مفاهيم القرآن ـ جلد العاشر ::: 371 ـ 380
(371)
907 هـ ) حكاه شيخنا المجيز عن رياض العلماء ، و حكاه هو عن تاريخ حسن بيك روملو. (1)
    8. آيات الأحكام ، للمحقّق أحمد بن محمد الأردبيلي ثمّ النجفي ، ( المتوفّى عام 993 هـ ) ، وطبع باسم « زبدة البيان في براهين أحكام القرآن » مرّتين ، مرّة بطهران عام ( 1305 هـ ) ، و أُخرى في سنة ( 1386 هـ ) ، محقّقة منقّحة.
    9. آيات الأحكام ، للعلاّمة الأمير أبو الفتح بن الأمير مخدوم بن الأمير شمس الدين محمد الحسيني ألّفه للسلطان محمد قطب شاه سنة ( 1021 هـ ) ، وطبع في تبريز.
    10. آيات الأحكام ، للسيد ميرزا محمد الحسيني الاستر آبادي ، صاحب الكتب الرجالية الشهيرة : « الكبير » و « الوسيط » و « الصغير » ، وقد توفّي عام ( 1026 هـ ) ، ومنه نسخة في مكتبة المرعشي. (2)
    11. آيات الأحكام : للشيخ أبي عبد اللّه محمد بن الجواد شمس الدين الكاظمي ، والمشتهر بالفاضل الجواد من تلاميذ شيخنا البهائي ( المتوفّى 1030 هـ ) ، وقد شرح كتاب أُستاذه في الحساب ، أعني : خلاصة الحساب ، وطبع الشرح بطهران عام ( 1273 هـ.ق ) ، وقد طبعت آيات الأحكام باسم « مسالك الأفهام إلى آيات الأحكام » في جزءين كبيرين وعنيت بنشره و تحقيقه المكتبة المرتضوية.
    12. آيات الأحكام : للشيخ أحمد بن إسماعيل بن العلاّمة الشيخ عبد النبيّ الجزائري النجفي ( المتوفّى سنة 1150 هـ ) طبع باسم « قلائد الدرر » ، وقد
1 ـ مقدّمة مسالك الأفهام ( تقديم آية اللّه المرعشي ) : 10.
2 ـ الذريعة : 43/1 ؛ مقدمة مسالك الأفهام : 11.


(372)
طبع مرّتين ، مرّة في طهران وأُخرى بالنجف الأشرف عام ( 1386 هـ ) ، شكر اللّه مساعي الجميع.
    هذه اثنا عشر تأليفاً حول آيات الأحكام اكتفينا بها ، ومن أراد التوسّع والوقوف على ما ألّفه أصحابنا حول آيات الأحكام من رسائل وكتب وموسوعات ، فعليه الرجوع إلى معاجم الكتب. (1)
    وهذه الكمّيّة الهائلة تعرب عن عناية الشيعة بفهم القرآن الكريم ، وتبويب مفاهيمه.

    د : ما نزل من القرآن في حقّ النبيّ والآل
    لم ينحصر هذا النمط من التفسير ( أي التفسير الموضوعي ) فيما سبق من الموضوعات ( المحكم والمتشابه ، الناسخ والمنسوخ ، وآيات الأحكام ) ، بل توجّهت همم الأصحاب وعنايتهم إلى تأليف رسائل وكتب في موضوعات قرآنية ، نظير ما نزل من الآيات في حقّ أهل البيت ، وإليك نزراً يسيراً ممّا أُلّف في هذا المجال من الأقدمين ، وأمّا المتأخّرين فهو على عاتق المعاجم القرآنيّة.
    إنّ أهل البيت ( عليهم السّلام ) ممّن خصّهم اللّه سبحانه بالذكر في غير واحد من الآيات ، فقال : « إِنَّما يُريدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهلَْ البَيْتِ وَيُطهِّرَكُمْ تَطْهِيراً » (2) وقال سبحانه : « قُل لا أَسأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجراً إِلا المَودَّةَ فِي القُربى » (3) ، وقال سبحانه : « وَآتِ ذَا القُربى حَقَّهُ وَالمِسْكِينَ وَابنَ السَّبيلِ وَلا تُبَذِّر تَبْذِيراً » (4)
1 ـ لاحظ : الذريعة : 40/1 ـ 44 و ج 234/4 ـ 351 ، وتقديم آية اللّه المرعشي لكتاب مسالك الأفهام.
2 ـ الأحزاب : 33.
3 ـ الشورى : 23.
4 ـ الإسراء : 26.


(373)
إلى غير ذلك من الآيات ، فلا عتب على المفسّر الواعي أن يخصّ أهل البيت بالتفسير الموضوعي ويفرد آياته بالتأليف ، وكيف لا يكون كذلك وقد روى عكرمة عن ابن عباس ، وقال : ما نزل من القرآن « يا أَيُّهَا الّذينَ آمَنُوا » إلا وعليٌّ رأسها وأميرها ، وقد عاتب اللّه أصحاب محمد في غير مكان ، وما ذكر عليّاً إلا بخير. (1)
    وروى سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : ما نزل في أحد من كتاب اللّه ما نزل في علي. (2)
    وقال ابن عباس : نزلت في عليّ أكثر من ثلاثمائة آية في مدحه. (3)
    ولأجل هذا وذاك قام لفيف من المفسّرين والمحدّثين من العامّة والخاصّة بتأليف رسائل مفردة في هذا المجال ، وفي الحقيقة كلّها تفاسير موضوعيّة نذكر منها ما يلي :
    1. ما نزل من القرآن في علىّّ ( عليه السّلام ) : تأليف هارون بن عمر بن عبد العزيز ابن محمد ، أبو موسى المجاشعي ، صحب الإمام الرضا ( عليه السّلام ) وله هذا الكتاب. (4)
    2. ما نزل من القرآن في عليّ ( عليه السّلام ) : تأليف عبد العزيز بن يحيى بن أحمد ابن عيسى الجلودي الأزدي البصري من أصحاب الإمام الجواد عليه السَّلام فله تآليف كثيرة ذكرها النجاشي ، وله كتاب التفسير كما سيوافيك في قائمة التفاسير الروائيّة. (5)
    3. ذكرما نزل من القرآن في أهل البيت ( عليهم السّلام ) : تأليف أحمد بن الحسن
1 ـ مسند أحمد بن حنبل : 190/1 ؛ تاريخ الخلفاء : 171.
2 ـ الصواعق المحرقة : 76 ، الباب التاسع ، الفصل الثالث.
3 ـ تاريخ الخلفاء : 172.
4 ـ رجال النجاشي : 406/2 ، برقم 1183.
5 ـ رجال النجاشي : 54/2 برقم 637.


(374)
الاسفرائيني ، المفسّر الضرير ، قال النجاشي : له كتاب المصابيح في ذكر ما نزل من القرآن في حقّ أهل البيت ( عليهم السّلام ) ، وهو كتاب حسن كثير الفوائد ، سمعت أبا العباس أحمد بن علي بن نوح يمدحه ويصفه. (1)
    4. ما نزل من القرآن في أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) : تأليف إبراهيم بن محمد بن سعيد بن هلال بن عاصم بن سعد بن مسعود الثقفي ، أصله كوفي ، وسعد بن مسعود أخو أبي عبيد بن مسعود عم المختار ، وانتقل إلى إصفهان وأقام بها ، وقد وفد إليه أحمد بن خالد المتوفّى عام ( 274 هـ ) وسألوه الانتقال إلى قم فأبى ، وله كتب ممتعة في التاريخ والسيرة ، وهو مؤلف « الغارات » المعروفة. (2)
    5. كتاب ما نزل من القرآن في أهل البيت ( عليهم السّلام ) : تأليف محمد بن العباس بن علي بن مروان الماهيار المعروف بابن الحجام ، قال النجاشي : ثقة ثقة ، من أصحابنا عين ، سديد ، كثير الحديث ، له كتاب ما نزل من القرآن في أهل البيت ، وقال جماعة من أصحابنا : إنّه كتاب لم يصنّف في معناه مثله ، قيل : إنّه ألف ورقة ، وذكره الشيخ في رجاله في باب من لم يرو عنهم ( عليهم السّلام ) برقم ( 71 ) ، وقال : سمع منه التلعكبري سنة ( 328 هـ ) ، وله منه إجازة ، وذكره في الفهرست برقم 649. (3)
    6. كتاب ما نزل من القرآن في أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) : تأليف محمد بن أحمد بن عبد اللّه بن إسماعيل الكاتب ، أبو بكر يعرف بابن أبي الثلج ، وأبو الثلج هو عبداللّه بن إسماعيل ، ثقة ، عين ، كثير الحديث ، وذكر النجاشي فهرس كتبه ، ومنها
1 ـ رجال النجاشي : 238/1 برقم 229.
2 ـ رجال النجاشي : 90/1 برقم 18 ؛ فهرست الطوسي : 27 ـ 29 برقم 7.
3 ـ رجال النجاشي : 294/2 برقم 1031 ، ولاحظ الرجال والفهرست للشيخ الطوسي.


(375)
تاريخ الأئمّة ( عليهم السّلام ) ، وقد طبع أخيراً ، وذكره الخطيب في تاريخه (1) وذكره الشيخ في رجاله في باب من لم يرو عنهم برقم ( 64 ) ، و قال : سمع منه التلعكبري سنة ( 322 هـ ) ، وما بعدها إلى سنة ( 325 هـ ) ، وفيها مات ، وله منه إجازة. (2)
    7. ما نزل من القرآن في أهل البيت ( عليهم السّلام ) : تأليف الحسين بن الحكم الجبري الكوفي ، وطبع عام ( 1375 هـ ) ، وقدّم له : العلاّمة السيد أحمد الحسيني استقصى فيها ما ألّف من التفاسير في أهل البيت من القدماء فبلغ ( 44 ) كتاباً (3) حياه اللّه وبياه.
    هذه نماذج ممّا أُلّف حول أهل البيت من الكتب والرسائل بشكل التفسير الموضوعي نقتصر على ذلك ، وانّ التوسّع يخرجنا عمّا هو الهدف ، وهو الإشادة بذكر المفسّرين من الشيعة في المجالات المختلفة ، ومن سبر المعاجم ، وكتب التراجم وقف على أنّ موضوع مناقب أهل البيت وفضائلهم ـ كتاباً وسنة ـ كان موضع اهتمام العلماء منذ الصدر الأوّل وفي القرون التالية إلى القرن الحاضر.
    ولو جمعت تلك الكتب المطبوعة والمخطوطة الموجودة منها ، لشكّلت مكتبة كبرى ، والجدير بالذكر أنّ المحقّق السيد عبدالعزيزالطباطبائي ـ رحمه اللّه ـ قام مشكوراً بفهرسة كبيرة في خصوص مناقب آل البيت ، وأسماه بـ « أهل البيت في المكتبة العربية » ، ولو ضمّ إليها ما أُلّف بسائر اللغات لضاق النطاق على المحصي والمؤلّف.
1 ـ تاريخ الخطيب : 249/1.
2 ـ رجال النجاشي : 299/2 برقم 1038 ، وقد عرفت سائر المصادر في المتن.
3 ـ لاحظ المقدّمة للمصحّح : 12 ـ 17.


(376)
     هـ : التأليف حول أمثال القرآن وأقسامه وقصصه
    قد ورد في القرآن الكريم قرابة ستين مثلاً ، والمثل بطبعه يقرب البعيد ، ويصبّ المعقول في قالب المحسوس ، وقد أفرد غير واحد من علماء الشيعة أمثال القرآن بالبحث والتأليف. هذا ابن النديم يعرف أبا علي بن أحمد بن الجنيد ( المتوفي 381 هـ ) بأنّه قريب العهد ، من أكابر الشيعة ، ثمّ يذكر كتبه ويقول في موضع آخر منه عند تسمية الكتب المؤلّفة في معان شتّى من القرآن ما لفظه : « وكتاب الأمثال لابن الجنيد » . (1)
    فلو قام ابن الجنيد وهو من قدماء علمائنا بهذا المجهود ، فقد قام الشيخ أحمد بن عبد اللّه التبريزي النجفي ( المتوفّى عام 1327 هـ ) بجمع الأمثال القرآنية وتفاسيرها وما يتعلّق بها وأسماه « روضة الأمثال » وطبع عام ( 1325 هـ ) (2) ، وقد تضافر التأليف حول أمثال القرآن في العصر الحاضر من أكابر الشيعة باللغتين العربية والفارسية ، وطبع الأكثر باسم أمثال القرآن. (3)
    كما قد ورد في القرآن الكريم قرابة أربعين قسماً حلف فيه سبحانه بالشمس والقمر والليل والنهار إلى غير ذلك من عظائم الموجودات ، المليئة بالأسرار ، وما هذا إلا ليتدبّر الإنسان فيها ويقف على ما فيها من العجائب والغرائب ، حتى أنّه سبحانه حلف في سورة الشمس أحد عشر مرّة بأشياء كالشمس والقمر والليل والنهار والسماء والأرض والنفس ، ثمّ رتّب عليها جواباً ، وقال : « قَدْ أَفْلَحَ مَنْ
1 ـ فهرست ابن النديم : 64 و 219.
2 ـ الذريعة : 28/11 برقم 1750.
3 ـ كأمثال القرآن للدكتور إسماعيل ، ط طهران /1368 هـ.ش ؛ وأمثال القرآن لعلي أصغر حكمت الشيرازي.


(377)
زَكّاها » ، وقد بحث المفسرون عن هذه الأقسام وتركوا البحث عن أمر مهم ، وهو ما هو الصلة بين المقسم به وجوابه ، حتى أنّ ابن القيّم ( المتوفّى 751 هـ ) أفرد كتاباً في أقسام القرآن ، طبع باسم أقسام القرآن ، ولكنّه بحث عن المقسم به في جميع الآيات ، وأهمل البحث عن الصلة بينه وبين جوابه في شتّى الآيات. نعم قام أخيراً ولدنا الفاضل الروحاني الشهيد أبو القاسم الرزاقي (1) بتأليف كتاب حول أقسام القرآن ، وسدّ هذا الفراغ الموجود في التفاسير ، وقد أغرق نزعاً في التحقيق ، وطبع حديثاً.
    إنّ قصص القرآن من المواضيع الهامّة التي تحتاج إلى دراسات فنية ، وفيها من العبر ما لا يحصى ، وقد أفرد غير واحد من أصحابنا قصص القرآن قديماً وحديثاً (2) بالتأليف ، أخيرهم ما ألّفه الدكتور محمود البستاني ، فبحث عن القصص القرآنية حسب تسلسلها في السور الكريمة ، وطبع عام ( 1408 هـ ) وقد خصّصنا الجزء التاسع من هذه الموسوعة بالأمثال والأقسام.

    و : معارف القرآن واحتجاجاته
    معارف القرآن تشكّل قسماً هامّاً من مفاهيمه ، خصوصاً فيما يرجع إلى المبدأ والمعاد ، وقد ورد أكثر ما يرجع إلى المعارف الغيبية في السور المكيّة حيث كان النبي يحتج على المشركين ، كما ورد فيما يرجع إلى الكتب والشرائع السماوية وديانات اليهود والنصارى في السور الطوال حيث نزلت أوائل الهجرة.
    فقد أفرد غير واحد من أصحابنا كتباً ورسائل حول معارف القرآن أخيرها ـ
1 ـ استشهد قدَّس سرَّه في الحرب المفروضة على إيران الإسلامية في حادث إسقاط طائرتهم على يد العدوان البعثي العفلقي قرب مطار الأهواز ، ومعه لفيف من العلماء والمسؤولين الكبار.
2 ـ لاحظ الذريعة إلى تصانيف الشيعة : 102/17 و 107.


(378)
لا آخرها ـ معارف القرآن للشيخ محمد تقي المصباح ، طرح فيه الآيات المتعلّقة بمعرفة العالم والملائكة والجنّ والشيطان ، نقله إلى العربية عبد المنعم الخاقاني ، وطبع في بيروت.
    كما أنّ الحوار والاحتجاج في القرآن له أساليبه ومعطياته ، فقد قام بالاحتجاج على الملحدين والمشركين وعلى أهل الكتاب ، فقد أفرد غير واحد من أصحابنا بالتأليف أخيرها ـ لا آخرها ـ الحوار في القرآن للسيد محمد حسين فضل اللّه العاملي ، طبع في بيروت.

    ز : أسباب النزول
    إنّ التعرّف على أسباب النزول يسلّط الضوء على مفاد الآية ومفهومها وهو غير خفي على من له إلمام بالتفاسير ، فقد قام غير واحد من أصحابنا بالتأليف حوله ، نذكر نموذجين :
    1. أسباب النزول ، للشيخ قطب الدين سعيد بن هبة اللّه الراوندي ، ( المتوفّى عام573 هـ ) ، وهو من مصادر بحار الأنوار. (1)
    2. الأسباب والنزول على مذهب آل الرسول ، للشيخ رشيد الدين محمد بن علي شهر آشوب السروي ( المتوفّى عام 588 هـ ). (2)
    هذه نماذج من التفسير الموضوعي أتينا بها إيقافاً للقارئ على جهود علماء الشيعة في العصور السابقة والعصر الحاضر ، وقد تركنا كثيراً من الموضوعات القرآنيّة التي أفردت بالتأليف كالأخلاق والسياسة والمسائل العائلية وغير ذلك
1 و 2 ـ الذريعة إلى تصانيف الشيعة : 2/12 برقم 35 و 37.

(379)
من الموضوعات الهامّة التي تداولتها أقلام المحقّقين في العصر الحاضر بالبحث والتحقيق ، ومن راجع المكتبات العربية ، أو استعرض فهارس مكتبات العالم يقف على مجموعة كبيرة من الكتب تبحث عن موضوعات قرآنيّة حسب التفسير الموضوعي ، وبما أنّ الهدف هنا الإيجاز تركنا التفصيل في ذلك.

    التفسير الموضوعي في العصر الحاضر
    لقد استقطب « التفسير الموضوعي » للقرآن الكريم في العصر الحاضر قسطاً كبيراً من اهتمام العلماء نظراً لأهميّة هذا النهج من التفسير ومساعدته على درك المفاهيم القرآنيّة ، والمعارف الإلهية الدقيقة العميقة ، فانّ القرآن كما أسلفنا ذكر هذه المعارف بصورة متفرّقة تبعاً للمناسبات ، ولو جمعت هذه المعارف في محل ، ثمّ درس المفهوم القرآني المعيّن في ضوء كلّ ما يرتبط به من آيات ، لأمكن الحصول على فكرة متكاملة وصورة شاملة لذلك المفهوم.
    ولهذا اندفع العلماء المهتمون بالثقافة القرآنية في عصرنا هذا إلى خوض هذا الميدان الشريف الهام بمختلف الصور ، وأتوا بنتائج طيّبة ، وأثمرت جهودهم ثماراً يانعة ، ومن وقف على الدراسات القرآنيّة في جامعة « قم » يرى أنّ لهذا القسم من الدراسات قسطاً كبيراً.
    وقد اتّبعنا هذا المنهج منذ عام ( 1389 هـ ) وكانت حصيلة هذه السنوات عشرة أجزاء من التفسير الموضوعي تحت عنوان « مفاهيم القرآن » ، تناولت بالترتيب قضايا التوحيد والشرك ، والحكومة الإسلامية ، والأسماء والصفات ، والنبوة العامّة والخاصّة ، وما يرتبط بالسيرة النبوية في ضوء القرآن الكريم
    ولقد لقيت هذه الدراسات إقبالاً واسعاً ممّا يكشف عن أهمية هذا المنهج


(380)
من التفسير.
    ومن الجدير بالذكر أنّ العلاّمة المجلسي هو أوّل من فتح هذا الباب على مصراعيه في جمع موضوعات القرآن والبحث عنها بحثاً قرآنياً. فانّ ما وصل إلينا من القدماء هو تخصيص موضوع خاصّ بالتفسير ، وأمّا غوّاص بحار درر الأحاديث الشيخ محمد باقر المجلسي ، ( المتوفّى عام 1111 هـ ) ، اتّبع هذا المنهج في جميع أبواب كتابه وموسوعته النادرة ، فجمع الآيات المربوطة بكلّ موضوع في أوّل الأبواب وفسّرها تفسيراً سريعاً ، وهذه الخطوة وإن كانت قصيرة لكنّها جليلة في عالم التفسير ، وقد قام بذلك مع عدم توفّر المعاجم القرآنية الرائجة في هذه الأعصار.
    وتجدر الإشارة إلى أنّ جهاز الكمبيوتر الذي ثبتت له قدرة كبرى في عملية فرز المعلومات وتجميعها وتحضيرها وبالتالي تقديم تسهيلات هامّة في مجال التحقيق العلمي في شتّى حقول المعرفة ... لو أنّ هذا الجهاز الفعّال استخدم في مجال التفسير الموضوعي لحصل الباحث على نتائج باهرة.
    وكلّ أملنا أن تهتمّ الشخصيّات والمؤسسات المهتمة بالمسائل القرآنيّة بهذا الاقتراح ، أو توليه المزيد من العناية به لنستطيع مواكبة العصر الحديث في تقدّمه الصاعد وتلبية حاجاته الماسّة الملحّة.

    الشيعة و التفسير الترتيبي
    قد تعرّفت على منهج التفسير الموضوعي فهلمّ معي ندرس المنهج الرائج بين المفسّرين وهو المنهج الترتيبي ، وأظنّ أنّ القارئ في غنى عن تعريفه لشيوعه. وقد قام المسلمون بهذا النمط من التفسير على اختلاف مشاربهم في تفسير القرآن ،
مفاهيم القرآن ـ جلد العاشر ::: فهرس