تنقيح المقال ـ الجزء الخامس ::: 151 ـ 165
(151)
العروس (1) صحّة الضمّ أيضاً حيث قال : وعُمارة : بالضمّ والتخفيف. وعِمارة : بالكسر. انتهى.
    ونقل في المنهج (2) ، عن نسخة من الخلاصة ـ صحّحها الشهيد الثاني رحمه الله ـ ضبط عُمّارة : بالضمّ والتشديد.
    وعن ابن حجر (3) أنّه : بكسر العين على الأصحّ.
    وفي اُسد الغابة (4) أنّ : ابن ماكولا (5) ضبطه بكسر العين.
    وقال أبو عمر : قيل : عِمارة ـ يعني بالكسر ـ والأكثر يقولون : عُمارة بالضمّ. انتهى ما في اُسد الغابة.
1 ـ تاج العروس 3 / 423 ، وفي تهذيب التهذيب 1 / 187 برقم 349 : بكسر العين ، وقيل بضمّها والأوّل أشهر ، وتهذيب الكمال 2 / 260 ، وتوضيح المشتبه 6 / 344 ، وتجريد أسماء الصحابة 1 / 4 برقم 32 ، ورجال الشيخ : 4 برقم 18 ، وغير هذه من المصادر الخاصّة والعامّة : عمارة.
2 ـ منهج المقال : 29.
3 ـ في تقريب التهذيب 1 / 48 برقم 320 ، وفي الاستيعاب 1 / 28 برقم 4 : اُبيّ بن عمارة الأنصاري .. إلى أن قال : بكسر العين ، والإصابة 1 / 31 برقم 29 : اُبيّ بن عمارة ، بكسر العين ، وقيل بضمّها.
4 ـ اُسد الغابة 1 / 48 : عمارة قد ضبطه ابن ماكولا بكسر العين ، وقال أبو عمر ، قيل : عمارة يعني بالكسر ، والاكثر يقولون عمارة بالضّم.
5 ـ قال ابن ماكولا في الإكمال 6 / 271 باب عمارة : وأمّا عمارة بكسر العين فهو اُبيّ بن عمارة الأنصاري له صحبة.


(152)
    الترجمة :
    عدّه الشيخ رحمه الله في رجاله من أصحاب رسول الله صـلّى الله عليه وآله وسلّم وقال أنّه : صلّى مع النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم القبلتين (1).
    ومثله في رجال ابن داود (2).
    وفي اُسد الغابة (3) : إنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم صلّى في بيته القبلتين.
    وعدّه العلاّمة (4) رحمه الله في قسم المعتمدين.
    لكن عن تقريب ابن حجر (5) أنّه : مدني ، سكن مصر ، له صحبة ، وفي إسناد حديثه اضطراب. انتهى *.
1 ـ رجال الشيخ : 4 برقم 18.
2 ـ رجال ابن داود : 20 برقم 46 : اُبيّ بن عمارة بكسر العين ، الأنصاري ( ل ) صلّى القبلتين.
3 ـ اُسد الغابة 1 / 48.
4 ـ في الخلاصة : 22 برقم 2.
5 ـ تقريب التهذيب 1 / 48 برقم 320.
(*)
حصيلة البحث
    لم يذكر المترجم أحد بقدح ولامدح ، إلاّ أنّه يستفاد من بعض أخباره ـ خصوصاً حديث المسح على الخفّين ـ ضعفه ، فهو إمّا ضعيف أو مجهول الحال ، فتفطّن.


(153)
[ 675 ]
     [ الترجمة : ]
    عدّ من الصحابة (1) ، وفيه تأمّل موضوعاً وحكماً *.

[ 676 ]
     [ الترجمة : ]
    عدّه الشيخ رحمه الله في رجاله (2) من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام.
1 ـ قال في الإصابة 1 / 31 برقم 30 : اُبيّ بن القشب الأزدي .. إلى أن قال : قال أبو نعيم وَهَمَ فيه بعض الرواة ، و إنّما هو : عبدالله بن مالك بن القشب ، وهو عبدالله بن بحينة ، وبحينة أمّه ، ولم يذكره في تقريب التهذيب إلاّ في حرف العين 1 / 444 برقم 579 بعنوان : عبدالله بن مالك بن القشيب ـ بكسر القاف ، وسكون المعجمة بعدها موحّدة ـ الأزدي أبو محمّد ، حليف بني المطلب ، يعرف بـ : ابن بحينة ـ بموحّدة ومهملة ، مصغّراً ـ ، صحابي معروف ، مات بعد الخمسين ، وعنونه في اُسد الغابة 1 / 48 ـ 49 ، ونقل قول أبي نعيم ملخّصاً.
(*)
حصيلة البحث
    أقول : قول المؤلّف قدّس سرّه ـ وفيه تأمّل موضوعاً ؛ ـ إشارة إلى أ نّه اُبيّ أو عبد الله ، وحكماً ـ ؛ لعدم وضوح حاله ، فهو مجهول الحال.
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 35 برقم 7 ، رجال ابن داود : 21 برقم 47 ، نقد الرجال : 16 برقم 3 [ المحقّقة 1 / 98 برقم ( 170 ) ] ، منهج المقال : 29 ، منتهى المقال : 29 [ الطبعة المحقّقة 1 / 219 برقم ( 98 ) ] ، رجال شيخنا الحرّ المخطوط : 5 من نسختنا ، وسائل الشيعة 20 / 124 برقم 540 ، إتقان المقال : 158، الخلاصة : 22 برقم 4 ، صفّين لنصربن مزاحم : 186.
2 ـ رجال الشيخ : 35 برقم 7.
    وقال في رجال ابن داود : 21 برقم 47 : اُبيّ بن قيس ، ( ل ) ، ( ي ) ، قتل يوم صفّين ، ونقد الرجال : 16 برقم 3 [ المحقّقة 1 / 98 برقم ( 170 ) ] ، ومنهج المقال : 29 ، ومنتهى المقال : 29 [ الطبعة المحقّقة 1 / 219 برقم ( 98 ) ] ، ورجال الشيخ الحر المخطوط : 5 من نسختنا ، ووسائل الشيعة 20/124 برقم 54 ، قال : اُبيّ بن قيس قتل يوم صفّين ، ذكره العلاّمة في الممدوحين ، والشيخ في أصحاب عليّ عليه السلام وروى الكشّي مدحه ، وذكره في إتقان المقال : 158 في قسم الحسان ، وكذلك في ملخّص المقال ذكره في قسم الحسان.


(154)
    وعدّه في الخلاصة (1) في قسم المعتمدين ، وقال إنّه : قتل يوم صفّين (2). انتهى.
    فالرجل من الحسان *.
1 ـ الخلاصة : 22 برقم 4.
2 ـ أقول : ذكر نصر في كتابه صفّين : 286 ما نصه : ثمّ إنّ النخع قاتلت قتالاً شديداً ، فأصيب منهم يومئذ بكر بن هوذة ، وحنان بن هوذة .. إلى أن قال : واُبيّ بن قيس أخو علقمة [ بن قيس بن الفقيه ] ، وقطعت رجل علقمة بن قيس ، فكان يقول : ما أحبّ أنّ رجلي أصحّ ما كانت ، لما أرجو بها من حسن الثواب من ربّي. ولقد كنت اُحبّ أن أبصر في نومي أخي وبعض إخواني ، فرأيت أخي في النوم فقلت له : يا أخي ! ماذا قدمتم عليه ؟ فقال : التقينا نحن والقوم ، فاحتججنا عنـد الله عـزّ وجلّ فحججناهم. فما سررت بشيء مذ عقلت كسـروري بتلك الـرؤيا.
(*)
حصيلة البحث
    أقول إنّ شهادة المترجم تحت لواء سيّد الوصيّين ، وقائد الغرّ المحـجّلين ، لخير دليل على حسنه ، فهو حسن في أعلى مراتب الحسن.


(155)
[ 677 ]
     [ الترجمة : ]
    عدّه الشيخ رحمه الله في رجاله (1) بهذا العنوان ، من أصحاب رسول الله
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 4 برقم 16 ، الخلاصة : 22 برقم 2 ، رجال ابن داود : 21 برقم 48 [ الطبعة الحيدريّة : 35 برقم ( 48 ) ] ، رجال السيّد بحر العلوم 1 / 465 ، رجال البرقي : 66 ، الدرجات الرفيعة : 324 ، الإحتجاج للطبرسي 1 / 97 ، مجالس المؤمنين 1 / 232 ، بحار الأنوار 10 / 296 ، الكافي 2 / 634 حديث 27 ، الخصال للشيخ الصدوق 2 / 461 ، المناقب لإبن شهرآشوب 1 / 162 ، كتاب السقيفة لسليم بن قيس : 74 ، نقد الرجال : 16 برقم 4 [ المحقّقة 1 / 98 برقم ( 170 ) ] ، وجامع الرواة 1 / 39 ، رجال شيخنا الحرّ المخطوط : 5 من نسختنا ، الوسيط المخطوط في حرف اُبي ، منتهى المقال : 29 [ الطبعة المحقّقة 1 / 220 برقم ( 99 ) ] ، حاوي الأقوال المخطوط : 229 برقم 1204 ، وفي الطبعة المحقّقة 3 / 305 برقم 1293 ، منهج المقال : 29 ، سير أعلام النبلاء 1 / 389 برقم 82 ، كنز العمال 13 / 261 ، المعارف لابن قتيبة : 261 ، طبقات ابن سعد 2 / 340 ، الاستيعاب 1 / 26 برقم 1 ، اُسد الغابة 1 / 49 ، حلية الأولياء 1 / 252 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 2 / 51 ، الإصابة 1 / 32 برقم 22 ، تهذيب التهذيب 1 / 187 برقم 350 ، تقريب التهذيب 1 / 48 برقم 321 ، شذرات الذهب 1 / 31 ، تهذيب الأسماء واللغات 1 / 32 برقم 22 ، تهذيب تاريخ دمشق الكبير 2 / 325 ، تهذيب الكمال 2 / 262 برقم 279 ، الوافي بالوفيات 6 / 190 برقم 2644 ، صفوة الصفوة 1 / 474 برقم 43 ، تذكرة الحفاظ 1 / 16 ، طبقات الحفاظ للسيوطي : 5 برقم 7 ، العبر 1 / 23 في حوادث سنة 19 ، الكاشف 1 / 98 برقم 230 ، الجرح والتعديل 2 / 290 برقم 1057 ، مجمع الزوائد 9 / 311 ، نور القبس : 244.
1 ـ رجال الشيخ : 4 برقم 16 بلفظه.


(156)
صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وقال : يكنّى : أبا المنذر ، شهد العقبة مع السبعين ، وكان يكتب الوحي ، آخى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بينه وبين سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ، شهد بدراً والعقبة (1) ، وبايع لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. انتهى.
    ومثله بحذف اسم آبائه إلى كنيته ، ما في الخلاصة (2) في قسم المعتمدين.
    وكذا في رجال ابن داود (3).
    وعن المجالس (4) ما يظهر منه جلالته و إخلاصه لأهل البيت [ عليهم السلام ] .
    وقال العلاّمة الطباطبائي (5) : إنّه من الاثني عشر الّذين أنكروا على أبي بكر تقدّمه وجلوسه في مجلس رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. قال له :
1 ـ في المصدر : العقبة الثانية ، وهو الصحيح ، إذ هو من أصحاب بيعة العقبة الثانية كما صرّح بذلك السيّد بحر العلوم في رجاله 1 / 465 نقلاً عن السيرة النبوية لابن هشام.
2 ـ الخلاصة : 22 برقم 2.
3 ـ رجال ابن داود : 21 برقم 48.
4 ـ المعروف بـ : أمالي الشيخ الطوسي 2 / 105.
5 ـ السيّد بحر العلوم رحمه الله في رجاله المسمّى بـ : الفوائد الرجاليّة 1 / 465 : اُبيّ بن كعب أبو المنذر ، سيّد القرّاء ، وكاتب الوحي عقبيّ ، بدريّ ، فقيه ، قار ، أوّل من كتب للنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم من الأنصار ، وهو من فضلاء الصحابة ، ومن أعيانهم ، وروى الجمهور عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال : « أقرؤكم اُبيّ ». وكفى دليلاً على فضله وجلالته قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « إنّ الله أمرني أن أقرأ عليك ». وقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « ليهنئك العلم أبا المنذر » ، مات في زمن عمر ، فقال عمر ـ يوم مات ـ : مات اليوم سيّد المسلمين .. إلى أن قال : وهو من الاثني عشر الذين أنكروا على أبي بكر تقدّمه وجلوسه في مجلس رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم .. إلى آخر ما ذكره المصنّف قدّس سرّه في المتن باختلاف أشرنا إلى بعضه.


(157)
يا أبا بكر ! لا تجحد حقّاً جعله الله لغيرك ، ولا تكن أوّل من عصى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في وصيّـته (1) ، وأوّل من صدف عن أمره. ورُدَّ الحقّ إلى أهله تسلم ، ولا تتماد في غيّك تستندم. وبادر بالإنابة (2) يخفّ وزرك. ولا تخصّص بهذا الأمر الّذي لم يجعله الله لك نفسك ، فتلقى وبال عملك ، فعن قليل تفارق ما أنت فيه ، وتصير إلى ربّك ، فيسألك عمّا جئت به (3) ، وما ربّك بظلاّم للعبيد.
    وعن تقريب ابن حجر (4) ـ متّصلاً بنسبه المذكور ، ما لفظه ـ : الأنصاري الخزرجي ، أبو المنذر ، سيّد القرّاء ، يكنّى : أبا الطفيل ـ أيضاً ـ من فضلاء الصحابة (5) ..
    مات في زمن عمر ، فقال عمر : مات اليوم سيّد المسلمين. شهد العقبة مع السبعين (6).
    وعن المناقب لابن شهرآشوب (7) أنّه : قال النبيّ صلّى الله عليه وآله :
1 ـ في المصدر : في وصيّه وصفيّه بدل : في وصيّـته.
2 ـ في المصدر : بالأمانة.
3 ـ في المصدر : عمّا جَنَيْتَ.
4 ـ تقريب التهذيب 1 / 48 برقم 321.
5 ـ إلى هنا ما في التقريب ، وفيه زيادة ، وهي قوله : اختلف في سنة موته اختلافاً كثيراً ، قيل : سنة تسع عشرة ، وقيل : سنة اثنتين وثلاثين ، وقيل غير ذلك
6 ـ نقل في الدرجات الرفيعة : 325 ، ذلك عن تقريب التهذيب ولم أجده فيه ولعلّه في موضع آخر.
7 ـ أقول لم أجد في المناقب ما نقل عنه ، نعم في 1 / 162 منه عدّ المترجم في كُتّاب الوحي. لكن ذكر هذه المآثر في الاستيعاب 1 / 26 برقم 2 ، واُسد الغابة 1 / 49 ، وطبقات


(158)

ابن سعد 2 / 340 ، وحلية الأولياء 1 / 251 برقم 39 ، وكتاب سليم بن قيس : 74 [ الطبعة المحقّقة 2 / 571 ـ 576 ] وعنه في بحار الأنوار 28 / 284 وغيرها.
    وقد روى ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 2 / 51 ـ 52 بسنده : .. عن أبي سعيد الخدري ، قال : سمعت البراء بن عازب يقول : لم أزل لبني هاشم محبّاً ، فلمّا قبض رسول الله صلّى الله عليه [ وآله وسلّم ] تخوّفت أن تتمالأ قريش على إخراج هذا الأمر عن بني هاشم ، فأخذني ما يأخذ الواله العجول .. إلى أن قال : فمكثت اُكابد ما في نفسي ، فلمّا كان بليل ، خرجت إلى المسجد ، فلمّا صرت فيه ، تذكّرت أنّي كنت أسمع همهمة رسول الله صلّى الله عليه [ وآله وسلّم ] بالقرآن ، فامتنعت من مكاني ، فخرجت إلى الفضاء ـ فضاء بني بياضة ـ وأجد نفراً يتناجون ، فلمّا دنوت منهم سكتوا ، فانصرفت عنهم ، فعرفوني وما أعرفهم ، فدعوني إليهم ، فأتيتهم فأجد المقداد بن الأسود ، وعبادة بن الصامت ، وسلمان الفارسي ، وأبا ذرّ ، وحذيفة ، وأبا الهيثم بن التيهان ، و إذا حذيفة يقول لهم : والله ليكونّن ما أخبرتكم به ، والله ما كُذِبت ولا كَذبت ، و إذا القوم يريدون أن يعيدوا الأمر شورى بين المهاجرين ، ثمّ قال : ائتوا اُبّي بن كعب فقد علم كما علمت ! قال : فانطلقنا إلى اُبيّ ، فضربنا عليه بابه ، حتّى صار خلف الباب ، فقال : من أنتم ؟ فكلّمه المقداد ، فقال : ما حاجتكم ؟ فقال له : إفتح عليك بابك ، فإنّ الأمر أعظم من أن يجري من وراء حجاب ، قال : ما أنا بفاتح بابي ، وقد عرفت ما جئتم له ، كأنكم أردتم النظر في هذا العقد ، فقلنا : نعم ، فقال أفيكم حذيفة ؟ فقلنا : نعم ، قال : فالقول ما قال ، وبالله ما أفتح عنّي بابي حتى تجري على ما هي جارية ، ولما يكون بعدها شرّ منها ، و إلى الله المشتكى ، ولاحظ من شرح النهج 1 / 32 ورواه عن كتاب السقيفة للجوهري بإسناده إلى أبي سعيد الخدري ، عن البراء بن عازب ، وأورده مرسلاً في 1 / 73 منه،ولاحظ دُرر بحر المناقب لابن حسنويه : 74 ، وكتاب الجمل للشيخ المفيد : 59 وغيرهما.
    وفي شرح نهج البلاغة 20 / 221 في فصل من قال بتفضيل أمير المؤمنين عليه السلام قال : والقول بالتفضيل قول قديم ، قد قال به كثير من الصحابة والتابعين ،


(159)

فمن الصحابة عمّار ، والمقداد ، وأبو ذرّ ، وسلمان ،وجابر بن عبدالله ،وأبيّ بن كعب..إلى آخره.
    وروى في حلية الأولياء 1 / 252 بسنده : .. عن قيس بن عبّاد ، قال : بينما أنا اُصلّي في مسجد المدينة في الصفّ المقدّم إذ جاء رجل من خلفي فجذبني جذبة ، فنحّاني وقام مقامي ، فلمّا سلّم إلتفت إليّ ، فإذا هو اُبّي بن كعب ، فقال : يا فتى ! لا يسؤك الله ، إنّ هذا عهد من النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم إلينا. ثمّ استقبل القبلة فقال : هلك أهل العقدة وربّ الكعبة ، لا آسى عليهم ـ ثلاث مرات ـ أما والله ما عليهم آسى ، ولكن آسى على من أضلّوا.
    وروى ـ قبل ذلك ـ : عن قيس بن عبّاد ، قال : قدمت المدينة للقاء أصحاب محمّد صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ، فلم يكن فيهم أحد أحبّ إليّ لقاءً من اُبيّ بن كعب ، فقمت في الصف الأوّل فخرج فلمّا صلّى حدّث ، فما رأيت الرجال متحت أعناقها إلى شيء متوجهاً إليه ، فسمعته يقول : هلك أهل العقدة وربّ الكعبة ـ قالها ثلاثاً ـ هلكوا وأهلكوا ، أما إنّي لا آسى عليهم ، ولكن آسى على من يهلكون من المسلمين.
    وفي بحار الأنوار 31 / 269 ـ 270 .. عن تقريب أبي الصلاح [ تقريب المعارف : 262 ـ 263 : نكير اُبي بن كعب ] عن تاريخ الثقفي بسنده : .. قال : فقام رجل إلى اُبّي بن كعب فقال : يا أبا المنذر ! : ألا تخبرني عن عثمان ما قولك فيه ؟ فأمسك عنه ، فقال الرجل : جزاكم الله شرّاً يا أصحاب محمّد [ صلّى الله عليه وآله وسلّم ] شهدتم الوحي وعاينتموه ثمّ نسألكم التفقّه في الدين فلا تعلّمونا ، فقال اُبيّ ـ عند ذلك ـ : هلك أصحاب العقدة وربّ الكعبة ؛ أما والله ما عليهم آسى ولكن آسى على من أهلكوا ، والله لئن أبقاني الله إلى يوم الجمعة لأقومنّ مقاماً أتكلّم فيه بما أعلم قتلت أو اسحييت .. فمات رحمه الله يوم الخميس.
    وفي الدرجات الرفيعة : 323 : اُبيّ بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجّار الأنصاري الخزرجي ، يكنّى أبا المنذر ، وأبا الطفيل ، وأبا يعقوب، من فضلاء الصحابة ، شهد العقبة مع التسعين ، وكان يكتب


(160)
« إنّ الله أمرني أن أقرأ عليك » ، قال : يا رسول الله ! بأبي أنت واُمّي ! وقد ذكرت هناك ؟! قال : « نعم باسمك ونسبك » ، فأرعد ، فالتزمه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم حتى سكن ، وقال صلّى الله عليه وآله وسلّم : « قُل بِفَضْلِ اللهِ
الوحي ، آخى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بينه وبين سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ، وشهد بدراً والعقبة الثانية ، وبايع لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، كان يسمّى : سيّد القرّاء ، وروي أنّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قال له : « إنّ الله أمرني أن أقرأ عليك » فقال : يارسول الله ! بأبي وأمّي أنت وقد ذكرت هناك ؟! قال صلّى الله عليه وآله وسلّم : « نعم ، باسمك ونسبك » فأرعدَ اُبيّ ، فالتزمه رسول الله حتّى سكن ، وقال « قُل بِفَضلِ اللهِ وَبِرَحمتِه فَبِذَلِك فَلْيَفُرحوا هُوَ خَيرٌ مِمّا يَجْمَعُون » [ سورة يونس ( 10 ) : 58 ] ذكره ابن شهرآشوب في المناقب.
    وروى البخاري ومسلم والترمذي عن أنس بن مالك ، قال : قال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم لاُبيّ : « إنّ الله أمرني أن أقرأ عليك » : الآية « لَم يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا .. » [ سورة البينة ( 98 ) : 1 ] ، قال : وسمّاني ، قال : « نعم » ، فبكى .. إلى أن قال : وكان اُبيّ من الاثنى عشر نفراً الذين أنكروا على أبي بكر فعله وجلوسه مجلس رسول الله صلّى الله عليه وآله .. إلى أن قال : وروي عن اُبيّ بن كعب أ نّه قال : مررت عشيّة يوم السقيفة بحلقة الأنصار فسألوني من أين مجيئك ؟ قلت : من عند أهل بيت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، قالوا : كيف تركتهم وما حالهم ، قلت : كيف يكون حال قوم كان بيتهم إلى اليوم موطئ جبرئيل ومنزل رسول ربّ العالمين ، وقد زال اليوم ذلك وذهب حكمهم عنهم .. ثمّ بكى اُبيّ وبكى الحاضرون.
    وفي الكافي 2/634 حديث 27 بسنده : .. عن عبدالله بن فرقد والمعلّى بن خنيس قالا : كنّا عند أبي عبدالله عليه السلام ـ ومعنا ربيعة الرأي ـ فذكرنا فضل القرآن ، فقال أبو عبدالله عليه السلام : « إن كان ابن مسعود لا يقرأ على قراءتنا فهو ضالّ » فقال ربيعة : ضال ؟! فقال : « نعم ضالّ » ، ثمّ قال أبو عبـدالله عليه السـلام : « أمّا نحن فنقرأ على قـراءة اُبيّ ».


(161)
وَبِرحْمَتهِ ، فَبِذلِك فَلْيَفرحُوا هُوَ خَيرٌ مِمَّا يَجْمَعُون » (1).
    وأقول : يستفاد من هذا الخبر ، ومن إنكاره على أبي بكر (2) وثاقة الرجل ، وقوّة إيمانه. فإنّ بيان الحقّ يومئذ لا يكون إلاّ من العدل الثقة الّذي امتحن الله تعالى قلبه للإيمان.
    وممّا ذكر كلّه ظهر أنّ ما صدر من الفاضل المجلسي (3) رحمه الله من جعل المسمّين بـ : ( اُبيّ ) مجاهيل ، لم يقع في محلّه. وأعجب منه ، ما حكي عن بعضهم ، من دعوى كون ما ينقل عن اُبيّ من فضائل السور من موضوعاته ، فإنّه جهل من البعض ، وغفلة عن أنّ اُبيّ مات في خلافة عمر أو عثمان ، والوضع المذكور متأخّر عن زمن الصحابة ، كما يكشف عنه ما نقل من اعتذار الواضع عن فعله ، بأنّه رأى الناس نبذوا القرآن وراء ظهورهم ، واشتغلوا بالأشعار ، وفقه أبي حنيفة و .. نحوه ، ففعل ذلك لترويج القرآن ، ونسب الرواية إلى اُبيّ ، لا أنّ اُبيّ هو الواضع. وقد صرّح بكون الواضع غيره جمع من الفريقين ، فمنّا : الشهيد الثاني (4) ، ومن الجماعة : الصنعاني
1 ـ سورة يونس ( 10 ) : 58.
2 ـ ذكر إنكاره جلوس أبي بكر على دست الخلافة جماعة منهم السيّد بحر العلوم في رجاله 1 / 466 ، والبرقي في رجاله : 63 ، والصدوق في الخصال 2 / 461 باب الاثنى عشر ، والسيّد عليّ خان في الدرجات الرفيعة : 324 ، والطبرسي في الاحتجاج 1 / 97.
3 ـ في الوجيزة : 143 [ رجال المجلسي : 146 برقم 59 ] .
4 ـ الرعاية : 157.
    ولاحظ : مقباس الهداية 1 / 410 ونقله عن تدريب الراوي للسيوطي 1 / 282 و 288 ، وفتح المغيث 1 / 242 ، واللآلي المصنوعة 2 / 248 ، وأصول الحديث 425 وغيرها.


(162)
و .. غيرهما (1) (*).
1 ـ أقول : اختلف في سنة وفاته ؛ فقال في الإصابة 1 / 32 برقم 32 : مات اُبيّ بن كعب سنة عشرين أو تسع عشر. وقال الواقدي : ورأيت آل اُبيّ وأصحابنا يقولون : مات سنة اثنتين وعشرين ، فقال عمر : اليوم مات سيّد المسلمين ، قال : وقد سمعت من يقول : مات في خلافة عثمان سنة ثلاثين وهو أثبت الأقاويل .. إلى أن قال : وروى البغوي عن الحسن في قصّة له أنّه مات قبل قتل عثمان بجمعة ، وقال ابن حبّان : مات سنة اثنتين وعشرين في خلافة عمر .. إلى آخره.
    وفي تهذيب التهذيب 1 / 188 برقم 350 : مات سنة 19 ، وقيل سنة 32 في خلافة عثمان .. إلى آخره ، وفي شذرات الذهب 1 / 31 في حوادث سنة تسع عشرة : وتوفّي أبو المنذر اُبيّ بن كعب الخزرجي سيّد القرّاء كان من علماء الصحابة ومناقبه أكثر من أن تحصى. وقيل توفّي سنة اثنتين وعشرين وفي صفحة : 32 ـ في حوادث سنة اثنتين وعشرين ـ : وتوفّي اُبيّ بن كعب على خلاف تقدّم ، وفي تهذيب الأسماء واللغات 1 / 109 برقم 44 قال : أوّل من كتب لرسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم حين قدم المدينة اُبيّ بن كعب .. إلى أن قال : توفّي اُبيّ رضي الله عنه بالمدينة ، ودفن بها ، قيل : سنة ثلاثين في خلافة عثمان ، قال أبو نعيم الإصبهاني وهذا هو الصحيح. وقيل : سنة تسع عشرة ، وقيل : سنة عشرين ، وقيل : سنة اثنتين وعشرين ، وقيل : اثنتين وثلاثين ، قال ابن عبدالبر : والأكثر أنّه مات في خلافة عمر.
    أقول : تتلخص الأقوال في وفاته ، بسنة : تسع عشرة ، وعشرين ، واثنين وعشرين ، وثلاثين ، واثنين وثلاثين ، والراجح أ نّه مات في زمن عثمان.
(*)
حصيلة البحث
    إنّ الّذي يتّضح من دراسة حياة المترجم ، ومواقفه ، وتقاريظ علماء العامّة والخاصّة ، والصفات الّتي وصفوه بها من دون غمز فيه ، أنّ من المتّفق عليه جلالته وقربه من نبيّ الرحمة صلّى الله عليه وآله وسلّم ، ومؤازرته لأهل البيت عليهم السلام ، فهو صحابيّ ، بدريّ ، عقبيّ ، ذو قراءة خاصّة لكتاب الله عزّ وجلّ ، مرضيّة لأئمّة الهدى صلوات الله عليهم أجمعين ، فوصفه بالوثاقة ، بل فوق الوثاقة ينبغي أن لا يعتري فيها الشكّ ، فهو ثقة جليل ، فتفطّن.


(163)
[ 678 ]
     [ الترجمة ] عدّ من الصحابة (1) ، وحاله مجهول *.

[ 679 ]
    الضبط :
    قد اختلفت النسخ في هذا اللقب ، ففي بعضها : الجرشي : بالجيم المعجمة ، ثمّ الراء المهملة ، ثمّ الشين المعجمة ، ثمّ الياء من غير ميم.
    وفي بعضها ـ كرجال الشيخ (4) ـ الجُوْشي : بالجيم المضمومة ، والواو الساكنة ،
1 ـ عدّه في اُسد الغابة 1 / 49 ، والإصابة 1 / 31 برقم 31 من الصحابة .. وغيرهما.
(*)
حصيلة البحث
    لم أجد في كلمات المعنونين له ما يعرب عن حاله ، فهو ممّن لم يبيّن حاله.
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 4 برقم 17 ، مجمع الرجال 1 / 83 ، جامع الرواة 1 / 38 ، ملخّص المقال في قسم المجاهيل ، نقد الرجال 16 برقم 5 [ المحقّقة 1 / 98 برقم ( 172 ) ] ، الاستيعاب 1 / 28 ، الإصابة 1 / 32 برقم 23 ، اُسد الغابة 1 / 51 ، رجال ابن داود : 21 برقم 49 ، توضيح الاشتباه : 22 برقم 72 ، رسالة شيخنا الحرّ في معرفة أحوال الصحابة : 7 برقم 10 ، الوافي بالوفيات 6 / 192 برقم 2647 ، تجريد أسماء الصحابة 1 / 4 برقم 36.
2 ـ إلاّ أنّ في رجال الشيخ : 4 برقم 17 المطبوع : الحوشي ـ بالحاء المهملة ـ ، وفي نسخة : الحرشي ، وفي أخرى : الجرشمي ، وفي مجمع الرجال 1 / 83 نقلاً عن رجال الشيخ : الجوشي.


(164)
والشين المعجمة ، بعدها ياء بغير ميم.
    وفي جملة من النسخ : الجرشمي ـ كالأوّل ـ بإضافة الميم قبل الياء.
    ولم أقف على ما يصحّ النسبة إليه على الأخير. وأمّا على الأوّل ، فالنسبة إلى جَرَش ـ بالتحريك ـ بلدة بالأُردن ، من فتوح شرحبيل (1).
    أو جُرش : كزفر ، مخلاف باليمن ، نسب إلى جرش : وهو لقب مُنَبّه بن أسلم بن زيد بن الغوث بن حمير. وقد نسب إليه جماعة من المحقّقين ، على ما في القاموس (2).
    وعلى الثاني : فيمكن أن يكون نسبة إلى جوش : جبل ببلاد بقلين (3) بن جسر.
1 ـ قال في توضيح المشتبه 2 / 269 : جَرَش : مدينة قديمة عادية في شرقي جبل السواد بين أرض البلقاء وحوران من دمشق ، و إليها ينسب الحمى حمى جَرَش. وانظر تفصيل ذلك في معجم البلدان 2 / 127.
    وفي الإكمال 2 / 236 عن ابن الكلبي : أنّ الجَرَشي في نسب قضاعة. وانظر : المؤتلف والمختلف للدارقطني 2 / 945.
2 ـ القاموس المحيط 2 / 265 ، وانظر : توضيح المشتبه 2 / 268 قال ما معناه : الجُرَشي نسبة إلى جُرَش بن أسلم بن زيد بن الغوث : بطن من حمير ، واسم جُرَش فيما قيل : مُنَبِّه ، ونسبة أيضاً إلى جُرَش : موضع من محاليف اليمن ، يحتمل أن تكون القبيلة نزلت به ، فسمّي بها.
    وفي معجم البلدان 2 / 126 : جُرَش : من مخاليف اليمن من جهة مكّة .. إلى أن قال : سكنها بنو منبّه بن أسلم بن زيد بن الغوث .. إلى آخر نسبه ، فراجع.
3 ـ في القاموس المحيط 2 / 266 ومعجم البلدان 2 / 186 : بَلْقَين ، بتقديم اللام على القاف .. ثمّ ذكر ياقوت أسطراً بعـد ذلك أنّه جبل في بلاد بني القَين بن جسـر.


(165)
    أو جوش : قبيلة (1).
    أو جوش : قرية بطوس ، أو جُوَش : كزفر ، قرية باسفراين (2).
    والّذي تحقّق لي بعد مدّة ، أنّ الصواب : الحرشي : بالحاء والراء المهملتين ، والشين المعجمة ، والياء ، لتصريح جماعة بأنّ اُبيّ ـ هذا ـ من أولاد حريش بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن قيس (3).
    وقالوا أيضاً : إنّ حريشاً في نسب الأنصار ، و إنّ النسبة إليه حَرَشي (4).
    ووجدنا في هامش نسخة مصحّحة من رجال الشيخ رحمه الله ما نصّه : صوابه الحرشي ، هكذا في الأصل. انتهى. وأبدل بعضهم الحرشي بـ : القشيري.
    ويأتي ضبط القشيري في : داود بن أبي هند القشيري ـ إن شاء الله تعالى ـ.
1 ـ كما في القاموس المحيط 2 / 266 وغيره.
2 ـ ذكر الأخيرين في معجم البلدان 2 / 186 ، والقاموس المحيط 2 / 266 وغيرهما.
3 ـ في اُسد الغابة 1 / 51 ، والاستيعاب 1 / 28 برقم 5 ، قال : اُبيّ بن مالك الحرشي ، ويقال : العامري.
    والظاهر أنّ الصحيح هو : الحرشي ، بالحاء المهملة ؛ لأنّ الجوهري في صحاحه 3 / 1001 قال : وحريش : قبيلة من بني عامر ، وفي الإصابة 1 / 32 برقم 33 قال : اُبيّ ابن مالك القشيري ، ويقال : الحرشي من بني عامر بن صعصعة.
4 ـ قال الدارقطني في المؤتلف والمختلف 2/610 ـ كما في توضيح المشتبه 3/214 ـ إنّه قال : ليس في الأنصار حريش غير الحريش بن جَحجَبا. ونقل في الإكمال 2/422 عن الزبير بن بكار : كلّ من في الأنصار حريس إلاّ حريش بن جحجبى.
    وقال في توضيح المشتبه 2 / 270 ما ملخّصه : الحَرَشي : نسبة إلى الحَرِيش ، وهو في قيس : الحَرِيش بن كعب بن ربيعة ، وفي الأسد بطن آخر : الحريش بن جَذيمة بن زَهران ، وفي الأنصار : الحريش بن جَحجبا بن كُلْفَة.
    وانظر أيضاً جمهرة ابن الكلبي 2 / 384 ، جمهرة ابن حزم : 338 ، مختلف القبائل لابن حبيب : 364 ، الإنياس : 127.
تنقيح المقال ـ الجزء الخامس ::: فهرس