؤلاء أهل محمد وفي لفظ : آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد كما جعلتها على آل إبراهيم إنّك حميد مجيد » . قالت أُم سلمة ( رضي اللّه عنها ) : فرفعت الكساء لأدخل معهم فجذبه من يدي وقال : « إنّك على خير » .
    16. روى السيوطي : وأخرج الطبراني عن أُم سلمة ( رضي اللّه عنها ) قالت : جاءت فاطمة ( رضي اللّه عنه ) إلى أبيها بثريدة لها ، تحملها في طبق لها حتى وضعتها بين يديه ، فقال لها : « أين ابن عمك ؟ » قالت : « هو في البيت » . قال : « اذهبي فادعيه وابنيك » ، فجاءت تقود ابنيها كل واحد منهما في يد وعلي ( رضي اللّه عنه ) يمشي في أثرهما حتى دخلوا على رسول اللّه ( صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم ) ، فأجلسهما في حجره وجلس علي ( رضي اللّه عنها ) عن يمينه وجلست فاطمة ( رضي اللّه عنها ) عن يساره ، قالت أُمّ سلمة ( رضي اللّه عنها ) : فأخذت من تحتي كساء كان بساطناً على المنامة في البيت. (1)
    17. روى السيوطي : وأخرج ابن مردويه والخطيب عن أبي سعيد الخدري ( رضي اللّه عنه ) قال : كان يوم أُمّ سلمة أُم المؤمنين ( رضي اللّه عنها ) فنزل جبرئيل ( عليه السّلام ) على رسول اللّه ( صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم ) بهذه الآية « إنّما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً » قال : فدعا رسول اللّه ( صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم ) بحسن وحسين وفاطمة وعلي فضمهم إليه ونشر عليهم الثوب ، والحجاب على أُم سلمة مضروب ، ثم قال :
1 ـ واجمال الحديث وابهامه يرتفع بالرجوع إلى سائر ما روي عن أُم سلمة في ذلك المضمار.

(147)
« اللّهم هؤلاء أهل بيتي ، اللّهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً » ، قالت أُم سلمة ( رضي اللّه عنها ) : فأنا معهم يا نبي اللّه ؟ قال : « أنت على مكانك ، وأنّك على خير » .
    18. روى السيوطي : وأخرج الترمذي وصحّحه ، وابن جرير ، وابن المنذر ، والحاكم وصحّحه ، وابن مردويه والبيهقي في سننه ، من طرق ، عن أُمّ سلمة ( رضي اللّه عنها ) قالت : في بيتي نزلت : « إنّما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت » وفي البيت فاطمة وعلي والحسن والحسين فجلّلهم رسول اللّه ( صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم ) بكساء كان عليه ثم قال : « هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً » .
    19. روى السيوطي : وأخرج ابن أبي شيبة ، وأحمد ، ومسلم ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، والحاكم عن عائشة ـ رضي اللّه عنها ـ قالت : خرج رسول اللّه ( صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم ) غداة وعليه مرط مرجّل من شعر أسود ، فجاء الحسن والحسين ( رضي اللّه عنهما ) فأدخلها معه ، ثم جاء علي فأدخله معه ، ثم قال : « إنّما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً » .
    20. روى السيوطي : وأخرج ابن جرير والحاكم وابن مردويه ، عن سعد قال : نزل على رسول اللّه ( صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم ) الوحي ، فأدخل علياً وفاطمة وابنيهما تحت ثوبه ثم قال : « اللّهم هؤلاء أهلي وأهل بيتي » .
    21. روى السيوطي : وأخرج ابن أبي شيبة ، وأحمد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، والحاكم وصححه ، والبيهقي في سننه ، عن واثلة ابن الأسقع ( رضي اللّه عنه ) قال : جاء رسول اللّه ( صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم ) إلى فاطمة ومعه حسن وحسين وعلي ، حتى دخل فأدنى علياً وفاطمة فأجلسهما بين يديه وأجلس حسناً


(148)
وحسيناً كل واحد منهما على فخذه ثم لف عليهم ثوبه وأنا مستدبرهم ، ثم تلاهذه الآية : « إنّما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً » .

    الطائفة الثالثة : تعيينهم بتلاوة الآية على بابهم
    22. أخرج الطبري : عن أنس ، انّ النبي ( صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم ) كان يمر ببيت فاطمة ستة أشهر كلّ ما خرج إلى الصلاة ، فيقول : الصلاة أهل البيت : « إنّما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً » » .
    23. أخرج الطبري : أخبرني أبو داود ، عن أبي الحمراء ، قال : رابطت المدينة سبعة أشهر على عهد النبي ( صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم ) قال : رأيت النبي ( صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم ) إذا طلع الفجر جاء إلى باب علي وفاطمة فقال : الصلاة الصلاة : « إنّما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً » .
    24. أخرج الطبري : عن يونس بن أبي إسحاق باسناده ، عن النبي ( صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم ) مثله.
    25. روى السيوطي : أخرج ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وحسّنه ، وابن جرير ، وابن المنذر ، والطبراني ، والحاكم وصحّحه ، وابن مردويه ، عن أنس ( رضي اللّه عنه ) أنّ رسول اللّه ( صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم ) كان يمرّ بباب فاطمة ( رضي اللّه عنها ) إذا خرج إلى صلاة الفجر ويقول : « الصلاة يا أهل البيت : « إنّما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً » » .
    26. روى السيوطي : أخرج ابن مردويه ، عن أبي سعيد الخدري ( رضي اللّه عنه ) قال : لما دخل علي رضي اللّه عنه بفاطمة رضي اللّه عنها جاء النبي ( صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم ) أربعين


(149)
صباحاً إلى بابها يقول : « السلام عليكم أهل البيت ورحمة اللّه وبركاته ، الصلاة رحمكم اللّه « إنّما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً » أنا حرب لمن حاربتم ، أنا سلم لمن سالمتم » .
    27. روى السيوطي : أخرج ابن جرير ، وابن مردويه ، عن أبي الحمراء رضي اللّه عنه قال : حفظت من رسول اللّه ( صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم ) ثمانية أشهر بالمدينة ليس من مرّة يخرج إلى صلاة الغداة إلا أتى إلى باب علي رضي اللّه عنه فوضع يده على جنبّتي الباب ثم قال : « الصلاة الصلاة : « إنّما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً » » .
    28. روى السيوطي : وأخرج ابن مردويه ، عن ابن عباس ( رضي اللّه عنهما ) قال : شهدنا رسول اللّه ( صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم ) تسعة أشهر يأتي كل يوم باب علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه عند وقت كل صلاة ، فيقول : « السلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته أهل البيت « إنّما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً » الصلاة رحمكم اللّه » كل يوم خمس مرّات.
    29. روى السيوطي : وأخرج الطبراني عن أبي الحمراء رضي اللّه عنه ، قال : رأيت رسول اللّه ( صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم ) يأتي باب علي وفاطمة ستة أشهر فيقول : « إنّما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً » . (1)

    مرور على ما رواه العلمان
    قد تعرفت على أكثر ما رواه الطبري والسيوطي في تفسيرهما ، وتركنا بعض ما
1 ـ لاحظ للوقوف على مصادر هذه الروايات تفسير الطبري : 22/ 5 ـ 7 ، والدر المنثور : 198/5 ـ 199.

(150)
نقلاه في ذلك المجال عن أعلام التابعين ، وما رويناه ينتهي اسناده إلى أقطاب الحديث من الصحابة وعيون الأثر ، وهم :
    1. أبو سعيد الخدري.
    2. أنس بن مالك.
    3. ابن عباس.
    4. أبو هريرة الدوسي.
    5. سعد بن أبي وقاص.
    6. واثلة بن الأسقع.
    7. أبو الحمراء ، أعني : هلال بن الحارث.
    8. أُمّهات المؤمنين : عائشة وأُم سلمة.
    أيصح بعد هذا لمناقش أن يشك في صحة نزولها في حق العترة الطاهرة ؟! وليس الطبري والسيوطي فريدين في نقل تلك المأثورة ، بل سبقهما ، أصحاب الصحاح والمسانيد فنقلوا نزول الآية في حقهم صريحاً أو كناية ، ولا بأس بنقل ما جاء في خصوص الصحاح حتى يعضد بعضه بعضاً فنقول :
    30. أخرج الترمذي : عن سعد بن أبي وقاص ( رضي اللّه عنه ) ، قال : لمّا نزلت هذه الآية : « فَقُلْ تَعالَوا نَدعُ أبناءَنا وأبناءَكُمْ ونساءَنا ونساءَكُمْ » (1) الآية ، دعا رسول اللّه ( صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم ) علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال : « اللّهم هؤلاء أهلي » .
1 ـ آل عمران : 61.
مفاهيم القرآن ـ جلد العاشر ::: فهرس