مفاهيم القرآن ـ جلد العاشر ::: 191 ـ 200
(191)
جانبتهم جوانب الأرض حتى ان أقصر يا آل أحمد أو أغر خلت انّ السماء ذات انطباق ق كان التقصير كالإغراق (1)
    وقال الشبراوي الشافعي في كتابه « الاتحاف بحب الأشراف » :
آل طه ومن يقل آل طه حبكم مذهبي وعقد يقيني مستجيراً بجاهكم لا يرد ليس لي مذهب سواه وعقد (2)
    وقال أيضاً في قصيدة أُخرى :
آل بيت النبي ما لي سواكم لست أخشى ريب الزمان وأنتم من يضاهي فخاركم آل طه ملجأ أرتجيه للكرب في غد عمدتي في الخطوب يا آل أحمد وعليكم سرادق العز ممتد

1 ـ الغدير : 227/4 ـ 228.
2 ـ الإتحاف بحبّا لأشراف : 99.


(192)
    إلى أن يقول في قصيدته هذه :
يا إلهي ما لي سوى حب آل البيت أنا عبد مقصر لست أرجو آل النبي طه الممجد عملاً غير حب آل محمد (1)
    وقال أيضاً من قصيدة :
يا كرام الأنام يا آل طه ليس لي ملجأ سواكم وذخر فاز من زار حيكم آل طه حبكم مذهبي وعقد ولائي أرتجيه في شدتي ورخائي وجنا منكم ثمار العطاء (2)
    وقال أيضاً في قصيدة :
أنا في عرض آل بيت نبي سادة أتقياء أعطاهم اللّه طهر اللّه بيتهم تطهيراً مقاماً ضخماً وملكاً كبيراً

1 و 2 ـ الإتحاف بحب الأشراف : 100 و 101.

(193)
    إلى أن يقول :
يا بحور الكمال يا آل طه هل على غير بيتهم نزل الو هل سواكم قد أذهب اللّه عنه الرجـ كم مننتم وكم جبرتم كسيراً حي بجبريل خادماً مأموراً ـس نصّاً في ذكره مسطوراً (1)
« أُولئك الذين هدى اللّه فبهداهم اقتده » (2)
الشيعة وآية التطهير
    استدلت الشيعة عن بكرة أبيها بآية التطهير على عصمة العترة الطاهرة ، وأفاض المفسرون منهم القول حول الآية وأتوا ببيانات شافية في وجه دلالتها على عصمتهم.
    وهناك جماعة من العلماء قاموا بتأليف رسائل مفردة حول دلالتها وشأن نزولها ، نشير إلى ما وقفنا عليه في ما يلي :
    1. « السحاب المطير في تفسير آية التطهير » ، للسيد السعيد القاضي نور اللّه المرعشي الشهيد عام 1019 هـ.
1 ـ الإتحاف بحبّ الأشراف : 106 ـ 109.
2 ـ الأنعام : 90.


(194)
    2. « تطهير التطهير » ، تأليف الفاضل الهندي ( المتوفّى عام 1035 هـ ).
    3. « شرح تطهير التطهير » ، تأليف السيد عبد الباقي الحسيني كتبه شرحاً لكتاب الفاضل الهندي.
    4. « إذهاب الرجس عن حظيرة القدس » ، للعلاّمة الشيخ عبد الكريم بن محمد طاهر القمي.
    5. « الصور المنطبعة » ، له أيضاً في هذا المجال.
    6. « أقطاب الدوائر » ، للعلاّمة عبد الحسين بن مصطفى أحد علمائنا في القرن الثاني عشر فرغ منه عام 1138 هـ ، وطبع عام 1403 هـ.
    7. « تفسير آية التطهير » ، تأليف الشيخ إسماعيل بن زين العابدين التبريزي الملقّب بمصباح ( المتوفّى عام 1300 هـ ).
    8. التنوير في ترجمة رسالة « آية التطهير » باللغة الأوردية ، تأليف السيد عباس الموسوي ، طبع في الهند عام 1341 هـ ، وهو ترجمة لرسالة السيد القاضي نور اللّه.
    9. « جلاء الضمير في حل مشكلات آية التطهير » ، للشيخ محمد البحراني ، طبع في بُمباي عام 1325 هـ.
    10. رسالة قيمة في تفسير آية التطهير ، للعلاّمة المحقق الشيخ لطف اللّه الصافي ، طبعت عام 1403 هـ من منشورات دار القرآن الكريم في قم المقدسة ، وله رسالة أُخرى في العصمة طبعت معها ، حيّاه اللّه وبيّاه.
    11. « آية التطهير » في جزءين ، للسيد الجليل علي الأبطحي ، وقد استقصى الكلام فيها حول المأثورات الواردة فيها في الجزء الأوّل ، ودلالتها على العصمة في الجزء الثاني.


(195)
    12. « آية التطهير » ، للشيخ محمد مهدي الآصفي وهي دراسة حول مداليل الآية الكريمة « إنّما يريد اللّه ... » واختصاصها بأهل البيت ( عليهم السّلام ) نشرتها موَسسة دار القرآن الكريم في قم المقدسة سنة 1411 هـ.
    13. « آية التطهير ، رؤية مبتكرة » ، لآية اللّه الشيخ محمد الفاضل اللنكراني ، طبع في إيران 1970 م بالفارسية. و1987م بالعربيَّة.
    14. « آية التطهير في الخمسة أهل الكساء » ، للسيد محيي الدين الموسوي الغريفي ، طبع في النجف الأشرف ـ 1377 هـ / 1958 م.
    15. أخيرها ـ لا آخرها ـ ما قدمناه لكم في هذه الصحائف لكاتب هذه السطور ، عفا اللّه عنه ، ورزقه شفاعة محمد وأهل بيته يوم لا ينفع مال ولا بنون.


(196)

(197)
    الفصل الثاني
سمات أهل البيت ( عليهم السّلام )
    قد تعرَّفت على من هم أهل البيت من خلال التعريف بالحدِّ التامّ الذي عرَّف به رسول اللّه ( صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم ) أهل بيته ، أهلبيت النبوّة و الرّسالة ، وكأن َّالتعريف السابق كان بمنزلةالتعريف بالحدّ أي التعريف بالذات.
    و يمكن أن نتعرف عليهم من خلال التعريف على سماتهم وخصوصيّاتهم الّتي تشبه التعريف بالرّسم والتعريف بالعرضي.
    و سماتهم و خصوصيّاتهم كثيرة مبثوثة في ثناياالآيات و الأحاديث النبويَّة ، و لكن نقتصر فيالمقام على ما ورد من السمات في الذكر الحكيم.


(198)

(199)
من سمات أهل البيت ( عليهم السّلام )
1
العصمة
    لقد تعرفت على ما هو المراد من أهل البيت في الآية المباركة على وجه لم يدع لقائل كلمة ، ولا لمجادل شبهة ، في أنّ المقصود منه هو العترة الطاهرة قرناء الكتاب في كلام النبي ( صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم ) :
    فحان البحث للتطرق إلى سماتهم وخصوصياتهم ، وهي على قسمين :
    1. ما يستفاد من الآية الشريفة.
    2. ما يستفاد من سائر الآيات.
    أمّا الأوّل ، فالآية ـ بعد الإمعان فيها ـ تدلّ على عصمتهم وطهارتهم من الذنوب ، ويعلم ذلك من خلال دراسة امرين :
    1. ما هو المراد من الرجس
    2. هل الارادة في الآية المباركة إرادة تكوينية أو تشريعية ؟

    1. ما هو المراد من الرجس ؟
    المراد من الرجس : هو القذارة الأعم من المادية والمعنوية ، وقد اتفق على ذلك أئمّة اللغة.
    قال ابن فارس : الرجس : أصل يدل على اختلاط ، ومن هذا الباب :


(200)
الرجس : القذر لأنّه لطخ وخلط. (1)
    وقال ابن منظور : الرجس : القذر ، وكل قذر رجس ، وفي الحديث : أعوذ بك من الرجس النجس. وقد يعبر به عن الحرام والفعل القبيح والعذاب واللعن والكفر. قال الزجّاج : الرجس في اللغة كل ما استقذر من عمل ... فبالغ اللّه في ذم أشياء وسمّاها رجساً ، وقال ابن الكلبي : رجس من عمل الشيطان أي مأثم. (2)
    وقد استعملت هذه اللفظة في الذكر الحكيم ثمانية مرات : ووصف به الخمر والميسر والأنصاب والأزلام والكافر غير المؤمن باللّه والميتة والدم المسفوح ولحم الخنزير والأوثان وقول الزور ... إلى غير ذلك من الموارد التي وصفت به في الذكر الحكيم.
    ونكتفي بنقل بعض الآيات قال سبحانه : « إِنَّمَا الخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأنْصَابُ وَالأزْلأمُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ » . (3)
    وقال سبحانه : « إِلاَ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ » . (4)
    وقال سبحانه : « كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤمِنُونَ (5) » ، إلى غير ذلك من الآيات.
    والمتفحص في كلمات أئمّة أهل اللغة ، والآيات الواردة فيها تلك اللفظة ،
1 ـ معجم مقاييس اللغة : 490/2.
2 ـ لسان العرب : 94/6 ـ 95 ، مادة « رجس » .
3 ـ المائدة : 90.
4 ـ الأنعام : 145.
5 ـ الأنعام : 125.
مفاهيم القرآن ـ جلد العاشر ::: فهرس