قصائد خالدة
بكـيتُ لرسـمِ الـدار من عَـرَفاتِ وفَكَّ عُرى صبري، وهاجت صَبابتي مدارسُ آيـاتٍ خَلَـت مـن تـلاوةٍ لآلِ رسولِ الله بالخـيفِ مـن مِنىً ديار عـليٍّ والحـسيـنِ وجـعفرٍ مـنازل وحـيِ الله .. يَنـزِلُ بينَها منازل قـومٍ يُهتدى بـهــداهـمُ منازل كـانـت للصلاةِ وللتُّـقى مـنازلُ .. جِبريلُ الأمـينُ يَـحِلُّها منازل وحـيِ الله، مَعدِن علـمِه ديـارٌ عفاها جورُ كـلِّ مُـنابـذٍ قِفا .. نسألِ الدارَ التي خَفَّ أهلها : وأين الأُلى شَطّت بهم غربةُ النوى همُ أهلُ ميراثِ النبيِّ إذا اعـتزَوا وما الناسُ إلاّ غاصبٌ ومكـذِّبٌ فكيف يُحبّون الـنبـيَّ ورهـطَهُ أفاطمُ .. قُومي يا ابنةَ الخير واندُبي قبورٌ بكوفانٍ، وأخـرى بطـيبةٍ، وقبرٌ بأرضِ الجَـوزَجـانِ مَحِلُّهُ وقبـر ببغـدادٍ لـنـفسٍ زكيـةٍ وقبرٌ بطوسٍ .. يا لَها من مُصيبةٍ إلى الحشرِ .. حتّى يبعثَ اللهُ قائماً فأمّا المُمِضّاتُ التـي لستُ بالغاً قبورٌ بجنبِ النهرِ من أرضِ كربلا تُوفُّوا عُطاشـى بالفراتِ .. فليتَني إلى اللهِ أشكـو لَوعةً عند ذِكرِهم أخافُ بأن أزدارَهُم فتَشـوقَـني تَقسّمَهُم رَيبُ المَنونِ، فـما تَرى سـوى أنّ منهم بالمدينة عُـصبةً قليلة زُوّارٍ .. سوى بعـضِ زُوَّرٍ لـهم كلَّ يـومٍ نَومةٌ بمضاجِـعٍ سأبكيـهمُ مـا حَـجَّ للهِ راكـبٌ وإنّي لمَـولاهـم، وقـالٍ عدوَّهم أُحبُّ قَصيَّ الرحم من أجل حبّكم وأكتمُ حُبِّيكُم؛ مخافـةَ كـاشـحٍ فياعينُ .. بَكِّيهم وجـودي بعَبرةٍ لقد خِفتُ في الدنيـا وأيامِ سعيها ألَم تَرَ أنّي مـذ ثـلاثينَ حـجّةً أرى فَـيأهُم في غيرهـم مُتَقسَّماً سأبكيهمُ ما ذَرَّ في الأرضِ شارقٌ وما طَلَعت شمسٌ وحانَ غُروبُها فولا الذي أرجوه في اليوم أو غدٍ خروجُ إمامٍ، لا مَـحالةَ خـارجٌ وأذريـتُ دمـعَ العينِ بـالعَـبَراتِ رسومُ ديارٍ قـد عَفَـت وعِــراتِ ومـنزلُ وحـيٍ مُقـفِر العَرَصاتِ وبالـركن والتعريف والجـمَـراتِ وحـمـزةَ والسجّادِ ذي الثَّـفِنـاتِ على أحـمـدَ المذكورِ في السُّوراتِ فتُؤمَـنُ مـنـهـم زَلّـةُ العَثَراتِ وللصومِ والتطـهيرِ والـحسَنـاتِ مـن الله بـالتـسليم والرَّحَـمـاتِ سبيلُ رشـادٍ واضـح الـطُّرُقاتِ ولـم تَـعفُ للأيـام والســنواتِ متى عهدُها بالصومِ والصلواتِ ؟ أفانينَ في الآفاقِ مُفـتَرِقـاتِ ؟ وهم خيرُ ساداتٍ وخيرُ حُــماةِ ومُضطغنٌ ذو إحـنَةٍ وتِـراتِ وهم تركوا أحشاءهم وَغِراتِ ؟! نجومَ سـمـاواتٍ بـأرضِ فَلاةِ وأخرى بفَخٍّ .. نـالَها صَــلَواتي وقبر بباخَمْرى .. لـدى الغُرباتِ تَضمّنها الرحمنُ في الغُرُفـاتِ ألَحَّت على الأحشاءِ بـالزَّفَراتِ يُفرِّجُ عـنّا الهـمَّ والكُــرُباتِ مبالغَها مـنّي بـكُنهِ صـفـاتِ: مُعَرَّسُهم فـيهـا بشـطِّ فُـراتِ تُوفِّيتُ فيهـم قـبلَ حيـنِ وفاتي سَقَتـني بكأسِ الثُّكلِ والفَظَـعاتِ مـصارعُهم بالجزعِ فالنَّـخَلاتِ لهم عُقوة مَغشيّة الحـجـراتِ مدى الدهرِ أنضاءً مِن اللَّزَبـاتِ من الضُّبع والعِقبان والـرّخَماتِ لهم، في نواحي الأرض مختلِفاتِ وما ناحَ قُـمريٌّ على الشجراتِ وإنـي لمحزونٌ بطـولِ حياتي وأهجُر فيكم أُسـرتـي وبنـاتي عنيدٍ، لأهلِ الـحقِّ غـيرِ مُواتِ فقد آنَ للتَّسكابِ والــهـمَلاتِ وإنّي لأرجو الأمـنَ بعد وفاتي أروحُ وأغـدو دائمَ الحسَراتِ ؟! وأيديهمُ من فَـيئهم صَـفِـراتِ ونادى مُنادي الخير بـالصلواتِ وبالليل أبكيـهم .. وبـالغُـدُواتِ تَقَطَّع نفسي إثـرَهُـم حَـسَراتِ: يقوم على اسـم الله والبـركاتِ
قصائد خالدة ::: فهرس