تنقيح المقال ـ الجزء الخامس ::: 31 ـ 45
(31)
ما سمعته من ابن طاوس (1) ، الصريح في أنّ ليس مستنده الرواية المزبورة ، بل ظاهره الدراية والإجماع ، ولعلّه هو مستند العلاّمة رحمه الله ، فما عن مجمع الفائدة للأردبيلي (2) من المناقشة في وثاقته ـ بأنّ إبراهيم بن مهزيار ما وثّق ، بل ما ثبت مدحه الّذي ذكره ابن داود ، وما تسمّى في الكتب أيضاً لا بالصحيح ، ولا بالحسن ، وكأنّه لذلك تردّد فيه في المعتبر (3) .. واضح السقوط ، بعد ما عرفت.
    فتلخّص من ذلك كلّه : أنّه من الثقات ، والله العالم.
    التمييز :
    ميّزه الطريحي (4) والكاظمي (5) رحمهما الله برواية محمّد بن عبد الجبّار ،
1 ـ في ربيع الشيعة ، والمجلسي في الوجيزة : قد تقدّم.
    وجاء في سند كامل الزيارات : 21 باب 4 حديث 4 بسنده : .. عن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه عليّ بن مهزيار ، عن الحسن بن سعيد ، عن صفوان بن يحيى و ابن أبي عمير وفضالة بن أيّوب جميعاً ، عن معاوية بن عمّار قال : قال أبو عبد الله عليه السلام ..
2 ـ مجمع الفائدة والبرهان 1 / 183.
3 ـ المعتبر 2 / 93.
    وقد حكى عنه وعن مجمع الفائدة العلاّمة الكاظمي في تكملة الرجال 1 / 99 وعنه أخذ المصنّف طاب ثراه.
    ولاحظ : التهذيب 2 / 234 حديث 923.
4 ـ في جامع المقال : 53.
    وذكره في لسان الميزان 1 / 115 برقم 350 ، قال : إبراهيم بن مهزيار الأهوازي ، روى عن أبي محمّد العسكري [ عليه السلام ] . وعنه عبد الله بن جعفر الحميري ، وسعد بن عبد الله القمّي ، ذكره الطوسي والنجاشي في مصنّفي الشيعة.
5 ـ في هداية المحدّثين : 12.


(32)
عنه. ونقل في جامع الرواة (1) رواية محمّد بن عليّ بن محبوب ، ومحمّد بن أحمد بن يحيى ، والحميري ، وعبد الله بن جعفر ، وسعد بن عبد الله ، وسعد ، وأحمد بن محمّد أيضاً عنه. ومن شاء شرح ذلك ، فليراجع الكتاب المذكور.
1 ـ جامع الرواة 1 / 35.
حصيلة البحث
    إنّ توثيق العلمين الثبتين الثقتين ابن طاوس والمجلسي رحمهما الله توثيقاً صريحاً ، وثبوت وكالته عن الإمام المنتظر عجلّ الله فرجه الشريف ، لا يدع مجالا للتشكيك في وثاقته وجلالته ، فهو ثقة جليل ، ورواياته من جهته صحاح ، فتفطّن.

[ 601 ]
    جاء في الأمالي للشيخ الطوسي قدّس سرّه 2 / 100 وفي الطبعة الجديدة : 486 حديث 1064 ، وعنه بحار الأنوار 38 / 31 حديث 7 بسنده : .. عن محمّد بن مسلم الطائفي ، عن إبراهيم بن ميسرة ، عن عطاء بن أبي رياح ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ..
وترجم له في سير أعلام النبلاء 6 / 123 برقم 35، وقال : الطائفي الفقيه ومدحه ، وقال : توفّي سنة 132.
حصيلة البحث
    يظهر أنّ المعنون من رواة العامّة والممدوحين عندهم.


(33)
[ 602 ]
    الضبط :
    الهَروي : نسبة إلى هراة ، بفتح الهاء ، والراء المهملة جميعاً ، ثمّ الألف ، والتاء المثنّاة من فوق ، والعامّة تكسر الهاء ، بلدة بخراسان من أمّهات مدنها (1).
    وبيّاع الهروي بمعنى بيّاع الثياب المجلوبة من هراة ، أو خصوص العمائم الصفر ، فإنّ العرب كانت تلبس العمائم الصفر ، وكانت تحمل من هراة مصبوغة.
    الترجمة :
    قد عدّه الشيخ رحمه الله في رجاله (2) من أصحاب الصادق عليه السلام في موضعين ، مقتصراً في أحدهما على اسمه واسم أبيه والوصف بـ : الكوفي. وواصفاً له في الآخر بـ : بيّاع الهروي.
    ونفى الميرزا (3) البعد عن اتّحادهما ، قال : وقد صرّح به في الفقيه (4).
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 145 برقم 49 و 154 برقم 236 ، منهج المقال : 28 ، تعليقة الوحيد المطبوعة على هامش منهج المقال : 28 ، رجال الكشّي : 283 برقم 716 ، تهذيب التهذيب 1 / 173 برقم 316 ، الجرح والتعديل 1 / 134 برقم 424.
1 ـ قال في مراصد الاطلاع 3 / 1455 : هراة ـ بالفتح ـ مدينة عظيمة مشهورة من أمهات مدن خراسان ، فيها بساتين كثيرة ، ومياه غزيرة إلاّ أنّ التتار خربوها.
    وفي معجم البلدان 5 / 396 بعد أن وصفها ومدح بناءها وخيراتها قال : وهراة أيضاً مدينة بفارس قرب اصطخر كثيرة البساتين والخيرات.
2 ـ رجال الشيخ : 145 برقم 49 : إبراهيم بن ميمون الكوفي ، وفي صفحة : 154 برقم 236 : إبراهيم بن ميمون بيّاع الهروي.
3 ـ في منهج المقال : 28.
4 ـ وفي مشيخة الفقيه 4 / 63 قال : .. وما كان فيه عن إبراهيم بن ميمون ، فقد رويته .. إلى أن قال : عن إبراهيم بن ميمون بيّاع الهروي مولى آل الزبير.


(34)
    ثمّ إنّ الرجل لم ينصّ عليه بمدح ولا توثيق ، إلاّ أنّ الوحيد (1) استفاد وثاقته
1 ـ في تعليقته المطبوعة على هامش منهج المقال : 28 قال : وسيجيء عن المصنّف في آخر الكتاب عند ذكر طريق الصدوق ما يشير إلى حسن حاله في الجملة ، فليراجع.
    ويروي عنه ابن أبي عمير بواسطة حمّاد ، وكذا فضالة ، وكذا ابن أبي عمير بواسطة عمّار ، وكذا صفوان بواسطة ابن مسكان ، وكذا عليّ بن رئاب ، وفيما ذكر إشارة إلى الوثاقة والقوّة. وعن تقريب ابن حجر أ نّه : صدوق ، وسيشير إليه المصنّف في ذلك الموضع أيضاً ، هذا مضافاً إلى ما يظهر من استقامة رواياته وكثرتها.
    أقول : إنّ رواية راو ثقة عن غيره لا يدلّ على كون المرويّ عنه ثقة ، ولكن الوجدان يحكم بأنّ رواية جماعة ثقات أجلاّء ، أو رواية أصحاب الإجماع ، أو رواية من صرّحوا بأنّه لا يروي إلاّ عن ثقة توجب الوثوق والإطمئنان بأنّ المرويّ عنه حسن أقـلاًّ ، والمترجم ممّن رووا عنه الفرق الثلاث و إليك تفصيل ذلك ، فقد روى عنه :
    1 ـ أبو المغراء حميد بن المثنّى ، الّذي وثّقه الشيخ والنجاشي والعلاّمة والصدوق في مشيخته والحاوي والمشتركاتين ورواشح السيّد الداماد وغيرهم.
    2 ـ حمّاد بن عثمان بن زياد الرواسي الملقّب بـ : الناب ، وثّقه الشيخ في الفهرست والكشّي والخلاصة ، وهو ممّن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصحّ عنه.
    3 ـ حمّاد بن عثمان بن عمرو بن خالد الفزاري العرزمي ؛ وثّقه الشيخ والعلاّمة والوجيزة والبلغة والمشتركاتين.
    4 ـ عبد الله بن مسكان ؛ من فقهاء أصحاب الباقرين عليهما السلام ، ومن أعلام الرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام والفتيا في الأحكام ، وثّقه النجاشي والعلاّمة وقالوا : إنّه ثقة عين ، وقال الكشّي : إنّه ممّن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصحّ عنه ، ووثّقه المجلسي والحاوي وغيرهم.
    5 ـ عليّ بن رئاب أبو الحسن الطحّان ؛ وثّقه في الفهرست ورجال الشيخ والوجيزة والبلغة والحاوي والمشتركاتين وغيرهم.
    6 ـ صفوان بن يحيى ؛ وكيل الإمام الرضا عليه السلام ، وثّقه الشيخ في الفهرست والوجيزة والبلغة والمشتركاتين ، بل وثّقه الإمام الرضا عليه السلام ، وهو ممّن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصحّ عنه كما ذكره الكشّي.
    7 ـ ابن أبي عمير ؛ الّذي اعتبرت الطائفة مراسيله كالمسانيد وهو غني عن التوثيق.
    8 ـ معاوية بن عمّار الدهني ؛ وثّقه ابن داود والوجيزة والحاوي والمشتركاتين وغيرهم.
    وهؤلاء ثمانية من الرواة عنه ، ثلاثة منهم من أصحاب الإجماع ، وخمسة منهم من أعيان الثقات ، وواحد ممّن لا يروي إلاّ عن ثقة ، فهل رواية هؤلاء عن المترجم لا توجب الوثوق والإطمئنان بأنّ المرويّ عنه وهو إبراهيم بن ميمون ثقة ، و إذا تنزلنا أفلا تفيد روايتهـم عنه أنّه حسن أقلاًّ ، ولا أحسب إلاّ أنّ المنكر لذلك مكابر.
    فقول بعض المعاصرين : مع أنّك عرفت فساد هذا الأصل. وقال في مقدّمة كتابه بأنّه : لا يحصل وثوق من وثاقة الراوي بالمروي عنه واضح البطلان على إطلاقه ، فإنّه يجب التفصيل ، وتوضيح ذلك أنّ مجرد رواية الثقة عن غيره لا تكشف عن وثاقة المرويّ عنه ، ولا حسنه ، ولكن رواية الثقات وتكرار روايتهم عمّن لم يصرّح بقدحه خصوصاً رواية من صرّحوا بأنّه لا يروي إلاّ عن ثقة ، يوجب الوثوق والإطمئنان بحسنه أو وثاقته ، و إنكار هذا المقدار مكابرة بلا ريب.


(35)
من رواية جماعة من الثقات ، كابن أبي عمير بواسطة حمّاد ، ومعاوية بن عمّار ، عنه. وكفضالة بواسطة حمّاد ، عنه. وكصفوان بواسطة ابن مسكان ، عنه. وكعليّ بن رئاب ، وعيينة ، وصفوان ، وعقبة بن مسلم ، وعليّ بن أبي حمزة ، و .. غيرهم.
    بل إرسال ابن مسكان مسائله معه إلى أبي عبد الله عليه السلام (1) يكشف
1 ـ قال الكشّي في رجاله : 382 برقم 716 في ترجمة عبد الله بن مسكان : .. وزعم يونس أنّ ابن مسكان سرّح بمسائل إلى أبي عبد الله عليه السلام يسأله عنها وأجابه عليها ، من ذلك ما خرج إليه مع إبراهيم بن ميمون .. إلى آخره.

(36)
عن وثاقته ، واعتماده عليه. بل عن اعتماد الإمام عليه السلام عليه حيث أرسل الجواب معه. مضافاً إلى ما في التعليقة (1) من احتمال كونه أخا عبد الله بن ميمون ، فيشمله قول الصادق عليه السلام : « أنتم نور الله في ظلمات الأرض » (2) ،
1 ـ تعليقة الوحيد المطبوعة على هامش منهج المقال : 28 ، واحتمال المشار إليه من منهج المقال : 28 و 409 في الهامش واعترض الوحيد على الميرزا في المنهج.
    وذكره في تهذيب التهذيب 1 / 173 برقم 316 فقال : إبراهيم بن ميمون كوفي ، روى عن أبي الأحوص الجشمي ، وعنه شعبة ، وأبو خالد الدالاني ، قال أبو حاتم : شيخ ، وقال النسائي : ثقة ، قلت : وذكره ابن حبّان في الثقات ، وأفاد وأنّ المغيرة بن مقسم روى عنه أيضاً.
    أقول : وقد تقدّم في ترجمة إبراهيم بن محمّد بن ميمون اتّحاده مع هذا ، وجزمنا بحسنه.
2 ـ جاء في المحاسن للبرقي : 162 باب 30 حديث 112 بسنده : .. عن فضيل بن يسار ، عن أبي عبدالله عليه السلام قال : « أنتم والله نورٌ في ظلمات الأرض ». ورجال الكشّي : 245 حديث 452 بسنده : .. عن عبدالله بن ميمون ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : « يابن ميمون كم أنتم بمكّة ؟ » قلت : نحن أربعة ، قال : « إنّكم نور في ظلمات الأرض ».
    وقد أشار المؤلّف قدّس سرّه إلى أنّ هذا الحديث في عبدالله بن ميمون وليس في إبراهيم بن ميمون.
    إلاّ أنّ في الكافي الشريف 8 / 275 عن أبي عبدالله عليه السلام أنّه قال : « أنتم والله نور الله في ظلمات الأرض ، والله أنّ أهل السماء لينظرون إليكم في ظلمات الأرض كما تنظرون أنتم إلى الكوكب الدري في السماء .. ».
    وفي بحار الأنوار 68 / 28 باب 15 حديث 54 عن المحاسن بعد ما روى عن أبي عبدالله عليه السلام : أنتم والله نور في ظلمات الأرض قال ، بيان : النور ما يصير سبباً لظهور الأشياء والظلمة ضدّه ، والعلم والمعرفة والإيمان مختصّة بالشيعة لأخذهم جميع ذلك عن أئمّتهم عليهم السلام ، ومَنْ سواهم من الكفرة والمخالفين فليس معهم إلاّ الكفر والضلالة ، فالشيعة هادون مهتدون منورون للعالم في ظلمات الأرض. وقال في التعليق على حديث 53 بسنده : .. عن سدير قال : قال أبو عبدالله عليه السلام أنتم آل محمّد أنتم آل محمّد. بيان هذا على المبالغة كقولهم سلمان منّا أهل البيت.
    ومثله في رجال الكشّي : 245 ، وعنه في بحار الأنوار 65 / 39 من قوله عليه السلام : « إنّكم نور في ظلمات الأرض ».


(37)
فتأمّل. و إلى استقامة رواياته ، وكثرتها ، مع قوله عليه السلام : « اعرفوا منازل الرجال بقدر روايتهم عنّا » (1). ويؤيّد ذلك كلّه قول ابن حجر المخالف في تقريبه إنّه : كوفي ، صدوق (2).
    فظهر أنّ حديثه إن لم يكن صحيحاً ، فلا أقلّ من كونه حسناً كالصحيح ،
وجه التأمّل ، ما ذكره هو رحمه الله في طرق الصدوق رحمه الله من تزييف هذا الاحتمال بأنّه كوفي وعبد الله مكي ، والصادق عليه السلام سأل عبد الله بقوله : « كم أنتم بمكّة ؟ » ، فقال : أربعة فقال : « أنتم نور الله » الحديث فلا يشمل هذا. [ منه ( قدّس سرّه ) ] .
    1 ـ جاء الحديث بألفاظ مختلفة ومؤدى واحد منه ما عن الكافي الشريف 1 / 50 عن أبي عبدالله عليه السلام : « اعرفوا منازل الناس على قدر روايتهم عنّا ».
    وفي كتاب الغيبة للشيخ النعماني : 22 ، وعنه في بحار الأنوار 2 / 148 ومستدرك الوسائل 17 / 285 عن جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام أنّه قال : « اعرفوا منازل شيعتنا عندنا على حسب روايتهم وفهمهم عنّا .. ».
    وعن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال أبو جعفر عليه السلام : « يا بني ! اعرف منازل شيعة عليّ عليه السلام على قدر روايتهم ومعرفتهم .. » كما في مستدرك وسائل الشيعة 1 / 84 حديث 38 عن أصل زيد الزراد. ومثله في 27 / 284 حديث 21356.
    ولاحظ بحار الأنوار 1 / 106 و 2 / 184 عن كتاب زيد الزراد.
    وفي رجال الكشّي : 3 : عن أبي عبدالله عليه السلام قال : « اعرفوا منازل الرجال منّا على قدر رواياتهم عنّا ». وعنه في بحار الأنوار 2 / 150 والوسائل 27 / 149 ـ 150 وغيره.
    وجاء في رجال العلاّمة : 108 وغيره.
2 ـ تقريب التهذيب 1 / 45 برقم 293.


(38)
والله العالم.
حصيلة البحث
    بناء على حجّية الظنون الرجاليّة كما هو التحقيق ، ينبغي من ملاحظة ما نقلناه ، وما نقله المؤلّف قدّس سرّه عدّ المترجم حسناً بل أعلى مراتب الحسن ، فتفطّن.

[ 603 ]
    جاء بهذا العنوان في كامل الزيارات : 19 باب 3 حديث 9 بسنده : .. قال : عن أبي عبدالله زكريّا المؤمن ، عن إبراهيم بن ناجية ، عن إسحاق بن عمّار ، قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام .. وعنه في بحار الأنوار 100 / 155 حديث 27 ومستدرك وسائل الشيعة 10 / 193 حديث 11828.
    وقال في لسان الميزان 1 / 116 برقم 357 : إبراهيم بن ناجية ، ذكره أبو العرب في الضعفاء ونقل عن النسائي أنّه ليس بقوي ، وله حديث منكر جداً.
حصيلة البحث
    لم يذكره أرباب الجرح والتعديل منّا ، ويظهر من لسان الميزان أنّه من رواة العامّة.

[ 604 ]
    جاء في بحار الأنوار 79 / 16 حديث 26 بسنده : .. عن محمّد بن سنان ، عن عبدالكريم بن عمرو و إبراهيم بن ناحة البصري جميعاً ، قالا : حدّثنا ميسر ، قال : قال لي أبو عبدالله جعفر بن محمّد عليهما السلام .. عن أمالي المفيد.


(39)

    ولكن في أمالي المفيد : 153 حديث 4 ، وفيه : إبراهيم بن راحة البصري. فالعنوان مردّد بين ناحة وراحة وداحة ولا قرينة على الترجيح سوى أنّ داحة ورد في سند الحديث ، وقد مرّ تحقيق هذا العنوان في إبراهيم بن داحة.
حصيلة البحث
    لا يبعد صحّة إبراهيم بن داحة بالدال المهملة وعلى كلّ تقدير المعنون مهمل.

[ 605 ]
    جاء في سند التهذيب 5 / 299 باب ما يجب على المحرم حديث 1013 بسنده : .. قال : عن موسى بن القاسم ، عن إبراهيم النخعي ، عن معاوية بن عمّار ، عن أبي عبد الله عليه السلام .. وفيه 9 / 332 باب ميراث الموالي حديث 1194 بسنده : .. قال : عن سفيان بن منصور ، عن إبراهيم النخعي قال : كان عبد الله بن مسعود ..
    وقال في الاستبصار 2 / 179 باب ما يجب على المحرم اجتنابه حديث 596 : .. وأمّا ما رواه موسى بن القاسم ، عن إبراهيم النخعي ، عن معاوية بن عمّار. وجاء في الاستبصار أيضاً 4 / 174 ذيل حديث 656.
    وفي جمال الأسبوع : 142 في صوم يوم الخميس بسنده : .. عن فضيل ، عن إبراهيم النخعي ، عن ابن مسعود .. ، وصفحة : 143 بسنده : .. عن فضيل بن عياض عنه ، عن ابن مسعود ..
    أقول : ظنّ بعض المعاصرين في قاموسه 1 / 218 أنّ المعنون متّحد مع إبراهيم بن يزيد النخعي، وهو اشتباه ؛ لأنّ المعنون يروي عن الصادق عليه السلام بواسطة معاوية بن عمّار الّذي لم يدرك الباقر عليه السلام و إنّما هو


(40)

من أصحاب الصادق عليه السلام وابن يزيد النخعي مات سنة 96 أي أدرك من زمان إمامة الباقر [ عليه السلام ] سنة واحدة فكيف يتصور الاتّحاد ؟!
حصيلة البحث
    المعنون ليس له ذكر في المعاجم الرجاليّة فهو مهمل.

[ 606 ]
    جاء بهذا العنوان في كتاب بشارة المصطفى : 101 وفي الطبعة الجديدة : 163 حديث 127 وعنه بحار الأنوار 39 / 207 حديث 26 ، و 43 / 148 ذيل حديث 3 بسنده : .. قال : عن الشيخ الزاهد إبراهيم بن نصر الجرجاني ، عن السيّد الصالح محمّد بن حمزة العلوي المرعشي الطبري ، وكتبته من كتابه بخطّه رحمه الله .. وكذلك في : 119 ، وفيه : إبراهيم بن أبي نصر الجرجاني ، ولكن في الطبعة الجديدة : 192 حديث 8 فيه : إبراهيم بن نصر الجرجاني.
    وفيه أيضاً صفحة : 125 وفي الطبعة الجديدة : 200 حديث 24 ، وعنه في بحار الأنوار 38 / 139 حديث 101 بسنده : .. قال : عن إبراهيم بن نصر الجرجاني ، عن السيّد الزاهد محمّد بن حمزة الحسيني رحمهم الله ، عن أبي عبد الله الحسين بن عليّ بن بابويه ..
    أقول : ذكره النوري في خاتمة مستدركه 21 / 15 بعنوان : إبراهيم ابن أبي نصر الجرجاني ، فلاحظ.
حصيلة البحث
    المعنون لم يذكره علماء الرجال فهو مهمل اصطلاحاً ، إلاّ أنّ رواياته سديدة جدّاً ولا يبعد حسنه ، والظاهر صحّة إبراهيم بن نصر بدون أبي.


(41)

[ 607 ]
    جاء في التوحيد للشيخ الصدوق : 340 حديث 10 بسنده : .. عن محمّد بن أشرس قال : حدّثنا بشر بن الحكم و إبراهيم بن نصر السرياني قالا : حدّثنا عبدالملك بن هارون بن عنترة ..
    وعنه في بحار الأنوار 5 / 48 حديث 79 مثله ، ولكن فيه : إبراهيم بن أبي نصر.
    وكذلك جاء في التوحيد : 375 حديث 20 وفيه : إبراهيم بن نصر ، عن وهب بن وهب بن هشام أبو البختري ..
    أقول : يظهر من هذه الأسانيد أنّه جاء : السرياني ، وفي نسخة : السورياني، وجاء : ابن نصر ، وابن أبي نصر ، ولم يتّضح الصحيح منها.
حصيلة البحث
    لم نعثر عليه في المعاجم الرجاليّة ، فهو مهمل وظنّي أنّه من العامّة.

[ 608 ]
    جاء في معاني الأخبار للشيخ الصدوق : 79 باب معاني ألفاظ وردت في صفة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بسنده : .. قال : حدّثنا أبو أحمد القاسم بن بندار المعروف بـ : أبي صالح الحذّاء ، قال : حدّثنا إبراهيم بن نصر بن عبد العزيز الرازي نزيل نهاوند ، قال : حدّثنا أبو غسّان ملك بن إسماعيل النهدي .. وعنه في بحار الأنوار 16 / 154 مثله وفيه : عن مالك بن إسماعيل النهدي.
    وقد ترجمه في سير أعلام النبلاء 13 / 355 برقم 172 وقال : إبراهيم بن نصر بن عبد العزيز الحافظ الإمام المجَوِّد أبو إسحاق الرازي ، محدّث نهاوند .. إلى أن قال : توفّي في حدود الثمانين ومائتين.
    وذكر ترجمته كثير من العامّة في كتبهم.
حصيلة البحث
    المعنون من رواة العامّة ومحدّثيهم.


(42)
[ 609 ]
    الضبط :
    نَصْر : بالنون المفتوحة ، ثمّ الصاد المهملة الساكنة ، ثمّ الراء المهملة.
    والقَعقَاع : بقافين مفتوحتين بعد كلّ قاف عين مهملة ، أولاهما ساكنة ، مع زيادة الألف بعد القاف الثانية (1).
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 104 برقم 12 ، فهرست الشيخ : 32 برقم 18 ، الخلاصة : 6 برقم 16 ، معراج أهل الكمال 84 : برقم 27 [ المخطوط : 85 من نسختنا ] ، رجال النجاشي : 17 برقم 27 ، مجمع الرجال 1 / 76 ، رجال ابن داود : 19 برقم 41 ، حاوي الأقوال 1 / 135 برقم 19 [ المخطوط : 13 من نسختنا ] ، الوجيزة : 143 [ رجال المجلسي : 146 برقم 50 ] ، جامع المقال : 53 ، هداية المحدّثين : 12 ، رجال البرقي : 28 ، وسائل الشيعة 20 / 123 برقم 46 ، رجال الشيخ الحرّ المخطوط : 5 من نسختنا ، نقد الرجال : 15 برقم 124 [ المحقّقة 1 / 91 برقم ( 152 ) ] ، توضيح الاشتباه : 20 برقم 62 ، إتقان المقال : 9 ، ملخّص المقال في قسم الصحاح ، الوسيط المخطوط : 16 من نسختنا ، منهج المقال : 28.
1 ـ ضبطه في توضيح الاشتباه للساروي : 20 برقم 62 : ابن القعقاع ، بالقافين المفتوحتين بينهما عين مهملة كالآخر.
    وجاء في إيضاح الاشتباه : 86 برقم 18 : إبراهيم بن نصر بن القعقاع ، بالقافين المفتوحتين بينهما عين مهملة. وفي المعراج : 84 : .. بالقاف المفتوحة قبل العين غير المعجمة ثمّ القاف والعين المهملة بعد الألف.


(43)
    والجعفي : قد تقدّم (1) ضبطه في : إبراهيم الجعفي.
    الترجمة :
    قد عدّ الشيخ رحمه الله في رجاله (2) من أصحاب الباقر عليه السلام : إبراهيم ابن نصر.
    ومن أصحاب الصادق عليه السلام إبراهيم بن نصر بن القعقاع الكوفي ، وقال (3) : أسند عنه. انتهى.
    وفي الفهرست (4) أنّ : إبراهيم بن نصر له كتاب.
    وفي القسم الأوّل من الخلاصة (5) أنّ : إبراهيم بن نصر بن القعقاع كوفي ، روى عن أبي عبد الله عليه السلام وأبي الحسن عليه السلام ثقة ، صحيح الحديث. انتهى.
    وقال النجاشي (6) : إبراهيم بن نصر القعقاع الجعفي ، كوفي. يروي عن
1 ـ في صفحة : 338 من المجلّد الثالث.
2 ـ رجال الشيخ : 104 برقم 12 : إبراهيم بن نصر.
3 ـ الشيخ في رجاله أيضاً : 145 برقم 55 قال : إبراهيم بن نصر بن القعقاع الكوفي أسند عنه. وعدّه البرقي في رجاله : 28 من أصحاب الصادق عليه السلام.
4 ـ الفهرست : 32 برقم 18 ، وفي طبعة جامعة مشهد : 18 برقم 29.
5 ـ الخلاصة : 6 برقم 16 ، ووثّقه في معراج أهل الكمال المخطوط : 84 ـ 85 من نسختنـا برقم 27 قال : .. ثقة صحيح الحديث ، ثمّ قال : والجماعة التي تروي عن أبي محمّد هارون التلعكبري .. غير مشخّصة ، لكنهم من مشايخ الإجازات ، فلا تقدح جهالتهم.
6 ـ النجاشي في رجاله : 17 برقم 27 طبعة المصطفوي ، وفي طبعة الهند : 15.


(44)
أبي عبدالله وأبي الحسن عليهما السلام ثقة صحيح الحديث. قال ابن سماعة : بجليّ ، وقال ابن عبده : فزاريّ ، له كتاب ، رواه جماعة. انتهى المهم من كلام النجاشي.
    قلت : قد مرّ (1) ضبط البجلي في : أبان بن عثمان.
    وضبط الفزاري (2) في : إبراهيم بن الحكم بن ظهير ، فلاحظ.
    ووثّقه في رجال ابن داود (3) ، والحاوي (4) ، ومقدّمة الجامع (5) ، والبلغة (6) ، والوجيزة (7) ، ومشتركات الطريحي ( 8 ) ، والكاظمي ( 9 ) ، ورجال
خ. ل : ابن عقدة. [ منه ( قدّس سرّه ) ] .
    أقول : وفي مجمع الرجال 1 / 76 عن رجال النجاشي : ابن عقدة ، ونسخة المجمع من رجال النجاشي أصح نسخة عثرنا عليها ، فتفطّن.
    ثمّ إنّه يحتمل سقوط حرف العاطف من نسخة رجال النجاشي والتقدير وقال ابن سماعة : بجلي ، وحتّى من دون حرف العاطف صريح في ذلك فيكون المترجم على نقل النجاشي جعفيّاً ، وعلى كلام سماعة بجليّاً ، وعلى قول ابن عقدة فزاريّاً ، فتفطّن.
    ويحتمل أن يكون جعفياً نسباً ، وبجليّاً ولاءً ، وفزاريّاً لسكناه في بني فزارة ، و إن كان هذا الاحتمال لا شاهد له.
1 ـ في صفحة : 128 من المجلّد الثالث.
2 ـ في صفحة : 371 و 62 من المجلّد الثالث.
3 ـ رجال ابن داود : 19 برقم 41 ، وفي الطبعة الحيدريّة : 34 برقم 41. ويظهر من المصادر المذكورة أنّه يروي عن الإمام الباقر والصادق والكاظم عليهم السلام.
4 ـ الحاوي المخطوط : 13 برقم 19 من نسختنا ، [ المحقّقة 1 / 135 برقم ( 19 ) ] .
5 ـ لم أعثر على نسخة الجامع إلى اليوم.
6 ـ بلغة المحدّثين : 326.
7 ـ الوجيزة : 143 [ رجال المجلسي : 146 برقم 50 ] .
8 ـ المسمّى بـ : جامع المقال : 53.
9 ـ المسمّى بـ : هداية المحدّثين : 12.


(45)
الوسائل أيضاً (1). ولعلّ نسخة المنهج (2) الّتي كانت عند الوحيد قد كان التوثيق ساقطاً فيها من كلام النجاشي ، والخلاصة. ولذا التجأ إلى استشعار وثاقته من قول الشيخ رحمه الله : أسند عنه. ومن رواية جعفر بن بشير ، عنه. ومن كونه ذا كتاب ، فإنّه مع التوثيقات المذكورة لا حاجة إلى هذه الاستشهادات ، لكونها
1 ـ وسائل الشيعة 20 / 123 برقم 46 ، ووثّقه الشيخ الحرّ رحمه الله في رجاله المخطوط : 5 من نسختنا ، ووثّقه في نقد الرجال : 15 برقم 124 [ المحقّقة 1 / 91 برقم ( 152 ) ] ، ومنتهى المقال : 27 [ المحقّقة 1 / 209 برقم ( 88 ) ] ، وجامع الرواة 1 / 36 ، وتوضيح الاشتباه : 20 برقم 62 ، و إتقان المقال : 9 ، وملخّص المقال : 30 ، والوسيط المخطوط : 16 من نسختنا ، وفي معراج أهل الكمال : 84 برقم 27 [ المخطوط : 85 من نسختنا ] ، وجامع المقال : 53 ، وهداية المحدّثين : 12 فهؤلاء وثّقوه صريحاً.
2 ـ منهج المقال : 28 [ المحقّقة 1 / 210 برقم ( 88 ) ] .
    أقول : لعلّ نسخة المنهج الّتي كانت عند المؤلّف قدّس سرّه كان وقد سقط منها توثيق النجاشي والعلاّمة ، ولكن نسختنا فيها تصريح بذلك ، و إليك نصّ عبارته رحمه الله : إبراهيم بن نصر بن القعقاع ـ بالقاف المفتوحة قبل العين غير المعجمة ، وبعدها العين غير المعجمة أخيراً ـ الجعفي كوفي ، روى عن أبي عبد الله ، وأبي الحسن ، ثقة ، صحيح الحديث ، ( صه ) و ( جش ) .. إلاّ أنّ فيه القعقاع الجعفي كوفي يروي .. إلى آخره ، ثمّ فيه : قال ابن سماعة : بجلي ، وقال ابن عبدة : فزاري ، له كتاب ، رواه جماعة ، أخبرنا أحمد بن عبد الواحد ، قال : حدّثنا عليّ بن حبشي ، قال : حدّثنا حميد بن زياد .. إلى أن قال : وفي ( قر ) إبراهيم بن نصر ، وزاد ( ق ) : القعقاع الكوفي ، أسند عنه .. إلى آخره.
    ويتّضح من عبارة المنهج أنّه ذكر توثيق الخلاصة والنجاشي وليس فيه ( أسند عنه ) إلاّ نقلا عن رجال الشيخ رحمه الله ، فتفطّن.
    وفي منتهى المقال : 27 والطبعة المحقّقة 1 / 209 برقم ( 88 ) ، أقول : لمّا كان التوثيق ساقطاً في كلام ( جش ) و ( صه ) من نسخته [ أي الوحيد ] أيده الله من رجال الميرزا أستدل بما استدل وهو موجود في سائر النسخ ، فلاحظ.
تنقيح المقال ـ الجزء الخامس ::: فهرس