تنقيح المقال ـ الجزء الخامس عشر ::: 91 ـ 105
(91)
الصادق عليه السلام ، مضيفاً إلى ما في العنوان قوله : أسند عنه.
    وظاهره كونه إماميّاً ، إلاّ أنّ حاله مجهول.
    [ الضبط : ]
    وقد مرّ (1) ضبط النخعي في ترجمة : إبراهيم بن يزيد (*).

    [ الترجمة : ]
    لم أقف فيه إلاّ على عدّ الشيخ رحمه الله إيّاه في رجاله (2) من أصحاب الصادق عليه السلام.
    وظاهره كونه إماميّاً ، إلاّ أنّ حاله مجهول (**).
آخرين ـ .. إلى أن قال : قال يزيد بن هارون عنه : أنّه ثقة صدوق ، وذكره ابن شاهين فيمن اختلف في توثيقه وجرحه ، وذكره الطوسي في رجال الشيعة.
1 ـ في صفحة : 120 من المجلّد الخامس.
(*)
حصيلة البحث
    يظهر لمن ألمّ بكتب الجرح والتعديل للعامّة أنّ ملاك اختلافهم في راو من رواة الشيعة في تضعيفه أو توثيقه هو مدى تظاهره أو تقيّته ، وبناءً على أنّ المعنون إمامي ـ كما يظهر من الشيخ رحمه الله في رجاله وغيره ـ ليس الحكم بحسنه من الجزاف ، كما حكم بحسنه في إتقان المقال ، فهو حسن ، والله العالم.
2 ـ رجال الشيخ : 162 برقم 13 ، وذكره في مجمع الرجال ، وجامع الرواة ، والوسيط المخلوط .. وغيرهم ، والجميع نقلوا عن رجال الشيخ رحمه الله من غير زيادة.
(**)
حصيلة البحث
    لم أقف في المعاجم الرجالية والحديثية على ما يوضح حال المترجم ، فهو مجهول الحال.

    جاء بهذا العنوان في أمالي الشيخ : 273 حديث 514 بسنده : .. عن


(92)
    [ الترجمة : ]
    قال في أمل الآمل (1) : إنّه فاضل عابد من المشايخ الأجلاّء ، يروي عن السيّد حسن بن أيّوب بن نجم الدين الحسيني ، عن الشهيد. انتهى.
    وأقول : الموجود في النسخة : العيناني : بالعين المهملة ، والياء المثناة من تحت ، ونونين بينهما ألف. وعليه فهو نسبة إلى عينان ـ تثنية العين ـ جبل بالمدينة ، وجبل أو جبلان بأُحد (2). فكونه عامليّاً متأخر بحسب الظاهر عن كونه عينانياً. ويحتمل كون العينان قرية من قرى جبل عامل ، فتفحّص.
    هذا ما ذكرته سابقاً. وقد ظهر لي بعد حين أنّ الصحيح : العيناثي ـ بإبدال
أبي غسان ، عن جعفر بن حبيب النهدي ، عن أبي العباس البرذون بن شبيب ..
    وعنه في بحار الأنوار 27/203 حديث 4 مثله.

حصيلة البحث
    المعنون مهمل.
1 ـ أمل الآمل 1/45 برقم 37 ، وفي رياض العلماء 1/102 ـ بعد أن ذكر عبارة أمل الآمل ـ قال : أقول : ويروي عنه الشيخ جمال الدين أحمد بن الحاج علي العيناثي.
2 ـ قال في معجم البلدان 4/173 : عَينان : تثنية العين .. وهو هضبة جبل أحد بالمدينة ، ويقال : جبلان عند أحد ، ويقال ليوم اُحد : يوم عينين .. وقال أبو سعيد : عينين بالبحرين أيضاً ماء من مياه العرب .. وقيل : عينان اسم جبل باليمن.
    وقال في صفحة : 180 : عينَين : وهو تثنية عين ، ولكن بعضهم يتلفظ به على هذه الصيغة في جميع أحواله.


(93)
النون الثانية ثاء مثلّثة ـ نسبة إلى عيناثا بألف في آخره ، بلدة من بلاد جبل عامل ، كانت سابقاً مجمع العلماء ، وبها الآن قبور كثيرة لهم رضوان الله عليهم (*).
(*)
حصيلة البحث
    إنّ توصيف العلاّمتين الثقتين شيخنا الحر ، والشيخ عبد الله أفندي للمترجم بأنّه فاضل عابد ، من المشايخ الأجلاء ترفعه عن مستوى الحسان الذي عدّه في إتقان المقال من الحسان إلى مستوى الوثاقة. وهو عندي ثقة ، والله العالم.

    ذكره الشيخ في رجاله : 161 برقم 2 من أصحاب الصادق عليه السلام ، وليس له ذكر في معاجمنا الرجاليّة.

حصيلة البحث
    المعنون ... مهمل لم يبين حاله.

    ورد في الخصال 2/496 باب 13 حديث 5 قوله : حدّثنا أبي رضي الله عنه ، قال : حدّثنا عبد الله بن الحسن المؤدّب ، قال : حدّثنا أحمد بن علي الأصفهاني ، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي ، قال : حدّثنا جعفر بن الحسن بن عبيد الله بن موسى العبسي ، عن محمّد بن علي السلمي ..
    وفي الأمالي للشيخ الصدوق : 89 المجلس العشرون ، بسنده : .. مثله إلاّ أنّ فيه : قال : حدّثنا جعفر بن الحسن عن عبيد الله بن موسى العبسي ، عن محمّد بن علي السلمي .. وفي بحار الأنوار 38/95 باب 61


(94)
    الضبط :
    الحسن ـ في الخلاصة (1) ـ مكبّر ، وفي رجال النجاشي (2) ، ورجال ابن
حديث 11 عن جعفر بن الحسن ، عن عبيد الله بن موسى العبسي ، عن محمد بن علي السلمي ..
    وفي بشارة المصطفى : 19 بسنده : .. عن إبراهيم بن محمّد الثقفي ، قال : حدّثني جعفر بن الحسن بن عبد الله بن موسى العبسي ، عن أحمد بن علي السلمي ..

حصيلة البحث
    الظاهر أنّ الصحيح في العنوان : جعفر بن الحسن ، عن عبيد الله بن موسى العبسي بقرينة أنّ عبيد الله بن موسى مترجم في المتن وثقة ، وعليه يعدّ جعفر بن الحسن من المهملين.
(o)
مصادر الترجمة
    رجال النجاشي : 95 برقم 212 ، رجال الشيخ : 461 برقم 24 الخلاصة : 33 رقم 20 ، رجال ابن داود : 84 برقم 301 ، الوجيزة : 147 [ رجال المجلسي : 175 برقم ( 353 ) ] ، إتقان المقال : 33 ، حاوي الأقوال 1/239 برقم 122 [ المخطوط : 39 من نسختنا ] ، ملخص المقال في قسم الصحاح ، مجمع الرجال 2/26 ، منهج المقال : 82 [ المحقّقة 3/196 برقم ( 1041 ) ] ، منتهى المقال : 75 [ الطبعة المحقّقة 2/237 برقم ( 543 ) ] ، نقد الرجال : 69 برقم 21 [ المحقّقة 1/341 برقم ( 957 ) ] ، الوسيط المخطوط باب جعفر ، رجال الشيخ الحر العاملي المخطوط : 14 من نسختنا ، روح الجوامع المخطوط : 279 من نسختنا ، جامع الرواة 1/151 ، لسان الميزان 2/114 برقم 460.
1 ـ قال في الخلاصة : 33 برقم 20 : جعفر بن الحسن بن علي بن شهريار ..
    وفي الطبعة الحجرية من الخلاصة وثلاث نسخ مخطوطة منها : جعفر بن الحسن .. والمؤلف قدّس سرّه أخذ العنوان من الطبعة الحجرية.
2 ـ رجال النجاشي : 95 برقم 312 ، قال : جعفر بن الحسين بن علي بن شهريار .. كما


(95)
داود (1) ، والوجيزة (2) ، مصغر ، ولعلّه الصواب (3).
    وشَهْرِيار : بالشين المعجمة المفتوحة ، والهاء الساكنة ، والراء المهملة المكسورة ، والياء المثناة من تحت ، والألف ، والراء المهملة ، من الأسماء العجمية (4).
    الترجمة :
    قال النجاشي (5) رحمه الله : جعفر بن الحسين بن علي بن شهريار أبو محمّد المؤمن القمي ، شيخ من (6) أصحابنا القميين ، ثقة ، انتقل إلى الكوفة وأقام بها ، وصنّف كتاباً في المزار ، وفضل الكوفة ومساجدها ، وله كتاب النوادر ، أخبرنا عدّة من أصحابنا رحمهم الله عن أبي الحسين بن تمام * ، عنه ، بكتبه. وتوفي جعفر بالكوفة سنة أربعين وثلاثمائة. انتهى.
    وقال في القسم الأوّل من الخلاصة (7) ـ بعد عنوانه بما ذكرنا ، وضبطه
وفي نسخة مخطوطة من رجال النجاشي ، وفي مجمع الرجال 1/26 وغيره نقلا عن رجال النجاشي : جعفر بن الحسين.
1 ـ رجال ابن داود : 84 برقم 301 طبعة جامعة طهران [ الطبعة المحقّقة : 63 برقم ( 305 ) ] قال : جعفر بن الحسين بن علي بن شهريار.
2 ـ الوجيزة : 147 [ رجال المجلسي : 175 برقم ( 354 ) ] : .. وابن الحسين بن علي بن شهريار.
3 ـ انظر ضبط الحسن في توضيح المشتبه 3/231 ، وضبط الحُسَيْن فيه 3/234 و 467.
4 ـ لم أجد من صرّح بضبطه ، ولكنه ذكره كذلك في الطبعة المحقّقة من جمهرة ابن حزم : 511 عند ذكر نسب الفرس ، فقال : آخر ملوك الفرس : يَزْدَجِرد بن شَهْرِيَار ابن كِسرى.
5 ـ النجاشي في رجاله : 95 برقم 312 الطبعة المحقّقة [ وفي طبعة الهند : 89 ، وفي طبعة جماعة المدرسين : 123 برقم ( 317 ) ، وطبعة بيروت : 1/305 برقم ( 315 ) ] ، وذكره الشيخ رحمه الله في رجاله : 461 برقم 24 ، فقال : جعفر بن الحسين ، روى عنه ابن بابويه أبو جعفر.
6 ـ كذا في الطبعة المصطفوية ، وفي الطبعات الثلاثة حذفت : من.
* ـ الظاهر أنّه : [ الحسين بن ] همام.     [ منه ( قدّس سرّه ) ].
7 ـ الخلاصة : 33 برقم 20.


(96)
شهريار ـ ما لفظه : شيخ من أصحابنا القمّيين ، ثقة ، انتقل إلى الكوفة ، ومات بها سنة أربعين وثلاثمائة. انتهى.
    وقريب منه في رجال ابن داود (1) بزيادة أنّه لم يرو عنهم عليهم السلام ، ووثّقه في الوجيزة (2) ، والبلغة (3) .. وغيرهما (4) أيضاً.
    وروى عنه الصدوق رحمه الله (5) مترضياً عنه. وفيما يأتي في ترجمة محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، من إرساله الأجازة للتلعكبري ، على يد جعفر هذا ، دلالة على جلالته واعتمادهم عليه.
1 ـ رجال ابن داود : 84 برقم 301 [ والطبعة الحيدرية : 63 برقم 305 ] قال : جعفر بن حسين بن علي بن شهريار ، أبو محمّد المؤمن القمي ( لم ) ( جش ) شيخ من أصحابنا القميين ، ثقة انتقل إلى الكوفة وأقام بها.
2 ـ الوجيزة : 147 [ رجال المجلسي : 175 برقم ( 354 ) ] قال : جعفر بن الحسين بن علي بن شهريار أبو محمّد المؤمن القمي ثقة.
3 ـ بلغة المحدثين : 339 برقم 4.
4 ـ أقول : وثّقه كلّ من عنونه من دون غمز فيه ، فمنهم في إتقان المقال في قسم الثقات : 33 ، وفي الحاوي المخطوط : 39 من نسختنا [ الطبعة المحقّقة 1/239 ـ 240 برقم ( 122 ) ] ذكره في الثقات ، وذكر اختلاف الخلاصة ورجال النجاشي ورجال الشيخ في اسم أبيه ، وذكره في ملخص المقال في قسم الصحاح ، وقال : إنّ في الخلاصة : جعفر بن الحسن ، وقال في النجاشي والشيخ في رجاله : جعفر بن الحسين ، ثم قال : والظاهر أنّهما واحد. وذكره في مجمع الرجال 2/26 ، وفي منهج المقال : 82 [ المحقّقة 3/194 برقم ( 1038 ) ] ، ومنتهى المقال : 75 [ الطبعة المحقّقة 2/237 برقم ( 543 ) ] ، ونقد الرجال : 69 برقم 21 [ المحقّقة 1/341 برقم ( 957 ) ] ، والوسيط المخطوط : 63 ( من نسختنا ) ، ورجال الشيخ الحر المخطوط : 14 ( من نسختنا ) ، وروح الجوامع المخطوط : 279 ( من نسختنا ) ، وجامع الرواة 1/151.
    وفي لسان الميزان 2/114 برقم 460 قال : جعفر بن الحسين بن علي بن شهريار القمي ، سكن الكوفة ، ذكره ابن النجاشي في مصنّفي الشيعة ، وقال : مات سنة خمس وأربعين وثلاث مائة.
5 ـ في موارد كثيرة منها في أماليه : 387 حديث 8 : حدّثنا جعفر بن الحسين رضي الله عنه ..


(97)
    وظاهر ذلك أنّه : ابن الحسن ـ مكبّراً ـ كما في الخلاصة (1) (*).
1 ـ الخلاصة : 33 برقم 20 ، وفي طبقات أعلام الشيعة للقرن الرابع 70 : ـ بعد أن ذكر عبارة النجاشي ـ قال : رواها عنه أبو الحسين بن تمام وهو محمّد بن علي بن الفضل بن تمام شيخ جمع من مشايخ النجاشي.
    أقول : وروى هو عنه محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري ، وعن محمّد بن جعفر بن أحمد بن بطة كما ذكره الطوسي في الفهرست والرجال في ترجمة الحميري المذكور ، وروى عنه أحمد بن محمّد بن أبي نصر الرازي السمسار .. كما ذكره ابن حجر في لسان الميزان 1/305 نقلاً عن تاريخ الري لابن بابويه منتجب الدين ، وروى عنه الصدوق وكان صاحب ابن الوليد القمي أبي جعفر محمد بن الحسن بن أحمد شيخ القميين المتوفى سنة 343 : وعلى يده وردت إجازة ابن الوليد لأبي محمّد هارون بن موسى التلعكبري المتوفى سنة 385. وروى عن المترجم أيضاً أبو علي أحمد بن الحسين بن أحمد بن عمران المعاصر للصدوق في كتاب الاختصاص ، وحيث أنّ الشيخ المفيد استخرج من هذا الكتاب في أوّل كتابه العيون والمحاسن بعين أسانيده اشتهر كتابه هذا بالاختصاص كما أشرنا إليه في صفحة : 25 ، ومن هنا اشتبه شيخنا فعدّ جعفر بن الحسين هذا في خاتمة المستدرك من جملة مشايخ المفيد ، وقال : روى عنه مترحماً عليه في الاختصاص ، ولا يصحّ رواية المفيد المتولد في 11 ذي القعدة سنة 336 ـ على قول النجاشي ـ أو سنة 338 ـ على قول ابن النديم ـ عن جعفر بن الحسين المؤمن هذا المتوفى سنة 340 إلاّ أن يروي عنه بالإجازة حال الصغر وهو بعيد ، بل الوجه فيه ما ذكرناه من أنّ أحمد بن الحسين روى عن جعفر بن الحسين هذا في الاختصاص مترحماً عليه ، ثم جاء المفيد واستخرج منه في كتابه فوائد بعين الفاظه ، فتخيل شيخنا النوري أنّ المفيد هو يروي عنه مترحماً عليه.
    أقول : حيث أنّ عبارة الطبقات فيها فوائد جمّة لذا نقلنا جميع عبارته.
(*)
حصيلة البحث
    ممّا يطمأن به اتحاد العنوانين : جعفر بن الحسن ، وجعفر بن الحسين ، والظاهر صحّة جعفر بن الحسين ، كما ولا ريب في وثاقته وجلالته وأنّ رواياته من جهته حجّة مصححة.

    جاء في لسان الميزان 2/113 برقم 458 : جعفر بن الحسن الكوفي ،


(98)
    [ الترجمة : ]
    عنونه تلميذه ابن داود (1) بهذا العنوان ، وعقّبه بقوله : شيخنا نجم الدين أبو القاسم المحقّق المدقّق الإمام العلّامة واحد عصره ، كان ألسن أهل زمانه وأقومهم بالحجّة ، وأسرعهم استحضاراً ، قرأت عليه ، ورباني صغيراً ، وكان له عليّ إحسان عظيم والتفات ، وأجاز لي جميع ما صنّفه وقرأه ورواه ، وكلّ ما تصحّ روايته عنه.
    توفي في شهر ربيع الآخر من سنة ست وسبعين وستمائة ، له تصانيف حسنة محققة مقروءة محرّرة عذبة ، فمنها : كتاب شرائع الإسلام ، مجلدان ، كتاب النافع في
روى عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري ، روى عنه أبو جعفر بن بابويه في رجال الشيعة ، وقال : كان كثير الرواية ، وأثنى عليه.

حصيلة البحث
    المعنون مهمل.
(o)
مصادر الترجمة
    أمل الآمل 2/48 برقم127 ، بحار الأنوار 108/141 ، 109/11 ، رياض العلماء 1/103 ، وكشكول الشيخ يوسف البحراني 1/310 ، ومنتهى المقال : 57 [ الطبعة المحقّقة 2/237 برقم ( 544 ) ] ، ورجال السيّد بحر العلوم 3/111 ، والدرجات الرفيعة : 463 في ترجمة السيّد المرتضى ، وعمدة الطالب : 205.
1 ـ رجال ابن داود : 83 برقم 300 طبعة جامعة طهران [ الطبعة الحيدرية : 62 ـ 63 برقم ( 304 ) ].


(99)
مختصره مجلد ، كتاب المعتبر في شرح المختصر لم يتمّ مجلدان ، كتاب نكت النهاية مجلّد ، كتاب المسائل العزيّة (1) مجلّد ، كتاب المسائل المصريّة مجلّد ، كتاب المسلك في اُصول الدين مجلد ، كتاب المعارج في اُصول الفقه مجلد ، كتاب الكهنة (2) في المنطق مجلّد ، .. وله كتب غير ذلك ليس هذا موضع استيفائها ، فأمرها ظاهر ، وله تلاميذ فقهاء رحمه الله تعالى. انتهى.
    وفي تذكرة المتبحرين (3) ـ وهي تكملة أمل الآمل ـ : إنّ حاله في الفضل
1 ـ في المصدر : الغريّة.
2 ـ في رجال ابن داود : النكهة ، وفي روضات الجنات : الكهنة ، وفي نسخة من رجال ابن داود : الكهية.
3 ـ أمل الآمل 2/48 برقم 127.
    أقول : إليك بعض جمل ثناء علماء الطائفة على المترجم قدّس سرّه ، قال العلّامة رحمه الله في إجازته لبني زهرة ـ والتي جاءت في بحار الأنوار 107/62 ـ 63 ـ : .. ومن ذلك جميع ما صنّفه الشيخ السعيد نجم الدين أبو القاسم جعفر بن الحسن بن سعيد وقرأه ورواه واُجيز له روايته عني عنه ، وهذا الشيخ كان أفضل أهل عصره في الفقه .. وفي بحار الأنوار 108/44 من قول المحقق علي بن عبد العالي الكركي في إجازته للشيخ ابراهيم ولده قدّس سرّهما : ومن ذلك مصنّفات ومرويات الشيخ الإمام شيخ الإسلام فقيه أهل البيت في زمانه ، ناهج سبل التحقيق والتدقيق في العلوم الشرعية ، نجم الملة والحقّ والدين أبي القاسم جعفر بن سعيد الحلي سقى الله ضريحه صوب الغوادي.
    وقال المحقّق الكركي ـ أيضاً ـ في إجازته للشيخ حسين بن الشيخ محمّد الحرّ العاملي ـ والتي جاءت في بحار الأنوار 108/55 ـ : .. وبهذا الإسناد جميع مصنفات الشيخ الإمام أوحد الفضلاء المحقّقين نجم الملّة والحقّ والدين أبي القاسم جعفر بن سعيد الحلي جعله الله تعالى في الرفيق الأعلى ..
    وقال في إجازته لابن أبي جامع رحمه الله ـ ووردت في بحار الأنوار 108/62 ـ : .. إلاّ أنّ أوحدهم وأعلمهم بفقه أهل البيت الشيخ الأجل الإمام شيخ الإسلام ، فقيه أهل عصره ، ووحيد أوانه ، نجم الملّة والدين أبي القاسم جعفر بن سعيد قدّس الله روحه


(100)

الطاهرة ..
    وقال الشهيد الثاني في إجازته للسيّد علي بن الصائغ. ـ وجاءت في بحار الأنوار 108/141 ـ : .. عن جمّ غفير من مشايخه أفضلهم وأكملهم الإمام المحقّق نجم الدين جعفر بن الحسن بن سعيد الحلي تغمّده الله تعالى بالرحمة والرضوان وأسكنه أعلى فراديس الجنان ..
    وقال الشيخ حسن نجل الشهيد الثاني أعلى الله تعالى مقامهما المعروفة ب‍ : الاجازة الكبيرة .. ـ وقد وردت في بحار الأنوار 109/11 : .. والشيخ المحقّق إمام الطائفة وفقيهها نجم الملّة والحقّ والدين أبي القاسم جعفر بن الحسن بن يحيى بن الحسن بن سعيد الحلي ..
    وفي رياض العلماء 1/103 قال : الشيخ الأجل المحقّق نجم الدين أبو القاسم جعفر بن الحسن بن يحيى بن الحسن بن يحيى بن الحسن بن سعيد الحلي الهذلي الملقب ب‍ : المحقق ، كان محقّق الفقهاء ومدقّق العلماء ، وحاله في الفضل والنبالة والعلم والثقة ، والفصاحة والجلالة والشعر والأدب والانشاء والبلاغة أشهر من أن يذكر ، وأكثر من أن يعطر ، كان ميلاده في سنة ثمان وثلاثين وستمائة ، وتوفّي ليلة السبت في عشر المحرم الحرام سنة ست وعشرين وسبعمائة. وقد روى عن جماعة من الفضلاء : منهم الشيخ محمّد بن نما الحلّي ، وعن السيّد شمس الدين أبي علي فخار بن معد الموسوي ..
    ثم نقل كلام ابن داود رحمه الله بتمامه.
    ثم قال : ومن شعره قوله : وقد كتبه إلى أبيه :
ليهنك أنّي كلّ يوم إلى العلى وغير بعيد أن تراني مقدّماً تطاوعني بكر المعالي وعونها ويشهد لي بالفضل كل مبّرز أقدّم رجلاً لا يزل بها النعل على الناس حتى قيل ليس له مثل وتنقاد لي حتّى كأنّي لها بعل ولان ضل إلاّ وفي فوته فضل
    قال المحقق : فكتب لي فوق هذه الأبيات : لأنّ أحسنت في شعرك لقد أسأت في حقّ نفسك ، أما علمت أنّ الشعر صناعة من خلع العفّة ، ولبس الخرقة ، والشاعر ملعون وإن أصاب ، ومنقوص وإنّ أتى بالشيء العجاب ، وكأني بك قد دهمك الشعر بفضيلته فجعلت تنفق منه ما تنفق بين جماعة لا يرون لك فضلاً غيره فسمّوك به ، ولقد كان ذلك وصمة عليك إلى آخر الدهر ، أما تسمع :


(101)
والعلم والثقة والجلالة والتحقيق والتدقيق والفصاحة والشعر والأدب والإنشاء وجميع العلوم والفضائل والمحاسن أشهر من أن يذكر ، وكان عظيم الشأن ، جليل القدر ، رفيع المنزلة ، لا نظير له في زمانه ، له كتب .. ثم عدّ كتبه التي عدّها ابن
ولست أرضى أن يقال شاعر تّباً لها من عدد الفضائل
    قال : فوقف عند ذلك خاطري ، حتّى كأنّي لم اقرع له باباً ، ولم أرفع له حجاباً.
    ومن شعره أيضاً :
هجرت قولاً في الشعر في زمن وعدت أوقظ أفكاري وقد هجعت إنّ الخواطر كالابار إن نزحت هيهات يرضى وإن أغضبته زمناً عنفاً وإن عجت عزمي بعدما سكنا طالت وإن يبق فيها ماؤها أجنا
    وقوله :
يا راقداً والمنايا غير راقدة فيم اغترارك والأيام مرصدة أما أرتك الليالي قبح دخلتها رفقاً بنفسك يا مغرور إنّ لها وغافلاً وسهام الموت ترميه والدهر قد ملأ الأسماع داعيه وغدرها بالذي كانت تصافيه يوماً تشيب النواصي من دواهيه
    وقال في نظام الأقوال : توفي رحمه الله في شهر ربيع الآخر سنة ست وسبعين وستمائة ، روى عنه ابن اخته العلّامة جمال الدين بن المطهر الحلّي ، وأخوه علي بن يوسف بن المطهر ، والشيخ تقي الدين بن داود .. ثم ذكر تأليفات المترجم ، ثم نقل قوله [ صفحة : 106 ] : وله شعر جيّد وإنشاء حسن بليغ ، ومن تلامذته العلّامة وابن داود. قال القاضي عبدالخالق الشهير بقاض زاده الكرهرودي في رسالته الفارسية في الإمامة : إنّ العلّامة ابن اخت هذا المحقق المذكور ، وكان مرجع أهل عصره في الفقه وغيره ، يروي عن أبيه عن جدّه يحيى الأكبر ، وعن شمس الدين أبي علي فخار بن معدّ الموسوي ـ على ما قاله الفاضل القمي في آخر مقدمة كتاب حجة الاسلام في شرح تهذيب الأحكام ، والسيّد جعفر بن كمال الدين البحراني في بعض إجازاته ـ ، وسيصرّح المؤلف أيضاً [ أي الحرّ العاملي ] عند ترجمته ، وقيل : إنّه يروي أيضاً عن محمّد بن نما ، فليلاحظ.
    وترجمه الشيخ يوسف البحراني في كشكوله 1/310 وذكر ما تقدّم ذكره فلا نعيد.


(102)
داود ، ثمّ قال : وكتاب نهج الأصول إلى علم الأصول .. وغير ذلك. وله شعر جيّد ، وإنشاء حسن بليغ ، من تلامذته العلّامة ، وابن داود. ونقل أنّ المحقق الطوسي نصير الدين حضر مجلس درسه ، وأمرهم بإكمال الدرس ، فجرى البحث في مسألة استحباب التياسر *.
    فقال المحقّق الطوسي : لا وجه للاستحباب ؛ لأنّ التياسر إن كان من القبلة إلى غيرها فهو حرام. وإن كان من غيرها إليها ، فواجب.
    فقال المحقّق رحمه الله في الحال : بل منها إليها ، فسكت المحقّق الطوسي. ثمّ ألّف المحقّق في ذلك رسالة لطيفة أوردها الشيخ أحمد بن فهد في المهذّب بتمامها ، وأرسلها إلى المحقّق الطوسي رحمه الله فاستحسنها (1).
    وكان مرجع أهل عصره في الفقه ، وغيره ـ يروي عن أبيه ، عن جدّه يحيى الأكبر ـ.
    وقال العلّامة ( رحمه الله ) في بعض إجازاته (2) ، عند ذكر المحقّق : كان أفضل أهل زمانه في الفقه.
    وقال الشيخ حسن في إجازته : لو ترك التقييد بأهل زمانه كان أصوب ، إذ لا رئي (3) في فقهائنا مثله. انتهى.
    وقال الشيخ يوسف البحراني في إجازته الكبيرة (4) ، بعد توصيفه ـ ما لفظه ـ :
* ـ يعني في العراق.     [ منه ( قدّس سرّه ) ].
1 ـ إلى هنا انتهى كلام رياض العلماء.
2 ـ بحار الأنوار 106 / 11.
3 ـ كذا ، ولو قيل : اذ ما رؤى كان أصح.
4 ـ كشكول البحراني 310 / 1 ـ 312.


(103)
وكان أبوه الحسن من الفضلاء المذكورين ، وجدّه يحيى من العلماء الأجلاّء المشهورين. قال بعض الأجلاّء الأعلام من المتأخّرين : رأيت بخطّ بعض
    الأفاضل ما صورة عبارته : في صبح يوم الخميس ثالث عشر ربيع الأخر ، سنة ستّ وسبعين وستمائة ، سقط الشيخ الفقيه المحقّق أبو القاسم جعفر بن الحسن ابن يحيى بن سعيد ، من أعلى درجة في داره ، فخرّ ميّتاً لوقته من غير نطق ولا حركة ، فتفجّع الناس لوفاته ، واجتمع لجنازته خلق كثير ، وحمل إلى مشهد أمير المؤمنين عليه السلام (1). وسئل عن مولده فقال : سنة اثنتين وستمائة.
    أقول : وعلى ما ذكره هذا الفاضل ؛ يكون عمر المحقّق المذكور أربعاً وسبعين سنة. انتهى كلام البحراني.
    وقال الحائري في المنتهى (2) ـ بعد نقله ـ : إنّ ما نقله رحمه الله من حمله إلى مشهد أمير المؤمنين عليه السلام عجيب ؛ فإنّ الشائع عند الخاصّ والعام أنّ قبره طاب ثراه بالحلّة ، وهو مزار معروف ، وعليه قبة ، وله خدّام يخدمون [ قبره ] يتوارثون ذلك أباً عن جدّ ، وقد خربت عمارته منذ سنين ، فأمر الأستاد العلّامة دام علاه بعض أهل الحلّة فعمّروها ، وقد تشرّفت بزيارته قبل ذلك وبعده ، والله العالم (3).
1 ـ أقول : حمل جنازة المترجم إلى النجف الأشرف مشهد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) خطأ قطعاً بل دفن قدّس سرّه في الحلة الفيحاء ، نعم ربما يكون في الحلّة مقام ينسب إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ويقال مشهد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، والظاهر أنّ ترجمة المحقّق اختلط بترجمة العلّامة الحلّي قدّس سرّه ، فراجع.
2 ـ منتهى المقال : 75 [ الطبعة المحقّقة 2/240 تحت رقم ( 544 ) ].
3 ـ أقول : ومرقد شيخنا المترجم قد اندرس ، فأمر زعيم الطائفة ومرجعها العام شيخي


(104)
    وأقول : إنّ قبره في الحلّة كما ذكره ، إلاّ أنّ المطّلع على سيرة القدماء يعلم أنّهم من باب التقيّة من العامّة ، كانوا يدفنون الميّت ببلد موته ، ثمّ ينقلون جنازته خفية إلى مشهد من المشاهد. وقد دفنوا الشيخ المفيد رحمه الله في داره ببغداد ، ثمّ حمل بعد سنين إلى الكاظميّة ، ودفن عند ابن قولويه تحت رجل الجواد عليه السلام. ودفنوا السيّد الرضي والمرتضى وأباهما بالكاظمية ، ثمّ نقلوهم خفية إلى كربلاء ، ودفنوهم بجنب قبر جدّهم سيّد إبراهيم ، الذي هو في رواق سيّد الشهداء عليه السلام. كما صرّح بذلك العلّامة الطباطبائي رحمه الله في رجاله (1). وكذا صرّح في حقّ المحقّق ـ على
في الحديث ، واُستادي في الفقه آية الله السيد محسن الحكيم قدّس سرّه بعض أعيان الحلّة من مقلّديه وهو الحاج حسّان مرجان رحمه الله بتجديد بناء المرقد والصحن ، فقام بذلك أحسن قيام ، جزاهما الله خير جزاء المحسنين ، وتغمّدهما الله برحمته ورضوانه.
1 ـ المسمى ب‍ : الفوائد الرجالية 3/111 قال : قلت : الظاهر أنّ قبر السيّد وقبر أبيه وأخيه في المحل المعروف ب‍ : إبراهيم المجاب ، وكان إبراهيم هذا هو جد المرتضى وابن الإمام موسى عليه السلام ، ونقل عن حاشية الخلاصة للشهيد الثاني نقلاً عن صاحب تنزيه ذوي العقول في أنساب آل الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه رحمه الله نقل بعد [ أن دفن في داره ] ذلك إلى جوار جدّه الحسين عليه السلام.
    وقال العلّامة الجليل السيّد علي خان في الدرجات الرفيعة في ترجمة السيّد المرتضى 463 : وكانت وفاته لخمس بقين من شهر ربيع الأوّل سنة ستّ وثلاثين وأربعمائة .. إلى أن قال : ودفن أولاً في داره ، ثم نقل منها إلى جوار جدّه الحسين عليه السلام فدفن في مشهده مع أبيه وأخيه وقبورهم ظاهرة مشهورة قدّس الله أرواحهم الطاهرة.
    وممّن صرح بنقل جثمان السيّد المرتضى إلى حرم جدّه الحسين عليه السلام ـ بعد دفنه في داره ـ النسّابة ابن عنبة في عمدة الطالب : 205 ، قال : وتوفي خامس عشر


(105)
ما ببالي ـ بنقل جنازته بعد حين إلى النجف الأشرف. وقبره هنا ، وإن كان غير معروف ، إلاّ أنّ المنقول عن بحر العلوم أنّه كان يقف بين باب الرواق وبابي الحرم المطهّر في وسط الرواق ، فسئل .. ؟ فقال : إني أقرأ الفاتحة للمحقق ، فإنّه مدفون ـ هنا أي في وسط الرواق بين الباب الأولى ، وبين الأسطوانة التي بين بابي الحضرة المقدسة ـ والله العالم ، والأمر سهل (*).
ربيع الأوّل سنة ستّ وثلاثين وأربعمائة عن أربع وثمانين سنة ودفن في داره ، ثم نقل إلى كربلاء ، فدفن عند أبيه وأخيه وقبورهم ظاهرة مشهورة.
(*)
حصيلة البحث
    إنّ جلالة المترجم وتبحّره في الفقه ، وقداسته ووثاقته ممّا لا يختلف فيها اثنان ، بل هو من أساطين فقه آل محمّد عليهم السلام ، فهو ثقة ثقة جليل ، بل أجلّ من أن يوثقه أحد رضوان الله تعالى عليه.

    جاء في كفاية الأثر : 29 باب ما جاء عن أبي سعيد الخدري بسنده : .. قال : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن الحسن البزوفري رضي الله عنه ، قال : حدّثنا القاضي أبو إسماعيل جعفر بن الحسن البلخي ، قال : حدّثنا شقيق البلخي ، عن سماك ، عن زيد بن أسلم ، عن أبي هارون العبدي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ..
    وعنه في بحار الأنوار 36/291 حديث 114.

حصيلة البحث
    المعنون ليس له ذكر في المعاجم الرجالية فهو مهمل.
تنقيح المقال ـ الجزء الخامس عشر ::: فهرس