تنقيح المقال ـ الجزء الثاني عشر ::: 166 ـ 180
(166)
الحكم في حديث بريه : أنّه لمّا جاء معه إلى أبي عبد الله عليه السلام فلقي أبا الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام فحكى له هشام الحكاية ، فلمّا فرغ قال أبو الحسن لبريه : « [ يا بريه! ] كيف علمك بكتابك ؟ » ، قال : أنا به عالم ، فقال : « كيف ثقتك بتأويله ؟ » ، قال : ما أوثقني بعلمي فيه. قال : فابتدأ أبو الحسن عليه السلام يقرأ الإنجيل ، فقال بريه : إيّاك كنت أطلب منذ خمسين سنة أو مثلك.
    قال : فآمن بريه وحسن إيمانه ، وآمنت المرأة الّتي كانت معه ، فدخل هشام وبريه والمرأة على أبي عبد الله عليه السلام فحكى له هشام الكلام الذي جرى بين أبي الحسن موسى عليه السلام وبين بريه ، فقال أبو عبد الله عليه السلام : « « ذُرِّيَةٌ بَعضها مِن بَعْض واللهُ سَمِيعٌ عَلِيم » (1) » ، فقال بريه : أنّى لكم التوراة والإنجيل وكتب الأنبياء ؟ قال : « هي عندنا [ وراثة من عندهم ] نقرؤها كما قرؤوها ، ونقولها كما قالوا ، إنّ الله لا يجعل حجّةً في أرضه يسأل عن شيء فيقول : لا أدري ».
    وفي رواية التوحيد (2) زيادة على ذلك ، وهي قوله : فلزم أبا عبد الله عليه السلام إلى أن مات ، ثمّ لزم موسى عليه السلام حتّى مات في زمانه عليه السلام فغسّله بيده عليه السلام ، وكفّنه بيده عليه السلام ، ودفنه ولحّده بيده عليه السلام ، وقال عليه السلام : « هذا حواريّ من حواريّ المسيح » ، فتمنّى كثير أن يكونوا مثله.
1 ـ سورة آل عمران ( 3 ) : 34.
2 ـ التوحيد للشيخ الأجلّ الصدوق قدّس سرّه : 270 باب 37 حديث 1.


(167)
    قلت : ذيل الخبر يدلّ على جلالة الرجل ، فيكون خبره من الحسان (*).
(*)
حصيلة البحث
    إن اتّحد مع السابق ـ وهو الراجح ـ كان حسناً ، وإن تعدّد عدّ حسناً أيضاً.

    جاء بهذا العنوان في المناقب لابن شهرآشوب 3/371 [ وفي الطبعة القديمة 3/105 ] هكذا : وسأل بزل ( بديل ) الهروي الحسين بن روح رضي الله عنه .. ، وعنه في بحار الأنوار 43/37 حديث 40 مثله ، ولكن في الغيبة للشيخ الطوسي : 388 حديث 353 : ترك الهروي ، وفي القاموس المحيط 3/333 : بديل بن أحمد
الهروي.
حصيلة البحث
    المعنون مهمل لم يذكر في معاجمنا الرجاليّة.

    جاء بهذا العنوان في رجال البرقيّ : 37 في أصحاب الإمام الصادق عليه السلام.
حصيلة البحث
    لم أجد في المعاجم الرجاليّة ما يعرب عن شخصيّة المعنون ، فهو مجهول موضوعاً وحكماً ، إلاّ أن يكون الآتي ؛ أعني : بزيع أبو عمرو بن بزيع ، وحينئذ يشمله حكمه.


(168)
    [ الضبط : ]
    قد مرّ (1) ضبط بزيع في ترجمة : أحمد بن حمزة بن بزيع.
    [ الترجمة : ]
    ولم أقف في الرجل إلاّ على رواية الكليني في الكافي (2) عن عليّ بن محمّد بن بندار ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد ، عن أبيه ، عن بزيع أبي عمرو بن بزيع ، قال : دخلت على أبي جعفر عليه السلام وهو يأكل خلاًّ وزيتاً في قصعة سوداء مكتوب في وسطها بصفرة : « قُل هُوَ اللهُ أَحَدٌ » ، فقال : « ادنُ يا بزيع ! » ، فدنوت فأكلت معه ، ثمّ حسى من الماء ثلاث حسيات حين لم يبق من الخبز شيء ،
1 ـ في صفحة : 87 من المجلّد السادس.
2 ـ الكافي 6/298 حديث 14 بهذا الإسناد : أحمد ، عن يحيى بن إبراهيم ، عن محمّد بن يحيى ، عن ابن أبي البلاد ، عن أبيه ، عن بزيع بن عمر بن بزيع .. إلى آخره.
    ولم أعثر على رواية في سندها بزيع أبو عمرو بن بزيع ، ولعلّ نسخة المؤلّف قدّس سرّه من الكافي أو ناسخ هذا الكتاب أخطأ وأبدل ( بن ) ب‍ ( أبي ) ، والصحيح : بزيع بن عمرو بن بزيع ، فتفطّن.
    ولكن في بحار الأنوار 46/297 حديث 27 نقلاً عن الكافي : بزيع أبي عمر بن بزيع ، وكذلك في بحار الأنوار 66/324 حديث 8 ، وفيه : بزيع أبي عمرو بن بزيع ، وفي تفسير نور الثقليين 5/704 حديث 35 : أبي عمر بن بزيع.
    وأما في الدعوات للراوندي : 146 فقال في الحاشية : في نسختي الأصل : أبي عمر ، فراجع.


(169)
ثمّ ناولني (1) فحسوت البقية.
    ولم أستثبت حاله (*).

    [ الترجمة : ]
    وهو من أضعف الضعفاء ، لاستفاضة الأخبار في ذمّه ولعنه :
    فمنها : ما رواه الكشّي (3) عن سعد ، عن العبيدي ، عن يونس ، عن العبّاس ابن عامر القصباني.
    وعن أيّوب بن نوح ، والحسن بن موسى الخشّاب ، والحسن بن عبد الله بن المغيرة ، عن العبّاس بن عامر ، عن حمّاد بن أبي طلحة ، عن ابن أبي يعفور ، قال : دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقال : « ما فعل بزيع ؟ » فقلت : قتل ، قال : « الحمد لله ، أما إنّه ليس لهؤلاء المغيريّة شيء خير من القتل لأنّهم
1 ـ في المصدر : ناولنيها.
(*)
حصيلة البحث
    لم أهتد بعد الفحص والتنقيب على ما يوضح حال المعنون ، ولعله وقع تصحيف في عنوان الرجل ، وعلى كل حال فهو غير معلوم الحال.
* ـ وقد مرّ ضبط بزيع في : أحمد بن حمزة بن بزيع.     [ منه ( قدّس سرّه ) ].
    لاحظ : تنقيح المقال 1/59 برقم ( 348 ) من الطبعة الحجرية [ الطبعة المحقّقة 6/87 برقم ( 955 ) ].
2 ـ أقول : لفظة : الحائك ؛ أخذها المؤلّف قدّس سرّه عن تاريخ أبي زيد البلخي ، حيث ذكر أن البزيعيّة أصحاب بزيع الحائك أقرّوا بنبوّته ، وزعموا أنّ الأئمّة كلّهم أنبياء. ولاحظ : مقباس الهداية 2/357 ـ 358 عن عدّة مصادر.
3 ـ رجال الكشي : 305 برقم 550 ، وتكملة الرجال 1/224 ، وإتقان المقال في قسم الضعفاء : 265.


(170)
لا يتولّون (1) أبداً ».
    ومنها : ما رواه الكليني رحمه الله (2) ـ في الموثّق ـ : قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : إنّ بزيعاً يزعم أنّه نبيّ ، فقال : « إن سمعته يقول ذلك فاقتله ». قال : فجلست له غير مرّة فلم يمكنني ذلك.
    ومنها : ما رواه الكشّي رحمه الله (3) في ترجمة محمّد بن أبي زينب ، عن سعد ، عن محمّد بن خالد الطيالسيّ ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، عن ابن سنان ، قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : « إنّا أهل بيت صادقون لا نخلو من كذّاب يكذب علينا ، ويسقط صدقنا بكذبه علينا عند الناس ، كان رسول الله [ صلّى الله عليه وآله وسلّم ] أصدق البريّة لهجة ، وكان مسيلمة يكذب عليه ، وكان أمير المؤمنين عليه السلام أصدق من برأ الله من بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وكان الذّي يكذب عليه ويعمل في تكذيب صدقه بما افترى عليه من الكذب عبد الله بن سبأ لعنه الله.
    وكان أبو عبد الله الحسين بن عليّ عليهما السلام ، قد ابتلي بالمختار (4) ».
1 ـ في رجال الكشّي : لا يتوبون.
2 ـ في الكافي 7/258 حديث 13 : محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضّال ، عن حمّاد بن عثمان ، عن ابن أبي يعفور قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام ..
    وربما قيل بأنّ الحديث صحيح أو قويّ.
3 ـ رجال الكشي : 305 حديث 549.
4 ـ الإمام الشهيد أبو عبد الله الحسين عليه السلام لم يبتل بالمختار ، فإنّه لم يكن ممّن يذكر في زمانه عليه السلام ، نعم هناك رواية في رجال الكشّي : 125 برقم 198 أنّه كان المختار يكذب على عليّ بن الحسين عليهما السلام ، وفيها كلام يأتي في ترجمته إن شاء الله تعالى.


(171)
    ثم ذكر أبو عبد الله الحارث الشامي وبنان (1) ، فقال : « كانا يكذبان على عليّ ابن الحسين عليهما السلام ».
    ثم ذكر المغيرة بن سعد * ، وبزيعاً ، والسرّي ، وأبا الخطاب ، ومعمّراً ، وبشّاراً الشعيريّ ، وحمزة البربريّ ، وصائداً النهديّ ، فقال : « لعنهم الله ، فإنّا لا نخلو من كذّاب يكذب علينا ، أو عاجز الرأي .. كفانا الله مؤونة كلّ كذّاب وأذاقهم حرّ الحديد ».
    ومنها : الصحيح (2) الذي رواه هو رحمه الله في ترجمة السرّي ، عن سعد ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : « إنّ بناناً (3) والسرّي وبزيعاً ـ لعنهم الله ـ تراءى لهم الشيطان في أحسن ما يكون صورة آدميّ من قرنه إلى صرّته .. » (4) الحديث.
    وإلى هذه الصحيحة أشار الفاضل التفرشيّ في النقد (5) بقوله : روى الكشّي بطريق صحيح أنّ الصادق عليه السلام لعنه. انتهى.
    وصاحب التكملة (6) ـ المعلّق عليه ـ لمّا لم يقف على هذه الصحيحة ، أورد صحيحة ابن أبي يعفور المتقدّمة ، ثمّ قال : وليس فيه أنّ أبا عبد الله عليه السلام
1 ـ في المصدر : بيان.
* ـ خ. ل : سعيد.     [ منه ( قدّس سرّه ) ].
    وهو ما جاء في المصدر المطبوع.
2 ـ رجال الكشّي : 304 حديث 547.
3 ـ في المصدر : بياناً.
4 ـ في الكشّي : سرّته.
5 ـ نقد الرجال : 55 برقم 1 [ المحقّقة 1/270 برقم ( 685 ) ].
6 ـ تكملة الرجال 1/224.


(172)
لعنه. نعم ، في رواية اُخرى غير صحيحة لعنه ، والأمر سهل. انتهى.
    وأشار بالرواية الغير الصحيحة إلى الرواية السابقة التي في طريقها محمّد بن خالد الطيالسيّ ، الذي لم يوثّق في كتب الرجال.
    وأمّا ما رواه الكشّي (1) في ترجمة زكريّا بن آدم ، عن محمّد بن مسعود ، عن عليّ بن محمّد القمّي ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى القمّي قال : بعث إليّ أبو جعفر عليه السلام غلامه ومعه كتابه ، فأمرني أن أصير إليه ، فأتيته وهو بالمدينة نازل في دار بزيع ، فدخلت عليه فسلّمت عليه .. الحديث.
    فربّما يتخيّل منافاة هذه الأخبار المزبورة ؛ لظهور مدح بزيع بنزوله عليه السلام في داره ، ولكنّه خيال فاسد ، لاحتمال اشتهار الدار به ، وإن كان قد مات منذ حين ، أو أنّ هذا غير بزيع المذكور هنا الكذّاب الّذي تنسب إليه البزيعيّة الّذين أشرنا إلى حالهم عند ذكر المذاهب الفاسدة من مقباس الهداية (2) (*).
1 ـ رجال الكشّي : 596 برقم 1115.
2 ـ مقباس الهداية 2/357 ـ 358.
(*)
حصيلة البحث
    إنّ ما أفاده المؤلّف قدّس الله تعالى سرّه من المتانة بحيث لا مزيد عليه ، فالمترجم مبدع ملعون خبيث ، والرواية من جهته ساقطة عن الاعتبار.

    جاء في الكافي 6/298 باب نوادر حديث 14 بسنده : .. عن أبي البلاد ، عن أبيه ، عن بزيع بن عمر بن بزيع ، قال : دخلت على أبي جعفر عليه السلام ..


(173)
    [ الترجمة : ]
    لم أقف فيه إلاّ على عدّ الشيخ رحمه الله إيّاه في رجاله (1) من أصحاب الصادق عليه السلام وقوله : كوفيّ.
    وظاهره كونه إماميّاً ، إلاّ أنّ حاله مجهول (*).
وعنه في بحار الأنوار 66/534 حديث 36 مثله ، وفي 46/297 حديث 27 ، وفيه : بزيع أبي عمر بن بزيع.
    وفي الدعوات للراوندي : 146 .. ، وعنه في مستدرك الوسائل 16/362 حديث 20178 ، وفيه : بزيع بن عمرو بن بزيع ، وكذلك في بحار الأنوار 66/304 وفي صفحة : 404 حديث 5 ، قال : بزيع بن عمر ابن بزيع.
    وفي المحاسن للبرقي : 440 باب التواضع في المأكل والمشرب حديث 300 بسنده : .. عن إبراهيم بن أبي البلاد ، عن أبيه ، عن بزيع بن عمرو بن بزيع ، قال : دخلت على أبي جعفر عليه السلام .. وعنه في بحار الأنوار 66/324 حديث 8 ، وفيه : بزيع أبي عمرو بن بزيع.
حصيلة البحث
    سواء أكان الصحيح : ابن عمر أو : ابن عمرو ، فهو مهمل.
(o)
مصادر الترجمة
    مجمع الرجال 1/258 ، نقد الرجال : 55 برقم 2 [ المحقّقة 1/271 برقم ( 686 ) ] ، جامع الرواة 1/120.
1 ـ رجال الشيخ : 159 برقم 68 ، وعنه في مجمع الرجال ، ونقد الرجال ، وجامع الرواة.
(*)
حصيلة البحث
    لم أقف على ما يرفع جهالة المترجم فهو مجهول الحال.


(174)
    [ الترجمة : ]
    لم أقف فيه إلاّ على عدّ الشيخ رحمه الله (1) إيّاه من أصحاب الصادق عليه السلام.
    وقال الميرزا (2) ـ بعد نقل عدّ الشيخ رحمه الله إيّاهما من أصحاب الصادق عليه السلام ما لفظه ـ : ولا أدري هذا الملعون أيّهما أو غيرهما.
(*)
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 159 برقم 69 ، منهج المقال : 67 [ المحقّقة 3/29 برقم ( 750 ) ] ، الوجيزة : 146 [ رجال المجلسي : 375 برقم ( 74 ) ] ، تعليقة الوحيد المطبوعة على هامش منهج المقال : 67 [ المحقّقة 3/29 برقم ( 283 ) ] ، مشيخة روضة المتّقين 14/65 ، مشيخة من لا يحضره الفقيه 4/59 ، الفرق للنوبختي : 37 ، مستدرك وسائل الشيعة 3/578 من الطبعة الحجريّة [ المحقّقة ( مؤسسة آل البيت ) 22/180 ـ 181 برقم ( 46 ) ].
2 ـ رجال الشيخ : 159 برقم 69.
3 ـ في منهج المقال : 67 حيث قال : وفي ( ق ) بزيع مولى عمرو بن خالد الكوفي ، وبزيع المؤذن ، ولا أدري هذا الملعون أيّهما هو أو غيرهما.
    أقول : الظاهر أنّ بزيعاً الملعون المقتول في حياة الإمام الصادق عليه السلام
غير المترجم ، لأنّ المترجم ممّن يروي الصدوق رحمه الله عنه ، وذاك ممّن تبرّأ منه الإمام الصادق عليه السلام ، فكيف يمكن رواية الصدوق عنه ومن كتابه ؟! ، وقد التزم في أوّل الفقيه بأنّه : .. لا يروي فيه إلاّ ما يفتي به ويحكم بصحّته ، ويعتقد فيه أنّه حجّة فيما بينه وبين ربّه تقدّس ذكره ، وتعالت قدرته ، وأنّ جميع ما فيه مستخرج من كتب مشهورة عليها المعوّل وإليها المرجع ، ومع مثل هذا الالتزام نقله عن كتاب المترجم لأوضح دليل على أنّ بزيعاً المؤذّن ليس ذاك الحائك الملعون.


(175)
    قلت : بل غيرهما ، فإنّ الملعون هو بزيع الحائك المنتسب إليه البزيعيّة ، ولا يعقل عدّ الشيخ رحمه الله إيّاه من أصحاب الصادق عليه السلام ، بل ظاهر عدّه قدّس سرّه إيّاهما من أصحاب الصادق عليه السلام من دون تعرّض لفساد مذهبهما كونهما إماميّين ، غايته عدم ورود مدح فيهما يلحقهما بالحسان ، فيعدّان مجهولين.
    فالمسمّون ب‍ : بزيع حينئذ بين مجهول وملعون.
    ولذا قال في الوجيزة (1) : بزيع مشترك بين ضعيف ومجهول. انتهى.
    لكن في التعليقة (2) نسبة عدّ بزيع المؤذّن ممدوحاً ؛ لأنّ للصدوق رحمه الله طريقاً إليه إلى خاله المجلسيّ رحمه الله ، وينبغي أن يكون عثر على ذلك منه في
1 ـ الوجيزة : 146 [ رجال المجلسي : 168 برقم ( 272 ) ].
2 ـ التعليقة المطبوعة على هامش منهج المقال : 67 [ المحقّقة 3/29 برقم ( 283 ) ] قال : قوله : بزيع المؤذن ؛ عدّه خالي ممدوحاً لأنّ للصدوق إليه طريقاً ، فتأمّل ، وجاءت روايته عن الإمام الصادق عليه السلام في من لا يحضره الفقيه 1/236 حديث 1036 ، وفي 4/59 ـ المشيخة ـ قال : وما كان فيه عن بزيع المؤذّن ؛ فقد رويته عن محمّد بن موسى بن المتوكّل رضي الله عنه ، عن عليّ بن الحسين السعدآبادي ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن محمّد بن سنان ، عن بزيع المؤذّن.
    وقال في روضة المتّقين 14/65 : .. وما كان فيه عن بزيع المؤذّن ، فهو ضعيف ، روى الكشّي أخباراً في ذمّه ، ومنها خبر صحيح فيه لعنه ، فيمكن أن يكون نقل الكتاب قبل انحرافه إلى الغلوّ ، وفي الطريق محمّد بن سنان ، وقد عرفت حاله ، ويسهل أمر الطريق ، لكن يشكل العمل بما ينفرد به.
    أقول : التأمّل يقضي بتعدّد الحائك والمؤذّن ، والحائك ملعون لا ريب فيه ، لكن لا لغلوّه ، فإنّه لم يكن غالياً ، بل مرتدّاً مدّعياً للنبوّة ، فهو خارج عن ربقة الإسلام ، قتل في حياة الإمام الصادق عليه السلام ، والمؤذّن مسلم مؤمن لا ريب فيه.


(176)
غير الوجيزة (1).
    وقال المحدّث المعاصر النوري في آخر مستدرك الوسائل (2) : إنّ لبزيع المؤذّن كتاباً معتمداً في مشيخة الفقيه. انتهى.
    فالرجل حينئذ في أوّل درجات الحسن (*).
1 ـ في الوجيزة : 174 [ رجال المجلسيّ : 375 برقم ( 74 ) ] في ذكر طريق أسانيد الصدوق رحمه الله تعالى ، باب الباء قال : .. وإلى بزيع المؤذّن ضعيف ، وقيل : مجهول ، وقيل : حسن.
    وعبارة الوجيزة هكذا : .. وإلى بزيع المؤذّن ( ض ، م ، ر ، ح ). وقال
في صفحة : 173 [ رجال المجلسي : 367 ] في بيان الرموز : فللصحيح ( صح ) ، وللحسن ( ح ) ، وللموثّق ( ق ) ، وللمجهول ( م ) ، وللضعيف ( ض ) ، وللمرسل ( ل ) ، وإن كان بين ما اختاره وبين المشهور اختلاف أوسط بين العلامتين ( ر ) مقدّماً
للمشهور.
2 ـ مستدرك الوسائل 3/578 [ الطبعة المحقّقة 22/180 ـ 181 تحت رقم ( 46 ) ] في ترجمة بزيع المؤذّن ، وهذا نصّه : وهو الموافق للاعتبار ، فإنّ بزيعاً الملعون كان من أصحاب أبي الخطّاب ، وصدّق رسالته كما نصّ عليه الحسن بن موسى النوبختيّ في كتاب الفرق [ صفحة : 37 ] ، وهو وأصحابه معروفون بالكفر والزندقة ، كيف يحتمل أن يجعله الصدوق في عداد هؤلاء المشايخ ، ويُعدّ كتابه معتمداً ؟ ، وكيف يلقّب ب‍ : المؤذّن ، ولا صلاة عندهم فضلاً عن آذانها؟! ، فمن الغريب ما في شرح التقيّ المجلسيّ ما لفظه : وما كان عن بزيع المؤذّن فهو ضعيف روى ( كش ) أخباراً في ذمّه ، ومنها خبر صحيح فيه لعنه ، فيمكن أن يكون نقل الكتاب قبل انحرافه إلى الغلّو. انتهى.
    ولا أدري ما سبب جزمه بذلك ؟ وكيف لم يحتمل كون الملعون هو الكوفيّ ، أو غيرهما ـ وهو الحائك ـ ؟.
    أقول : بالإضافة إلى ما ذكره شيخنا النوريّ رحمه الله هناك اختلاف في الطبقة اختلافاً بيّناً ، فما ذكره شيخنا النوريّ رحمه الله في كمال المتانة ولا مساغ لنقضه.
(*)
حصيلة البحث
    لا ينبغي لمن تأمّل في حال المترجم من خلال ما نقله المؤلّف قدّس سرّه وما علّقته ، أنّ المترجم حسن ، وأنّ رواياته تُعدّ من جهته حسان.


(177)
    الضبط :
    بَسبَاس : بباءين موحّدتين مفتوحتين بعد الأولى سين مهملة ساكنة ، وبعد الثانية ألف ، ثمّ سين مهملة.
    وثَعْلَبَة : بفتح الثاء المثلّثة ، وسكون العين المهملة ، وفتح اللام ، والباء الموحّدة ، والهاء (1).
    الترجمة :
    لم أقف فيه إلاّ على عدّ الشيخ رحمه الله (2) إيّاه من أصحاب رسول الله
(o)
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 10 برقم 26 ، توضيح الاشتباه : 76 برقم 293 ، مجمع الرجال 1/258 ، جامع الرواة 1/120 ، نقد الرجال : 55 برقم 1 [ الطبعة المحقّقة 1/271 برقم ( 687 ) ] ، الوجيزة : 146 [ رجال المجلسي : 168 برقم ( 273 ) ].
1 ـ أقول : وهو منسوب إلى ثعلبة بن جَدعاء بن ذُهَل بن رومان بن جندب بن خارجة بن سعد بن فُطْرَة بن طِيّء أو إلى ثعلبة بن رومان بن جندب ، ويقال لهما : ثعلبتان كما في الصحاح 1/93.
2 ـ رجال الشيخ : 10 برقم 26.
    وضبطه في توضيح الاشتباه : 76 برقم 293 : بسباس ، ولكن الذي يطمأن به أنّ المترجم مع بسبس الآتي متّحدان ، وانظر : مجمع الرجال 1/258 ، وجامع الرواة 1/120 ، ونقد الرجال : 55 برقم 1 وعنونه في توضيح المشتبه ب‍ : بَسْبَس وقال بعد ضبطه : بَسْبَس بن عمرو بن ثعلبة الصحابي ، وله يقول الراجز : أقِم لها صدورها


(178)
صلّى الله عليه وآله وسلّم وقوله إنّه : حليف بني ساعدة.
    ولذا قال في الوجيزة (1) إنّه مجهول (*).

    من بني ساعدة بن كعب بن الخزرج ، حليف لهم.
    الترجمة :
    عدّه ابن عبد البرّ (2) ، وابن مندة ، وأبونعيم ، وابن الأثير من الصحابة ، وقالوا إنّه : شهد بدراً.
    وأنا لم أستثبت حاله (**).
يا بَسْبَسُ .. وهو أحد جاسوسي النبيّ صلّى الله عليه [ وآله ] ، وسلّم في طلب عير أبي سفيان.
1 ـ الوجيزة : 146 [ رجال المجلسي : 168 برقم ( 273 ) ] ، وفيه : بساس ، م ( أي مجهول ).
(*)
حصيلة البحث
    لم أقف على ما يوضّح حال المترجم ، فهو مجهول الحال ، والله العالم.
3 ـ في الاستيعاب 1/71 برقم 227 ، والإصابة 1/151 برقم 640 ، لكنه عنونه : بسبسة ، ثم قال : ويقال له : بسبس ، وفي اُسد الغابة 1/178 ـ 179 عنونه : بسبس الجهني الأنصاري ،قال : وقيل : بسبسة.
(**)
حصيلة البحث
    إنّ الفحص عن حال المعنون في المعاجم الرجالية والحديثية لم يوضّح حاله ، فهو غير متّضح الحال.


(179)
    الضبط :
    بَسّام : بفتح الباء الموحّدة ، والسين المهملة المشددة ، والألف ، والميم (1) (2).
    وقد مرّ (3) ضبط الصيرفي في ترجمة : أبان بن عبدة.
    الترجمة :
    عدّه الشيخ رحمه الله في رجاله (4) تارة من أصحاب الباقر عليه السلام ،
(o)
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 110 برقم 24 ، وصفحة : 159 برقم 84 ، رجال النجاشي : 87 برقم 284 الطبعة المصطفوية [ وفي طبعة الهند : 82 ، وطبعة جماعة المدرسين : 112 ـ 113 برقم ( 288 ) ، وطبعة بيروت 1/282 برقم ( 286 ) ] ، رجال الكشي : 244 برقم 449 ، التحرير الطاوسي : 55 برقم 53 وصفحة : 84 برقم 54 من طبعة مكتبة السيّد المرعشي [ المخطوط : 19 برقم ( 49 ) ] ، جامع الرواة 1/120 ، الكافي 6/253 حديث 11 ، التهذيب 9/46 حديث 190 ، الاستبصار 4/77 حديث 283 ، مناقب ابن شهرآشوب 4/281 ، رجال البرقي : 15 ، رجال ابن داود : 69 برقم 239 ، الوجيزة : 146 [ رجال المجلسي : 168 برقم ( 274 ) ] ، تكملة الرجال 1/424 ، توضيح الاشتباه : 76 برقم 295 ، ميزان الاعتدال 1/308 برقم 1166 ، تهذيب التهذيب 1/434 برقم 100 ، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال : 54 ، مجمع الزوائد 10/379 ، تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين : 79 برقم 130 ، تقريب التهذيب 1/96 برقم 31 ، الكاشف 1/152 برقم 564 ، المعرفة والتاريخ 1/539 ، الإكمال لابن ماكولا 1/278 ، طبقات ابن سعد 6/366 ، التاريخ الكبير للبخاري 2/144 برقم 1986 ، الجرح والتعديل 2/433 برقم 1723 .. وغيرها.
1 ـ قال في الصحاح 5/1872 : رجل مِبْسام وبسّام : كثير التبسّم.
2 ـ خُطّ عليه في الأصل ، وحيث لا نعلم بضبطه في مكان آخر لذا أثبتناه.
3 ـ في صفحة : 123 من المجلّد الثالث.
4 ـ رجال الشيخ : 110 برقم 24.


(180)
مزيداً على ما في العنوان قوله : يكنّى : أبا عبد الله ، مولى بني هاشم.
    واُخرى (1) من أصحاب الصادق عليه السلام ، مزيداً على ما في العنوان قوله : أبو عبد الله الأسديّ ، مولاهم أسند عنه.
    وقال النجاشيّ (2) : بسّام بن عبد الله الصيرفيّ ، مولى بني أسد أبو عبد الله ، روى عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام ، ذكره أبو العبّاس في كتاب الرجال.
    له كتاب أخبرنا محمّد بن عثمان ، قال : حدّثنا عثمان بن أحمد السمّاك ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسين الخثعميّ ، قال : حدّثنا عبّاد بن يعقوب الرواجنيّ ، قال : حدّثنا محمّد بن فضيل الضبيّ ، عن بسّام بكتابه. انتهى.
    وقد مرّت (3) في ترجمة : إسماعيل بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن
1 ـ رجال الشيخ : 159 برقم 84.
2 ـ رجال النجاشي : 87 برقم 284 الطبعة المصطفوية [ وفي طبعة الهند : 82 ، وفي طبعة جماعة المدرّسين : 112 ـ 113 برقم ( 288 ) ، وفي طبعة بيروت 1/282 برقم ( 286 ) ].
    أقول : صرّح الشيخ رحمه الله بكون المترجم مولى بني هاشم في رجاله في أصحاب الباقر عليه السلام ، وفي أصحاب الصادق عليه السلام قال : مولاهم ، ولكن النجاشيّ في رجاله ، وفي ترجمة صابر مولى بسّام : 153 برقم 537 بأنّه مولى بني أسد ، فالتنافي بيّن ، ولم أهتدِ إلى وجه الجمع بين التصريحين سواء أرجعنا ضمير مولاهم في كلام الشيخ إلى بني هاشم كما في أصحاب الباقر عليه السلام أو إلى الأسديّ ، فإن رجع الضمير إلى بني هاشم كان التنافي بين كلام الشيخ والنجاشيّ ، وإن رجع الضمير إلى الأسديّ كان التنافي بين كلامي الشيخ رحمه الله في أصحاب الصادق والباقر عليهما السلام ، فتدبّر.
3 ـ في صفحة : 45 من المجلّد العاشر.
تنقيح المقال ـ الجزء الثاني عشر ::: فهرس