تنقيح المقال ـ الجزء الخامس ::: 46 ـ 60
(46)
من باب الاستدلال للجلي بالأخفى منه.
    التمييز :
    ميّزه الطريحي (1) ، والكاظمي (2) رحمهما الله برواية جعفر بن بشير ، عنه.
    وروى في الفهرست (3) كتابه ، عن جمع من أصحابنا ، عن أبي محمّد هارون ابن موسى التلعكبري ، عن أبي محمّد عليّ (4) بن همام ، عن حميد بن زياد ، عن القسم [ القاسم ] بن إسماعيل ، عن جعفر بن بشير ، عنه.
    وروى النجاشي (5) كتابه : عن أحمد بن عبدالواحد ، عن عليّ بن حبشـي ، عن حميد بن زياد ، عن أبي القاسم (6) بن إسماعيل ، عن جعفر بن بشير ، عنه.
1 ـ في جامع المقال : 53 : وأنّه ابن نصر الثقة برواية جعفر بن بشير عنه ورواية القاسم بن إسماعيل عنه.
2 ـ في هداية المحدّثين : 12.
3 ـ الفهرست : 32 برقم 18 ، وفي طبعة جامعة مشهد : 18 ـ 19 برقم 29.
4 ـ كذا ، وفي المصدر : عن أبي عليّ محمّد ، وهو الصحيح ، وهو أبو عليّ البغدادي الكاتب الإسكافي شيخ أصحابنا ومتقدّمهم ، له منزلة عظيمة، كثير الحديث ، جليل القدر ، ثقة ..
5 ـ النجاشي في رجاله : 17 برقم 27 ، طبعة المصطفوي ، وفي طبعة الهند : 16.
6 ـ في طبعة المصطفوي توجد زيادة ( أبي ) والصحيح حذفها ، وهو : القاسم بن إسماعيل ، فراجع.
حصيلة البحث
    إنّ اتفاق خبراء الفنّ على وثاقة المترجم من دون غمز فيه يلزمنا الحكم بوثاقته ، فهو ثقة جليل ، ورواياته من جهته صحاح ، فتفطّن.


(47)
[ 610 ]
    الضبط :
    نُصَيْر : بضمّ النون ، وفتح الصاد المهملة ، وسكون الياء المثنّاة من تحت ، بعدها راء مهملة.
    والكشِّي : بالكاف المفتوحة ، ثمّ الشين المشدّدة المكسورة ، ثمّ ياء النسبة ، نسبة إلى قرية بجرجان ، على ثلاثة فراسخ منها (1).
    وجُرجان : بضمّ أوّله ، بلدة معروفة بين طبرستان وخراسان.
    الترجمة :
    قال الشيخ رحمه الله في باب من لم يرو عنهم [ عليهم السلام ] من رجاله (2) : إبراهيم بن نصير الكشّي ، ثقة ، كثير الرواية.
    وفي الفهرست (3) : له كتاب.
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 239 برقم 14 ، فهرست الشيخ : 33 برقم 28 ، الخلاصة : 7 برقم 27 ، حاوي الأقوال 1 / 136 برقم 20 من الطبعة المحقّقة [ المخطوط : 13 برقم ( 20 ) ] ، الوجيزة : 143 [ رجال المجلسي : 146 برقم 51 ] ، وسائل الشيعة 20 / 123 برقم 47 ، رجال الشيخ الحرّ المخطوط : 5 من نسختنا ، إتقان المقال : 9 ، ملخّص المقال في قسم الصحاح ، مجمع الرجال 1 / 76 ، رجال ابن داود : 19 برقم 40 ، نقد الرجال : 15 برقم 125 [ المحقّقة 1 / 92 برقم ( 153 ) ] ، منهج المقال : 28 ، منتهى المقال : 27 [ المحقّقة 1 / 210 برقم ( 89 ) ] ، جامع الرواة 1 / 36 ، رجال الكشّي : 25 برقم 50.
1 ـ راجع مراصد الاطّلاع 3 / 1167 ، ومعجم البلدان 4 / 462.
2 ـ رجال الشيخ الطوسي رحمه الله : 439 برقم 14 قال : إبراهيم بن نصير ثقة مأمون كثير الرواية .. وقد سقط من قلم الناسخ : ( مأمون ).
3 ـ الفهرست : 33 برقم 28 الطبعة الحيدريّة ، وفي طبعة جامعة مشهد : 19 برقم 30 وفي الطبعة المرتضويّة : 9 برقم : 18.


(48)
    وقال العلاّمة في القسم الأوّل من الخلاصة (1) أنّه : ثقة ، مأمون ، كثير الرواية ، لم يرو عن الأئمّة عليهم السلام.
    وقد وثّقه في الحاوي (2) ، والوجيزة (3) ، والبلغة (4) ، ورجال الوسائل (5) ، و .. غيرها (6) أيضاً.
    ونقل في الحاوي (7) اعتماد الكشّي عليه في كتابه ، فوثاقته لا شبهة فيها.
    التمييز :
    قد روى الشيخ رحمه الله ( 8 ) كتاب إبراهيم هذا عن أحمد بن عبدون ، عن
1 ـ الخلاصة : 7 برقم 27.
2 ـ حاوي الأقوال 1 / 136 برقم 20 من الطبعة المحقّقة [ المخطوط : 13 برقم ( 20 ) ] .
3 ـ الوجيزة : 143 [ رجال المجلسي : 146 برقم 51 ] .
4 ـ بلغة المحدّثين : 326 برقم 3.
5 ـ وسائل الشيعة 20 / 123 برقم 47 ، وفي رجاله المخطوط : 5 من نسختنا قال : ثقة مأمون.
6 ـ وثّقه جمع كبير من علماء الرجال ، فمنهم في معراج أهل الكمال : 85 برقم 28 من الطبعة المحقّقة [ المخطوط : 86 من نسختنا ] ، وتوضيح الاشتباه : 20 برقم 63 ، و إتقان المقال : 9 ، وملخّص المقال : 30 ، ومجمع الرجال 1 / 76 ، ورجال ابن داود : 19 برقم 40 ، ونقد الرجال : 15 برقم 125 [ المحقّقة 1 / 92 برقم ( 153 ) ] ، وجامع الرواة 1 / 36 ، ومنهج المقال : 28 ، ومنتهى المقال : 27 [ المحقّقة 1 / 210 برقم ( 89 ) ] .
7 ـ حاوي الأقوال 1 / 136 برقم 20 من المطبوع [ المخطوط : 13 برقم 20 ] .
    أقول : لابدّ وأن يعتمد على المترجم ؛ لأنّ المترجم من مشايخ الكشّي هو وأخوه حمدويه ، وهما ابنا نصير ابن شاهي الكشّي ، كما صرّح بذلك الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم عليهم السلام : 463 برقم 9 في ترجمة أخيه حمدويه.
    وقد روى الكشّي في رجاله عن المترجم في صفحة : 17 برقم 41 قال : حمدويه و إبراهيم ابنا نصير ، قالا : حدّثنا .. وفي صفحة : 25 برقم 50 ، وصفحة : 26 برقم 51 ، وصفحة : 30 برقم 58 .. إلى أكثر من اثني عشر مورداً ، فشيخوخة المترجم للكشّي صاحب الرجال ، واعتماده على المترجم ممّا لا يعتريه شكّ.
8 ـ في الفهرست : 33 برقم 28.


(49)
أبي طالب الأنباري ، عن حميد بن زياد ، عن القاسم بن إسماعيل ، عنه.
حصيلة البحث
    إنّ تصريح الشيخ رحمه الله تعالى ومن تبعه بوثاقة المترجم له وشيخوخته لمثل الكشّي العلاّمة الخبير الثقة واعتماده عليه يوجب كلّ ذلك الجزم بوثاقته وجلالته وعدّ رواياته صحيحة من جهته.

[ 611 ]
    جاء في طبّ الأئمّة : 124 بسنده : .. أبو عتاب عبدالله بن بسطام ، قال : حدّثني إبراهيم بن النضر من ولد ميثم التمّار بقزوين ونحن مرابطون عن الأئمّة بها ..
    وعنه في بحار الأنوار 13 / 118 حديث 19 و 62 / 249 حديث 12.
حصيلة البحث
    لم نعثر عليه في مصادرنا الرجاليّة ، فهو مهمل.

[ 612 ]
    جاء في مكارم الأخلاق : 191 وفي الطبعة الجديدة 1 / 416 حديث 1412 وفيه : عن إبراهيم بن نظام قال : أخذني اللصوص ..
    وعنه في مستدرك وسائل الشيعة 16 / 321 حديث 20028 ، ولكن فيه : عن إبراهيم بن بسطام. والظاهر أنّه الصحيح.
حصيلة البحث
    المعنون لم يذكر في المعاجم الرجاليّة ، فهو مهمل.

[ 613 ]
    جاء بهذا العنوان في سند عدّة روايات ؛ منها ما في التهذيب 6 / 260 حديث 690 بسنده : .. عن الحسن بن محبوب ، عن إبراهيم بن نعيم


(50)
[ 614 ]
     [ الترجمة : ]
    لم أقف فيه إلاّ على عدّ الشيخ رحمه الله له في رجاله (1) من أصحاب الصادق عليه السلام.
الأزدي قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام .. إلى آخره ، وفيه 6 / 282 حديث 776 بسنده : .. عن عبّاد بن كثير ، عن إبراهيم بن نعيم ، عن أبي عبد الله عليه السلام .. وفي 10 / 311 حديث 1160 : الحسن بن محبوب ، عن إبراهيم بن نعيم الأزدي قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام ..
    وفي الاستبصار 3 / 35 باب 19 حديث 118 بسنده : .. قال : عن عبّاد بن كثير ، عن إبراهيم بن نعيم ، عن أبي عبد الله عليه السلام ..
    وفي الكافي 7 / 366 حديث 3 : ابن محبوب ، عن إبراهيم بن نعيم الأزدي ،قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام .. ، وفي صفحة : 384 حديث 5 : ابن محبوب ، عـن إبراهيـم بن نعيم الأزدي قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام ..
    فاتّضح من هذه الأسانيد أنّ الّذي يروي عن المعنون هو : الحسن بن محبوب ، وعبّاد بن كثير ، وهو يروي عن الصادق عليه السلام.
حصيلة البحث
    لم يعنونه أحد من أرباب الجرح والتعديل ، فينبغي عدّه مهملا ، إلاّ أنّ رواية الحسن بن محبوب عنه ربّما تشير إلى حسنه.
1 ـ رجال الشيخ : 144 برقم 37.
    وذكره في نقد الرجال : 15 برقم 126 [ المحقّقة 1 / 92 برقم ( 154 ) ] ، ومجمع الرجال 1 / 76 ، وجامع الرواة 1 / 36 وغيرهم ، والجميع اكتفوا بنقل عبارة رجال الشيخ من دون زيادة.
    وقال بعض المعاصرين في قاموسه 1 / 219 ـ 220 : إنّ المعنون هو إبراهيم بن نعيم الأزدي ورد في باب : البيّنات من التهذيب وباب : إذا شهد على أمرأة أربعة بالزنا من الاستبصار ، ولا شاهد بكونه أزدياً.


(51)
وظاهره كونه إماميّاً ، إلاّ أنّ حاله مجهول.
     [ الضبط : ]
    ولم أعلم أنّ نعيم مكبّر بفتح النون ، أو مصغّر مثل نعيم الآتي (*).

[ 615 ]
    الضبط :
    نُعَيم ـ مصغّراً ـ : بضمّ النون ، وفتح العين المهملة ، وسكون الياء المثنّاة ، ثمّ الميم.
(*)
حصيلة البحث
    لم يذكر أرباب الجرح والتعديل ما يوضّح حاله فهو ممّن لم يبيّن حاله.
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 102 برقم 2 ، تعليقة الوحيد المطبوعة على هامش منهج المقال : 28 [ المحقّقة 1 / 211 برقم ( 90 ) ] ، رسالة شيخنا المفيد رحمه الله في زيادة ونقص هلال شهر رمضان المطبوعة ضمن مجموعة مؤلّفاته المجلّد التاسع ، الرسالة السابعة ، رجال النجاشي : 16 برقم 33 ، رجال الكشّي : 351 برقم 658 ، الخلاصة : 3 برقم 1 ، الوجيزة : 143 [ رجال المجلسي : 146 برقم 52 ] ، حاوي الأقوال 1 / 136 برقم 21 [ المخطوط : 14 برقم 21 من نسختنا ] ، رجال وسائل الشيعة 20 / 123 برقم 48 ، جامع المقال : 53 ، هداية المحدّثين : 12 ، إتقان المقال : 10 ، توضيح الاشتباه : 20 برقم 64 ، مجمع الرجال 1 / 76 ، الوسيط المخطوط : 16 من نسختنا ، رجال الشيخ الحرّ المخطوط : 5 من نسختنا ، نقد الرجال : 15 برقم 127 [ المحقّقة 1 / 92 برقم ( 155 ) ] ، التحرير الطاوسي المخطوط : 7 برقم 1 من نسختنا وصفحة : 11 ـ 12 برقم 2 من طبعة مكتبة السيّد النجفي المرعشي ، وصفحة : 29 برقم 1 من طبعة مؤسسة الأعلمي بيروت ، ملخّص المقال في قسم الصحاح ، خير الرجال المخطوط : 362 من نسختنا ، جامع الرواة 1 / 36 ، مرآة العقول 8 / 60 برقم 6 ، روضة المتّقين 14 / 484 ، كشف الغمّة 2 / 352 ، تكملة الرجال 1 / 100 ، روضة الكافي 8 / 157 حديث 148.


(52)
    وقد مرّ (1) في : إبراهيم بن خالد العطّار العبدي أنّ العبدي : نسبة إلى عبد قيس ، أو إلى بطن من بني عدي بن حيّان بن قضاعة (2) ، قاله الجوهري (3). وهو هنا الأوّل ، لتصريحهم بكونه ابن عبدالقيس.
    وقد مرّ (4) ضبط الصباح في : إبراهيم بن الصباح.
    وضبط الكناني (5) في : إبراهيم بن سلمة.
    الترجمة :
    عدّه الشيخ رحمه الله بهذا العنوان من أصحاب الباقر (6) والصادق (7) عليهما السلام ، وزاد في الأوّل قوله : قال له الصادق عليه السلام : « أنت ميزان لا عين فيه » ، يكنّى أبا الصباح. كان سمّي : الميزان من ثقته ، له أصل ، رواه محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، ومحمّد بن الفضل ، وأبو محمّد صفوان بن يحيى بيّاع السابري الكوفي ، عنه. وروى عنه غير الأصول (8) عثمان بن عيسى ، وعليّ بن الحسن بن رباط ، ومحمّد بن إسحاق الخزّاز ، وظريف بن ناصح ، و .. غيرهم. وممّن روى عنه أبو الصباح ، عن أبي عبد الله عليه السلام صابر ومنصور بن حازم ، وابن أبي يعفور. انتهى كلام الشيخ رحمه الله في باب أصحاب الباقر عليه السلام من رجاله.
1 ـ في صفحة : 386 من المجلّد الثالث.
2 ـ في المصدر : ابن جناب بن قضاعة.
3 ـ صحاح اللغة 2 / 504.
4 ـ في صفحة : 86 من المجلّد الرابع. قال هناك : ويساعد عليه ما يأتي ممّا في إبراهيم ابن نعيم .. وقد غفل قدّس سرّه عن الإستدراك هنا ما كان يبغي بيانه.
5 ـ في صفحة : 35 من المجلّد الرابع.
6 ـ رجال الشيخ الطوسي رحمه الله : 102 ـ 103 برقم 2.
7 ـ رجال الشيخ الطوسي رحمه الله : 144 برقم 33.
8 ـ أقول : الظاهر أنّ الصحيح : وروى عنه غير أصله.


(53)
    وقال في باب أصحاب الصادق عليه السلام (1) : إبراهيم بن نعيم العبدي أبو الصباح الكناني ، ابن (2) عبد القيس ، ونسب إلى بني كنانة ؛ لأنّه نزل فيهم (3). انتهى.
    ومدحه المحقّق رحمه الله (4) ، وذكر أنّه من أعيان الفضلاء ، وأفاضل الفقهاء.
    وعدّه المفيد في محكيّ رسالته في الردّ على الصدوق ، وأصحاب العدد ، من فقهاء أصحاب الأئمّة عليهم السلام والأعلام الرؤساء المأخوذ منهم الحلال والحرام ، والفتيا والأحكام (5). مات على ما في رجال ابن داود (6) بعد السبعين والمائة ، وهو ابن نيّف وسبعين سنة.
    وروى الكشّي (7) ، عن محمّد بن مسعود ، قال : قال عليّ بن الحسن (8) : أبو الصباح الكناني ثقة ، وكان كوفيّاً. و إنّما سمّي الكناني ، لأنّ منزله في كنانة ،
1 ـ الشيخ في رجاله : 144 برقم 33 بلفظه.
2 ـ كذا ، وفي المصدر : من ، وهو الظاهر.
3 ـ الشيخ رحمه الله في أصحاب الباقر عليه السلام من رجاله : 102 ـ 103 برقم 2.
4 ـ المعتبر : 5 من الطبعة الحجريّة وفيه : من أعيان الفضلاء ( خ. ل : الفقهاء ).
5 ـ الرسالة العدديّة الّتي ألفها الشيخ المفيد قدّس سرّه في ردّ الشيخ الصدوق رحمه الله تعالى في أنّ شهر رمضان لا يكون إلاّ ثلاثين يوماً ، هذه الرسالة طبعت مع عدّة رسائل للشيخ الشهيد تغمّده الله برحمته بعنوان الدرّ المنثور من المأثور وغير المأثور 1 / 128 : فصل وأمّا رواة الحديث بأنّ شهر رمضان من شهور السنة يكون تسعة وعشرين يوماً ويكون ثلاثين فهم فقهاء أصحاب أبي جعفر محمّد بن عليّ وأبي عبد الله جعفر بن محمّد عليهما السلام ، كما وطبعت ضمن مجموعة آثار الشيخ المفيد رحمه الله المجلّد التاسع ـ الرسالة السابعة ، بعنوان : جوابات أهل الموصل في العدد والرؤية ، وجاء هذا الفصل في صفحة : 25.
6 ـ رجال ابن داود : 19 برقم 42 طبعة جامعة طهران ، وفي الطبعة الحيدريّة : 34 برقم 42.
7 ـ الكشّي في رجاله : 351 برقم 658.
8 ـ يعني ابن فضال. [ منه ( قدّس سرّه ) ] .


(54)
يعرف به ، وكان عبديّاً. انتهى.
    وقال النجاشي (1) : إبراهيم بن نعيم العبدي أبو الصباح الكناني ، نزل فيهم ، فنسب إليهم ، كان أبو عبد الله [ عليه السلام ] يسمّيه : الميزان ، لثقته. وذكره أبو العبّاس في الرجال ، رأى أبا جعفر (2) وروى عن أبي إبراهيم عليهما السلام ، له كتاب (3). انتهى.
    وقال في القسم الأوّل من الخلاصة (4) أنّه : ثقة ، أعمل على قوله ، سمّـاه الصادق عليه السلام : الميزان ، قال له : « أنت ميزان لا عين فيه ». انتهى.
    ووثّقه في الوجيزة (5) ، والبلغة (6) ، والحاوي (7) ، ورجال
1 ـ النجاشي في رجاله : 16 برقم 33 طبعة المصطفوي ، وفي طبعة الهند : 15. وجاء في سند رواية في كامل الزيارات : 167 باب 69 حديث 2 بسنده : .. عن سلمة صاحب السابري ، عن أبي الصباح الكناني قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام ..
    وذكر البرقي في أصحاب الباقر عليه السلام : 11 : أبو الصباح الكناني ، وفي أصحاب الصادق عليه السلام : 18 : أبو الصباح الكناني ، واسمه : إبراهيم ، كوفي.
2 ـ إن كان مراد النجاشي في المقام من أبي جعفر عليه السلام الباقر كان التعبير فيه من المسامحة ما لا يخفى لأنّه رأى الباقر عليه السلام وروى عنه ، و إن كان مراده من رأى أبا جعفر عليه السلام الجواد كان خطأً قطعاً ؛ لأنّه كما يأتي من المؤلّف قدّس سرّه إنّ أبا الصباح مات سنة 170 والجواد عليه السلام ولد بعد وفاته بأكثر من عشرين سنة ورواياته عن الباقر عليه السلام كثيرة ، منها ما في الكافي 1 / 306 ، والخرائج والجرائح 1 / 272 الباب السادس برقم 2 ، وكشف الغمّة 2 / 352 باب في دلائل الإمام أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليه السلام ، وبحار الأنوار 46 / 248 باب معجزات الإمام محمّد الباقر عليه السلام برقم 40.
3 ـ سقطت هذه الجملة من ذيل النص : ( يرويه عنه جماعة ) من قلم الناسخ.
4 ـ الخلاصة : 3 برقم 1.
5 ـ الوجيزة : 143 [ رجال المجلسي : 146 برقم 52 ] .
6 ـ بلغة المحدّثين : 326.
7 ـ حاوي الأقوال 1 / 136 برقم 21 [ المخطوط : 14 برقم 21 من نسختنا ] .


(55)
الوسائل (1) ، ومقدّمة الجامع (2) ، ومشتركات الطريحي (3) ، والكاظمي (4) ، و .. غيرها (5) ، بل لم نقف على أحد جرحه ، نعم الأخبار مختلفة في مدحه وجرحه.
    فمن الأخبار المادحة ؛ ما رواه الكشّي (6) ، عن محمّد بن مسعود ، قال : حدّثني عليّ بن محمّد ، قال : حدّثني أحمد بن محمّد ، عن الوشاء ، عن بعض أصحابنا ، قال : قال أبو عبد الله عليه السلام لأبي الصباح الكناني : « أنت ميزان » فقال : جعلت فداك إنّ الميزان ربّما كان فيه عين. قال : « أنت ميزان ليس فيه عين » (7).
    ومنها : مارواه هو رحمه الله (8) عنه ، قال : كتب إليّ الشاذاني ، حدّثنا الفضل ، قال : حدّثني عليّ بن الحكم ، وغيره ، عن أبي الصباح الكناني ، قال : جاءني
1 ـ وسائل الشيعة 20 / 132 برقم 48.
2 ـ كررّنا القول على عدم حصولنا على نسخة جيّدة ولا نعلم بطبعها.
3 ـ المسمّى بـ : جامع المقال : 53.
4 ـ المسمّى بـ : هداية المحدّثين : 12.
5 ـ فقد وثّقه في إتقان المقال : 10 ، وتوضيح الاشتباه : 21 برقم 65 ، ومجمع الرجال 1 / 76 ، والوسيط المخطوط في باب إبراهيم ، ورجال الشيخ الحرّ المخطوط : 5 من نسختنا ، وجامع الرواة 1 / 36 ، ونقد الرجال : 15 برقم 127 [ المحقّقة 1 / 92 برقم ( 155 ) ] ، والتحرير الطاوسي : 29 برقم 1 ، وملخّص المقال : 28 ، ومنتهى المقال : 27 [ المحقّقة 1 / 211 برقم ( 90 ) ] ، وروضة المتّقين 14 / 484 ، وفي مرآة العقول 8 / 60 برقم 6 نقل رواية عن حنان بن سدير ، قال : قال أبو الصباح الكناني لأبي عبد الله عليه السلام .. وعلّق المجلسي قدّس الله سرّه : وكأنّ فيه نوع ذمّ لأبي الصباح و إن كان ثقة.
6 ـ رجال الكشّي : 350 برقم 654.
7 ـ كما في رجال الشيخ الطوسي : 102 برقم 2 ، ورجال ابن داود : 34 / 42 ، ورجال العلاّمة : 3 ، وقبلهم رجال الكشّي : 350 برقم 654 وغيرهما.
8 ـ رجال الكشّي : 350 برقم 656.


(56)
سدير ، فقال لي : إنّ زيداً تبرّأ منك ،فأخذت عليَّ ثيابي ـ ، قال : وكان أبو الصباح رجلا ضارياً ـ ، قال : فأتيته ، فدخلت عليه ، وسلّمت عليه ، فقلت له : يا أبا الحسن ! بلغني أنّك قلت : الأئمّة أربعة ، ثلاثة مَضَوْا ، والرابع هو القائم ! قال (1) : « هكذا قلت » ، قال : قلت لزيد : هل تذكر قولك لي بالمدينة ، في حياة أبي جعفر ، وأنت تقول : إنّ الله قضى في كتابه إنّه : « وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقدْ جَعَلْنا لِوَلِيّهِ سُلْطاناً » (2) و إنّما الأئمّة ولاة الدم ،وأهل الباب ، وهذا أبو جعفر الإمام. فإن حدث به حدث فإنّ فينا خلفاً ، وقال : كان يسمع منّي خطب أمير المؤمنين عليه السلام وأنا أقول : فلا تعلّموهم ، فهم أعلم منكم ، فقال لي : أمّا تذكر هذا القول ؟ فقال : بلى (3) ، فإنّ منكم من هو كذلك ، قال : ثمّ خرجت من عنده ، فتهيّأت وهيّأت راحلة ، ومضيت إلى أبي عبد الله عليه السلام ودخلت عليه ، وقصصت عليه ما جرى بيني وبين زيد ، فقال : « أرأيت لو أنّ الله تعالى ابتلى زيداً ، فخرج منّا سيفان آخران ، بأيّ شيء يعرف أيّ السيوف الحقّ ؟! والله ، ما هو كما قال ، لئن خرج ليقتلنّ » قال : فرجعت ، فانتهيت إلى القادسيّة ، فاستقبلني الخبر بقتله رحمه الله.
    ومنها : ما رواه الكشّي رحمه الله (4) ، عن عليّ بن محمّد بن قتيبة ، قال : حدّثنا أبو محمّد الفضل بن شاذان ، قال : حدّثني عليّ بن الحكم .. نحو سابقه.
    ولم نقف في الأخبار على ما يدلّ على القدح فيه ، إلاّ على خبرين :
1 ـ في المصدر : قال زيد.
2 ـ سورة الأسراء ( 17 ) : 33.
3 ـ في المصدر : فقلت : بلى .. وهو الظاهر.
4 ـ الكشّي في رجاله : 351 برقم 657.


(57)
    أحدهما : ما رواه الكشّي (1) ، عن محمّد بن مسعود ، عن عليّ بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم ، عن أبان بن عثمان ، عن بريد العجلي ، قال : كنت أنا وأبو الصباح الكناني عند أبي عبد الله عليه السلام ، فقال : « كان أصحاب أبي والله خيراً منكم ، كان أصحاب أبي ورقاً لا شوك فيه ، وأنتم اليوم شوك لا ورق فيه ».
    فقال أبو الصباح الكناني : جعلت فداك ! فنحن أصحاب أبيك ! قال : « كنتم يومئذ خيراً منكم اليوم ».
    وثانيهما : ما عن كشف الغمّة (2) ، عن أبي الصباح ، قال : صرت يوماً في باب الباقر عليه السلام (3) ، فقرعت الباب ، فخرجت إليّ وصيفة ناهد (*) ، فضربت بيدي على رأس (4) ثديها ، فقلت (5) لها : قولي لمولاكِ إنّي بالباب ، فصاح من داخل الدار : « ادخل لا أمّ لك » ، فدخلت وقلت : والله يا مولاي ما قصدت ريبة ! ولكن أردت زيادة ما في نفسي (6) ، قال : فقال عليه السلام : « صدقت ؛ لإن ظننتم أنّ هذه الجدران تحجب أبصارنا كما تحجب أبصاركم ، إذاً
1 ـ الكشّي في رجاله : 350 برقم 655.
2 ـ كشف الغمّة 2 / 352 ، والخرائج والجرائح 1 / 72 الباب السادس حديث 2 ، وبحار الأنوار 46 / 248 حديث 40 ذكر الرواية فيها كاملة.
3 ـ وفي الكشف : إلى باب محمّد الباقر عليه السلام.
(*) أي : مرتفعة الثدي. [ منه ( قدّس سرّه ) ] .
4 ـ وفي الكشف : إلى رأس ..
5 ـ وفي الكشف : وقلت.
6 ـ وفي كشف الغمّة : فقلت : يا مولاي ! ما قصدت ريبة ولا أردت إلاّ زيادة ما في نفسي. وفي الخرائج والجرائح : وقلت يا مولاي والله ما قصدت ريبة ولا أردت إلاّ زيادةً في يقيني.


(58)
لا فرق (1) بيننا وبينكم ، فإيّاك أن تعاود لمثلها » (2).
    وأجاب صاحب التكملة (3) عن الخبرين ، بضعف السند أوّلا ، وبانجبار أخبار المدح والتوثيق ، بتوثيق الجماعة المذكورة ثانياً ، فتُقَدَّم.
    وأجاب الوحيد (4) عن الخبر الثاني بأنّه ـ على تقدير الصحّة ـ غير مضرّ بوثاقته ، كما هو ظاهر.
    قلت : لعلّ وجه الظهور :
    أوّلا : إنّ ما ارتكبه ليس من الكبائر ، والصغيرة لا توجب الفسق إلاّ مع الإصرار.
    وثانياً : إنّه حلف بأنّ غرضه لم يكن الريبة ، بل اليقين بما في نفسه من أنّ الإمام عليه السلام لا تحجبه الحيطان ، كما يشهد به حلفه بذلك. وتصديق الإمام عليه السلام له ، وردّه لاحتمال حجب الحيطان عن علمه عليه السلام.
    ولا وجه لما في التكملة من أنّ ما اعتذر به ـ و إن كان صدقاً ـ فليس بمقبول. ولذلك قال عليه السلام : « لا أمّ لك ! و إيّاك أن تعاود لمثلها ».
    إذ فيه : أنّه لا وجه لعدم القبول ، بعد تصديق الإمام عليه السلام نيّـته.
    ولا دلالة في قوله عليه السلام : « لا أمّ لك » (5) على فسقه ، لإنّه توبيخ على اشتباهه في زعم حلّ فعله ، مقدّمة لزيادة ما في نفسه من اليقين ، بما في نفسه من
1 ـ وفي الكشف : فلا فرق.
2 ـ وفي كشف الغمّة : أن تعاود إلى مثلها.
3 ـ تكملة الرجال 1 / 102.
4 ـ في تعليقته المطبوعة على هامش منهج المقال : 28.
5 ـ هذه الجملة تطلقها العرب في مقام التوبيخ تارة ، وفي مقام السب والتحقير أخرى ، ومن راجع كلمات الجاهليين والمخضرمين وجد ذلك شائعاً عندهم ، فتفطّن.


(59)
علم الإمام عليه السلام بالغائب كعلمه بالحاضر. والنهي إنّما هو عن المعاودة إلى استعلام الحال ، بارتكاب المنكر ، ولو كانت صغيرة.
    وكذا لا وجه لما عن الشهيد الثاني ، من أنّه ذكر الكشّي (1) حديث العين ، مرسلا عن الصادق عليه السلام ، والظاهر أنّه الأصل فيه ، كغيره من الأخبار الواردة في الرجال ، فإنّه قد يستشمّ منه الميل إلى التردّد في حقّه ؛ لكنّه كما ترى :
    أمّا أوّلا : فلمنع كون المرسل منشأ لتوثيقاتهم.
    وأمّا ثانياً : فلأن المرسل المتلقّى بالقبول حجّة ، كما نقّحناه في محلّه (2). وهذا المرسل من هذا القبيل.
    ولقد أجاد الفاضل الحائري ـ في المنتهى (3) ـ حيث قال : على تقدير كون المرسل هو الأصل فيه ، فجزم أساطين الفنّ ، والحكم بوثاقته ـ سيّما بعد اتفاق كلمتهم ـ كاف في هذا الباب. انتهى.
    بقي هنا شيء ؛ وهو أنّ العلاّمة رحمه الله قال في الخلاصة (4) ، في ترجمة
1 ـ رجال الكشّي : 350 برقم 654.
2 ـ مقباس الهداية 1 / 348.
3 ـ منتهى المقال : 28 [ الطبعة المحقّقة 1 / 212 برقم ( 90 ) ] .
4 ـ الخلاصة : 3 برقم 1.
    أقول : في النسخ المطبوعة من الخلاصة ليس فيها عن الجواد عليه السلام بل العبارة : رأى أبا جعفر ، وروى عن أبي إبراهيم موسى عليه السلام ..
    وقد أوضح ذلك المؤلّف رضوان الله تعالى عليه. نعم ، في نسخة من الخلاصة مخطوطة أضاف على كلمة أبي جعفر ( الجواد عليه السلام ) وأنكر على ما في النسخة جمع من أرباب الجرح والتعديل منهم في إتقان المقال : 10 قال : قلت : في ( صه ) رأى أبا جعفر الجواد عليه السلام ، وفيه نظر كما لا يخفى.


(60)

    وفي ملخّص المقال في قسم الصحاح : 31 بعد أن عنونته قال : وقال العلاّمة رحمه الله : رأى أبا جعفر الجواد .. ولعلّه سهو كما يظهر من الرجال وغيره. انتهى. وقد صرّح الميرزا وغيره بأنّ المراد بأبي جعفر في كلام ( جش ) هو الباقر عليه السلام لا الجواد عليه السلام ..
    وفي توضيح الاشتباه : 21 برقم 65 بعد العنوان قال : وفي الخلاصة : أبو جعفر الجواد عليه السلام ولعلّه سهو كما يظهر من الرجال.
    أقول : لم يظفر أحد من المحدّثين على روايته عن الجواد عليه السلام بل روايته عن أبي جعفر الباقر عليه السلام كثيرة ومن جملة تلك الروايات روايته نصّ الإمام الباقر عليه السلام على إمامة شبله الإمام الصادق عليه السلام ؛ ففي الكافي 1 / 306 باب الإشارة والنصّ على أبي عبد الله جعفر بن محمّد الصادق صلوات الله عليهما حديث 1 : الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن الوشاء ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي الصباح الكناني قال : نظر أبو جعفر عليه السلام إلى أبي عبد الله عليه السلام يمشي ، فقال : « ترى هذا ؟ هذا من الّذين قال الله عزّوجلّ « ونُرِيْدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثينَ » [ سورة القصص 28 : 5 ] .
    وروى في الخرائج والجرائح 1 / 272 الباب السادس برقم 2 ، وكشف الغمّة 2 / 352 باب في دلائل الإمام أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليهما السلام ، وبحار الأنوار 46 / 248 باب معجزات الإمام محمّد الباقر عليه السلام برقم 40 : روى عن أبي الصباح الكناني قال : صرت يوماً إلى باب أبي جعفر ..
    والمصادر الحديثية كثيرة.
    واعترض بعض المعاصرين في قاموسه 1 / 221 [ 1 / 325 تحت رقم 232 ] على المؤلّف قدّس سرّه بقوله : ونقل عن ( صه ) أنّه قال : رأى أبا جعفر الجواد عليه السلام ، وطوّل في الاعتراض عليه مع أنّه إنّما قال : مثل ( جش ) رأى أبا جعفر عليه السلام ، ومراده الباقر عليه السلام.
    أقول : هذا المعاصر المتسرّع في النقد راجع الخلاصة المطبوعة ولم يراجع النسخ المخطوطة ، ثمّ لم يراجع المصادر الرجاليّة الأخرى الناقلة عن الخلاصة ، وقد أشرنا إليها وذكرنا اعتراضهم على الخلاصة ، فراجع لتقف على مدى تسرّعه و إلقاء الكلام على عواهنه ، والله سبحانه وليّ الهداية والرشاد.
تنقيح المقال ـ الجزء الخامس ::: فهرس