تنقيح المقال ـ الجزء الثالث عشر ::: 256 ـ 270
(256)
    والُثمالي : نسبة إلى ثمالة ـ بالثاء المثلثة المضمومة على الأصحّ ، والمفتوحة على ضبط ابن خلّكان (1) ، والميم ، والألف ، واللام ، والهاء ـ وهو لقب عوف بن أسلم بن أحجن * بن كعب بن الحرث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد ، أبي بطن من الأزد ، وهم رهط أبي حمزة المعروف ، ولقّب عوف ب‍ : الثمالي ؛ لأنّه أطعم قومه وسقاهم لبناً بثمالته ـ أي برغوته ـ.
    وصرّح الصدوق رحمه الله بعدم كون أبي حمزة من بني ثمالة ، حيث قال في المشيخة (2) : هو من حي بني ثعل ، ونسب إلى ثمالة ؛ لأنّ داره كانت فيهم. انتهى.
1 ـ في وفيات الأعيان 4/320 برقم 636 في ترجمة : المبرد محمد بن يزيد ما نصّه : والثُمالي ـ بضمّ الثاء المثلّثة وفتح الميم وبعد الألف لام ـ هذه النسبة إلى ثمالة ، واسمه : عوف بن أسلم ، وهو بطن من الأزد.
    وصريح عبارته أنّ الثاء مضمومة والميم مفتوحة ، ولم يقل : الثاء مفتوحة ، والمؤلّف قدّس الله روحه الطاهرة نقل عبارة تاج العروس 7/248 في مادة ( ثمل ) ، فإنّه الذي نقل ذلك عن ابن خلّكان حيث قال : وثمالة ـ كتمامة ـ هو الصواب في ضبطه ، وضبطه ابن خلّكان في ترجمة المبرد بالفتح. قال شيخنا : وهو غلط ظاهر ، لقب عوف بن أسلم ابن أحجن بن كعب.
    فالسهو من تاج العروس ، وفي نضد الإيضاح المطبوع ذيل فهرست الشيخ ( طبعة الهند ) : 71 قال : ثابت بن أبي صفيّة ـ بالمثلّثة ـ أبو حمزة الثمالي ـ بضمّ المثلثة ـ ..
    وفي صحاح اللغة 4/1649 : وثُمالة حيّ من العرب.
    وفي نهاية الأرب : 187 برقم 670 : بنوثمالة بطن من شئونة من الأزد من القحطانية ..
    وفي اللباب في تهذيب الأسماء 1/241 : الثمالي : بضمّ الثاء المثلّثة وفتح الميم ..
    وفي توضيح الاشتباه : 84 برقم 332 ، وتحرير الوسائل المخطوط ، وكذا في شرح الكافي للخليل الغازي القزويني بضمّ الثاء.
* ـ خ. ل : حجر.     [ منه ( قدّس سرّه ) ].
2 ـ قاله في المشيخة المطبوعة في آخر كتاب من لا يحضره الفقيه 4/36 ما نصّه : ودينار يكنّى : أبا صفيّة ، وهو من طي من بني ثعل ، ونسب إلى ثمالة ؛ لأنّ داره كانت فيهم.


(257)
    قلت : ثُعَل ـ كصُرَد ـ ابن جرم بن عمرو بن الغوث ، حيّ من طي (1) ، وعليه فلا يكون أبو حمزة أزدياً عند التحقيق بل من بني طي ، وطي من كهلان وليسوا من الأزد.
    الترجمة :
    قد عدّه الشيخ رحمه الله في رجاله (2) تارة : من أصحاب السجاد عليه السلام بقوله : ثابت بن أبي صفيّة دينار الثمالي الأزدي ، يكنّى : أبا حمزة الكوفي ، مات سنة خمس ومائة (3). انتهى.
    واُخرى (4) : من أصحاب الباقر عليه السلام بقوله : ثابت بن دينار أبو صفيّة الأزدي الثمالي الكوفي يكنّى : أبا حمزة. انتهى.
    وثالثة (5) : من أصحاب الصادق عليه السلام بقوله : ثابت بن أبي صفيّة دينار الأزدي الثمالي الكوفي ، يكنّى : أبا حمزة ، مات سنة خمس (6) ومائة. انتهى.
    وقال ـ عند تعداد أصحاب الكاظم عليه السلام ما لفظه (7) ـ : ثابت بن دينار يكنّى : أبا صفيّة ، وكنية ثابت : أبو حمزة الثمالي ، اختلف في بقائه إلى وقت أبي الحسن موسى عليه السلام ، روى عن علي بن الحسين عليهما السلام ومن بعده ، له كتاب. انتهى.
1 ـ قاله في تاج العروس 7/244.
2 ـ رجال الشيخ : 84 برقم 3.
3 ـ في رجال الشيخ رحمه الله من نسختنا المطبوعة في المطبعة الحيدرية في النجف الأشرف : .. مات سنة خمسين ومائة ، وهو الظاهر.
4 ـ رجال الشيخ : 110 برقم 2.
5 ـ رجال الشيخ أيضاً : 160 برقم 2.
6 ـ كذا ، في المصدر ( الطبعة الحيدرية ـ النجف الأشرف ) : خمسين ، وهو الظاهر.
7 ـ رجال الشيخ أيضاً : 345 برقم 1.


(258)
    وأقول : لازم تاريخه قدّس سرّه مرّتين وفاة أبي حمزة سنة مائة وخمسة (1) ، هو كون قول من قال ببقائه إلى زمان الكاظم عليه السلام اشتباهاً صرفاً ؛ ضرورة أنّ وفاة الصادق عليه السلام في سنة مائة وثمان وأربعين ، وذلك بعد وفاة أبي حمزة بثلاث وأربعين سنة ، فكيف يعقل دركه لزمان الكاظم عليه السلام ، بل مقتضى تاريخ وفاة الباقر عليه السلام ـ وهو سنة مائة وأربع عشرة ، أو ست عشرة ، أو سبع عشرة ـ هو عدم دركه لزمان الصادق عليه السلام ، فلا وجه لعدّ الشيخ رحمه الله إيّاه من أصحاب الصادق عليه السلام مع ضبطه تاريخ وفاة أبي حمزة بمائة وخمس ، وكأنّه غفل عن مبدأ زمان إمامة الصادق عليه السلام.
    هذا ؛ ولكنّي قد راجعت بعد ذلك نسخاً من رجال الشيخ رحمه الله فوجدت في عدّة نسخ معتمدة منه في طي أصحاب الصادق عليه السلام إبدال ( الخمس ) ب‍ : ( الخمسين ) في تاريخ وفاته ، وعليه فلا شكّ في دركه لسنتين من زمان الكاظم عليه السلام ، ولكن النسخة التي أبدل فيها ( الخمس ) ب‍ : ( الخمسين ) في طي أصحاب الصادق عليه السلام أبقت الخمس على حاله في طي أصحاب
1 ـ كذا ، إلاّ أنّ نسخة رجال الشيخ رحمه الله التي كانت عند المؤلّف رحمه الله تعالى مصحّفة ، وإلاّ فإنّ في رجال الشيخ طبعة النجف الأشرف الطبعة الحيدرية ، وكذلك نسخة القهپائي التي ينقل منها في تعليقه على مجمع الرجال من رجال الشيخ وغيرهما في أصحاب السجاد والصادق عليهما السلام : مات سنة خمسين ومائة ، فتفطّن.
    ولبعض المعاصرين هنا تصحيح غير صحيح ، فراجع.
    أقول : عدّه البرقي في رجاله : 8 في أصحاب السجاد عليه السلام بقوله : ثم كان بعد [ أي : بعد سعيد بن جبير ] أبو حمزة الثمالي ثابت بن دينار ، وكنية دينار : أبوصفية.
    وفي صفحة : 9 عدّه في أصحاب الإمام الباقر عليه السلام.
    وفي صفحة : 47 عدّه من أصحاب الإمام الكاظم عليه السلام.


(259)
السجاد [ عليه السلام ] (1) ، والعلم عندالله تعالى.
    وكيف كان ، فقد قال الشيخ رحمه الله في الفهرست (2) : ثابت بن دينار ، يكنّى : أبا حمزة الثمالي ، وكنية دينار : أبو صفيّة ، ثقة ، له كتاب ، أخبرنا به عدّة
1 ـ أقول : ضبط وفاته بسنة مائة وخمسين جمع كثير من العامّة والخاصّة ، فمن الخاصة ؛ الشيخ الصدوق عليه الرحمة في مشيخته المطبوعة آخر الفقيه 4/36 ، حيث قال : وتوفّي سنة خمسين ومائة ، والتفرشي في نقد الرجال : 63 برقم 13 [ المحقّقة 1/311 برقم ( 840 ) ] قال : ومات سنة خمسين ومائة ، وقال الكاظمي في التكملة 1/236 : ومات في عصره [ أي عصر الإمام الكاظم عليه السلام ] سنة مائة وخمسين. وقال الكشّي في رجاله : 123 حديث 195 : .. وبقي أبو حمزة إلى أيّام أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام ، والعلاّمة في الخلاصة : 29 برقم 5 قال : ومات في سنة خمسين ومائة ، والنجاشي في رجاله : 89 برقم 292 قال : ومات في سنة خمسين ومائة .. وغيرهم.
    أمّا من العامّة ؛ ففي الأعلام للزركلي 2/86 قال : الثمالي ثابت بن دينار 150 ، وبعضهم لم يعيّن إلاّ بزمان خلافة المنصور التي ابتداؤها سنة 136 وانتهاؤها بموته في سنة 158.
    وقال في خلاصة تذهيب التهذيب : 56 : ثابت بن أبي صفيّة الثمالي ـ بضمّ المثلّثة ـ أبو حمزة الكوفي رافضي عن أنس والشعبي ، وعنه حفص بن غياث وشريك ، قال النسائي : ليس بثقة ، مات في خلافة المنصور.
    وقال في التقريب 1/116 برقم 9 : مات في خلافة أبي جعفر.
    فما يظهر من نسخ رجال الشيخ أعلى الله مقامه أنّه مات سنة خمس ومائة غلط قطعاً من النسّاخ ، والصحيح أنّه مات سنة 150 ، فراجع وتفطّن.
2 ـ الفهرست : 66 برقم 138 : ومن أدركه من أصحاب علي بن الحسين عليهما السلام أبو حمزة الثمالي.
    وذكره ابن النديم في فهرسته في تسمية الكتب المصنّفة في تفسير القرآن : 36 وقال : كتاب تفسير أبي حمزة الثمالي واسمه ثابت بن دينار وكنية دينار : أبو صفيّة ، وكان أبو حمزة من أصحاب علي عليه السلام من النجباء الثقات ، وصحب أبا جعفر.
    وفي مناقب ابن شهرآشوب 4/281 عدّه من خواص الصادق عليه السلام.


(260)
من أصحابنا ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ، ومحمد بن الحسن ، وموسى بن المتوكل ، عن سعد بن عبد الله ، والحميري ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي حمزة *.
    وأخبرنا أحمد بن عبدون ، عن أبي طالب الأسدي ** ، عن حميد بن زياد ، عن يونس بن علي بن (1) العطّار ، عن أبي حمزة ، وله كتاب النوادر ، وكتاب الزهد. رواهما حميد بن زياد ، عن محمد بن عياش بن عيسى أبي جعفر ، عن أبي حمزة ***. انتهى.
    وأقول : قد تولّد هنا إشكال آخر ؛ وهو : أنّهم صرّحوا بأنّ ابن محبوب مات سنة أربع وعشرين ومائتين ، وكان من أبناء خمس وسبعين سنة ، فتكون ولادته سنة أربع وأربعين ومائة. وحينئذ فإن كان موت الثمالي في سنة الخمسين ومائة ، فعمر ابن محبوب حينئذ سنتان أو أقلّ ، وإن كان موته سنة خمس ومائة فتكون ولادة الحسن بن محبوب بعد وفاة الثمالي بتسع وثلاثين سنة ، وعلى الفرضين فلا يتمّ ما سمعته في عبارة الفهرست .. وتراه بالعيان في كتب الأخبار ، من رواية الحسن بن محبوب ، عن الثمالي بغير واسطة (2).
* ـ خ. ل : عنه.     [ منه ( قدّس سرّه ) ].
** ـ خ. ل : الأنباري.     [ منه ( قدّس سرّه ) ].
    وكذا في المصدر طبعة المكتبة المرتضوية.
1 ـ لا توجد : بن .. في المصدر.
*** ـ خ. ل : عنه.     [ منه ( قدّس سرّه ) ].
2 ـ أقول : إنّما يتولّد هذا الإشكال ممّا جاء في الخبر الذي رواه الكشّي في رجاله : 584 في ترجمة : الحسن بن محبوب ( حديث 1094 ) حيث قال : ومات الحسن بن محبوب في آخر سنة أربع وعشرين ومائة وكان من أبناء خمس وسبعين سنة ، ولكن في السند


(261)
    ثم إنّه قد روى في مجمع البيان (1) ، في تفسير قوله سبحانه : « وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلاَ فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَان قَرِيْب » عن أبي حمزة الثمالي ، أنّه قال : سمعت علي بن الحسين والحسن بن علي عليهما السلام يقولان : « هو جيش البيداء يؤخذون من تحت أقدامهم ». انتهى.
    وأقول :
    أوّلا : إنّ مقتضى الخبر أنّه أدرك الحسن عليه السلام ولازمه أن يكون عمره حينئذ حدود البلوغ أقلاًّ. ووفاة الحسن عليه السلام في تسع وأربعين ، فيقتضي أن يكون ولادة أبي حمزة في سنة أربع وثلاثين أقلاًّ ، فعلى القول بكون وفاته سنة مائة وخمسين يلزم أن يكون عمره عند وفاته فوق المائة وعشر سنين ، ولم أجد من ذكر ذلك.
    وعلى تاريخ الشيخ رحمه الله وفاته بسنة مائة وخمس يكون عمره نيّفاً وسبعين سنة ، إلاّ أنّ لازمه عدم دركه زمان إمامة الصادق عليه السلام ، لكون
جعفر بن محمد وهو مجهول الحال ، مع احتمال وقوع تصحيف في عبارة الكشّي ، وعلى فرض عدم التصحيف فالرواية ساقطة للجهالة في السند ، ومعارضتها لتصريح النجاشي والشيخ .. وغيرهما بأنّ المترجم روى عن الحسن بن محبوب.
    وأمّا إشكال بعض المعاصرين في معجم رجال الحديث 4/298 بأنّ الرواية لابدّ أن تكون عن حسّ .. فساقط من أصله ؛ لأنّ إمكان الرواية عن حسّ كاف في الحجيّة ، وذلك لبناء العقلاء والمتشرعة أجمع على ذلك ، فالحق أنّ رواية ابن محبوب عن المترجم ثابتة بلا معارض.
1 ـ هذه الرواية تجدها في مجمع البيان 8/397 في تفسير آية رقم 51 من سورة سبأ وهي : وقال أبو حمزة الثمالي سمعت علي بن الحسين عليهما السلام ، والحسن بن الحسن بن علي عليهم السلام يقولان : ..
    ومن هذا السند يتّضح أنّ نسخة المؤلّف قدّس سرّه من مجمع البيان قد سقط منها ـ الحسن الأوّل ـ وهو المثنى ، وحينئذ لا يبقى إشكال في البين.


(262)
مبدئه سنة مائة وست عشرة.
    وثانياً : إنّ لازمه دركه زمان ستة من الأئمّة (1) الحسنين والسجاد والصادقين والكاظم عليهم السلام ، وذلك وإن كان ممكناً واقعاً.
    فقد أدرك جابر سبعة من المعصومين عليهم السلام : النبي ، وأخاه ، وابنته ، وولديها ، والسجاد ، والباقر ، والصادق عليهم السلام.
    وأدرك عبد الله بن شريك العامري ستة منهم : علياً ، والحسنين ، والسجاد ، والصادقين عليهم السلام.
    وأدرك علي بن جعفر ستة آباء : الصادق ، والكاظم ، والرضا ، والجواد ، والهادي ، والعسكري عليهم السلام.
    إلاّ أنّه في حقّ أبي حمزة بعيد ؛ لأنّ بين آخر زمان الحسن عليه السلام وأوّل زمان الكاظم عليه السلام تسعاً وتسعين سنة ، فإذا انضافت إلى ذلك عشر سنين أوّل عمر أبي حمزة حتى يصدق دركه للحسن عليه السلام مستشعراً كانت مائة وتسع سنين ، بل على ما تسمع من بقاء أبي حمزة إلى سنة مائة وثمان وخمسين (2) ، ودركه موت المنصور يكون عمره مائة وسبع عشرة سنة ، ولم يذكر أحد بلوغه في العمر إلى هذا المقدار.
    ولقد أفرط من قال : إنّه أدرك زمان الرضا عليه السلام .. فإنّ دركه للحسن
1 ـ بل أدرك المترجم سبعة من الأئمّة بناءً على ما ذكره ابن النديم في فهرسته : 36 في تسمية الكتب المصنّفة في تفسير القرآن ، حيث قال : وكان أبو حمزة من أصحاب علي عليه السلام ، من النجباء الثقات ، وصحب أبا جعفر .. ، والمتيقن أنّ المقصود من ( علي ) عليه السلام هو السجاد لا أمير المؤمنين عليه السلام ، والحسن الذي نقل عن مجمع البيان هو الحسن بن الحسن لا السبط ، وليس الحسن السبط كما في مجمع البيان.
2 ـ يستفاد ذلك من رواية كشف الغمة 3/50 كما ستذكر بُعَيْدَ هذا.


(263)
عليه السلام لا يجتمع مع دركه للرضا عليه السلام ، سيما وستسمع من الرضا عليه السلام التصريح بأنّه أدرك أربعة من الأئمّة السجاد ، والصادقين ، والكاظم عليهم السلام ، وذلك هو الصحيح ؛ لأنّ بين وفاة السجاد عليه السلام وبين أوّل إمامة الكاظم عليه السلام ثلاثاً وخمسين سنة ، فإذا انضاف إلى ذلك مقدار من زمان الكاظم عليه السلام ، والمقدار الماضي من عمره المجوّز لدركه السجاد عليه السلام ، لم يتجاوز العمر المتعارف ، فتدبّر جيّداً ، لعلّك تقف على ما قصرنا عنه.
    ثم عُد إلى ما كنّا فيه فنقول : قال النجاشي رحمه الله (1) : ثابت بن أبي صفيّة أبو حمزة الثمالي ، واسم أبي صفيّة : دينار ، مولى ، كوفي ، ثقة ، وكان آل المهلّب يدّعون ولاءه وليس من قبلهم (2) ؛ لأنّهم من القنيك * قال محمّد بن عمر الجعابي : ثابت بن أبي صفيّة مولى المهلّب بن أبي صفرة ، وأولاده : نوح ، ومنصور ، وحمزة ، قتلوا مع زيد. لقي علي بن الحسين ، و أبا جعفر ، و أبا عبد الله ، وأبا الحسن عليهم السلام ، وروى عنهم عليهم السلام وكان من خيار أصحابنا وثقاتهم ومعتمديهم في الرواية والحديث ، وروي عن أبي عبد الله
1 ـ رجال النجاشي : 89 برقم 292 الطبعة المصطفوية [ وطبعة بيروت 1/289 برقم ( 294 ) ، وطبعة جماعة المدرسين : 115 برقم ( 296 ) ، وطبعة الهند : 83 ].
2 ـ في المصدر : قبيلهم ، وما هنا نسخة فيه.
    قال بعض المعاصرين في قاموسه 2/447 : وحرّف المؤلّف على النجاشي قوله : وليس من قبلهم ، مع أنّ عبارة المؤلّف : وليس من قبيلهم.
* ـ هكذا في النسخة المطبوعة ، والصواب : من العَتِيك ـ بالعين المهملة المفتوحة ، ثمّ التاء المثنّاة من فوق المكسورة ، ثم الياء المثنّاة من تحت الساكنة ، ثم الكاف ـ وبنو العتيك حيّ في بني مزيقيا في الأزد وهم بنو العتيك بن أسد بن عمران بن مزيقيا ، وقال بعض النسّابين : إنّ بني العتيك من أسد بن خزيمة ، والعلم عندالله تعالى.     [ منه ( قدّس سرّه ) ].


(264)
عليه السلام (1) أنّه قال : « أبو حمزة في زمانه مثل سلمان في زمانه ».
    وروى عنه العامة ، ومات في سنة خمسين ومائة.
    له كتاب تفسير القرآن ؛ أخبرنا عدّة من أصحابنا ، قالوا : أخبرنا أبوبكر محمّد بن عمر بن سلم [ سالم ] (2) بن البراء بن سبرة بن السيار (3) التميمي المعروف ب‍ : الجعابي ، قال : حدّثنا أبو سهل عمر (4) بن حمدان ـ في المحرم سنة سبع وثلاثمائة ـ ، قال : حدّثنا سليمان بن إسحاق بن داود المهلّبي ـ قدم علينا البصرة سنة سبع وستيّن ومائتين ـ ، قال : حدّثنا عمّي عبد ربّه ، قال : حدّثني أبو حمزة بالتفسير.
    وله كتاب النوادر ؛ رواية الحسن بن محبوب (5) ، أخبرنا الحسين بن عبيدالله ،
1 ـ قال بعض المعاصرين في قاموسه 2/276 : وقول ( جش ) : وروي عن أبي عبد الله عليه السلام أنّه قال : « أبو حمزة في زمانه مثل سلمان في زمانه » .. وهمٌ ظاهراً. فقد عرفت أنّ الكشّي رواه عن الرضا عليه السلام ..
    أقول : ونسبة الوهم إلى النجاشي غريب جداً ، حيث ما المانع في رواية واحدة عن إمام تارة ، وأخرى عن إمام آخر ، وأيّ منافاة بين قول الصادق عليه السلام : « أبو حمزة في زمانه مثل سلمان في زمانه » وبين قول الرضا عليه السلام : « أبو حمزة في زمانه كلقمان ( خ. ل : كسلمان ) في زمانه ، وذلك أنّه خدم أربعة منّا .. ».
    وهل قبول رواية أو ردّها يعتمد على رغبة أحد ، أم أنّ هناك ضوابط وقواعد معيّنة ، قد تسالم عليها علماء الفنّ ولا نعرفها ، فراجع وتعجّب.
2 ـ كذا ، والصواب : محمد بن عمر بن محمد بن سالم .. وقد سقط ( محمّد ) الثاني من قلم الناسخ.
3 ـ في طبعة جماعة المدرسين من رجال النجاشي : سيّار.
4 ـ خ. ل : عمرو.
    أقول : لم أجد لأبي سهل عمر بن حمدان ذكراً في المعاجم الرجالية ، وكذلك سليمان بن إسحاق مهمل.
5 ـ قال بعض المعاصرين في قاموسه 2/276 : هذا ، والنجاشي قال في كتابه : النوادر :


(265)
    قال : حدّثنا جعفر بن محمد ، قال : حدّثنا أبي ، عن سعد ، عن أحمد وعبد الله ابني محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي حمزة ، به.
    وله رسالة الحقوق (1) ؛ عن علي بن الحسين عليهما السلام ، أخبرنا أحمد بن علي ، قال : حدّثنا الحسن بن حمزة ، قال : حدّثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمّد بن الفضيل (2) ، عن أبي حمزة ، عن علي بن الحسين. انتهى.
    وأقول : حيث إنّ النجاشي أضبط من عثرنا عليه من علماء الرجال ، وقد أرّخ فوت الثمالي بسنة خمسين ومائة ، يكون قد أدرك من زمان أبي الحسن موسى عليه السلام سنتين ، فيزول الإشكال الأوّل.
    ويؤيّد ذلك ما تسمعه من زعم ابن فضّال موت أبي حمزة الثمالي ، وزرارة ، ومحمد بن مسلم في سنة واحدة ، بعد أبي عبد الله عليه السلام بسنة ، أو نحواً منه.
    ويبقى الإشكال الثاني على حاله ، ولا يرتفع إلاّ بتبيّن الاشتباه في تاريخ وفاته ، أو مقدار عمره.
    وقد مرّ (3) منّا في ترجمة : أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري إشكال آخر
رواية الحسن بن محبوب. والفهرست قال : روى نوادره حميد ، عن محمد بن عياش بن عيسى أبي جعفر ، عن أبي حمزة ، وروى كتاباً غير مسمّى عن ابن محبوب والحقيقة غير معلومة.
    أقول : الواقع إنّي لم أهتدِ إلى مراد هذا المعاصر ، فإنّ بين كلام النجاشي والفهرست توافقاً تاماً ، ولا أدري أيّ حقيقة خفيت عليه ، وهل اختلاف طرق الرواية توجب خفاء الحقيقة ، ثم لم يذكر أحد منهما سوى كتاب لم يسمّه عن عدّة من أصحابنا ، وعلى كلّ حال ؛ فما أفاده غير واضح ، بل ملتبس جداً.
1 ـ أقول : هذه الرسالة هي رسالة مفصّلة في الحقوق ، رواها أبو حمزة الثمالي عن مولانا الإمام السجاد عليه السلام ، ذكرها الشيخ الصدوق في من لا يحضره الفقيه 2/376 حديث 1626 ، وفي أماليه : 451 في المجلس التاسع والخمسين حديث 1 ، فراجع.
2 ـ جاء في طبعة الهند ونشر كتاب من رجال النجاشي : الفضل ـ مكبرّاً ـ.
3 ـ في صفحة : 34 من المجلّد الثامن.


(266)
ناش من هذا التاريخ ، وذكرنا أنّه بعد عدالة الحسن بن محبوب ، وروايته عن الثمالي ، لابدّ من تكذيب تاريخ وفاته ، أو مدّة عمره ، أو تاريخ وفاة الثمالي (1). ولعلّنا نقف في ترجمة الحسن بن محبوب إن شاء الله تعالى على وجه آخر يزيل الإشكال.
    وكيف ما كان ؛ فقد قال في الخلاصة (2) : ثابت بن دينار ، يكنّى [ دينار ] : أبا صفيّة ، وكنية (3) ثابت : أبو حمزة الثمالي ، روى عن علي بن الحسين عليهما السلام ومن بعده ، واختلف في بقائه إلى وقت أبي الحسن موسى عليه السلام ، كان ثقة ، وكان عربيّاً أزدياً.
    قال الكشّي (4) : وجدت بخطّ أبي عبد الله محمد بن نعيم الشاذاني ، قال : سمعت الفضل بن شاذان ، قال : سمعت الثقة يقول : سمعت الرضا عليه السلام يقول : « أبو حمزة (5) في زمانه كلقمان (6) في زمانه ، وذلك أنّه خدم أربعة منّا : علي بن
1 ـ تقدّم في أوائل الترجمة : أنّ رواية الكشّي ضعيفة لجهالة جعفر بن محمد ، وسقوطها عن الاعتبار لمعارضتها للروايات الصحيحة المعتبرة.
2 ـ الخلاصة : 29 برقم 5.
    وجاء بعض المعاصرين في قاموسه 2/273 متحاملا على المؤلّف قدّس سرّه فقال : وحرّف أيضاً [ أي المؤلّف ] على الخلاصة فقال : قال : يكنى : أبا صفيّة.
    أقول : إنّ مراجعة جدول الخطأ والصواب يوضّح سقوط كلمة ( دينار ) من قلم الناسخ لا أنّه تحريف من المؤلّف قدّس سرّه ، وعبارة الخلاصة التّي نقلها المؤلّف وتطبيقها مع الأصل يتّضح منها أنّه لم يقع تحريف ، ثم لم أهتدِ إلى وجه تحامله ؟ ولماذا لم يحسن ظنّه ؟ ولم يقل وقع تحريف من النسّاخ ، وما منشأ هذه العقدة المستعصية في نفس هذا المعاصر ، ولعلّ ما يعرفه من الألفاظ العربية مختصة بالقدح والجرح .. !
3 ـ في المصدر : وكنيته .. وهو سهو.
4 ـ رجال الكشّي : 203 حديث 357 ، وصفحة : 485 حديث 919.
5 ـ في المصدر زيادة : الثمالي.
6 ـ الظاهر أنّ ( لقمان ) تحريف ( سلمان ) ؛ لأنّ المقابلة تقتضي ذلك ، فإنّ سلمان


(267)
الحسين ، ومحمد بن علي ، وجعفر بن محمّد ، وبرهة من عصر موسى بن جعفر عليهم السلام ، ويونس بن عبد الرحمن [ كذلك ] هو سلمان في زمانه ».
    روى عنه العامّة ، ومات في سنة خمسين ومائة ، وأولاده :نوح ، ومنصور ، وحمزة ، قتلوا مع زيد بن علي بن الحسين عليهما السلام. انتهى.
    قلت : قد خلت بعض النسخ عن عدّ جعفر بن محمد عليهما السلام في عداد الائمّة الأربعة ، وأبدل ( خدم ) ب‍ : ( قدم ).
    وكأنّ النسخ التي عثر عليها الشهيد الثاني رحمه الله كانت كذلك ، حيث علّق في المقام قوله : هكذا وجدت جميع نسخ الكتاب .. وكذلك بخطّ ابن طاوس من كتاب الكشّي.
    والذي رأيته في كتاب الكشّي (1) في ترجمة يونس بن عبد الرحمن ـ ما هذا لفظه ـ : قال الفضل بن شاذان : سمعت الثقة يقول : سمعت الرضا عليه السلام يقول : « أبو حمزة الثمالي كسلمان الفارسي في زمانه ، وذلك أنّه خدم (2) أربعة منّا : علي بن الحسين ، ومحمد بن علي ، وجعفر بن محمّد ، وبرهة من عصر موسى ابن جعفر عليهم السلام ». انتهى.
    وهذا هو الصواب ، خصوصاً في قوله ( خدم ) بدل ( قدم ) فإنّ البرهة من زمن موسى عليه السلام لا تطابق ( قدم برهة ). وفيه تعداد الأئمّة الأربعة ، وكأنّ الصادق عليه السلام ترك من النسخ سهواً. انتهى.
    وممّن وثّقه الصدوق رحمه الله في المشيخة (3) حيث قال : أبو حمزة الثمالي ثابت
رضوان الله عليه خدم أربعة من المعصومين عليهم السلام ، وأبو حمزة كذلك خدم أربعة من المعصومين عليهم السلام.
1 ـ رجال الكشّي : 203 حديث 357.
2 ـ خ. ل : قدّم.
3 ـ المشيخة المطبوعة في آخر من لا يحضره الفقيه 4/36 ، وقد اختصر المصنّف قدّس سرّه الترجمة وذكر موضع الحاجة منها.


(268)
ابن دينار ، ودينار يكنّى : أبا صفية. وهو من حيّ (1) بني ثعل ونسب إلى ثمالة ؛ لأنّ داره كانت فيهم ، وتوفي سنة خمسين ومائة ، وهو ثقة عدل لقي أربعة من الأئمّة عليهم السلام : علي بن الحسين ، ومحمد بن علي ، وجعفر بن محمد ، وموسى ابن جعفر عليهم السلام. انتهى.
    قلت : منه أيضاً ظهر صحّة كون تاريخ وفاته خمسين بعد المائة ، كما سمعت من النجاشي لا خمساً ، كما سمعت من بعض نسخ رجال الشيخ رحمه الله.
    كما ظهر أنّ التوقف في بقاء الرجل إلى زمان الكاظم عليه السلام لا وجه له.
    وقد صرّح أبوجعفر (2) عليه السلام ببقائه إلى زمان أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام في خبر عمرو أبي المقدام (3) ـ الآتي في ترجمة : يحيى بن أمّ الطويل إن شاء الله تعالى ـ.
    بل روى في كشف الغمة (4) رواية تكشف عن بقاء أبي حمزة إلى سنة ثمان وخمسين ، فيكون قد أدرك من زمان الكاظم عليه السلام أزيد من عشر سنين.
    وتوضيح ما قلنا أنّه روى في كشف الغمّة (5) ، عن كتاب الدلائل : عن
1 ـ الصحيح : من طيّ من بني ثعل.
2 ـ الظاهر بل المقطوع أنّ أبا جعفر عليه السلام ، هو أبوجعفر الثاني محمد الجواد عليه السلام ، حيث إنّه يخبر عن درك أبي حمزة لزمان الكاظم عليه السلام ، ولابدّ وأن يكون بعده كي يخبر عن ذلك ، والخطأ جاء من نسخة رجال الكشّي حيث لم يذكر وصف أبي جعفر عليه السلام بالثاني ، والمتحصّل أنّ الرواية عن الإمام الجواد عليه السلام.
3 ـ كذا ، والصحيح : ابن أبي المقدام ، والخطأ من النسّاخ.
4 ـ كشف الغمة 3/50 ـ 51.
5 ـ أقول : هذه الرواية في قرب الإسناد : 195 طبعة النجف الأشرف [ والطبعة المحقّقة : 337 حديث ( 1240 ) ] رواها الحميري ، عن موسى بن جعفر البغدادي ، عن الوشّاء ، عن علي بن أبي حمزة ، قال : سمعت أبا الحسن موسى عليه السلام يقول : « لا والله لا يرى أبو جعفر .. » ، فمن المتيقن أنّ ( علي بن ) سقط من سند كشف الغمة ، كما وأنّ في طبعة مكتبة نينوى الحديثة من قرب الإسناد : 195 فيها : موسى بن جعفر البغدادي ، عن الوشّاء ، عن علي بن حمزة .. ، وقد سقطت كلمة : أبي.


(269)
أبي حمزة ، قال : سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول : « والله (1) لا يرى أبو جعفر ـ يعني المنصور ـ بيت الله أبداً ».
    فقدمت الكوفة ، فأخبرت أصحابنا [ بذلك ] ، فلم يلبث أن خرج فلمّا بلغ الكوفة ، قال لي أصحابنا في ذلك ، فقلت : لا والله ، لا يرى بيت الله أبداً ، فلمّا صار في البستان اجتمعوا إليّ [ أيضاً ] وقالوا : بقي بعد هذا شيء ، فقلت : لا ، والله لا يرى بيت الله أبداً. فلمّا نزل بئر ميمون ، أتيت أبا الحسن عليه السلام فوجدته قد سجد وأطال السجود ، ثم رفع رأسه إليّ ، فقال : « اخرج فانظر ماذا يقول (2) الناس؟ ».
    فخرجت فسمعت الواعية على أبي جعفر ، [ فرجعت ] فأخبرته ، فقال : « الله أكبر ، ما كان ليرى بيت الله أبداً .. » الحديث.
    ومن المعلوم أنّ موت المنصور سنة مائة وثمان وخمسين ، ويومئذ قد كان مضى من زمان الكاظم عليه السلام عشر سنين.
    وروى في الخرائج (3) عن داود الرقي حديث وافد أهل خراسان ، وأنّه ورد الكوفة ، وزار أمير المؤمنين عليه السلام .. ثم قال : ورأى ـ أي الوافد ـ (4) في
1 ـ في المصدر : لا والله ، وكلّ ما بين معقوفتين فهو من زيادات المصدر.
2 ـ في كشف الغمة : ما يقول.
3 ـ الخرائج والجرائح : 42 ، وفي الطبعة المحقّقة 1/328 ـ 331 حديث 22.
    وذكر الرواية بتفصيل كثير بالسند المذكور في بحار الأنوار 11/180 ( من طبعة كمپاني ) ، و47/251 حديث 23 ( من الطبعة الجديدة ).
4 ـ قوله : أي الوافد .. من زيادات المصنّف طاب ثراه توضيحاً ، ولا يوجد في المصدر.


(270)
ناحية رجلا حوله جماعة ، فلمّا فرغ من زيارته قصدهم ، فوجدهم شيعة فقهاء يسمعون ، فقال : من الشيخ ؟ قالوا (1) : هو أبو حمزة الثمالي ، قال : فبينا نحن جلوس ، إذ أقبل أعرابي ، فقال : جئت من المدينة وقد مات جعفر بن محمّد عليهما السلام فشهق أبو حمزة ، ثم ضرب بيده إلى الأرض ، ثم سأل الأعرابي : هل سمعت له بوصيّة ؟ قال أوصى إلى ابنه عبد الله ، وإلى ابنه موسى ، وإلى المنصور ، فقال أبو حمزة : الحمدلله الذي لم يضلّنا ، دلّ على الصغير ، وبيّن حال الكبير ، وستر الأمر العظيم ، ووثب إلى قبر أمير المؤمنين عليه السلام فصلّى ، وصلّينا.
    ثم أقبلت عليه وقلت له : فسّر لي ما قلته ؟ قال : بيّن أنّ الكبير ذوعاهة ، ودلّ على الصغير أن أدخل يده مع الكبير ، وستر الأمر العظيم بالمنصور ، حتّى إذا سأل المنصور عن وصيّه ، قيل له : أنت (2) .. فلم أفهم جوابه.
    ووردت المدينة ومعي المال والثياب ..
    .. ثمّ ساق الحديث في دخوله إلى أبي الحسن عليه السلام .. إلى أن قال : فقال لي : « ألم يقل لك أبو حمزة الثمالي بظهر الكوفة ، وأنتم زوّار أمير المؤمنين عليه السلام كذا .. وكذا .. ؟ » ، قلت نعم ، قال : « كذلك يكون المؤمن ، إذا نوّر الله قلبه ، كان علمه بالوجه .. » الحديث.
    قال الفاضل المجلسي رحمه الله في البحار (3) : قوله عليه السلام : « بالوجه » (4) ، أي : بالوجه الذي ينبغي أن يعلم به ، أو بوجه الكلام ، وإيمائه من
1 ـ في الطبعة المحقّقة من الخرائج 1/328 : ويسمعون من الشيخ فسألهم عنه ، فقالوا .. بدل ما في المتن : يسمعون فقال : من الشيخ ؟ قالوا ..
2 ـ هنا زيادة جاءت في المصدر وهي : قال الخراساني.
3 ـ بحار الأنوار 11/181 من طبعة كمپاني و47/253 من الطبعة الجديدة.
4 ـ في بحار الأنوار زيادة : كان علمه قبل بالوجه ..
تنقيح المقال ـ الجزء الثالث عشر ::: فهرس