مختصر البصائر ::: 406 ـ 420
(406)
دعاهم إلى ولايتنا فأقرّ بها والله من أحب ، وأنكرها من أبغض وهو قوله ( فما كانوا ليؤمنوا بما كذّبوا به من قبل ) (1) ».
    ثمّ قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « كان التكذيب ثمّ » (2).
    [ 466/28 ] محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد (3) ، عن الحسين بن نعيم الصحاف ، قال : سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) عن قول الله تبارك وتعالى ( فمنكم كافر ومنكم مؤمن ) (4) فقال : « عرف الله ـ والله ـ إيمانهم بولايتنا وكفرهم بها ، يوم أخذ الله عليهم الميثاق في صلب آدم وهم ذرّ » (5).
    [ 467/29 ] محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد ويعقوب بن يزيد ، عن الحسن بن علي بن فضّال ، عن أبي جميلة ، عن محمّد الحلبي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : « إنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : إنّ الله مثّل لي امّتي في الطين وعلّمني أسماءهم كلّها كما علّم آدم الأسماء كلّها ، فمرّ بي أصحاب الرايات فاستغفرت لعلي ( عليه السلام ) وشيعته.
    إنّ ربّي وعدني في شيعة عليّ ( عليه السلام ) خصلة ، قيل : يا رسول الله وما هي ؟ قال : المغفرة لمن آمن منهم واتقى ، لا يغادر منهم صغيرة ولا كبيرة ولهم تبدلّ السيّئات
1 ـ يونس 10 : 74.
2 ـ بصائر الدرجات : 80/1 ، وأورده الكليني في الكافي 1 : 436/2 ، والصدوق في علل الشرائع : 118/3.
    وثَمَّ : اسم يشار به للمكان البعيد بمعنى هناك. القاموس المحيط 4 : 21 ـ ثمّ.
3 ـ في البصائر والكافي وتفسير القمّي زيادة : عن الحسن بن محبوب.
4 ـ التغابن 64 : 2.
5 ـ بصائر الدرجات : 81/2 ، وأورده الكليني في الكافي 1 : 413/4 ، و426/ صدر حديث 74 ، والقمّي في تفسيره 2 : 371.


(407)
حسنات » (1).
    [ 468/30 ] محمّد بن الحسن الصفّار ، عن الحسن بن محبوب ، عن صالح بن سهل ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) : « إنّ بعض قريش قال لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : بأي شيء سبقت الأنبياء وأنت بعثت آخرهم وخاتمهم ؟ قال : إنّي كنت أوّل من أقرّ (2) بربّي ، وأوّل من أجاب حيث أخذ الله تعالى ميثاق النبيّين وأشهدهم على أنفسهم ( الست بربّكم قالوا بلى ) (3) وكنت أنا أوّل نبيّ قال بلى ، فسبقتهم بالإقرار بالله » (4).
    [ 469/31 ] محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد والحسن بن علي بن النعمان ، عن ابن مسكان ، عن عبدالرحيم القصير ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إنّ اُمّتي عرضت عليّ عند الميثاق ، فكان أوّل من آمن بي وصدّقني عليّ ( عليه السلام ) ، وكان أول من آمن بي وصدّقني حيث بعثت فهو الصدّيق الأكبر » (5).
    [ 470/32 ] محمّد بن الحسن الصفّار ، عن محمّد بن الحسين ، عن عبدالله بن جبلّة ، عن معاوية بن عمّار ، عن جعفر ، عن أبيه ، عن جدّه ( عليهم السلام ) قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا علي لقد مثلت لي اُمّتي في الطين حتى رأيت صغيرهم وكبيرهم أرواحاً قبل أن يخلق الأجساد (6) ، وإنّي مررت بك وبشيعتك فاستغفرت لكم ، فقال
1 ـ بصائر الدرجات : 83/1.
2 ـ في نسخة « ض » : آمن.
3 ـ الاعراف 7 : 172.
4 ـ بصائر الدرجات : 83/2 ، وأورده الكليني في الكافي 1 : 441/6 و2 : 10/1 ، والصدوق في علل الشرائع : 124/1 ـ باب 104. وتقدّم عن الكافي برقم 445.
5 ـ بصائر الدرجات : 84/3 ، وعنه في البحار 38 : 226/30.
6 ـ في نسخة « ق » زيادة : بألف عام.


(408)
عليّ ( عليه السلام ) : يا نبيّ الله زدني فيهم ، قال : نعم ، يا علي تخرج أنت وشيعتك من قبوركم ووجوهكم كالقمر ليلة البدر ، قد فرّجت عنكم الشدائد ، وذهبت عنكم الأحزان ، تستظلّون تحت العرش ، يخاف الناس ولا تخافون ، ويحزن الناس ولا تحزنون ، وتوضع لكم مائدة والناس في الحساب » (1).
    [ 471/33 ] محمّد بن الحسن الصفّار ، عن بعض أصحابنا ، عن محمّد بن الحسين ، عن علي بن أسباط ، عن علي بن معمّر ، عن أبيه ، قال : سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) عن قول الله تبارك وتعالى ( هذا نذير من النذر الاُولى ) (2) قال : « يعني محمّداً ( صلى الله عليه وآله ) حيث دعاهم إلى الإقرار بالله في الذرّ الأوّل » (3).
    [ 472/34 ] محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب ، عن صالح بن سهل ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) : « أنّ رجلاً جاء إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ـ وهو مع أصحابه ـ فسلّم عليه ثمّ قال : أنا والله اُحبّك وأتولاّك ، فقال له أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : كذبت ما أنت كما قلت (4) إنّ الله خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام ثمّ عرض علينا المحبّ لنا ، فوالله ما رأيت روحك فيمن عرض علينا فأين كنت ؟ قال : فسكت الرجل عند ذلك ولم يراجعه » (5).
    [ 473/35 ] محمّد بن الحسن الصفّار ، عن محمّد بن الحسين ، عن جعفر بن بشير ،
1 ـ بصائر الدرجات : 84/5 ، وأورده الصدوق في فضائل الشيعة : 68/27.
2 ـ النجم 53 : 56.
3 ـ بصائر الدرجات : 84/6 ، وأورده القمّي في تفسيره 2 : 340.
4 ـ في الكافي زيادة : قال : بلى والله إني اُحبّك وأتولاّك ، فقال له أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : كذبت ما أنت كما قلت.
5 ـ بصائر الدرجات : 86/1 ، وأورده الكليني في الكافي 1 : 438/1.


(409)
( عن آدم أبي الحسين ، عن إسماعيل بن أبي حمزة ) (1) ، عمّن حدّثه ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : « جاء رجل إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقال : يا أمير المؤمنين والله إنّي لاُحبّك ، فقال له : كذبت ، فقال له الرجل : سبحان الله كأنّك تعرف (2) ما في نفسي ، قال : فغضب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ـ وكان يخرج منه الحديث العظيم عند الغضب ـ قال : فرفع يده إلى السماء وقال : كيف لا يكون ذلك وهو ربّنا تبارك وتعالى خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام ، ثمّ عرض علينا المحب من المبغض ، فوالله ما رأيتك فيمن أحبّنا فأين كنت ؟ » (3).
    [ 474/36 ] محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد ومحمّد بن الحسين جميعاً عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن بكير بن أعين ، قال : كان أبو جعفر ( عليه السلام ) يقول : « إنّ الله عزّ وجلّ أخذ ميثاق شيعتنا بالولاية لنا وهم ذرّ ، يوم أخذ الميثاق على الذرّ بالإقرار له بالربوبيّة ولمحمّد ( صلى الله عليه وآله ) بالنبوة ، وعرض الله تعالى على محمّد ( صلى الله عليه وآله ) اُمّته في الطين وهم أظلّة ، وخلقهم من الطينة التي خلق منها آدم ( عليه السلام ) ، وخلق الله أرواح شيعتنا قبل أبدانهم بألفي عام ، وعرضهم عليه وعرّفهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وعرّفهم عليّاً ( عليه السلام ) ، ونحن نعرفهم في لحن القول » (4).
    [ 475/37 ] محمّد بن الحسن الصفّار ، عن محمّد بن حمّاد الكوفي ، عن أبيه ، عن
1 ـ في البصائر : عن آدم ، عن أبي الحسين ، عن اسماعيل ، عن أبي حمزة.
2 ـ في نسخة « س » : تعلم.
3 ـ بصائر الدرجات : 89/8 ، وعنه في البحار 26 : 119/6.
4 ـ بصائر الدرجات : 89/1 ، وأورده البرقي في المحاسن 1 : 227/16 ، والكليني في الكافي 1 : 437/9.


(410)
نصر بن مزاحم (1) ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) (2) ، قال : « إنّ الله أخذ ميثاق شيعتنا من صلب آدم ، فنعرف بذلك حبّ المحب وإن أظهر خلاف ذلك بلسانه ، ونعرف بغض المبغض وإن أظهر حبّنا أهل البيت » (3).
    [ 476/38 ] علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي (4) ، عن ابن سنان في قوله سبحانه ( وإذ أخذ ربّك من بني آدم من ظهورهم ذرّيتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربّكم قالوا بلى ) (5).
    قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : « أوّل من سبق إلى بلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وذلك أنّه كان أقرب الخلق إلى الله تبارك وتعالى ، وكان بالمكان الذي قال له جبرئيل لمّا اُسري به إلى السماء : تقدّم يا محمّد فقد وطأت موطئاً لم يطأه ملك مقرّب ولا نبيّ مرسل ، ولولا أنّ روحه ونفسه كانت من ذلك المكان لما قدّر أن يبلغه ، فكان من الله عزّ وجلّ كما
1 ـ نصر بن مزاحم : المنقري العطار أبو المفضل ، كوفي ، مستقيم الطريقة ، صالح الأمر ، له كتب منها : كتاب الجمل ، وصفين ، ومقتل الحسين ( عليه السلام ) ، وعين الوردة ، وأخبار المختار وغير ذلك ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الباقر ( عليه السلام ). توفي سنة اثنتي عشرة ومائتين.
    انظر رجال النجاشي : 427/1148 ، فهرست الشيخ : 254/773 ، رجال الشيخ : 139/3.
2 ـ في البصائر والاختصاص : عن أبي جعفر ( عليه السلام ).
3 ـ بصائر الدرجات : 90/3 ، وأورده المفيد في الاختصاص : 278.
4 ـ يحيى الحلبي : هو يحيى بن عمران بن أبي شعبة الحلبي ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن ( عليهما السلام ) ، ثقة ثقة ، صحيح الحديث. عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الصادق والكاظم ( عليهما السلام ).
    رجال النجاشي : 444/1199 ، رجال الشيخ : 335/40 و364/10.
5 ـ الأعراف 7 : 172.


(411)
قال الله تعالى ( قاب قوسين أو أدنى ) (1) أي بل أدنى ، فلمّا خرج الأمر من الله تعالى وقع إلى أوليائه ( عليهم السلام ).
    قال الصادق ( عليه السلام ) : كان الميثاق مأخوذاً عليهم لله بالربوبيّة ولرسوله بالنبوّة ولأمير المؤمنين والأئمّة ( عليهم السلام ) بالإمامة ، فقال : ألست بربّكم ومحمّد نبيّكم وعليّ إمامكم والأئمّة الهادين أئمّتكم ؟ فقالوا : بلى ، فقال الله تعالى ( أن تقولوا يوم القيامة ـ أي لئلاّ تقولوا يوم القيامة ـ إنّا كنّا عن هذا غافلين ) (2) فأوّل ما أخذ الله عزّ وجلّ الميثاق على الأنبياء له بالربوبيّة وهو قوله ( وإذ أخذنا من النبيّين ميثاقهم ) (3) فذكر جملة الأنبياء ثم أبرز أفضلهم بالأسامي ، فقال : ومنك يا محمّد ، فقدّم محمّداً ( صلى الله عليه وآله ) لأنّه أفضلهم ، ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم ، فهؤلاء الخمسة أفضل الأنبياء ورسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أفضلهم.
    ثمّ أخذ بعد ذلك ميثاق رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) على الأنبياء بالإيمان به وعلى أن ينصروا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقال ( وإذ أخذ الله ميثاق النبيّين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثمّ جاءكم رسول مصدّق لما معكم ـ يعني رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ـ لتؤمنّن به ولتنصرنّه ) (4) يعني أمير المؤمنين صلّى الله عليه ، تخبروا اُممكم بخبره وخبر وليّه من الأئمّة ( عليهم السلام ) » (5).
    [ 477/39 ] علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن
1 ـ النجم 53 : 9.
2 و3 ـ الأعراف 7 : 172.
4 ـ آل عمران 3 : 81.
5 ـ تفسير القمّي 1 : 246 ـ 247 ، وعنه في البحار 5 : 236/12.


(412)
عبدالله بن مسكان ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) (1) ، وعن أبي بصير ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في قوله عزّ وجلّ ( لتؤمنّن به ولتنصرنّه ) (2) قال : « ما بعث الله نبيّاً من لدن آدم فهلمّ جرّا إلاّ ويرجع إلى الدنيا فيقاتل وينصر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، ثم أخذ أيضاً ميثاق الأنبياء على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال ( قل ـ يا محمّد ـ آمنّا بالله وما اُنزل علينا وما اُنزل على إبراهيم واسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما اُوتي موسى وعيسى والنبيّون من ربّهم لا نفرّق بين أحد منهم ونحن له مسلمون ) (3) » (4).
    [ 478/40 ] علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن مسكان ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قول الله عزّ وجلّ ( وإذ أخذ ربّك من بني آدم من ظهورهم ذرّيتهم وأشهدهم على أنفسهم الست بربّكم قالوا بلى ) (5) قلت : معاينة كان هذا ؟ قال : « نعم ، فثبتت المعرفة ونسوا الموقف وسيذكرونه ، ولولا ذلك لم يدر أحد من خالقه ورازقه ، فمنهم من أقرّ بلسانه في الذرّ ولم يؤمن بقلبه ، فقال الله تعالى ( فما كانوا ليؤمنوا بما كذّبوا من قبل ) (6) » (7).
    [ 479/41 ] علي بن إبراهيم ، عن علي بن الحسين ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن
1 ـ أبو عبدالله ( عليه السلام ) ، لم يرد في نسخة « ق ».
2 ـ آل عمران 3 : 81.
3 ـ آل عمران 3 : 84.
4 ـ تفسير القمّي 1 : 247 ، وعنه في البحار 5 : 236/13.
5 ـ الأعراف 7 : 172.
6 ـ الأعراف 7 : 101.
7 ـ تفسير القمّي 1 : 248 ، وعنه في البحار 5 : 237/14.


(413)
محمّد بن علي ، عن علي بن أسباط ، عن علي بن معمّر ، عن أبيه ، قال : سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) عن قول الله عزّ وجلّ ( هذا نذير من النذر الاُولى ) (1) قال : « إنّ الله تبارك وتعالى لمّا ذرأ الخلق في الذرّ الأوّل فأقامهم صفوفاً قدّامه ، وبعث الله محمّداً ( صلى الله عليه وآله ) فآمن به قوم وأنكره قوم ، فقال الله ( هذا نذير من النذر الاُولى ) يعني به محمّداً ( صلى الله عليه وآله ) حيث دعاهم إلى الله عزّ وجلّ في الذرّ الأول » (2).
    [ 480/42 ] علي بن إبراهيم ، قال : حدّثنا علي بن الحسين ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن ابن محبوب ، عن الحسين بن نعيم الصحّاف (3) ، قال : سألت الصادق صلوات الله عليه عن قوله تعالى ( فمنكم كافر ومنكم مؤمن ) (4) فقال : « عرف الله عزّ وجلّ إيمانهم بولايتنا ، وكفرهم بتركها ، يوم أخذ عليهم الميثاق وهم ذرّ في صلب آدم ( عليه السلام ) » (5).
    [ 481/43 ] علي بن إبراهيم ، قال : أخبرنا أحمد بن إدريس ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن القاسم بن سليمان (6) ،
1 ـ النجم 53 : 56.
2 ـ تفسير القمّي 2 : 340 ، وعنه في البحار 5 : 234/7.
3 ـ الحسين بن نعيم الصحّاف : الكوفي مولى بني أسد ، ثقة ، روى عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، وكان متكلّماً مُجيداً ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ).
اُنظر رجال النجاشي : 53/120 ، رجال الطوسي : 169/65.
4 ـ التغابن 64 : 2.
5 ـ تفسير القمّي 2 : 371 ، وأورده الكليني في الكافي 1 : 413/4 و426/ صدر حديث 74.
6 ـ القاسم بن سليمان : وصفه النجاشي : بالبغدادي ، والشيخ الطوسي : بالكوفي ، والله العالم هل أنّه ينتسب إلى هاتين المدينتين أو إلى إحداهنّ. عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) اُنظر رجال النجاشي : 314/858 ، رجال الطوسي : 276/46.


(414)
عن جابر ، قال : سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول في هذه الآية ( والّو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غَدَقاً ) (1) : « يعني من جرى فيه شيء من شرك الشيطان ( على الطريقة ) يعني على الولاية في الأصل عند الأظلّة حين أخذ الله ميثاق ذريّة آدم ( أسقيناهم ماءً غدقاً ) يعني لكنّا وضعنا أظلّتهم (2) في الماء الفرات العذب » (3).
    [ 482/44 ] علي بن إبراهيم في قوله سبحانه وتعالى ( ونقلّب أفئدتهم وأبصارهم ) (4) قال : قال علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : « إنّ أول ما تغلبون عليه من الجهاد بأيديكم ، ثمّ الجهاد بألسنتكم ، ثمّ الجهاد بقلوبكم ، فمن لم يعرف قلبه معروفاً ، ولم ينكر منكراً انتكس قلبه فجعل أسفله أعلاه ، فلم يقبل خيراً أبداً ( كما لم يؤمنوا به أوّل مرّة ) (5) يعني في الذرّ والميثاق » (6).
    [ 483/45 ] ومن كتاب المشيخة للحسن بن محبوب ، عن محمّد بن النعمان مؤمن الطاق ، عن سلام (7) ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في قول الله جلّ وعزّ ( مخلّقة وغير
1 ـ الجن 72 : 16.
2 ـ في نسختي « س وض » : أصلهم.
3 ـ تفسير القمّي 2 : 391 ، وعنه في البحار 5 : 234/9.
4 و5 ـ الأنعام 6 : 110.
6 ـ تفسير القمّي 1 : 213 ، وأورده الشريف الرضي في نهج البلاغة 3 : 244/375.
7 ـ سلام : هو ابن المستنير الجعفي مولاهم كوفي ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام السجّاد والباقر ( عليهما السلام ) ، وزاد الشيخ عليه الإمام الصادق ( عليه السلام ).
رجال البرقي : 8 ، رجال الطوسي : 93/22 و125/23 و210/126.


(415)
مخلّقة ) (1) قال : « المخلّقة : هم الذرّ الذين خلقهم الله من صلب آدم وحوّاء ، وأخذ عليهم الميثاق ، ثمّ أجراهم في أصلاب الرجال ، وأرحام النساء ، وهم الذين يخرجون إلى الدنيا حتى يُسألوا عن الميثاق.
    وأمّا قوله ( وغير مخلّقة ) فهو كلّ نسمة لم يخلقهم الله من صلب آدم ( عليه السلام ) حين خلق الذرّ وأخذ عليهم الميثاق ، ومنهم : النُطَف من العَزْل والسِقْط ، قبل أن ينفخ فيه روح الحياة والبقاء ، وما يموت في بطن اُمّه قبل الأربعة أشهر ، وهم الذين لم ينفخ فيهم روح الحياة والبقاء ، قال : فهؤلاء قال الله عزّ وجلّ ( غير مخلّقة ) وهم الذين لا يُسألون عن الميثاق ، وإنّما هم خلق بدا لله فيهم فخلقهم في الأصلاب والأرحام » (2).
    [ 484/46 ] الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن أبي بصير ، قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : « ( وإذ أخذ ربّك من بني آدم من ظهورهم ذريّتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربّكم قالوا بلى ) (3) قال : ثمّ أخذ عليهم بعد التصديق والإيمان لأنبيائه لكلّ رسول يأتيهم مصدّقاً لما معهم ليؤمننّ به ولينصرنّه » (4).
    [ 485/47 ] الحسن بن محبوب ، عن الحسين بن نعيم الصحّاف ، قال : سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) عن قول الله عزّ وجلّ ( فمنكم كافر ومنكم مؤمن ) (5) قال : فقال :
1 ـ الحج 22 : 5.
2 ـ الكافي 6 : 12/1 ، إلى قوله : وهم الذين لم ينفخ فيهم روح الحياة والبقاء ، وعنه في تفسير البرهان 3 : 856/5 ، والبحار 6 : 343/28.
3 ـ الأعراف 7 : 172.
4 ـ لم أعثر له على مصدر.
5 ـ التغابن 64 : 2.


(416)
« عرف الله إيمانهم بولايتنا وكفرهم بها ، يوم أخذ عليهم الميثاق في صلب آدم ( عليه السلام ) وهم ذرّ » (1).
    [ 486/48 ] الحسن بن محبوب ، عن داود قال : سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) عن قول الله عزّ وجلّ ( أم حسبتم أن تدخلوا الجنّة ولمّا يعلمِ اللهُ الذين جاهَدوا منكم ) (2) قال : « إنّ الله قد علم بما هو مكوّنه قبل أن يكوّنه وهم ذرّ ، وعلم من يجاهد ومن لم يجاهد ، كما علم أنّه يميت خلقه قبل أن يميتهم ، ولم يرهم موتى وهم أحياء » (3).
    [ 487/49 ] الحسن بن محبوب ، عن صالح بن سهل ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : « إنّ بعض قريش قال لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : بأيّ شيء سبقت الأنبياء وأنت بُعثت آخرهم وخاتمهم ؟ فقال : إنّي كنت أول من آمن (4) ، وأول من أجاب حيث أخذ الله ميثاق النبيّين ( عليهم السلام ) وأشهدهم على أنفسهم ( ألست بربّكم قالوا بلى ) (5) فكنت أنا أول نبيّ قال بلى ، فسبقتهم إلى الإقرار بالله جلّ وعزّ » (6).
    [ 488/50 ] محمّد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه ( رحمه الله ) ، عن علي بن أحمد بن موسى ، عن حمزة بن القاسم العلوي ، قال : حدّثنا محمّد بن عبدالله بن عمران البرقي ، قال : حدّثنا محمّد بن علي الهمداني ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله وأبي الحسن ( عليهما السلام ) قالا : « لو قد قام القائم ( عليه السلام ) لحكم بثلاث لم يحكم بها أحد
1 ـ الكافي 1 : 413/4 و426/ صدر حديث 74 ، وتفسير القمّي 2 : 371. وتقدّم برقم 480.
2 ـ آل عمران 3 : 142.
3 ـ تفسير العيّاشي 1 : 199/147 ، وعنه في البحار 4 : 90/35.
4 ـ في نسخة « ض وق » : أقرّ. وفي « س » : بُرئ.
5 ـ الأعراف 7 : 172.
6 ـ الكافي 2 : 10/1 و1 : 441/6 ، وتقدّم عن الصفّار برقم 468. وعن الكليني برقم 445.


(417)
قبله : يقتل الشيخ الزاني ، ويقتل مانع الزكاة ، ويورّث الأخ أخاه في الأظلّة » (1).
    [ 489/51 ] وبالإسناد الأول عن محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن الحسن وعلي بن محمّد ، عن سهل بن زياد ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن بكير بن أعين ، قال : كان أبو جعفر ( عليه السلام ) يقول : « إنّ الله أخذ ميثاق شيعتنا بالولاية لنا وهم ذرّ ، يوم أخذ الميثاق على الذرّ ، والإقرار بالربوبيّة ، ولمحمّد ( صلى الله عليه وآله ) بالنبوّة » (2).
    [ 490/52 ] محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن أبي عبيدة وزرارة جميعاً عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في حديث طويل يذكر فيه تحاكم مولانا زين العابدين علي بن الحسين ( عليهما السلام ) مع محمّد بن الحنفية إلى الحجر الأسود لمّا قال محمّد لعلي بن الحسين ( عليهما السلام ) : « لا تنازعني الإمامة فإنّي أولى بها منك ـ وكانا يومئذ بمكّة ـ فانطلقا حتى أتيا الحجر ، فقال علي بن الحسين ( عليهما السلام ) لمحمّد : إبدأ أنت فابتهل إلى الله عزّ وجلّ واسأله أن ينطق لك الحجر ثمّ سله ، فابتهل محمّد بن الحنفية في الدعاء وسأل الله عزّ وجلّ ثمّ دعا الحجر فلم يجبه ، فقال علي بن الحسين صلوات الله عليهما : يا عم لو كنت وصيّاً وإماماً لأجابك.
    قال له محمّد : فادع الله أنت يابن أخي وسله ، فدعا الله عزّ وجلّ علي بن الحسين ( عليه السلام ) بما أراد ، ثم قال : أسألك بالذي جعل فيك ميثاق الأنبياء ، وميثاق الأوصياء ، وميثاق الناس أجمعين لما أخبرتنا من الوصيّ والإمام بعد الحسين بن علي ( عليه السلام ) ؟ قال : فتحرّك الحجر حتى كاد أن يزول عن موضعه ، ثم أنطقه الله عزّوجلّ
1 ـ الخصال : 169/223 ، وعنه في البحار 52 : 309/2.
2 ـ الكافي 1 : 436/1 ، وعنه في البحار 61 : 135/ صدر الحديث 10.


(418)
بلسان عربي مبين ، فقال : اللهّم إنّ الوصيّة والإمامة بعد الحسين بن علي ( عليه السلام ) لعلي بن الحسين بن علي ابن فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ).
    قال : فانصرف محمّد بن علي وهو يتولّى علي بن الحسين صلوات الله عليهم أجمعين » (1).
    [ 491/53 ] محمّد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي الربيع القزّاز ، عن جابر ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قلت له لِمَ سمّي أمير المؤمنين ؟ قال : « الله سمّاه ، وهكذا أنزل في كتابه ( وإذ أخذ ربّك من بني آدم من ظهورهم ذرّيتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربّكم ) (2) وأنّ محمّداً رسولي وأنّ عليّاً أمير المؤمنين » (3).
    [ 492/54 ] محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن محبوب ، عن الحسين بن نعيم الصحّاف ، قال : سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) عن قول الله عزّ وجلّ ( فمنكم كافر ومنكم مؤمن ) (4) فقال : « عرف الله إيمانهم بولايتنا وكفرهم بها ، يوم أخذ عليهم الميثاق في صلب آدم ( عليه السلام ) وهم ذرّ » (5).
1 ـ الكافي 1 : 348/5 ، وأورده الصفّار في بصائر الدرجات 502/3 ، وابن بابويه في الإمامة والتبصرة : 193/49 ، والطبرسي في الاحتجاج 2 : 147/185.
2 ـ الأعراف 7 : 172.
3 ـ الكافي 1 : 412/4 ، وعنه في تأويل الآيات 1 : 180/19.
4 ـ التغابن 64 : 2.
5 ـ الكافي 1 : 413/4 و426/ صدر حديث 10 ، وأورده القمّي في تفسيره 2 : 371. وتقدّم برقم 480 و485.


(419)
    [ 493/55 ] محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن سلمة بن الخطّاب (2) ، عن علي بن حسّان ، عن عبدالرحمن بن كثير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قوله عزّ وجلّ ( صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ) (3) قال : « صُبغ المؤمنون بالولاية (4) في الميثاق » (5).
    [ 494/56 ] محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن الحسن وعلي بن محمّد ، عن سهل بن زياد ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن بكير بن أعين ، قال : كان أبو جعفر ( عليه السلام ) يقول : « إنّ الله أخذ ميثاق شيعتنا بالولاية وهم ذرّ ، يوم أخذ الميثاق على الذرّ ، والإقرار بالربوبيّة لله ، ولمحمّد ( صلى الله عليه وآله ) بالنبوّة » (6).
    [ 495/57 ] محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن بكير بن أعين ، قال : كان أبو جعفر ( عليه السلام ) يقول : « إنّ الله تبارك وتعالى أخذ ميثاق شيعتنا بالولاية لنا وهم ذرّ ، يوم أخذ الميثاق على الذرّ بالإقرار له بالربوبيّة ، ولمحمّد ( صلى الله عليه وآله ) بالنبوّة ، وعرض الله عزّ وجلّ على محمّد ( صلى الله عليه وآله ) اُمّته في الطين وهم أظلّة ، وخلقهم من الطينة التي خلق منها آدم ( عليه السلام ) ، وخلق الله أرواح شيعتنا قبل أبدانهم بألفي عام ، وعرضهم عليه ، وعرّفهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وعرّفهم
1 ـ سلمة بن الخطّاب : هو أبو الفضل البراوستاني الأزدورقاني ـ قرية من سواد الري ـ عدّه الشيخ فيمن لم يرو عنهم ( عليهم السلام ). رجال النجاشي : 187/498 ، رجال الطوسي : 475/8.
2 ـ البقرة 2 : 138.
3 ـ في نسخة « ق » زيادة : لنا.
4 ـ الكافي 1 : 422/53 ، وعنه في البحار 23 : 379/65.
5 ـ الكافي 1 : 436/1 ، وعنه في البحار 61 : 135/ صدر حديث 10. وتقدّم برقم 489.


(420)
عليّاً ( عليه السلام ) ونحن نعرفهم في لحن القول » (1).
    [ 496/58 ] محمّد بن يعقوب ، عن بعض أصحابه رفعه عن محمّد بن سنان ، عن داود بن كثير الرقّي (2) ، قال : قلت [ لأبي عبدالله ( عليه السلام ) ] (3) ما معنى السلام على الله وعلى رسوله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ فقال ( عليه السلام ) : « إنّ الله عزّ وجلّ لمّا خلق نبيّه ووصيّه وابنته وابنيه وجميع الأئمّة ( عليهم السلام ) وخلق شيعتهم ، أخذ عليهم الميثاق ، وأن يصبروا ويصابروا ويرابطوا وأن يتقوا الله ، ووعدهم أن يسلّم لهم الأرض المباركة والحرم الآمن ، وأن يُنزل لهم البيت المعمور ، ويظهر لهم السقف المرفوع ، وينجّيهم من عدوّهم ، والأرض التي يبدلها من السلام ، ويسلّم ما فيها لهم.
    و ( لا شية فيها ) (4) قال : لا خصومة فيها لعدوّهم ، وأن يكون لهم منها ما يحبّون ، وأخذ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) على جميع الأئمّة وشيعتهم الميثاق بذلك ، وإنّما السلام
1 ـ الكافي 1 : 437/9 ، وأورده البرقي في المحاسن 1 : 227/16.
2 ـ داود بن كثير الرقّي : كوفي مولى بني أسد ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق والكاظم ( عليهما السلام ). وقد وثّقه الشيخ في المورد الثاني.
    وروي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنّه قال : « أنزلوا داود الرقّي مني منزلة المقداد من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ».
    روى عن الإمام موسى الكاظم وعلي الرضا ( عليهما السلام ). مات بعد شهادة الإمام الرضا ( عليه السلام ) بقليل.
    اُنظر رجال النجاشي : 156/410 ، رجال البرقي : 32 و47 ، رجال الطوسي : 190/9 و349/1 ، رجال الكشي : 402/750 ، مشيخة الفقيه : 95 ، وانظر قول السيد الخوئي ـ في معجم رجال الحديث 8 : 128 ـ في ابن الرقّي.
3 ـ أثبتناه من الكافي.
4 ـ البقرة 2 : 71.
مختصر البصائر ::: فهرس