ب. الحلف بالكواكب.
ج. الحلف بالنجم
د. الحلف بمواقع النجوم
ه ـ. الحلف بالأرض
و. الحلف بالقمر
ز. الحلف بالخنس الجوار
ح. الحلف بالطارق
13. الحلف بالظواهر الجوية ، وفيه أربعة فصول :
أ. الحلف بالسماء
ب. الحلف بالذاريات
ج. الحلف بالحاملات
د. الحلف بالجاريات
ج : أن نتناولها حسب السور القرآنية ، فنفسر ما ورد من الأقسام في سورة
الشمس مرة واحدة ، أو نفسر ما ورد في سورة الفجر أو البلد في مكان واحد ،
وعلى ذلك يجب عقد عدة فصول حسب عدد السور التي ورد فيها الحلف.
وقد سلك ابن قيم الجوزية ( المتوفّى 751 هـ ) هذا المنهج ، فراح يبحث عن
أقسام القرآن حسب السور.
فابتدأ بتفسير الأقسام الواردة بالنحو التالي :
1. القيامة ، 2. الشمس ، 3. الفجر ، 4. البلد ، 5. التين ، 6. الليل ، 7. الضح ـ ى ، 8.
(24)
العاديات ، 9. العصر ، 10. الب ـ روج ، 11. الطارق ، 12. الانشقاق ، 13. التكوير ، 14.
النازعات ، 15. المرسلات ، 16. القيامة ، 17. المدثر ، 18. الحاقة ، 19. المعارج ، 20.
القلم ، 21. الواقعة ، 22. النجم ، 23. الطور ، 24. الذاريات ، 25. ق ، 26. يس ، 27.
الصافات ، 28. الحجر ، 29. النساء.
فقد عقد 29 فصلاً حسب عدد السور التي ورد فيها الأقسام ، وهذا المنهج لا
يخلو من مناقشة ، لأنّه سبحانه ربما حلف بالرب في سور مختلفة ، فلو كان محور
البحث هو السور يلزم عليه تكرار البحث حسب تعدد وروده في السور المختلفة ،
وهذا بخلاف ما إذا جمع الآيات التي حلف فيها القرآن بربوبيته ، ويبحث فيها
دفعة واحدة ، فهذا النوع من البحث يكون خالياً عن التكرار والتطويل.
مضافاً إلى أنّه لم يراع ترتيب السور حتى فيما اختاره من ذكر السور
القصيرة متقدمة على السور الطويلة.
والعجب أنّه بحث عن الحلف الوارد في سورة القيامة مرّتين. (1) د : وهناك منهج رابع سلكه ولدنا الروحاني الشهيد الشيخ أبو القاسم
الرزاقي ( قدس اللّه سره ) فقد أفرد لكلّ قَسَمٍ فصلاً خاصاً.
ويوَخذ على هذا المنهج أنّه سبحانه حلف في بعض السور بموضوعات
مختلفة ، كسورة الشمس حيث حلف فيها بالشمس والقمر وفي الوقت نفسه
بالنفس الاِنسانية وجعل للجميع جواباً واحداً.
وبما انّمن البحوث المهمة في أقسام القرآن هو بيان الصلة بين المقسم به
1 ـ تارة في ص 35 من كتابه المعروف « التبيان في أقسام القرآن » تحت عنوانفصل
« القسم في سورة القيامة » ، وأُخرى بنفس العنوان في ص 147 ، فلاحظ.
(25)
والمقسم عليه ، فعلى ذلك المنهج يجب أن يتكرر البحث في أكثر الفصول بالنسبة
إلى أُمور حلف بها سبحانه مرّة واحدة وذلك كالشمس و القمر والنفس الاِنسانية ،
وهذا مستلزم للاِطناب.
ومن أجل أن نتلافى هذه المشكلة ، نقول :
إنّ أقسام القرآن على قسمين :
الأوّل : ما نطلق عليه الحلف المفرد ، والمراد منه ما إذا حلف سبحانه بشيء
مفرد و لم يضم إليه حلفاً آخر ، سواء تكرر في سور أُخرى أو لا ، مثلاً : حلف بعمر
النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وحياته مرة واحدة ولم يقرن به حلفاً آخر ،
بخلاف لفظ الرب فقد حلف به مفرداً ولكنّه تكرر في بعض السور.
الثاني : ما نطلق عليه الحلف المتعدد ، والمراد منه ما إذا حلف سبحانه بأُمور
مختلفة جمعها في آية واحدة أو آيتين ، وجعل للجميع جواباً واحداً ، كالحلف
بالشمس والقمر إلى أن يصل إلى النفس الاِنسانية.
فنعقد لكلّ حلف مفرد فصلاً على حدة ، سواء تكرر بهذا النحو في سور
أُخرى أو لا ، مراعين في ذلك الأفضل فالأفضل فنقدم الحلف باللّه والرب على
حياة النبي وعمره وهو على الملائكة.
وأمّا الحلف المتعدد فنعقد لكلّ سورة تضم ذلك الحلف فصلاً ، كما عقدنا
لسورة الشمس فصلاً ، ولسورة الليل فصلاً آخر ، وإن تكرر فيه المحلوف فيه أعني
الليل ، و بذلك يمتاز هذا المنهج عن سائر المناهج المذكورة ، ويجمع كافة
محاسنها ، ويصان عن الموَاخذات التي ربما تطرح على المنهجين الأخيرين.
وأخذنا بتقسيم الكتاب إلى قسمين وخصصنا القسم الأوّل بالأحلاف
المفردة ، والثاني بالأحلاف المتعددة ، وإليك إجمال فصول القسمين :
(26)
القسم الأوّل ، وفيه فصول :
الفصل الأوّل : القسم بلفظ الجلالة.
الفصل الثاني : القسم بالربِّ.
الفصل الثالث : القسم بعمر النبي.
الفصل الرابع : القسم بالقرآن الكريم.
الفصل الخامس : القسم بالعصر.
الفصل السادس : القسم بالنجم.
الفصل السابع : القسم بمواقع النجوم.
الفصل الثامن : القسم بالسماء ذات الحبك.
القسم الثاني ، وفيه فصول :
الفصل الأوّل : القسم في سورة الصافات
الفصل الثاني : القسم في سورة الذاريات.
الفصل الثالث : القسم في سورة الطور.
الفصل الرابع : القسم في سورة القلم.
الفصل الخامس : القسم في سورة الحاقة.
الفصل السادس : القسم في سورة المدثر.
الفصل السابع : القسم في سورة القيامة.
الفصل الثامن : القسم في سورة المرسلات.
(27)
الفصل التاسع : القسم في سورة النازعات.
الفصل العاشر : القسم في سورة التكوير.
الفصل الحادي عشر : القسم في سورة الانشقاق.
الفصل الثاني عشر : القسم في سورة البروج.
الفصل الثالث عشر : القسم في سورة الطارق.
الفصل الرابع عشر : القسم في سورة الفجر.
الفصل الخامس عشر : القسم في سورة البلد.
الفصل السادس عشر : القسم في سورة الشمس.
الفصل السابع عشر : القسم في سورة الليل.
الفصل الثامن عشر : القسم في سورة الضحى.
الفصل التاسع عشر : القسم في سورة التين.
الفصل العشرون : القسم في سورة العاديات.
حلف سبحانه تبارك و تعالى بلفظ الجلالة مرّتين ضمن آيتين من سورة
النحل ، وهو أعظم قسم ورد في القرآن الكريم.
قال سبحانه :
أ : ( وَيَجْعَلُونَ لما لا يَعْلَمُونَ نَصيباً مِمّا رَزَقْناهُمْ تَاللّهِ لَتُسْئَلُنَّ عَمّا كُنْتُمْ
تَفْتَرُون ). (1) ب : ( تَاللّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَزيَّنَ لَهُمُ الشَّيطانُ أَعْمالُهُمْ فَهُوَ
وَليُّهُمُ الْيَومَ وَلَهُمْ عَذابٌ أَليمٌ ). (2) تفسير الآية الأُولى
دلّت الآية الأُولى على جهل المشركين ، حيث كانوا يجعلون نصيباً مما
رزقوا للأصنام التي لا تضر ولا تنفع ويتقربون بذلك إليهم ، وقال سبحانه :
( وَيَجْعَلُونَ لما لا يَعْلَمونَ نَصيباً مِمّا رَزَقْناهُمْ تَاللّهِ لتسئلنَّ عَمّا كُنْتُمْ تفتَرون ).
1 ـ النحل : 56. 2 ـ النحل : 63.
(30)
وقد حكى سبحانه عملهم هذا في سورة الأنعام ، وقال : ( وَجَعَلُوا للّهِ مِمّا
ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالأَنْعامِ نَصِيباً فَقالُوا هذا للّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهذا لِشُرَكائِنا فَما كانَ
لِشُرَكائِهِمْ فَلا يَصِلُ إِلى اللّهِ وَما كانَ للّهِ فَهُو يَصِلُ إِلى شُركائِهِمْ ساءَ ما يَحْكُمُون ).
(1)
فالكفار لأجل جهلهم بمبدأ الفيض كانوا يتقرّبون إلى الآلهة الكاذبة ـ أعني :
الأصنام والأوثان ـ بتخصيص شيء مما رزقوا لها ، مع أنّه سبحانه هو الأولى
بالتقرّب لا غير ، لأنّه مبدأ الفيض و ما سواه ممكن محتاج في وجوده وفعله ،
فكيف يتقربون إليه؟!
والعجب أنّهم يجعلون نصيباً للّه ونصيباً لشركائه ، فما كان للّه فهو يصل إلى
شركائهم ، وما كان لشركائهم لا يصل إلى اللّه سبحانه ، وقد حكاه سبحانه في سورة
الأنعام ، وقال : ( وَجَعَلُوا للّهِ مِمّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالأَنْعامِ نَصِيباً فَقالُوا هذا للّهِ
بِزَعْمِهِمْ وَهذا لِشُرَكائِنا فَما كانَ لِشُرَكائِهِمْ فَلا يَصِلُ إِلى اللّهِ وَما كانَ للّه فَهُو
يَصِلُ إِلى شُركائِهِمْ ساءَما يَحْكُمُون ). (2) وحاصل الآية : أنّهم كانوا يجعلون من الزرع والمواشي حظاً للّه وحظاً
للأوثان ، وقد أسماها سبحانه ( شركائهم ) ، لأنّهم جعلوا الأوثان شركاءهم ، حيث
جعلوا لها نصيباً من أموالهم ينفقونه عليها فشاركوها في نعمهم.
وقد ذكر المفسرون في تفسير قوله تعالى ( فَما كانَ لِشُرَكائِهِمْ فَلا يَصِلُ إِلى
اللّهِ وَما كانَ للّه فَهُو يَصِلُ إِلى شُركائِهِم ) وجوهاً : (3) أوّلها : انّهم كانوا يزرعون للّه زرعاً وللأصنام زرعاً ، فكان إذا زكا الزرع الذي
1 ـ الأنعام : 136. 2 ـ الأنعام : 136. 3 ـ لاحظ مجمع البيان : 2/370.