مفاهيم القرآن ـ جلد الثامن ::: 1 ـ 10
مفاهيم القرآن
المعاد
في القرآن الكريم
تفسير موضوعي فريد من نوعه مبتكر في بابه
يتناول دراسة الآيات وفق موضوعاتها
الجزء الثامن
تأليف
العلاّمة
جعفر السبحاني


(3)
    كتاب كريم حبّره يراع الأُستاذ الفذ آية الله الشيخ محمد هادي « معرفة »
    مؤلف كتاب « التمهيد في علوم القرآن » ننشره بإكبار وإجلال
التفسير الموضوعي
ضرورة رساليّة إسلاميّة
بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله الطاهرين.
    أمّا بعد .. فممّا يبعث على اعتزاز هذه الأُمّة المرحومة اختصاصها بكتاب الله العزيز الحميد ، المضمون له السلامة والبقاء عبر القرون.
    قال تعالى : ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ) (1). وقال : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) (2).
    الأمر الّذي يستدعي خلود هذه الأُمّة بخلود كتابها المجيد .. حاملةً رسالةً إلهية إلى الأجيال عبر الأيّام والعصور ( وَ كَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَ يَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ) (3).
    إنّ هذه الأُمّة تحمل رسالة إلهيّة إلى العالمين ، وقد تضمّنها القرآن كلام رب العالمين. فكان على الأُمّة تبيينها والإيفاء بهذا الواجب بأداء ما عليها من وظيفة البلاغ والبيان ، كما كان على نبيّها الكريم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من واجب البلاغ والبيان ... قال
    تعالى : ( وَ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ ) (4) ، فقد كان عليه البيان والتفسير ، كما كان عليه البلاغ والإنذار والتبشير.
    وهكذا الواجب على الأُمّة الوسطى أن تقوم بواجب البيان إلى جنب واجب البلاغ .. فيكون إلى جنب الدعوة إلى الإسلام ، تبيين أهدافه ومقاصده في إسعاد البشريّة .. والّتي تضمّنها القرآن ، الكلام الإلهي الخالد.
    القرآن يحمل رسالة إلى الناس : ( إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلتي هِيَ أَقْوَمُ ) (5). فَعَلى نُبَهاء الأُمّة وعلماء الملة أن يبلّغوا هذا النداء الصارخ ، إلى الخافقين ، ويُسمعوهم ما يحتويه من أهداف عالية ومقاصد زاكية. لا بقراءة اللفظ وتلاوة الكلام فحسب ، بل بالشرح والتفصيل والتبيين والتفسير.
    والتفسير على منهجين : ترتيبي ( حسب النظم القائم في القرآن ) وموضوعي ( حسب المسائل المطروحة في القرآن ) .. فأيّهما المطلوب بالذات ؟
    لا شكّ أنّ الّذي تستدعيه طبيعة الدعوة ، والّذي يطلبه الإنسان الواعي ، الساعي وراء درك حقائق القرآن ، هي : دراسة ما في القرآن من مفاهيم ومعارف أتحف بها البشرية ، وآداب وتعاليم قدّمها للإنسان ، ليسعد بها ويتصاعد على مدارج الكمال.
    إنّ البشرية الآن بحاجة ماسّة إلى الوقوف على ما في القرآن من معارف وأحكام ، وبانتظار ما يقدّمه علماء المسلمين إليهم من مسائل ومباحث أُصولية جاء بها القرآن كحقائق راهنة تُنير لها درب الحياة وتضيء للإنسان معالم السعادة وتؤمّن عليه كرامته في النشأتين.
    إنّ الإنسان اليوم يتطلّع إلى معالم هذا الكتاب ، والمعارف الّتي احتضنتها هذه الرسالة الإلهية الخالدة ، الأمر الّذي استرعى انتباهه منذ حين ، ولا يهمّه أن يكون لفظه كذا أو تعبيره كذا ، إنّما يُهمّه أمر المحتوى وما تحتويه هذه الرسالة
1 ـ فاطر : 32.
2 ـ الحجر : 9.
3 ـ البقرة : 143.
4 ـ النحل : 44.
5 ـ الإسراء : 9.


(4)
القرآنية ، من مسائل جسام.
    إذن فواجب العلماء أن يلفتوا أنظار العالمَ المتحضّر إلى هذا الجانب من كتاب الله ، ويفرغوا ما بوسعهم في إبداء ما يحتضنه من مسائل ودلائل ومعارف وأحكام ، وهو جانب خطير من التفسير الأصيل نُعبّر عنه بالتفسير الموضوعي.
    والتفسير الموضوعي لم يُبد وجهَه سلفاً في سوى مقطّعات كانت بصورة دراسات قرآنية ، غير مستوفاة ولا مستوعبة لكل مسائل القرآن دراسة موضوعية بحتة ، إنّما جاء الخلف ـ ولا سيما في القرن الأخير ـ ليستكملوا هذا الأمر ويستوفوا من شؤونه في عرض شامل.
    وأفضل من وجدته قائماً بأعباء هذا الأمر الخطير ، مُشمّراً عن ساعد الجدّ ، في استيفاء تام ، وإحاطة علمية فائقة ، هو العلم العلاّمة والمحقّق الفهّامة ، زميلنا الأُستاذ الشيخ جعفر السبحاني ، فلا زالت معالم العلم بضياء نوره وهّاجة ، ودلائل التحقيق في ضوء دراساته فياضة.
    فقد قام ـ ولله جدّ أمره ـ بدراسة مفاهيم القرآن والإفصاح عن معالمه ، والإبانة عن دلائله ومسائله المعروضة بشكل مستوعب ، وكانت عن جدارة علمية فائقة ، وعن صلاحية ذاتية لائقة ، قلّما يوجد مثيل دراساته القيمة ، ولدلائله الواضحة اللائحة.
    وكنت منذ تعرّفت إلى جنابه وتشرّفت بمطالعة كتابه ، تشوّقت إلى الإزدياد من معرفة لباب تحقيقه والتشوّف إلى عباب فيض تنميقهو تنسيقه ، فما أحسنه من تأليف أنيق وما أكرم مؤلّفه من استاذ محقق واسع الآفاق.
    والكتب والدفاتر الّتي تحمل عنوان « الدراسات القرآنية ـ التفسير الموضوعي » كثيرة جادت بها قرائح وقّادة من علماء معاصرين ، غير أنّ في غالبيتها خروجاً ـ بعض الشيء ـ عن اسلوب التفسير القرآني ، إلى شكل مقالات تبحث عن مسائل إسلامية عريقة ، كانت إحدى دلائلها آياتٌ من الذكر الحكيم ، الأمر
    الّذي كان يبعدها عن واقع الدراسات القرآنية البحتة ، والّتي ترمي إلى فهم ما عرضه القرآن بالذات.
    إنّ الدراسة القرآنية تستهدف وراء ما في القرآن من مسائل ودلائل عرضها للبشرية كودائع إلهيّة أورثها لعباده الذين اصطفى ، أمّا مجرّد الاستناد إلى آية أو آيات ، لغرض إثبات ما يرميه المقال ، فلا يمسّ هذا الجانب ، ولا يورثه هذا العنوان الزاهي.
    ومن ثمّ ، فإنّ الّذي يمتاز به ، هذا المؤلَّف العظيم ، على يد هذا المؤلِّف الكريم ، هو جانب رعايته التامّة للحفاظ على كون الدراسة دراسة قرآنية ، بما يحمله هذا العنوان من جليل المعنى وفخيم المحتوى.
    فقد ركّز المؤلّف الجليل دراساته ـ بشكل مستوعب ـ على أساس جمع الآيات المترابطة ، وضم بعضها إلى بعض ، ليرفع من إجمال كل بما في أُخرى من بيان وتفصيل ، وليكمل من قصور كل بما في الأُخرى من تمام وكمال ، ثمّ صبّها في قالب دراسة موضوعية شاملة ، حتّى إذا اكتمل البحث واستوفى هدفه ، أردفه بسائر الدلائل والمسائل تتميماً للفائدة ، وتكميلاً للعائدة.
    والّذي يُلفت النظر في هذه الدراسات ، هو جانب دقّتها والأخذ بجانب الحيطة والحذر عن أن يكون تحميلاً على القرآن دون أن يكون تبييناً له ، الأمر الّذي ابتلي به غير واحد من المفسرين المتسرّعين ، والّذي تجنّبه بشدة هذا المؤلَّف ، في جميع مسائله ودلائله ، حسبما تعرّفت إلى أكثر مبانيه ولمست أغلب مراميه.
    هذا ما يجعله فذّاً فريداً وعلماً وحيداً يهتدى به إلى معالم القرآن المجيد ، نفعنا الله به وبمؤلفه على ذمّة البقاء ، آمين.
محمد هادي معرفة
قم المقدسة
رجب الأصب 1420 هـ


(5)
بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد للّه الذي خلق الإنسان لغاية مُثلى ولم يخلقه عبثاً ولا سدى.
    والصلاة والسلام على نبيّه محمد الذي فتح اللّه له من كنوز غيبه ، وعلى آله عيبة أسراره وحملة شرعه وحفظة سننه.
    أمّا بعد ،

يوم الحشر و معاد الإنسان
    لقد جُبل الإنسان على حب البقاء وكراهة الزوال و الفناء ، و هذا أمر مشهود عند كلّ إنسان حتى أنّ الّذي ينتحر فهو يعدم وجوده و بقاءه ، ولكنّه ـ في الحقيقة ـ يبغي من وراء ذلك ، الوصول إلى الراحة التامة ، لأنّ المشكلات والأزمات الحادّة ، قد ضيّقت عليه الخناق فحدت به إلى القيام بهذه العملية ، فهو بفعله هذا يدرأ خطر تلك الأزمات ليصل إلى عالم فسيح خال عنها.
    وهذا الميل الفطري أوضح دليل على أنّ الموت ليس فناء للإنسان ، فلو كان الموت ملازماً لفنائه يلزم عبث ذلك الميل المشاهَد عند كل إنسان.
    وصفوة القول انّ الموت عبارة عن الخروج من حياة ضيقة إلى حياة أُخرى واسعة.


(6)
    هذا ما تقضي به الفطرة عند تحليلها ، بيد انّ الشرائع السماوية جاءت تفسر تلك الفطرة الإنسانية ، ببيان انّ الموت انتقال من دار إلى دار ، و من نشأة إلى نشأة أُخرى ، ولذلك أصبح الإيمان بالمعاد ركناً أساسياً في العقائد على وجه لو طرح ذلك الأصل ، لانهارت الشرائع قاطبة.
    ولأجل تلك الأهمية ألقت بحوث المعاد بظلالها على القرآن الكريم و بلغت آيات المعاد 1400 آية أو أكثر من ذلك ، ولذلك قلما تجد سورة في القرآن الكريم ليس فيها دعوة إلى الإيمان بالمعاد بالتصريح أو بالإشارة ، ولو أخذنا تلك الآيات بنظر الاعتبار لتجاوز عددها أكثر ممّا ذكر.
    فها نحن نخصّ هذا الجزء من كتاب مفاهيم القرآن بالبحث عن المعاد من منظار القرآن الكريم ، ضمن فصول :


(7)
الفصل الأوّل :
أسماء القيامة في القرآن الكريم
    إنّ الإيمان بالمعاد يشكِّل إجابة على أحد الأسئلة التي تراود الذهن الإنساني ، وهي عبارة :
    1. من أين جِئتُ ؟ ، 2. لماذا جئتُ ؟ ، 3. إلى أين أذهب ؟
    وكلّ إنسان ميّال بطبعه إلى الإجابة عن هذه الأسئلة الثلاثة ، وقد عجزت المناهج البشرية عن الإجابة عليها فلم يجد الإنسان بغيته فيها ، فالإنسان في تلك المناهج ككتاب خطي سقط أوّله و آخره ، فإذا سألتها عن مبدأ الإنسان والغاية المنشودة من وراء خلقته ومصيره بعد الموت لاعترفت بالعجز عن الإجابة ، فكأنّه خلق لأن يعيش في هذه الدنيا كسائر الدواب يأكل و يشرب ثمّ يفنى.
    وأمّا المناهج السماوية فقد أجابت عن تلك الأسئلة بأجوبة واضحة رصينة.
    فتجيب عن السؤال الأوّل بقوله تعالى : ( هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصارَ وَالأَفْئِدَة ). (1)
    كما أنّها تجيب عن السؤال الثاني بأنّ من وراء خلق الإنسان غاية تعدّ كمالاً
1 ـ الملك : 23.

(8)
له ، يقول سبحانه : ( وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاّ لِيَعْبُدُون ). (1)
    كما أنّها تجيب عن السؤال الثالث بأنّ الحياة الدنيويّة قنطرة للحياة الأُخروية ، وليس الموت فناء للإنسان ، بل انتقال من نشأة إلى أُخرى ، تبتدأ بموته وتستمر بحياته البرزخية ثمّ الأُخروية حتى يبلغ مصيره في تلك النشأة.
    ولأجل الإشارة إلى أنّ الحياة الأُخروية أكمل من الحياة الدنيوية ، سمّى بداية تلك النشأة بأسماء مختلفة ، وهي بين ما عبّر عنها بلفظ اليوم مضافاً أو موصوفاً ، بوصف من أوصاف ذلك اليوم ، أمّا الأوّل فكالتالي :
    1. يوم القيامة ، 2. يوم الدين ، 3. يوم الآخر ، 4. يوم عظيم ، 5. يوم كبير ، 6. يوم محيط ، 7. يوم الحسرة ، 8. يوم عقيم ، 9. يوم عليم ، 10. يوم الوقت المعلوم ، 11. يوم الحق ، 12. يوم مشهود ، 13. يوم البعث ، 14. يوم الفصل ، 15. يوم الحساب ، 16. يوم التلاق ، 17. يوم الأزفة ، 18. يوم التناد ، 19. يوم الجمع ، 20. يوم الوعيد ، 21. يوم الخلود ، 22. يوم الخروج ، 23. يوم عسير ، 24. يوم التغابن ، 25. اليوم الموعود ، 26. يوماً عبوساً ، 27. يوم معلوم ، 28. يوم لا ريب فيه ، 29. يوم الفتح. (2)
    فقد أُضيف اليوم في هذه الأسماء إلى شيء يومئ إلى حال من أحوال ذلك اليوم ، وأمّا الثاني أي تسميته بشيء من أوصافه ، وهي أيضاً كالتالي :
1 ـ الذاريات : 56.
2 ـ « يوم الفتح » ( قُلْ يَوم الفَتْح لا يَنْفَعُ الَّذينَ كَفَرُوا ايمانَهُمْ وَلا هُمْ ينظرون ). ( السجدة : 29 ).
والمراد من الفتح هو الحكم بالثواب والعقاب يوم القيامة ، وكان المشركون يسمعون المسلمين يستفتحون باللّه عليهم ، فقالوا لهم : متى هذا الفتح ، أي متى هذا الحكم فينا ؟ فأُجيبوا بما في الآية ويؤيده قوله سبحانه : ( قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنا رَبّنا ثُمَّ يفتَح بَيْننا بِالحَق وَهُوَ الفَتّاحُ العَليم ) ( سبأ : 26 ).


(9)
    1. « الساعة » : ( يَسْأََلُونَكَ عَنِ السّاعَةِ أَيّانَ مُرْساها ). (1)
    2. « الآزفة » : ( أَزِفَتِ الآزِفَةُ * لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللّهِ كاشِفَة ). (2)
    و « الازف » في اللغة بمعنى القرب ، و كأنّه يشير إلى أنّ الساعة قريبة وليست ببعيدة و إن كان الناس يتخيّلون خلافه.
    3. « الحاقة » : ( الحاقَّةُ * مَا الْحاقَّةُ * وَما أَدْراكَ مَا الْحاقَّة ). (3)
    والحاقّة مؤنث الحق يطلق على شيء حتمي الوقوع.
    4. « القارعة » : ( القارِعَةُ * ما القارِعَةُ * و ما أَدْراكَ مَا القارِعَة ). (4)
    والقرع بمعنى الضرب المبرح ، وكأنّ القيامة تهزّ القلوب هزاً شديداً.
    5. « الطامة الكبرى » : ( فَإِذا جاءَتِ الطامَّةُ الكُبْرى ). (5)
    الطامّة في اللغة بمعنى المصيبة ، وكأنّ المصيبة التي يواجهها الإنسان ذلك اليوم ، تُنسِي سائر المصائب التي مرّت به ، و لذلك وصفت بالكبرى.
    6. « الواقعة » : ( إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَة ). (6)
    والواقعة هي الحادثة ، والاسم كناية عن عظمها وهولها.
    7. « الصاخّة » : ( فَإِذا جاءَتِ الصّاخَّة ). (7)
    والصاخّة هي الصوت المرعب ، ولعلّها كناية عن نفخ الصور الذي سيوافيك تفصيله بإذن اللّه.
    8. « الغاشية » : ( هَلْ أَتاكَ حَديثُ الْغاشِيَة ). (8)
1 ـ الأعراف : 187.
2 ـ النجم : 57 ـ 58.
3 ـ الحاقة : 1 ـ 3.
4 ـ القارعة : 1 ـ 3.
5 ـ النازعات : 34.
6 ـ الواقعة : 1.
7 ـ عبس : 33.
8 ـ الغاشية : 1.


(10)
    الغاشية هي المحيطة ، وكأنّ الحوادث المرعبة تحيط بجميع الناس.
    9. « الآخرة » : ( وإنّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُون ). (1)
    وسمّيت بالآخرة لأنّها متأخّرة عن الدنيا.
    10. « الميعاد » : ( إِنَّ اللّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعاد ). (2)
    وثمة آيات أُخرى تصف يوم القيامة وتذكر شيئاً من أحوالها وأهوالها ، قال سبحانه : ( يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ * إِلاّ مَنْ أَتَى اللّهَ بِقَلْب سَلِيم ). (3)
    وقال سبحانه : ( يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْس ما عَمِلَتْ مِنْ خَيْر مُحْضَراً وَما عَمِلَتْ مِنْ سُوء ). (4)
    و قال سبحانه : ( يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوه ). (5)
    ونظائر هذه الآيات كثيرة في الذكر الحكيم لم نذكرها في عداد أسماء يوم القيامة لأنّها بصدد التوصيف لا التسمية.
1 ـ المؤمنون : 74.
2 ـ آل عمران : 9.
3 ـ الشعراء : 88 ـ 89.
4 ـ آل عمران : 30.
5 ـ آل عمران : 106.
مفاهيم القرآن ـ جلد الثامن ::: فهرس