مختصر البصائر ::: 301 ـ 315
(301)
    [ 316/5 ] وأخبرنا جماعة منهم السيدان المرتضى والمجتبى ابنا الداعي الحسني ، والاستاذان أبو القاسم وأبو جعفر ابنا كميح ، عن الشيخ أبي عبدالله جعـفر بن محمّد بن العباس ، عن أبيه ، عن محمّد بن علي بن الحسين بن موسى ، عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن علي بن محمّد بن سعد ، عن حمدان (1) بن سليمان النيسابوري ، عن عبدالله بن محمّد اليماني ، عن منيع بن الحجاج ، عن الحسين بن علوان ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : « إنّ الله تعالى فضّل اُولي العزم من الرسل بالعلم على الأنبياء ( عليهم السلام ) ، ( وفضّل محمّداً ( صلى الله عليه وآله ) عليهم ) (2) ، وورّثنا علمهم وفضّلنا عليهم في فضلهم ، وعُلّم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ما لا يُعلّمون ، وعُلِّمنا علم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فرويناه لشيعتنا ، فمن قبله منهم فهو أفضلهم ، وأينما نكون فشيعتنا معنا ».
    وقال ( عليه السلام ) : « تمصّون الرواضع ، وتدعون النهر العظيم » فقيل : ما تعني بذلك ؟ قال : « إنّ الله تعالى أوحى إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) علم النبيين بأسره ، وعلّمه الله تعالى ما لم يعلّمهم ، فأسرّ ذلك كلّه إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) » قيل : فيكون علي ( عليه السلام ) أعلم أم بعض الأنبياء ؟ فقال : « إنّ الله يفتح مسامع من يشاء ، أقول : إنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حوى علم جميع النبيّين ، وعلّمه الله ما لم يعلّمهم وأنّه جعل ذلك كلّه عند عليّ ( عليه السلام ) فتقول : عليّ ( عليه السلام ) أعلم أم بعض الأنبياء ؟! » ثم تلا قوله تعالى ( قال الذي عنده علم
1 ـ في نسخة « س » : حمران ، وما في المتن هو الصحيح ، وهو ثقة ، من وجوه أصحابنا ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الرضا والهادي والعسكري ( عليهم السلام ) ، وفيمن لم يرو عنهم ( عليهم السلام ).
انظر رجال النجاشي : 138/357 ، رجال الطوسي : 374/30 و414/24 و430/4 و472/58 ، رجال العلامة : 133/356.
2 ـ ما بين القوسين لم يرد في المصدر.


(302)
من الكتاب ) (1) ـ ثمّ فرّق بين أصابعه ووضعها على صدره ـ وقال : « وعندنا والله علم الكتاب كلّه » (2).
    [ 317/6 ] أخبرنا السيد أبو البركات محمّد بن إسماعيل المشهدي (3) ، عن جعفر الدوريستي ، عن الشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان أبي عبدالله الحارثي ، عن محمّد بن علي بن الحسين بن موسى ، أخبرنا أبي عن سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن الحسين ، عن أحمد بن محمّد بن أبي بشير (4) ، عن ( كثير بن أبي عمر أنّ الباقر ( عليه السلام ) ) (5) قال : « لقد سأل موسى ( عليه السلام ) العالم مسألة لم يكن عنده جواب (6) ، ولو كنت شاهدهما لأخبرت كلّ واحد منهما بجوابه ، ولسألتهما مسألة لم يكن عندهما فيها جواب » (7).
    [ 318/7 ] قال سعد : وأخبرنا محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن معمّر بن
1 ـ النمل 27 : 40.
2 ـ الخرائج والجرائح 2 : 796/6 ، ونقله المجلسي في البحار 2 : 205/92 إلى قوله : فشيعتنا معنا.
3 ـ السيد أبو البركات : وهو فقيه ، محدّث ، ثقة ، وهو استاذ الشيخ منتجب الدين صاحب الفهرست ، قرأ على الشيخ الموفق أبي جعفر الطوسي والشيخ ابن البرّاج ، ويروي عن جعفر بن محمّد الدوريستي وأبي الحسن علي بن عبدالصمد التميمي.
انظر فهرست منتجب الدين : 44/74 و163/387 ، الثقات العيون في سادس القرون : 250 ، أعيان الشيعة 9 : 122.
4 ـ في المصدر : بشر.
5 ـ في المصدر : كثير بن أبي عمران ، عن الباقر ( عليه السلام ).
6 ـ في المصدر : جوابها.
7 ـ الخرائج والجرائح 2 : 797/7 ، وعنه في البحار 26 : 195/ ذيل حديث 4.


(303)
عمرو (1) ، عن عبدالله بن الوليد السمّان (2) ، قال : قال الباقر ( عليه السلام ) : « يا عبدالله ما تقول في علي وموسى وعيسى صلوات الله عليهم ؟ » قلت : وما عسى أن أقول فيهم ؟ قال ( عليه السلام ) : « والله علي أعلم منهما » ثمّ قال : « ألستم تقولون : إنّ لعليّ صلوات الله عليه ما لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من العلم ؟ » قلنا (3) : نعم ، والناس ينكرون ، قال : « فخاصمهم فيه بقوله تعالى لموسى ( عليه السلام ) ( وكتبنا له في الألواح من كل شيء ) (4) ( فاُعلمنا (5) أنّه لم يكتب له الشيء كلّه ، وقال لعيسى ( عليه السلام ) ( ولأبيّن لكم بعض الذي تختلفون فيه ) (6) ) (7) فاُعلمنا (8) أنّه لم يبيّن الأمر كلّه ، وقال لمحمّد ( صلى الله عليه وآله ) ( وجئنا بك على هؤلاء شهيداً ) (9) ( ونزّلنا عليك الكتاب تبياناً لكلّ شيء ) (10) قال : فسئل عن قوله تعالى ( قل كفى بالله شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب ) (11) قال : « والله إيّانا عنى ، وعلي ( عليه السلام ) أوّلنا ، وأفضلنا ، وأَخْيَرُنَا بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ».
1 ـ في المصدر : محمّد بن عمرو.
2 ـ عبدالله بن الوليد السمّان : النخعي ، مولى ، كوفي ، روى عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) وأبي عبدالله ( عليه السلام ) ، ثقة ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ). اُنظر رجال النجاشي : 221/577 ، رجال البرقي : 22.
3 ـ في المصدر : قلت.
4 ـ الأعراف 7 : 145.
5 و 10 ـ في المصدر : فعلمنا.
6 ـ الزخرف 43 : 63.
7 ـ ما بين القوسين لم يرد في نسخة « س ».
8 ـ النساء 4 : 41.
9 ـ النحل 16 : 89.
11 ـ الرعد 13 : 43.


(304)
    وقال : « إنّ العلم الذي نزل مع آدم ( عليه السلام ) على حاله عندنا ، وليس يمضي منّا عالم إلاّ خلّف من يعلم علمه ، والعلم نتوارث به » (1).
    فإذا كان ذلك كذلك ، فكلّ حديث رواه أصحابنا ، ودوّنوه مشايخنا في معجزاتهم ودلائلهم ، لا يستحيل في مقدورات الله أن يفعله ، تأييداً لهم ولطفاً للخلق ، فإنّه لا يطرح بل يتلّقى بالقبول.
    [ 319/8 ] وروي عن عبّاد بن سليمان ، عن أبيه (2) ، عن عيثم بن أسلم ، عن معاوية بن عمّار الدهني (3) ، قال : دخل أبو بكر على علي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فقال له : إنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لم يحدّث إلينا في أمرك شيئاً بعد أيام الولاية بالغدير ، وأنا أشهد أنّك مولاي مقرّ لك بذلك ، وقد سلّمت عليك على عهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بإمرة المؤمنين.
    وأخبرنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنّك وصيّه ووارثه وخليفته في أهله ونسائه ، وأنّك وارثه ، وميراثه قد صار إليك ، ولم يخبرنا أنّك خليفته في اُمّته من بعده ، ولا جرم لي فيما بيني وبينك ، ولا ذنب لنا فيما بيننا وبين الله تعالى.
    فقال له علي ( عليه السلام ) : « إن أريتك رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتى يخبرك بأنّي أولى بالأمر الذي أنت فيه منك ، وإنّك إن لم تعزل نفسك عنه فقد خالفت الله ورسوله ( صلى الله عليه وآله ) » فقال : إن أريتنيه حتى يخبرني ببعض هذا اكتفيت به ، فقال ( عليه السلام ) : « فتلقّاني (4) إذا
1 ـ الخرائج والجرائح 2 : 798/8 ، وعنه في البحار 26 : 198/10.
2 ـ في الاختصاص : عبّاد بن سليمان ، عن محمّد بن سليمان ، عن أبيه ، ونقله المجلسي عن المختصر والاختصاص من دون ذكر محمّد بن سليمان ، وكذلك بصائر الصفّار.
3 ـ في الاختصاص زيادة : عن أبي عبدالله ( عليه السلام ).
4 ـ في نسخة « س » : فتلتقي بي ، وفي « ض » : فنلتقي.


(305)
صلّيت المغرب حتى اُريكه » قال : فرجع إليه بعد المغرب ، فأخذ بيده وأخرجه إلى مسجد قبا ، فإذا هو برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) جالس في القبلة ، فقال له : « يا فلان وَثَبْتَ على مولاك علي ( عليه السلام ) وجلست مجلسه ، وهو مجلس النبوّة ، لا يستحقّه غيره ، لأنّه وصييّ وخليفتي ، فنبذت أمري وخالفت ما قلته لك ، وتعرّضت لسخط الله وسخطي ، فانزع هذه السربال (1) الذي تسربلته بغير حقّ ، ولا أنت من أهله ، وإلاّ فموعدك النار ».
    قال : فخرج مذعوراً (2) ليسلّم الأمر إليه ، وانطلق أمير المؤمنين صلوات الله عليه فحدّث سلمان بما كان وما جرى ، فقال له سلمان : ليُبدينّ هذا الحديث لصاحبه وليخبرنّه بالخبر ، فضحك أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وقال : « أما إنّه سيخبره وليمنعنّه إن همّ بأن يفعل ، ثمّ قال : لا والله لا يذكران ذلك أبداً حتى يموتا ».
    قال : فلقى صاحبه فحدّثه بالحديث كلّه ، فقال له : ما أضعف رأيك وأخور (3) عقلك (4) ، أما تعلم أنّ ذلك من بعض سحر ابن أبي كبشة (5) ، أنسيت سحر بني هاشم ،
1 ـ السربال : القميص والدرع ، وكلّ ما لُبس فهو سربال ، وكنّي به عن الخلافة. لسان العرب 11 : 335 ـ سربل.
2 ـ الذُعر : الخوف والفزع. انظر العين ح2 : 663 ، القاموس المحيط 2 : 34 ـ ذعر.
3 ـ الخَوَر : الضعف. لسان العرب 4 : 262. خور.
4 ـ في نسخة « س » : قلبك.
5 ـ ابن أبي كبشة : رجل من خزاعة خالف قريشاً في عبادة الأوثان وعبد الشعرى العبور ، فسمّى المشركون سيّدنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ابن أبي كبشة لخلافه إيّاهم إلى عبادة الله تعالى ، تشبيهاً به ، كما خالفهم أبو كبشة إلى عبادة الشعرى ، وقال آخرون : أبو كبشة كنية وهب بن عبدمناف جدّ سيدنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من قبل اُمّه فنسب إليه لأنّه كان نزع إليه في الشبه.
وقيل : إنّما قيل له ابن أبي كبشة لأنّ أبا كبشة كان زوج المرأة التي أرضعته ( صلى الله عليه وآله ). اُنظر لسان العرب 6 : 338 ـ كبش.


(306)
فأقِم على ما أنت عليه (1).
    [ 320/9 ] وعن الباقر ، عن أبيه ( عليهما السلام ) أنّه قال : « صار جماعة من الناس بعد موت الحسن ( عليه السلام ) إلى الحسين ( عليه السلام ) ، فقالـوا : يابن رسول الله ما عندك من أعاجيب أبيك التي كان يريناها ؟ فقال : هـل تعرفـون أبي ؟ قالوا : كلّنا نعرفه ، فرفع لهم ستراً كان على باب بيت ، ثمّ قال : انظروا في البيت ، فنظرنا فإذا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فقلنا : هذا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ونشهد أنّك خليفة الله حقّاً وأنّك ولده » (2).
    [ 321/10 ] ورُوي أنّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال للحارث الهمداني (3) :
« يا حار همدان من يمت يرني من مؤمن أو منافق قُبلا » (4)

1 ـ الخرائج والجرائح 2 : 807/16 ، وأورده الصفّار في بصائر الدرجات : 278/14 والمفيد في الاختصاص : 272 باختلاف في اللفظ.
2 ـ الخرائج والجرائح 2 : 811/20 ، وعنه في الايقاظ من الهجعة : 219/20.
3 ـ الحارث الهمداني : هو الحارث الأعور بن عبدالله بن كعب بن أسد بن خالد بن ... بن همدان ، عدّه البرقي من أولياء الإمام علي ( عليه السلام ) وعدّه الشيخ من أصحاب الإمام علي والحسن المجتبى ( عليهما السلام ) ، وقال اليافعي في حوادث سنة 65 للهجرة : وفيها توفّي الحارث ... الفقيه صاحب علي [ ( عليه السلام ) ]. وعليه اتفقت أكثر الآراء.
انظر طبقات ابن سعد 6 : 168 ، مرآة الجنان 1 : 114 ، رجال البرقي : 4 ، رجال الطوسي : 38/4 و67/3.
4 ـ قال السيد محسن الأمين في أعيان الشيعة 4 : 370 : وتوهم ابن أبي الحديد أنّ هذا الشعر منسوب إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وهذا التوهم نشأ من النظر إلى قوله ( عليه السلام ) : يا حار همدان ، فظنّ أنّ المروي عنه أنّه قال ذلك هو أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لأنّه لم يطّلع على البيت الأول.
وفي الديوان المنسوب إليه ( عليه السلام ) ذكر هذه الأبيات وذكر البيت الأول في آخرها ، ولم يتفطّن جامعه إلى هذا البيت يدلّ على أنّ كلّ الأبيات ليست له ( عليه السلام ) سواء ذكر في أولها أم آخرها ، ونقل صاحب مجالس المؤمنين هذه الأبيات عن الديوان ناسباً لها إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ولم يتفطّن إلى أنّ البيت الأخير يدلّ على أنّها ليست له ( عليه السلام ).
والصحيح أنّه لم يخاطبه بها بل بمضمونها وأنّها للسيد الحميري انتهى.
ويؤيد هذا قول القندوزي في الينابيع : هذا النظم ليس لحضرته ( عليه السلام ) ، وإنّما هو للسيد الحميري ( رحمه الله ) نظم كلامه ( عليه السلام ).
وإليك المصادر التي نسبت الأبيات للسيد الحميري ( رحمه الله ) : أمالي الطوسي : 627 ، وأمالي المفيد : 7 ، ينابيع المودة 1 : 213 ، بشارة المصطفى : 5 ، الفصول المهمة للحر العاملي 1 : 315 ، وموجودة أيضاً في ديوان السيد الحميري : 127.
وأمّا المصادر التي نسبت الأبيات للإمام علي ( عليه السلام ) فهي : الغارات 2 : 720 ، المحتضر للمصنّف : 1 ، شرح نهج البلاغة 1 : 299 ، البيهقي في أنوار العقول من أشعار وصي الرسول : 325 ، ديوان الإمام علي ( عليه السلام ) : 125.
وأورد السيد الأمين قصيدة السيد الحميري في ترجمته في الأعيان ج 3 : 426.
قول علي لحارث عجب يا حار همدان من يمت يرنى يعرفني طرفه وأعرفه وأنت على الصراط تعرفني اسقيك من بارد على ظمأ أقول للنار حين توقف للعر ذريه لا تقربيه إنّ له هذا لنا شيعة وشيعتنا كم ثم اعجوبة له جملا من مؤمن أو منافق قبلا بعينه واسمه وما فعلا فلا تخف عثرة ولا زللا تخاله في الحلاوة العسلا ض على جسرها ذري الرجلا حبلاً بحبل الوصي متصلا أعطاني الله فيهم الأملا

(307)
    وهذا الكلام منه ( عليه السلام ) عامّ يتناول حياته والحال الذي بعد وفاته (1).
1 ـ الخرائج والجرائح 2 : 812/ ذيل حديث 21.

(308)
    [ 322/11 ] وعن محمّد بن الحسن الصفّار أخبرنا الحسن بن علي ، عن العباس بن عامر ، عن أبان ، عن بشير النبال ، عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) قال : « كنت خلف أبي ( عليه السلام ) وهو على بغلته ، فنظرت (1) فإذا رجل في عنقه سلسلة ورجل يتبعه ، فقال لأبي ( عليه السلام ) : يا علي بن الحسين اسقني ، فقال الرجل الذي خلفه ـ وكأنّه موكّل به ـ : لا تسقه لا سقاه الله ، فإذا هو معاوية لعنه الله » (2).
    [ 323/12 ] روى أبو الصخر ، عن أبيه ، عن جدّه أنّه كان مع الباقر ( عليه السلام ) بمنى وهو يرمي الجمار ، فرمى وبقي في يده خمس حصيات ، فرمى باثنتين في ناحية من الجمرة ، وبثلاث في ناحية منها ، فقال له جدّي : جعلني الله فداك لقد رأيتك صنعت شيئاً ما صنعه أحد ، إنّك رميت بحصياتك في العقبات ، ثمّ رميت بعد ذلك يمنة ويسرة ، فقال : « نعم يابن العم ، إذا كان في كلّ موسم يُخرِج الله الفاسقَين الناكثَين غضَّين طريّين فيصلبان هاهنا ، لا يراهما أحد إلاّ الإمام ، فرميت الأوّل ثنتين ، والثاني ثلاث لأنّه أكفر وأظهر لعداوتنا ، والأوّل أدهى وأمر » (3).
    [ 324/13 ] وعن الصفّار ، عن محمّد بن عيسى ، عن إبراهيم بن أبي البلاد ، عن عبيد بن عبدالرحمن الخثعمي ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : « خرجت مع أبي ( عليه السلام ) إلى بعض أمواله فلمّا صرنا في الصحراء استقبله شيخ ، فنزل إليه أبي وسلّم عليه ، فجعلت أسمعه وهو يقول له : جعلت فداك ، ثمّ تساءلا طويلاً ، ثم ودّعه أبي وقام الشيخ
1 ـ في نسخة « س » والخرائج والبصائر : فنفرت.
2 ـ الخرائج والجرائح 2 : 813/22 ، بصائر الدرجات : 284/1 ، اختصاص المفيد : 275 ، وأورده المصنف في المحتضر : 13 ، ومثله في مناقب ابن شهرآشوب 4 : 157.
3 ـ الخرائج والجرائح 2 : 816/ ذيل حديث 25 ، وأورده الصفّار في البصائر : 286/ ذيل حديث 8 ، والمفيد في الاختصاص : 277 ، باختلاف.


(309)
وانصرف ، وأبي ينظر (1) إليه حتى غاب شخصه عنّا ، فقلت لأبي : من هذا الشيخ الذي سمعتك تعظّمه في مسألتك ؟ فقال : يا بني هذا جدّك الحسين ( عليه السلام ) » (2).
    [ 325/14 ] وعن الصفّار ، عن علي بن الحسن بن فضال ، عن أبيه ، عن العلاء بن يحيى المكفوف ، عن أبيه (3) ، عن محمّد بن أبي زياد (4) ، عن عطية الأبزاري (5) أنّه قال : « طاف رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بالكعبة ، فإذا آدم ( عليه السلام ) بحذاء الركن اليماني فسلّم عليه ، ثمّ انتهى إلى الحجر فإذا نوح ( عليه السلام ) بحذائه ـ وهو رجل طويل ـ فسلّم عليه » (6).
    [ 326/15 ] وعن الصفّار ، عن أحمد بن الحسين ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن يزيد ، عن إسماعيل بن عبدالعزيز ، عن أبان ، عن أبي بصير ، عن الصادق ( عليه السلام ) ، قال : قلت له : ما فضلنا على من خالفكم (7) ، فوالله إني لأرى الرجل
1 ـ في نسختي « س وض » : وأنا أنظر ، وفي حاشية نسخة « س » : وإنّا ننظر.
2 ـ الخرائج والجرائح 2 : 819/30 ، وأورده المصنّف في المحتضر : 12 ـ 13 ، ونحوه في بصائر الدرجات : 282/18 ، وفيه عن أبي إبراهيم ( عليه السلام ).
3 ـ « عن أبيه » لم ترد في الخرائج والبصائر والمحتضر.
4 ـ في الخرائج : عمر بن أبي زياد ، وقد أثبتوه من البصائر ، وأمّا نسخ الخرائج « ط وهـ وم » فهي مطابقة لما في المتن.
5 ـ عطية الأبزاري : عدّة الشيخ من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ). وعلى هذا المبنى يكون القول منسوباً إلى الإمام ( عليه السلام ) ، وعليه نصّصناه. رجال الطوسي : 261/620.
6 ـ الخرائج والجرائح 2 : 819/31 ، وأورده الصفّار في بصائر الدرجات : 278/13 ، والمصنّف في المحتضر : 13.
7 ـ في البصائر والخرائج : خالفنا.


(310)
منهم أرخى بالاً ، وأنعم عيشاً ، وأحسن حالاً ، وأطمع في الجنة.
    قال : فسكت عنّي حتى إذا كنّا بالأبطح من مكة ورأينا الناس يضجّون إلى الله تعالى فقال : « يا أبا محمّد هل تسمع ما أسمع ؟ » قلت : أسمع ضجيج الناس إلى الله تعالى ، قال : « ما أكثر الضجيج والعجيج وأقلّ الحجيج !! والذي بعث بالنبوة محمّداً ( صلى الله عليه وآله ) وعجّل بروحه إلى الجنّة ما يتقبّل الله إلاّ منك ومن أصحابك خاصّة » قال : ثمّ مسح يده على وجهي ، فنظرت وإذا أكثر الناس خنازير وحمير وقردة إلاّ رجل (1).
    [ 327/16 ] وعن أبي سليمان داود بن عبدالله ، عن سهل بن زياد ، عن عثمان بن عيسى ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي بصـير ، قال : قلت لأبي جعفر ( عليه السلام ) : أنا مولاك ومن شيعتك ، ضعيف ضرير ، فاضمن لي الجنة ، قال : « أولا اُعطيك علامة الأئمّة أو غيرهم ؟ » قلت : وما عليك أن تجمـعهما لي ، قال : « وتحبّ ذلك ؟ » قلت : وكيف لا اُحبّ ، فما زاد أن مسح على بصري فأبصرت جميع ( الأئمّة عنده ، ثمّ ) (2) ما في السقيفة (3) التي كان فيها جالساً.
    ثمّ قال : « يا أبا محمّد مدّ بصرك فانظر ماذا ترى بعينك ؟ » قال : فوالله ما أبصرت إلاّ كلباً أو خنزيراً أو قرداً ، قلت : ما هذا الخلق الممسوخ ؟ قال : « هذا الذي ترى هو السواد (4) الأعظم ، ولو كشف الغطاء (5) للناس ما نظر الشيعة إلى من
1 ـ الخرائج والجرائح 2 : 821/34 ، وفيه : إلاّ رجل بعد رجل ، وأورد مثله الصفّار في بصائر الدرجات : 271/ ذيل حديث 6.
2 ـ ما بين القوسين لم يرد في المصدر.
3 ـ السقيفة : خشبة عريضة طويلة ، يُلفّ عليها البواري. اُنظر لسان العرب 9 : 156 ـ سقف.
4 ـ سواد الناس : عامّتهم ، وكل عدد كثير ، الصحاح 2 : 492 ـ سود.
5 ـ لم ترد كلمة « الغطاء » في نسخة « س ».


(311)
خالفهم إلاّ في هذه الصورة ».
    ثمّ قال : « يا أبا محمّد إن أحببت تركتك على حالك هذا وحسابك على الله ، وإن أحببت ضمنت لك على الله الجنّة ، ورددتك إلى حالك الأول » قلت : لا حاجة لي في النظر إلى هذا الخلق المنكوس (1) ، ردّني ردّني إلى حالتي ، فما للجنة عوض ، فمسح يده على عينيّ فرجعت كما كنت (2).
    [ 328/17 ] وعن الصفّار ، عن محمّد بن الحسين ، عن عبد الله بن جبلة (3) ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، قال : حججت مع أبي عبدالله ( عليه السلام ) فلمّا كنّا في الطواف قلت له : يابن رسول الله يغفر الله لهذا الخلق ؟ قال : « إنّ أكثر من ترى قردة وخنازير » قلت : أرنيهم ، فتكلّم بكلمات ثمّ أمرّ يده على بصري ، فرأيتهم كما قال ، فقلت : ردّ عليّ بصري الأوّل ، فدعا فرأيتهم كما رأيتهم في المرّة الاُولى.
    ثمّ قال : « أنتم في الجنّة تحبرون (4) وبين أطباق النار تُطلبون فلا توجدون ، ثمّ
1 ـ المنكوس : المقلوب ، نكست الشيء : قلبته. الصحاح 3 : 986 ـ نكس.
2 ـ الخرائج والجرائح 2 : 821/35 ، وعنه في البحار 27 : 30/3.
3 ـ في نسخة « س » والمختصر المطبوع ص 112 : عبدالله بن جميلة ، وما في المتن هو الصحيح وهو الموافق للمصدر.
وهو عبدالله بن جبلة بن حيّان بن أبجر الكناني أبو محمّد عربي ، وكان واقفياً ، وكان فقيهاً ثقة مشهوراً ، عدّه البرقي والطوسي من أصحاب الإمام الكاظم ( عليه السلام ).
انظر رجال النجاشي : 216/563 ، رجال البرقي : 49 ، رجال الطوسي : 356/33 ، خلاصة الأقوال : 372/1474.
4 ـ تُحبرون : تكرمون وتنعّمون. لسان العرب 4 : 158 ـ حبر.


(312)
قال : والله لا يجتمع في النار منكم اثنان لا والله ولا واحد » (1).
    [ 329/18 ] وعن الصفّار ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن أحمد بن هلال ، عن ابن أبي عمير ، عن حفص بن البختري ، قال : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « إنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال لعليّ ( عليه السلام ) : « إذا أنا متّ فاستقِ لي سبع قُرَب ماء من بئر غرس (2) ، ثمّ غسّلني وكفّنّي وخذ بمجامعي ، وأجلسني واسألني عمّا شئت ، واحفظ عنّي واكتب ، فإنّك لا تسألني عن شيء إلاّ أخبرتك به.
    قال علي ( عليه السلام ) : فأنبأني بما هو كائن إلى يوم القيامة » (3).
    [ 330/19 ] وعن أبي بصير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : « كان عليّ محدَّثاً » قلت : وما آية المحـدَّث ؟ قال : « يأتـيه الملك فينكت (4) على قلبه بكَيت وكَيت » (5).
    [ 331/20 ] وقال ابن أبي يعفور لأبي عبدالله ( عليه السلام ) : إنا نقول إنّ علياً صلوات الله عليه ينكت في اُذنه أو يقذف في قلبه أو أنّه كان محدّثاً ، فلمّا أكثرت عليه ،
1 ـ الخرائج والجرائح 2 : 827/40 ، بصائر الدرجات : 270/4 ، وعنه في البحار 47 : 79/58 و68 : 118/44.
2 ـ بئر غرس : وهو بئر في قُبا من نواحي المدينة ، وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يتطيب ماءها ويبارك فيه. انظر معجم البلدان 4 : 193 ـ الغرس.
3 ـ الخرائج والجرائح 2 : 827/41 ، وبصائر الدرجات : 283/6 بنفس السند ولكن عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) باختصار وص 284/10 بسند آخر وباختلاف يسير في المتن.
4 ـ في نسخة « س وض » : فيكتب. والنكت : الإلهام. مجمع البحرين 2 : 227 ـ نكت.
5 ـ الخرائج والجرائح 2 : 830/46 ، بصائر الدرجات : 322/4 ، وأورده الطوسي في أماليه : 407/914 ، بزيادة : وكان سلمان محدّثاً.


(313)
قال لي « إنّ علياً ( عليه السلام ) كان يوم قريضة (1) والنضير (2) ؛ جبرئيل ( عليه السلام ) عن يمينه ، وميكائيل ( عليه السلام ) عن يساره يحدّثانه » (3).
    [ 332/21 ] وقال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : « إنّ الله لم يخلِ الأرض من عالم (4) ، يعلم الزيادة والنقصان في الأرض ، فإذا زاد المؤمنون شيئاً ردّهم ، وإذا نقصوا أكمله لهم ، فقال : خذوه كاملاً ، ولولا ذلك لالتبس على المؤمنين أمرهم ، ولم يفرّقوا بين الحقّ والباطل » (5).
1 ـ يوم بني قريظة : وهي إحدى غزوات النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، حدثت في شهر ذي القعدة من السنة الخامسة للهجرة ، وذلك بعد أن انصرف رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من غزوة الخندق ( الأحزاب ) جاءه جبرئيل ( عليه السلام ) ، فقال : إنّ الله تعالى يأمرك أن تسير إلى بني قريظة ، فإنّي عامد إليهم فمزلزل حصونهم ، فلمّا اشتدّ الحصار عليهم نزلوا على حكم النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فأمر بهم محمّد بن مسلمة فكتّفوا ونحّوا ناحية ، وأخرج النساء والذرية ، وفي هذه الغزاة نهى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أن يفرّق بين الاُم وولدها. اُنظر المنتظم لابن الجوزي 3 : 239.
2 ـ يوم بني النضير : وهي إحدى غزوات النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، حدثت في شهر ربيع الأول من السنة الرابعة للهجرة ، حينما جاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى بني النضير يكلّمهم أن يعينوه في ديّة رجلين كان قد أمّنهما ، فقتلهما عمرو بن اُمية بغير علم النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فقالوا : نفعل ، ولكن أرادوا الغدر به ( صلى الله عليه وآله ) ، فخرج منهم ولم يشعروا به ، فأرسل إليهم محمّد بن مسلمة أن اخرجوا من بلدي ولا تساكنوني ، وقد أجّلتكم عشراً ، فلم يخرجوا ، فحاصرهم رسول الله وقطع نخلهم ، فقالوا : نحن نخرج عن بلادكم ، فأجلاهم عن المدينة. اُنظر المنتظم لابن الجوزي 3 : 203.
3 ـ الخرائج والجرائح 1 : 830/ قطعة من حديث 46 ، وأورده باختلاف يسير الصفّار في بصائر الدرجات : 321/2 ، والمفيد في الاختصاص : 286 ، بسنديهما : الحسن بن علي ، عن عبيس ابن هشام الأسدي ، عن كرام بن عمرو الخثعمي ، عن عبدالله بن أبي يعفور.
4 ـ في نسخة « س » : بغير إمام. بدل : من عالم.
5 ـ الخرائج والجرائح 2 : 830/ ذيل حديث 46 ، والصفّار في بصائر الدرجات : 331/1 ، باختلاف يسير ، وأورده الصدوق في علل الشرائع : 199/22 و200/28 و201/31 ، بطرق مختلفة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) وباختصار في كمال الدين : 203/11 ، والنعماني في الغيبة : 138/3 ، والطبري في دلائل الامامة : 232 ، وابن بابويه في الامامة والتبصرة : 29/11.


(314)
    [ 333/22 ] وعن علي بن الحكم قال : أخبرنا علي بن النعمان ، عن علي بن إسماعيل ، عن محمّد بن النعمان ، عن ابن مسكان ، عن ضريس ، قال : كنت أنا وأبو بصير عند أبي جعفر ( عليه السلام ) ، فقال له أبو بصير : بم يعلم عالمكم ؟ قال : « إنّ عالمنا لا يعلم الغيب ، ولو وكله الله إلى نفسه لكان كبعضكم ، ولكن يحدّث في الساعة بما يحدث بالليل وفي الساعة بما يحدث بالنهار ، الأمر بعد الأمر ، والشيء بعد الشيء بما يكون إلى يوم القيامة » (1).
    [ 334/23 ] وقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « ما ترك الله الأرض بغير عالم ، ينقص ما يزاد ، ويزيد ما ينقص ، ولولا ذلك لاختلط على الناس أمرهم » (2).
    [ 335/24 ] وسأله بريد العجلي عن الفرق بين الرسول والنبي والمحدّث ، فقال ( عليه السلام ) : « الرسول تأتيه الملائكة ظاهرين ، وتبلّغه الأمر والنهي عن الله تعالى ، والنبيّ الذي يوحى إليه في منامه ليلاً ونهاراً ، فما رأى فهو كما رأى ، والمحدَّث يسمع
1 ـ الخرائج والجرائح 2 : 831/ صدر حديث 47 ، وبصائر الدرجات : 325/2 ، 3 باختلاف ، وقد انقسم الحديث في البصائر إلى فقرتين الاُولى في حديث 2 والتتمة في حديث 3 ، ولكن بسندين ، الاُولى سندها مطابق للمتن ، والثانية بسند آخر ولم يرد محمّد بن النعمان في الفقرتين.
2 ـ الخرائج والجرائح 2 : 832/ قطعة من حديث 47 ، وبصائر الدرجات : 332/8 ، عن عبدالله بن جعفر ، عن محمّد بن عيسى ، عن علي بن إسماعيل الميثمي ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن عبدالأعلى مولى آل سام ، وكذلك الصدوق في كمال الدين : 204/16 وعلل الشرائع : 201/32.


(315)
كلام الملائكة ، ولا يرى الشخص ، فينقر في اُذنه ، وينكت في قلبه وصدره » (1).
    [ 336/25 ] وعن الصفّار ، عن محمّد بن أحمد ، عن العباس بن معروف ، عن أبي الحسن الكركي (2) ، عن محمّد بن الحسن ، عن الحسن بن محمّد بن عمران ، عن زرعة ، عن سماعة ، عن أبي بصير ، عن عبدالعزيز ، قال : خرجت مع علي بن الحسين ( عليه السلام ) إلى مكّة ، فلمّا وافينا إلى الأبواء ـ وكان ( عليه السلام ) على راحلته وكنت أمشي ـ فإذا قطيع غنم ، ونعجة قد تخلّفت وهي تصيح بسخلة لها ، وكلّما قامت السخلة صاحت النعجة حتى تتبعها ، فقال لي : « يا عبدالعزيز أتدري ما تقول هذه النعجة لسخلتها ؟ » قلت : لا والله ، قال : « إنّها تقول لها : ألحقي بالقطيع فإنّ اُختك في العام الأوّل تخلّفت عن القطيع في هذا الموضع فأكلها الذئب » (3).
    [ 337/26 ] وعن الصفّار ، عن عبدالله بن محمّد ، عن محمّد بن إبراهيم ، عن عمر أخبرنا بشير النبّال (4) ، عن علي بن أبي حمزة ، قال : دخل رجل من موالي أبي الحسن ( عليه السلام ) ، فقال له : أرأيت أن تتغدّى عندي ، فقام ( عليه السلام ) فمضى معه ، فلمّا دخل بيته ، وضع له سريراً فقعد عليه ، وكان تحته زوج حمام ، فذهب الرجل ليحمل طعامه ، وعاد إليه فوجده يضحك.
1 ـ الخرائج والجرائح 2 : 832/ ذيل الحديث 47 ، والبصائر : 368/1 باختلاف ، وأورده المفيد في الاختصاص : 328 ، باختلاف ، وأورد الكليني نحوه في الكافي 1 : 177/4.
2 ـ في البصائر والخرائج : عن أبي القاسم الكوفي.
3 ـ الخرائج والجرائح 2 : 832/48 ، وبصائر الدرجات : 347/2 ، عن أبي بصير ، عن رجل ، وأورده المفيد في الاختصاص : 294 ، والطبري في دلائل الامامة : 88 ، عن أبي بصير مثله.
4 ـ بشير النبّال : هو بشير أو بشر بن أبي أراكة ميمون الوابشي الهمداني الكوفي ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الباقر والصادق ( عليهما السلام ).
اُنظر رجال البرقي : 13 و18 ، رجال الطوسي : 108/4 و156/17.
مختصر البصائر ::: فهرس