تنقيح المقال ـ الجزء الخامس عشر ::: 16 ـ 30
(16)

لأني علمت انّه لا يضرّ ولا ينفع ، قال : فضرب النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم يده على عاتقه ، فقال : « حقّ لله عزّ وجلّ أن يجعل لك جناحين تطير بهما مع الملائكة في الجنة ».
    وفي الكافي 8/49 حديث 10 بسنده : .. عن أبي عبد الله عليه السلام قال : « خرج النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ذات يوم وهو مستبشر يضحك سروراً ، فقال له الناس : أضحك الله سنّك يا رسول الله وزادك سروراً ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « إنّه ليس من يوم ولا ليلة إلاّ ولي فيهما تحفة من الله ، ألا وإنّ ربّي أتحفني في يومي هذا بتحفة لم يتحفني بمثلها فيما مضى ! ؛ إنّ جبرئيل أتاني فأقرأني من ربّي السلام وقال : يا محمّد ! إنّ الله عزّ وجلّ أختار من بني هاشم سبعة ، لم يخلق مثلهم فيمن مضى ، ولا يخلق مثلهم فيمن بقي ، أنت يا رسول الله ، سيّد النبيّين ، ، وعلي بن أبي طالب وصيّك سيّد الوصيّين ، والحسن والحسين سبطاك سيّدا الأسباط ، وحمزة عمّك سيد الشهداء ، وجعفر ابن عمّك الطيّار في الجنّة يطير مع الملائكة حيث يشاء ؛ ومنكم القائم يصلّي عيسى بن مريم خلفه إذا أهبطه الله إلى الأرض ، من ذريّة علّي وفاطمة من ولد الحسين عليهم السلام ».
    وفي الكافي 3/465 حديث 1 ـ صلاة التسبيح ـ بسنده : .. عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لجعفر : « يا جعفر ! ألا أمنحك ؟ ألا أعطيك ؟ ألا أحبوك ؟ فقال له جعفر : بلى يا رسول الله ، قال : فظنّ الناس أنّه يعطيه ذهباً أو فضّة ، فتشرّف الناس لذلك ، فقال له : إني أعطيك شيئاً إن أنت صنعته في كلّ يوم ، كان خيراً لك من الدنيا وما فيها ، وإن صنعته بين يومين غفر لك ما بينهما ، أو كل جمعة أو كل شهر ، أو كل سنة .. غفر لك ما بينهما ، تصلي أربع ركعات إلى آخره ..
    وذكر نصر بن مزاحم في صفّينه : 43 ـ 44 قصيدة لأمير المؤمنين عليه السلام ، وفيها ينوّه بجعفر وحمزة عليهما السلام ، ويتمنّى حضورهما ، ومنها :
لو أنّ عندي يابن حرب جعفراً أو حمزة القرم الهمام الأزهر
رأت قريش نجم ليل ظهرا
    كما وأنّ سيّد اُبات الظيم الحسين بن علي عليهما السلام قال في خطبته يوم عاشوراء : « أوَ ليس جعفر الشهيد الطيار ذو الجناحين عمّي ؟! » وذكر هذه الخطبة الطبري في تاريخه 5/424 .. وغيره


(17)

    في الاستيعاب 1/81 ـ 82 برقم 285 قال : كان جعفر أشبه الناس خَلْقاً وخُلُقاً برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وكان جعفر أكبر من عليّ رضي الله عنهما [ صلوات الله وسلامه عليهما ] بعشر سنين .. إلى أن قال : وكان جعفر من المهاجرين الأولين ، هاجر إلى أرض الحبشة ، وقدم منها على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حين فتح خيبر ، فتلقّاه النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وأعتنقه ، وقال : « ما أدري بأيّهما أنا أشد فرحاً ؛ بقدوم جعفر ، أم بفتح خيبر » .. إلى أن قال : وجدنا ما بين صدر جعفر بن أبي طالب ومنكبه وما أقبل منه تسعين جراحة ما بين ضربة بالسيف وطعنة بالرمح ، وقد روي أربع وخمسون جراحة ، والأوّل أثبت .. إلى أن قال : عن الشعبي قال : سمعت عبد الله بن جعفر يقول : كنت إذا سألت علياً شيئاً فمنعني ، فقلت له : بحق جعفر .. أعطاني .. إلى أن قال : عن أبي هريرة قال : ما احتذى النعال ، ولا ركب المطايا ، ولا وطئ التراب بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أفضل من جعفر.
    أقول : تأمّل في كلام أبي هريرة الدوسي الكذّاب بنصّ خليفتهم عمر بن الخطاب : ( ما احتذى النعال ) ـ فإنّ ممّا تسالم عليه الفريقان الخاصة والعامة ـ إلاّ الخوارج والنواصب ـ بأنّ علياً أفضل وأقدس وأرفع منزلة من جميع المسلمين سوى ابن عمّه العظيم نبيّ الرحمة صلّى الله عليه وآله وسلّم ، ولكن النصب والعداء لأمير المؤمنين عليه السلام يستدعي ذلك ، هذا مع الاذعان بمنزلة جعفر وقداسته ، وبذل نفسه النفيسة في ذات الله صلّى الله عليه وعلى نبيه وأخيه.
    وعنونه في حلية الأولياء 1/114 ـ 115 برقم 17 : وقال : بسنده : .. عن أم سلمة ، قالت : لمّا نزلنا أرض الحبشة جاورنا بها خير جار النجاشي ، آمناً على ديننا ، وَعَبَدنا الله لا نؤذي ولا نسمع شيئاً نكرهه ، فلمّا بعثت قريش عبد الله بن أبي ربيعة وعمرو بن العاص بهداياهم إلى النجاشي وإلى بطارقته ، أرسل إلى أصحاب رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم فدعاهم ، فلمّا جائهم رسوله اجتمعوا ، ثم قال بعضهم لبعض : ما تقولون للرجل إذا جئتموه ؟ قالوا : نقول والله ما علمنا وما أمرنا به نبيّنا كائناً في ذلك ما هو كائن ، فلما جاؤه وقد دعا النجاشي أساقفته فنشروا مصاحفهم حوله ، سألهم فقال لهم : ما هذا الديّن الذي فارقتم فيه قومكم ، ولم تدخلوا به في ديني ، ولا في دين أحد من هذه الأمم ؟ قال : فكان الذي كلمّه جعفر بن أبي طالب ..
    وفي صفحة : 118 ذكر في قتاله بمؤتة رجزا ، قال : فانشأ جعفر يقول :


(18)
صلّى الله عليه وآله وسلّم حين جاءته وفاة جعفر بن أبي طالب ، وزيد بن حارثة ، كان إذا دخل بيته كثر بكاؤه عليهما جدّاً ، ويقول : « كانا يحدّثاني ويؤنساني .. فذهبا جميعاً ».
    .. إلى غير ذلك ممّا ورد في جلالة الرجل وعظمته.
    بيان :
    مُؤتة : بضمّ الميم بعدها واو مهموزة ساكنة ، وتاء مثنّاة من فوق ، وبعضهم لا يهمزها. قرية من قرى البلقاء في حدود الشام ، قيل : إنّها من مشارف الشام على اثني عشر ميلاً من أذرح * ، بها قبر جعفر بن أبي طالب ، وزيد بن
يا حبّذا الجنة واقترابها والروم روم قد دنا عذابها طيبة وبارد شرابها عليّ إن لاقيتها ضرابها
    وفي الغيبة للشيخ النعماني : 247 باب حديث 1 ( طبعة مكتبة الصدوق ) ، بسنده : .. عن أبان بن عثمان ، قال : قال أبو عبد الله جعفر بن محمّد عليهما السلام : « بينا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ذات يوم في البقيع حتى أقبل علي عليه السلام فسأل عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فقيل : إنه بالبقيع ، فأتاه عليّ عليه السلام فسلّم عليه ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « اجلس » فأجلسه عن يمينه ، ثم جاء جعفر بن أبي طالب فسأل عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقيل له : هو بالبقيع ، فأتاه فسلّم عليه فأجلسه عن يساره ، ثم جاء العباس .. إلى أن قال : ثم التفت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى جعفر بن أبي طالب فقال : « يا جعفر ألا أبشرك ؟! ألا أخبرك .. ؟! » قال : بلى يا رسول الله ، فقال : « كان جبرئيل عندي آنفا فأخبرني أنّ الذي يدفعها إلى القائم هو من ذريتك ».
* ـ أذرح : هي دومة الجندل ، أو قريبة.     [ منه ( قدّس سرّه ) ].
    أقول : يفهم من معجم البلدان 1/130 ( أذرح ) و 5/220 ( مؤتة ) و 2/488 ـ 489


(19)
حارثة ، وعبد الله بن رواحة ، على كلّ قبر منها بناء منفرد ، قاله ياقوت في المراصد (1).
    وينافيه في الجملة ما قيل من أنهم جميعاً دفنوا في قبر واحد ، والأمر سهل (*).
( دومة ) وهكذا تاج العروس 1/179 ( جرب ) و 2/139 ـ 140 ( ذرح ) ، أنّ دومة الجندل موضع غير أذرح ، وغاية ما قيل أنّه اختلف في أنّ أمر الحكمين بين عمرو بن العاص وأبي موسى الأشعري كان بأذرُح أو دومة الجندل ، وقد حكي في الأشعار ثارة أذرُح واُخرى : دومة ، وقد يفهم من ذلك أنّهما واحد أو قريبان ، فأفهم.
1 ـ مراصد الاطلاع 3/1330 ، وانظر : معجم البلدان 5/219 ـ 220 ، وذكر علي بن محمّد البجاوي في تعليقه في المقام أنّه قال حسان بن ثابت :
فلا يبعدنّ الله قتلى تتابعوا وزيد وعبد الله هم خير عصبة بمؤتة منهم ذو الجناحين جعفر تواصوا وأسباب المنيّة تنظر
(*)
حصيلة البحث
    إنّ المترجم أجلّ شأناً ، وأقدس نفساً ، وأرفع مقاماً من التوثيق ، فهو قد جمع الخصال النفسيّة ، والنسبيّة المقدسة في الجاهلية والإسلام ، فرضوان الله تعالى عليه ، وحشرنا الله المنّان بمنّه وجوده في زمرته وأصحابه.

    جاء في تفسير القمي 2/371 الآية الشريفة : ( زَعَمَ الّذينَ كفَروُا اَنْ لَنْ يُبْعَثُوا ) سورة التغابن ( 64 ) : 7 ، قال : حدّثنا علي بن الحسين ، عن جعفر بن أبي عبد الله ، عن الحسن بن محبوب .. إلى آخره.
    وفي تفسير القمي 2/371 ، وفيه : عن جعفر بن أبي عبد الله : وفيه تصحيح ( أحمد بن عبد الله ) ، وفي بحار الأنوار 9/243 بسنده : .. عن


(20)
    [ الترجمة : ]
    عدّه الشيخ رحمه الله في رجاله (1) بهذا العنوان من أصحاب الصادق عليه السلام.
أحمد بن أبي عبد الله ، عن ابن محبوب ، عن أبي أيوب ..
    وبحار الأنوار 23/308 حديث 5 بسنده : .. عن البرقي ، عن ابن محبوب ، عن أبي أيوب ..

حصيلة البحث
    ليس للمعنون ذكر في المعاجم الرجالية ، بل لا وجود له فالعنوان ساقط.
(o)
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 162 برقم 15 ، ومجمع الرجال 2/22 ، ونقد الرجال : 68 برقم 8 [ المحقّقة 1/337 برقم ( 944 ) ] ، وملخّص المقال في قسم المجاهيل ، والوسيط المخطوط : 62 من نسختنا ، وروح الجوامع المخطوط : 275 من نسختنا ، وجامع الرواة 1/149.
1 ـ رجال الشيخ : 162 برقم 15 قال : جعفر بن أبي عثمان الفزاري الكوفي ، وفي مجمع الرجال نقلاً عن رجال الشيخ رحمه الله : جعفر بن أبي عثمان أبو سليمان الفزاري الكوفي ، وفي نقد الرجال ، وملخص المقال .. وغيرهما نقلاً عن رجال الشيخ جعفر بن أبي عثمان الفزاري الكوفي ، ومثله في الوسيط المخطوط ، وروح الجوامع المخطوط ، وجامع الرواة .. وغيرها.
    أقول : هذه المعاجم اتّفقت في النقل عن رجال الشيخ رحمه الله : الفزاري ؛ ولم أجد للفظ ( الصراري ) عيناً ولا أثر ، والظاهر أن الصراري مصحف الفزاري ، ولم يعنون ـ في نسختنا من رجال الشيخ ـ جعفر بن أبي عثمان أبو سليمان الصراري الكوفي أصلاً ، فتفطن.


(21)
    [ الضبط : ]
    والصَراري : بالصاد المهملة المفتوحة (1) ، بعدها راءان بينهما ألف ، وبعد الثانية ياء ، نسبة إلى الصرار ، موضع بقرب المدينة المشرفّة. نسب إليها جمع.
    والظاهر أنّ نسخة الميرزا من رجال الشيخ رحمه الله أبدلت الصراري ب‍ : الفزاري. فنسب لذلك إلى رجال الشيخ رحمه الله عدّ الرجل مرّتين ، من غير فصل بينهما. وأنت خبير بأنّ التكرار بلا فصل بعيد في الغاية ، فذاك يؤيّد صحّة نسختنا المعبّر فيها ب‍ : الصراري هنا ، وب‍ : الفزاري في تاليه ، فيكونان رجلين متحدين اسماً وأباً ، مختلفين نسبة ، لثانيهما كنية تأتي دون الأوّل.
    وعلى كلّ حال ؛ فظاهر الشيخ رحمه الله كونه إماميّاً ، إلاّ أنّ حاله مجهول (*).

    [ الترجمة : ]
    عدّه الشيخ رحمه الله بهذا العنوان في رجاله (2) من أصحاب الصادق
1 ـ ضبطه في الإكمال 5/237 ـ 238 ، توضيح المشتبه 5/421 ، ومعجم البلدان 3/398 بكسر الصاد المهملة ، وقد فصَّله في الأخير ، فراجع.
(*)
حصيلة البحث
    لا محيص من الحكم على المعنون بالجهالة سواء كان صرارياً أو فزارياً ، فهو مجهول الحال.
2 ـ في مجمع الرجال 2/22 ـ بعد أن ذكر المترجم والذي قبله ـ قال في تعليقته : تكرار بلا ريب .. أي أن جعفر بن أبي عثمان المتقدم وهذا المترجم متحدان. وفي نقد الرجال : 68 برقم 8 [ المحقّقة 1/337 برقم ( 944 ) ] ذكر العنوان المتقدم فقط ، وفي جامع الرواة 1/146 ذكر العنوانين وقال : في نسخة قديمة من رجال الشيخ صحيحة : جعفر بن


(22)
عليه السلام بعد سابقه.
    وظاهره كونه إماميّاً ، إلاّ أنّ حاله مجهول.
    [ الضبط : ]
    وقد مرّ ضبط الفزازي (1) في ترجمة : أبان بن أبي عمران (*).
أبي عثمان أبو سليمان .. وأشار بذلك إلى الاتحاد ، وذكره في ملخص المقال في قسم المجاهيل ، ولم يعنون إلاّ واحداً ، والكل متفقون عند ما يعنون جعفر هذا إما بالتصريح بالاتحاد ، أو الإشارة إليه وهو كذلك ، ولم يعنون في نسختنا من رجال الشيخ إلاّ العنوان المتقدم.
1 ـ في صفحة : 62 من المجلّد الثالث.
(*)
حصيلة البحث
    لم اقف على ما يتّضح منه حال المترجم ، فهو مجهول الحال إن كان له وجود غير المتقدم.

    عنونه في أمل الآمل 2/55 برقم 140 وقال : فاضل جليل ، يروي الشهيد عن محمّد بن جعفر المشهدي عنه .. ومثله في رياض العلماء 1/112.

حصيلة البحث
    الظاهر أنّ عدّه حسناً هو الراجح ، وذلك لفضله وجلالته ، ورواية الشهيد عن المشهدي عنه.

    جاء بهذا العنوان في أمالي الشيخ : 598 حديث 1243 ( طبعة مؤسسة البعثة ) بسنده : .. عن أشعث بن إسحاق ، عن جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير ..


(23)
    [ الترجمة : ]
    عدّه الشيخ رحمه الله (1) ـ من غير كنية ولا لقب ـ من أصحاب الهادي عليه السلام.
    وظاهره كونه إماميّاً ، إلاّ أنّ حاله مجهول (*).
وعنه في بحار الأنوار 33/217 حديث 507 و 38/130 حديث 82.
    وجاء أيضاً في العمدة لابن البطريق : 357 حديث 689.
    وأورده ابن حبّان في الثقات 6/134 ، وقال : جعفر بن أبي المغيرة الخزاعي ، يروي عن سعيد بن جبير ، روى عنه مطرف بن طريف ويعقوب القمي.

حصيلة البحث
    المعنون وإن أهمل ذكره أعلام الجرح والتعديل ويعدّ لذلك مهملاً إلاّ أنّ روايته سديدة جداً لأنّها مؤيدة بروايات من الخاصة والعامة ، ولا ريب في صحتها.
1 ـ الشيخ في رجاله : 411 برقم 4 ، وذكره في جامع الرواة 1/149 ، ومجمع الرجال 2/23 ، وقال : يروي عنه يونس بن عبدالرحمن.
(*)
حصيلة البحث
    لم أقف في المعاجم الرجالية على ما يكشف عن حاله ، فهو مجهول الحال ، إلاّ إذا ثبتت رواية يونس بن عبد الرحمن عنه فأسبغ عليه نوع حسن ، أو ثبت أنّه متّحد مع الآتي جعفر بن وندك الآتي الذي جزمنا بحسنه.

    جاء في كتاب الغيبة للشيخ الطوسي رحمه الله : 226 [ طبعة مؤسسة


(24)
    الضبط :
    السَمَرْقَنْدي : نسبة إلى سَمَرْقَنْد ، بفتح السين المهملة والميم ، وسكون الراء المهملة ، وفتح القاف ، وسكون النون ، بعدها دال مهملة ، مدينة عظيمة مشهورة. وقيل : أنها من بناء ذي القرنين بما وراء النهر. ويقال : إنّ لها اثني عشر باباً ، بين كلّ بابين فرسخ ، وهي من حديد ، وداخلها مدينة اُخرى لها أربعة أبواب ، وفيها
المعارف الإسلامية : 371 حديث 342 ] بسنده : .. عن أبي نصر هبة الله بن محمّد ، قال : حدّثني خالي أبو إبراهيم جعفر بن أحمد النوبختي ، قال : قال لي أبي أحمد بن إبراهيم .. إلى آخره ، وله روايات اُخرى بهذا السند مع اختلاف يسير.

حصيلة البحث
    إنّ آل نوبخت من بيوتات الشيعة الإماميّة المخلصين في ولائهم ـ مع ما لهم من الجلالة والمنزلة ـ ، والمعنون يظهر من القرائن حسن حاله ، وإنّي أعدّه حسناً ، والحديث من جهته حسناً ، والله العالم.
(o)
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 458 برقم 7 ، مجمع الرجال 2/23 ، رجال النجاشي : 93 برقم 305 ، حاوي الأقوال 1/234 برقم 118 [ المخطوط : 38 برقم ( 118 ) ] ، رجال ابن داود : 82 برقم 296 ، نقد الرجال : 68 برقم 9 [ المحقّقة 1/337 برقم ( 945 ) ] ، الخلاصة : 32 برقم 14 ، الوجيزة : 147 [ رجال المجلسي : 174 برقم ( 348 ) ] ، منتهى المقال : 74 [ الطبعة المحقّقة 2/230 برقم ( 534 ) ] ، اتقان المقال : 170 ، منهج المقال : 81 [ المحقّقة 3/187 برقم ( 1026 ) ] ، ملخّص المقال في الحسان ، توضيح الاشتباه : 91 برقم 371 ، روح الجوامع المخطوط : 375 من نسختنا ، جامع الرواة 1/149 ، إكمال الدين 2/390 حديث 4 باب 38 ، هداية المحدثين : 30.


(25)
نهر ماء يجري في رصاص ؛ لأنّ وجه النهر رصاص كلّه ، وأخبارها تطول (1).
    وابن العَاجِز : بالعين المهملة ، والألف ، والجيم المكسورة ، والزاي المعجمة.
    وفي نسخة اُخرى : الناجز ـ بالنون بدل العين ـ.
    وفي ثالثة : المتأخّر ـ بالميم والتاء المثناة من فوق ، والألف ، والخاء المعجمة ، والراء المهملة ـ.
    وفي رابعة : التاجر ـ بالتاء من فوق بدل العين ، والراء المهملة بدل الزاي ـ.
    قال ابن داود (2) ـ بعد التعبير بالأخير ـ : كذا رأيته بخط الشيخ رحمه الله. انتهى.
    الترجمة :
    عدّه الشيخ رحمه الله في رجاله (3) في باب من لم يرو عنهم عليهم السلام قائلاً : جعفر بن أحمد بن أيوب يعرف ب‍ : ابن التاجر ، من أهل سمرقند ، متكلّم له كتب. انتهى.
1 ـ ما ذكره المؤلف قدّس سرّه هنا فهو عن مراصد الاطلاع 2/736 ، وببسط وتفصيل أكثر في معجم البلدان 3/246.
2 ـ ابن داود في رجاله في القسم الأوّل : عمود 82 برقم 296 ( طبعة جامعة طهران وفي الطبعة الحيدرية : 62 برقم 300 ) قال : جعفر بن أحمد بن أيوب السمرقندي ، يقال له : ابن التاجر ، كذا رأيته بخطّ الشيخ رحمه الله ( جخ ) ، ( جش ) كان صحيح الحديث والمذهب ، روى عنه محمّد بن مسعود العياشي.
3 ـ رجال الشيخ : 458 برقم 7 ، قال : جعفر بن محمّد بن أيوب يعرف ب‍ : ابن التاجر ، من أهل سمرقند ، متكلّم ، له كتب .. لكن في مجمع الرجال 2/23 نقلاً عن رجال الشيخ رحمه الله قال : ( جعفر بن أحمد ) كما في رجال النجاشي ، ورجال الكشي والروايات التي جاء في سندها ورجال ابن داود نقلاً عن خطّ الشيخ الطوسي في رجاله .. كلها كذلك فنسخة رجال الشيخ المطبوعة محرّفة ب‍ : بمحمّد ، والصحيح أحمد ، فتفطن.


(26)
    وما في بعض نسخ رجال الشيخ من إبدال أحمد ـ أبيه ـ ب‍ : محمّد غلط من الناسخ. وفي نسختنا من رجال الشيخ ـ كنسخة الحاوي (1) وغيره ـ : أحمد.
    وقال النجاشي (2) : جعفر بن أحمد بن أيوب السمرقندي أبو سعيد ، يقال له : ابن العاجز (3) ، كان صحيح الحديث والمذهب. روى عنه محمّد بن مسعود العياشي ، ذكر أحمد بن الحسين رحمه الله أنّ له كتاب الردّ على من زعم أنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلّم كان على دين قومه قبل النبوة ، طريقنا إليه : شيخنا أبو عبد الله محمّد بن محمّد ، عن جعفر بن محمّد بن قولويه ، عن محمّد بن عمر بن عبدالعزيز الكشي (4) ، عنه [ به ]. انتهى.
1 ـ حاوي الأقوال ( المخطوط ) : 38 برقم 118 من نسختنا [ الطبعة المحقّقة 1/234 برقم ( 118 ) ].
2 ـ النجاشي في رجاله : 93 ـ 94 برقم 305 الطبعة المصطفوية ، وفي طبعة الهند : 87 ـ 88 ، وفي طبعة جماعة المدرّسين : 121 برقم 310 ، وفي طبعة بيروت 1/301 برقم 308.
3 ـ قوله : ابن العاجز ، غلط بلا ريب ، فإنّ القهبائي نقل في مجمع الرجال 2/23 عن رجال النجاشي ـ ونسخته من رجال النجاشي من أصح النسخ الّتي عثرنا عليها ـ : التاجر بدلاً من : العاجز ، وكذلك قاله ابن داود في رجاله : 82 برقم 296 ، وأسانيد رجال الكشي في الجميع : ابن التاجر ، إلاّ أنّ في نقد الرجال : 68 برقم 9 [ المحقّقة 1/337 برقم ( 945 ) ] : ابن العاجز.
4 ـ أقول : سبرت أسانيد رجال الكشي رحمه الله فوجدته يروي في عدّة مواضع عن المترجم ، إلاّ أنّ تعابيره تختلف ، فتارة يذكره بعنوان : جعفر بن أحمد بن أيوب السمرقندي ، واُخرى بحذف السمرقندي ، وثالثة بحذف اسم الجد ، وتوجد موارد يحتمل أنّ جعفراً الذي في السند هو هذا بقرينة المروي عنه ، وإليك مواردها :
    ففي صفحة : 15 حديث 34 : طاهر بن عيسى الوراق الكشي ، قال : حدثني أبو سعيد جعفر بن أحمد بن أيوب التاجر السمرقندي ، قال : حدّثني علي بن محمّد بن شجاع ، وفي صفحة : 105 حديث 168 : قال طاهر بن عيسى الوراق وغيره ، قالوا : حدّثنا أبو


(27)

سعيد جعفر بن أحمد بن أيوب التاجر السمرقندي ، ونسخت من خط جعفر ، قال : حدّثني أبو جعفر محمّد بن يحيى بن الحسن وفي صفحة : 218 حديث 392 قال طاهر بن عيسى ، قال : حدّثني جعفر بن أحمد بن أيوب السمرقندي المعروف ب‍ : ابن التاجر ، قال : حدّثني أبو سعيد الآدمي. وفي صفحة : 103 حديث 164 : طاهر بن عيسى الوراق ، قال : حدّثنا جعفر بن أحمد التاجر ، قال : حدّثني أبو الخير صالح بن أبي حماد ، وصفحة : 145 حديث 230 : حدّثني طاهر بن عيسى الوراق ، قال : حدّثني جعفر بن أحمد بن أيوب ، قال : حدثني أبو الحسن صالح بن أبي حماد الرازي ، وصفحة : 335 حديث 614 : محمّد بن مسعود ، قال : حدّثني جعفر بن أحمد بن أيوب ، قال : حدّثني العمركي ، وصفحة : 369 حديث 689 : طاهر بن عيسى الوراق ، قال : حدّثنا جعفر بن أحمد بن أيوب ، قال : حدّثني أبو الحسن صالح بن أبي حماد الرازي ، وصفحة : 114 حديث 182 : محمّد بن مسعود ، قال : حدّثني جعفر بن أحمد ، قال : حدّثني العمركي ، وصفحة : 167 حديث 281 : حدّثني محمّد بن مسعود ، قال : حدّثني جعفر بن أحمد ، قال : حدّثني العمركي بن علي ، وصفحة : 184 حديث 322 : حدّثني طاهر بن عيسى ، قال : حدّثني جعفر بن أحمد ، قال : حدّثنا أبو الخير ، وصفحة : 206 حديث 362 : طاهر بن عيسى ، قال : حدّثني جعفر بن أحمد ، قال : حدّثني أبو الحسين صالح بن أبي حماد الرازي ، وصفحة : 348 حديث 649 : طاهر بن عيسى ، قال : حدّثني جعفر بن أحمد ، قال : حدّثني الشجاعي ، وصفحة : 374 حديث 702 : محمّد بن مسعود ، قال : حدّثني جعفر بن أحمد ، قال : حدّثني العمركي ، وصفحة : 463 حديث 883 : حدّثني محمّد بن مسعود ، قال : حدّثنا جعفر بن أحمد ، عن حمدان بن سليمان ، وصفحة : 486 حديث 922 : حدّثني محمّد بن مسعود ، قال : حدّثني جعفر بن أحمد قال : حدثني العمركي ، وصفحة : 495 حديث 950 : طاهر بن عيسى ، قال : حدّثني جعفر بن أحمد ، قال : حدّثني الشجاعي ، وصفحة : 547 حديث 1036 : طاهر بن عيسى ، قال : حدّثني جعفر بن أحمد ، عن علي بن شجاع .. وفي عشرة أسانيد هكذا : جعفر ، عن العمركي .. وجعفر ، عن الشجاعي .. وجعفر ، عن جعفر بن بشير .. والذي يتحّصل من ملاحظة جميع الأسانيد المذكورة هو أنّ العناوين المختلفة المذكورة كلّها عنوان لرجل واحد ، وهو ابن أحمد ، لا محمّد ، والتاجر ، لا العاجز ، وأنّه السمرقندي ، وكذا يتّضح هذا من الرواة عنه والذين يروي عنهم ، فتفطن.

(28)
    ومثله بعينه في القسم الأوّل من الخلاصة (1) .. إلى قوله : العياشي. وكذا في رجال ابن داود (2).
    وفي الوجيزة (3) : إنّه حسن كالصحيح.
    قلت : لعلّ وجه كونه كالصحيح ، رواية الكشي عنه كثيراً على وجه ظاهره اعتماده عليه ، ولعلّه لذا ـ ولعدّ العلّامة وابن داود إيّاه في القسم الأوّل ـ عدّه في الحاوي (4) في الثقات ، وهو وإن كان لا بأس به إلاّ أنّه ينافي مسلكه.
    ولذا اعترض عليه الحائري (5) بقوله : إنّ في الحاوي ذكره في الثقات ، مع ذكره الآتي بُعيده ، وجملة من أمثاله في الضعاف ، ولا يخلو من إفراط وتفريط (6).
    وفي الموارد يروي الكشي عن السمرقندي بالواسطة ولكن في سند المتن يروي بلا واسطة ، وربّما سقطت الوسائط.
1 ـ الخلاصة : 32 برقم 14.
2 ـ رجال ابن داود : 82 برقم 296 قال : جعفر بن أحمد بن أيوب السمرقندي ، يقال له : ابن التاجر ، كذا رأيته بخط الشيخ رحمه الله ..
3 ـ الوجيزة : 147 [ رجال المجلسي : 174 برقم ( 348 ) ] قال : جعفر بن أحمد بن أيوب السمرقندي ( ح ، كصح ) ، [ أي : حسن كالصحيح ].
4 ـ حاوي الأقوال 1/234 برقم 118 [ المخطوط : 38 من نسختنا ].
5 ـ في منتهى المقال : 74 [ الطبعة المحقّقة 2/230 برقم ( 534 ) ].
6 ـ ذكر المترجم جمع من علماء الرجال ، منهم التفريشي في نقد الرجال : 68 برقم 9 [ المحقّقة 1/337 برقم ( 945 ) ] ، ومجمع الرجال 2/22 .. وغيرهما ، كما وقد عدّه في إتقان المقال : 170 في قسم الحسان ، فقال : جعفر بن أحمد بن أيوب السمرقندي أبو سعيد ، يقال له : ابن العاجز ، كان صحيح الحديث والمذهب .. إلى أن قال : والتعدّد مع ابن أبي جعفر السابق ( أي السمرقندي ) محتمل ، ويقرّبه قول الشيخ فيه أنّه من أصحاب العياشي ، الظاهر في أنّه من تلامذته ، وقول ( جش ) ( النجاشي ) في ابن أحمد انّه روى عنه العياشي ، لكن يبعدّه ترك ( جش ) [ النجاشي ] لابن أبي جعفر أصلاً.
    وفي الوسيط المخطوط : 62 من نسختنا : جعفر بن أحمد بن أيوب السمرقندي


(29)
    التمييز :
    ميزّه الكاظمي (1) برواية محمّد بن عمر بن عبدالعزيز الكشي ، ومحمّد بن
أبو سعيد ، يقال له : ابن العاجز .. ـ بالجيم والزاي ـ كان صحيح المذهب .. إلى أن قال : قلت : الموجود فيما رأيت من النسخ ( بن محمّد ) بن أيوب السمرقندي يعرف ب‍ : ابن التاجر من أهل سمرقند ، متكلّم ، له كتب ( لم ) لكن في سند الكشي ابن أحمد.
    وفي منهج المقال : 81 [ المحقّقة 3/187 برقم ( 1026 ) ] ومنتهى المقال : 74 [ المحقّقة المحقّقة 2/230 برقم ( 534 ) ] ، وملخّص المقال في قسم الحسان.
    وفي توضيح الاشتباه : 91 برقم 371 قال : جعفر بن أحمد بن أيوب السمرقندي ، أبو سعيد ، يقال له : ابن العاجز ـ بالعين المهملة والجيم والزاي المعجمة ـ كان صحيح الحديث والمذهب ، وقيل : يعرف ب‍ : ابن التاجر ، وسمرقند معرب شمركند .. وجاء في روح الجوامع المخطوط : 375 من نسختنا ، وجامع الرواة 1/149 ، هذا ما وسعني نقله من كلمات أرباب الجرح والتعديل.
    أمّا رواياته في الكتب الأربعة وغيرها فإليك بعضها ، ففي التهذيب 2/184 حديث 732 : العياشي ، عن جعفر بن أحمد ، قال : حدّثني علي بن الحسين ، وعلي بن محمّد .. وصفحة : 197 حديث 776 : العياشي ، عن جعفر بن أحمد ، قال : حدّثني علي بن الحسن ، وعلي بن محمّد .. ومثله في صفحة : 343 حديث 1419 ، وصفحة : 348 حديث 1441.
    والاستبصار 1/368 حديث 1401 .. إلى غير ذلك من الموارد.
    ووقع في طريق الصدوق رحمه الله ، قاله في الفقيه 4/37 من المشيخة في طريقه إلى جابر بن عبد الله الأنصاري.
    وروى عنه الصدوق رحمه الله في إكمال الدين 2/390 باب 38 حديث 4 : حدّثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي العمري السمرقندي رضي الله عنه ، قال : حدثنا جعفر بن محمّد بن مسعود ، عن أبيه محمّد بن مسعود ، عن جعفر بن أحمد ، عن الحسن بن علي بن فضال قال : سمعت أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام ..
    أقول : جاء الاسم في رجال الشيخ : 459 فيمن لم يرو عنهم عليهم السلام ، وهو غير المعنون ؛ لأن كنيته : أبا جعفر ، والمعنون كنيته : ابن التاجر ، فتفطن.
1 ـ في هداية المحدثين : 30 باب جعفر ، ولاحظ : جامع الرواة 1/149.


(30)
مسعود العيّاشي (*).
(*)
حصيلة البحث
    بناءً على جواز التوثيق بالقرائن المفيدة للاطمئنان بالوثاقة ـ كما هو المختار ـ فالمترجم ثقة جليل ، والقول بأنّه حسن كالصحيح أقل ما يقال فيه ، فالخبر من جهته إمّا صحيح ، أو حسن كالصحيح.

    جاء في لسان الميزان 2/110 برقم 446 : جعفر بن أحمد البخاري راوية أبي عمرو الكشي ، حمل عنه كتابه في معرفة رجال الشيعة ، قال ابن أبي طي ـ وكذا في المجمع من الحاوي في رجال الشيعة الإمامية : 62 برقم 28 ـ : كان فاضلاً جليل القدر ..

حصيلة البحث
    ليس للمعنون ذكر في معاجمنا الرجاليّة ، وكتاب ابن أبي طي لا وجود له في زماننا فيما نعلم ، فعليه لا بُدّ من عدّه مهملاً.

    جاء بهذا العنوان في ثواب الأعمال : 163 بسنده : .. عن محمد ابن أحمد ، عن جعفر بن أحمد بن سعيد البجلي ، عن علي بن إسباط ..
    وعنه في وسائل الشيعة 6/442 حديث 8392 وبحار الأنوار 85/332 حديث 10.
تنقيح المقال ـ الجزء الخامس عشر ::: فهرس