|
|||
(271)
غير تصريح ، كما ورد أنّ القرآن ذو وجوه ، أو إذا نظر إلى وجه الرجل علم ما في ضميره ، فيكون ذكره على التنظير. انتهى.
وكيفما كان ؛ فقد روى الكشّي في حقّ الرجل روايات منها : مادحة ، ومنها : قادحة. فمن المادحة ؛ ما رواه (1) عن محمد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، قال : دخلت على أبي عبد الله عليه السلام ، فقال : « ما فعل أبو حمزة الثمالي ؟ » قلت : خلّفته عليلا ، قال : « إذا رجعت إليه ، فاقرأه منّي السلام ، وأعلمه أنّه يموت في شهر .. كذا ، في يوم .. كذا » (2). قال أبو بصير : فقلت : جعلت فداك ، والله لقد كان لكم فيه اُنس (3) ، وكان لكم شيعة ، قال : « صدقت ، ما عندنا خير له » (4) ، قلت : شيعتكم معكم ؟ قال : 1 ـ رجال الكشّي : 202 حديث 356. 2 ـ أقول : ليس في هذه الرواية تعيين سنة وفاة المترجم ، وصدر الرواية لا ينافي وفاته في زمن متأخر عن الصادق عليه السلام ، إلاّ أنّ آخر الحديث ينافي ذلك ، وهو قوله : فرجعنا تلك السنة ، فما لبث أبو حمزة إلاّ يسيراً حتّى توفّي. والظاهر ـ بل المطمأن به ـ أنّه وقع تصحيف في الحديث ؛ لأنّ وفاة أبي حمزة من المتفق عليها أنّها كانت في زمان الكاظم عليه السلام. 3 ـ في المصدر : لقد كان فيه اُنس ، بحذف كلمة ( لكم ). 4 ـ أقول : ادّعى بعض المعاصرين في قاموسه 2/275 ـ 276 وقوع تحريفات في روايات رجال الكشّي ، منها في المقام في قوله : ما عندنا خير له .. محرّف ، قال : والظاهر أنّ الأصل : ما عندالله خير له !! والظاهر الذي ادّعاه حصيلة عقيدته ، بأنّ : ما عند الأئمّة الأطهار يختلف عمّا عند الله جلّ شأنه ، مع أنّ عقيدتنا الإماميّة هي أنّ الأئمّة ليس لهم من أنفسهم شيء أبداً ، وأنّهم صلوات الله عليهم أجمعين عباد ، في عبوديّتهم كسائر ولد آدم عليه السلام ، (272)
« نعم ؛ إن هو خاف الله ، وراقب نبيّه ، وتوقّى الذنوب فإذا هو فعل كان معنا في درجتنا ».
قال (1) : فرجعنا تلك السنة فما لبث أبو حمزة إلاّ يسيراً حتّى توفّي. ومنها : ما سمعت نقله عنه في كلام العلاّمة (2) رحمه الله. ومنها : ما رواه (3) هو رحمه الله عن حمدويه بن نصير ، عن أيّوب بن نوح ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم ، عن أبي حمزة قال : كانت لي بنيّة (4) سقطت فانكسرت يدها ، فأتيت بها التيمي ، فأخذها فنظر إلى يدها ، فقال : 1 ـ في المصدر زيادة : قال علي. 2 ـ الخلاصة : 29 برقم 5 عن رجال الكشّي. 3 ـ ما في رجال الكشّي : 201 حديث 355 ، وفي صفحة : 203 ، حديث 357 في ذيله : قال أبو عمرو : سألت أبا الحسن حمدويه بن نصير ، عن علي بن أبي حمزة الثمالي ، والحسين بن أبي حمزة ، ومحمد أخويه وأبيه ، فقال : كلّهم ثقات فاضلون. وفي صفحة : 406 حديث 761 : قال أبو عمرو : سألت أبا الحسن حمدويه بن نصير ، عن علي بن أبي حمزة الثمالي ، والحسين بن أبي حمزة ومحمد أخويه وأبيه ، فقال : كلّهم ثقات فاضلون. 4 ـ خ. ل : صبيّة ، وفي المصدر : بنيّة لي. (273)
منكسرة ، فدخل يخرج الجبائر ، وأنا على الباب. فدخلني (1) رقّة على الصبيّة ، فبكيت ودعوت ، فخرج بالجبائر ، فتناول [ بيد ] الصبيّة فلم ير بها شيئاً. ثم نظر إلى الأخرى ، فقال : ما بها شيء .. قال : فذكرت ذلك لأبي عبد الله عليه السلام فقال : « يا أبا حمزة ! وافق الدعاء الرضا ، فاستجيب لك في أسرع من طرفة عين ».
ومن القادحة ؛ ما رواه (2) هو رحمه الله ، عن محمد بن مسعود ، قال : سألت علي بن الحسن بن فضّال عن الحديث الذي روي عن عبد الملك بن أعين ، وتسمّية ابنه : الضريس ، قال : فقال : إنّما رواه أبو حمزة ، وأصبغ بن عبد الملك خير من أبي حمزة (3). وكان أبو حمزة يشرب النَبيذ ، ومتّهم به ، إلاّ أنّه قال : ترك قبل موته. وزعم أنّ أبا حمزة ، وزرارة ، ومحمّد بن مسلم ، ماتوا في سنة واحدة بعد أبي عبد الله عليه السلام بسنة ، أو بنحو ذلك (4) ، وكان أبو حمزة كوفياً. 1 ـ في المصدر : فدخلتني. 2 ـ رجال الكشّي : 201 برقم 353. 3 ـ في رجال الكشّي : 201 برقم 353 : وأصبغ بن عبد الملك خير من أبي حمزة ، ومثله في مجمع الرجال 1/189 ومنهج المقال : 74 [ المحقّقة 3/115 ] نقلا عن رجال الكشّي. ولكن في منتهى المقال : 70 [ الطبعة المحقّقة 2/194 تحت رقم ( 503 ) ، وفيه : إصبع بن عبد الملك ] : « وإصبع بن عبد الملك [ وهو الملّقب ب : ضريس ] خير من أبي حمزة » والظاهر أنّه بالعين المنقوطة هو الصحيح ، وإن كنّا سوف نذكر ما في الرواية من مناقشة. 4 ـ في المصدر : بنحو منه. (274)
ومنها : ما رواه هو (1) رحمه الله ، عن علي بن قتيبة (2) أبي محمد ، ومحمد بن موسى الهمداني ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، قال : كنت أنا وعامر بن عبد الله بن جذاعة الأزدي ، وحجر بن زائدة جلوساً على باب الفيل ، إذ دخل علينا أبو حمزة الثمالي ـ ثابت بن دينار ـ فقال لعامر بن عبد الله : يا عامر ! أنت حرّشت عليّ أبا عبد الله عليه السلام ؟ فقلت : أبو حمزة يشرب النبيذ ! فقال له عامر : ما حرّشت عليك أبا عبد الله ، ولكن سألت أبا عبد الله عليه السلام عن المسكر فقال : « كلّ مسكر حرام » ، وقال : « لكنّ أبا حمزة يشرب » قال : فقال : أبو حمزة ! استغفر الله منه الآن وأتوب إليه .. !
ولكنّ هذين الخبرين غير قادحين فيه بعد نطقهما بتوبته ، وإرسال الصادق عليه السلام إليه السلام بعد ذلك الكاشف عن قبول توبته (3). 1 ـ رجال الكشي : 201 حديث 354. أقول : هذه الرواية مرسلة أو موضوعة ، وذلك إنّ محمد بن الحسين بن أبي الخطاب مات سنة 262 كما في رجال النجاشي : 257 برقم 890 وهو من أصحاب الجواد والهادي والعسكري عليهم السلام ولم يدرك الكاظم والرضا عليهما السلام فكيف يمكن أن يروي عن الصادق عليه السلام ، ومنها يتّضح أنّ الرواية إما مقطوعة السند أو موضوعة ، وتعدّ على هذا ساقطة عن الحجية. 2 ـ في المصدر : علي بن محمّد بن قتيبة. 3 ـ مناقشة بسيطة في الروايات القادحة
لا يخفى أنّ أسطورة شرب المترجم للنبيذ مفتعلة لا يلتفت إليها لوجوه :
الأوّل : إنّ الراوي للروايتين القادحتين هو علي بن الحسن بن فضّال ، والآخر محمد ابن الحسين بن أبي الخطّاب ، أمّا ابن فضّال فلم يدرك أبا حمزة أصلا ، حيث إنّ أبا حمزة من أصحاب الإمام الكاظم عليه السلام ، وأدرك شطراً من حياته المقدّسة ، ومات في زمانه ، وعلي بن الحسن بن فضّال من أصحاب الإمام الهادي عليه السلام ولم يدرك من زمان حياة الكاظم عليه السلام شيئاً ، فلابدّ أن تكون روايته نقلا عمّن أدركه ، وليست روايته عن حسّ وسماع منه ، وحيث إنّ الذي يروي عنه ابن فضّال لم (275)
وقد روى الكشّي في تراجم رجال أُخَر أخباراً دالّة على قوة إيمانه وجلالته.
فمنها (1) : ما يأتي إن شاء الله تعالى روايته عنه في ترجمة سليمان بن خالد ، من اطمئنان أبي حمزة بإخبار الإمام عليه السلام بأنّ ما في العدل الآخر من الخرج لرجل من بربر. ومنها : ما يأتي (2) في ترجمة : عمّار بن ياسر ، ممّا رواه هو رحمه الله مسنداً عن حسين بن أبي حمزة * ، عن أبيه أبي حمزة ، قال : والله إنّي لعلى ظهر بعيري بالبقيع ، إذ جاءني رسول ، فقال : أجب يا أبا حمزة ، فجئت ـ وأبو عبد الله يذكر باسمه ، فهو مجهول الحال والرواية ساقطة عن الاعتبار ، وأمّا محمد بن الحسين ابن أبي الخطاب فهو من أصحاب الجواد عليه السلام ، ولم يدرك الصادق عليه السلام ، ومات سنة 212 كما صرّح بذلك النجاشي ، والإمام الصادق عليه السلام توفّي سنة 148 ، فكيف يمكن تصحيح قوله في الرواية : .. ما حرشت عليك أبا عبد الله عليه السلام .. ومن هنا لا يمكن الاعتماد على الرواية ، وهي محكومة بالسقوط. الثاني : إنّ أبا حمزة كان من خواص الإمام الصادق عليه السلام ، ومن العلماء الأبرار ، ومشار إليه بالبنان وممّن كان ينشر علمهم وفضائلهم ، ومن يكون من خواص إمام ، كيف يمكن أن يصدّق أنّه كان يشرب النبيذ ؟! فإنّه لا يكون من الخواص إلاّ إذا كان ممتازاً بفضائل عالية ، ومنزّهاً عن الرذائل والمحرّمات وخصوصاً في أخريات أيامه. الثالث : إنّ الروايتين رويتا عن غير المعصوم ، بل ومن مجهول الحال ، ومثله يخطئويصيب ، ويمكن أن تكون نسبة شرب النبيذ إليه عن دواع غير صحيحة ، والروايات الصحيحة التّي تصرح بوثاقة المترجم وجلالته تخطئها وتكذّبها. الرابع : إنّ السير في الروايات التّي يرويها المترجم ومضامينها تنبىء جليّاً عن جلالته ونزاهته عمّا نسب إليه ، وتعرب عن شدّة ورعه ، ويستفاد منها قربه من أئمّة الهدى صلوات الله عليهم أجمعين ، واختصاصه بهم ، وانقطاعه إليهم. 1 ـ رجال الكشّي : 356 حديث 664. 2 ـ رجال الكشّي : 33 حديث 61. * ـ الصحيح : ابن بنت أبي حمزة. [ منه ( قدّس سرّه ) ]. (276)
جالس ـ فقال : « إنّي لأستريح إذا رأيتك .. » الحديث.
ومنها : ما مرّ في خبر الخرائج (1) من قول أبي الحسن موسى عليه السلام 1 ـ الخرائج والجرائح 1/330. وذكر الرواية بتفصيل وبالسند المذكور في بحار الأنوار 11/180 من طبعة الكمپاني و47/251 حديث 23 من الطبعة الحروفية. أقوال أعلام العامة في المترجم
قال في تهذيب التهذيب 2/7 برقم 10 : ثابت بن أبي صفيّة دينار ، وقيل : سعيد أبو حمزة الثمالي الأزدي الكوفي مولى المهلّب. روى عن أنس ، والشعبي ، وأبي إسحاق ، وزاذان أبي عمر ، وسالم بن أبي الجعد ، وأبي جعفر الباقر [ عليه السلام ] .. وغيرهم. وعنه الثوري ، وشريك .. إلى أن قال : قال أحمد : ضعيف ، ليس بشيء ، وقال ابن معين : ليس بشيء ، وقال أبوزرعة : ليّن ، وقال أبوحاتم : ليّن الحديث يكتب حديثه ، ولا يحتجّ به ، وقال الجوزجاني : واهي الحديث ، وقال النسائي : ليس بثقة .. إلى أن قال : وقال يزيد بن هارون : كان يؤمن بالرجعة ، وقال أبو داود : جاءه ابن المبارك فدفع إليه صحيفة فيها حديث سوء في عثمان ، فردّ الصحيفة على الجارية وقال : قولي له : قبّحك الله وقبّح صحيفتك .. ثمّ نقل تضعيف جماعة كثيرة له.
وفي الجرح والتعديل 2/450 برقم 1813 : ثابت بن أبي صفيّة أبو حمزة الثمالي مولى المهلّب ، واسم أبي صفيّة : دينار ، روى عن زاذان ، وعكرمة ، وأبي جعفر محمد ابن علي بن الحسين [ عليهم السلام .. ] ثم ذكر تضعيفه عن جماعة. وفي ميزان الاعتدال 1/363 برقم 1358 : ثابت بن أبي صفيّة أبو حمزة الثمالي ، مولى المهلّب بن أبي صفرة .. ثم ذكر تضعيفات جماعة للمترجم .. إلى أن قال : قلت : وعدّه السليماني في قوم من الرافضة. وذكره في التاريخ الكبير 2/165 برقم 2073 ، وفي الكاشف 1/171 برقم 694 ذكره ، ثم نقل تضعيفه. وفي المجروحين 1/206 عنونه وذكر روايته عن جماعة .. ثمّ قال : كثير الوهم في الأخبار ، حتّى خرج عن حدّ الاحتجاج به إذا انفرد ، مع غلوّ في تشيّعه .. ثم ضعّفه. وفي تقريب التهذيب 1/116 برقم 9 عنونه ثم قال : ضعيف رافضي .. وفي طبقات ابن سعد 6/364 قال ـ بعد أن عنونه ـ : وكان ضعيفاً. (277)
فيه : « .. كذلك يكون المؤمن إذا نوّر الله قلبه ».
وتلخيص المقال ؛ أنّ أبا حمزة الثمالي في غاية الجلالة والوثاقة ، وكفى بتوثيق الصدوق رحمه الله في المشيخة (1) ، والنجاشي تارة : في ترجمته (2) ، وأخرى : في ترجمة ابنه علي (3). والشيخ رحمه الله في الفهرست (4) ، وابن داود (5) ، والعـلاّمة في الخلاصة (6) ، وباب القراءة خلف الإمام من وقال في ديوان الضعفاء : 38 برقم 684 : ثابت بن أبي صفيّة أبو حمزة الثمالي متّفق على ضعفه. وترجمه في الوافي بالوفيّات 10/461 برقم 4962 ، وتهذيب الكمال 4/357 برقم 819 وطبقات المفسّرين 1/123 برقم 117 .. وغيرهم ، وكلّهم اتّفقوا على تضعيفه 1 ـ المشيخة المطبوعة في آخر من لا يحضره الفقيه 4/36 بقوله : وهو ثقة عدل ، قد لقي أربعاً من الأئمّة ؛ علي بن الحسين ، ومحمد بن علي ، وجعفر بن محمد ، وموسى بن جعفر عليهم السلام. وقال المجلسي الأوّل في شرح مشيخة الفقيه في روضة المتّقين 14/70 ـ بعد أن ذكر عن النجاشي والفهرست والكشي بعض ترجمته ـ : وبالجملة : فهذا الشيخ عظيم ، ووردت أخبار في مدحه. أقول : كفى شاهداً ـ بل دليلا ـ على جلالته وعظيم منزلته عند الأئمّة عليهم السلام ، تعليم الإمام السجاد عليه السلام للمترجم دعاء السحر المعروف ب : دعاء أبي حمزة الثمالي ، المشتمل على مضامين ومعارف عالية ، تعرب عن ذلك. 2 ـ رجال النجاشي : 89 برقم 292 ( الطبعة المصطفوية ) بقوله : كوفي ثقة. 3 ـ التبس على الناسخ فأبدل ( كش ) ب ( جش ) ، وليس في رجال النجاشي ذكر عن علي ابن أبي حمزة وإنّما توثيقه في موردين في رجال الكشّي ، ففي صفحة : 203 برقم 357 ذيله : قال أبو عمرو : سألت أبا الحسن حمدويه بن نصير عن علي بن أبي حمزة الثمالي والحسين بن أبي حمزة ومحمد أخويه وأبيه ؟ فقال : كلهم ثقات فاضلون ، وفي صفحة : 406 برقم 761 بالمتن المذكور بلا زيادة. 4 ـ الفهرست : 66 برقم 138 ( الطبعة الحيدرية ). 5 ـ رجال ابن داود : 77 برقم 273 ( طبعة جامعة طهران ). 6 ـ الخلاصة : 29 برقم 5 ، قال : وكان ثقة ، وكان عربياً أزديّاً .. (278)
المنتهى (1) ، والمجلسي في الوجيزة (2) ، والطريحي (3) ، والكاظمي (4) في المشتركاتين .. وغيرهم (5) ممّن تأخّر عنهم إيّاه حجّة بديعة.
مضافاً إلى الأخبار المزبورة ، بل عدّ الجزائري إيّاه في الحاوي (6) في فصل الثقات ، مع جريان عادته على ذكر الرجل في سائر الفصول بأدنى غمز من واحد يكشف عن عدم غمز أحد فيه بوجه ، وما مرّ من تهمته بشرب النبيذ قد عرفت الجواب عنه. 1 ـ منتهى المطلب 1/345 ، وكذا في مختلف الشيعة 7/350 .. وغيرهما من كتبه. 2 ـ الوجيزة : 147 الطبعة الحجرية [ رجال المجلسي : 171 برقم ( 312 ) ] قال : ثابت بن دينار أبو حمزة الثمالي ثقة. 3 ـ في جامع المقال : 58 قال : وليس فيه توثيق صريح للمعنون حسب تتبعنا. 4 ـ في هداية المحدّثين : 27. 5 ـ فممّن وثقّه من المتأخرين : نقد الرجال : 63 برقم 13 [ المحقّقة 1/311 برقم ( 840 ) ] ، وإتقان المقال : 31 ، وملخّص المقال حيث عدّه في قسم الصحاح : 41 ، ومجمع الرجال 1/294 ، وتوضيح الاشتباه : 84 برقم 332 ، والوسيط المخطوط : 67 من نسختنا ، ومنهج المقال : 74 [ المحقّقة 3/112 برقم ( 913 ) ] ، ومنتهى المقال : 70 [ الطبعة المحقّقة 2/194 برقم ( 503 ) ] ، ورجال الشيخ الحرّ المخطوط : 13 من نسختنا ، والوسائل 20/149 برقم 207 ، وخاتمة المستدرك للشيخ النوري 3/725 [ الطبعة المحقّقة 24/73 برقم 123 ] قال : .. وإلى ثابت بن دينار صحيح .. ، ومعين النبيه المخطوط : 47 من نسختنا. وعقد سيدنا بحر العلوم في رجاله المعروف ب : الفوائد 1/258 لبيت المترجم باباً مستقلا ، وذكر جمعاً منهم ، فقال : آل أبي صفيّة واسمه : دينار ، أبو حمزة الثمالي ثابت بن دينار ، وأبناؤه : محمد ، وعلي ، والحسين ثقات جميعاً .. إلى أن قال : وأبو حمزة الثمالي جليل في الطائفة ، عظيم المنزلة عند الأئمّة عليهم السلام ، لقي السجاد ، والباقر ، والصادق ، والكاظم عليهم السلام وروى عنهم ـ على خلاف في الأخير ـ له كتب ، منها كتاب التفسير ، والظاهر أنّه أوّل من صنّف فيه من أصحابنا ، روى عنه كثير من الأجلاّء .. 6 ـ حاوي الأقوال 1/227 برقم 114 [ المخطوط : 36 برقم ( 114 ) من نسختنا ]. (279)
وقد تصدّى المولى الوحيد في التعليقة (1) للجواب عن ذلك بأنّه : في الجلالة بحيث لا يُقدح فيه مثل ذلك ، مع أنّ الراوي لذلك محمد بن موسى الهمداني ، وورد فيه ما ورد.
وربما كان المستفاد من كلام عليّ بن الحسن مع فطحيّته ، أنّه كان متّهماً به. وعلى تقدير الصحّة يمكن أن يكون أبو حمزة ما كان يعرف حرمته يومئ إليه سؤال أصحابه عنه عليه السلام عن حرمته ، كما ورد في كتب الأخبار ، ومنه هذا الخبر. أو أنّه كان يشرب لعلّة كانت فيه باعتقاد حلّه لأجلها ، كما سيجيء قريب منه في ابن أبي يعفور. أو كان يشرب الحلال منه فنمّوا إليه عليه السلام ويكون استغفاره من سوء ظنّه بعامر ، ولعلّه هو الظاهر ، إذ لا دخل لعدم تحريشه في الاستغفار عن شربه ؟ فتأمّل. أو كان استغفاره من ارتكابه بجهله. أو بظهور خطأ اجتهاده. أو كان ذلك قبل وثاقته ؛ فيكون حاله في أخباره حال أحمد بن محمد بن 1 ـ التعليقة المطبوعة على هامش منهج المقال : 73 [ الطبعة المحقّقة من منهج المقال 3/112 برقم ( 319 ) ] ، ووثقّه ابن النديم في فهرسته : 36 وقال : في تسمية الكتب المصنّفة في تفسير القرآن ـ فقال : كتاب تفسير أبي حمزة الثمالي ، واسمه : ثابت بن دينار ، وكنية دينار : أبوصفيّة ، وكان أبو حمزة من أصحاب علي [ بن الحسين ] عليه السلام من النجباء الثقات ، وصحب أبا جعفر [ عليه السلام ]. أقول : كل ما جاء بين المعقوفين فهو من زياداتنا ؛ لأنّه لم يدرك أمير المؤمنين عليه السلام. (280)
أبي نصر .. ونظائره من الأجلّة الذين كانوا فاسدي العقيدة (1) ثم رجعوا ، وأشرنا إليه في الفوائد (2). انتهى.
وقال تلميذه الحائري (3) ـ بعد نقل ذلك ـ : إنّ ما ذكره في غاية الجودة ، والرجل في أعلى درجات العدالة ، وصرّح بتوثيقه الصدوق رحمه الله أيضاً في أسانيد الفقيه ، إلاّ أنّ بعض أعذاره سلّمه الله لا يخلو من تكلّف. أما الطعن في السند بمحمد بن موسى ؛ فلاشتراكه مع علي بن قتيبة أبي محمد * ، وهو من الأجلة. وأمّا قوله : وربّما يستفاد من كلام علي بن فضّال ـ مع فطحيته ـ أنّه كان متّهماً. 1 ـ من المؤسف جدّاً أن تصدر من مثل هؤلاء الأعلام والمحقّقين قدّس الله أرواحهم ، مثل هذه التمحلات والاحتمالات الواهية ، وذلك لتصحيح خبرين من مجهولي الحال ، ساقطي الاعتبار ، ولا ينقضي عجبي كيف لم يتنبهّوا إلى سقوط الخبرين عن الحجيّة ! واضطروا إلى هذه التوجيهات ، ولسائل أن يسأل أنّه متى كان أبو حمزة يشرب النبيذ ؟ أفي زمان السجاد عليه السلام الذي أولاه من القرب والاختصاص بحيث أملى عليه ذلك الدعاء المقدس ، ورآه أهلا لتعليمه وللقرب من الله تعالى ؟ أم كان يشرب النبيذ المحرّم في زمان الصادق عليه السلام ، وهو الذي يقول له : « إنّي لأستريح إذا رأيتك » ؟ وهل يجوز لمن يعتقد قداسة الأئمّة الأطهار أن ينسب إليهم أن يستريحوا برؤية شارب النبيذ والخمر ، كلاّ ! ثم حاشا !!. 2 ـ الفوائد الخمسة الرجالية للوحيد البهبهاني المطبوعة أوّل منهج المقال : 12 من الطبعة الحجرية [ الطبعة المحقّقة 1/160 ـ 165 ] وطبعت في ذيل رجال الخاقاني : 63. 3 ـ في منتهى المقال : 70 ـ 71 الطبعة الحجرية [ المحقّقة 2/191 برقم ( 503 ) ] باختلاف يسير أشرنا لبعضها. * ـ يعنى أنّ الراوي ليس هو محمد بن موسى الهمداني وحده حتى يختلّ السند ، بل هو وعلي ابن قتيبة أبي محمد ، فضعف أحدهما لا يضرّ في السند بعد جلالة الآخر. [ منه ( قدّس سرّه ) ]. إلاّ أنّ في المصدر المطبوع قال : .. فلاشتراكه مع علي بن محمد. (281)
ففيه : إنّ الظاهر من كلام علي بن فضّال القدح فيه ، وعدم الاعتناء بروايته لشربه وتهمته بالشرب ، لا أنّه مكذوب عليه ، ومجرّد تهمة ، ويرشد إليه ، قوله : وأصبغ بن عبد الملك خير من أبي حمزة ، وقوله : إذ لا دخل .. إلى آخره.
فيه : إنّ ظاهره أنّه لمّا علم بعلم الإمام عليه السلام بشربه ، وفشى ذلك ، استغفر وتاب بحضورهم ، ليبرئوه بعد ذلك. وأما قوله : قبل وثاقته. ففيه : إنّ صريح علي بن فضّال أنّه تاب قبل موته ، وظاهر ذلك أنّه بمدّة قليلة. وعلى هذا فتسقط أحاديثه بأجمعها عن درجة الاعتبار ، ولا يكون حينئذ حاله حال ابن أبي نصر وأضرابه (1). فالذي ينبغي أن يقال : أنّه لا خلاف بين الطائفة في عدالته ، وأمثال هذه الأخبار لا تنهض للمعارضة ، مع أنّ الخبر الثاني مرسل ، والحاكي غير معلوم ؛ إذ ليس هو محمد بن الحسين بن أبي الخطاب لا محالة ، فإنّ محمداً يروي عن عامر ابن عبد الله بن جذاعة بواسطتين ـ أعني صفوان ، عن ابن مسكان ـ نبّه عليه الميرزا في حواشي الكتاب ، والمحقّق الشيخ حسن في حواشي التحرير الطاوسي. انتهى ما إفاده الحائري. وأقول : ما ذكره ليس بكثير مستنكر ، إلاّ قوله : فتسقط أحاديثه بأجمعها عن درجة الاعتبار .. فإنّه ممّا لا ينبغي صدوره من مثله ؛ فإنّ عدالة الرجل في آخر عمره (2) ، وسكوته عن بيان كذبه في أخباره تكفي في جريان حكم 1 ـ في المصدر : أحزابه. 2 ـ أقول : اتضح من التعليقة السابقة بأنّ نسبة شرب النبيذ لأبي حمزة أسطورة لا صحّة لها ، فتقييد عدالته بآخر عمره في غير محله. (282)
الصحيح على أخباره الّتي رواها قبل عدالته ؛ ضرورة أنّ سكوته عن ذلك غشّ ينافي عدالته ، كما أوضحنا ذلك في الفوائد المتقدّمة في أوّل الكتاب (1).
التمييز : قد ميّزه في المشتركاتين (2) برواية عبدربّه ، والحسن بن محبوب ، ويونس بن علي العطّار ، ومحمّد بن عياش بن عيسى ، وروايته هو عن الأئمّة الأربعة عليهم السلام. وزاد الكاظمي تمييزه برواية علي بن الحكم ، وعلي بن رئاب ، ومنصور بن يونس بن روح ، وإسماعيل بن الفضل ، والعلاء ، وعبد الله بن سنان ، والحسن بن راشد ، وسيف بن عميرة ، وهشام بن سالم ، ومحمد بن عذافر ، ومالك بن عطية ، وصفوان بن يحيى ، وإبراهيم بن عمر اليماني ، ومحمد بن فضل (3) ، وأبي أيّوب الخزّاز ، عنه. وزاد في جامع الرواة (4) نقل رواية أبي عبد الرحمن ، وعمر بن أبان ، ومثنى الحنّاط ، ومحمد بن سنان ، وأبي أسامة ، وعيسى بن بشير ، وعبد الله بن القاسم ، والمفضّل بن عمر ، ومحمد بن إسماعيل ، ومالك بن عطيّة ، وعمران الحلبي 1 ـ الفوائد الرجالية المطبوعة في أوّل تنقيح المقال 1/217 من الطبعة الحجرية الفائدة الثلاثون ( الفرع الأوّل ). 2 ـ هداية المحدّثين : 27 ، وفيه زيادة : ورواية المفضل بن عمر عنه ، كما في الفقيه [ 4/298 ]. وجامع المقال : 57 ، وفيه أيضاً زيادة : رواية سيف بن عميرة ، ومالك بن عطية ، عنه. 3 ـ في المصدر : الفضل. 4 ـ جامع الرواة 1/134 ـ 138. (283)
ـ بتوسّط بشير ـ وعاصم بن حميد ، ومحمّد بن سليمان ، وإبراهيم بن عبد الحميد ، ومحمد بن مسلم ، ومحمد بن مسكين الحنّاط ، وأسد بن العلاء (1) ، وحفص بيّاع السابري ، وحفص بن قرظ (2) ، وخلاّد ، وإبراهيم بن مهزم الأسدي ، ومحمد بن الصلت ، وداود بن النعمان ، وسعدان بن مسلم ، وعلي بن أبي النعيم ، وهارون ابن الجهم ، ومخلّد أبو الشكر ، وأبو سعيد المكاري ، وعثمان بن عيسى ، ومحمد بن أحمد بن أبي داود ، وخالد بن ماد * القلانسي ، وأبو خالد ، وسالم والد بكر ، وعمر بن خالد ، ومعاوية بن وهب ، وعبد الله بن حسان ، ومعاوية بن عمّار ، والحكم الخيّاط ، وشعيب العقرقوفي ، وأبي طلحة ـ أو حمّاد بن أبي طلحة بيّاع السابري ـ (3) ، ومحمد بن الفضيل ، والحكم الحنّاط ، وحماد بن عثمان ، وصباح المزني ، وعمرو بن ثابت ، والفضيل ، وابن ابنه (4) الحسين بن حمزة (5) ، وعائذ الأحمسي ، والحسن بن راشد ، والحسين بن مخارق أبي جنادة السلولي ، وجميل ابن درّاج ، وابن أبي يعفور ، وأحمد بن أبي داود (6) ، وداود الرقي ، وأيّوب بن
1 ـ في المصدر : أسد بن أبي العلاء. 2 ـ في جامع الرواة : قرط. * ـ كذا. [ منه ( قدّس سرّه ) ]. أي هكذا جاء في النسخة التي عند المصنّف رحمه الله ، وكذا في المطبوع أيضاً. 3 ـ في المصدر : محمد بن سنان ، عن حمّاد ، عن أبي طلحة بيّاع السابري ، ومحمّد بن الفضيل .. 4 ـ أقول : الّذي يروى عن أبي حمزة هو ابنه الحسين ، لا ابن ابنه ، وابنه من زيادة النسّاخ. 5 ـ في المصدر : ابن ابنه الحسن بن حمزة. 6 ـ وزاد في المصدر غير من عدّه في المتن : محمد بن أحمد بن داود ، في نسخة ، واُخرى : أحمد بن محمد بن أبي داود. (284)
أعين ، والقاسم بن محمد الجوهري ، والنضر بن إسماعيل البلخي ، وأبي جميلة ، ومحمد بن أسلم ، وأيّوب بن الحرّ ، وهلال بن عطية ، ويحيى الحلبي ، ومالك بن عطيّة ، وعمرو ـ أو عمر ـ بن مسلم ـ على اختلاف النسخ ـ .. وغيرهم عنه.
وكذا رواية إسماعيل بن الفضل ، وأيّوب بن أعين ، عنه (*). الترجمة : عدّه أبو موسى ، وابن الأثير (1) من الصحابة ، ونقل بكاء النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم حال احتضاره رحمةً عليه ، وذلك يدلّ على حسن حاله (**). (*) حصيلة البحث
اتّفقت كلمات علمائنا الرجاليين والمحدّثين على وثاقة المترجم وجلالته ، واختصاصه بأئمّة أهل البيت عليهم السلام ، وليس فيه مغمز سوى الروايتين مجهولتي السند ، مطروحتين عند جميع أرباب الفنّ ، ولاختصاصه بأئمتنا الأربعة : السجاد ، والباقر ، والصادق ، والكاظم عليهم السلام ، ونشره فضائلهم ، وبثّ أحكامهم ، والتجاهر بالولاء لهم ، والذبّ عنهم .. اتفقت آراء علماء العامّة على تضعيفه ، والحطّ من مقامه ، مع الإشارة إلى سبب تضعيفهم بأنّه شيعي ، أو أنّه رافضي ، أو أنّه قائل بالرجعة ، والحقّ أنّه بالإضافة إلى الاتفاق على توثيقه منّا ، فنظرة اجماليّة في دعاء السحر الذي علّمه الإمام زين العابدين عليه السلام ، ومضامين الروايات التي رواها ، تكشف عن علوّ مقامه وقداسته ، فهو ثقة ثقة بلا ريب ، والرواية من جهته صحيحة بلا شكّ.
1 ـ في اُسد الغابة 1/222 ، والإصابة 1/193 برقم 881. (**) حصيلة البحث
وفاة المترجم في زمان النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وعيادته له ، وبكاؤه شفقة عليه ، كلّ ذلك يستفاد منه حسنه ، فهو حسن.
(285)
الترجمة :
عدّه ابن عبد البر (1) ، وابن منده ، وأبو نعيم ، وابن الأثير (2) من الصحابة ، شهد بدراً. ولم يتبيّن لي حاله (*). الترجمة : عدّه ابن منده ، وأبو نعيم ، وابن الأثير (3) من الصحابة. وحاله مجهول (**). 1 ـ في الاستيعاب 1/76 برقم 253 ، واُسد الغابة 1/223 ، والإصابة 1/193 برقم 880. 2 ـ اُسد الغابة 1/223 ، والإصابة 1/193 برقم 880. (*) حصيلة البحث
لم يذكر في ترجمته ما يكشف عن حاله ، فهو غير معلوم الحال.
3 ـ في اُسد الغابة 1/223 ، والإصابة 1/193 برقم 882. (**) حصيلة البحث
لم أقف على ما يكشف حال المترجم ، فهو مجهول الحال.
|
|||
|