قاطعة اللجاج في تحقيق حلّ الخراج ::: 1 ـ 15

قاطِعَةُ اللجَاجِ
في
تَحقيق حلّ الخَرَاج
تأليف
الشيخ علي بن الحسين بن عبد العالي الكركي
المحقق الثاني


(3)
بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة على خير خلقه وخاتم رسله محمد وآله الطيبين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين.
    وبعد فإن الانسان إنسان بفكره وثقافته ، والأمم حية بحياة أفكارها وعلومها ، والعلماء هم أصحاب الدور الأسمى في قيادة الأمة ، والحفاظ على حياتها الفكرية وإحياء تراثها العلمي وإثرائه. والأمة الاسلامية بفضل ثقافة القرآن العظيم وتربية الرسول الأعظم والمعصومين من آله امتازت بعلماء فطاحل ، ومفكرين عظام ارتووا من معين الحق الذي لا ينضب ، وخلدتهم دروسهم بألسنتهم وأقلامهم بما جسدته كتبهم من ثقافتهم وأفكارهم.
    ومن أولئك الورع التقي ، والمحقق البارع ، المولى الشيخ أحمد ، المعروف ب‍ « المقدس الأردبيلي » والشيخ علي بن الحسين بن عبد العالي الكركي المعروف ب‍ « المحقق الثاني » والشيخ إبراهيم بن سليمان المعروف ب‍ « الفاضل القطيفي » والشيخ ماجد بن فلاح الفاضل الشيباني فإنهم رضوان الله تعالى عليهم قاموا بحل بعض القضايا المستحدثة على ضوء الكتاب الكريم وسنة المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين وبذلوا جهودهم فيه وهذه هي سمة بارزة اتسم بها فقهاؤنا على طول التاريخ ومنقبة حازها الفقه الجعفري الحنيف ، سجلت ذلك كتب الفقه المقارن وزخرت به كذلك كتب التراجم ، وبحث الخراج في زمن الدولة الصفوية يمثل


(4)
حدثا مستجدا وقع ضمن اهتمام المحقق الثاني العلامة الكركي قدس سره بل ومارس تنفيذه وعمم بنوده في كل البلاد الصفوية.
    وقد فتحت رسالة الخراج للعلامة الكركي حوارا فقهيا امتد من بعده في رسائل أخرى تناولت نفس الموضوع ، ومجموع هذه الرسائل يمثل مصداقا عمليا على الاهتمام الفقهي للعلماء بالاحداث المستجدة ، وأيضا هذه الرسائل تمثل حقبة علمية وتاريخية خاصة تستدعي الاهتمام بها ، ولذا وانطلاقا من المسؤولية التي قامت بها هذه المؤسسة لاحياء التراث الفقهي والعلمي لها الفخر في هذه المرة أن تقوم بنشر هذه الرسائل التي سميناها ب‍ « الخراجيات » بعد تحقيقها وتقييم متونها من قبل جماعة من الأفاضل خدمة لرواد العلم والفضيلة وأخيرا نقدم جزيل شكرنا لأولئك الأخوة سائلين المولى عز وعلا التوفيق لهم ولها إنه خير ناصر ومعين.
مؤسسة النشر الاسلامي
التابعة لجماعة المدرسين ب‍ « قم المشرفة »


(5)
بسم الله الرحمن الرحيم
    وصفه والثناء عليه :
    لعل أول من ذكره من أرباب التواريخ والسير معاصره المؤرخ الفارسي الصفوي خواند أمير في أواخر تاريخه « حبيب السير » في أثناء تعداد علماء دولة السلطان الشاه إسماعيل الصفوي ما معناه :
    إن من جملتهم الشيخ علاء الدين عبد العالي ، وعلو مرتبة ذلك المتقي الورع في تحصيل العلم والفضيلة بمنزلة وصل بها إلى درجة الاجتهاد ، وقد صار لغاية تبحره في العلوم العقلية والنقلية معتمدا لحكماء الاسلام ومرجعا للعلماء الواجبي الاحترام ، وكانت فصاحة بيانه وطلاقة لسانه خارجة عن درجة التوصيف ، ونهاية تدينه وتقواه عند الأكابر والأصاغر ( معترفا بها ) .. وفي هذا التاريخ يعني سنة ثلاثين وتسعمائة بلاد بغداد والحلة والنجف معمورة بوجوده الشريف.
    نقل كلامه هذا المولى عبد الله الاصفهاني في « رياض العلماء » وعلق عليه يقول :
    أقول : في كلامه تأمل : لأن اسمه الشريف هو الشيخ علي بن عبد العالي لا علاء الدين عبد العالي (2).
1 ـ نسبة إلى كرك نوح أي قرية نوح بالسريانية والعبرية ، وفيها قبر يقال إنه قبر نوح ، وهي من قرى بعلبك في البقاع من لبنان. رأيتها بنفسي. وراجع تاريخ كرك نوح للدكتور حسن نصر الله : 84 وأيضا : معجم أسماء المدن والقرى اللبنانية : 145.
2 ـ رياض العلماء 3 : 444.


(6)
    ثم نقل عن « أحسن التواريخ » لحسن بيك روم لو المعاصر للشيخ علي الكركي أنه قال بشأنه :
    لم يسع أحد بعد الخواجة نصير الطوسي في الحقيقة أزيد مما سعى الشيخ علي الكركي هذا في إعلاء أعلام المذهب الحق الجعفري الاثني عشري ، وكان له في منع الفجرة والفسقة. وزجرهم ، وقلع قوانين المبتدعة وقمعها ، وفي إزالة الفجور والمنكرات ، وإراقة الخمور والمسكرات ، واجراء الحدود والتعزيرات ، واقامة الفرائض والواجبات ، والمحافظة على أوقات الجمعة والجماعات ، وبيان أحكام الصيام والصلوات ، والفحص عن أحوال الأئمة والمؤذنين ، ودفع شرور المفسدين والمؤذين ، وزجر مرتكبي الفسوق والفجور حسب المقدور ، مساعي جميلة ، ورغب عامة العوام في تعلم الشرائع وأحكام الاسلام وكلفهم بها (1).
    وقال : ويلوح من بعض التواريخ الفارسية : أن الشيخ علي الكركي هذا قد دخل بلاد العجم في زمن سلطنة السلطان الشاه إسماعيل .. وفي سنة غلبة السلطان المذكور على شاه بيگ خان ملك الاوزبك ، وذلك بعد ظهور دولة الشاه إسماعيل المذكور بعشر سنين ، وأنه بعد دخول السلطان الشاه إسماعيل إلى هراة في تلك السنة دخل الشيخ علي المذكور في هراة عليه في تلك السنة (2).
    وذكره التفرشي في رجاله فقال : علي بن عبد العالي الكركي « قدس الله روحه » شيخ الطائفة وعلامة وقته ، صاحب التحقيق والتدقيق ، كثير العلم ، نقي الكلام ، جيد التصانيف من أجلاء هذه الطائفة (3).
    وذكره الحر العاملي في « أمل الآمل » فقال : الشيخ الجليل علي بن عبد العالي العاملي الكركي ، أمره في الثقة والعلم والفضل ، وجلالة القدر وعظيم الشأن وكثرة التحقيق ، أشهر من أن يذكر.
    ثم نقل عن الشهيد الثاني. أنه أثنى عليه في بعض إجازاته فقال عند ذكره :
1 ـ رياض العلماء 3 : 450 ، 451.
2 ـ رياض العلماء 3 : 445.
3 ـ نقد الرجال : 238 للتفرشي ت 1015 ه‍.


(7)
الشيخ الإمام المحقق المنقح ، نادرة الزمان ، ويتيمة الاوان (1).
    وذكره المجلسي في أول « بحار الأنوار » فقال فيه : أفضل المحققين ، مروج مذهب الأئمة الطاهرين ، نور الدين علي بن عبد العالي الكركي « أجزل الله تشريفه ، وحشره مع الأئمة الطاهرين » حقوقه على الايمان وأهله أكثر من أن يشكر على أقلها ، وتصانيفه في نهاية الرزانة والمتانة (2).
    وذكره المولى عبد الله الاصفهاني في « رياض العلماء » فقال :
    الشيخ الجليل الشهيد زين الدين أبو الحسن علي بن الحسين بن عبد العالي العاملي الكركي ، الفقيه المجتهد الكبير ، العالم العلامة ، الملقب بالشيخ العلائي والمعروف بالمحقق الثاني ، شيخ المذهب ، ومخرب ( مذهب ) أهل النصب والوصب ..
    سافر من بلاد الشام ( لبنان ) إلى بلاد مصر وأخذ عن علمائها .. وسافر إلى عراق العرب وأقام بها زمانا طويلا ، ثم سافر إلى بلاد العجم واتصل بصحبة السلطان ، وقد عين له وظائف وادارات كثيرة ، حتى أنه قرر له سبعمائة تومانا في كل سنة بعنوان « السيورغال » في بلاد عراق العرب ، وكتب في ذلك حكما ، وذكر فيه اسمه في نهاية الاجلال والاحترام (3).
    وقال : وقد كان هذا الشيخ معظما عند السلطان الشاه طهماسب في الغاية ، وأعطاه وظائف و « سيورغالات » وادارات ببلاد عراق العرب ، وقد نصبه حاكما في الأمور الشرعية بجميع بلاد ايران ، وأعطاه في ذلك الباب حكما وكتابا يقضي منه العجب ، لغاية مراعاة ذلك السلطان لأدبه في ذلك الكتاب (4).
    مشايخه من الخاصة والعامة :
    قال الحر العاملي في « أمل الآمل » يروي عن :
1 ـ أمل الآمل 1 : 121.
2 ـ بحار الأنوار 1 : 21 و 41.
3 ـ رياض العلماء 3 : 441.
4 ـ رياض العلماء 3 : 450.


(8)
    1 ـ الشيخ شمس الدين محمد بن داود .. ويروي عن :
    2 ـ الشيخ علي بن هلال الجزائري (1) ولم يذكر من الخاصة غيرهما.
    وقال الأفندي في « رياض العلماء » : وقد قرأ ( قدس سره ) وروى عن جماعة من علماء العامة أيضا ، على ما صرح به في إجازاته :
    منها ما قاله في إجازته للمولى برهان الدين أبي إسحاق إبراهيم بن علي الخونساري الاصفهاني ، على ظهر نسخة من « كشف الغمة لعلي بن عيسى الاربلي » قرأها عليه ، على ما رأيته بخطه الشريف بهذه العبارة :
    « وأما كتب أهل السنة في الفقه والحديث : فإني أروي الكثير منها عن مشايخنا وعن مشايخ أهل السنة. فأما روايتي لذلك عن أصحابنا فإنما هي بالاجازة ، وأما عن مشايخ أهل السنة فبالقراءة لبعض ، المكملة بالمناولة ، وبالسماع لبعض ، وبالاجازة لبعض الفقرات ( من ) بعض.
    فصحيح البخاري على عدة ، منهم :
    1 ـ الشيخ الأجل العلامة أبو يحيى زكريا الأنصاري ، وناولني مجموعة مناولة مقرونة بالاجازة ، وأخبرني : أنه يروي عن جمع من العلماء :
    منهم : قدوة الحفاظ ومحقق الوقت ، أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر : قال : أنابه العفيف أبو محمد عبد الله بن محمد بن محمد بن سليمان النيسابوري ، سماعا لمعظمه وإجازة دائرة. قال : أنابه الوفي أبو إبراهيم بن محمد الطبري ، أنابه أبو القاسم عبد الرحمن بن أبي حرقي ، سماعا إلا شيئا يسيرا ، قال : أنا به أبو الحسن علي بن حميد ابن عمار الطرابلسي ، أنا به أبو مكتوم عيسى بن الحافظ أبي ذر عبد بن أحمد الهروي ، قال : أنا به أبي مآل ، أنابه أبو العباس أحمد بن أبي طالب بن أبي النعيم نعمة بن حسن بن علي بن بيان الصالحي الحجار ، سماعا لجميعه ، قال : وأنبأت به أم محمد ست الوزراء وزيرة ابنة عمر بن سعد بن المنجا التنوخية ، سماعا لجميعه إلا يسيرا ، مجبورا بالاجازة ، قالت : أنابه أبو عبد الله الحسين بن أبي بكر المبارك بن
1 ـ أمل الآمل 1 : 122.

(9)
محمد بن يحيى الزبيدي ، سماعا ، قال : أنابه أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب الشجري الهروي سماعا عليه لجميعه ، قال : أخبرنا به أبو الحسن عبد الرحمن ابن محمد بن المظفر بن داود الداودي ، قال : أنا به أبو محمد عبد الله بن حمويه ، أنابه أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مطر بن صالح بن بشر الغربري ، قال : أنا به مؤلفه الحافظ الناقد أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري.
    2 ـ وأما صحيح مسلم : فإني قرأت بعضه على الشيخ العلامة الرحلة عبد الرحمان بن إبانة الأنصاري بمصر في الثاني عشر من شعبان من سنة خمس وتسعمائة ، وناولني باقيه مناولة مناولة مقرونة بالاجازة ، وله إسناد عال مشهور ، بالصحيح المذكور.
    3 ـ وسمعته إلا مواضع بدمشق بالجامع الاموي ، على العلامة الشيخ علاء الدين البصروي ، وأجاز في روايته ، ورواية جميع مروياته.
    وكذا سمعت عليه معظم مسند الفقيه الرئيس الأعظم محمد بن إدريس الشافعي المطلبي.
    وأما موطأ الإمام العالم مالك بن أنس نزيل دار الهجرة المقدسة : فإني أرويه بعدة طرق عن أشياخ علماء الخاصة والعامة.
    وكذا مسند الإمام المحدث الجليل أحمد بن حنبل ، ومسند أبي يعلي ، وسنن البيهقي والدار قطني ، وغير ذلك من المصنفات الكثيرة الشهيرة (1).
    فهؤلاء ثلاثة من العامة ، بالاضافة إلى اثنين من الخاصة ، فجميع شيوخه خمسة.
    تلامذته والراوون عنه :
    قال الأفندي في « رياض العلماء » وله ( قدس سره ) جماعة كثيرة من التلامذة من العرب والعجم ، في جبل عاملة ، وفي العراق ، وفي بلاد ايران وغيرها.
    1 ـ منهم : السيد الأمير محمد بن أبي طالب الاسترابادي الحسيني الموسوي.
1 ـ رياض العلماء 3 : 449 ، 450.

(10)
    2 ـ ومنهم : السيد شرف الدين علي الحسيني الاسترابادي النجفي.
    3 و 4 ـ ومن تلامذته : الشيخ علي بن عبد العالي الميسي ، والشيخ إبراهيم ولده. وقد ذكره « قده » بعض مؤلفاته في إجازته للشيخ علي بن عبد العالي الميسي والشيخ إبراهيم ولده حيث قال : و « كذلك أجزت رواية ما صنفته وألفته على نزارته وقلته ».
    5 ـ ومن تلامذة الشيخ علي هذا : المولى كمال الدين درويش محمد ابن الشيخ حسن العاملي ( النطنزي ) جد والد المولى الاستاذ ( المجلسي ) من قبل أمه ، كما صرح بذلك الاستاذ المذكور نفسه في « الأربعين » وغيره أيضا.
    6 ـ ومنهم : الشيخ زين الدين الفقعاني.
    7 ـ والشيخ أحمد بن محمد بن أبي جامع العاملي ، وقد كتب له إجازة تاريخها سنة ثمان وعشرين وتسعمائة بالغري.
    8 ـ ومنهم : الشيخ علي؟؟ ( زين الدين العاملي صهر شيخنا البهائي شيخ الاسلام باصبهان ).
    9 ـ ومنهم : الشيخ أحمد بن محمد بن خاتون العاملي.
    10 ـ ومنهم : الشيخ نعمة الله بن أحمد بن محمد بن خاتون العاملي ( ولده ).
    11 ـ ومنهم الشيخ إبراهيم بن علي بن يوسف الخونساري الاصفهاني ، وقد أجازه بإجازة نقلناها.
    12 ـ ويظهر من آخر « وسائل الشيعة » للشيخ المعاصر « قده » : أن الشيخ عبد النبي الجزائري أيضا يروي عن الشيخ علي الكركي هذا ، فتأمل (1). ونقل حسن بيگ روم لو المعاصر للشيخ علي الكركي هذا ، في تاريخه بالفارسية : حكاية مواضعة الشيخ علي الكركي هذا مع الصدر الكبير الأمير جمال الدين محمد الذي كان صدرا ( رئيس الوزراء ) للسلطان الشاه إسماعيل ، والسلطان الشاه طهماسب الصفوي على قراءة الشيخ علي « شرح التجريد الجديد »
1 ـ رياض العلماء 3 : 442 ، 443.

(11)
على الصدر المذكور ، وقراءة ذلك على هذا الشيخ « قواعد الأحكام » للعلامة. فقرأ الشيخ علي عليه درسين من « شرح التجريد الجديد ».
    ثم تعارض ذلك الصدر : وأما الصدر فلم يقرأ على الشيخ علي « القواعد » أصلا (1).
    13 ـ ومنهم : الشيخ علي بن هلال بن علي بن هلال الجزائري العاملي الكركي ، قال الأفندي في « رياض العلماء » رأيت منه إجازة لتلميذه المولى ملك محمد الاصفهاني ، ويظهر من تلك الاجازة أنه يروي عن جماعة .. منهم الشيخ علي ابن عبد العالي الكركي العاملي المشهور. له رسالة في المسائل الفقهية العامة البلوى من كتاب الطهارة ، كتب بعض الأفاضل على هامشها : أن هذا الشيخ توفي في أصفهان يوم الاثنين ثالث عشر شهر ربيع الأول سنة أربع وثمانين وتسعمائة (2).
    وقال فيه السيد الامين العاملي : سكن أصفهان وتوفي فيها عاملا فاضلا فقيها ، يروي عن المحقق الكركي وكان من تلاميذه ، وهو أبو زوجة الشيخ البهائي. كان شيخ الاسلام في أصفهان وبعد وفاة أستاذه الكركي أصبح شيخ الاسلام على الإطلاق ، وبعده أصبح صهره البهائي على ابنته الوحيدة الفاضلة شيخ الاسلام ، وكان للمترجم خمسة آلاف كتاب كان قد جاء بها من الهند ، فلما توفي ورثتها ابنته الوحيدة فأوقفها الشيخ البهائي في المكتبة الكبيرة التي ضاعت بعده لعدم اهتمام المتولين لها. ذكر ذلك الاصفهاني في « رياض العلماء » (3).
    14 ـ ومنهم : السيد شرف الدين السماك العجمي (4).
    15 ـ وقد انهى صاحب « الحدائق » سلسلة إجازته إلى الفاضل القطيفي عن المحقق الكركي (5).
1 ـ رياض العلماء 3 : 450.
2 ـ رياض العلماء 4 : 284.
3 ـ أعيان الشيعة 8 : 369 وليس في ترجمة الشيخ علي بن هلال ، ولم أتتبعه في سائر مظانه.
4 ـ ذكره ابن العودي ، كما في الدر المنثور 2 : 169.
5 ـ لؤلؤة البحرين : 159.


(12)
    مصنفاته ومؤلفاته :
    قال الأفندي في « رياض العلماء » : وقد ذكر « قده » بعض مؤلفاته في أجازته للشيخ علي بن عبد العالي الميسي والشيخ إبراهيم ولده ، حيث قال :
    « وكذلك أجزت رواية ما صنفته وألفته على نزارته وقلته ، من ذلك ما خرج من :
    1 ـ شرح « قواعد الأحكام » في خمسة مجلدات تخمينا. ومن ذلك :
    2 ـ كتاب النفحات ، أعاد الله من بركاته. ومن ذلك :
    3 ـ الرسالة الجعفرية ، ( في الواجبات والمستحبات من الصلوات اليومية فرغ منها بمشهد سنة 917 ه‍ ) و :
    4 ـ الرسالة الخراجية ( وهي : قاطعة اللجاج في تحقيق حل الخراج فرغ منه في 11 ربيع الثاني 916 ه‍ ) و :
    5 ـ الرسالة الرضاعية ( فرغ منها في 11 ربيع الآخر سنة 916 ه‍ كما في الذريعة 11 : 192 ) و :
    6 ـ رسالة الجمعة ( فرغ منها : سنة 921 ه‍ وفيها نيابة الفقيه عن الحجة في زمن الغيبة ، كما في الذريعة 15 : 75 ). وغير ذلك من الرسائل .. ومن ذلك ما خرج من :
    7 ـ حواشي « مختلف الشيعة ». و :
    8 ـ حواشي كتاب « شرايع الاسلام ». و :
    9 ـ حواشي كتاب « ارشاد الأذهان » وغيرها (1).
    وقال بعض أفاضل تلامذة الشيخ علي الكركي هذا ، في رسالة ذكر فيها أسامي مشايخنا ما هذا لفظه : ومنهم الشيخ الأجل الرفيع القدر ، شيخ الاسلام والمسلمين الشيخ علي بن عبد العالي الكركي ، صاحب التعليقات الحسنة والتصانيف المليحة ، فمن تصانيفه : « شرح القواعد » وقد خرج منه ست مجلدات ، إلى بحث التفويض من النكاح ، شرحا لم يعمل قبله أحد مثله ، حل مشكله مع
1 ـ رياض العلماء 3 : 441 ، 442.

(13)
تدقيقات حسنة وتوفيقات لطيفة ، خال من التطويل والاكثار ، وشارح لجميع ألفاظه المجمع عليه والمختلف فيه. وله « شرح الارشاد » و « شرح الشرائع » وكتاب « نفحات اللاهوت في لعن الجبت والطاغوت » ورسائل أخرى : كالجمعة ، و :
    10 ـ رسالة السبحة ( والخراجية ) ، و :
    11 ـ الخيارية ، و :
    12 ـ المواتية ، و « الجعفرية » و « الرضاعية » ، و :
    13 ـ شرح الالفية ( للشهيد الأول في الفقه ).
    وقد لازمته مدة من الزمان وبرهة من الاحيان ، واستفدت من لطائف أنفاسه وأخذت من غرائب أغراسه. أسكنه الله بحبوحة جنانه (1).
    والمجلسي في أول « بحار الأنوار » ذكر اسم « نفحات اللاهوت » هكذا : « أسرار اللاهوت في وجوب لعن الجبت والطاغوت » (2).
    وأضاف الحر العاملي في « أمل الآمل » من كتبه ورسائله :
    14 ـ رسالة أقسام الأرضين ، ولعلها هي الخراجية ، و :
    15 ـ رسالة صيغ العقود والايقاعات ، و :
    16 ـ رسالة السجود على التربة ( المشوية = المطبوخة ألفها في 11 ربيع الأول سنه 933 ه‍ في النجف ردا على الفاضل القطيفي ) و :
    17 ـ رسالة الجنائز ، و :
    18 ـ رسالة أحكام السلام ، و :
    19 ـ النجمية ( في الكلام ) ، و :
    20 ـ المنصورية. ( ولعلها باسم الأمير غياث الدين منصور الشيرازي وزير الشاه طهماسب ) و :
    21 ـ رسالة في تعريف الطهارة (3).
1 ـ رياض العلماء 3 : 443 ، 444.
2 ـ بحار الأنوار 1 : 21.
3 ـ أمل الآمل 1 : 121.


(14)
    وقال الأفندي في « رياض العلماء » : ومن مؤلفاته أيضا : كتاب ..
    22 ـ المطاعن المحرمية. نسبه إليه ولده الشيخ حسن في كتاب « عمدة المقال في كفر أهل الضلال » ونسبه إليه الشيخ المعاصر ( لحر العاملي ) في « الرسالة الاثنى عشرية في الرد على الصوفية » مع أنه لم يذكره في « أمل الآمل » وقال في تلك الرسالة : إن الشيخ علي هذا ، أورد في ذلك الكتاب أخبارا كثيرة في الرد على الصوفية وذمهم وكفرهم ، وذكر فيه أيضا وجوها عقلية متعددة في هذا المعنى. وله أيضا :
    23 ـ رسالة في العدالة. و :
    24 ـ رسالة في الغيبة. وجواب أسئلة كثيرة ، واجازات كثيرة صغيرة وكبيرة ، و :
    25 ـ الرسالة الحجية ، نسبها إليه الصدر الكبير آميرزا رفيع الدين محمد في « رد شرعة التسمية » للسيد الداماد. وينقل عنها فيه. وقد رأيت نسخة منه مع شرح بعض علماء عصره عليها. وله أيضا :
    26 ـ حاشية على « تحرير الأحكام » للعلامة في الفقه. وينقل عنها الشيخ حسن في فروع « معالم الدين » وصرح بأنه مأخوذ منها في هوامش الكتاب.
    وأما رسالة الجمعة فهي داخلة في « شرح القواعد » على ما صرح نفسه به في بحث صلاة الجمعة من « شرح القواعد » وقال : « من أراد أن يفرزها فليفرزها فإنها رسالة برأسها في الحقيقة ». وأودع في تلك الرسالة القول بالوجوب التخييري في صلاة الجمعة في زمن الغيبة ، ولكن مع وجود المجتهد الجامع الشرائط. وكان هو مقيمها لأنه نائب على القوم.
    وقال حسن بيگ روم لو المعاصر للشيخ علي الكركي هذا في تاريخه بالفارسية ( أحسن التواريخ ) : وله أيضا :
    27 ـ الرسالة الكرية. و :
    28 ـ حاشية على « المختصر النافع » للمحقق كلتاهما لم تتما. و :
    29 ـ الرسالة في التعقيبات.


(15)
    ثم قال الأفندي : والظاهر أن له أيضا :
    30 ـ حاشية كالشرح على اللمعة ، على طريقة « قوله ».
    ونقل عن حسن بيگ روم لو : والشرح والحاشية على الارشاد. وعلق عليه يقول :
    الظاهر أن الحاشية في قوله « والشرح والحاشية على الارشاد » من باب العطف التفسيري ، إذا لم أجد من مؤلفاته شرحا آخر على الارشاد سوى الحاشية عليه ، ويحتمل أن يكون قد اشتبه عليه « شرح الارشاد » للشهيد الثاني فنسبه أيضا إلى الشيخ علي هذا.
    ثم كتب في تعليقته بخطه : أقول : الحاشية على الارشاد للشيخ علي ، وشرح الارشاد لولده الشيخ عبد العالي (1).
    قاطعة اللجاج :
    لا يخفى أن المحقق الكركي (ره) نفسه قد عبر عن رسالته في مقدمتها بما هو نصه : « لما توالى على سمعي تصدي جماعة من المتسمين بسمة الصلاح وثلة من غوغاء الهمج الرعاء أتباع كل ناعق الذين أخذوا من الجهالة بحظ وافر واستولى عليهم الشيطان ، فحل منهم في سويداء الخاطر ، لتقريض العرض وتمزيق الأديم ، والقدح بمخالفة الشرع الكريم ، والخروج عن سواء النهج القويم .. وفي زماننا حيث استولى الجهل على أكثر أهل العصر ، واندرس بينهم معظم الأحكام ، وخفيت مواضع الحلال والحرام هدرت شقاشق الجاهلين ، وكثرت جرأتهم على أهل الدين ، استخرت الله تعالى وكتبت في تحقيق هذه المسألة « رسالة » ضمنتها ما نقله فقهاؤنا في ذلك من الأخبار عن الأئمة الأطهار عليهم السلام ، وأودعتها ما صرحوا به في كتبهم من الفتوى بأن ذلك حلال لا شك فيه وطلق لا شبهة تعتريه على وجه بديع ، تذعن
1 ـ رياض العلماء 3 : 450 452.
قاطِعَةُ اللجَاجِ ::: فهرس