تنقيح المقال ـ الجزء الخامس ::: 61 ـ 75
(61)
إبراهيم ـ هذا ـ أنّه : كان عبديّاً ، رأى أبا جعفر الجواد عليه السلام وروى عن أبي إبراهيم موسى عليه السلام. انتهى.
    وهو كما ترى ؛ ضرورة كونه من أصحاب الصادقين عليهما السلام على ما نصّ عليه جمع ، وروايته عن الكاظم عليه السلام ممكنة ؛ لأنّه عليه السلام ولد ـ كما مرّ (1) في المقدّمة الثانية ـ سنة مائة وثمان وأربعين ، أو إحدى وخمسين ، أو ثلاث وخمسين. ومات أبو الصباح سنة مائة وسبعين ، كما نصّ عليه ابن داود ، و .. غيره. فهو قد أدرك من زمان الكاظم عليه السلام سبع عشرة سنة ، أو تسع عشرة ، أو اثنتين وعشرين سنة. إلاّ أنّ رؤيته للجواد عليه السلام غير معقولة ، لأنّه عليه السلام ولد سنة مائة وخمس وتسعين ، ومات أبو الصباح سنة مائة وسبعين. فيكون موته قبل ولادة الجواد عليه السلام بخمس وعشرين سنة ، فلابدّ أن يكون المراد بأبي جعفر عليه السلام هو الباقر عليه السلام. ويكون التقييد بالجواد عليه السلام سهواً من قلم العلاّمة رحمه الله.
    والنجاشي أطلق أبا جعفر عليه السلام ـ كما مرّت عبارته ـ فإن أراد الباقر عليه السلام ـ كما هو الظاهر ـ فلا اعتراض عليه. و إن أراد الجواد عليه السلام ففيه ما عرفت.
    التمييز :
    روى النجاشي (2) كتابه ،عن محمّد بن عليّ ، عن عليّ بن حاتم ، عن محمّد بن
1 ـ مقدّمة تنقيح المقال ، الفوائد الرجاليّة 1 / 188 من الطبعة الحجريّة.
2 ـ النجاشي في رجاله : 16 برقم 23 طبعة المصطفوي.
    أقول : إنّ محمّد بن عليّ الّذي يروي النجاشي كتابه عنه هو محمّد بن عليّ بن شاذان أبو عبد الله القزويني ، ويحتمل أن يكون محمّد بن عليّ بن يعقوب بن إسحاق أبي قرة القناني. واُنظر صفحة : 15 من طبعة الهند.


(62)
أحمد بن ثابت القيسي ، عن محمّد بن بكر ، والحسن بن محمّد بن سماعة ، عن صفوان ، عنه.
    وفي باب الكنى من الفهرست (1) : أبو الصباح الكناني ، و (2) قال ابن عقدة : اسمه إبراهيم بن نعيم ، له كتاب ، أخبرنا به ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد ، [ عن محمّد ] بن إسماعيل (3) بن بزيع ، والحسن بن عليّ بن فضّال ، عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي الصباح.
    ورواه صفوان بن يحيى ، عن أبي الصباح. انتهى.
    وميّزه الطريحي (4) والكاظمي (5) برواية كلّ من صفوان بن يحيى ، ومحمّد بن إسماعيل بن بزيع ، ومحمّد بن الفضيل ، وعثمان بن عيسى ، وعليّ بن الحسن بن رباط ، ومحمّد بن إسحاق الخزّاز ، وظريف بن ناصح ، عنه.
    وزاد الثاني التمييز برواية : القاسم بن محمّد ، وفضالة بن أيّوب ، وعبد الله بن المغيرة الثقة ، وعليّ بن النعمان النخعي الثقة ، وعليّ بن الحكم. وبروايته هو ، عن صابر ، ومنصور بن حازم ، وعبدالله بن أبي يعفور.
1 ـ الفهرست : 216 برقم 837 ، وفي طبعة جامعة مشهد : 375 برقم 845.
2 ـ الواو زائدة ، ولم ترد في المصدر.
3 ـ في الفهرست : عن أحمد بن محمّد بن إسماعيل ، كما في المتن ، والصحيح ما أضفناه.
4 ـ في جامع المقال : 53 و136 في باب الكنى.
5 ـ في هداية المحدّثين : 12 و286 باب الكنى.


(63)
    ونقل في جامع الرواة (1) رواية هؤلاء ، عنه. وزاد رواية : سيف بن عميرة ، والحسن بن محبوب ، وحسان * ، وسلمة بن حيّان ، وأبان بن عثمان ، وعبّاد بن كثير ، وحمّاد بن عثمان ، وعبد الله بن جبلة ، و إسماعيل بن الصباح ، وجعفر بن محمّد ، وأبي أيّوب ، والحسن بن عليّ ، وأحمد بن محمّد ، ومعاوية بن عمّار ، ومحمّد بن مسلم ، وسلمة بن صاحب السابري ، ويحيى الحلبي.
    بقي هنا أمران ، ينبغي التنبيه عليهما :
    الأوّل : إنّ صاحب التكملة (2) قال : إنّه قد وردت في بعض روايات الكافي (3) ، رواية (4) إبراهيم هذا عن الأصبغ. واستبعده في مرآة العقول (5) ، حيث قال : الحديث حسن ، يمكن فيه ثبوت (6) إرسال ، إذ رواية الكناني ، عن الأصبغ ـ بغير واسطة ـ بعيدة (7). انتهى.
    وهو كذلك ؛ لأنّ الأصبغ من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام ، والكناني من أصحاب الباقر والصادق عليهما السلام ويبعد ملاقاتهما (8). انتهى ما في التكملة.
1 ـ جامع الرواة 1 / 36. خ. ل : حنان. [ منه ( قدّس سرّه ) ] .
2 ـ تكملة الرجال 1 / 100.
3 ـ الكافي ( الروضة ) 8 / 157 حديث 148.
4 ـ في المصدر : روايته.
5 ـ مرآة العقول 26 / 14 حديث 148.
6 ـ في المصدر : شوب ، بدلاً من ثبوت.
7 ـ في مرآة العقول : بعيد ـ بدون تاء ـ.
8 ـ جاء في آخر الأقتباس في المصدر : كما لا يخفى.


(64)
    وأقول : هما لم يتلاقيا قطعاً ؛ لأنّ أبا الصباح قد ولد في حدود المائة ـ كما مرّ ـ والأصبغ لم يبق إلى وقعة الطفّ ـ الواقعة في سنة الستّين ـ فلا تذهل.
    الثاني : إنّ محمّد بن الفضيل ، الّذي يروي عن أبي الصباح ـ هذا ـ مشترك بين محمّد بن الفضيل بن غزوان ، ومحمّد بن الفضيل بن كثير. وقال التفرشي (1) في حاشية ترجمة محمّد بن الفضيل بن كثير ، ما لفظه : الظاهر أنّ محمّد بن الفضيل الّذي روى عن أبي الصباح الكناني ، وروى عنه الحسين بن سعيد كثيراً ، هو هذا ، لا محمّد بن [ الفضيل بن ] غزوان الثقة ، لأنّه من أصحاب الصادق عليه السلام ، كما لا يخفى. وكيف كان ، فقد ضعّف المحقّق في نكت النهاية ، في بحث العدد ، محمّد بن الفضيل الّذي روى عن أبي الصباح الكناني. انتهى ما في حاشية النقد من مصنّفه.
    وذلك ينافي ما احتمله ـ هنا ـ من كون محمّد بن الفضيل ـ هذا ـ هو : محمّد بن القاسم بن الفضيل الثقة ؛ لأنّ الشيخ الصدوق محمّد بن عليّ بن بابويه روى كثيراً في الفقيه ، عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي الصباح الكناني. ثمّ قال في مشيخته (2) : .. وما كان فيه عن محمّد بن القاسم بن الفضيل البصري صاحب الرضا عليه السلام فقد رويته عن .. فلان عن فلان .. إلى آخره. ولم يذكر في المشيخة طريقه إلى محمّد بن الفضيل أصلا ، إلاّ أن يقال : إنّ الشيخ الصدوق رحمه الله لم يذكر في المشيخة طريقه إلى محمّد بن الفضيل ، كما لم يذكر طريقه إلى أبي الصباح الكناني و .. غيره ، مع أنّ روايته في الفقيه عنه كثيرة ، والله أعلم. انتهى.
1 ـ في نقد الرجال : 328 برقم 643 [ المحقّقة 4 / 297 الهامش برقم ( 9 ) ] .
2 ـ مشيخة من لا يحضره الفقيه 4 / 91.


(65)
    وأقول : لازم الجمع بين كلاميه ، اشتباه الأمر في المقصود بمحمّد بن الفضيل ، الّذي روى عن أبي الصباح. فيلزم الوقوف في الموارد الجزئية الشخصيّة * ،
تنبيه
    روى الكليني رضوان الله تعالى عليه في روضة الكافي 8 / 157 حديث 148 بسنده : .. عن يونس ، عن أبي الصباح الكناني ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام ..
    واستبعد المجلسي رحمه الله في مرآة العقول 8 / 60 برقم 6 ذلك ، فقال : الحديث حسن يمكن فيه ثبوت إرسال إذ رواية الكناني عن الأصبغ بغير واسطة بعيد. ذكر ذلك في التكملة 1 / 100 ، ثمّ قال صاحب التكملة : وهو كذلك ؛ لأنّ الأصبغ من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام ، والكناني من أصحاب الباقر والصادق عليهما السلام ويبعد ملاقاتهما كما لا يخفى.
    أقول : ما أفاده العلاّمة المجلسي والكاظمي رحمهما الله في محلّه إلاّ أنّ الّذي يرفع هذا الاستبعاد أنّ ابن حجر في تقريب التهذيب 1 / 81 برقم 613 قال : أصبغ بن نباتة التميمي الحنظلي ، الكوفي ، يكنّى أبا القاسم ، متروك ، رمى بالرفض من الثالثة ، فجعله ممّن عمّر إلى ما بعد المائة الهجريّة ، وولادة الباقر عليه السلام سنة 57 أو سنة 59 وتصديه للإمامة الإلهية من سنة 95 إلى سنة 116 ، وأمّا أبو الصباح الكناني فقد مات سنة 170 على نقل ابن داود رحمه الله.
    وهناك ما يشير إلى إمكان بقاء الأصبغ إلى زمن الباقر أو السجّاد عليهما السلام فقد روى الكشّي في رجاله في ترجمة محمّد بن الفرات بن الأحنف : 221 برقم 396 بسنده : .. عن جعفر بن فضيل قال : قلت لمحمّد بن فرات : لقيت أنت الأصبغ ؟ قال : نعم لقيتـه مع أبي ، فرأيته شيخاً أبيض الرأس واللحية طوالا ، قال له أبي : حدّثنا بحديث سمعته من أمير المؤمنين عليه السلام .. إلى أن قال : فسمعت هذا الحديث أنا وأبي من الأصبغ بن نباتة ، قال : فمـا مضى بعـد ذلك إلاّ قليل حتّى توفّي رحمة الله عليه.
    وفرات بن الأحنف عدّه الشيخ رحمه الله في رجاله : 99 برقم 1 من أصحاب السجّاد عليه السلام ، وفي صفحة : 133 برقم 6 من أصحاب الباقر عليه السلام ، وفي صفحة : 273 برقم 39 من أصحاب الصادق عليه السلام ، ومن هنا يتّضح أنّ الأصبغ أدرك زمن السجّاد عليه السلام ، وعليه من التأمّل في جميع ما نقلناه يتّضح إمكان رواية أبي الصباح عن الأصبغ ، فتأمّل.


(66)
وتشخيص الواسطة (*).
حصيلة البحث
    ظهر ممّا ذكر أنّ المترجم أدرك زمان الباقر والصادق والكاظم عليهم السلام ، ولم يدرك زمان الجواد عليه السلام ، وظهر أنّ روايته عن الأصبغ بن نباتة ممكنة ، واتّفاق علماء الجرح والتعديل على وثاقته وجلالته يوجب الحكم عليه بالوثاقة ، فهو ثقة جليل ، ورواياته من جهته صحاح ، والرواية له الذامّة لا يمكن تصديقها ، بالإضافة إلى ضعف سندها ، فهو ثقة بالاتفاق ، فتفطّن.

[ 616 ]
    ذكره الشيخ الطوسي في تهذيبه 6 / 333 حديث 925 بسنده : .. عن محمّد بن عليّ بن محبوب ، عن إبراهيم النهاوندي ، عن السياري ، عن ابن جمهور وغيره من أصحابنا ، قال : .. وعنه وسائل الشيعة 17 / 196 حديث 22338 مثله.
    أقول : الظاهر أنّ هذا هو أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الأحمري النهاوندي.
حصيلة البحث
إذا ثبت اتّحاده فله حكمه ، و إلاّ فهو مجهول ، والراجح عندي اتّحادهما.


(67)
[ 617 ]
    الضبط :
    قد مرّ (1) ضبط الخارقي في : إبراهيم الخارقي.
    الترجمة :
    لم نقف من حاله إلاّ على عدّ الشيخ رحمه الله (2) له من أصحاب الصادق عليه السلام.
    وظاهره كونه إماميّاً.
    واحتمل بعض الأواخر كونه إبراهيم الخارقي ـ المتقدّم ـ ، كما احتمل في إبراهيم بن زياد الخارقي كونه ذلك.
    وعلى كلّ حال ؛ فلا ثمرة للنزاع ؛ لأنّ إبراهيم الخارقي ، و إبراهيم بن زياد الخارقي ، و إبراهيم بن هارون الخارقي ، كلّهم مجاهيل (*).
1 ـ في صفحة : 391 من المجلّد الثالث.
2 ـ الشيخ في رجاله : 146 برقم 68.
حصيلة البحث
    العنوانات المذكورة أشرنا إلى جهالتهم في ترجمتهم ، وقلنا إنّ إبراهيم بن المخارقي المتقدّم ذكره إن كان هو الصحيح يُعدّ حسناً ، والله العالم. وأمّا إبراهيم بن هارون المعنون فلم أجد في المعاجم الرجاليّة والحديثيّة من أعرب عن حاله ، فهو مجهول حاله ، بل مجهول موضوعاً وحكماً.


(68)

[ 618 ]
    قد مرّ تحقيقة في : إبراهيم بن مروان بن محمّد الخوزي ، فراجع.

[ 619 ]
    جاء في كتاب التوحيد للشيخ الصدوق : 157 باب 15 حديث 3 قال : ما حدّثنا به إبراهيم بن هارون الهيتي بمدينة السلام ، قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن أبي الثلج ..
    وفيه صفحة : 158 حديث 4 : حدّثنا إبراهيم بن هارون الهيتي ، قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن أبي الثلج ..
    وفي معاني الأخبار : 15 باب معاني ألفاظ وردت في الكتاب حديث 7 : حدّثنا إبراهيم بن هارون الهيسي ( الهيتي ) بمدينة السلام ، قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن أبي الثلج .. إلى آخره.
    وفيه صفحة : 101 حديث 3 : حدّثنا إبراهيم بن هارون العبسيّ ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ..
    وفي علل الشرائع 1 / 208 حديث 11 : حدّثنا إبراهيم بن هارون الهاشمي ، قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن أبي الثلج ..
    وعن التوحيد والمعاني في بحار الأنوار 4 / 15 حديث 4 وفيه : إبراهيم بن هارون الهيستي. وكذلك بحار الأنوار 16 / 355 حديث 42 وفيه : إبراهيم بن هارون الهيتي.
    وكذلك في بحار الأنوار 23 / 306 حديث 3 وفيه : إبراهيم بن هارون الهيبستي.
    وعن العلل في بحار الأنوار 15 / 7 حديث 7 وفيه : إبراهيم بن هارون.
    وعن المعاني في بحار الأنوار 25 / 141 حديث 13 وفيه : إبراهيم بن هارون العبسي.
    وعن العلل في بحار الأنوار 35 / 34 حديث 32 وفيه : إبراهيم بن هارون الهيثمي.
    وجاء في خاتمة مستدرك الوسائل 23 / 466 رقم 1 تحت عنوان : إبراهيم بن هارون الهيبستي.
    أقول : أكثر الموارد المذكورة الحديث متّحد المتن ، و إنّما الإختلاف في أنّه هيتي أو عبسي أو غيره ، فتفحّص.
حصيلة البحث
المعنون من أهل هيت بلدة في العراق ، وشيخوخته للشيخ الصدوق رحمه الله تعالى توجب عـدّه حسناً أقلاًّ إن كان إماميّاً.


(69)
[ 620 ]
    الضبط :
    العَبّاسي : بفتح العين المهملة ، ثمّ الباء الموحّدة ، والألف ، والسين المهملة ، والياء ، نسبة إلى العبّاسية ، بلدة بمصر في شرقها على خمسة عشر فرسخاً من
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 369 برقم 27 ، نقد الرجال : 15 برقم 129 [ المحقّقة 1 / 94 برقم ( 157 ) ] ، منهج المقال : 29 ، مجمع الرجال 1 / 79 ، رجال ابن داود : 365 و 524 برقم 529.


(70)
القاهرة (1) ، سمّيـت بـ : عبّاسة بنت أحمد بن طولون. والمعروف الآن : العبّاسة ـ من غير ياء ـ ، ومنها : الأمير محمّد بن محمّد بن أحمد بن عبد الوهاب العبّاسي.
    وقد يطلق العبّاسي على المنتسب إلى العبّاس عمّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ويتميّز بالقرينة.
    الترجمة :
    لم أقف فيه إلاّ على عدّ الشيخ رحمه الله إيّاه من رجال الرضا عليه السلام (2).
    وظاهره كونه إماميّاً ، إلاّ أنّ حاله مجهول.
    وقال في النقد (3) : لم أجده في كتب الرجال والأخبار ، ويحتمل أن يكون هذا هو المذكور في رجال النجاشي ، وابن داود ، بعنوان : هاشم بن إبراهيم العبّاسي ، الّذي هو من أصحاب الرضا عليه السلام. انتهى.
    وقال الوحيد (4) ـ بعد نقله ـ : إنّه لا يخلو من قرب ، وسيجيء أنّه : هشام بن
1 ـ قال في مراصد الاطّلاع 2 / 913 : العبّاسة تأنيث العبّاس : بليدة أوّل ما يلقى القاصد إلى مصر من الشام من ديار مصر ، بينها وبين القاهرة خمسة عشر فرسخاً ، كان يقال لها : قصر عبّاسة ـ فحذف لفظة قصر ـ. ثمّ قال : العبّاسيّة منسوب إلى العبّاس : في عدّة مواضع.
    ثمّ ذكر المواضع الّتي يطلق عليها العبّاسية ، ويتّضح منه أنّ الصحيح أن يقال : العبّاسة لا العبّاسية.
2 ـ رجال الشيخ الطوسي رحمه الله : 369 برقم 27.
3 ـ نقد الرجال : 15 برقم 129 [ المحقّقة 1 / 94 برقم ( 157 ) ] .
4 ـ في تعليقته المطبوعة على هامش منهج المقال : 29 ، وعدّه في ملخّص المقال في قسم


(71)
إبراهيم. انتهى.
    وما استقربه بعيد جدّاً. وكيف يراد هشام بن إبراهيم العبّاسي ، ويذكر بدله إبراهيم بن هاشم العبّاسـي ؟! فالالتزام بجهالته أهون من هـذا الاحتمال *.
المجاهيل ، وذكره في منهج المقال : 29 عن رجال الشيخ رحمه الله ، ولكن القهپائي في تعليقه على مجمع الرجال 1 / 79 ، قال ـ معلّقاً على المتن ـ : الّذي يظهر أنّه من رواة الرضا عليه السلام هو العبّاسي المشرقي ، وهو هشام أو هاشم بن إبراهيم العبّاسي البغدادي الكرخي ، وسيجيء عن النجاشي والكشّي ، ففي ما جرى على قلم الشيخ قدّس سرّه أو قلم الناسخ سهو ظاهر بالتقديم والتأخير لا يخفى ، ولا يمكن إصلاحه أصلا ، وصرّح بما قلناه الكشّي مكرّراً والنجاشي أيضاً على ما سيجيء ، فليراجع وتأمّل. ويحتمل أن اتبع الشيخ غيره في هذا ، ولا ريب أنّ الحقّ هو المتّبع لا غير ، والحمد لله ـ ع عفي عنه.
    وفي المتن هكذا : إبراهيم بن هاشم العبّاسي وسيذكر إن شاء الله تعالى عن ( جش ) بعنوان : هاشم ، وعن ( كش ) بعنوان : هشام بن إبراهيم ، وهو الصواب.
    وابن داود في رجاله لم يعنونه إلاّ بعنوان : هاشم بن إبراهيم العبّاسي في القسم الأوّل : 365 ، وبعنوان هشام بن إبراهيم العبّاسي صاحب يونس في القسم الثاني : 524 برقم 529 ، وكأن ابن داود رأى أنّ إبراهيم بن هاشم العبّاسي سهو من الشيخ رحمه الله فلم يعنونه ، كما وأنّ القهپائي صرّح بأنّ الصحيح هشام بن إبراهيم ، وأنّ قلم الشيخ رحمه الله سها في عنوانه بـ : إبراهيم بن هاشم العبّاسي.
    وعلى كلّ حال ، فإن كان عنوان الشيخ رحمه الله للمترجم سهواً ـ كما في المجمع للقهپائي ـ فهو هاشم أو هشام المترجم في حرف الهاء ، فراجع ، و إلاّ يكون مجهول الحال.
(*)
حصيلة البحث
المعنون غير متضح الحال موضوعا و حكما.


(72)
[ 621 ]
     [ الترجمة : ]
    قد عدّه الشيخ رحمه الله في رجاله (1) من أصحاب الرضا عليه السلام ،
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 369 برقم 30 ، رجال النجاشي : 130 برقم 17 ، الخلاصة : 4 برقم 9 ، رجال ابن داود : 20 برقم 43 ، نقد الرجال : 15 برقم 130 [ المحقّقة 1 / 94 برقم ( 158 ) ] ، ملخّص المقال في قسم الحسان ، فهرست الشيخ : 27 برقم 6 ، تكملة الرجال 1 / 104 ، الوسيط المخطوط : 16 من نسختنا ، مجمع الرجال 1 / 80 ، جامع الرواة 1 / 38 ، حاوي الأقوال 1 / 138 برقم ( 22 ) [ المخطوط : 180 برقم 903 ] ، وسائل الشيعة 20 / 124 برقم 49 ، منتهى المقال : 28 [ المحقّقة 1 / 213 ـ 218 برقم ( 92 ) ] ، منهج المقال : 29 ، إتقان المقال : 158 ، معراج أهل الكمال المخطوط : 87 من نسختنا [ المحقّقة : 86 برقم ( 29 ) ] ، شرح مشيخة من لا يحضره الفقيه للمجلسي الأوّل المخطوط : 11 من نسختنا ، روضة المتّقين 14 / 23 ، ورجال السيّد بحر العلوم : 1 / 445 ، حواشي الشهيد الثاني على الخلاصة : 6 ، الرواشح السماوية : 146 ، الوجيزة : 143 [ رجال المجلسي : 146 برقم ( 52 ) ] ، الشهيد الثاني في المسالك 2 / 14 ، تفسير عليّ بن إبراهيم القمّي 1 / 4 ، فلاح السائل : 146 ، تعليقة التفريشي على الصحيفة السجّادية ، والتذكرة 2 كتاب الهبة ، المختلف 2 / 29 ، الدروس : 238 ، جامع المقاصد وغاية المراد كتاب النذور ، المسالك 1 / 79 ، الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية 2 / 26 الطبعة الحجريّة ، حواشي الارشاد للشهيد الثاني ، قواعد العلاّمة كتاب الزكاة ، المناهج السوية للفاضل الهندي ، المدارك : 33 ، الفقيه قسم المشيخة 4 / 125 ، منتقى الجمان 2 / 201 ، كامل الزيارات : 24 باب 6 حديث 1 ، لسان الميزان 1 / 118 برقم 367 ، معجم رجال الحديث 1 / 174 و316 ، 21 / 15، 22 / 93.
1 ـ رجال الشيخ الطوسي رحمه الله : 369 برقم 30.


(73)
وقال : إنّه تلميذ يونس بن عبدالرحمان. انتهى.
    وكنيته على ما في كلام النجاشي (1) ، والخلاصة (2) ، وابن داود (3) ، و .. غيرهم (4) : أبو إسحاق.
    وصرّحوا أيضاً هؤلاء بأنّ : أصله كوفيّ ، انتقل إلى قمّ.
    كما صرّحوا ـ كالشيخ في رجاله ـ بأنّه تلميذ يونس بن عبدالرحمان.
    وقال في الفهرست (5) : إبراهيم بن هاشم رضي الله عنه أبو إسحاق القمّي ، أصله من الكوفة ، وانتقل إلى قمّ ، وأصحابنا يقولون : إنّه أوّل من نشر حديث الكوفيّين بقمّ ، وذكروا أنّه لقي الرضا عليه السلام ، والّذي أعرف من كتبه كتاب النوادر ، وكتاب القضايا لأمير المؤمنين عليه السلام (6). انتهى.
    وقال النجاشي (7) : قال أبو عمرو الكشّي : تلميذ يونس بن عبدالرحمان ، من
1 ـ رجال النجاشي : 13 برقم 17.
2 ـ الخلاصة : 4 برقم 9.
3 ـ رجال ابن داود : 20 برقم 43.
4 ـ كما في نقد الرجال ، وملخّص المقال في قسم الحسان ، والفهرست ، والتكملة ، والوسيط المخطوط باب الالف من نسختنا ، ومجمع الرجال ، وجامع الرواة ، ولسان الميزان ، والحاوي ، ورجال الوسائل ، ومنتهى المقال ، ومنهج المقال .. وغيرها.
5 ـ الفهرست : 27 برقم 6.
6 ـ في المصدر : قضايا أمير المؤمنين عليه السلام.
7 ـ رجال النجاشي : 13 برقم 17.
    وفي لسان الميزان 1 / 118 برقم 367 قال : إبراهيم بن هاشم بن الخليل أبو إسحاق القمّي ، أصله كوفي ، وهو أوّل من نشر حديث الكوفيين بقمّ ، قال أبو الحسن بن بابويه في تاريخ الري : وقدم الري مجتازاً ، وأدرك محمّد بن عليّ الرضا [ عليه السلام ] ولم يلقه ، روى عن أبي هدبة الراوي عن أنس ، وعن غيره من أصحاب جعفر الصادق [ عليه السلام ] منهم حمّاد بن عيسى غريق الجحفة ، روى عنه ابنه عليّ ، ومحمّد بن يحيى العطّار ، وجعفر الحميري ، وأحمد بن إدريس ، وغيرهم.
    أقول : قوله : ( ولم يلق محمّد بن عليّ عليهما السلام ) خطأ ظاهر لأنّه ثبت أنّه لقيه وروى عنه عليه السلام.


(74)
أصحاب الرضا عليه السلام ، هذا قول الكشّي ، وفيه نظر.
    وأصحابنا يقولون : أوّل من نشر حديث الكوفيين بقمّ هو ، له كتب ، منها : النوادر ، وكتاب قضايا أمير المؤمنين عليه السلام. انتهى ما أهمّنا من كلام النجاشي.
    ولم أفهم أنّ نظره في كونه من أصحاب الرضا عليه السلام أو فيه (1) ، وفي كونه تلميذ يونس بن عبدالرحمن ، كما لم أفهم وجه نظره ، فإنّ كلاًّ من كونه تلميذ يونس (2) ، وكونه من أصحاب الرضا عليه السلام ممّا صرّح به جمع (3) ، ولا وجه للمناقشة فيه.
    وعلى كلّ حال ؛ فإن أراد الأوّل أمكن كون وجه نظره شيئاً من أمرين :
    أحدهما : إنّ الحكم بكونه تلميذ يونس بن عبدالرحمن ينافي ما ذكروا من نشره أخبار الكوفيين بقمّ ، لكون يونس مطعوناً فيه عند القمّيين ، كما يظهر ممّا ذكره شيخ الطائفة في رجاله من أصحاب مولانا الكاظم عليه السلام في ترجمة
1 ـ في الطبعة الحجريّة ـ أو قيه ـ.
2 ـ صرّح بكونه تلميذ يونس جمع منهم : الشيخ في رجاله : 369 برقم 30 : إبراهيم بن هاشم القمّي تلميذ يونس بن عبدالرحمن ، وابن داود في رجاله : 20 برقم 43 ، والعلاّمة في الخلاصة : 4 برقم 9. وتبع هؤلاء غيرهم من علمائنا الرجاليين.
3 ـ في الفهرست : 27 برقم 6 : وذكروا أ نّه لقي الرضا عليه السلام ، وكذا قاله في الخلاصة : 4 برقم 9.
    وعدّه الشيخ في رجاله : 369 برقم 30 من أصحاب الرضا عليه السلام .. وغيرهم.


(75)
يونس قال (1) : ضعّفه القميّون. انتهى.
    وفي أصحاب مولانا (2) الرضا عليه السلام : طعن عليه القميّون. انتهى.
    والظاهر أنّ مطعونية الأستاد عند أهل الحديث لا يلائم قبول الأحاديث من تلميذه ، المستفاد من قولهم : إنّه أوّل من نشر أحاديث الكوفيّين بقمّ.
    فقوله : وأصحابنا يقولون .. إشارة إلى وجه النظر.
    وأنت خبير بما فيه ؛ ضرورة أنّ منافاة قبولهم لرواياته ، لطعنهم في يونس ، كما يرتفع بإنكار كونه تلميذ يونس ، فكذا يرتفع لشدّة وثوقهم بالتلميذ ، وتحقّق عدالته عندهم على وجه تقبل روايته حتّى عن المطعون فيه ، لكشف تقواه عن صحّة الخبر عنده ، فكون أستاده مطعوناً فيه يقوّي عدالته ووثاقته عندهم ، ولا يثبت انتفاء التّلمّذ.
    ثانيهما : إنّ مقتضى كونه من تلامذته ، هو كون روايته عنه بغير واسطة. ومقتضى التتبّع في الكافي و .. غيره روايته عن يونس بواسطة كثيراً ، مثل روايته عن إسماعيل بن مرّار في باب استبراء الحائض (3) ، وفي باب المرأة ترى الدّم وهي جنب (4) في أسانيد متعدّدة ، وروايته عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، في
1 ـ رجال الشيخ : 364 برقم 11 بلفظه.
2 ـ رجال الشيخ : 394 برقم 2.
3 ـ راجع الكافي 3 / 80 حديث 1 : عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن إسماعيل بن مرار وغيره ، عن يونس ، عمّن حدّثه ، عن أبي عبدالله عليه السلام ..
4 ـ في الكافي 3 / 83 حديث 2 : عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليه السلام .. وحديث 3 : عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن إسماعيل بن مرار ، عن يونس ، عن سعيد بن يسار قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام..
تنقيح المقال ـ الجزء الخامس ::: فهرس