مختصر البصائر ::: 421 ـ 435
(421)
عليه تذكرة نفس الميثاق وتجديداً له على الله ، لعلّه أن يعجّله ويعجّل السلام لكم بجميع ما فيه » (1).
    [ 497/59 ] محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن اسماعيل ، عن صالح بن عقبة ، عن يزيد بن عبدالملك (2) ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : « لمّا وُلدت فاطمة ( عليها السلام ) أوحى الله تعالى إلى ملك فأنطق به لسان محمّد ( صلى الله عليه وآله ) فسمّاها فاطمة.
    ثمّ قال : إنّي قد فطمتك بالعلم وفطمتك من الطمث ، ثمّ قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : والله لقد فطمها الله بالعلم ، وعن الطمث في الميثاق » (3).
    يقول عبدالله حسن بن سليمان : وقفت على كتاب فيه تفسير الآيات التي نزلت في محمّد وآله صلوات الله عليه وعليهم ، تأليف محمّد بن العباس بن مروان يعرف بابن الجحام ، وعليه خط السيد رضي الدين علي بن طاووس : أنّ النجاشي (4)
1 ـ الكافي 1 : 451/39 ، وعنه في البحار 52 : 380/190.
2 ـ في نسختي « س وض » : يزيد بن عبدالجليل ، وما في المتن ظاهراً هو الصحيح ، والذي يبدو من طبقة الرواة أنّه النوفلي الذي عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الباقر ( عليه السلام ).
    رجال البرقي : 12 ، رجال الطوسي : 140/6.
3 ـ الكافي 1 : 460/6 ، وأورده الصدوق في علل الشرائع : 179/4 ، والمصنّف في المحتضر : 138. والصحيح أن نقول : رسالة تفضيل محمّد ( صلى الله عليه وآله ) على سائر الأنبياء والرسل. فلو لاحظت الحديث ليس له علاقة بالاحتضار ، ولو تصفّحت كتاب المحتضر بدءاً من صفحة 31 إلى آخر الكتاب لوجدته متعلقاً بفضائل النبي وآله ( صلى الله عليه وآله ) ، ولكن اشتهر اسم المحتضر بين الناس.
4 ـ في نسختي « ض وق » والمختصر المطبوع : الكشي ، وما في المتن من نسخة « س » والظاهر هو الصحيح حيث لم أجده في الكشي.


(422)
ذكر عنه أنّه ثقة ثقة (1). روى السيد رضي الدين عليّ هذا الكتاب عن فخار بن معد بطريقه إليه.
    [ 498/60 ] من الكتاب المذكور : حدّثنا الحسن بن محمّد بن يحيى العلوي (2) ، حدّثنا علي بن أحمد بن محمّد العقيقي العلوي ، عن أبيه قال : حدّثنا أحمد بن محمّد ، عن أبيه ، عن أحمد بن النضر الجعفي ، عن علي بن النعمان ، عن إسحاق بن عمّار ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قول الله عزّ وجلّ ( قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين ) (3) قال : « حيث أخذ الله ميثاق بني آدم ، فقال ( ألست بربّكم ) (4) كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أول من قال ( بلى ). فقال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : ( أول العابدين ) أوّل المطيعين » (5).
    [ 499/61 ] ومنه أيضاً : حدّثنا الحسين بن أحمد ، قال : حدّثنا محمّد بن عيسى ، قال : حدّثنا يونس بن عبدالرحمن ، عن رجل ، عن الحلبي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ( هذا نذير من النذر الاُولى ) (6) « يعني محمّداً ( صلى الله عليه وآله ) هو نذير من النذر الاُولى ، يعني إبراهيم وإسماعيل ، هم ولدوه فهو منهم » (7).
    [ 500/62 ] أخبرنا عبدالله بن العلاء المزاري (8) ، قال : حدّثنا محمّد بن
1 ـ رجال النجاشي : 379/1030.
2 ـ في نسخة « ق » : الحلبي.
3 ـ الزخرف 43 : 81.
4 ـ الأعراف 7 : 172.
5 ـ لم أعثر على المصدر.
6 ـ النجم 53 : 56.
7 ـ لم أعثر له على مصدر.
8 ـ في نسخة « س » : المرادي.


(423)
الحسن بن شمّون ، قال : حدّثنا عبدالله بن عبدالرحمن ، قال : حدّثنا عبدالله بن القاسم ، عن أبي بصير ، قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : « ما بعث الله عزّ وجلّ نبيّاً إلاّ بخاتم محمّد ( صلى الله عليه وآله ) وذلك قوله جلّ اسمه ( هذا نذير من النذر الاُولى ) (1) » (2).
    [ 501/63 ] حدّثنا الحسن بن محمّد بن يحيى العلوي ، قال : حدّثنا علي بن أحمد بن محمّد بن جعفر العلوي ، عن أبيه ، قال : حدّثنا أحمد بن الحسن بن علي بن فضّال ، عن أبيه ، عن أبي جميلة المفضّل بن صالح ، عن محمّد الحلبي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قول الله عزّ وجلّ ( هذا نذير من النذر الاُولى ) (3) قال : « خلق الله جلّ وعزّ الخلق وهم أظلّة ، فأرسل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إليهم ، فمنهم من آمن به ، ومنهم من كفر به ، ثمّ بعثه في الخلق الآخر ، فآمن به من كان آمن به في الأظلّة ، وجحد به من جحد به يومئذ ، فقال عزّ وجلّ ( فما كانوا ليؤمنوا بما كذّبوا من قبل ) (4) » (5).
    [ 502/64 ] ومن الكتاب : حدّثنا أحمد بن هوذة (6) وحدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي ، حدّثنا عبدالله بن حمّاد الأنصاري ، عن الحسين بن نعيم
1 و 3 ـ النجم 53 : 56.
2 ـ لم أعثر له على مصدر.
4 ـ الأعراف 7 : 101.
5 ـ لم أعثر له على مصدر.
6 ـ أحمد بن هوذة : هو أحمد بن النضر بن سعيد الباهلي المعروف بابن أبي هراسة ، يلقّب أبوه هوذة. مات في ذي الحجة سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة يوم التروية بجسر النهروان ودفن بها. رجال الطوسي : 442/31.


(424)
الصحّاف في قوله جلّ وعزّ ( فمنكم كافر ومنكم مؤمن ) (1) قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : « أخذ الله إيمانهم بولايتنا يوم أخذ عليهم الميثاق في صلب آدم ( عليه السلام ) وهم ذرّ » (2).
    [ 503/65 ] حدّثنا أحمد بن هوذة ، حدّثنا إبراهيم بن إسحاق ، قال : حدّثنا عبدالله بن حمّاد ، عن سماعة ، قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول في قول الله عزّ وجلّ ( وألّو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقاً ) (3) : « يعني الولاية في الأصل عند الأظلّة ، حين أخذ الله ميثاق ذريّة آدم ( لأسقيناهم ماءً غدقاً ) يعني لكنّا أظللناهم (4) في الماء الفرات العذب » (5).
    [ 504/66 ] ومن الكتاب : حدّثنا علي بن عبدالله ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد الثقفي ، حدّثنا إسماعيل بن بشّار ، قال : حدّثنا علي بن جعفر الحضرمي ، عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في قوله جلّ وعزّ ( وألّو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقاً * لنفتنهم فيه ) (6) قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : لجعلنا أظلّتهم في الماء العذب ( لنفتنهم فيه ) قال : قال : فنفتنهم في علي ( عليه السلام ) وما فتنوا به ، وكفرهم بما
1 ـ التغابن 64 : 2.
2 ـ أورده الكليني بسنده عن الكافي 1 : 413/4 ، وعنه في تأويل الآيات 2 : 695/1 ، وتقدّم عن الكافي برقم 492.
3 ـ الجن 72 : 16.
4 ـ في نسختي « ض وق » : وضعنا أصلهم.
5 ـ تأويل الآيات 2 : 727/1 ، وأورده القمّي في تفسيره 2 : 391.
6 ـ الجن 72 : 16 ـ 17.


(425)
أنزل الله جلّ وعزّ من ولايته » (1).
    [ 505/67 ] محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن عبدالعزيز بن المهتدي ، عن عبدالله بن جندب (2) أنّه كتب إليه الرضا ( عليه السلام ).
    « أمّا بعد فإنّ محمّداً ( صلى الله عليه وآله ) كان أمين الله في خلقه ، فلمّا قُبض ( صلى الله عليه وآله ) كنّا أهل البيت ورثته ، فنحن اُمناء الله في أرضه ، عندنا علم البلايا والمنايا ، وأنساب العرب ومولد الإسلام ، وإنّا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان وحقيقة النفاق.
    وإنّ شيعتنا المكتوبون ( بأسمائهم وأسماء آبائهم ) (3) ، اُخذ علينا وعليهم الميثاق ، يَرِدون موردنا ، ويدخلون مدخلنا ، ليس على ملّة الإسلام غيرنا وغيرهم ، ونحن النجباء النُجاة ، ونحن أفراط الأنبياء ، ونحن أبناء الأوصياء ، ونحن المخصوصون في كتاب الله ، ونحن أولى الناس بكتاب الله ، ونحن أولى الناس برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ونحن الذين شرع الله لنا دينه ، فقال في كتابه ( شرع لكم ـ يا آل محمّد ـ من الدين ما وصى به نوحاً ـ وقد وصّانا بما وصّى به نوحاً ـ والذي أوحينا إليك ـ يا محمّد ـ وما وصّينا به إبراهيم وموسى وعيسى ) (4) فقد علمنا وبلغنا علم ما علمنا واستودعنا
1 ـ تأويل الآيات 2 : 728/4 ، وفيه : قال : قال الله عزّ وجلّ ، وعنه في البحار 24 : 29/8.
2 ـ عبدالله بن جندب : هو البجلي الكوفي ، ثقة عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق والكاظم والرضا ( عليهم السلام ). وذكره الشيخ في كتاب الغيبة في الوكلاء الممدوحين لأبي إبراهيم وأبي الحسن الرضا ( عليهما السلام ) ، وكان عابداً رفيع المنزلة لديهما.
    رجال البرقي : 45 و50 و53 ، رجال الطوسي : 226/54 و355/20 و379/2 ، الغيبة للطوسي : 348.
3 ـ في نسخة « س » : بأسماء آبائهم.
4 ـ الشورى 42 : 13.


(426)
علمهم.
    نحن ورثة اُولوا العزم من الرسل ( أن أقيموا الدين ) يا آل محمّد ( ولا تتفرّقوا فيه ) وكونوا على جماعة ( كبر على المشركين ) من أشرك بولاية علي ( ما تدعوهم إليه ) من ولاية علي إنّ الله يا محمّد ( يهدي إليه من ينيب ) (1) من يجيبك إلى ولاية علي ( عليه السلام ) » (2).
    قوله ( عليه السلام ) : « نحن أفراط الأنبياء » الأفراط جمع فرط ، والفرط الخير السابق (3). يحتمل كلام مولانا ( عليه السلام ) وجهين :
    الأوّل : إنّه أراد تقدّمهم على الخلق لمّا خلقهم الله أشباحاً ، وجعلهم بعرشه محدقين ، كما رواه موسى بن عبدالله النخعي ، عن مولانا أبي الحسن علي بن محمّد الهادي ( عليهما السلام ) (4) : وهذا شيء لا ريب فيه ولا شك.
    وما رواه محمّد بن علي بن بابويه بطريقه عن مولانا جعفر بن محمّد الصادق ( عليه السلام ) : « إنّ الله عزّ وجلّ خلق نور محمّد ( صلى الله عليه وآله ) واثنى عشر حجاباً معه ، قبل خلق آدم ( عليه السلام ) ( باربعمائة ألف عام وأربعة وعشرين ألف ) (5) عام » (6).
1 ـ الشورى 42 : 13.
2 ـ تأويل الآيات 2 : 543/5 ، وأورده الكليني في الكافي 1 : 223/1 ، والصفّار في بصائر الدرجات : 119/3.
3 ـ انظر القاموس المحيط 2 : 377 ، الصحاح 3 : 1148 ـ فرط.
4 ـ انظر الزيارة الجامعة للأئمّة الأطهار ( عليهم السلام ) في عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 2 : 272/1 والتهذيب 6 : 95/177.
5 ـ في نسخة « ق » : بأربعة عشر ألف.
6 ـ معاني الأخبار : 306/1 ، الخصال : 481/55 ، باختلاف.


(427)
    والمراد بالحجب هنا الأئمّة الاثنى عشر صلوات الله عليهم ، لما رواه محمّد بن الحسن الطوسي في كتاب المصباح في الزيارة التي خرجت من الناحية المقدّسة يقول فيها : « السلام على محمّد المنتجب وعلى أوصيائه الحجب » (1).
    إذ قد صحّ وثبت في أحاديثهم ( عليهم السلام ) أنّه لم يسبقوا بغيرهم من الخلق ، فالحجب هم لا غير ، فهم بهذا المعنى أفراط الأنبياء ، خلقوا قبلهم خيراً سابقاً بغير شكّ ولا ارتياب.
    الثاني : إنّه ( عليه السلام ) أراد أنّ الأئمّة ( عليهم السلام ) يسبقون الأنبياء في الرجعة إلى دار الدنيا ، كما روي في الحديث : « إنّ أوّل من يرجع إلى الدنيا مولانا الحسين بن علي ( عليهما السلام ) » (2) ، وما رويناه من أنّ رجعة الأنبياء ( عليهم السلام ) إلى الدنيا لنصرة مولانا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وقد يكون المعنيان قصده ( عليه السلام ) جميعاً ، والله العليم الخبير.
    [ 506/68 ] ومن كتاب محمّد بن إبراهيم النعماني في الغيبة ، أخبرنا علي بن الحسين ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسن الرازي (3) ، عن محمّد بن علي ، عن محمّد بن سنان ، عن داود بن كثير الرقّي ، قال : قلت لأبي عبدالله جعفر بن محمّد ( عليهما السلام ) :
1 ـ مصباح المتهجّد : 756 ، وأورده ابن طاووس في اقبال الاعمال : 631 ، ومصباح الزائر : 493 ـ الأعمال المختصّة بشهر رجب المرجّب. والنصّ فيها هكذا : وصلى الله على محمّد المنتجب وعلى أوصيائه الحجب.
2 ـ تقدّم بلفظين برقم 93 و98.
3 ـ في المصدر : محمّد بن حسّان الرازي ، وعنه في البحار : محمّد بن الحسين الرازي.
ومحمّد بن حسّان الرازي : هو أبو عبدالله الزينبي أو الزبيبي ، يعرف وينكر بين بين ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الهادي ( عليه السلام ) ، وفيمن لم يرو عنهم ( عليهم السلام )
رجال النجاشي : 338/903 ، رجال الطوسي : 425/43 و506/84.


(428)
جعلت فداك أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ ( والسابقون السابقون * اُولئك المقرّبون ) (1) قال : « نطق الله عزّ وجلّ بهذا يوم ذرأ الخلق في الميثاق ، قبل أن يخلق الخلق بألفي عام » فقلت : فسّر لي ذلك ، فقال : « إنّ الله جلّ وعزّ لمّا أراد أن يخلق الخلق خلقهم من طين ، ورفع لهم ناراً فقال : ادخلوها ، فكان أوّل من دخلها محمّد ( صلى الله عليه وآله ) ، وأمير المؤمنين والحسن والحسين وتسعة من الأئمّة ( عليهم السلام ) إمام بعد إمام ، ثمّ اتّبعهم شيعتهم ، فهم والله السابقون » (2).
    [ 507/69 ] ومن الكتاب أيضاً : أخبرنا علي بن الحسين المسعودي ، قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الرازي (3) ، عن محمّد بن علي الكوفي ، عن الحسن بن محبوب ، عن عبدالله بن جبلّة ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) أنّه قال : « لو قد قام القائم لأنكره الناس ، لأنّه يرجع إليهم شابّاً موفّقاً ، لا يثبت عليه إلاّ من (4) قد أخذ الله ميثاقه في الذرّ الأوّل » (5).
1 ـ الواقعة 56 : 10 ـ 11.
2 ـ الغيبة للنعماني : 90/20 ، وعنه في البحار 36 : 401/11.
3 ـ في المصدر : محمّد بن حسّان الرازي.
4 ـ في نسختي « ض وق » : مؤمن. بدل : من.
5 ـ الغيبة للنعماني : 188/43 و211/20 ، وعنه في البحار 52 : 287/24.


(429)
تتمّة
ما تقدّم من أحاديث الرجعة (*)
    [ 508/1 ] ونقلت أيضاً من كتاب السلطان المفرّج عن أهل الإيمان تصنيف السيّد الجليل الموفق السعيد بهاء الدين علي بن عبدالكريم بن عبدالحميد الحسيني (1) ما صورته ، وبالطريق المذكور يرفعه إلى علي بن إبراهيم بن مهزيار (2) ، قال : كنت نائماً في مرقدي إذ رأيت ما يرى النائم قائلاً يقول : حج السنة ، فإنّك تلقى صاحب الزمان ـ وذكر الحديث بطوله ـ.
    ثمّ قال : « يابن مهزيار ـ ومدّ يده ـ ألا اُنبئك الخبر ؟ إنّه إذا فقد (3) الصيني ، وتحرّك المغربي ، وسار العباسي ، وبويع السفياني ، يؤذن لوليّ الله فأخرج بين الصفا والمروة في ثلاثمائة وثلاثة عشر سواء ، فأجي إلى الكوفة فأهدم مسجدها ، وأبنيه على بنائه الأول ، وأهدم ما حوله من بناء الجبابرة ، وأحجّ بالناس حجّة الإسلام.
* ـ تقدّمت أحاديث الرجعة من غير طريق سعد بن عبدالله برقم حديث 101 ـ 146.
1 ـ في البحار : الحسني ، وما في المتن هو الصحيح ، وهو من أساتذة الشيخ حسن بن سليمان الحلّي. اُنظر الحقائق الراهنة في المائة الثامنة ص 142 ، أعيان الشيعة 8 : 266.
2 ـ في المختصر المطبوع ص 176 والبحار : علي بن مهزيار ، والظاهر هو اشتباه ، والصحيح ما في المتن ، لان علي بن مهزيار معدود من أصحاب الإمام الرضا والجواد والهادي ( عليهم السلام ).
وأمّا علي بن إبراهيم بن مهزيار ذكره الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة ص 263/228 فيمن تشرّف بلقاء الحجّة عجّل الله فرجه ، وكذلك الطبري في دلائل الإمامة : 296.
3 ـ في نسخة « ض » : قعد.


(430)
    وأجي إلى يثرب (1) ، فأهدم الحجرة ، واُخرج من بها ـ وهما طريان ـ فآمر بهما تجاه البقيع ، وآمر بخشبتين يصلبان عليهما ، فتورقان من تحتهما ، فيفتتن الناس بهما أشدّ من الفتنة الاُولى ، فينادي مناد من السماء : يا سماء أنبذي ، ويا أرض خذي ، فيومئذ لا يبقى على وجه الأرض إلاّ مؤمن قد أخلص قلبه للإيمان ».
    قلت : يا سيدي ما يكون بعد ذلك ؟ قال : « الكرّة الكرّة ، الرجعة الرجعة ، ثمّ تلا هذه الآية ( ثمّ رددنا لكم الكرّة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيراً ) (2) » (3).
    [ 509/2 ] وممّا رويته بالطرق المتقدّمة (4) ، عن أبي القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه القمّي من كتاب المزار ، عن محمّد بن جعفر الرزّاز ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب وأحمد بن الحسن بن علي بن فضّال ، عن أبيه ، عن مروان بن مسلم ، عن بريد بن معاوية العجلي ، قال : قلت لأبي عبدالله ( عليه السلام ) يابن رسول الله أخبرني عن اسماعيل الذي ذكره الله تعالى في كتابه حيث يقول ( واذكر في الكتاب اسماعيل إنّه
1 ـ يثرب : مدينة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، سمّيت بذلك لأنّ أول من سكنها عند التفرّق يثرب بن قانية ابن مهلائيل بن ارم بن عبيل بن عوض بن ارم بن سام بن نوح ( عليه السلام ) ، فلمّا نزلها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) سمّاها طيبة وطابة ، كراهية للتثريب ، وسمّيت مدينة الرسول لنزوله بها. معجم البلدان 5 : 430.
2 ـ الإسراء 17 : 6.
3 ـ وعنه في البحار 53 : 104/131.
4 ـ في نسخة « ق » : بالطريق المتقدّم.


(431)
كان صادق الوعد وكان رسولاً نبيّاً ) (1) أكان اسماعيل بن إبراهيم ( عليهما السلام ) ؟ فإنّ الناس يزعمون أنّه اسماعيل بن إبراهيم ( عليهما السلام ) !
    فقال ( عليه السلام ) : « إسماعيل مات قبل إبراهيم ( عليه السلام ) ، وإنّ إبراهيم ( عليه السلام ) كان حجّة لله قائماً صاحب شريعة ، فإلى من اُرسل اسماعيل إذاً ؟ » قلت : فمن كان جعلت فداك ؟ قال ( عليه السلام ) : « ذاك إسماعيل بن حزقيل النبيّ ( عليه السلام ) ، بعثه الله إلى قومه ، فكذّبوه وقتلوه وسلخوا وجهه ، فغضب الله تعالى له عليهم ، فوجّه إليه سطاطائيل ـ ملك العذاب ـ فقال له : يا اسماعيل أنا سطاطائيل ملك العذاب ، وجّهني ربّ العزّة إليك ، لاُعذّب قومك بأنواع العذاب إن شئت ، فقال له اسماعيل : لا حاجة لي في ذلك يا سطاطائيل.
    فأوحى الله إليه : ما حاجتك يا اسماعيل ؟ فقال اسماعيل : يا ربّ إنّك أخذت الميثاق لنفسك بالربوبيّة ، ولمحمّد بالنبوّة ، ولأوصيائه بالولاية ، وأخبرت خير خلقك بما تفعل اُمّته بالحسين بن علي ( عليه السلام ) من بعد نبيّها ، وإنّك وعدت الحسين ( عليه السلام ) أن تُكِرَّه إلى الدنيا حتى ينتقم بنفسه ممّن فعل ذلك به ، فحاجتي إليك يا ربّ أن تكرّني إلى الدنيا ، حتى أنتقم ممّن فعل ذلك بي ما فعل ، كما تكرّ الحسين ( عليه السلام ) ، فوعد الله عزّ وجلّ إسماعيل بن حزقيل ذلك ، فهو يكرّ مع الحسين بن علي ( عليهما السلام ) » (2).
    [ 510/3 ] وعنه ، عن محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميري ، عن أبيه ، عن عليّ بن محمّد بن سالم ، عن محمّد بن خالد ، عن عبدالله بن حمّاد البصري ، عن عبدالله بن عبدالرحمن الأصم ، قال ؛ حدّثنا أبو عبيدة البزّاز ، عن حريز ، قال : قلت لأبي عبدالله ( عليه السلام ) : جعلت فداك ما أقلّ بقاؤكم أهل البيت وأقرب آجالكم بعضها
1 ـ مريم 19 : 54.
2 ـ كامل الزيارات : 65/3 ، وعنه في البحار 13 : 390/6 و44 : 237/28 و53 : 105/132.


(432)
من بعض مع حاجة هذا الخلق إليكم ؟ فقال : « إنّ لكلّ واحد منّا صحيفة ، فيها ما يحتاج إليه أن يعمل به في مدّته ، فإذا انقضى ما فيها ممّا اُمر به عرف أنّ أجله قد حضر ، وأتاه النبي ( عليه السلام ) ينعى إليه نفسه وأخبره بماله عند الله.
    وإنّ الحسين صلوات الله عليه قرأ صحيفته التي اُعطيها وفسّر له ما يأتي وما يبقى ، وبقي منها أشياء لم تنقض ، فخرج إلى القتال ، وكانت تلك الاُمور التي بقيت أنّ الملائكة سألت الله عزّ وجلّ في نصرته فأذن لها ، فمكثت تستعدّ للقتال ، وتتأهّب لذلك حتى قتل ، فنزلت وقد انقطعت مدّته وقتل صلوات الله عليه.
    فقالت الملائكة : يا ربّ أذنت لنا في الانحدار ، ( وأذنت لنا في نصرته ) (1) فانحدرنا وقد قبضته.
    فأوحى الله تبارك وتعالى إليهم : أن الزموا قبره حتى ترونه وقد خرج ، فانصروه وابكوا عليه وعلى ما فاتكم من نصرته ، فإنّكم خصّصتم بنصرته والبكاء عليه ، فبكت الملائكة حزناً وجزعاً (2) على ما فاتهم من نصرته ، فإذا خرج صلوات الله عليه يكونون أنصاره » (3).
    [ 511/4 ] وعنه ، عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أبي عبدالله محمّد بن عبدالله الرازي الجاموراني ، عن الحسين بن سيف بن عميرة ، عن أبيه ، عن أبي بكر
1 ـ ما بين القوسين لم يرد في المصدر.
2 ـ في الكافي : تعزّياً وحزناً.
3 ـ كامل الزيارات : 87/17 ـ باب 27 ، وعنه في البحار 45 : 225/18 و53 : 106/133.
    وأورده الكليني في الكافي 1 : 283 ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عبدالله بن عبدالرحمن الأصم ، عن أبي عبدالله البزّاز ، عن حريز. وعنه في مرآة العقول 3 : 199/5.


(433)
الحضرمي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) أو أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قلت له : أيّ بقاع الله (1) أفضل بعد حرم الله وحرم رسوله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ فقال : « الكوفة ، يا أبا بكر هي الزكيّة الطاهرة ، فيها قبور النبيّين المرسلين ( وغير المرسلين ) (2) والأوصياء الصادقين ، وفيها مسجد سهيل (3) ، الذي لم يبعث الله نبيّاً إلاّ وقد صلّى فيه ، ومنها يظهر عدل الله ، وفيها يكون قائمه ، والقوّام من بعده ، وهي منازل النبيّين والأوصياء والصالحين » (4).
    حدّثني الأخ الصالح الرشيد محمّد بن إبراهيم بن محسن المطارآبادي أنّه وجد بخط أبيه الرجل الصالح إبراهيم بن محسن هذا الحديث الآتي ذكره وأراني خطّه وكتبته منه ، وصورته :
    [ 512/5 ] الحسين بن حمدان ، عن محمّد بن إسماعيل وعلي بن عبدالله الحسنيين ، عن أبي شعيب محمّد بن نصر (5) ، عن عمر بن الفرات ، عن محمّد بن المفضّل ، عن المفضّل بن عمر ، قال : سألت سيّدي الصادق ( عليه السلام ) هل للمأمول المنتظر المهدي ( عليه السلام ) من وقت موقّت يعلمه الناس ؟
    فقال : « حاش لله أن يوقّت ظهوره بوقت يعلمه شيعتنا ».
    قلت : يا سيدي ولم ذاك ؟
    قال : « لأنّه هو الساعة التي قال الله تعالى ( يسئلونك عن الساعة أيّان مرسَيها قل إنّما علمها عند ربّي لا يجلّيها لوقتها إلاّ هو ثقلت في السموات
1 ـ في الكامل : بقاع الأرض.
2 ـ ما بين القوسين لم يرد في نسختي « س وق ».
3 ـ في نسخة « س » : سهل.
4 ـ كامل الزيارات : 30/11 ـ باب 80 ، وعنه في البحار 100 : 440/17.
5 ـ في المصدر : محمّد بن نصير.


(434)
والأرض ) (1) الآية ، وهي الساعة التي قال الله ( يسئلونك عن الساعة أيّان مرسَيها ) (2) وقال ( عنده علم الساعة ) (3) ولم يقل إنّها عند أحد ، وقال ( هل ينظرون إلاّ الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها ) (4) الآية ، وقال ( اقتربت الساعة وانشقّ القمر ) (5) وقال ( ما يدريك لعلّ الساعة قريب * يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنّها الحقّ ألا إنّ الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد ) (6) ».
    قلت : فما معنى يمارون ؟
    قال « يقولون متى ولد ، ومن رآه (7) ؟ وأين يكون ؟ ومتى يظهر ؟ وكلّ ذلك استعجالاً لأمر الله ، وشكّاً في قضائه ، ودخولاً في قدرته ، اُولئك الذين خسروا الدنيا والآخرة وإنّ الكافرين لشرّ مآب ».
    قلت : أفلا توقّت له وقتاً ؟
    فقال : « يا مفضّل لا اُوقّت له وقتاً ، ولا يوقّت له وقتاً ، إنّ من وقّت لمهديّنا وقتاً فقد شارك الله في علمه ، وادّعى أنّه ظهر على سرّه (8) ، وما لله من سرّ إلاّ وقد
1 ـ الأعراف 7 : 187.
2 ـ النازعات 79 : 42.
3 ـ لقمان 31 : 34.
4 ـ سورة محمّد ( صلى الله عليه وآله ) 47 : 18.
5 ـ القمر 54 : 1.
6 ـ الشورى 42 : 17 ـ 18.
7 ـ في نسخة « ض » : ومتى رُئي.
8 ـ في المصدر : أمره.


(435)
وقع إلى هذا الخلق المعكوس الضالّ عن الله ، الراغب عن أولياء الله ، وما لله من خبر إلاّ وهم أخصّ به لسرّه وهو عندهم ، ( وقد اُصين من جهلهم ) (1) وإنّما ألقى الله إليهم ليكون حجّة عليهم ».
    قال المفضّل : يا مولاي فكيف يدرى (2) ظهور المهدي ( عليه السلام ) وإليه التسليم ؟
    قال ( عليه السلام ) : « يا مفضّل يظهر في شبهة ليستبين ، فيعلو ذكره ، ويظهر أمره ، وينادى بإسمه وكنيته ونسبه ، ويكثر ذلك على أفواه المحقّين والمبطلين ، والموافقين والمخالفين ، لتلزمهم الحجّة بمعرفتهم (3) به ، على أنّه قد قصصنا ودللنا عليه ، ونسبناه وسمّيناه وكنّيناه ، وقلنا : سميّ جدّه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وكنيّه لئلاّ يقول الناس : ما عرفنا له إسماً ولا كنية ولا نسباً.
    والله ليتحقّق الإيضاح به وبإسمه ونسبه وكنيته على ألسنتهم ، حتى ليسمّيه بعضهم لبعض ، كلّ ذلك للزوم الحجّة عليهم ، ثمّ يظهره الله كما وعد به جدّه ( صلى الله عليه وآله ) في قوله عزّ وجلّ ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كلّه ولو كره المشركون ) (4) ».
    قال المفضّل : يا مولاي فما تأويل قوله تعالى ( ليظهره على الدين كلّه ولو كره المشركون ) ؟
    قال ( عليه السلام ) : « هو قوله تعالى ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كلّه
1 ـ ما بين القوسين لم يرد في البحار.
2 ـ في البحار : بدؤ.
3 ـ في نسختي « س وض » : لتكن منهم الحجة لمعرفتهم.
4 ـ التوبة 9 : 33.
مختصر البصائر ::: فهرس