تنقيح المقال ـ الجزء الخامس ::: 166 ـ 180
(166)
    الترجمة :
    قد عدّه الشيخ رحمه الله في رجاله (1) : اُبيّ بن مالك الجوشي ، وقيل : العامري (2) ، من رجال الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم.
    وفي رجال ابن داود (3) أنّه : مهمل *.
1 ـ رجال الشيخ : 4 برقم 17 ، وعدّه في ملخّص المقال في قسم المجاهيل ، وعنونه في نقد الرجال : 16 برقم 5 [ المحقّقة 1 / 98 برقم ( 172 ) ] : اُبيّ بن مالك الجوشي ( خ.ل : الجرشي ) وقيل : العامري ( ل). ( جخ).
2 ـ ولا منافاة بين الجوشي والعامري ، حيث إنّ الجوهري قال في الصحاح 3 / 1001 : وحريش : قبيلة من بني عامر.
3 ـ رجال ابن داود : 21 برقم 49.
(*)
حصيلة البحث
    لمّا لم أقف على ما يوضّح حال المترجم ، فلابدّ من عدّي له من المجاهيل ، وفي العنوان كلام في أنّه ( اُبيّ ) أم أنّه : عمرو بن مالك !.

[ 680 ]
    عنونه بعض المعاصرين في قاموسه 1 / 239 ـ 240 ، فقال : أثال بن حجل. قال نصر بن مزاحم في صفّينه ما حاصله : خرج أثال من عسكره عليه السلام بعد تحريض الأشتر لهم فنادى : هل من مبارز ؟ فدعا معاوية حَجْلاً ، فقال : دونك الرجل ، وكانا مستبصرين في رأيهما ، فبرز كلّ واحد منهما إلى صاحبه فبدره الشيخ بطعنة ، فطعنه الغلام ، وانتمى فإذا هو ابنه ، فنزلا فاعتنق كلّ واحد منهما صاحبه وبكيا ، فقال له الأب : هلمّ إلى الدنيا ، فقال له الغلام : يا أبه ! هلمّ إلى الآخرة. والله يا أبه ! لو كان من رأيي الانصراف إلى أهل الشام لوجب عليك أن


(167)
[ 681 ]
     [ الترجمة : ]
    لم أقف فيه إلاّ على عدّ الشيخ رحمه الله له في رجال رسول الله صلّى الله عليه
يكون من رأيك أن تنهاني ، واسوأتاه ، فماذا أقول لعليّ [ عليه السلام ] وللمؤمنين الصالحين .. كن على ما أنت عليه ، وأنا أكون على ما أنا عليه ، وانصرف حجل إلى أهل الشام ، وانصرف أثال إلى أهل العراق ، فخبّر كلّ واحد منهما أصحابه ، فقال في ذلك حجل :
إنّ حجل بن عامر وأثال أصبحا يضربان في الأمثال
     .. إلى آخر الأبيات
    فقال أثال :
إنّ طعنيوسط العجاجة حَجلا كنت أرجو به الثواب من اللَّـ لم يكن في الّذي نَويت عُقُوقا ـه وكوني مع النبيّ رفيقا
    راجع : كتاب صفّين لنصر بن مزاحم : 443 ـ 444 وهذا نصّ ما أورد نصر بن مزاحم في كتابه صفّين ، وعليه طبق ، وهو يخالف كثيراً ما نقله صاحب القاموس ، فتدبّر.
    هذا تمام ما جاء به المعاصر ، إلاّ أنّ الّذي يرد عليه أنّ أثال هذا ليس من الرواة ، ولا وقع في طريق رواية ، وليس فيه ما يشير إلى ترجمة راو من الرواة ، فعنوان الرجل في غير محلّه ، حيث إنّ موضوع الكتاب في ترجمة الرواة ، ومعرفة وثاقتهم وضعفهم ، فعنوان المترجم له في غير محلّه ، و إن كان في أعلى مراتب الحسن.


(168)
وآله وسلّم (1) بقوله : اُبيّ بن معاذ بن أنس بن قيس أخو أنس بن معاذ ، وهما لأمّ. انتهى.
    وفي اُسد الغابة (2) أنّه : شهد مع أخيه أنس بن معاذ بدراً واُحداً ، وقتلا يوم بئر معونة شهيدين. انتهى (3) *.

[ 682 ]
     [ الضبط : ]
    أثال : بالهمزة ، والثاء المثلّثة ، والألف ، واللام (4).
1 ـ رجال الشيخ : 4 برقم 14 ، قد بسطت الكلام في المترجم وأخيه في ترجمة ـ أناس ـ فقد أثبتنا أن ليس هناك مسمّى بـ : أناس و إنّما ، هو أنس جزء ترجمة أُبيّ بن معاذ ، فراجع.
2 ـ اُسد الغابة 1 / 51.
3 ـ ولاحظ : الإصابة 1 / 33 برقم 34 ، والاستيعاب 1 / 28 برقم 3 .. وغيرهما.
(*)
حصيلة البحث
    إنّ شهادة المترجم في حياة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم توجب الحكم بحسنه ، فتفطّن.
4 ـ اُثال بالضمّ : اسم جبل ومنه سمّي الرجل اُثالاً. صرّح به في الصحاح 4 / 1620 مادة ( أثل ) ، أمّا الأَثال ـ بالفتح ـ فهو بمعنى المجد كما فيه أيضاً ، فراجع. وانظر : القاموس المحيط 3 / 327.
    وانظر ضبطه في الجرح والتعديل 2 / 342 وهامش توضيح المشتبه 1 / 125.


(169)
     [ الترجمة : ]
    عدّه بعضهم من الصحابة (1). وفيه تأمّل *.

[ 683 ]
     [ الضبط : ]
     [ أثبج : ] بالهمزة ، والثاء المثلّثة ، والباء الموحّدة ، والجيم (2).
     [ الترجمة : ]
    عدّ من الصحابة (3) ، وحاله مجهول **.
1 ـ عدّه ابن الأثير الجزري في اُسد الغابة 1/51 ، والإصابة 1/33 برقم 35 في الصحابة ، وتجريد أسماء الصحابة 1/4 برقم 38 .. وغيرها.
    أقول : وجه التأمّل هو أنّه رويت صحبته من طريق منكر كما في تجريد أسماء الصحابة.
(*)
حصيلة البحث
    لم أقف في المصادر العاميّة وغيرها على ما يوجب الحكم عليه بمدح أو قدح ، فهو ممّن لم يبيّن حاله.
2 ـ الأَثبج : العريض الثَبَج ، والثَبَج : ما بين الكاهل إلى الظهر كما في الصحاح 1 / 301 ـ 302 مادة ( ثبج ) ، وانظر : القاموس المحيط 1 / 180 وهامش توضيح المشتبه 1 / 125.
3 ـ كما ذكره في الإصابة 1 / 34 برقم 36.
(**)
حصيلة البحث
    لم يذكر أصحاب المعاجم الرجاليّة عن المعنون ما يوضّح حاله ، فهو غير معلوم الحال.


(170)
[ 684 ]
     [ الضبط : ]
    أَثْوَب : بالهمزة ، والثاء المثلّثة ، والواو ، والباء الموحّدة ، وزان أحمد (1).
     [ الترجمة : ]
    عدّه في اُسد الغابة (2) والإصابة (3) و .. غيرهما (4) من الصحابة.
    ولم يعرف حاله *.

[ 685 ]
    الضبط :
    أَجْلَح : بالهمزة المفتوحة ، والجيم الساكنة ، واللام المفتوحة ، ثمّ الحاء المهملة.
مصادر الترجمة
    اُسد الغابة 1 / 52 ، الإصابة 1 / 34 برقم 37 ، تجريد أسماء الصحابة 1 / 4 برقم 39.
1 ـ اُنظر ضبط أَثْوَب في توضيح المشتبه 1 / 289.
2 ـ اُسد الغابة 1 / 52.
3 ـ الإصابة 1 / 34 برقم 37.
4 ـ تجريد أسماء الصحابة 1 / 4 برقم 39.
(*)
حصيلة البحث
    لم أجد من تعرّض لحال المترجم من الرجاليّين ، فهو على هذا مجهول الحال.
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 335 برقم 41 ، منتهى المقال : 29 [ المحقّقة 1 / 221 برقم ( 100 ) ] ، نقد الرجال : 374 [ المحقّقة 5 / 76 برقم ( 5795 ) ] ، مستدرك الوسائل 3 / 779 من الطبعة الحجريّة وخاتمة المستدرك 7 / 131 برقم 81 من طبعة مؤسسة آل البيت ، جامع الرواة 1 / 39 ، معجم رجال الحديث 1 / 365 [ من الطبعة الحجريّة ] ، كامل الزيارات : 50 باب 14 حديث 1 ، الكافي 1 / 298 ، الأمالي للشيخ الطوسي : 221 و 266 ، بشارة المصطفى : 46 ، تقريب التهذيب 1 / 49 برقم 323 ، تهذيب التهذيب 1 / 189 برقم 353 [ 1 / 165 ] ، طبقات ابن سعد 6 / 350 ، أحوال الرجال : 52 برقم 32 ، والعلل : 377 برقم 2501 ، تاريخ الثقات : 57 برقم 84 ، المغني للذهبي 1 / 32 برقم 229 ، الكاشف 1 / 99 برقم 233 ، ميزان الاعتدال 1 / 78 برقم 274 ، البداية والنهاية 10 / 96 ، تاريخ الثقات للعجلي : 57 برقم 48 ، الطبقات الكبرى 6 / 350 ، العقد الفريد 5 / 309 ، شذرات الذهب 1 / 216 ، المجروحين 1 / 175 ، تهذيب الكمال 2 / 275 برقم 282 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 8 / 97 ، صفّين لنصر بن مزاحم : 462.


(171)
    والجَلَح : هو انحسار الشعر عن جانبي الرأس ، أوّله النَزَع ، ثمّ الجَلَح ، ثمّ الصَلَع (1). وقد تعارفت التسمية به ، ولذا لم يدخله هنا اللام (2).
1 ـ صرّح به الجوهري في الصحاح 1 / 359 ، وقال في تاج العروس 2 / 131 : الجَلَح ـ محرّكة ـ انحسار الشعر عن جانبي الرأس ، وقيل ذهابه عن مقدم الرأس ، وقيل إذا زاد قليلاً على النزعة .. ، ثمّ نقل عن أبي عبيد أنّه : إذا انحسر الشعر عن جانبي الجبهة فهو أنزع ، فإذا زاد قليلاً فهو أجلح ، فإذا بلغ النصف ونحوه فهو أجلى ، ثمّ هو أجله.
2 ـ أشكل بعض المعاصرين في قاموسه 1 / 240 على المؤلّف قدّس سرّه قوله : ولذا لم يدخله اللام ، بقوله : قلت : ولذا لم يدخله اللام غريب بعد نقله تعبير الشيخ في رجاله : الأجلح ، وكأنّه غفل عنه ولاحظ ما نقله عن القاموس فقط.
    أقول : لم يغفل المؤلّف قدّس سرّه ، بل المشكل ، وذلك أنّ ( أجلح ) له معنى وصفي ، ويستعمل علماً لأفراد ، فتارة يستعمل ويطلق بلحاظ العلميّة ، وحينئذ يجب أن لا تدخل الألف واللام على الكلمة ، وتارة تستعمل الكلمة بلحاظ التوصيف وحينئذ يصحّ أن تدخل على الكلمة الألف واللام ، وبهذه القاعدة لمّا عنون المترجم باسمه فقال : يحيى ذكر اسمه الثاني فقال : يحيى بن عبدالله الأجلح أبو حجيّة ، فذكره وصفاً ليحيى ، ولذا اُدخل الألف واللام ، ولمّا ذكر بعنوان العلمية حذف الألف واللام ، فتفطّن.


(172)
    وحُجَيَّة : بضمّ الحاء المهملة ، وفتح الجيم ، وتشديد الياء المفتوحة ، اسم رجل.
    قال في القاموس (1) : وأبو حُجَيَّة ـ كسُمَيَّة ـ أجلح بن عبدالله بن حجيّة ، محدّث. وحجيّة بن عديّ تابعي. انتهى.
    فإنّ وصفه لحجيّة في آخر العبارة بالابن ، نصّ في أنّ الكلمة اسم رجل. وهو و إن لم يضبط سميّة في : س. م. ى. بما ضبطناه به ، وضبطه نصر في محكي معجمه بفتح أوّله كغَنية ، إلاّ أنّ بعض أساطين أهل اللغة ضبطه بضمّ ، ففتح ، فتشديد (2).
    والكندي قد مرّ (3) ضبطه في : إبراهيم بن مرثد.
    الترجمة :
    عدّه الشيخ رحمه الله في رجاله (4) من أصحاب الصادق عليه السلام ، بقوله : يحيى بن عبدالله بن معاوية الكندي الأجلح أبو حجيّة. انتهى.
    وظاهره كونه إماميّاً.
1 ـ القاموس المحيط 4 / 315 في مادة ( ح ج ا )، وقال في تاج العروس 10 / 84 في مادة ( ح ج ا ) : وأبو حجيّة ـ كسميّة ـ أجلح بن عبدالله بن حجية الكندي محدّث عن الشعبي وعكرمة ، وعنه القطان وابن نمير وخلق ، وثّقه ابن معين وغيره ، وضعّفه النسائي ، وهو شيعي مع أنّه روى عنه شريك أنّه قال : سمعنا أنّه ما سبّ أبا بكر وعمر أحد إلاّ افتقر أو قتل. مات سنة 145 كذا في الكاشف. ومن هنا يعلم أنّ قول بعض المعاصرين : لم يذكر أحد أنّ الأجلح اسم ، لا يتمتع بصحّة ، لتصريح القاموس وتاج العروس في الترجمة : أجلح ـ بغير ألف ولام ـ وكذا ذكره بغير الألف واللام في ميزان الاعتدال 1/78 برقم 274 ، فتفطّن.
2 ـ كما في توضيح المشتبه 5/165.
3 ـ في صفحة : 381 من المجلّد الرابع.
4 ـ رجال الشيخ : 335 برقم 41 ، ولاحظ : منتهى المقال 367 [ المحقّقة 7/27 برقم ( 3239 ) ] ، ومنهج المقال : 99 ، ونقد الرجال : 374 [ المحقّقة 5/76 برقم ( 5795 ) ] .


(173)
    وعن تقريب ابن حجر (1) أنّه : يقال : اسمه يحيى ، صدوق ، شيعي ، من التابعة (2).
    وقال الذهبي (3) : وثّقه ابن معين و .. غيره. وضعّفه النسائي ، وهو شيعي ،
1 ـ تقريب التهذيب 1/49 حديث 323.
2 ـ كذا ، والصحيح : السابعة.
3 ـ في ميزان الاعتدال 1/78 برقم 274 ، قال : أجلح بن عبدالله أبو حجيّة الكندي الكوفي ، يقال : اسمه يحيى ، روى عن الشعبي وطبقته ، وعنه الثوري ، والقطّان ، وأبو اُسامة ، وخلق ، وثّقه ابن معين ، وأحمد بن عبدالله البجلي .. إلى أن قال : قال أبو حاتم : ليس بالقويّ ، وقال النسائي : ضعيف له رأي سوء ، وقال القطّان : في نفسي منه شيء ، وقال ابن عدي شيعي صدوق ، وقال الجوزجاني : الأجلح مفتر.
3 ـ وفي ميزان الاعتدال 4/388 برقم 9558 : يحيى بن عبدالله أبو حجيّة الكندي الأجلح الكوفي الشيعي ، عن الشعبي وجماعة ، وعنه شعبة ، وعليّ بن مسهر ، وطائفة ، وقد مرّ بلقبه ، قال ابن عدي : هو عندي صدوق ، إلاّ أنّه يعدّ في الشيعة ، وهو مستقيم الحديث ، وقال ابن معين : لا بأس به ، وقال الجوزجاني : الأجلح مفتر ، وقال أبو حاتم لا يحتجّ به ليس بقويّ ، وفي البداية والنهاية 10/96 : وفيها [ أي في سنة 145 ] توفّي من المشاهير والأعيان : الأجلح بن عبدالله .. وطبقات ابن سعد 7/326 في ترجمة عنبسة بن عبدالواحد أبو سعيد يروي عن فلان وفلان .. إلى أن قال : والأجلح الكندي ، وفي المغني في الضعفاء 1/32 برقم 229 : أجلح بن عبدالله أبو حجيّة الكندي ، عن الشعبي ، شيعي لا بأس بحديثه ، وليّنه بعضهم ، وقال الجوزجاني : الأجلح مفتر ، وفي شذرات الذهب 1/216 في حوادث سنة 145 : ( وفيها توفّي الأجلح الكندي من مشاهير محدّثي الكوفة .. وقال العجلي في تاريخ الثقات : 57 برقم 48 : الأجلح بن عبدالله الكندي كوفي ثقة ، وفي تهذيب التهذيب 1/189 برقم 353 : أجلح بن عبدالله بن حجيّة ، ويقال : معاوية الكندي أبو حجيّة ، ويقال : اسمه يحيى ، والأجلح لقب ، روى عن أبي إسحاق ، وأبي الزبير ، ويزيد بن الأصمّ ، وعبد الله بن بريدة ، والشعبي .. وغيرهم ، وعنه شعبة ، وسفيان الثوري .. ثمّ ذكر تضعيف بعض وتوثيق آخرين ، وقال


(174)
مات سنة خمس وأربعين ومائة. انتهى.
    وأقول : إذا انضمّ ما ذكراه إلى كونه إماميّاً، كان حسناً ، بل وثّقه المفيد رحمه الله بقوله في كتاب الكافئة في إبطال توبة الخاطئة (1) بعد ذكر حديث هو في سنده : هذا الحديث صحيح الإسناد ، واضح الطريق ، جليل الرواة. انتهى (2).
مات سنة 145 في أوّل السنة.
    وقال ابن عدي : له أحاديث صالحة ، ويروي عنه الكوفيون وغيرهم ، ولم اَرَ له حديثاً منكراً مجاوزاً للحدّ ..
    وفي طبقات ابن سعد 6/350 : الأجلح بن عبدالله الكندي ، يكنّى : أبا حجيّة ، توفّي في خلافة أبي جعفر بعد خروج محمّد و إبراهيم ابني عبدالله بن الحسن بن الحسن ، ـ وخرجا سنة 145 ـ ، وكان ضعيفاً جدّاً.
    وفي أحوال الرجال للجوزجاني : 52 برقم 32 : الأجلح مفتر ، وذكره في العلل لأحمد بن محمّد بن حنبل : 377 برقم 2501 ، والمجروحين لمحمّد بن حبّان البستي : 175 ، والكاشف 1 / 99 برقم 233 ، وتهذيب الكمال 2/275 برقم 282 .. وغيرها.
    أقول : ذكرت بعض روايات المترجم له ، وبعض ما قاله أرباب الجرح والتعديل من العامّة فيه ، و إنّي ـ وأيم الحقّ ـ لا أشكّ في جلالته وحسنه ، و إنّه إمامّي عارف بمنزلة أهل البيت عليهم السلام ، وليست تضعيفات العامّة له إلاّ لولائه لأهل البيت عليهم السلام ، وصموده في قبال أعدائهم.
1 ـ كتاب الكافئة في ابطال توبة الخاطئة : 43 حديث 52 ذكر الحديث تجميعاً وقد أخذه من بحار الأنوار 32/307 وليس ما فيه من ذيل.
2 ـ جاء في مستدرك الوسائل 3/779 حديث 1 بسنده : .. عن جميل بن دراج ، عن أخيه نوح ، عن الأجلح ، عن سلمة بن كهيل ، عن عبدالعزيز ، عن عليّ عليه السلام ..
الأجلح برواياته وتاريخه
    في الكافي 1/298 باب الاشارة والنصّ على الحسن بن عليّ عليهما السلام حديث 3 بسنده : .. عن أبي بكر الحضرمي قال : حدّثني الأجلح ، وسلمة بن كهيل ، وداود بن أبي يزيد ، وزيد اليمامي ، قالوا : حدّثنا شهر بن حَوْشب إنّ عليّاً عليه السلام حين سار


(175)

إلى الكوفة استودع اُمّ سلمة كتبه والوصيّة ، فلمَّا رجع الحسن عليه السلام دفعتها إليه.
    وفي الامالي لشيخ الطائفة الطوسي 1/221 المجلس الثامن بسنده : .. قال : اخبرني أبو الحسن عليّ بن محمّد الكاتب ، قال : حدّثنا الأجلح ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن ثعلبة بن يزيد الحماني ، قال : كتب أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام إلى معاوية بن أبي سفيان .. وفي 266 المجلس العاشر من الأمالي بسنده : .. قال : حدّثنا عبدالرحمن ، قال : حدّثنا أبي ، قال : حدّثني الأجلح بن عبدالله الكندي ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، قال : ناجى رسول الله صلّى الله عليه وآله عليّ بن أبي طالب عليه السلام يوم الطائف فأطال مناجاته ، فرأى الكراهة في وجوه رجال ، فقالوا : قد أطال مناجاته منذ اليوم ، فقال : « ما أنا انتجيته ، ولكن الله عزّ وجلّ انتجاه ».
    وفي البداية والنهاية للناصبي ابن كثير 7/356 نقله بهذا المضمون.
    وفي : 340 الجزء الثاني عشر بسنده : .. عن عبدالله بن مسلم الملاي ، عن الأجلح ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله دعا عليّاً عليه السلام وهو محاصر الطائف ..
    وفي بشارة المصطفى لشيعة المرتضى : 46 وفي الطبعة الجديدة : 84 حديث 14 بسنده : .. قال : حدّثنا إسماعيل بن عمرو البجلي ، عن الأجلح ، عن حبيب بن ثابت ، عن عاصم بن ضمرة ، عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، قال : « أخبرني رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّ أوّل من يدخل الجنّة أنا، وأنت، وفاطمة، والحسن ، والحسين » ، قلت : « يارسول الله ! فمحبّونا ؟ » قال صلّى الله عليه وآله وسلّم : « من ورائكم ».
    وفي بشارة المصطفى : 196 ، وفي الطبعة الجديدة : 303 حديث 2 بسنده : .. عن عمرو بن شمر ، عن الأجلح ، عن الشعبي ، قال : سئل الحسن بن عليّ عليهما السلام .. والحديث طويل وهو في فضل أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم الأبرار.
    أقول : ومن روايته هذه يتّضح خالص ولائه وصريح تمسكّه بأهل البيت عليهم السلام. وفي البداية والنهاية 7/343 : وقال الإمام أحمد : حدّثنا ابن نمير ، ( ثنا ) [ أي حدّثنا ] الأجلح الكندي ، عن عبدالله بن بريدة ، عن أبيه بريدة ، قال : بعث


(176)

رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم بعثتين إلى اليمن على إحديهما عليّ بن أبي طالب [ عليه السلام ] وعلى الاُخرى خالد بن الوليد ، وقال : إذا التقيتما فعليّ على الناس ، و إذا افترقتما فكلّ واحد منكما على جنده ، قال : فلقينا بني زيد من أهل اليمن فاقتتلنا فظهر المسلمون على المشركين ، فقتلنا المقاتلة وسبينا الذريّة ، فاصطفى عليّ [ عليه السلام ] امرأة من السبي لنفسه ، قال بريدة : فكتب معي خالد بن الوليد إلى رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم يخبره بذلك ، فلمّا أتيت رسول الله [ صلّى الله عليه وآله وسلّم ] دفعت إليه الكتاب فقرئ عليه ، فرأيت الغضب في وجه رسول الله [ صلّى الله عليه وآله وسلّم ] فقلت : يارسول الله ! هذا مكان العائذ ، بعثتني مع رجل ، وأمرتني أن أطيعه فبلّغت ما اُرسلت به ، فقال رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم : « لا تقع في عليّ [ عليه السلام ] فإنّه منّي وأنا منه ، وهو وليّكم بعدي ».
    قال ابن كثير في البداية والنهاية بعد تمام الحديث : هذه اللفظة ( وهو وليكم بعدي ) منكرة ، والأجلح شيعيّ ، ومثله لا يقبل اذا تفرّد بمثلها ، وقد تابعه فيها من هو أضعف منه ، والله اعلم ! وفي الأمالي للشيخ الطوسي قدّس سرّه 1/331 المجلس الثاني عشر حديث 662 في طبعة مؤسسة البعثة بسنده : .. قال : حدّثنا عبدالله بن مسلم الملائي ، عن الأجلح ، عن ابن الزبير ، عن جابر : أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله .. ، وبحار الأنوار 40/34 باب 91 حديث 66 والعمدة لابن بطريق : 362.
    أقول : إنّ ابن عبّاس رحمه الله كان يقول : كنّا نبور أولادنا بحبّ عليّ رضي الله عنه النهاية لابن الأثير 1/161 ، وفي شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 8/97 ، وصفّين لنصر بن مزاحم : 462 واللفظ للأوّل : قال نصر : وحدّثنا عمر بن سعد ، عن الأجلح بن عبدالله الكندي ، عن أبي جحيفة ، قال : جمع معاوية كلّ قرشيّ بالشام ، وقال لهم : العجب يامعشر قريش ! إنّه ليس لأحد منكم في هذه الحرب فعال يطول بها لسانه غداً ما عدا عمراً ، فما بالكم ؟! أين حميّة قريش ؟ فغضب الوليد بن عُقبة ، وقال : أي أفعال تريد ؟ والله ما نعرف في أكفائنا من قريش العراق من يغني غناءنا باللسان ، ولا باليد ، فقال معاوية : بلى إنّ اولئك وقوا عليّاً بأنفسهم ، قال الوليد : كلاّ ، بل وقاهم عليٌّ بنفسه ،


(177)
    فهو حسن كالصحيح *.
قال ويحكم ! أما فيكم من يقوم لقِرْنه منهم مبارزة ومفاخرة ! فقال مروان : أمّا البراز فإنّ علياً لا يأذن لحسن ولا لحسين ولا لمحمّد بنيه فيه ، ولا لابن عبّاس و إخوته ، ويَصْلي الحرب دونهم ، فلأيّهم نبارز ؟! وأمّا المفاخرة ؛ فبماذا نفاخرهم ! بالإسلام أم بالجاهليّة ؟! فإن كان بالإسلام ، فالفخر لهم بالنبوة ، و إن كان بالجاهلية فالملك فيه لليمن ، فإن قلنا : قريش ، قالوا لنا عبدالمطلب .. وفي شرح النهج لابن أبي الحديد 4/118 قال أبو عمر : وروى ابن فضيل ، عن الأجلح ، عن حبّة بن جوين العرني ، قال : سمعت عليّاً عليه السلام يقول : « لقد عبدت الله قبل أن يعبده أحد من هذه الاُمة خمس سنين ».
    وفي 3/170 قال نصر : وحدّثنا مُصْعب ، قال : حدّثنا الأجلح بن عبدالله الكندي عن أبي جحيفة ، قال : جاء عروة البارقي إلى سعد بن وهب ، فسأله فقال : حديث حدّثتناه عن عليّ بن أبي طالب [ عليه السلام ] ، قال : نعم ، بعثني مخنف بن سليم إلى عليّ [ عليه السلام ] عند توجّهه إلى صفّين ، فاتيته بكربلاء ، فوجدته يشير بيده ، ويقول : « هاهنا ، هاهنا ! » فقال له رجل : وما ذاك يا أمير المؤمنين !؟ فقال : « ثقل لآل محمّد ينزل هاهنا ، فويل لهم منكم ! وويل لكم منهم ! » فقال له الرجل : ما معنى هذا الكلام يا أمير المؤمنين ؟ قال : « ويل لهم منكم تقتلونهم ، وويل لكم منهم يدخلكم الله بقتلهم النار ». وفي 6/45 قال أبو بكر : وحدّثنا عليّ بن جرير الطائي ، قال حدّثنا ابن فضيل ، عن الأجلح ، عن حبيب بن ثعلبة بن يزيد ، قال : سمعت عليّاً [ عليه السلام ] يقول : « أما وربّ السماء والأرض ـ ثلاثاً ـ إنّه لعهد النبيّ الاُمّي إليّ : لتَغدَّرنّ بك الامّة من بعدي ».
    وفي شرح النهج لابن أبي الحديد 6/122 بسنده : .. عن فضيل بن خديج عن الأسود الكندي والأجلح ، قالا : توفّي عليّ عليه السلام وهو ابن أربع وستّين سنة في عام أربعين من الهجرة ليلة الأحد لإحدى وعشرين ليلة مضت من شهر رمضان .. إلى آخره.
(*)
حصيلة البحث
    ليس في كلام الشيخ المفيد رحمه الله توثيق صريح للمترجم ، بل صحّح سند رواية هو فيها ، والتصحيح على طريقة القدماء أعمّ ، لكن الّذي يتحصّل من كلمات اعلام الجرح والتعديل من الخاصّة والعامّة أنّ المترجم شيعيّ إماميّ من مشايخ الرواية ومختلطاً بالعامّة وكان بحسب ظروفه شديد التقيّة ، ولتشيعه رماه بعض النواصب بالضعف ، أو أنّه مفتر و إن وثّقه آخرون منهم ، فالرجل يعدّ حسناً ، والرواية من جهته حسنة كالصحيح ، والله العالم.


(178)
[ 686 ]
    الضبط : أجمد : بالهمزة ، والجيم ، والميم ، والدال المهملة ، وزان أحمد (1).
    ويأتي ضبط عجلان (2) [ كذا ] في : جرير بن عجلان (3).
    ومرّ (4) ضبط الهمداني في : إبراهيم بن قوام الدين.
    الترجمة :
    عدّ الرجل من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
    قال في اُسد الغابة (5) : وفد على النبيّ صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ، وشهد فتح
مصادر الترجمة
    توضيح المشتبه 1/118 ، اُسد الغابة 1/52 ، الاستيعاب 1/55 ، الإصابة 1/34 برقم 39 ، الوافي بالوفيات 6/197 برقم 2653.
    1 ـ انظر ضبط أَجْمَد في توضيح المشتبه 1/118.
2 ـ ورد هذا العنوان في توضيح المشتبه 1/118 وقال : عُجْيان بوزن عُثمان ، وقيل : بوزن عُلَيّان.
3 ـ هذه الجملة ( ويأتي ضبط عجلان في جرير بن عجلان ) أقحمت خطأً من الناسخ وهي زائدة يجب حذفها ، ولم نجد ضبط كلمة : عجبان.
4 ـ في صفحة : 254 من المجلّد الرابع.
5 ـ اُسد الغابة 1/52.


(179)
مصر أيّام عمر بن الخطّاب ، وخطبته * معروفة بجيزة مصر. انتهى (1).
    وحاله مجهول.

[ 687 ]
     [ الترجمة : ]
    عدّ من الصحابة الذين نزلوا بالشام (2) ، وحاله مجهول.
(*) خ ل : حطته [ منه ( قدّس سرّه ) ] .
    أقول : وفي توضيح المشتبه : خِطَّتُه.
1 ـ لاحظ الاستيعاب 1/55 ، والإصابة 1/34 برقم 39 ، والوافي بالوفيات 6/197 برقم 2653 ، وفي توضيح المشتبه 1/118 بعد ضبط أجمد وعجيان ، قال : أجمد هذا هَمْداني معدود في الصحابة. ذكره ابن يونس في تاريخه فقال : وفد على رسول الله صلّى الله عليه ] وآله [ وسلّم وشهد فتح مصر ، وخِطَّته بجيزة الفسطاط ، وهو رجل معروف من أهل مصر وما عرفت له رواية. انتهى.
    ثمّ قال : والمشهور في اسم أبيه التشديد وضبطه أبو الحسن .. البغدادي وزان سفيان.
حصيلة البحث
    لم يذكر المعنونون له ما يوضّح حاله فهو غير معلوم الحال ، إلاّ أنّ بعض القرائن توحي بضعفه ، والله العالم.
2 ـ اُسد الغابة 1/52 عنونه .. إلى أن قال : وقيل ليس بصحابيّ وليست له رواية ، والإصابة 1/109 برقم 428 ، وتقريب التهذيب 1/49 برقم 324 ، وتهذيب التهذيب 1/190 برقم 354 ، وتهذيب الكمال 2/280 برقم 283 ، وتجريد أسماء الصحابة 1/9 برقم 42 ، وقال في تاج العروس 8/321 مادة ( ر. هـ. م ) : وأبو رهم السمعي ذكره ابن أبي خيثمة في الصحابة ، وهو تابعي اسمه أحزاب بن أسيد. وانظر : تاج العروس 5/388 ففيه تفصيل أكثر.


(180)
     [ الضبط : ]
    وأحزاب : بالهمـزة ، والحاء ، والـزاي ، والباء الموحّدة ، وزان أعراب (1).
    ويأتي ضبط أسيد في : أسيد بن أبي العلا.
    ورُهْم : بالراء المهملة المضمومة ، والهاء الساكنة ، والميم (2).
    والسمعي : بالسين المهملة ، والميم (3) ، والعين ، والياء ، نسبة إلى جدّه السمَع بن مالك بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس (4).
    والظَهْرِي : بفتح الظاء المعجمة ، وسكون الهاء ، وكسر الراء المهملة ، والياء ، نسبة إلى أبي بطن من حمير ، اسمه : ظهر بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن واثل بن الغوث. وصحّفه بعضهم بـ : ظفر ، وهو خطأ ، كما أنّ كسر الظاء في ظهر
1 ـ أحزاب جمع حِزْب ، بمعنى الطائفة وأصحاب الرجل ، كما في الجوهري 1/109 أو غيرهما من المعاني كما في تاج العروس 1/209.
2 ـ قال في الصحاح 5/1939 : رُهْم ـ بالضمّ ـ : اسم امرأة.
3 ـ قال في توضيح المشتبه 5/166 : قال : السِّمَعي ، قلت : بكسر أوّله وفتح الميم ، وقيل بسكونها تليها عين مهملة مكسورة ، وقيّده ابن الجوزي بفتح السين والميم معاً في بني السِّمَع من حمير ، وبني السَّميعة من الأنصار ، والأشبه ما فعله المصنّف من التفرقة بين النسبتين ، وهو المعروف. ثمّ قال : قال : أبو رُهم أحزابُ بن أسيد ، ويقال فيه : السِّمَاعي نسبة إلى السِّمَع بن مالك بطن من حمير.
4 ـ في تاج العروس 5/388 ذكر تمام النسب ، وانظر الإكمال 4/459 باب السمعي والشمعي.
تنقيح المقال ـ الجزء الخامس ::: فهرس