|
|||||||||
تنقيح المقال
في علم الرجال تأليف
العلامة الثاني و الرجالي الكبير
الشيخ عبد الله المامقاني رحمة الله 1290 ـ 1351 ه
الجزء الخامس عشر
تحقيق و استدراك
الشيخ محيي الدين المامقاني
مؤسسة آل البيت عليهم السلام لأحياء التراث (3)
بسم الله الرحمن الرحيم
(4)
(5)
[ الترجمة : ]
عدّه الشيخ رحمه الله في باب من لم يرو عنهم عليهم السلام (1) قائلاً : جعفر بن أبي جعفر السمرقندي وابنه ، يروي بعضهم عن بعض من أصحاب العياشي رحمه الله. انتهى. وظاهره كونه إماميّاً ، إلاّ أنّ حاله مجهول (*). [ الترجمة : ] عدّه أبو نعيم (2) ، وأبو موسى من الصحابة. 1 ـ الشيخ في رجاله : 459 برقم 13 ، ومنهج المقال : 81 [ المحقّقة 3/186 برقم ( 1023 ) ] ، ومجمع الرجال 2/22 ، والوسيط المخطوط : 62 من نسختنا ، وذكره في ملخّص المقال في قسم الحسان. (*) حصيلة البحث
لم اهتد إلى وجه عدّه في الحسان سوى كونه من أصحاب العياشي ، وهذا لا يسوغ عندي عدّه حسناً ، فالراجح عدّه مجهول الحال ، والله العالم.
2 ـ ذكره في اُسد الغابة 1/286 ثمّ قال : أخرجه أبو نعيم وأبو موسى ، والإصابة 1/238 برقم 1164. (6)
ولم أستثبت حاله (*).
[ الترجمة : ] أخو علي بن أبي حمزة. حاله مجهول (1) (**). (*) حصيلة البحث
ولم أقف على ما يوضح حال المترجم ، فهو مجهول الحال.
1 ـ ذكر النجاشي في رجاله : 188 برقم 650 الطبعة المصطفوية [ وطبعة الهند : 175 ، وطبعة جماعة المدرسين : 249 برقم ( 656 ) ، وطبعة بيروت 2/69 برقم ( 654 ) ] في طيّ ترجمة أخيه علي بن أبي حمزة البطائني. (**) حصيلة البحث
لم أقف على ما يوضح حال المترجم سوى عنوان النجاشي إيّاه في ترجمة أخيه ، فهو مجهول الحال.
جاء بهذا العنوان في أمالي الطوسي 2/62 ـ 63 الجزء 16 [ طبعة مؤسسة البعثة : 448 حديث 1001 ] بسنده : .. قال : حدّثنا أبو الحسن علي بن محمّد بن مهرويه الصنعاني [ الصامغاني ] بقزوين ، وجعفر بن (7)
[ الترجمة : ]
عدّه في اُسد الغابة (1) من الصحابة ، وقال : إنّه شهد مع النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم حنيناً ، وبقي إلى أيام معاوية ، وتوفي في أواسط أيّامه. قلت : هو مجهول الحال (*). أبي ذر القزويني المجاور بمكة ، قالا : حدّثنا داود بن سليمان الغازي القزويني .. إلى آخره. حصيلة البحث
لم أجد للمعنون ذكراً في معاجمنا الرجاليّة ، فعليه يعدّ مهملاً.
1 ـ اُسد الغابة 1/286 وقال : في آخر الترجمة وهذا وهم ؛ لأنّ الذي شهد حنيناً هو أبو سفيان ، ولم يشهدها جعفر .. وفي الإصابة 1/238 برقم 1165 ـ بعد ذكر العنوان ـ قال : .. وظنّ أبو نعيم أنّ ابن منده أنفرد بذلك فتعقبه بإنّه وهم ، وأنّ الذي شهد حنيناً هو أبوه : أبو سفيان ، ولا حجة لأبي نعيم في ذلك ، فقد جزم ابن حبّان بأنّه أسلم مع أبيه وأنه شهد حنيناً .. (*) حصيلة البحث
بعد الفحص في المعاجم لم أقف على ما يسمح لي بالحكم على المعنون بشيء إلاّ أنّ انتسابه إلى بني اُميّة تسبغ عليه الضعف ، فهو إمّا ضعيف أو مجهول الحال.
(8)
[ الترجمة : ]
عدّه الشيخ رحمه الله في رجاله (1) من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قائلاً : جعفر بن أبي طالب عليه السلام بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف رحمه الله قتل بمؤتة. انتهى. (o) مصادر الترجمة
صفّين لنصر بن مزاحم : 43 ، رجال ابن داود : 81 برقم 294 ، الوسيط المخطوط : 62 من نسختنا ، اتقان المقال : 170 ، نقد الرجال : 68 برقم 7 [ المحقّقة 1/337 برقم ( 943 ) ] ، الوجيزة : 147 [ رجال المجلسي : 174 برقم ( 347 ) ] ، رجال الشيخ الحرّ المخطوط : 13 من نسختنا ، جامع الرواة 1/149 ، الغدير 7/357 ، أمالي الشيخ المفيد : 238 المجلس الثامن والعشرين برقم 2 ، مجمع الرجال 2/22.
ذكر المترجم رضوان الله تعالى عليه جمع غفير من أعلام العامة كما في : الاستيعاب 1/81 برقم 285 ، الإصابة 1/116 برقم 685 ، اُسد الغابة 1/287 ، شرح النهج لابن أبي الحديد في موارد منها في 13/269 ، السيرة الحلبية 1/286 ، أسنى المطالب : 6 ، شذرات الذهب 1/12 ، حلية الأولياء 1/114 برقم 17 ، صفوة الصفوة 1/511 برقم 56 ، طبقات ابن سعد 4/34 ، مقاتل الطالبيين : 17 ، تهذيب الكمال 5/50 برقم 944 ، الوافي بالوفيات 11/90 برقم 146 ، الثقات للعجلي : 98 برقم 213 ، ذيل الكاشف للحافظ أبي زرعة : 62 برقم 184 ، تهذيب تاريخ ابن عساكر 1/95 ، تاريخ اليعقوبي 2/49 ، إكمال الإكمال 5/269 ، تهذيب الأسماء واللغات 1/148 برقم 105 ، تهذيب التهذيب 2/98 برقم 146 ، تجريد أسماء الصحابة 1/85 برقم 802 ، تاريخ خليفة خياط 1/56 ، العبر 1/9 ، المحبر : 46 ، 70 ، 107 ، 123 ، 293 ، 442 ، 457 ، 474 ، تقريب التهذيب 1/131 برقم 84 ، ثقات ابن حبّان 3/49 .. وغيرها. 1 ـ رجال الشيخ : 12/1. (9)
وقال في الخلاصة (1) : جعفر بن أبي طالب ، قتل بمؤتة رضي الله عنه وأرضاه. انتهى.
ومثله في رجال ابن داود (2). ولعلّ عدم تعرّض النجاشي رحمه الله لذكره ، لقَصْره على تعداد من له أصل أو كتاب. وفي الوجيزة (3) إنّه : من سادات الشهداء. وعدّه في الحاوي (4) في الثقات ، وقال : هو أجلّ من أن يوصف. انتهى. وقال في اُسد الغابة (5) إنّه : كان أشبه الناس برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم خَلقاً وخُلقاً ، أسلم بعد إسلام أخيه علي عليه السلام بقليل ، روي أنّ أبا طالب رأى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وعليّاً عليه السلام يصليّان ، وعليّ عن يمينه ، فقال لجعفر رضي الله عنه : صِلْ جناح ابن عمّك ، وصلّ عن يساره (6). 1 ـ الخلاصة : 30 رقم 1. 2 ـ رجال ابن داود : 81 برقم 294. طبعة جامعة طهران [ الطبعة الحيدرية : 61 برقم ( 298 ) ]. 3 ـ الوجيزة : 147 [ رجال المجلسي : 174 برقم ( 347 ) ]. 4 ـ في حاوي الأقوال المخطوط : 38 من نسختنا [ الطبعة المحقّقة 1/234 برقم ( 117 ) ]. 5 ـ اُسد الغابة 1/286 ، ولاحظ : الاستيعاب 1/81 برقم 285 ، والإصابة 4/116 برقم 685 ، والسيرة الحلبية 1/286. 6 ـ في اُسد الغابة 1/287 ، والاصابة 1/239 برقم 1166 ، وقال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 13/269 : كما روي أنّ أبا طالب فقد النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم يوماً ، وكان يخاف عليه من قريش ان يغتالوه ، فخرج ومعه ابنه جعفر يطلبان النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فوجده قائماً في بعض شعاب مكّة يصلّي وعليّ عليه السلام معه عن يمينه ، فلمّا رآهما أبو طالب قال لجعفر : تقدّم وصل جناح ابن عمّك .. فقام (10)
قيل : أسلم بعد واحد وثلاثين إنساناً ، وكان هو الثاني والثلاثين .. إلى أن قال : وكان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يسميّه : أبا المساكين ، وكان أسنّ من عليّ عليه السلام بعشر سنين ، وأخوه عقيل أسنّ منه بعشر سنين ، وأخوهم طالب أسنّ من عقيل بعشر سنين .. إلى أن روى عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال : رأيت جعفراً يطير في الجنّة مع الملائكة .. إلى أن نقل أنّه يوم مؤتة اقتحم عن فرس له شقراء فعقرها ، ثم تقدّم فقاتل حتى قتل ، قال ابن إسحاق : فهو أوّل من عقر في الاسلام. ولمّا قتل جعفر ، قطعت يداه ، والراية معه لم يُلقها ، قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : أبدله الله جناحين يطير بهما في الجنّة ، ولمّا قتل وجد به بضع وسبعون جراحة ، ما بين ضربة بسيف ، وطعنة برمح ، كلّها فيما أقبل من بدنه .. إلى أن قال : وكان عمر جعفر لمّا قتل احدى وأربعين سنة. هذا ما في اُسد الغابة ملخصاً.
وقد وردت أخبار (1) في أنّه لما رفعوه على الرماح ، منّ الله عليه جعفر عن يسار محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فلمّا صاروا ثلاثة تقدّم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وتأخر الأخوان ، فبكى أبو طالب ، وقال ـ كما في عمدة الطالب ايضاً : 23 في شعر أبي طالب مخاطباً ابنيه علي وجعفر عليهما السلام ـ :
وفي أسنى المطالب : 6 ـ بعد أن ذكر الأخبار الصريحة في إيمان أبي طالب رضوان الله تعالى عليه ـ قال : فلولا أنّه مصدّق بدينه لما رضي لابنيه ، جعفر وعليّ أن يكونا معه وأن يصلّيا معه ، بل ولا كان يأمرهما بالصلاة ، فإنّ عداوة الدين أشد العداوات كما قيل :
(11)
بجناحين ، فطار من رأس الرماح إلى السماء ، وهو يطير في الجنة مع الملائكة.
وعن كتاب إكمال الإكمال (1) : إنّ جعفر بن أبي طالب ، يكنّى : أبا عبد الله ، وكان أكبر من أخيه علي عليه السلام بعشرين سنة (2) ، وكان من المهاجرين الأوّلين ، هاجر إلى الحبشة ، وقدم منها على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فعانقه ، وقال : « ما أدري أنا بأيهما أشدّ فرحاً ، بقدوم جعفر ، أو فتح خيبر. وكان قدومه من الحبشة في السنة السابعة ، وقال صلّى الله عليه وآله وسلّم : « أشبهت خَلقي وخُلقي » ، ثمّ غزا غزوة مؤتة سنة ثمان ، فقتل فيها ، بعد أن قاتل حتّى قطعت يداه معاً. فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « إنّ الله قد أبدله عن يديه جناحين يطير بهما في الجنّة حيث شاء ». ولمّا بلغه نعي جعفر رضي الله عنه أتى امرأته أسماء بنت عميس ، فعزّاها فيه ، فدخلت فاطمة عليها السلام تبكي ، وتقول : « وأعمّاه .. ! » ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « إنّ الله تعالى 1 ـ إكمال الأكمال وهناك أكثر من كتاب بهذا الإسم ، أحدهما لابن نقطة البغدادي المتوفى سنة 680 ه ، والآخر شرح صحيح مسلم. وانظر الطبقات الكبرى لابن سعد والإصابة : 1/239 ، 8/282 ، وأُسد الغابة 2/289 والاستيعاب : 1/312 ، وتهذيب الكمال 5/61 .. وغيرها. أقول : في الإكمال لابن ماكولا 5/269 قال : .. اما الطيّار ـ بالراء ـ فجعفر بن أبي طالب بن عبدالمطلب رضي الله عنه ، ابن عم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم استشهد يوم مؤتة ، ويقال له : جعفر الطّيار. 2 ـ وهذا خطأ ، لاتفاق أهل السير والتاريخ بأنّ جعفر الطيار يكبر سنّاً عن أمير المؤمنين عليهما السلام بعشر سنين ، ويكبر عقيل منه عشرين سنة ، كما جاء ذلك في الخصال ، 1/181 حديث 247 وأكثر المصادر التي ذكرت جعفراً عليه السلام. (12)
أبدله عن يديه جناحين يطير بهما في الجنّة ، على مثل جعفر فلتبكي * البواكي ».
وعن العيون (1) ، والخصال (2) ، بإسناده عن علي عليه السلام قال : « إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لمّا جاءه جعفر [ بن أبي طالب عليه السلام ] من الحبشة ، قام إليه ، واستقبله اثنتي عشر (3) خطوة ، وعانقه ، وقبّل ما بين عينيه وبكى. وقال : « لا أدري بأيّهما أنا أشدّ سروراً ، بقدومك يا جعفر أم بفتح الله على يد أخيك خيبر ». وبكى فرحاً برؤيته. وفي الخصال (4) بسند متصل فيه ضعف ، عن أبي جعفر عليه السلام ، عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم : « خلق الناس من شجر شتى ، وخلقت أنا وابنا أبي طالب من شجرة واحدة. أصلي عليّ [ ع ] ، وفرعي جعفر [ ع ] ». وفي عمدة الطالب في نسب آل أبي طالب (5) : كان جعفر رضي الله عنه يكنّى : * ـ والظاهر انّه : فلتبك. [ منه ( قدّس سرّه ) ]. 1 ـ عيون أخبار الرضا عليه السلام : 140 ـ 141 باب 27 حديث 4 [ طبعة طهران المحقّقة 1/254 حديث 4 ]. 2 ـ الخصال 2/484 حديث 58. 3 ـ كذا ، وفي العيون ، : اثنى عشرة. 4 ـ الخصال 1/21 حديث 72 ، وفيه : « .. خلقت أنا وابن أبي طالب من شجرة واحدة ؛ أصلي علّي ، وفرعي جعفر .. » والرواية ضعيفة السند ، فراجع. 5 ـ عمدة الطالب : 35 ـ 36 الأصل الثاني ، باختلاف يسير. أقول : ذكر هنا تأمير زيد ، ثم جعفر ، ثم عبد الله بن رواحة ، ولكن اليعقوبي ذكر في تاريخه 1/49 في غزوة مؤتة ووّجه ، وقال : .. جعفر بن أبي طالب ، وزيد بن حارثة ، وعبد الله بن رواحة في جيش إلى الشام لقتال الروم سنة ثمان .. إلى أن قال : وقيل : بل كان جعفر المقدّم ، ثم زيد بن حارثة ، ثم عبد الله بن رواحة. أقول : هذا هو الصحيح ؛ لأنّ مقام جعفر وجلالته ، وحزمه ، وأصالة رأيه ، وشجاعته ، (13)
أبا عبد الله ، وأبا المساكين ؛ لرأفته عليهم ، وإحسانه إليهم. وكان قد هاجر إلى الحبشة [ فيمن هاجر إليها ] ، ورجع منها ، فوصل إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يوم فتح خيبر ، فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم : « ما أدري بأيّهما أنا أشدّ فرحاً ، بفتح خيبر أم بقدوم جعفر ؟ » ، و [ لهذا ] يقال لجعفر : ذو الهجرتين ؛ يعني هجرة الحبشة وهجرة المدينة.
ولمّا جهز النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أصحابه إلى مؤتة من أرض الشام ، أمّر عليهم زيد بن حارثة ، فإن قتل ، فجعفر بن أبي طالب ، فإن قتل ، فعبد الله بن رواحة. فاستشهد الثلاثة الأمراء ، ولمّا رأى جعفر الحرب قد اشتدت ، والروم [ قد ] غلبت ، نزل (1) عن فرس له أشقر ، ثم عقره ، وهو أوّل من عقر في الإسلام ، وقاتل إلى أن قطعت يده اليمنى ، وأخذ الراية بيده اليسرى ، وقاتل إلى أن قطعت يده اليسرى أيضاً ، فاعتنق الرآية وضمّها إلى صدره حتى قتل ، ووجد به نيف وسبعون ، وقيل : نيف وثمانون ، ما بين طعنة وضربة ورمية ، ورأى [ النبي ] صلّى الله عليه وآله وسلّم مصرعه ومصرع أصحابه. وقال صلّى الله عليه وآله وسلّم : « زارني جعفر في نفر من الملائكة له جناحان يطير بهما » ، ولهذا يقال له : ذو الجناحين. والطيّار في الجنّة ، وكان مقتله سنة ثمان من الهجرة ، وقيل : سنة وقربه من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقتضي ذلك ، ويشهد لذلك قول كعب بن مالك في رثاء جعفر عليه السلام أبياتاً منها :
(14)
سبع. وحزن عليه النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم حزناً شديداً.
وروى الصدوق رحمه الله (1) عن الصادق عليه السلام أنّه قال : « إنّ النبيّ 1 ـ في من لا يحضره الفقيه 1/113 حديث 527 بلفظه. أقول : إنّ سيدنا الشهيد العظيم صلوات الله عليه لقربه من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وجلالته عنده وعند جميع المسلمين ، ومقامه العظيم ، وأنّ أباه أبو طالب ، أمره أن يصل جناحه الأيسر ، ويصلّي معهما حين كان المصلّون ثلاثة : صاحب الرسالة صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، والسيّدة الجليلة أمّ المؤمنين خديجة الكبرى عليها السلام ، فبإسلام جعفر الطيّار عليه السلام بلغ المصلّون والمسلمون أربعة ، وهذا ممّا لا يختلف فيه اثنان ، وصرّحوا بأنّه أسلم بعد إسلام أخيه علي عليه السلام بقليل ، لكن بعض النصاب وأعداء آل محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم ، لبغضهم لأمير المؤمنين عليه السلام ـ حيث لم يستطيعوا الحطّ من مقام سيدّنا المترجم فجعلوا إسلامه بعد إسلام رهط كبير ، فقالوا كان إسلامه بعد إسلام واحد وثلاثين إنساناً ، وكان هو الثاني والثلاثين ، وليس هذا بغريب من أعداء آل محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وإحدات هذا القول ـ بأنّه أسلم بعد واحد وثلاثين إنساناً ، كإحداث القول بأنّ أول من أسلم أبو بكر ، أو رهط آخر قبل إسلام أمير المؤمنين عليه السلام ، ولا يلامون على ذلك ، فإنّ احقاد بدر وحنين وقتل أمير المؤمنين لأشياخهم ورؤسائهم المشركين قبل دخول الإيمان في قلوبهم لا زالت تقضّ مضجعهم. ولا بأس بذكر بعض ما ورد في فضل سيدنا المترجم ؛ فقد روى الكليني رضوان الله عليه في الكافي 8/189 ـ 199 حديث 216 بسنده : .. عن سدير ، قال : كنّا عند أبي جعفر عليه السلام فذكرنا ما أحدث الناس بعد نبيّهم صلّى الله عليه وآله وسلّم ، واستذلالهم أمير المؤمنين عليه السلام ، فقال رجل من القوم : أصلحك الله ! فأين كان عزّ بني هاشم ، وما كانوا فيه من العدد ؟ فقال أبو جعفر عليه السلام : « ومن كان بقي من بني هاشم ؟! إنّما كان جعفر وحمزة فمضيا ، وبقي معه رجلان ضعيفان ذليلان حديثا عهد بالاسلام : عباس وعقيل ، وكانا من الطلقاء ، أما والله لو أنّ حمزة وجعفراً كانا بحضرتهما ما وصلا إلى ما وصلا إليه ، ولو كان شاهديهما لأتلفا نفيسيهما ». وفي صفحة : 267 حديث 392 بسنده : .. قال : كنت عند أبي عبد الله عليه السلام ذات يوم ، فقال لي : « إذا كان يوم القيامة ، وجمع الله تبارك وتعالى الخلايق ، كان نوح (15)
صلّى الله عليه أوّل من يدعى به ، فيقال له : هل بلغّت ؟ فيقول : نعم ، فيقال له : من يشهد لك فيتخطّا فيقول : محمّد بن عبد الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، قال : فيخرج نوح عليه السلام فتخطا الناس حتى يجيء إلى محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ وهو على كثيب المسك ومعه علي عليه السلام ـ ، وهو قول الله عزّ وجلّ ( فلّما رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوه الَّذيِنَ كَفَرُوا ) [ سورة الملك ( 67 ) : 27 ] فيقول نوح لمحمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم : يا محمّد ! إنّ الله تبارك وتعالى سألني هل بلّغت ؟ فقلت : نعم ، فقال : من يشهد لك ؟ فقلت : محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فيقول : يا جعفر يا حمزة أذهبا وأشهدا له أنّه قد بلّغ .. » فقال أبو عبد الله عليه السلام : « فجعفر وحمزة هما الشاهدان للأنبياء عليهم السلام بما بلّغوا » ، فقلت : جعلت فداك فعلّي عليه السلام أين هو ؟! فقال : « هو أعظم منزلة من ذلك ». وفي مقاتل الطالبيّين ( طبعة اسماعيليان ) : 17 ، وفي الطبعة المحقّقة : 34 ، بسنده : .. عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « خير الناس حمزة وجعفر وعليّ عليهم السلام » وقال عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « رأيت جعفراً ملكاً يطير في الجنّة مع الملائكة بجناحين ». وقد ترجمه ابن سعد في طبقاته 4/34 ـ 42 وأطال فيها ، وكذلك في شرح المواهب 2/275. وقد روى الصدوق رحمه الله في أماليه : 206 ـ 207 حديث 7 بسنده : .. عن ابن عباس ، قال : خرج رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ذات يوم وهو آخذ بيد علي بن أبي طالب عليه السلام ، وهو يقول : « يا معشر الأنصار ! يا معشر بني هاشم ! يا معشر بني عبدالمطلب ! ، أنا محمّد رسول الله ، ألا إنيّ خُلقت من طينة مرحومة في أربعة من أهل بيتي ، أنا ، وعليّ ، وحمزة وجعفر .. ». وفي أمالي الشيخ الصدوق : 74 ـ 75 حديث 7 بسنده : .. عن جابر بن يزيد الجعفي ، عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقر عليهما السلام ، قال : « أوحى الله عزّ وجلّ إلى رسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم إنّي شكرت لجعفر بن أبي طالب عليه السلام أربع خصال ، فدعاه النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فأخبره ، فقال : « لولا أنّ الله أخبرك ما أخبرتك ، ما شربت خمراً قطّ ، لأنّي علمت أن لو شربتها زال عقلي ؛ وما كذبت قطّ ، لأنّ الكذب ينقص المرّوة ، وما زنيت قطّ ، لأنيّ خفت انّي اذا عملت عُمل بي ، وما عبدت صنماً قط ؟ |
|||||||||
|