منها: عند الكلام في جواز قتل الزنبور وعدمه، ووجه الجواز الاصل... الى ان قال : وقول امير المؤمنين (عليه الصلاة والسلاَم) في خبر وهب بن وهب المروي في قرب الإسناد للحميري(1) .
ومنها: في استحباب الجهر في التلبية، وصحيح البزنطي المروي في قرب الاسناد للحميري عن مولانا الرضا(عليه السلام )... الى آخره (2) .
ومنها: عند رمي الجمار بعد ذكر خبر البزنطي، وهو مروي صحيحاً في قرب الإسناد للحميري (3) .
ومنها: استحباب صلاة ركعتين في المعرس، وصحيح البزنطي الذي في قرب الإسناد للحميري(4) .
ومنهم :صاحب الرياض (اسكنه الله في رياض جنته )عند الكلام في انه لا تحرم الزانية على الزاني بها وغيره ... الى ان قال : والصحيح المروي في قرب الإسناد في المرأة الفاجرة . الحديث (5). وفي كتاب التجارة عند قول المحقق : ولو كان لاثنين ديون ... الى ان قال : الصحيح المروي من كتاب علي بن جعفر وقرب الإسناد (6).
وغير ذلك مما لا يخفى على الناظر في كتب الأصحاب (رضي الله عنهم )، والتطويل في الاستشهاد لا طائل له، وفيما اوردناه كفاية ان شاء الله .
هذا ولا يخفى انه اذا صح سند خبر في قرب الإسناد او نظائره من الكتب المعتبرة يسمى الخبر صحيحاً اصطلاحاً، ولكن ادنى من صحاح الكتب الاربعة، ومن هذا: ما ذكره بعض الأصحاب في تقرير ما جرى عليه السيد
____________
(1) كشف اللثام 1 : 392.
(2) كشف اللثام 1: 318 .
(3) كشف اللثام 1 : 361 .
(4) كشف اللثام 1: 383 .
(5) رياض المسائل 2: 95.
(6) رياض المسائل 1 : 580.

( 26 )
المرتضى وابن طاووس طاب رمسهما من ثبوت الخيار لكل من المتبايعين في خيار بيع الحيوان خلافاَ للمشهور من ان صحيحة محمد بن مسلم الدالة على ثبوت الخيار على الاطلاق ارجح بحسب السند من صحيحة ابن رئاب المحكية عن قرب الاسناد، وقد صرحوا بترجيح رواية مثل محمد بن مسلم وزرارة (رحمهما الله )، وإِضرابهما عن غيرهما من الثقات، مضافاً الى ورودها في الكتب الاَربعة المرجحة على غيرها مثل كتاب قرب الإسناد والكتب والاصول التي لم يلتفت اليها اكثر اصحابنا (رضي الله عنهم) من بعد غفلتهم عنها وعن مراجعتها.
وهذا ا لترجيح قد كان متداولاً من الاَعصار الماضية بين الاعلاَم من الفقهاء العظام من ارباب الحلل والعقد، فلا يقال : ما الفرق بين حديثين اذا كانا صحيحين ؟لان مؤلفي الكتكب الاربعة قد ضمنوا صحة ما ضبطوا فيها لباً، مع ما لهم من الجلالة، مضافاً الى اعتبار شحْص الراوي وجلالته، مثلاً لا يقاس جابر بن عبدالله الاَنصاري بغيره ولو كان ثقة عدلا امامياً، وكذلك نظراؤه كسلمان او كميل او ميثم او رشيد أو غيرهم من اصحاب امير المؤمنين، فليس عجباً اذا قلنا ان كتاب الكافي مثلاً لا يقاس بقرب الاسناد، فللكتاب من حيث مؤلفه مدخلية في الجملة بالنسبة الى رواياته، وذلك لان اعتبار الكتب تابع لاَعتبار مؤلفيها، وهذا اصل عقلائي عرفي .
ومن ذلك : ما وقع للمحدث الفقيه البحراني (رحمه الله) في الحدائق عند الكلام في وجوب الابتداء بغسل الوجه حيث انه حكم باعتبار ضعاف الإخبار نظراً الى الاصول المشهورة المعتبرة فقال : وروى الحميري في كتاب قرب الإسناد عن احمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن ابي جرير الرقاشي قال : قلت لابي الحسن (عليه السلام)... الى ان قال : والكتاب المذكور من الاصول المعتبرة المشهورة فلا يضر ضعف الراوي (1) انتهى كلامه (رضي الله عنه) .
____________
(1) الحدائق الناضرة 2 : 233 .

( 27 )
ومراده من الراوي ضعف الرقاشي ظاهراً .
ومن العجب انه (رحمه الله ) لا يلتزم باعتبار الحديث لكونه في اصل معتبر والا لكانت كل اخبار الكتب الاربعة معتبرة بجميعها، ولا يقول به نفسه، ومن حكم باعتبار مجموعها حكم باعتبار شهادة مؤلفيها بصحة اخبارها، وهذا امر آخر فتامل جيداً.
تذنيب : قد ذكر بعض الاعلام على ما استفدناه في بعض المجالس التي صادفنا فيها الحبر القمقام الرجالي كمال الدين ابا الهدى بن ابي المعالي (رحمهما الله ): انه قد تكثر في قرب الاسناد ذكر عبدالله بن الحسن العلوي، عن جده علي بن جعفر، ومقتضاه ان عبدالله من احفاد مولانا الكاظم (عليه السلام )، لكن مقتضى الاسناد المذكور ان والد عبدالله هو الحسن، والنسخة معتبرة، ومقتضى كلام النجاشي كون الوالد جعفر بن الحسن، كما ان مقتضى الاسناد المذكور كون علي بن جعفر والد الحسن، ومقتضى كلام النجاشي كون والد الحسن بن مالك بن جامع او جابر، اللهم الا ان يحمل الجد على الاعلى، ولكنه بعيد لبعد رواية الشخص عن جده البعيد.
اقول : إن ما ذكره مبني على طرح الاتحاد بين عبدالله بن جعفر وعبدالله ابن الحسن، وليس له دليل يعتمد عليه، بل الظاهر التغاير، وقد تقدم ان عبدالله ابن جعفر مؤلف قرب الاسناد، ويروي عن عبدالله بن الحسن، والمؤلف حميري كما سمعت ايضاً فيما تقدم، وعبدالله بن الحسن علوي ينتهي نسبه الى مولانا جعفر بن محمد الصادق (عليهما السلام )، مع انه لم يذكر احد من علماء الرجال على ما وقفت ذلك الاتحاد، بل الظاهر من كلهم خلافه كما سمعت عن جماعة،
فما تلونا عليك توثيق الحميري - اعني عبد الله بن جعفر- ولم نظفر بذكر عبد الله بن الحسن فهو مجهول، او من الحسان على رأي بعض اهل البصيرة .
( 28 )
وصلى الله على سيد الانام محمد واهل بيته الميامين الاطياب وصحبه الانجاب .
قد تم بيد مؤلفه القاصر الفاني محمد باقر الكرماني .

منهجية التحقيق :

اعتمدت المؤسسة في تحقيقها لهذا الكتاب اسلوب التحقيق الجماعي الذي يحكم اعمالها التحقيقية السابقة، فشكلت جملة من اللجان المتخصصة التي أنيط بكل منها جزء من المراحل الخاصة بتحقيق هذا الكتاب .
ولما كان هذا الكتاب من الاصول القديمة والقريبة العهد من عصر الائمة(عليهم السلام )، وما له من اهمية خاصة بين المتون المختلفة، لذا عملت المؤسسة على محاولة الحصول على النسخ الخطية ذات المواصفات المتميزة قبل الشروع في تحقيق الكتاب واحالته الى اللجان المتخصصة التي تم تشكيلها .
وبالفعل فقد انتقت المؤسسة اربع نسخ لها جملة من الاعتبارات المهمة، ثم وبعد الشروع في العمل تبين ان نسختين من تلك النسخ هي افضل الجميع، وفي هاتين النسختين ما يغني عن الباقي، فتم الاعتماد على هاتين النسختين وهن :
1 - النسخة المحفوظة في مكتبة المرحوم اية الله العظمى المرعشي العامة برقم 3918، والتي تقع في 240 صفحة، وهي نسخة جيدة انتهى نسخها عام 1066 هـ، منقولة من نسخة بخط ابن ادريس، وعليها صورة اجازة محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري مؤرخة في صفر 304 هـ . رمزنا لها بالحرف «م».
2 - النسخة الخطية المحفوظة في مكتبة آية الله الروضاتي في اصفهان . وتقع في 269 صفحة . منقولة عن نسخة بخط ابن مهجنار البزاز وفيها روايته للنسخة وبعض الاجازات الاخرى. انتهى من نسخها محمد بن احمد بن ناصر الدين الحسيني في 24 شوال عام 980 هـ، وعليها اجازة الحميري أيضاً. رمزنا
( 29 )
لها بالحرف «ض».
وهكذا وبعد الحصول على هذه النسخ الخطية احيلت بقية الاعمال، إلى اللجان التالية :
1 - لجنة المقابلة : ويكون عملها مقابلة النسخ الخطية مع النسخة الحجرية المطبوعة في النجف الاشرف والتي هي من اصح النسخ الحجرية المتوفرة، وتثبيت الاختلاف بين النسخ، وقد انيطت مسؤولية هذه اللجنة بالاخوة الاماجد الحاج عز الدين عبدالملك وهيثم شاه مراد السمّاك .
2 - لجنة التخريج : ولما كان هذا الكتاب من الكتب القديمة جداً، فقد روعي في تخريجه اعتماد الاصول المعتمدة او اتحاد النصوص مع مراعاة الاقرب الى الروايات قدر المكان، وقد استمر العمل بهذه اللجنة زمناً طويلاً توخياً للدقة ونتيجة للصعوبات المعلومة، وقد تولى هذه المسؤولية كلاً من الاخوة الافاضل عزيز الخفاف والشيخ عطاء الله الرسولي .
3 - لجنة تقويم النص : ومسؤولية هذه اللجنة انتقاء الصحيح من الاختلافات بين النسخ الخطية والحجرية، والحق يقال ان العمل في هذا الكتاب كان لا يخلو من مشقة لما لهذا الكتاب من اهمية معلومة وما ظهر فيه من اختلافات، كما ان الملفت للنظر ان جميع النسخ التي حصلنا عليها والتي تفحصناها كانت لا تخلو من سقط لبعض الكلمات في نهاية الكتاب لعل سببها تلف اصاب النسخة الاُم فقصرت عن اثبات ما ضاع النسخ اللاحقة التي اتفقت على هذا الامر. وقد انيطت مسؤولية هذه اللجنة بالاستاذ المحقق الحاج أسد مولوي .
4 - لجنة تثبيت الهوامش : وعملها تثبيت ملاحظات مقوم النص، وصياغة الهوامش وكتابتها، وقام بهذا العمل الاخ الماجد علي شاه مراد السمّاك .
5 - لجنة المراجعة النهائية: وانيطت مسؤولية هذا العمل بسماحة حجة
( 30 )
الاسلام والمسلمين السيد علي الخراساني، حيث تجري ملاحظة الكتاب بجميع جوانبه قبل ارساله الى الطبع .
6 - وانيطت مسؤولية الاشراف على الكتاب وتثبيت الملاحظات واللمسات الاخيرة على عاتق الاخ المحقق الفاضل علاء آل جعفر، مسؤول لجنة مصادر بحار الانوار في مؤسّسة ال البيت لاحياء التراث .
مؤسسة آل البيت عليهم السلام لاحياء التراث


* * *
( 31 )
الصفحة الاولى من النسخة الخطية المحفوظة في مكتبة السيد الروضاتي، والتي
رمزنا لها بالحرف «ض».

( 32 )
الصفحة الاخيرة من النسخة الخطية المحفوظة في مكتبة السيد الروضاتي، والتي
رمزنا لها بالحرف «ض».

( 33 )
صورة الاجازات الموجودة في النسخة الخطية المحفوظة في مكتبة السيد الروضاني.

( 34 )
الصفحة الاولى من النسخة الخطية المحفوظة في المكتبة العامة للسيد المرعشي،
والتي رمزنا لها بالحرف «م».

( 35 )
الصفحة الاخيرة من النسخة الخطية المحفوظة في المكتبة السيد المرعشي العامة،
والتي رمزنا لها بالحرف «م».

( 36 )
صورة الاجازات الموجودة في النسخة الخطية المحفوظة في مكتبة السيد المرعشي العامة.

( 1 )
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - محمد بن عبدالله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة قال : وحدثني جعفر عن أبيه قال :
** «كان علي (عليه السلام ) يقول في دعائه وهو ساجد:
اللّهمّ إني أعوذ بك أن تبتليني ببلية تدعوني ضرورتها على أن أتغوث (1) بشيء من معاصيك (2) اللهم ولا تجعل لي حاجة إلى أحد من شرار خلقك ولئامهم، فإن جعلت لي حاجة إلى أحد من خلقك فاجعلها إلى أحسنهم وجهًا وخَلْقا وخُلُقاً، وأسخاهم بها نفساً، وأطلقهم بها لساناً، واسمحهم بها كفاً، واقلهم بها عليّ امتنانا»(3) .
2 - وعنه عن مسعدة بن صدقة قال : وحدثني جعفر قال :
«اشتكى بعض ولد أبي عليه السلام، فمر به فقال له : قل عشرمرات :
____________
(1) غوّث الرجل : قال :واغوثاه، وَطَلَبَ المعونة، اي استعين عليها بشي من معاصيك . ا نظر«الصحاح -غوث - 1 :89 5 ولسان العرب - غوث - 2: 174» .
(2) في هامش«م»: ان اتعرض لمعصية من معاصيك .
(3) نقله المجلسي في البحار 86: 228 | 48.

( 2 )
(يا الله يا الله يا الله) فإنه لم يقلها أحد من المؤمنين قط إلاّ قال له الرب تبارك وتعالى : لبّيك عبدي سل حاجتك»(1) .
3 ـ وعنه، عن مسعدة بن صدقة قال : وحدثني جعفر بن محمد قال :
«قال أبي رضي اللّه عنه : مامن عبد مؤمن يذنب ذنباً إلاّ أجله اللّه فيه سبع ساعات، فإن هو تاب منه واستغفر لم يُكتب عليه، وإن لم يتب كتبت عليه سيئة واحدة»(2) .
4 -وعنه، عن مسعدة بن صدقة قال : وحدثني جعفر، عن أبيه قال :
«أتى أبي رضي الله عنه الحسنُ البصري فقال له : يا أباجعفر بلغني عنك أنك قلت : مامن عبد يذنب ذنباً إلاّ أجله الله سبع ساعات، فإن هو تاب منه واستغفر لم يكتب عليه . فقال له أبي : ليس هكذا قلت، ولكني قلت : مامن عبد مؤمن يذنب ذنباً. و كذلك كان قولي»(3) .
5 -وعنه، عن مسعدة بن صدقة قال : وحدثني جعفر قال : .
«قال أبي رضي الله عنه :مامن مؤمن قال هذه الكلمات سبعين مرة إلاوأنا ضامن له في دنياه وفي آخرته .فأما في دنياه فتتلقاه الملائكة ببشارة عند الموت، وأما في اخرته فإن له بكل كلمة منها بيتا في الجنة . يقول :
(يا أسمع السامعين ) (4) ويا أبصر الناظرين، ويا أسرع الحاسبين، ويا أرحم الراحمين، ويا أحكم الحاكمين».(5)
____________
(1) رواه البرقي في المحاسن :29|35، وابني بسطام في طب الائمة : 121، وابن طاووس في محاسبة النفس : 37 باختلاف يسير، ونقله المجلسي في البحار 93 : 233 |1.
(2) روى الكليني في الكافي 2 : 371 | 3 نحوه، ونقله المجلسي في ألبحار 71 : 246 | 3 .
(3) رواه الكليني في الكافي 2 : 318 | 9 ، والأهوازي في الزهد: 69 | 185 ، ونقله المجلسي في البحار 71: 247 | 4 .
(4) في هامش «م»: يا اسمع السامعين سبعين مرة.
(5) رواه الراوندي في دعواته : 215 | 580 باختلاف يسير، ونقله المجلسي في البحار95 : 350 | 1.

( 3 )
6 ـ وعنه، عن مسعدة بن صدقة قال : وحدثني جعفر قال :
«قال والدي رضي الله عنه : إذا غدوت في حاجتك بعد أن تصلي الغداة بعد التشهد، فقل : اللهم إني غدوت التمس من فضلك كما أمرتني، فارزقني من فضلك رزقاً حلالاَ طيباً، واعطني فيما ترزقني العافية. تقول ذلك ثلاث مرات»(1) .
7 - قال : وسمعت جعفراً عليه السلام يملي على بعض التجارمن أهل الكوفة في طلب الرزق فقال له :
«صل ركعتين متى شئت، فإذا فرغت من التشهد فقل :
توجهت بحول الله وقوته، بلا حول منّي ولا قوة، ولكن بحولك - يارب - وقوتك . أبرأ إليك من الحول والقوة إلا ماقويتني . اللهم إني أسألك بركة هذا اليوم، وأسألك بركة أهله، وأسألك أن ترزقني من فضلك رزقاً واسعاًحلالاً طيباً مباركاً، تسوقه إليّ في عافية بحولك وقوتك، وأنا خافض (2) في عافية. تقول ذلك ثلاث مرات»(3) .
8 ـ وعنه، عن مسعدة بن صدقة قال : وحدثني جعفر قال :
«قال علي بن الحسين صلى الله عليه : ما اُبالي إذا أنا قلت هذه الكلمات لو اجتمع عَلَيَّ الجنّ والانس، مع القضاء بالنصرة، تقول :
بسم الله وبالله ولله وفي سبيل الله، بسم الله وبالله ومن الله وإلى الله وعلى ملة رسول الله ّ صلّى الله عليه وآله، اللهم إني أسلمت نفسي إليك، وفوضت أمري إليك، ووجهت وجهي إليك، وألجأت ظهري إليك. اللهم احفظني بحفظ الايمان،
____________
(1) روى الكليني في الكافي 3 : 475 |7 ، عن أبي عبدالله (عليه السلام) نحوه. ونقله المجلسي في البحار 95 : 293| 1 .
(2) عيش خافض: أي في دعة وراحة «الصحاح ـ خفض - 3: 1074»
(3) روى الكليني في الكافي 3 : 475 | 7 ، عن ابي عبد الله عليه السلام نحوه، ونقله المجلسي في البحار 91: 341|2 .

( 4 )
من بين يديّ، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، ومن تحتي . فادفع عني بحولك وقوتك، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم»(1) .
9 - وقال أبو عبد الله عليه السلام :
«ليقولن أحدكم إذا هو اشتكى : اللهم اشفني بشفائك، وداوني بدوائك، وعافني من بلائك . فإنه لعله ان [لا ](2) يقولها ثلاث مرات حتى يرى العافية»(3) .
10 - قال : وخرج أبو عبد الله عليه السلام من الكعبة وهو يقول :
«الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، اللهم لاتجهد بلاءنا، ولاتشمت بنا أعداءنا، فإنك أنت الضار النافع». ثم هبط من الدرجة، فصلى الى جانبها مما يلي الحجر الاسود ركعتين، ليس بينه وبين الكعبة من أحد . ثم خرج إلى منزله (4) .
11 ـ وقال عليه السلام : «من سبح تسبيح فاطمة قبل أن يثني رجله بعد انصرافه من صلاة الغداة غفر الله له، ويبدأ بالتكبير».
ثم قال أبو عبد الله عليه السلام لحمزة بن حمران : «حسبك بها ياحمزة»(5).
12 - وهذا من محامده : «الحمد لله بمحامده كلِّها على نعمه كلِّها، حتى
____________
(1) رواه الكليني في الكافي 2: 406 | 10، والشيخ الطوسي في اماليه 1: 211، باختلاف يسير،نقله المجلسي في البحار95: 212 | 4 .
(2) أثبتناه ليستقيم السياق .
(3) روى الكليني في الكافي 2 : 411 |3، والطبرسي في مكارم الاخلاق:392 نحوه، ونقله المجلسي في ا لبحار 95 :65 | 43 .
(4) رواه الكليني في الكافي 4: 529|7، والشيخ الطوسي في التهذيب 5: 279| 956 باختلاف يسير، ونقله المجلسي في البحار 99: 368|1.
(5) رواه الكليني دون ذيله في الكافي 3 : 342|6،والصدوق في ثواب الاعمال : 196|4، والطبرسي في مكارم الاخلاق : 281، ونقله الحر في الوسائل 4: 1022|6. ونقله المجلسي في البحار85: 328|2

( 5 )
ينتهي الحمد إلى ما يجب ربي ويرضى» .(1)
13 - وهذا من شهادته : «اللهم إني أشهد أنك كما تقول، وفوق مايقول القائلون، وأشهدأنك كما شهدت لنفسك، وشهدت لك ملائكتك، وأولو العلم، بأنك قائم بالقسط لاإله إلا أنت . وكما أثنيت على نفسك سبحانك وبحمدك»(2) .
14 - قال :«وقال أبي رضي الله عنه :
إن نبياً من الانبياء قال : الحمد لله كثيراً حمداً طيباً مباركاً فيه، كما ينبغي لكرم وجهك وعزّ جلالك . فأوحى الله إليه : عبدي لقد شغلت حافظيك والحافظ على حافظيك»(3) .
15 - قال : «وكان أبي رضي الله عنه يصلي في جوف الليل، فيسجد السجدة فيطيل حتى نقول : انه راقد. فما نفجأ منه إلا وهو يقول : لا الله إلا الله حقاًحقاً، سجدت لك يارب تعبداً ورقاً وايماناً وتصديقاً وإخلاصاً ياعظيم ياعظيم، إن عملي ضعيف فضاعفه لي فإنك جوادٌ كريم، ياحنّان يامنّان اغفرلي ذنوبي وجرمي، وتقبل مني عملي ياحنّان ياكريم . اللهم إني أعوذ بك أن أخيب أو أعمل ظلماً»(4) .
16 - وعنه، عن مسعدة بن صدقة قال : حدثني جعفر عن آبائه :
«( إن هذا من دعاء النبي صلّى الله عليه وآله : اللهم ارحمني بترك معاصيك أبداً ما أبقيتني، وارزقني حسن النظر فيما يرضيك عني، وألزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني، واجعلني أتلوه على النحو الذي يرضيك عني . اللهم نوّر بكتابك بصري، واشرح به صدري، وفرّح به قلبي، وأطلق به لساني، واستعمل به بدني،
____________
(1) روى الطبرسي في مكارمه : 8 0 3 نحوه، ونقله المجلسي في بحاره 3 9 :209|1 .
(2) نقله المجلسي في البحار 94: 179|1
(3) نقله المجلسي في البحار 93: 209|1 .
(4) رواه الكليني في الكافي 3: 327| ذيل الحديث 21. ونقله المجلسي في البحار 87 : 197|4.

( 6 )
وقوّني على ذلك فإنه لا حول ولا قوة إلاّ بك»(1) .
17 - قال : وقال لجعفر عليه السلام قائل : علمني دعاءً. فقال له :
«أين أنت عن دعاء الالحاح»
فقال له الطالب : وما دعاء الالحاح ؟
فقال له : «تقول : اللهم ربّ السموات السبع وما فيهن، ورب الارضين السبع وما فيهن، ورب العرش العظيم، وربّ محمد خاتم النبيين . اسألك باسمك الذي به تقوم السماء، وبه تقوم الارض، وبه تفرّق الجمع، وبه تجمع المتفرق، وبه ترزق الاحياء، وبه أحصيت عدد الثرى والرمل وورق الشجر وقطر البحور، أن تصلي على محمد وآل محمد. وتسأل حاجتك، والح في الطلب، فإنه يحب إلحاح الملحين من عباده المؤمنين»(2) .
18 - قال أبو عبد الله عليه السلام : ـ«وهذا من دعاء الإلحاح» - وهذ ا
«يامن لا تحجبه سماء عن سماء، ولا أرض عن أرض، ولاجنب عن قلب، ولاستر عن كِنّ (3) ،ولا جبل عما في أصله، ولا بحر عما في قعره . يامن لا تشتبه عليه الاصوات، ولاتغلبه كثرة الحاجات، ولايبرمه إلحاح الملحين . صل على محمد وآل محمد. ثم سل حاجتك»(4) .
19 - وقال «إن دعاء الاخ المؤمن لاخيه بظهر الغيب مستجاب، ويدر
____________
(1) رواه ابن فهد في عدة الداعي : 279. والطبرسي في مكارم الاخلاق: 341 باختلاف يسير، ونقله المجلسي في البحار 95 : 341|1.
(2) روى الكليني في الكافي 2 : 26 4|.23 نحو ونقله المجلسي في البحار5 9 : 154|2 .
(3) ا لكنّ : السترة، والجمع اكنان، والاكنة :الاغطية. «الصحاح - كنن - 6: 2188».
(4) نقله المجلسي في البحار95: 154| ذح 2.

( 7 )
الرزق، ويدفع المكروه»(1) .
20 - قال :وهذا من محامد أبي عبد الله عليه السلام عند الشيء من الرزق إذا كان تجدد له :
«الحمد لله الذي نعمه تغدو علينا وتروح، ونظل بها نهاراً، ونبيت فيها ليلاَ، فنصبح فيها برحمته مسلمين، ونمسي فيها بمنته مؤمنين، من البلوى معافين . الحمد لله المنعم المفضل المحسن المجمل، ذي الجلال والاكرام، ذي الفواضل والنعم . الحمد لله الذي لم يخذلنا عند شدة، ولم يفضحنا عند سريرة، ولم يسلمنا عند جريرة»(2) .
21 - قال : وهذا من محامد أبي عبد الله عليه السلام :
«الحمد لله على علمه، والحمد لله على فضله علينا وعلى جميع خلقه، وكان به كرم الفضل في ذلك ما الله به عليم»(3) .
22 - وعنه، عن مسعدة بن صدقة قال : سمعت جعفراً يقول :
«كان أبي رضي الله عنه يقول في قول الله تبارك وتعالى :(فإذافَرَغتَ فانصَب وإلى ربّكَ فَارغَب )(4) اذا قضيت الصلاة بعد أن تسلم وأنت جالس، فانصب في الدعاء من أمر الدنيا والاخرة. واذا فرغت من الدعاء فارغب إلى الله تبارك وتعالى أن يتقبلها منك»(5).
23 ـ وعنه، عن مسعدة بن صدقة قال : سمعت جعفر بن محمد يقول :
____________
(1) رواه الكليني في الكافي 2 : 368|2، والصدوق في اماليه : 368|1، وابن فهد في عدة الداعي : 170، ونقله المجلسي في بحاره 93: 383|1
(2) نقله المجلسي في البحار 93: 209|1 .
(3) نقله المجلسي في البحار 93 : 210| ذيل الحديث1.
( 4 ) الانشراح 94 : 7 - 8 .
(5) نقله المجلسي في البحار85: 325|19، والعاملي في وسائله 4 :1015|7.

( 8 )
«كان أبي رضي الله عنه يقول في سجوده : اللهم إنّ ظنّ الناس بي حسن، فاغفر لي ما لا يعلمون، ولاتؤاخذني بما يقولون، وانت علام الغيوب»(1) .
24 -«وكان مما يدعو به :
اللهم هب لي حقك، وارضِ عني خلقك، واغفرلي مالايضرك، وعافني مما لاينفعك، فإن شقائي لايضرك، وعذأبي لاينفعك . فإنك تعطي من يسألك، وتغضب على من لا يسألك، ولن يفعل ذلك أحد غيرك، سبحانك وبحمدك»(2) .
25 - قال : «وكان أبي رضي الله عنه يقول في دعائه :
اللهم ألبسني العافية حتى تهنئني المعيشة، وارزقني من فضلك ماتغنيني به عن سائر خلقك، ولا أشتغل عن طاعتك ببشر سواك»(3) .
26 - قال : «وكان أبي رضي الله عنه يقول في دعائه :
رب أصلح لي نفسي فإنها أهم الانفس إلي، رب أصلح لي ذريتي فإنهم يدي وعضدي، رب وأصلح لي أهل بيتي فإنهم لحمي ودمي، رب أصلح لي جماعة إخوتي وأخواتي ومحبَيَّ فإن صلاحهم صلاحي»(4) .
27 - قال : «وسمعت أبي يقول وهو ساجد:
ياثقتي ورجائي في شدتي ورخائي، صل على محمد وآل محمد، والطف بي في جميع أحوالي، فإنلث تلطف لمن تشاء».
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد النبي وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين وسلم تسليما كثيرا (5).
____________
(1) نقله المجلسي في البحار86: 228| ذيل الحديث 48.
(2) نقله المجلسي في البحار95: 350|2.
(3) نقله المجلسي في البحار95: 350|2 .
(4) نقله المجلسي في البحار95: 350|2.
(5) نقله المجلسي في البحار 86: 228|48.

( 9 )
** 28 - حدثني هارون بن مسلم قال : حدثني مسعدة بن صدقة قال : سئل جعفر بن محمد عما قد يجوزوعما لا يجوزمن النية على الاضمارفي اليمين . فقال :
«إن النيات قد تجوز في موضع ولا تجوز في آخر، فأما ما تجوز فيه فإذا كان مظلوماً فما حلف به ونوى اليمين فعلى نيته . وأما إذا كان ظالماً فاليمين على نية المظلوم».
ثم قال : «ولو كانت النيات من أهل الفسق يؤخذ بها أهلها، إذاً لاخذ كل من نوى الزنا بالزنا، وكل من نوى السرقة بالسرقة، وكل من نوى القتل بالقتل . ولكن الله عدل حكيم ليس الجورمن شأنه، ولكنه يثيب على نيات الخير أهلها واضمارهم عليها، ولا يؤاخذ أهل الفسوق حتى يفعلوا»(1) .
29 - قال : وحدثني مسعدة بن صدقة قال : حدثنى جعفر بن محمد، عن أبيه قال :
«ولد لرسول الله صلّى الله عليه واله من خديجة : القاسم، والطاهر، وأم كلثوم، ورقية، وفاطمة، وزينب . فتزوج علي عليه السلام فاطمة عليها السلام، وتزوج أبوالعاص بن ربيعة - وهو من بني اُمية - زينب، وتزوج عثمان بن عفان أم كلثوم ولم يدخل بها حتى هلكت، وزوَّجه رسول الله صلّى الله عليه وآله مكانها رقية . ثم ولد لرسول الله صلّى الله عليه واله - من أم إبراهيم - إبراهيم، وهي مارية القبطية، أهداها إليه صاحب الاسكندرية مع البغلة الشهباء وأشياء معها»(2) .
30 - قال : وحدثني مسعدة بن صدقة قال : حدثني جعفر بن محمد، عن أبيه :
____________
(1) نقله المجلسي في البحار 70 : 206|20 . والعاملي في وسائله 1 : 40| ذيل الحديث 21.
(2) الحديث مروي في تأريخ أهل البيت: 91، وكذا في الهداية الكبرى للخصيبي : 39، وروى نحوه ابن ابي الثلج البغدادي في تاريخ الائمة : 15. والصدوق في الخصا ل: 404|115. ونقله المجلسي في البحار 22 : 151|2 .

( 10 )
«إن إبليس عدو الله رنّ أربع رنات : يوم لُعن، ويوم اُهبط إلى الارض، ويوم بعث النبي صلّى الله عليه وآله، ويوم الغدير»(1) .
31 ـ ثم قال أبو عبد الله عليه السلام : «قال أبي :
إن اللعنة إذا خرجت من صاحبها ترددت بينها وبين الذي يلعن، فإن وجدت مساغاً وإلاّعادت إلى صاحبها وكان أحق بها، فاحذروا أن تلعنوا مؤمناً فيحل بكم»(2) .
32 - قال : وحدثني مسعدة بن صدقة قال : حدثني جعفر بن محمد: «:أن ثقب أذن الغلام من السنة، وختانه من السنة السبعة أيام، وخفض النساء مكرمة وليس من السنة ولا شيئاً واجباً، وأي شيء أفضل من المكرمة؟!(3) .
33 - قال : وحدثني مسعدة بن صدقة قال : حدثني جعفر بن محمد عليه السلام، عن أبيه :
أن عليا عليه السلام صاحَبَ رجلاً ذمياً، فقال له الذمي: أين تريد، يا عبدالله ؟
قال: اريد الكوفة.
فلما عدل الطريق بالذمي عدل معه علي، فقال له الذمي : أليس زعمت تريد الكوفة ؟
قال : بلى .
____________
(1) روى الصدوق في خصاله : 263 | 141 «نحوه ونقله المجلسي في بحاره 37: 121|13 .
(2) روى الكليني في الكافي 2: 268 | 6 . والصدوق في ثواب الاعمال : 320|1. صدر الحديث، ونقله المجلسي في البحار 72: 208|1، والعاملي في وسائله 8 : 613|1 .
(3) روى الكليني في الكافي 6: 36|5، وذيل الحديث في 6: 37|3، وكذا الطوسي في التهذيب 7: 445| 1782، والطبرسي رواه في مكارمه : 230، ونقله المجلسي في البحار 104: 108|3 .

( 11 )
فقال له الذمي : فقد تركت الطريق !
فقال له : قد علمت .
فقال له : فلم عدلت معي وقد علمت ذلك ؟
فقال له علي : هذا من تمام حسن الصحبة أن يشيِّع الرجل صاحبه هنيهة إذا فارقه، وكذلك أمرنا نبينا.
فقال له : هكذا ؟!
قال :نعم
فقال له الذمي : لاجرم انما تبعه من تبعه لافعاله الكريمة، وانما اشهدك اني على دينك
فرجع الذمي مع علي، فلما عرفه أسلم»(1) .
34 ـ قال : وحدثني مسعدة بن صدقة قال : حدثني جعفر بن محمد، عن أبيه قال :
«إن الله تبارك وتعالى جعل للمرأة أن تصبر صبر عشرة رجال، فإذا حملت زادها قوة عشرة رجال أخرى»(2) .
35 ـ قال : وحدثني مسعدة بن صدقة قال : حدثني جعفر بن محمد، عن أبيه عليه السلام :
أن علياً عليه السلام قال : «من نصب نفسه للقياس لم يزل دهره في التباس، ومن دان الله بالرأي لم يزل دهره في ارتماس»(3)
____________
(1) رواه الكليني في الكافي 2: 491|5، ونقله المجلسي في بحاره 74: 157|4، والحر في وسائله 493:8 | 1 .
(2) رواه الصدوق في الخصال : 439 | 31 ، ونقله المجلسي في البحار 103: 241|3 .
(3) رواه الكليني في الكافي 1 : 47| صدر الحديث 17، ونقله المجلسي في البحار 2: 299|24، والعاملي في الوسائل 18:25|11.

( 12 )
36 ـ قال : وحدثني مسعدة بن صدقة قال : قال لي جعفر بن محمد:
«من أفتى الناس برأيه فقد دان بما لا يعلم، ومن دان بما لا يعلم فقد ضادّ الله حيث أحل وحرم فيما لا يعلم»(1) .
37 ـ قال : وحدثني مسعدة بن صدقة قال: حدثني جعفر بن محمد، عن أبيه :
أن علياً عليه السلام كان يدعو على الخوارج فيقول في دعائه :
«اللهم رب البيت المعمور والسقف المرفوع، والبحر المسجور والكتاب المسطور. أسالك الظفر على هؤلاء الذين نبذوا كتابك وراء ظهورهم، وفارقوا اُمة أحمد عليه السلام عتوّاً عليك»(2).
38 ـ وعنه، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمد، قال : قيل له : إن الناس يروون أن علياً عليه السلام قال على منبر الكوفة :
«أيها الناس، إنكم ستُدعون إلى سبي فسبوني، ثم ستُدعون إلى البراءة مني، وإني لعلى دين محمد». ولم يقل: وتبّرؤوا مني، فقال له السائل : أرأيت إن اختار القتل دون البراءة منه ؟.
فقال : «والله ما ذلك عليه، وما له إلا ما مضى عليه عمّار بن ياسر حيث أكرهه أهل مكّة وقلبه مطمئن بالايمان، فأنزل الله تبارك وتعالى فيه (إلا من أكرِهَ وقَلبُهُ مُطمَئِنٌ بالايمان)(3) فقال له النبي صلّى الله عليه وآله عندها: يا عمّار، إن عادوا فعد، فقد أنزل الله عز وجل عذرك في الكتاب وأمرك أن تعود إن
____________
(1) رواه الكليني في الكافي 1 : 47| ذيل الحديث 7 1، ونقله المجلسي في البحار 2 : 299 | 25 ، والعاملي في وسائله 18: 25|12 .
(2) نقله المجلسي في بحاره المجلد الثامن : 561 (الطبعة الحجرية).
(3) النحل 16 : 106 .

( 13 )
عادوا»(1) .
39 ـ قال : وحدثني مسعدة بن صدقة قال : حدثني جعفر بن محمد، عن أبيه : أن علياً عليه السلام قال :
«إن أعظم العوّاد أجراً عند الله لمن إذا عاد أخاه المؤمن خفف الجلوس، إلا أن يكون المريض يحب ذلك ويريده ويسأله ذلك»
«وقال : إن من تمام العيادة أن يضع العائد إحدى يديه على الاخرى أو على جبهته»(2) .
40 ـ وقال: «قال رسول الله صلى الله عليه وآله : من عاد مريضاً نادى منادٍ من السماء باسمه : يا فلان، طبت وطاب ممشاك، تبوّأت من الجنة منزلاً»(3) .
41 ـ حدثني محمد بن عيسى قال : حدثني حفص بن محمد- مؤذن علي ابن يقطين - قال : رأيت ابا عبدالله في الروضة(4) وعليه جبة خز سفرجلية(5).
42 ـ محمد بن عيسى قال : حدثني حفص بن محمد- مؤذن علي بن يقطين - قال : رأيت أبا عبدالله عليه السلام وقد حج ووقف الموقف، فلما دفع الناس منصرفين سقط أبو عبدالله عن بغلة كان عليها، فعرفه الوالي الذي وقف بالناس تلك السنة - وهي سنة أربعين ومائة - فوقف على أبي عبدالله عليه السلام فقال
____________
(1) رواه الكليني في الكافي 2: 173|10، والعياشي في تفسيره 2 : 271 | 73 باختلاف فيه، ونقله المجلسي في بحاره 75 : 393 | 2 ، والعاملي في وسائله 11 : 476 | 2 .
(2) رواه الكليني في الكافي 3: 118|6، والطبرسي في مكارمه : 360، ونقله المجلسي في بحاره 81 : 214 | ذيل الحديث 1، والعاملي في الوسائل 2 : 642 | 2 .
(3) رواه الكليني في الكافي 3: 121|10، والطبرسي في مكارمه: 361، ونقله المجلسي في البحار 81 : 214| ذيل الحديث 1.
(4) الظاهر المراد بها ما بين قبر رسول الله صلّى الله عليه وآله ومنبره بدليل قوله صلّى الله عليه وآله : «ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة».
(5) رواه الكليني في الكافي 6: 452|10، ونقله المجلسي في بحاره 47: 17|3 .

( 14 )
له أبو عبدالله :
«لا تقف، فإن الامام اذا دفع بالناس لم يكن له أن يقف».
وكان الذي وقف بالناس تلك السنة إسماعيل بن علي بن عبدالله بن عباس (1) .
43 ـ محمد بن عيسى قال : حدثنا بكر بن محمد الازدي قال : عرض لقرابة لي ونحن في طريق مكّة - وأحسبه قال : بالربذة - فلما صرنا إلى أبي عبدالله ذكرنا ذلك له، وسألناه الدعاء له ففعل .
قال بكر: فرأيت الرجل حيث عرض له، ورأيته حيت أفاق (2) .
44 ـ محمد بن عيسى، عن بكر بن محمدقال :دخلت غنيمة عمتي على ابي عبد الله ومها ابنها - واظن اسمه محمد - قال : فقال لها ابو عبد الله :
«مالي ارى جسم ابنك نحف»؟
قال : فقالت : هو عليل .
قال فقال لها: «اسقيه السويق، فانه ينبت اللحم ويشد العظم»(3) .
45 ـ محمد بن عيسى قال : حدثنا إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي عبدالله - أو عن أبي جعفر - قال :
«أثقل ما يوضع في الميزان يوم القيامة الصلاة على محمد وعلى أهل بيته»(4) .
____________
(1) رواه الكليني في الكافي 4: 541|5 باختصار ونقله المجلسي في البحار 99 : 250 | 4 ، والعاملي في وسائله 8: 290 | 3 .
(2) نقله المجلسي في البحار 47 : 63 | 1 .
(3) روى الكليني في الكافي 6: 305|3 ذيل الحديث، ورواه البرقي في المحاسن : 489 | 563 ، ونقله المجلسي في بحاره 66 : 277 | 9 ، والعاملي في وسائله 17: 5|2 .
(4) روى الكليني في الكافي 2 :358 | 15 ، والصدوق في ثواب الاعمال: 186|1 نحوه، ونقله المجلسي في البحار 94: 49|9 .

قبل صلة