سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم ـ الجزء الأوّل ::: 511 ـ 525
(511)
    في الوَقت الّذي كنّا نسطّر فيه مواضيع هذا الفصل كان سجن « القطيف » يضمُّ بين جدرانه شاباً حر الضمير شجاعاً مقداماً له يكن له من ذنب إلاّ أنه الّف كتاباً باسم « أبو طالب مؤمن قريش » يتناول إسلام « أبي طالب » وإيمانه وإخلاصه مثبتاً كل ذلك من مصادر أهل السنّة (1).
    فطلبت منه السلطات القضائيّة في الحجاز ـ وفي عصر يتسمُ بحرّية التفكير والبيانِ والإعتقادِ ـ بأن يتراجع عن كلامه ، وحيث إنه لم يكن ليريد أن ينكر حقيقة اعتقد بها عن قناعة ويقين ، حكمت عليه تلك السلطات بالاعدام.
    وقد نجا هذا الفتى الشجاع والكاتب الحرّ من الاعدام اثر جهود اسلامية واسعة وخُفِضت عقوبته إلى الحبس المؤبّد ، الّذي خفّض اثر جهود اسلامية مرّة اُخرى إلى عقوبة الجَلد ثمانين جلدة !!.
    وهو الآن يلبث في أحد السجون بانتظار المصير ، المجهول إذ على المسلمين إما أن يهتمّوا بالأمر ويطلبوا من السلطات القضائية السعودية صرف النظر عن
1 ـ والكتاب يقع في 340 صفحة طبع بحجم الوزيري وطُبع في بيروت مراراً وقدّم عليه الأديبُ اللبناني المعروف « بولس سلامة » صاحب ملحمة الغدير و ملاحم اُخرى.

(512)
عقوبته ، بل والافراج عنه نهائياً.
    وإما أن يفقد هذا الشاب المجاهد الشجاع البريء حياته تحت سياط تلك السلطات الجائرة الحاكمة زوراً وقهراً على أرض الحجاز (1) (2).
    لقد سقطت مؤامرة الحصار الاقتصادي ضدّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بفعل إقدام ثلة من ذوي المروءة وأيضاً بفضل صمود النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وثباتهم العظيم. وخرج النبيّ وأنصاره من « شِعب أبي طالب » بعد ثلاث سنوات من النفي والعذاب وعادوا إلى منازلهم ظافرين مرفوعي الرؤوس.
    وعاد التعامُل الاقتصادي مع المسلمين إلى ما كان عليه قبل الحصار ، وكانت أوضاع المسلمين تسير نحو الانتعاش والانفراج شيئاً فشيئاً ، وإذا برسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم يُفاجَأ بحادث مؤلم مرٍّ ذلك هو وفاة شخصية كبرى أحدث فقدانها أثراً سيّئاً في نفوس المسلمين وبخاصة المستضعفين منهم.
    ولقد كان هذا الأثر عظيماً جداً بحيث لا يمكن قياسه بشيء بالنظر إلى تلك الظروف الحساسة ، وذلك لأن نمو أية عقيدة وفكرة إنما يكون في ظل عاملين أساسيّين : أحدهما : حرية التعبير ، والآخر : القوة الدفاعية الّتي تحمي أصحاب تلك العقيدة والفكرة ضدّ حملات الخصوم الّتي لا ترحم.
    ولقد كان المسلمون ـ آنذاك ـ يتمتعون بحرية البيان والتعبير ، ولكنهم افتقدوا بسبب الحادث المفاجئ المذكور العاملَ الجوهري والمصيري الثاني يعني : حامي الإسلام والمدافع الوحيد عنه الّذي وافته المنية في تلك الايام الحساسة
1 ـ لقد سمّيت أراضي « الحجاز » و « نجد » و « تهامة » باسم عائلة واحدة هي آل سعود ، واخيراً حملت هذه المنطقة الّتي كانت تُعرف وحتّى إلى ما يقرب من قرنين بارض الحجاز اسم المملكة العربية السعودية ، ياله من استئثار وجرأة على المقدسات !!
2 ـ واخيراً نجا هذا الشاب المؤمن والمجاهد الحرّ بفضل جهود علماء الشيعة و مفكّريهم المتضافرة والواسعة النطاق واُخلي سبيله وقد زار ـ للاعراب عن شكره ـ مدينة قم المقدّسة وقد التقينا به أيضاً كما زار اماكن أُخرى لنفس الغرض.


(513)
وحُرم المسلمون بوفاته من حمايته ودفاعه ، ووقايته.
    أجل لقد فَقَد رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم حاميه العظيم الّذي تولى مهمة كفالته والدفاع عنه ، والمحافظة على حياته بصدق واخلاص وجدّ و رغبة وكان يقيه بنفسه وذويه ويؤثره على نفسه وأولاده وينفق عليه من ماله حتّى كَبُرَ وصار له مال وطول منذ أن كان صلى الله عليه وآله وسلم في السنة الثامنة من عمره وحتّى يوم وفاة ذلك الحامي العظيم ، ورسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم في الخمسين من عمره.
    لقد فَقَد رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم شخصيةً خاطبها عبدُالمطلب عند وفاته بالشعر قائلا :
اُوصِيكَ يا عَبدَ مناف بعدي بموحد بَعدَ أبيهِ فَردِ
    فأجابه أبو طالب قائلا : يا أبَه لا توصِيَّنِ بمحمّد فانه إبني وابن أخي (1).
    ولعلّ رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم قد تذكر في اللحظة الّتي ظهر فيها على جبين ابي طالب عرقُ الموت جميع الحوادث الحلوة والمرة وقال في نفسه :
    1 ـ إن هذا الشخص المسجّى على فراش الموت هو عمّه الرؤوف الّذي ظلَّ يحرسه بالليل والنهار طيلة سنوات الحصار في الشعب ، فاذا جاء الليل قام عند رأسه بالسيف يحرسه. ورسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم مضطجع ثم يقيمه من فراشه إذا مضى شطرٌ من الليل ويضجعه في موضع آخر ويضجع مكانه ولده « علي بن أبي طالب » حتّى لا تغتاله قريش بعد أن رَصَدوا مكانه ، وكمنوا له ، وكان يفعل أبو طالب ذلك طوال الليل كله فيفديني بولده « علي » ويقيني به حتّى إذا قال له « عليٌ » ليلة :
    « يا أبتاه إني مقتول ذات ليلة ».
    فأجابه أبو طالب بنبرة المتحمّس الصبور :
1 ـ عمدة الطالب : ص 6 و فيه : بواحد ، المناقب : ج 1 ، ص 21.

(514)
إصبِرَن يا بُنَيَّ فَالصبِرُ أحجى قَد بَلَوناك وَالبَلاءُ شَديدٌ كُلُّ حَىٍّ مَصِيرُه لِشُعُوبِ لِفِداءِ النَجِيبِ وَابنِ النَجيبِ
    فأجابه « عليّ » بكلام اكثر حلاوةً وعمقاً قائلا :
أَتَامُرُني بالصَّبرِ في نَصر أحمَد ؟ وَلكِنَّني أَحبَبتُ أن تَرَ نُصرَتي وَ وَاللّهِ ما قُلتُ الّذي قُلتُ جازعاً وَ تعلَمَ أَنّي لَم أَزَل لَكَ طائِعاً (1)
    2 ـ إن هذا الجثمان الّذي فارقته الروح هو جثمان عمّي العطوف الّذي شُرّدَ هو وذووه ، وعرَّض نفسَه وأهلَه للبَلاء والمحنَة بسبب الحصار لأجلي ، وأمر بأن يحرسونني ليلَ نهار ، تاركاً زعامته وسيادته ، وكلّ شؤُونه للحفاظ عليَّ والإبقاء على رسالتي وأرسل إلى قريش رسالةً قويةً أعلنَ فيها عن وُقُوفه إلى جانبي وانه لن يسلمني ويخذلني مادام حيّاً إذ قال :
فَلا تَحسبُونا خاذِلين مُحمَّداً سَتَمنعُه مِنّا يَدٌ هاشِميّةٌ لذي غُربة مِنّا وَلا مُتَقرّب وَ مَركَبُها في الناسِ أخشن مركب (2)
    بعد أن تحقق موت « ابي طالب » ارتفع الصراخ والنحيب من منازله وبيوته ، واجتمع حول بيته العدوُّ والصديقُ ، والقريبُ والبعيد ، واشترك الجميعُ في مراسيم دفنه بقلوب آلمتها الفجيعة به ، وقرّحها الحزنُ عليه.
    وهل ترى تنتهي آثار وردود فعل وفاة شخصية عظيمة الشأن مثل « ابي طالب » الّذي كان زعيم قريش ، وسيد عشيرته بمثل هذه السرعة ، والبساطة ؟
    كلا بل سيكون لفقدانه اكبر الأثر على مسيرة الدعوة كما ستعرف ذلك مستقبلا.

    نماذج من مشاعر أبي طالب
    ان التاريخ البشريّ يحتفظ في صفحاته بأمثلة كثيرة عن مشاعر تبادَلها
1 ـ مناقب ابن شهر آشوب : ج 1 ، ص 64 ، الحجّة : ص 70 ، بحار الأنوار : ج 19 ، ص 1 ـ 19.
2 ـ بحار الأنوار : ج 19 ، ص 4.


(515)
الأشخاصُ وعواطف وديّة قويّة أبداها البعض تجاه بعض تدورُ اكثرها حول محور الدوافع المادية كالتي تدور حول معيار الجمال أو المال ، ولهذا سرعان ما يذهب الحماسُ وتنطفىءُ شعلةُ الحبّ ، ويتضاءل لهيبُ العاطفةُ في كيانهم حتّى تزول بالمرَّة ولا يبقى منها شيء أبداً لعدم ثبات هذه الدوافع.
    ولكنَّ المشاعرَ والعواطفَ الّتي تنبعُ من أواصر الايمان بفضائل شخص ما وكمالاتِه الروحية والمعنوية لا تنمحي ولا تتلاشى بسرعة.
    وقد كانت مودة « أبي طالب » لمحمّد صلى الله عليه وآله وسلم وحبّه الشديد له تنبع من كلا هذين الدافعّين.
    فقد كان « أبو طالب » يؤمن بمحمّد صلى الله عليه وآله وسلم ويرى فيه من جانب الإنسان الكاملَ ، بل يعتبره في قمة الكمال الانساني ، ومن جانب آخر كان « محمّد » ابن أخيه ، وقد أحلّه ذلك من قلبه محلّ الابن والأخ.
    لقد كانت لصفات « محمّد » وخصاله المعنوية والأخلاقية ، وطهره مكانة كبرى في قلب عمّه « أبي طالب » إلى درجة أنه كان يصطحبه معه إلى المصلّى ، ويستسقي به اي انه يقسم على اللّه بمقامه أن يدفعَ عن الناس القحط والجدب وينزّلَ عليهم الغيث ، فكانت دعوتُه تستجاب من دون تأخير.
    فقد نقل كثيرٌ من المؤرخين الحادثة التالية :
    قحط الناسُ في « مكة » وحواليها سنةً من السنين ، ومَنعتِ السماء والأرض بركاتها عنهم بشكل عجيب ، فمشت قريش بعيون باكية إلى « أبي طالب » تطلب منه بالحاح أن يستسقي لهم ، وان يذهب إلى المصلى ويدعو ربّه لينزِّلَ عليهم المطر وينقذهم من تلك المحنة الصعبة.
    فخرج « أبو طالب » وقد أخذ بيد غلام كأنه شمسُ دجن تجلّت عنها غمامة فاسند ظهره إلى الكعبة ورفع وجهه نحو السماء وقال : يا رب هذا الغلام اسقنا غيثاً مغيثاً ، دائماً هاطلا.
    ويكتب المؤرخون ان السماء كانت صافية لا غيم فيها أبداً ساعة استسقى « أبو طالب » برسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم ولكن ما ان فرغ « أبو طالب » من دعائه


(516)
إلاّ وأقبلت السحاب في الحال ، وغطّت سماء « مكة » وما حولها من المناطق القريبة اليها ، وارعدت السماء وأبرقت ثم جرى غيث عظيم سالت به الأودية ، وروّت القريب والبعيد ، وَسُرّ به الجميع ورضوا (1).
    وقد اشار « أبو طالب » في لاميّته المعروفة إلى هذه الحادثة.
    وقد أنشأ « أبو طالب » تلك القصيدة في أحلك الظروف واشدّها ، يوم زادت قريشٌ من ضغوطها على حامي الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ليسلِّمَ رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم إليها.
    وقد ذكَّر فيها « أبو طالب » قريشاً بحادثة الاستسقاء برسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم قبل الإسلام وكيف أنها اُمطِرَت ببركته ، بعد قحط طويل ، وجدب مهلِك ، كاد يبيد الحرث والضرع ، وذلك عندما يقول :
وابيض يُستسقى الغمامُ بوجهه تلوذُ به الهُلاك مِن آل هاشم ربيع اليتامى عصمة للأرامل فهم عندَهُ في نعمة وفواضل
    وقد نقل « ابن هشام » في سيرته (2) أربعة وتسعين بيتاً من هذه القصيدة ، فيما أورد « ابن كثير » الشامي في تاريخه (3) إثنين وتسعين بيتاً فقط.
    وهي قصيدة في منتهى الروعة والعذوبة ، وفي غاية القوة والجمال ، وتفوق في هذه الجهات كل المعلقات السبع الّتي كان عرب الجاهلية يفتخرون بها ، ويُعدونها من ارقى ما قيل في مجال الشعر والنظم.
    وقد أورد « ابو هفان العبدي » الجامع لديوان « أبي طالب » مائة وواحد وعشرين بيتا من هذه القصيدة في ذلك الديوان ، ويمكن أن تكون كلُ تلك القصيدة وتمامها.
    ونحن نورد هنا أبياتاً متفرقة من هذه القصيدة مما يتصل منها برسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم بصورة صريحة.
1 ـ بحار الأنوار : ج 18 ، ص 2 و 3 ، السيرة الحلبية : ج 1 ، ص 111 ـ 116 ، الملل والنحل المطبوع بهامش الفصل في الأهواء والملل : ج 3 ، ص 225.
2 ـ السيرة النبوية : ج 1 ، ص 272 ـ 280.
3 ـ البداية والنهاية : ج 3 ، ص 52 ـ 57.


(517)
كَذِبتُم وبيتِ اللّه نبزى محمّداً ونُسلِمُه حتّى نُصرَّعَ دونَه لَعمري لقد كلّفتُ وجداً بأَحمد فلا زال في الدنيا جمالا لأهلها فَمنَ مثلُه في الناس أيُ مؤمَّل حليمٌ رشيدٌ عادلٌ غير طائش لقد علِمُوا أنَّ ابْننا لا مكذَّبٌ فأصبَحَ فينا احمدٌ في اُرومة حَدِبْتُ بنفسي دونَه وحميته فَأيّدَهُ ربُّ العباد بنصره ولما نطاعِن دونه ونناضل (1) ونَذهَل عن أبنائنا والحلائِل وإخوته دأبَ المحبِّ المواصل و زَيناً لمن والاه ربُّ المشاكل (2) إذا قاسَهُ الحُكام عند التفاضل يُوالي إلاها ليس عنه بِغافِلِ لدينا ولا يُعنى بقولِ الأباطِل تقصّر عنه سَورة المنظاول (3) ودافعتُ عنه بالذُّرا والكلاكل (4) وأظهرَ ديناً حقُّه غير باطل (5)

    التغيير في برنامج السفر
    لم يكن يمض اكثر من إثني عشر ربيعاً من عُمُر « محمّد » بعد ، عندما أراد « أبو طالب » التوجّه إلى الشام مع قافلة قريش التجارية.
    وعندما استعدّت القافلة لمغادرة مكة ودق جرس الرحيل ، أخذ « محمّد » فجأة بزمام الناقة الّتي كان يركبها عمُّه وكافله « أبو طالب » بينما اغرورقت عيناه صلى الله عليه وآله وسلم بالدموع وقال :
    « يا عمّ إلى مَن تكلني ، لا أب لي ولا اُم » ؟.
    هذا المشهد المؤثر وبخاصة عند ما رأى « أبو طالب » عيني محمّد وقد اغرورقت بالدموع ، فعل فعلته في نفس العم الكافل الحنون ، فانحدرت عبرات العطف من عينيه وقرر من فوره ومن دون سابق تفكير في الموضوع أن يصطحب ابن اخيه « محمّداً » معه في هذا الرحلة ، ومع أنه لم يحسب لهذا الامر ـ من قبل ـ
1 ـ اي نُغلَبَ عليه.
2 ـ المشاكل : العظيمات من الامور.
3 ـ السورة : الشدة والبطش.
4 ـ الذرا : جمع ذروة وهي اعلى ظهر البعير.
5 ـ راجع السيرة النبوية : ج 1 ، ص 272 ـ 280.


(518)
أي حساب فان « أبا طالب » قبل بان يتحمّل كل ما يترتب على قراره هذا ، فحمله معه على ناقته ، وبقي يفكر في أمره ، ويدبّر شأنه ، ويحافظ عليه طوال تلك الرحلة ، وشهد منه اثناء الطريق كرامات وخوارق ، وقد أنشأ في ذلك قصيدةً موجودةً في ديوان أبي طالب ، ومطلع هذه القصيدة هو :
إنَّ ابن آمنة النبيّ محمّداً عندي يفوقُ منازلَ الأولاد (1)

    الدِفاعُ عن حوزة العقيدة والايمان
    ليست هناك قوةٌ تساعد على الثبات والمقاومة ، والصمود والاستقامة ، مثل قوة الايمان ، فالايمان بالهدف هو العامل القوي وراء تقدّم الإنسان في ميدان الحياة ، فهو الّذي يهضم في نفسه كل الالام والمتاعب ، ويدفع بالمرء إلى المضي قدماً في طريق الوصول إلى أهدافه المقدّسة ، حتّى ولو كلفه ذلك التعرض للموت.
    إنَّ الجنديّ المُسلَّح بقوةِ الإيمان منتصرٌ لا محاله.
    إن الجنديّ الّذي يعتقد بأن الموت في طريق العقيدة هو عين السعادة لابدّ أن يحرز النصر.
    إن على الجندي ـ قبل أن يسلِّحَ نفسَه بسلاح العصر ـ أن يتزود في قلبه من طاقة الإيمان بالهدف ، ويضيء قلبه بمصباح الاعتقاد بالحقيقة ، وحبِّها ، ويجب أن يكون جهادُه وصلحُه من أجل العقيدة والدفاع عن حوزتها ، وكيانها.
    إِنَّ أفكارنا وعقائدنا نابعةٌ من روحنا ، وفي الحقيقة انَّ فكر الإنسان وليد عقله ، فكما أنَّ الإنسان يحبُ ولده الجسماني حبّاً شديداً كذلك يحب أفكاره الّتي هي ولائد عقله وروحه ، بل إن حبّ الإنسان لعقيدته اكثر من حبّه
1 ـ ديوان أبي طالب : ص 33 ـ 35 ، تاريخ ابن عساكر : ج 1 ، ص 269 ـ 272 ، الروض الآنف : ج 1 ، ص 120.

(519)
لأولاده الجسمانيّين ، ولهذا فهو يدافع عن عقائده حتّى الموت ، ويغضي ـ في سبيل الدفاع عن حوزة العقيدة والحفاظ عليها ـ عن كل شيء بينما هو غير مستعدّ لأن يضحي بنفسه في سبيل الحفاظ على اولاده.
    إنّ حب المرء للمال والمنصب حبُّ محدود ، فهو ينساق مع هذا الحبّ مادام لم يهدّد حياته خطرُ الموت الحقيقي ، ولكنّه مستعد لأن يمضي ـ في سبيل الدفاع عن حياض العقيدة ـ إلى حدّ الموت ، ويؤثر الموت الشريف في سبيل العقيدة على الحياة ، ويَرى الحياة الحقيقية والواقعية في وجود الرجال المجاهدين ، وهو يردد :
    « إنما الحياة عقيدة وجهاد ». (1)
    ولنلق نظرة فاحصة على حياة بطل حديثنا ( ونعني به المدافع الوحيد عن الإسلام وحامي الرسول الاوحد في بدايات عهد الرسالة ) فماذا كان دافعه إلى هذا الامر ، وما الّذي كان يحركه في هذا السبيل ؟ واي شيء كان وراء مضيه في هذا الطريق إلى حافة العدم ، والغض عن النفس والنفيس ، والمقام ، والقبيلة وغير ذلك والتضحية بكل ذلك في سبيل « محمّد » ( صلى الله عليه وآله وسلم ).
    إن من المتيقَّن أن دافعه إلى ذلك لم يكن المحرك الماديّ ، وبالتالي لم يقصد من وراء الدفاع عن ابن اخيه ، وحمايته ، والحدب عليه ، كسب أمر مادي كتحصيل مال وثروة ، لأن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن له يومئذ مالٌ ، ولا ثروة.
    وكما أن مقصود « أبي طالب » لم يكن أيضاً تحصيل مقام ، وأحراز مكانة اجتماعية لأنه كان يملك في ذلك المجتمع أعلى المناصب واهمها ، فقد كانت له رئاسه « مكة » والبطحاء ، بل هو فقد منصبه وشخصيته الممتازة و مكانته المنقولة بسبب دفاعه عن « محمّد » ، وعدم الاستجابة لقومه في تسليمه اليهم ، والتخلي عنه لأن دفاعه عن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم قد استوجب سخط زعماء قريش عليه واستياءهم من موقفه ، وخروجهم عن طاعته ، ودفعهم إلى التمادي
1 ـ المراد من العقيدة المقدسة هو بطبيعة الحال ما تذوب « الأنا » فيها في التوحيد والايمان باللّه إذ هنا يصدُق قولُه :
قِف عند رأيك واجتهد إنّ الحياة عقيدةٌ وجِهاد

(520)
في معاداة « بني هاشم » و « أبي طالب » والثورة عليهم !!

    تصَوّرٌ باطلٌ
    ربما يتصور بعض ضعفاء البصيرة أن علة حدب « أبي طالب » على رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم والتضحية في سبيله بالنفس والنفيس كانت هي : علاقة القربى ، ووشيجة الرَحِم ، أو بتعبير آخر : إِن التعصب القبليّ ، والعصبية القومية هو الّذي دفع بأبي طالب إلى ان يعرّض نفسه لكل ذلك المكروه في سبيل ابن اخيه.
    ولكنّ هذا ليس سوى مجرّد تصور باطل لا غير ، ويتضح بطلانه بدراسة مختصرة لأنه لا تسطيع أية وشيجة قربى على أن تدفع أحداً إلى أن يضحي بنفسه في احد أقربائه إلى هذه الدرجة من التضحية والمفاداة ، بحيث يقي مثلا ابن أخيه عليه ، ويكون مستعداً لأن يتقطّع ولده بالسيوف إرباً إرباً دون ابن أخيه.
    إن العصبيات القبائلية والعائلية وان كانت تدفع بالانسان حتّى إلى حافة الموت ، ولكن لا معنى لان تختص ، هذه الحماية الناشئة عن العصبية العائلية والقبلية الشديدة بفرد واحد ، وشخص خاص معيّن من أفراد العائلة والقبيلة ، في حين نجد « أبا طالب » قد قام بكل هذه التضحية في سبيل شخص واحد ، وفرد معين ( أي النبيّ ) ، ولا يفعل مثل هذه في سبيل غيره من أبناء « عبد المطلب » و « هاشم » وأحفادهما ومن ينتمي إليهم بوشيجة القربى ورابطة الرحم.

    الدافع الحقيقيّ لأبي طالب
    وعلى هذا الأساس فانّ المحرّك والدافِعَ الحقيقيّ لأبي طالب لم يكن أمراً مادياً ولا الجاه والمنصب ، أو التعصب القومي ، والعائلي ، بل كان أمراً معنوياً وأن ضغوط العدوّ وقوّته كانت تدفعه إلى الاستعداد للقيام بأي نوع من أنواع التضحية وذلك الأمر المعنويّ هو اعتقاده الراسخ برسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم يعتبر « محمّداً » مظهراً كاملا للفضيلة والإنسانية ويعتبر دينه أفضل برنامج


(521)
للسعادة ، وحيث أنه كان يحبُّ الحقيقة ، ويعشق الكمالَ والحقّ ، لذلك كان من الطبيعيّ أن يدافع عن الحق والحقيقة ، وينصرهما بكل وجوده ، وبكل قواه.
    وهذا المعنى هو المستفاد من قصائد « أبي طالب » وأشعاره ، فهو يصرح بأن « محمّداً » رسولٌ كموسى وعيسى إذ يقول :
لِيَعلَم خِيارُ النّاسِ أَنَّ مُحمَّداً أَتانا بِهَدي مِثلَ ما أتيا بهِ نبيّاً كَمُوسى وَالمَسيحِ بنِ مَريَمِ فَكُلٌّ بِأمرِ اللّهِ يَهدي وَيَعصِمِ (1)
    ويقول في قصيدة اُخرى :
ألَم تَعلَمُوا أَنَّا وَجَدنا محمّداً نَبِيّاً كَمُوسى خطّ في أوّل الكُتب (2)
    هذا وتعتبر ابياته الّتي سبق أن أشرنا اليها والمئات من أمثالها مما جاء ذكره في ديوان أبي طالب ، وفي ثنايا التاريخ والتفسير والحديث شواهد حيّة وقوية على أن محرك « أبي طالب » الواقعي ودافعه الحقيقي إلى الدفاع عن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم كان هو اعتقاده الخالص ، واسلامه الواقعي ولم يكن له أي دافع آخر سوى الايمن والعقيدة.
    ونحن هنا نكشف النقابَ عن بعض مواقفه في الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحمايته بعد اضطلاعه بعبء الرسالة ، ونترك لك أيها القارئ بأن تدقّق في مثل هذه المواقف الفدائية ثم تقضي بنفسك : هل تنبع مثل هذه التضحية ، ومثل هذا التفاني ، والفداء إلاّ من الايمان والاعتقاد ؟؟

    لمحات من تضحيات أبي طالب
    إجتمع أسياد قريش واشرافها في بيت أبي طالب والنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم حاضر ، وتبودلت بين الجانبين أحاديث حول رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم )
1 ـ مجمع البيان : ج 7 ، ص 37 ، الحجّة : ص 56 ـ 57 ، مستدرك الحاكم : ج 2 ، ص 623 و 624.
2 ـ مجمع البيان : ج 7 ، ص 36 ، وقد نقل ابن هشام في السيرة النبوية : ج 1 ، ص 352 و 353 خمسة عشر بيتاً من هذه القصيدة.


(522)
ودينه وما خلق من مشكلات في مكة ، وحاول القرشيون اثناء النبيّ عن دعوته وعمله ولكن دون جدوى فلما يئسوا من الحصول على النتيجة الّتي كانوا يريدونها نهضوا من مكانهم ليتركوا بيت « أبي طالب » قال « عقبة ابن أبي معيط » غاضباً مهدداً : لا نعود إليه أبداً ، وما خير من أن نغتال محمّداً !!
    فغضب « أبو طالب » من هذه الكلمة ، ولكنه ماذا عساه أن يفعل فهم ضيوفه ، وفي بيته. واتفق أن خرج النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم من البيت في ذلك اليوم ولم يعد ، وجاء « أبو طالب » وعمومته إلى منزله فلم يجدوه ، فجمع فتياناً من بني هاشم وبني المطلب ، ثم قال ـ وهو يظن ان قريشاً كادت برسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم ليأخذ كل واحد منكم حديدة صارمة ثم ليتبعني إذا دخلت المسجد ، فلينظر كل فتى منكم ، فليجلس إلى عظيم من عظمائهم فيهم ابن الحنظلية ـ يعنى أبا جهل ـ فانه لم يغب عن شر ان كان محمّداً قد قتِل ، فقال الفتيان : نفعل فجاء زيد بن حارثة فوجد أبا طالب على تلك الحال فقال : يا زيد أحسست ابن أخي ؟ قال : نعم كنت معه آنفاً.
    فقال أبو طالب : لا ادخل بيتي أبداً حتّى أراه.
    فخرج زيد سريعاً حتّى اتى رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم وهو في بيت عند الصفا و معه أصحابه يتحدثون فاخبره الخبر ، فجاء رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم إلى أبي طالب فقال : يا ابن أخي : اين كنت ؟ اكنتَ في خير ؟ قال : نعم ، قال : ادخل بيتك ، فدخل رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم ، فلما اصبح أبو طالب غدى على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاخذ بيده فوقف على اندية قريش و معه الفتيان الهاشميون والمطلبيون فقال : يا معشر قريش هل تدرون ما هممتُ به ؟
    قالوا : لا ، فاخبرهم الخبر ، وقال للفتيان اكشفوا عما في ايديكم ، فكشفوا ، فاذا كل رجل منهم معه حديدة صارمة. فقال : واللّه لو قتلتموه ما بقّيت منكم أحداً حتّى نتفانى نحن و انتم ، فانكسر القوم وكان اشدَّهم انكساراً أبو جهل (1).
1 ـ الطبقات الكبرى : ج 1 ، ص 168 ، الطرائف : ص 85.

(523)
    لو لاحظت أيها القارئ الكريم هذه الصفحات وغيرها من تاريخ « أبي طالب » ، ودرستَ حياته لرأيت كيف ان « أبا طالب » ظلّ طوال اثنين وأربعين سنة بأيامها ولياليها يحدب على رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم ويدافع عنه ، ويحاميه ، وبخاصة في السنوات العشر الاخيرة من حياته الّتي صادفت بعثة رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم ودعوته ، فقد أظهر من الدفاع عن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم والحرص على حياته ، وحماية هدفه اكثر مما يُتصور.
    ولقد كان العامل الوحيد الّذي دفعه إلى مثل هذا الموقف الراسخ العظيم في هذا السبيل هو : عمق الايمان برسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم ، وقوة الاعتقاد الخالص برسالته.
    ولو أننا ضممنا إلى تضحياته الشخصية تضحيات ولده العزيز « عليّ » لأدركنا مغزى البيتين الذين انشدهما « ابن ابي الحديد » المعتزلي الشافعي إذ قال :
ولو لا أبو طالب وابنُه فذاك بمكّة آوى وَحامى لما مَثُلَ الدِّينُ شخصاً وقاما وَ هذا بِيَثربَ جَسَّ الحماما (1)

    قضيّةٌ ذات بواعث سياسيّة :
    ليس من ريب في أنه لو ثبت عُشر هذا القدر من الشواهد الدالّة على اسلام « أبي طالب » وإيمانه بالرسالة المحمّدية ، لغيره ممّن هو بعيدٌ عن قضايا السياسة ، وخارج عن دائرة الحقد والبغض لا تفق الجميع سنةً وشيعةً على إسلامه وايمانه ، ولكن كيف ذهب فريقٌ إلى تكفير « أبي طالب » مع كلّ هذه الشواهد القويّة القاطعة على إيمانه ؟ حتّى أنّ فريقاً من الكتاب ذهب إلى أن بعض الآيات المشعرة بالعذاب نزلت في شأنه.
1 ـ شرح نهج البلاغة : ج 14 ص 84 يقول ابن أبي الحديد : صنف بعض الطالبيين في هذا العصر كتاباً في اسلام أبي طالب ، وبعثه اليّ ، وسألني ان اكتب عليه بخطي نظماً أو نثراً اشهد فيه بصحة ذلك ، وبوثاقة الأدلة عليه ( إلى ان قال ) فكتبت على ظاهر المجلد هذه الابيات.

(524)
    بينما توقّف في هذا الأمر ، وذهب أفراد معدودون من علماء السنة إلى الحكم باسلامه وايمانه ، ومنهم « زيني دحلان » مفتي مكة المتوفّى سنة 1304 من الهجرة.
    ولكن الانصاف هو ان يقال : أن الهدف من طرح هذه المسألة والتوقف في ايمان « أبي طالب » أو تكفيره لم يكن إلاّ الطعن في أبنائه ، وبخاصة أمير المؤمنين الامام عليّ ( عليه السلام ).
    ولقد جرّ بعض كتّاب السنّة ـ لتبرير تكفير أبي طالب ـ هذه المسألة إلى غير ابي طالب ووسع دائرة التكفير هذه حتّى شملت آباء النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً حيث ذهب إلى أن أبوي النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ماتا كافرين أيضاً.
    ونحن لا يهمنا هنا أن نعلم بأنّ تكفير والدي النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم مخالفٌ لاجماع الامامية والزيدية ، وكذا جماعة من علماء السنة ، ومحقّقيهم ، إنما الكلام هو حول من اتّهموا ببساطة متناهية حامي النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم الوحيد والمدافع عنه بلا منازع.

    الأدِلّة على إيمان أبي طالب
    إن التعرّف على عقيدة أحد ، ومعرفة نمط تفكيره ، يمكن عن ثلاث طرق هي :
    1 ـ دراسة ما ترك من آثار علميّة وأدبية.
    2 ـ اُسلوب عمله ، وتصرفاته في المجتمع.
    3 ـ رأي أقربائه ، وأصدقائه غير المغرضين فيه.
    ونحن نستطيع أن نتعرَّف على إيمان « أبي طالب » وعقيدته من خلال هذه الطرق.
    فان أشعار « أبي طالب » تدل بجلاء لالُبس فيه على ايمانه وإخلاصه ، وكذا تكونُ خدماته القيمة في السنوات العشر الاخيرة من عمره شاهداً قوياً على إيمانه العميق.


(525)
    كما وأنَّ رأي أقربائه المنصفين متفق على أنَّ « أبا طالب » كان مسلماً مؤمناً ولم يقل أحدٌ من أقربائه ، في حقه بغير هذا أبداً.
    وإليك إثبات هذا الموضوع عن هذه الطرق الثلاث على وجه التفصيل :

    آثار أبي طالب العلميّة والأدبية
    نحن نختار هنا من بين قصائد « أبي طالب » المطوَّلة ، بعض الأبيات الّتي تثبت ايمانه برسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم ، واعتقاده بالاسلام ، في غير ابهام.
1 ـ لِيَعلَم خِيارُ النّاسِ أنَّ مُحمَّداً أتانا بَهَدي مِثلَ ما أَتيابه 2 ـ تمنيتمو أن تَقتُلُوهُ وإنّما نَبيٌّ أتاهُ الوحىُ من عِندِ رَبّهِ 3 ـ ألَم تَعلَمُوا أنّا وَجَدنا محمّداً وَ أنَّ عَلَيهِ في العِبادِ محبةً 4 ـ وَاللّهِ لَن يَصِلّوا إلَيكَ بِجَمعِهم فَاصدَع بِأمرِك ما عَلَيْكَ غَضاضةٌ وَدَعوتَني وعلمتُ أنّكَ ناصِحٌ وَلَقَد عَلِمتُ بأن دِينَ مُحمّد 5 ـ أوتُؤمنوا بكتاب منزل عَجَب 6 ـ لَقَد عَلِمُوا أنَّ ابنَنا لا مُكذَّبٌ فايّده رَبُّ العِبادِ بِنَصرِهِ نَبيّ كَمُوسى وَالمَسيح بنِ مَريَمِ فَكُلُّ بِأمرِ اللّه يَهدِي وَيَعصِمِ (1) أمانيُّكُم هذي كَأحلامِ نائِم وَمَن قالَ لا يَقرَع بِها سنَّ نادِم (2) رَسُولا كَمُوسى خُطَّ في أوّلِ الكُتُب وَ لا حيفَ في من خصَّهُ اللّه بالحُبّ (3) حَتّى اُوسَّدَ في التّراب دَفينا وَابشِر بِذاكَ وَقرَّ مِنكَ عُيُونا وَلَقَد دَعَوت وَكُنت ثمَّ أمِينا مِن خَير أديان البَريّة دينا (3) عَلى نَبيّ كمُوسى أوكذِي النون (4) لَدَينا وَلا يَعني بِقولِ الأباطِل وَ اظهَرَ ديناً حَقُّهُ غيرُ باطل (5)

1 ـ مجمع البيان : ج 7 ، ص 37 ، الحجة : ص 57 ، مستدرك الحاكم : ج 2 ، ص 623.
2 و 3 ـ ديوان أبي طالب : ص 32 ، السيرة النبوية : ج 1 ، ص 353.
3 ـ تاريخ ابن كثير : ج 3 ، ص 42.
4 ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج 14 ، ص 74 ، ديوان أبي طالب : ص 173.
5 ـ السيرة النبوية : ج 1 ، ص 272 ـ 280.
سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم ـ الجزء الأوّل ::: فهرس