تنقيح المقال ـ الجزء الخامس عشر ::: 106 ـ 120
(106)
    الضبط :
    الحسين : في أكثر النسخ مصغّر ، وذكره في الفهرست (1) في ترجمة : محمّد بن علي بن بابويه مكبّراً (2).
    وحَسَكَة : بفتح الحاء والسين المهملتين ، والكاف جميعاً بعدها هاء ، يسمى به الرجل (3).
(o)
مصادر الترجمة
    فهرست الشيخ : 186 برقم 809 ، أمل الآمل 2/52 برقم 128 ، منهج المقال : 82 [ المحقّقة 3/196 برقم ( 1040 ) ] ، الوسيط المخطوط : 83 من نسختنا ، تعليقة الوحيد المطبوعة على هامش منهج المقال : 82 [ المحقّقة 3/196 برقم ( 338 ) ] ، جامع الرواة 1/151 ، لسان الميزان 2/114 برقم 461 ، أعلام الشيعة 5/42 ، روضة المتقين 14/444.
1 ـ الفهرست : 184 برقم 709 ـ في ترجمة ابن بابويه حيث ـ قال : أخبرنا بجميع كتبه ورواياته جماعة من أصحابنا منهم الشيخ المفيد ، والحسين بن عبيد الله ، وأبو الحسين جعفر بن الحسن بن حسكة القمي ..
2 ـ مرّ هنا ضبط الحسن والحسين في : جعفر بن الحسن بن علي بن شهريار القمي ، فراجع.
3 ـ حَسَكَة واحدة الحَسَك ، كما في الصحاح 4/1579 ، والقاموس المحيط 3/298 .. وغيرهما.
    قال في الأخير : وهو نباتٌ تَعْلَق ثمرته بصوف الغنم ، ورقُه كورق الرجلة وأدق وعند ورقة شوك ملزّز صُلب ذو ثلاث شعب .. إلى أن قال : ويسمّى باسمه.


(107)
    الترجمة :
    عدّه الشيخ رحمه الله في الفهرست (1) من جملة الجماعة الذين روى هو ، عن محمّد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه بوساطتهم. فالشيخ يروي عنه ، وهو يروي عن ابن بابويه المذكور ، وفي الأمرين جميعاً شهادة على كونه جليلاً معتمداً.
    وقد صرّح العلّامة رحمه الله أيضاً في إجازته الكبيرة (2) بأنّه من مشايخ الطوسي.
    وفي الجزء الثاني من أمل الآمل (3) إنه : فاضل ، روى عنه الشيخ الطوسي من
1 ـ الفهرست : 186 تحت رقم 709 [ الطبعة الحيدرية ، وفي الطبعة المرتضوية : 157 تحت رقم ( 695 ) ، وطبعة جامعة مشهد : 305 تحت رقم ( 661 ) ] ، وفي ترجمة محمّد بن قيس البجلي : 157 برقم 591 [ الطبعة الحيدرية وفي الطبعة المرتضوية : 131 برقم ( 579 ) ، وطبعة جامعة مشهد : 313 برقم ( 683 ) ] : أخبرنا به جماعة ، منهم محمّد بن محمّد بن النعمان ، والحسين بن عبيد الله ، وجعفر بن الحسين بن حسكة القمي ..
2 ـ المسمّاة ب‍ : إجازة بني زهرة ، ذكرها المجلسي رحمه الله في موسوعته الكبيرة بحار الأنوار 107/137 ، وفيها قال : وأجزت لهم أن يرووا عنّي .. إلى أن يقول : وأبو الحسين جعفر بن الحسين حسكة القمي ..
3 ـ أمل الآمل 2/52 برقم 128 ، قال : جعفر بن الحسين بن الحسكة أبو الحسن القمي ، فاضل ، روى عنه الشيخ الطوسي ، ويروي عن ابن بابويه ، عدّه العلّامة في إجازته من مشايخ الشيخ الطوسي من رجال الخاصة ، وذكره في منتهى المقال : 76 [ الطبعة المحقّقة 2/240 ـ 241 برقم ( 545 ) ] قال : جعفر بن الحسين بن حسكة أبو الحسين القمي ، روى عن أبي جعفر بن بابويه ، روى عنه الشيخ الطوسي ، وفي التعليقة يأتي في ترجمة الصدوق رحمه الله عن الشيخ على وجه يومي إلى حسنه ، وكونه من مشايخه ، وكذا في محمّد بن قيس البجلي.
    أقول : صرّح العلّامة في إجازته الكبيرة بكونه من مشايخ الشيخ .. وأوردها في


(108)

بحار الأنوار 107/137.
    وقال في منهج المقال : 82 [ المحقّقة 3/196 برقم ( 1040 ) ] : جعفر بن الحسين بن حسكة أبو الحسين القمي ، روى عن أبي جعفر بن بابويه ، روى عنه الشيخ الطوسي رحمه الله تعالى ..
    وفي التعليقة المطبوعة على هامش منهج المقال : 82 [ المحقّقة 3/196 برقم ( 338 ) ] قال : جعفر بن الحسين بن حسكة ، وسيجي في محمّد بن علي بن الحسين على وجه يومي إلى حسنه ، وكونه من مشايخه ، وكذا في محمّد بن قيس البجلي.
    وفي الوسيط المخطوط : 63 ، قال : جعفر بن الحسين بن حسكة أبو الحسين القمي ، روى عن أبي جعفر بن بابويه ، روى عنه الشيخ الطوسي ..
    وقال في جامع الرواة 1/151 : جعفر بن الحسين بن حسكة أبو الحسين القمي. وفي الفهرست : الحسن في ترجمة علي بن الحسين بن بابويه في النسختين اللتين كانتا عندنا ، والله أعلم ، روى عن أبي جعفر بن بابويه ، روى عنه الشيخ الطوسي رحمه الله تعالى ، عنه الشيخ رحمه الله تعالى في الفهرست في ترجمة محمّد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه.
    وقال في لسان الميزان 2/114 رقم 461 : جعفر بن الحسين بن حسكة القمي ، ذكره الطوسي في رجال الشيعة ، وقال : كان فاضلاً حافظاً ثقة في الرواية ..
    وفي روح الجوامع المخطوط : 270 ( من نسختنا ) قال : جعفر بن الحسين ، أو الحسن كما في نسختين من الفهرست في ترجمة ابن حسكة أبو الحسين ، روى عنه الشيخ.
    وقال في أعلام الشيعة 5/42 : جعفر بن الحسين بن حسكة القمي أبو الحسين ..
    وعدّه في ملخص المقال في قسم الحسان ، وقال : جعفر بن الحسين بن حسكة أبو الحسين القمي ..
    وقال في روضة المتقين 14/444 ـ من المشيخة ـ : أبو الحسين جعفر بن الحسن بن حسكة القمي.
    أقول : إنما أطلنا في نقل كلمات الأعلام ليتضح للباحث الاختلاف الكثير في اسم أبيه في أنّه : الحسين ، أو الحسن ، وأنّ حسكة لقب لأبيه أو اسم جدّه ، وكنيته :


(109)
رجال الخاصة (*).

    [ الترجمة : ]
    عدّه بهذا العنوان في باب من لم يرو عنهم عليهم السلام من رجال الشيخ (1) ، وقال : روى عنه ابن بابويه رحمه الله.
أبو الحسين أو أبو الحسن .. وإليك ذلك :
    1 ـ جعفر بن الحسين بن حسكة أبو الحسين القمي ، كما في طبقات أعلام الشيعة للقرن الخامس : 42 ، ومنهج المقال : 82 [ المحقّقة 3/196 برقم ( 1040 ) ].
    2 ـ جعفر بن الحسن بن حسكة القمي أبو الحسين ، كما في الفهرست : 186 برقم 709.
    3 ـ جعفر بن الحسين بن حسكة القمي أبو الحسين ، كما في بحار الأنوار 107/137.
    4 ـ جعفر بن الحسين بن الحسكة أبو الحسن القمي كما في أمل الآمل 2/52 برقم 128.
    ومع هذا الاختلاف الكثير ، قال بعض المعاصرين في قاموسه 2/378 بأنّ : المصنّف قدّس سرّه غلط في العنوان بجعل الحسن حسيناً ، ويتّضح ممّا نقلناه أنّ المصنف رضوان الله تعالى عليه لم يغلط بل اختار ما هو الصحيح ، فتغليط هذا المعاصر له خال من التحقيق وتسرّع منه في النقد كما هو ديدنه.
(*)
حصيلة البحث
    إنّ الرجل إن لم يكن ثقة ـ لقرائن متعددة ـ فلا أقلّ من عدّه من الحسان ، بل في أعلى مراتب الحسن ، فهو حسن ، والحديث من جهته حسن كالصحيح ، فتفطن.
1 ـ رجال الشيخ : 461 برقم 24.


(110)
    ولعلّه ابن الحسين بن علي بن شهريار أبو محمّد المؤمن القمّي الذي تقدّم في ترجمة جعفر بن الحسن نقلنا كلام النجاشي .. وغيره ، وأوردناه هناك لذكر العلّامة رحمه الله (1) إيّاه بعنوان ابن الحسن مكبّراً ، فراجع ما هناك ، وتدبّر (*).
1 ـ قال في الخلاصة : 33 برقم 20 : جعفر بن الحسن بن علي بن شهريار أبو محمّد المؤمن القمي ..
    أقول : رجح بعض أهل الخبرة بأنّ جعفر بن الحسين المعنون هنا متّحد مع جعفر بن الحسين بن علي بن شهريار ، المتقدم ، منهم التفريشي في نقد الرجال : 69 برقم 21 [ المحقّقة 1/341 برقم ( 957 ) ] ـ بعد أن ذكر ترجمة ابن شهريار ـ قال : وقال الشيخ في الرجال : جعفر بن الحسين ، روى عنه ابن بابويه أبو جعفر ( لم ) والظاهر أنهما واحد ، وفي إتقان المقال : 33 جعفر بن الحسين بن علي بن شهريار .. إلى أن قال : وفي ( لم ) من رجال الشيخ : ابن الحسين ، روى عنه ابن بابويه أبو جعفر ، ولعلّه هو ، وفي ملخّص المقال في ( قسم الصحاح ) قال : وفي رجال الشيخ : جعفر بن الحسين المؤمن ، روى عنه ابن بابويه أبو جعفر ، وكذا يروي عنه الصدوق مترضّياً عليه ، والظاهر أنّهما واحد.
    أقول : لم أجد في نسختي من رجال الشيخ كلمة ( المؤمن ). ويظهر من سياق عبارة المنهج أنّ الاتحاد أمرٌ مسلّم لا نقاش فيه عنده ، فقد قال في صفحة : 82 ـ بعد أن ذكر ترجمة ابن شهريار ـ : .. و ( لم ) جعفر بن الحسين ، روى عنه ابن بابويه رحمه الله ـ ، وأصرح منها عبارة المنتهى حيث قال : في صفحة : 76 [ الطبعة المحقّقة 2/241 برقم ( 546 ) ] : جعفر بن الحسين روى عنه ابن بابويه ( لم ) ومرّ عن الخلاصة ابن الحسن بن علي بن شهريار ، وعن النجاشي : ابن الحسين.
    هذا ما وسعنا من نقل كلمات وآراء أهل الفن الظاهرة أو الصريحة في اتحاد المعنون مع ابن شهريار المتقدم ، فتدبر.
(*)
حصيلة البحث
    إن اتحد المترجم مع ابن شهريار كان ثقة بلا ريب ، وإن تعدّد فالمترجم حسن لرواية الصدوق رحمه الله عنه ولأمارات اُخر ، والله العالم.


(111)

    أورد اسناد في الاختصاص للشيخ المفيد قدّس سرّه : 63 بقوله : حدّثني جعفر بن الحسين بن محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أبيه ، عن هارون بن مسلم ، عن أبي الحسن الليثي ، عن جعفر بن محمّد عليهما السلام ..
    وعنه في بحار الأنوار 22/322 حديث 12 ، و 23/237 حديث 4 مثله ..

حصيلة البحث
    المعنون ليس له ذكر في المعاجم الرجالية ، فعليه يعدّ مهملاً

    هو راوي كتاب الاختصاص للشيخ المفيد ، راجع الاختصاص صفحة : 5 و 9 و 79 و 82 و 191 و 205.
    وأورده أيضاً صاحب بشارة المصطفى : 49 [ وطبقة أُخرى : 88 حديث 20 ] بسنده : .. عن جعفر بن الحسين المؤمن ، عن محمد بن جعفر بن نظر ..
    وكذلك جاء في رجال الشيخ : 439 برقم 6273 حيث قال : محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، جليل القدر ، بصير بالفقه ، ثقة ، يروي عن الصفّار وسعد ، روى عنه التلعكبري وذكر أنّه لم يلقه لكن وردت عليه إجازته على يد صاحبه جعفر بن الحسين المؤمن بجميع رواياته ، أخبرنا عنه أبو الحسين بن أبي الجيد بجميع رواياته.


(112)

ولكن في التهذيب 10/60 : .. جعفر بن الحسن المؤمن. وكذلك في خاتمة المستدرك 3/439 برقم 1253 ، والاختصاص : 70.

حصيلة البحث
    إنّ ترّحم الشيخ المفيد رضوان الله عليه في كتابه الاختصاص عليه ، وتوثيق الشيخ الطوسي رحمه الله له في رجاله يوجب توثيق المعنون وعدّه من أجلاّء أعلام الطائفة.

    جاء في بشارة المصطفى : 90 حديث 23 : عن عمر بن إبراهيم العلوي وسعيد بن محمّد الثقفي ، عن محمّد بن علي بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن أحمد بن علي المرهبي ، عن علي بن مجالد ، عن جعفر بن حفص ، عن سوادة بن محمّد .. وعنه في بحار الأنوار 68/128 حديث 59 مثله.

حصيلة البحث
    لم يذكر المعنون علماء الرجال ، فهو مهمل.

    عدّه الشيخ رحمه الله من أصحاب الباقر عليه السلام في رجاله : 111 برقم 3 ، وذكره في مجمع الرجال 2/26 ، ونقد الرجال : 69 برقم 22 [ المحقّقة 1/342 برقم ( 958 ) ] ، وجامع الرواة 1/151 .. وغيرهم ، والجميع اكتفى بنقل عبارة رجال الشيخ من دون زيادة.

حصيلة البحث
    لم يذكر المعنونون له ما يعرب عن حاله ، فهو ممّن لم يبيّن حاله.


(113)
    الضبط :
    قد مرّ (1) ضبط الحصيني في ترجمة : أحمد بن محمّد الحصيني.
    وفي بعض النسخ : الحضيني : بالضاد المعجمة ـ ، وعليه فقد مرّ ضبطه في : إسحاق بن إبراهيم الحضيني (2).
    وقد ذكر الرجل في إكمال الدين ، وقد اختلفت نسخه ففي بعضها : الخضيبي : بالخاء والضاد المعجمتين ، ثمّ المثنّاة ، ثم الموحدة من تحت (3) ، وفي بعضها إبدال الضاد طاء (4) ، وفي بعضها إبدالها صاداً مهملة (5).
    وبالجملة ؛ فلا يكاد ينضبط لقب الرجل.
    [ الترجمة : ]
    وقد عدّ الصدوق رحمه الله في إكمال الدين (6) نقلاً عن محمّد بن أبي عبد الله
1 ـ في صفحة : 266 من المجلّد السابع.
2 ـ في صفحة : 16 من المجلّد التاسع.
3 ـ الخَضِيْبي نسبة إلى الخَضِيب ، جاء ضبطه في توضيح المشتبه 3/431 وقد مرّ من المصنف في صفحة : 398 من المجلد الثالث ، وصفحة : 106 من المجلد السادس.
4 ـ لاحظ ضبط الخَطِيبي في توضيح المشتبه 3/274.
5 ـ وعليه فهو الخصيبي ، وتجد ضبطه في توضيح المشتبه 2/368.
6 ـ إكمال الدين 2/442 حديث 16 ، وفيه : ومن غير الوكلاء من أهل بغداد .. إلى أن قال : ومن همدان : ... وجعفر بن حمدان .. وفي آخره قال : ومن الأهواز : الحصيني ، ولكن في خبر آخر [ 2/445 ] حديث 19 أنّه سأل وكيل الحجّة عجّل الله فرجه الشريف إبراهيم بن مهزيار قال : من أي العراق ؟ ، قلت : من الأهواز ، فقال : « مرحباً بلقائك ، هل


(114)
الأسدي الكوفي الرجل ممّن رأى القائم عجّل الله تعالى فرجه ، وجعلنا من كلّ مكروه فداه.
    وهو الذي سأل عنه رسول الحجّة المنتظر عجّل الله تعالى فرجه ، الذي أخذ علي بن مهزيار ، وإبراهيم بن علي بن مهزيار ، إلى الحجة عليه السلام بقوله لابن مهزيار : « من أي البلاد أنت ؟ » ، فقال : رجل من أهل العراق ، قال : « من أيّ العراق ؟ » ، قال : من الأهواز ، قال : « مرحباً بلقائك ، هل تعرف بها جعفر بن حمدان الخصيبي ؟ » ، قال : دُعِيَ فأجاب ، قال : « رحمة الله عليه ، ما كان أطول ليله وأجزل نيله ».
    وفي خبر آخر : « ما كان أطول ليلته ، وأكثر تبتله ، وأغزر دمعته .. » إلى آخره (1).
    وذلك يكشف عن غاية جلالة الرجل ووثاقته ، وإلاّ لما كان له ذكر عند
تعرف بها جعفر بن حمدان الحصيني ؟ » قلت : دعي فأجاب ، قال : « رحمة الله عليه ».
    فالمصنف قدّس الله سرّه أخذ العنوان من هذين الخبرين ، فقول بعض المعاصرين في قاموسه 2/618 : أنّ المصنف خلط وخبط .. ! ، عن الحوزات والمجاميع العلمية كلام منه ناش من عدم التدبّر وعادة له جاءته من الابتعاد.
    وللمترجم مكاتبة ذكرها في إكمال الدين : 500 حديث 25 قال : وكتب جعفر بن حمدان فخرجت إليه هذه المسائل ..
1 ـ راجع إكمال الدين 2/445 حديث 19.
    وادعى بعض المعاصرين في قاموسه 2/380 [ وفي الطبعة الجديدة صفحة : 619 ] : إنّ هذا الخبر والذي قبله مجعولان .. ! ، كما هي عادته في نسبة الجعل لكل خبر لا تسمح به قريحته وفهمه ! ، ونعوذ بالله من ذلك. والخبر الذي برقم 16 لا ريب في صحته ، أما الخبر برقم 19 ففيه نقاش ، والحقّ أنّ الخبر صحيح إلاّ أنّه أقحم في الخبر جملتين أوجبتا توقف جماعة في صحته ، وسوف ندرس ذلك في ترجمة سليم بن قيس الهلالي رضوان الله تعالى عليه ، فراجع ما هناك وتدبر.


(115)
خواص الحجّة عليه السلام ، فترك عدّ حديثه من الصحيح جفاء ، وسوء أدب بالحجّة عجّل الله تعالى فرجه (*).
(*)
حصيلة البحث
    لا ينبغي ـ على طريقتنا ـ إلاّ من عدّ حديث المترجم من الصحيح ، ووصفه بالوثاقة والجلالة ، فهو على ذلك ثقة جليل ، وحديثه من الصحيح.

    قال في إكمال الدين 2/500 باب 45 حديث 25 : .. وكتب جعفر بن حمدان فخرجت إليه هذه المسائل وفي ذيل الحديث ، وقال وجدت في نسخة أبي الحسن الهمداني : .. أتاني ـ أبقاك الله ـ كتابك والكتاب الذي أنفذته .. وفي بحار الأنوار 53 باب ما خرج من توقيعاته عليه السلام : 186 حديث 17 ، قال الحسين بن إسماعيل الكندي : كتب جعفر بن حمدان فخرجت إليه هذه المسائل ..
    وعنه في بحار الأنوار 53/187 حديث 17 مثله.

حصيلة البحث
    ليس للمعنون ذكر في المعاجم الرجالية فهو مهمل وروايته صحيحة سديدة.

    جاء في من لا يحضره الفقيه 4/179 في الوقف والصدقة حديث 630 بسنده : .. عن علي بن رئاب ، عن جعفر بن حنان ، قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام ..


(116)
    [ الضبط : ]
    قد مرّ (1) ضبط حيان في : جعفر بن بزار بن حيّان الهاشمي.
    وضبط الصيرفي في ترجمة : أبان بن عبده (2).
    وفي التهذيب 9/133 باب الوقوف والصدقات حديث 565 ، بسنده : .. عن علي بن رئاب ، عن جعفر بن حنان ، قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام .. إلى آخره.
    وفي الاستبصار 4/99 باب لا يجوز بيع الوقف حديث 382 بسنده : .. عن علي بن رئاب ، عن جعفر بن حنان .. إلى آخره.
    ولكن في الكافي 7/35 كتاب الوصايا الحديث 29 بسنده : .. قال : عن علي بن رئاب ، عن جعفر بن حيان ، قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام .. إلى آخره.

حصيلة البحث
    إنّ مقارنة أسانيد الروايات ومتن الأحاديث في الكتب الأربعة توجب الجزم بأنّ ( حنان ) مصحف ( حيان ) ، وقد ذكرت ترجمته في المتن.
(o)
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 162 برقم 10 ، رجال البرقي : 33 ، توضيح الاشتباه : 101 برقم 425 ، اتقان المقال : 267 ، منتهى المقال : 84 ، [ الطبعة المحقّقة 2/242 برقم ( 548 ) ] ، الخلاصة : 211 برقم 1 ، رجال ابن داود : 436 برقم 99 ، الوجيزة : 147 [ رجال المجلسي : 175 برقم ( 355 ) ] ، منهج المقال : 82 [ 3/197 برقم ( 1042 ) ] ، تعليقة الوحيد المطبوعة على هامش منهج المقال : 82 [ المحقّقة 3/197 برقم ( 341 ) ] ، لسان الميزان 2/115 برقم 465 ، روح الجوامع المخطوط : 281 من نسختنا.
1 ـ في صفحة : من المجلّد.
2 ـ في صفحة : 123 من المجلّد الثالث.


(117)
    [ الترجمة : ]
    وقد عنون الشيخ رحمه الله الرجل في رجاله ثلاث مرّات في رجال الصادق عليه السلام ، حيث قال (1) : جعفر بن حيّان الصيرفي الكوفي.
    ثمّ عدّ رجالاً ثلاثة ، أحدهم (2) : جعفر بن بزّار بن حيّان المتقدّم ، ثم قال (3) : جعفر بن حيان الكوفي : ثمّ عدّ أسماء كثيرة ، ثمّ قال (4) : جعفر بن حيّان الصيرفي أخو هذيل. انتهى.
    وعبارته في باب أصحاب الكاظم عليه السلام مختلفة باختلاف النسخ ، فحكي عن بعضها هكذا : جعفر بن حيّان واقفي. ولكن عندنا نسختان في إحديهما (5) : جهيم بن جعفر بن حيّان واقفي.
1 ـ الشيخ في رجاله : 162 برقم 10.
2 ـ رجال الشيخ : 162 برقم 12 قال : جعفر بن نزار بن حيان [ خ. ل : جبان ] الهاشمي مولاهم الصيرفي.
3 ـ رجال الشيخ : 162 برقم 14.
4 ـ رجال الشيخ : 165 برقم 73 ، وكذلك قال في رجال البرقي : 33 : جعفر بن حيان الصيرفي أخو هذيل ، وفي نسخة : بن حبان ـ بالحاء المهملة والباء بنقطة واحدة من تحت ـ.
5 ـ رجال الشيخ في نسختنا المطبوعة : 346 برقم 6 : جهم بن جعفر بن حيان واقفي ، وفي توضيح الاشتباه : 101 برقم 425 : جهيم كزبير بن جعفر بن حيان ـ بفتح الحاء المهملة وتشديد الياء ـ واقفي قاله في الخلاصة.
    وقال في إتقان المقال : 267 : جعفر بن حيان واقفي ( ظم ) ( جخ ) ، وفي ( ق ) منه : ابن حيان الصيرفي الكوفي ثم : ابن حيان الكوفي ، والكل مهمل ، والاتحاد محتمل ، وأعلم أنّ الذي في ( ظم ) من ( جخ ) في بعض النسخ هكذا : جهم جعفر بن حيان ، وفي نسخة : جهيم ، وفي بعضها زيادة ( ابن ) قبل جعفر وهو الموافق لـ ( صه ) و ( د ) [ أي : للخلاصة ورجال ابن داود ] ، والسقط أقرب ، وحينئذ فيرتفع الاشكال السابق.
    وقال في لسان الميزان 2/115 برقم 465 : جعفر بن حيان الكوفي الصيرفي ، روى


(118)

عن جعفر الصادق [ عليه السلام ] ، روى عنه أخوه هذيل بن حيان وأبو علي الحسن بن محبوب .. وغيرهما.
    وقال في روح الجوامع المخطوط : 281 : جعفر بن حيان ثم نقل ما ذكره الشيخ في الموارد التي ذكرها المصنف قدّس سرّه ، ثم قال : وعن ( صه ) و ( د ) ، جهم بن جعفر بن حيان واقفي ، قال : ولعل ( ابن ) ساقط من نسختنا. ثم قال : أقول : هذا عجيب ، إذ في نسختي من ( جخ ) و ( ظم ) ، جهم بن أبي جهيم جعفر بن حيان واقفي .. إلى أن قال : جهيم جعفر بن سماعة واقفي ، فالغلط في نسخة العلامة بسقوط ابن أبي جهم ، ويؤيّده أنّه لم يرد جعفراً في شيء من القسمين ، ولا جهم ولا جهيم ، وإنّما قال في الثاني : جهم ـ بفتح الجيم ـ ابن جعفر بن حيان واقفي ، ولعل ذلك واضح ، وجهم جهيم لم يحكم الشيخ بوقفه ، وانما ذكر جعفراً بذلك ، وفي كتاب النهاية في كتاب الدين : وروى الحسن بن محبوب ، عن هذيل بن حيان الصيرفي قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : إنّي دفعت إلى أخي جعفر مالاً ..
    وقال في منتهى المقال : 83 [ الطبعة المحققة 2/304 برقم ( 633 ) ] : جهيم ـ بالجيم المضمومة ـ ابن جعفر بن حيان واقفي ( صه ) ( ظم ) إلاّ الترجمة.
    أقول : في نسخة من ( جخ ) كما مرّ ، لكن في نسختي من ( جخ ) : جهيم جعفر بن حيان واقفي وليس بينهما لفظة ( ابن ).
    .. هذه نبذة من كلمات الأعلام في الرجل ، أما الروايات التي ورد المترجم في سندها ففي بعضها : جعفر بن حنان ، وبعض آخر : جعفر بن حيان ، وإليك نبذة منها :
    ففي من لا يحضره الفقيه 3/115 حديث 490 : روى الحسن بن محبوب ، عن هذيل بن حنان أخي جعفر بن حنان الصيرفي قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام .. و 4/179 حديث 630 : وروى الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن جعفر بن حنان قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام ..
    وفي الكافي 5/103 حديث 2 بسنده : .. عن ابن محبوب ، عن هذيل بن حيّان أخي جعفر بن حيان الصيرفي ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام .. ، وهذه الرواية متنها مثل حديث 490 من الفقيه 3/115 مع أنّ هناك حنان مرّتين بالحاء والنون ، وهنا بالحاء والياء مرّتين. وفي الكافي 7/35 حديث 29 بسنده : .. عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن جعفر بن حيان ، قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام .. وأيضاً متن


(119)
    وفي الاُخرى عين ذلك بحذف كلمة ابن بين جهيم وجعفر ، والظاهر أنّ سقوطها من سهو الناسخ ، وأنّ الصحيح النسخة الاُولى ، وعليهما فلا يكون الواقفي هو جعفراً هذا ، بل ابنه جهيم.
    ويشهد بذلك أنّ العلّامة في الخلاصة (1) ـ أيضاً ـ ، جعل : جهيم بن جعفر بن حيّان واقفياً ، ولم يتعرض لجعفر ، وكذلك ابن داود (2). غايته ذكر
هذا الحديث مطابق لما جاء في الفقيه 4/179 حديث 630 السالف ، مع أنّ هناك حنان
ـ بالحاء والنون ـ ، وهنا بالحاء والياء ، في التهذيب 6/386 حديث 1146 : ابن محبوب ، عن هذيل بن حنان أخي جعفر بن حنان ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام ، وفي الاستبصار 2/10 حديث 25 : الحسن بن محبوب ، عن هذيل بن حنان أخي جعفر بن حنان الصيرفي قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام .. ، و 9/133 حديث 565 : أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن جعفر بن حنان قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام .. وهذه الرواية هي التي رواها في الكافي 5/103 حديث 2 بعنوان : جعفر بن حيان الصيرفي ، وأيضاً في الاستبصار 4/99 حديث 382 : ما رواه أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن جعفر بن حنان قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام ..
    أقول : وأنت ترى الاختلاف في اسمه واسم أبيه في كتب الرجال ، والاختلاف في اسم أبيه في الروايات مع الاتفاق في مضمون بعضها ، واني بعد التأمل وسبر كلمات الأعلام اطمأننت بأنّ جهم وجهيم بن أبي جهم وجهيم شخص آخر اتصل هذا العنوان بعنوان جعفر ، فظن أنّهما واحد ، نعم لم اهتد إلى ترجيح حنان ـ بالحاء والنون ـ ، على حيان ـ بالحاء والياء ـ ، مع اليقين بأنّهما واحد ، نعم ظني أنّ حيان هو الصحيح ، والله العالم ، وهو ليس بواقفي ، والواقفي الذي هو من أصحاب الكاظم عليه السلام شخص آخر لم نعثر على روايته ، فراجع وتدبر.
    وهنا لبعض المعاصرين كلام لا يستند على أصل قويم ، أعرضنا عنه خوف الاطالة ، ومنه أنّه قال في قاموسه 2/381 : قلت : الصدوق لم يذكره أصلاً .. وقد ذكرنا لك روايته في كتابيه في موارد ، فراجع.
1 ـ الخلاصة : 211 برقم 1.
2 ـ ابن داود في رجاله في القسم الثاني : 436 برقم 99.


(120)
العلّامة رحمه الله له مصغراً بضم الجيم. وذكر ابن داود له مكبراً من غير ضبط فيبقى حينئذ جعفر إماميّاً غير واقفي ، بمقتضى ما أصّلناه في المقدمات (1) من سلامة مذهب من ذكره الشيخ رحمه الله ، ولم يتعرض لمذهبه. ولكنّا لم نقف فيه على ما يدرجه في الحسان. مع أنّ الفاضل المجلسي رحمه الله ضعّفه في الوجيزة (2) ، ولعلّه لزعم كونه واقفيّاً كما هو صريح كاشف الرموز (3) ، حيث ضعف روايته معلّلاً بوجود جعفر ابن حيان الواقفي في طريقها.
    لكنّه كما ترى ، إذ لم ينصّ أحد بكونه واقفيّاً ، ورجال الشيخ رحمه الله في باب أصحاب الكاظم عليه السلام قد عرفت خلوه منه ، وإنّ المذكور فيه غيره.
    ومقتضى كلامه في باب رجال الصادق عليه السلام كونه إماميّاً ، فلم يبق منشأ لرمي كاشف الرموز إيّاه بالوقف. نعم ، تضعيف الوجيزة إياه غير مستنكر ، بعد عدم ورود مدح فيه يلحقه بالحسان.
    وما في التعليقة (4) من أنّ جعله معرفاً لأخيه هذيل ـ كما صدر من
1 ـ الفوائد الرجالية المطبوعة أول تنقيح المقال 1/205 ، الفائدة التاسعة عشر من الطبعة الحجرية.
2 ـ الوجيزة : 147 [ رجال المجلسي : 175 برقم ( 355 ) ] قال : وابن حيان : ضعيف.
3 ـ أقول : احتمل قوياً أنّ هناك لبس في الموضوع حيث إنّ رواية جابر بن حيان وردت في خصوص من اوقف أو وقف وكانت النسخة مشوشة فأوجبت لبساً لمن جاء بعده فنسب له القول بالوقف فتدبّر ، والجزائري في تكملة الرجال 1/246 نسب التضعيف لكاشف الرموز ، ولاحظ : معجم رجال الحديث 5/154 وقال في الحدائق الناضرة 22/161 عن جعفر بن حيان هذا بأنّه مجهول أو واقفي.
4 ـ التعليقة المطبوعة على هامش منهج المقال : 82 [ الطبعة المحقّقة 3/197 برقم ( 341 ) ].
تنقيح المقال ـ الجزء الخامس عشر ::: فهرس