مفاهيم القرآن ـ جلد التاسع ::: 171 ـ 180
(171)
العذاب.
    فيخاطبهم سبحانه بقوله : ( أو لم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال ).
    وعلى ما ذكرنا يكون مفاد الآية : حلفتم قبل نزول العذاب بأنّه ليس لكم زوال من الراحة إلى العذاب ، وظننتم انّكم بما تمتلكون من القوة والسطوة أُمّة خالدة مالكة لزمام الاَُمور ، فلماذا تستمهلون؟ ثمّ يخاطبهم بجواب آخر وهو قوله : ( وَسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبيّن لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الاَمثال ) أي سكنتم ديار من كذب الرسل فأهلكهم الله وعرفتم ما نزل بهم من البلاء و الهلاك والعذاب كقوم عاد وثمود ، وضربنا لكم الاَمثال وأخبرناكم بأحوال الماضين لتعتبروا فلم تتعظوا.
    وعلى ذلك فالمشبه به هو حال الاَُمم الهالكة بأفعالهم الظالمة.
    والمشبه هو الاَُمم اللاحقة لهم الذين رأوا العذاب فاستمهلوا الاَجل وندموا ولات حين مناص.


(172)
النحل
26
التمثيل السادس والعشرون
    ( وَيَجْعَلُونَ لِما لا يَعْلَمُونَ نَصِيباً مِمّا رَزَقْناهُمٍ تَاللهِ لَتُسئَلُنَّ عَمّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ * وَيَجْعَلُونَ للهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَه وَلَهُمْ ما يَشْتَهون * وإِذا بُشّرَ أَحَدُهُمْ بِالاَُنْثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيم * يَتوارَى مِنَ القَومِ مِنْ سُوءِ ما بُشّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلى هُونٍ أَمْ يَدسُّهُ فِي التُّرابِ أَلا ساءَ ما يَحْكُمُون * لِلَّذينَ لا يُوَْمِنُونَ بِالآخِرَة مثلُ السَّوءِ وَللهِ المَثَلُ الاََعلى وَهُوَ العَزِيزُ الحَكيم ). (1 )
    تفسير الآيات
    إنّ الله سبحانه هو الواجب الغني عن كل من سواه ، قال سبحانه : ( يا أَيُّهَا النّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللهِ وَاللهُ هُوَ الغَنِيُّ الحَمِيد ) (2) فلا يصحّ وصفه بما يستشمُّ منه الفقر والحاجة ، لكن المشركين غير العارفين بالله كانوا يصفونه بصفات فيها وصمة الفقر والحاجة ، و قد حكاها سبحانه في غير واحد من الآيات ، فقال : ( وَجَعَلُوا للهِ مِمّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالاََنْعامِ نَصِيباً فَقَالُوا هذا للهِ بِزَعْمِهِمْ وَهذا لِشُرَكائِنا فَمَا كانَ لِشُرَكائِهِمْ فَلا يَصِلُ إِلى اللهِ وَمَا كانَ للهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلى شُرَكائِهِمْ سَاءَ ما يَحْكُمُون ). (3)
    1 ـ النحل : 56 ـ 60.
    2 ـ فاطر : 15.
    3 ـ الاَنعام : 136.


(173)
فقد أخطأوا في أمرين :
    أ : فرز نصيب لله من الحرث والاَنعام ، وكأنّه سبحانه فقير يجعلون له نصيباً ممّا يحرثون و يربّون من أنعامهم.
    ب : الجور في التقسيم و القضاء ، فيعطون ما لله إلى الشركاء دون العكس ، وما هذا إلاّ لجهلهم بمنزلته سبحانه وأسمائه وصفاته.
    وقد أشار إلى ما جاء تفصيله في سورة الاَنعام على وجه موجز في المقام ، وقال : ( وَيَجْعَلُونَ لِمَا لا يَعْلَمُونَ نَصِيباً مِمّا رَزَقْناهُمْ تَاللهِ لَتُسْئَلُنَّ عَمّا كُنْتُمْ تَفتَرُون ).
    ونظير ما سبق انّهم كانوا يبغضون البنات ويجعلونها لله ، ويحبون البنين ويجعلونهم لاَنفسهم ، وإليه يشير سبحانه بقوله : ( وَيَجْعَلُونَ للهِ البَناتِ سُبحانهُ وَلَهُم ما يَشتَهُون ) والمراد من الموصول في ( ما يشتهون ) هو البنون ، وبذلك تبيّن معنى قوله سبحانه : ( لِلّذِينَ لا يُوَْمِنُونَ بِالآخِرَةِ مَثَلُ السَّوء ) أي انّ المشركين المنكرين للآخرة يصفونه سبحانه بصفات السوء التي يستقبحها العقل ويذمّها ، وقد عرفت كيفية وصفهم له فوصفوه عند التحليل بالفقر والحاجة والنقص والاِمكان ، والله سبحانه هو الغني المطلق ، فهو أعلى من أن يوصف بأمثال السوء ، ولكن الموحّد يصفه بالكمال كالحياة والعلم والقدرة والعزّة والعظمة والكبرياء ، والله سبحانه عند الموَمنين ( هُوَ الْمَلِكُ القُدُّوسُ السَّلامُ الْمُوَْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الجَبّارُ الْمتَكَبّرُ سُبْحانَ اللهِ عَمّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللهُ الْخالِقُ الْبَارِىَُ الْمُصَوّرُ لَهُ الاََسْماءُ الْحُسْنى ) (1) و يقول سبحانه : ( وَلَهُ المَثَلُ الاََعلى
    1 ـ الحشر : 23 ـ 24.

(174)
فِي السَّموات وَالاََرض
) (1) وقال : ( لَهُ الاََسماءُ الحُسْنى ). (2)
    ومنه يظهر جواب سوَال طرحه الطبرسي في « مجمع البيان » ، وقال : كيف يمكن الجمع بين قوله سبحانه ( وَلله المثل الاَعلى ) وقوله : ( فَلاَ تَضْرِبُوا للهِ الاََمْثالَ إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُون ). (3)
    والجواب انّ المراد من ضرب الاَمثال هو وصفه بما يدل على فقره وحاجته أو تشبيهه بأُمور مادية ، وقد تقدم انّ المشركين جعلوا له نصيباً من الحرث والاَنعام ، كما جعلوا الملائكة بناتاً له ، يقول سبحانه : ( وَجَعَلُوا المَلائِكَةَ الّذينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمن اناثاً ) ، (4) ويقول سبحانه : ( وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجِنّة نَسباً ). (5) إلى غير ذلك من الصفات التي يتنزه عنها سبحانه ، فهذا النوع من التمثيل أمر محظور ، وهو المراد من قوله ( فَلا تَضْرِبُوا لله الاََمْثال ).
    وأمّا التمثيل لله سبحانه بما يناسبه كالعزّةوالكبرياء والعلم والقدرة إلى غير ذلك ، فقد أجاب عليه القرآن ولم ير فيه منعاً وحظراً ، بشهادة انّه سبحانه بعد هذا الحظر أتى بتمثيلين لنفسه ، كما سيتضح في التمثيل الآتى.
    وربما يذكر في الجواب بأنّ الاَمثال في الآية جمع « المِثْل » بمعنى « الند » ، فوزان قوله ( لا تضربوا لله الاَمثال ) كوزان قوله : ( فَلا تَجْعَلُوا للهِ أَنْدَاداً ) (6) ، ولكنّه معنى بعيد ، فانّ المثل بفتح العين يستعمل مع الضرب ، دون المثل بسكون
    1 ـ الروم : 27.
    2 ـ طه : 8.
    3 ـ النحل : 74.
    4 ـ الزخرف : 19.
    5 ـ الصافات : 158.
    6 ـ البقرة : 22.


(175)
العين بمعنى الند فلم يشاهد اقترانه بكلمة الضرب.
    ويقرب ممّا ذكرنا كلام الشيخ الطبرسي حيث يقول :
    إنّ المراد بالاَمثال الاَشباه ، أي لا تشبّهوا الله بشىء ، و المراد بالمثل الاَعلى هنا الوصف الاَعلى الذي هو كونه قديماً قادراً عالماً حياً ليس كمثله شيء.
    وقيل إنّ المراد بقوله : ( المثل الاَعلى ) : المثل المضروب بالحق ، وبقوله : ( فلا تضربوا لله الاَمثال ) : الاَمثال المضروبة بالباطل. (1)
    وفي الختام نودُّ أن نشير إلى نكتة ، وهي انّ عدّ قوله سبحانه ( للّذين لا يوَمنون بالآخرة مثل السوء ولله المثل الاَعلى وهو العزيز الحكيم ) من قبيل الاَمثال القرآنية لا يخلو من غموض ، لاَنّ الآية بصدد بيان نفي وصفه بصفات قبيحة سيئة دون وصفه بصفات عليا فأين التمثيل؟
    إلاّ أن يقال : إنّ التشبيه ينتزع من مجموع ما وصف به المشركون ، حيث شبّهوه بإنسان له حاجة ماسّة إلى الزرع والاَنعام وله بنات ونسبة مع الجن إلى غير ذلك من أمثال السوء ، فالآية بصدد ردّ هذا النوع من التمثيل ، وفي الحقيقة سلب التمثيل ، أو سوق الموَمن إلى وصفه سبحانه بالاَسماء الحسنى والصفات العليا.
    1 ـ مجمع البيان : 3/367.

(176)
النحل
27
التمثيل السابع و العشرون
    ( وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِنَ السَّماواتِ وَالاََرْضِ شَيْئاً وَلا يَسْتَطِيعُونَ * فَلا تَضْرِبُوا للهِ الاََمْثالَ إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ * ضَرَبَ الله مَثَلاً عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلى شَىْءٍ وَمن رَزَقْناهُ مِنّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرّاً وَجَهْراً هَلْ يَستَوون الحمدُ للهِ بَلْ أَكْثَرهُمْ لا يَعْلَمُون ). (1)
    تفسير الآيات
    ندّد سبحانه بعمل المشركين الذين يعبدون غير الله سبحانه ، بأنّ معبوداتهم لا تملك لهم رزقاً ولا نفعاً ولا ضراً ، فكيف يعبدونها مع أنّها أشبه بجماد لا يرجى منها الخير والشر ، وإنّما العبادة للاِله الرازق المعطى المجيب للدعوة ؟
    هذا هو المفهوم من الآية الاَُولى.
    ثمّ إنّه سبحانه يمثّل لمعبود المشركين والمعبود الحق بالتمثيل التالي :
    افرض مملوكاً لا يقدر على شيء ولا يملك شيئاً حتى نفسه ، فهو بتمام معنى الكلمة مظهر الفقر والحاجة ، ومالكاً يملك الرزق ويقدر على التصرف فيه ، فيتصرف في ماله كيف شاء وينعم كيف شاء. فهل هذان متساويان ؟ كلاّ.
    1 ـ النحل : 73 ـ 75.

(177)
وعلى ضوء ذلك تمثّل معبوداتهم الكاذبة مثل العبد الرق المملوك غير المالك لشىء ، ومثله سبحانه كمثل المالك للنعمة الباذل لها المتصرف فيها كيف شاء.
    وذلك لاَنّ صفة الوجود الاِمكاني ـ أي ما سوى الل هـ نفس الفقر والحاجة لا يملك شيئاً ولا يستطيع على شيء.
    وأمّا الله سبحانه فهو المحمود بكلّ حمد والمنعم لكلّ شيء ، فهو المالك للخلق والرزق والرحمة والمغفرة والاِحسان والاِنعام ، فله كلّ ثناء جميل ، فهو الربّ ودونه هو المربوب ، فأيّهما يصلح للخضوع والعبادة؟
    ويدل على ما ذكرنا انّه سبحانه حصر الحمد لنفسه ، وقال : الحمد لله أي لا لغيره ، فالحمد والثناء ليس إلاّ لله سبحانه ، و مع ذلك نرى صحة حمد الآخرين بأفعالهم المحمودة الاختيارية ، فنحمد المعطي بعطائه والمعلم لتعليمه والوالد لما يقوم به في تربية أولاده.
    وكيفية الجمع انّ حمد هوَلاء تحميد مجازى ، لاَنّ ما بذله المنعم أو المعلم أو الوالد لم يكن مالكاً له ، وإنّما يملكه سبحانه فهو أقدرهم على هذه الاَعمال ، فحمد هوَلاء يرجع إلى حمده وثنائه سبحانه ، ولذلك صح أن نقول : إنّ الحمد منحصر بالله لا بغيره.ولذلك يقول سبحانه في تلك الآية : ( وَالحَمْدُ للهِ بَلْ أَكْثَرهُمْ لا يَعْلَمُون ) أي الشكر لله على نعمه ، يقول الطبرسي : وفيه إشارة إلى أنّ النعم كلّها منه. (1)
    1 ـ مجمع البيان : 3/375.

(178)
النحل
28
التمثيل الثامن والعشرون
    ( وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أحَدُهُما أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلى شَىءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاَهُ أَينَمَا يُوَجّههُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالعَدْلِ وَهُوَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقيم ). (1)
    تفسير الآية
    كان التمثيل السابق يبيّن موقف الآلهة الكاذبة بالنسبة إلى العبادة والخضوع وموقفه تبارك و تعالى حيالها ، ولكن هذا التمثيل جاء لبيان موقف عبدة الاَصنام والمشركين وموقف الموَمنين والصادقين ، فيشبّه الاَوّل بالعبد الاَبكم الذي لا يقدر على شيء ، ويشبّه الآخر بإنسان حرّ يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم.
    نفترض عبداً رِقاً له هذه الصفات :
    أ : أبكم لا ينطق وبالطبع لا يسمع لما في الملازمة بين البكم وعدم السماع ، بل الاَوّل نتيجة الثاني ، فإذا عطل جهاز السمع يسري العطل إلى اللسان أيضاً ، لاَنّه إذا فقد السمع فليس بمقدوره أن يتعلم اللغة.
    ب : عاجز لا يقدر على شيء ، ولو قلنا بإطلاق هذا القيد فهو أيضاً لا
    1 ـ النحل : 76.

(179)
يبصر ، إذ لو أبصر لا يصح في حقّه انّه لا يقدر على شيء.
    ج : ( كَلّ على مولاه ) : أي ثقل ووبال على وليّه الذي يتولّى أمره.
    د : ( أَينما يُوجّهه لا يَأْتِ بِخَير ) لعدم استطاعته أن يجلب الخير ، فلا ينفع مولاه ، فلو أرسل إلى أمر لا يرجع بخير.
    فهذا الرق الفاقد لكلّ كمال لا يرجى نفعه ولا يرجع بخير.
    وهناك إنسان حرٌّ له الوصفان التاليان :
    أ : يأمر بالعدل.
    ب : وهو على صراط مستقيم.
    أمّا الاَوّل ، فهو حاك عن كونه ذا لسان ناطق ، وإرادة قوية ، وشهامة عالية يريد إصلاح المجتمع ، فمثل هذا يكون مجمعاً لصفات عليا ، فليس هو أبكمَ ولا جباناً ولا ضعيفاً ولا غير مدرك لما يصلح الاَُمة والمجتمع. فلو كان يأمر بالعدل فهو لعلمه به فيكون معتدلاً في حياته وعبادته ومعاشرته التي هي رمز الحياة.
    وأمّا الثاني : أي كونه على صراط مستقيم ، أي يتمتع بسيرة صالحة ودين قويم.
    فهذا المثل يبيّن موقف الموَمن والكافر من الهداية الاِلهية ، وقد أشار سبحانه إلى مغزى هذا التمثيل في آية أُخرى ، وقال : ( أَفَمَنْ يَهْدِي إِلى الحَقِّ أحَقُّ أن يُتَّبَعَ أَمَّن لا يَهِدِّي إلاّ أن يُهَدى فَما لكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُون ). (1)
    هذا التفسير مبني على أنّ التمثيل بصدد بيان موقف الكافر والموَمن غير انّ هناك احتمالاً آخر ، وهو انّ التمثيل تأكيد للتمثيل السابق وهو تبيين موقف الآلهة الكاذبة و الاِله الحق.
    1 ـ يونس : 35.

(180)
النحل
29
التمثيل التاسع والعشرون
    ( وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الاََ يْمَانَ بَعْدَ تَوكِيدِها وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ ما تَفْعَلُون * وَلا تَكُونُوا كالّتي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوةٍ أَنكاثاً تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمّةٌ هِي أَرْبى مِنْ أُمّةٍ إِنَّما يَبْلُوكُمُ اللهُ بِهِ وَلَيُبَيّننَّ لَكُمْ يَوْمَ القِيامَةِ ما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُون ). (1)
    تفسير الآيات
    التوكيد : التشديد ، يقال أوكدها عقدك ، أي شدّك ، وهي لغة أهل الحجاز و « الاَنكاث » : الاَنقاض ، وكلّ شيء نقض بعد الفتح ، فقد انكاث حبلاً كان أو غزلاً.
    و « الدخل » ما أُدخل في الشيء على فساد ، وربما يطلق على الخديعة ، وإنّمااستعمل لفظ الدخل في نقض العهد ، لاَنّه داخل القلب على ترك البقاء ، وقد نقل عن أبي عبيدة ، انّه قال : كلّ أمر لم يكن صحيحاً فهو دخل ، وكلّ ما دخله عيب فهو مدخول.
    هذا ما يرجع إلى تفسير لغات الآية وجملها.
    1 ـ النحل : 91 ـ 92.
مفاهيم القرآن ـ جلد التاسع ::: فهرس