تنقيح المقال ـ الجزء الخامس ::: 196 ـ 210
(196)
المشايخ بشأنه ونقلهم الخبر في مدحه. مضافاً إلى ما يظهر ممّا فيه من الأمارات الدالة على الصدق.
    قلت : مع غاية بعد ارتكاب الشيعي البهتان على إمام زمانه ـ أرواحنـا فداه ـ بنسبته ما لم يصدر منه إليـه ، بل الإنصاف امتناع ذلك عـادة.
    وممّا يشهد بوثاقته رواية الأجلّة عنه ، وكونه من مشايخ الإجازة (1) ، وذكر الشيخ رحمه الله له في المصباح (2) مترضّياً عليه *.
1 ـ لم اظفر على من صرّح بكون المعنون شيخ اجازة ، فتفحّص.
2 ـ لم أعثر على ذلك في المصباح.
(*)
حصيلة البحث
    إن تقريظ الامام الحجّة عليه السلام ، والدعاء له بقوله : « أعزّه الله بطاعته » ، وقوله عليه السلام : « تمّم الله ذلك له بأحسنه ، ولا أخلاه من تفضّله عليه ، وكان الله وليّه ، أكثر السلام وأخصّه » ، لا تدع مجالاً للتشكيك في جلالة المترجم ، وعظيم منزلته عند الإمام عليه السلام وأنّه مورد لطفه وعنايته ، فهو جدير بالتوثيق ، وأقلّ ما يمكن الحكم به أنّه حسن كالصحيح ، وتضعيف حاوي الأقوال للمترجم من الغرابة بمكان ، فإنّه مع تضلّعه في أسانيد الأحاديث ، وأحوال الرجال كيف ساغ له ذلك ، وقوله رحمه الله : إنّ الرواية لا تقتضي مدحاً ، فضلاً عن التوثيق ، مع كون ذلك شهادة المرء لنفسه.
    أقول : إن لم تدلّ هذه الجمل الّتي نقلناها على المدح ، فأيّ جملة تدلّ على ذلك ، وقوله شهادة المرء لنفسه .. غريب ، فإنّ من كانت له ممارسة بكلمات الأئمّة الأطهار وكيفية تركيباتهم للجمل لا يشكّ بأنّ الجمل الّتي نقلناها هي من كلام الإمام الحجّة عليه السلام لأنّه صاحب الناحية ، وهذه الجملة لا تطلق إلاّ عليه ، وعليه لا ريب عندي بعد التأمّل أنّه ثقة أو أنّه حسن كالصحيح ، فتأمّل وتفطّن ، فإنّ المقام يستدعي معرفة كلماتهم عليهم السلام.


(197)
[ 693 ]
    الضبط :
    الصَيْمَري : بالصاد المهملة المفتوحة ، ثمّ الياء المثنّاة التحتانيّة الساكنة ، ثمّ الميم المفتوحة ـ وقد تضمّ ، والفتح أفصح ـ ثمّ الراء المهملة ، ثمّ الياء ، نسبة إلى صيمر ، بلدة بين خوزستان وبلاد الجبل.
    أو إلى صيمر ؛ نهر بالبصرة ، عليه قرى عامرة (1).
(*)
مصادر الترجمة
    رجال النجاشي : 66 برقم 199 ، فهرست الشيخ : 56 برقم 96 ، مجمع الرجال 1/86 ، رجال الشيخ : 445 برقم 41 ، الخلاصة : 17 برقم 24 ، رجال ابن داود : 21 برقم 21 ، الوجيزة : 143 [ رجال المجلسي : 147 برقم 63 ] ، حاوي الأقوال المخطوط : 20 من نسختنا [ المطبوع 1/167 برقم ( 56 ) ] ، وتعليقة الوحيد المطبوعة على هامش منهج المقال : 30 ، إتقان المقال : 10 ، ملخّص المقال في قسم الصحاح ، معراج أهل الكمال المخطوط : 93 من نسختنا [ المطبوع 1/91 برقم ( 33 ) ] ، توضيح الاشتباه : 24 برقم 77 ، الوسيط المخطوط : 17 من نسختنا ، جامع المقال : 97 ، هداية المحدّثين : 169 ، رجال الشيخ الحرّ المخطوط : 5 ، نقد الرجال : 17 برقم 2 [ المحقّقة 1/100 برقم ( 177 ) ] ، وسائل الشيعة 20/125 برقم 57.
1 ـ قال في تاج العروس 30/340 : والصيمر كحيدر وقد تضمّ ميمه ، والفتح أفصح ( د ) [ أي : بلد ] بين خوزستان وبلاد الجبل ، وصيمر نهر بالبصرة عليه قرى عامرة ، و إلى أحدها نسب أبو محمّد عبدالواحد بن الحسين بن محمّد الفقيه الشافعي وصيمرة كهينمة .. إلى آخر ما جاء في المتن مع اختلاف يسير.


(198)
    أو إلى صيمرة ؛ بلدة على خمس مراحل من دينور ، بينها وبين همذان من بلاد العجم ، ينسب إليها الجبن الصيمري.
    أو إلى صيمرة ؛ ناحية بالبصرة ، بفم نهر معقل ، أهلها كانوا يعبدون رجلاً يقال له : عاصم وولده بعده ، ولهم في ذلك أخبار ، نسب إليها قبل ظهور هذه الضـلالة ، فيهم جمع من علماء العامّة (1).
    وعبيدالله : بالتصغير.
    وعازب : بالعين المهملة ، ثمّ الألف ، ثمّ الزاي المعجمة ، ثمّ الباء الموحّدة من تحت (2).
    والبَراء : بالباء الموحّدة المفتوحة ، والراء المهملة ، والألف ، والهمزة *.
    الترجمة :
    قال النجاشي (3) رحمه الله : أحمد بن إبراهيم بن أبي رافع بن عبيد بن عازب ، أخي البراء بن عازب الأنصاري ، أصله كوفي ، سكن بغداد ، كان ثقة في
1 ـ راجع معجم البلدان 3/439 ، مراصد الاطلاع 2/860.
2 ـ العازب : الكلأ البعيد كما في الصحاح 1/181.
(*) وقد ذكر في الاستيعاب و .. غيره أنّ البراء بن عازب أخا عبيد ـ هذا ـ من بني الحارث بطن من الخزرج ، ولعلّ نسبة أحد بنيه إلى الصيمر باعتبار سكناه به. [ منه ( قدّس سرّه ) ] .
    راجع : الاستيعاب 1/58 ـ 59 برقم 165 ، ولا يوجد ما صرّح به المصنّف رحمه الله ، و إنّما جاء ذلك في 2/407 تحت رقم 1776 ، وانظر : ضبط البرّاء في توضيح المشتبه 1/398.
3 ـ رجال النجاشي : 66 برقم 199.


(199)
الحديث ، صحيح الاعتقاد ، له كتب ، منها : كتاب الكشف فيما يتعلّق بالسقيفة ، كتاب الأشربة ما حلّل منها وما حرّم ، كتاب الفضائل ، كتاب الضياء (1) في تاريخ الأئمّة ، كتاب السرائر مثالب ، كتاب النوادر ، وهو كتاب حسن ، أخبرنا بكتبه الحسين بن عبيدالله. انتهى.
    وقال الشيخ رحمه الله في الفهرست (2) : أحمد بن إبراهيم بن أبي رافع الصيمري ، يكنّى : أبا عبدالله ، من ولد عبيد بن عازب الأنصاري ، أخو البراء بن عازب ، أصله الكوفي (3) ، وسكن بغداد ، ثقة في الحديث ، صحيح العقيدة ، صنّف كتباً ، منها : كتاب الكشف فيما يتعلّق بالسقيفة ، كتاب الأشربة ما حلّل منها وما حرّم ، كتاب الفضائل ، كتاب الضياء في تاريخ الأئمّة عليهم السلام ، كتاب السـرائر وهو [ مثالب ] ، كتاب النوادر ، وهو كتاب حسن ، أخبرنا بكتبه ورواياته الشيخ أبو عبدالله (4) ، والحسين بن عبيد الله ، وأحمد بن عبدون ، و .. غيرهم ، عنه سائر (5) كتبه ورواية (6). انتهى.
    وعدّه الشيخ رحمه الله في رجاله (7) فيمن لم يرو عنهم عليهم السلام قائلاً : أحمد بن إبراهيم بن أبي رافع الصيمري ، يكنّى : أبا عبدالله ، روى عنه
1 ـ في بعض نسخ رجال النجاشي : الصفا وكذا في الفهرست.
2 ـ الفهرست : 56 برقم 96 ؛ باختلاف يسير.
3 ـ في مجمع الرجال 1/86 نقلاً عن الفهرست هكذا : من ولد عبيد الله بن عازب ، أخي البراء الأنصاري أصله الكوفة.
4 ـ في الفهرست : 56 برقم 96 : الشيخ أبو عبدالله المفيد. ويعدّ من تلامذة الكليني.
5 ـ خ. ل : بسائر.
6 ـ كذا ، وفي المصدر : رواياته.
7 ـ رجال الشيخ : 445 برقم 41.


(200)
التلعكبري ، وقال : كنّا نجتمع ونتذاكر ، فروى عنّي ، ورويت عنه ، وأجاز لي جميع رواياته. وأخبرنا عنه الحسين بن عبيد الله ، ومحمّد بن محمّد بن النعمان ، وأحمد بن عبدون ، وابن عروة (1). انتهى.
    وفي القسم والباب الأوّل من الخلاصة (2) ، ورجال ابن داود أيضاً (3) أنّه ثقة في الحديث ، صحيح العقيدة.
    وقد وثّقه الفاضل المجلسي أيضاً في الوجيزة (4) ، والمحقّق البحراني الشيخ سليمان في بلغة المحدّثين (5) ، وعدّه في الحاوي (6) في قسم الثقات ، ونقل في ترجمته توثيق الشيخ رحمه الله ، والعلاّمة المزبور.
    وفي التعليقة (7) : إنّ ممّا يشير إلى وثاقته ، كونه من مشايخ الإجازة. وكذا رواية الأعاظم من الثقات عنه.
1 ـ في نسختنا من رجال الشيخ وفي مجمع الرجال 1/85 نقلاً عن رجال الشيخ ونسخ أخرى : غرور ، أو غَزْوَرُ ، وفي الحاوي : عزور.
2 ـ الخلاصة : 17 برقم 24 وابدل فيه ( عبيدالله ) بـ ( عبدالله).
3 ـ رجال ابن داود : 21 برقم 51.
4 ـ الوجيزة : 143 [ رجال المجلسي : 147 برقم ( 63 ) ] .
5 ـ بلغة المحدّثين : 326 برقم 4 ممّن سمّي بأحمد.
6 ـ حاوي الأقوال : 20 من الخطيّة عندنا [ الطبعة المحقّقة 1/168 برقم ( 57 ) ] .
7 ـ التعليقة المطبوعة على هامش منهج المقال : 30 ، ووثّقه في إتقان المقال : 10 ، وملخّص المقال ذكره في قسم الصحاح ، ومعراج أهل الكمال المخطوط : 93 من نسختنا المطبوع : 91 برقم 33 ، وتوضيح الاشتباه : 24 برقم 77 ، والوسيط المخطوط : 17 من نسختنا ، وجامع المقال : 97 ، وهداية المحدّثين : 169 ، ورجال الشيخ الحرّ المخطوط : 5 ، ونقد الرجال : 17 برقم 2 [ المحقّقة 1/100 برقم ( 177 ) ] ، ووسائل الشيعة 20/125 برقم 57.


(201)
    وأقول : قد بيّنا في المقباس (1) إفادة قولهم : ثقة في الحديث ، مفاد إطلاق ثقة ، فلا وجه لما في التعليقة من التأمّل في الجملة لإيماء تقييد الوثاقة بالحديث ، إلى عدم كونه عدلاً ، فراجع المقباس ، وتدبّر.
    التمييز : يعرف الرجل برواية التلعكبري ، والحسين بن عبيد الله ، والشيخ المفيد ، وأحمد بن عبدون ، وابن عروة *.

[ 694 ]
     [ الترجمة : ]     لم أقف فيه إلاّ على ما نقل عن فهرست منتجب الدين ، من أنّه : فاضل ثقة **.
1 ـ مقباس الهداية 2/165 ـ 166 ، ولاحظ : تعليقة الوحيد : 6 [ الطبعة الحجريّة ] ، وحكاه في توضيح المقال : 38 ، ومنتهى المقال : 9 [ الطبعة المحقّقة 1/48 ـ 49 ] بتصرف.
(*)
حصيلة البحث
    لا ينبغي التأمّل أو التشكيك في حجّية رواية المترجم ووثاقته ، بعد تصريح النجاشي والشيخ وأساطين الجرح والتعديل بوثاقته في الحديث ، فهو ثقة ، والرواية من جهته صحيحة ، بلا ريب.
    
مصادر الترجمة
    فهرست منتجب الدين 21 برقم 34 ، وذكره في أمل الآمل 2/9 برقم 12 ، ورياض العلماء 1/29.
(**)
حصيلة البحث
    إنّ تصريح الشيخ منتجب الدين بوثاقة المعنون ، يوجب الحكم عليه بالوثاقة والجلالة ، والله العالم.


(202)
[ 695 ]
    الضبط :
    المُعَلّى : بالميم المضمومة ، والعين المهملة المفتوحة ، واللام المشدّدة (1).
    وأَسَد : بالهمزة ثمّ السين المهملة المفتوحتين ، ثمّ الدال المهملة (2).
    والعَمّي : بالعين المهملة المفتوحة ، ثمّ الميم المشدّدة ، والياء ، نسبة إلى العمّ (3) ،
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 21 برقم 50 ، فهرست الشيخ : 54 برقم 90 ، الخلاصة : 16 برقم 20 ، رجال ابن داود : 21 برقم 50 ، رجال النجاشي : 75 برقم 235 ، الوجيزة : 143 [ رجال المجلسي : 147 برقم ( 65 ) ] ، نقد الرجال : 17 برقم 5 [ المحقّقة 1/101 برقم ( 180 ) ] ، توضيح الاشتباه : 26 برقم 82 ، ايضاح الاشتباه المخطوط : 3 من نسختنا والمطبوع : 108 برقم 78 ، رجال الشيخ الحرّ المخطوط : 5 من نسختنا ، اتقان المقال : 10 ، مجمع الرجال 1/86 ، ملخّص المقال في قسم الصحاح ، منهج المقال : 30 ، منتهى المقال : 30 [ الطبعة المحقّقة 1/225 برقم ( 104 ) ] ، جامع الرواة 1/40 ، لسان الميزان 1/134 برقم 417 ، معجم الادباء 2/225 برقم 25 ، معالم الاصول : 191 ، الفوائد المدنيّة الفائدة السابعة ، لؤلؤة البحرين : 117 برقم 118 ، فهرست ابن النديم : 247 ، جامع المقال : 97 ، هداية المحدّثين : 169 ، يتيمة الدهر : 430 ، الاغاني 3/76 ، طبقات أعلام الشيعة للقرن الرابع : 17 ، تكملة الرجال 1/114.
1 ـ راجع : الصحاح 6/2437 ، القاموس المحيط 4/366 وغيرهما.
2 ـ انظر ضبطه في توضيح المشتبه 1/199.
3 ـ قال الشيخ في الفهرست : 54 برقم 90 : والعمّ هو : مرّة بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة ، وهو ممّن دخل في تنوخ بالحلف ، وسكنوا الأهواز.
    وفي لسان العرب 12/429 : والعمّ : مُرّة بن مالك بن حنظلة ، وهم العَمّيّون. وعم اسم بلد ، يقال رجل عمّي.
    وفي تاج العروس 8/410 : وقال أبو عبيدة : مرّة بن وائل بن عمرو بن مالك بن حنظلة بن فهم ، من الأزد ، وهم بنوا العمّ في تميم هذا نسبهم.


(203)
لقب مرّة بن مالك بن حنظلة أبي قبيلة.
    وعن أبي عبيدة إنّه لقب مرّة بن وائل بن عمرو بن مالك بن حنظلة بن فهم من الازد ، وهم بنو العمّ في تميم ، وقيل : لقب مرّة بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم (1).
    وعن الأغاني (2) : أصل بني العمّ كالمدفوع ، يقال : إنّهم نزلوا في بني تميم بالبصرة أيّام عمر ، وغزوا مع المسلمين ، وأبلوا فحمدوا ، فقيل لهم : إن لم تكونوا من العرب فأنتم الاخوان وبنو العمّ ، فلقّبوا بذلك.
    والنسبة إلى العمّ : عمّي ، أو العموي (3).
    ويمكن أن يكون العمّي ، نسبة إلى العمّ ، قرية بحلب ، ومنها : جعفر بن سهل العمّي ، وبشر بن عبدالملك العمّي الموصلي.
    أو إلى العمّ ؛ قرية بين حلب وأنطاكية ، منها : عكاشة بن عبدالصمد العمّي
1 ـ انظر : تاج العروس 8/410.
2 ـ نقله عن الأغاني في تاج العروس 8/410 ، وانظر : الأغاني 3/76 : أخبار عكاشة العمّي ونسبه ، هو عكاشة بن عبدالصمد العمّي ، من أهل البصرة من بني العمّ ، وأهل بني العمّ كالمدفوع ، يقال : إ نّهم نزلوا بني تميم بالبصرة في أيام عمر بن الخطاب فأسلموا وغزوا .. إلى أن قال : فقال جرير : من هؤلاء؟ فقالوا : بنو العمّ فقال جرير يهجوهم :
ما للفرزدق من عزّ يلوذ به سيروا بني العمّ فالأهواز داركم إلاّ بني العمّ في أيديهم الخشب ونهر تيرى ولم تعرفكم العرب
3 ـ كما يفهم من تاج العروس 8/410 وغيره.


(204)
الضرير الشاعر ، من شعراء الدولة الهاشميّة (1).
    وما في الفهرست (2) يوافق ما سمعته من أبي عبيدة.
    وربّما ضبط في الخلاصة (3) ، والإيضاح (4) في إسماعيل بن عليّ العمي ـ بتخفيف الميم ـ ولم أفهم وجهه.
    وصرّح ابن داود (5) و .. غيره بتشديدها.
    الترجمة :
    عدّه الشيخ رحمه الله في رجاله (6) ممّن لم يرو عنهم عليهم السلام. وقال ـ بعد عنوانه بما عنونّاه به ـ أنّه : واسع الرواية ، ثقة ، روى عنه التلعكبري إجازة ، ولم يلقه. وله مصنّفات ، ذكرناها في الفهرست. انتهى.
1 ـ ذكر كليهما في معجم البلدان 4/157 فقال : والعِم ـ بكسر العين ـ بلد بحلب.
    وعمّ بكسر اوّله وتشديد ثانيه .. قرية غنّاء ذات عيون جارية وأشجار متدانية بين حلب وانطاكية ، وذكر الثاني فقط في مراصد الاطلاع 2/962 ، وفي تاج العروس 8/410 : والعم قرية بين حلب وأنطاكية منها عكاشة بن عبدالصمد .. وقال بعد سطور : أنّ العِمّ ـ بالكسر ـ قرية بحلب غير الاُولى ومنها جعفر بن سهل العمّي ، وذكره الماليني ، وبشران بن عبدالملك العمّي الموصلي من مشايخ الطبراني.
2 ـ فهرست الشيخ : 54 برقم 90.
3 ـ الخلاصة : 9 برقم 8 قال : إسماعيل بن عليّ العمي ، اسم طائفة ، بالعين غير المعجمة المفتوحة ، والميم المخفّفة.
4 ـ إيضاح الاشتباه المخطوط : 3 من نسختنا والمطبوعة : 108 برقم 78 ، قال : إسماعيل بن عليّ العمّي ـ بالعين المهملة المفتوحة والميم المكسورة المخفّفة ـ.
5 ـ رجال ابن داود : 21 برقم 50 قال : أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن المعلّى بن أسد العمّي ـ بالعين المهملة المفتوحة ، وتشديد الميم ـ.
6 ـ رجال الشيخ : 445 برقم 44.


(205)
    وقال في الفهرست (1) : أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن المعلّى بن أسد العمّي أبو بشر ، والعمّ : هو مرّة بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة ، وهو ممّن دخل في تنوخ * بالحلف ، وسكن الأهواز. وأبو بشر بصريّ ، وأبوه وعمّه ، وكان
1 ـ فهرست الشيخ : 54 برقم 90. وفي توضيح الاشتباه : 26 برقم 82 ، قال : أحمد بن إبراهيم بن معلّى بن أسد العمّي ـ بفتح العين المهملة ، وتشديد الميم ـ ينسب إلى العم ـ بتشديد الميم ـ ..
    أقول : قد ينسب المعنون إلى جدّه الأعلى فيعبّر عنه بـ : أحمد بن إبراهيم بن المعلّى كما في الوجيزة : 143 ، ورجال النجاشي : 248 برقم 877 في ترجمة محمّد بن الحسن بن عبدالله الجعفري ، ولسان الميزان 1/134 برقم 417 ، فقالوا : أحمد بن إبراهيم بن المعلّى. فحذفوا أحمد جدّه الأدنى وهذا شائع جدّاً.
    وقد ترجم له شيخنا الطهراني في طبقات أعلام الشيعة للقرن الرابع : 17 ، فقال : أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن المعلّى بن أسد أبو بشر العمّي البصري ، مستملي أبي أحمد عبدالعزيز بن يحيى الجلودي الّذي توفّي 332 سمع كتبه كلّها ، ويروي أيضاً عن محمّد بن زكريا الغلابي المتوفّى 298 ، روى عنه التلعكبري ولم يلقه ، ويروي عنه أبو طالب الأنباري عبدالله بن أحمد ، ومحمّد بن وهبان الدبيلي ، وأحمد بن محمّد بن رميح الفسوي ، والحسين بن حصين العمّي ، قاله النجاشي في ترجمة محمّد بن الحسن ابن عبد الله الجعفري.
(*) [ تنوخ ] بالتاء المثنّاة من فوق ، والنون المضمومة ، والواو ، والخاء المعجمة ، قبيلة : اجتمعوا وأقاموا في مواضعهم فسمّوا تنوخ من تنخ بالمكان تنوخاً : أقام ، ووهم الجوهري فذكره في نوخ. [ منه ( قدّس سرّه ) ] .
    اقول : في القاموس المحيط 1/257 ـ 258 : تَنَخَ بالمكان تُنوخاً : أقام كتَنَّخَ ، ومنه تَنُوخُ قبيلة ؛ لأنّهم اجتمعوا فأقاموا في مواضعهم ، ووهم الجوهري فذكره في ( ن و خ ).
    في لسان العرب 3/10 : تَنَخَ بالمكان .. إذا أقام به .. وتَنُوخ : حيّ من العرب أو من اليمن أو قبيلة مشتق من ذلك ؛ لأ نّهم اجتمعوا وتحالفوا فتَنَخوا.
    وفي الصحاح 1/434 مادة ( نوخ ) : وتَنُوخ : حيّ من اليمن ، ولا تشدّد النون.


(206)
مستملي أبي أحمد الجلودي * ، وسمع كتبه كلّها ورواها ، وكان ثقة في حديثه ، حسن التصنيف ، وأكثر الرواية عن العامّة والأخباريّين ، وكان جدّه المعلّى بن أسد فيما ذكره الحسين بن عبيد الله ، من أصحاب صاحب الزنج والمختصّين به.
    وروى عنه وعن عمّه أسد بن معلّى أخبار صاحب الزنج ، وله تصانيف ، منها : كتاب تاريخ (1) الكبير ، كتاب التاريخ الصغير ، كتاب مناقب أمير المؤمنين عليه السلام ، كتاب أخبار صاحب الزنج ، كتاب الفرق ـ وهو كتاب حسن غريب ـ كتاب أخبار السيّد الحميري وشعر السيّد (2) ، كتاب عجائب العالم. انتهى المهمّ ممّا في الفهرست.
    وعلى هذا المنوال نسج النجاشي (3) ، وأبدل قوله : وهو ممّن دخل .. إلى آخره ، بقوله : وهم الّذين انقطعوا بفارس عن بني تميم ، حتّى قال الشاعر :
سيروا بني العمّ فالأهواز منزلكم ونهر جور فما يعرفكم العرب
    وزاد في تعداد كتبه : كتاب المثالب والقبائل. وقال : حسن ـ على ما حكي ـ لم يجمع مثله. انتهى (4).
(*) يأتي ضبط الجلودي في : عبدالعزيز بن يحيى بن أحمد بن محمّد بن عيسى إن شاء الله. [ منه ( قدّس سرّه ) ] . (1) في المصدر : التاريخ ، وهو الظاهر.
2 ـ في الفهرست : شعره ، بدل شعر السيّد.
3 ـ رجال النجاشي : 75 برقم 235.
4 ـ وقال بعض المعاصرين في قاموسه 1/248 : إنّ المصنّف حرّف على النجاشي حيث إنّه قال : ( التاريخ وهو كتاب كبير وصغير ).
    أقول : ليت شعري حبّ النقد إلى أيّ حدّ يصل؟! ، فإنّ المؤلّف قدّس سرّه لم يقل إنّ عبارة الفهرست والنجاشي واحدة بغير تقديم وتأخير وزيادة ونقصان بل قال : رحمه الله وعلى منواله نسج النجاشي .. وصرّح بموضعين ، يجد المراجع الاختلاف بين الفهرست والنجاشي و إن شئت فطابق بين عبارة الكتابين لتقف على صحّة ما صرّح به المؤلّف قدّس سرّه وتفاهة نقد المعاصر.
    أما البيت من الشعر الّذي ذكره في رجال النجاشي ، فإنّ الجاحظ في البيان والتبيين : 430 هكذا ذكر المصرع الثاني ( ونهر تيرى فما تدريكم العرب ) وفي الأغاني 3/76 جاء الذيل هكذا ( ونهر تيرى ولم تعرفكم العرب ).


(207)
    وفي الخلاصة (1) : أحمد بن محمّد بن إبراهيم بن أحمد بن المعلّى بن أسد ـ بالسين غير المعجمة ، بعد الألف المهموزة ـ العمّي البصري أبو بشر ، كان ثقة من أصحابنا في حديثه ، حسن التصنيف ، وأكثر الرواية عن العامّة والأخباريين ، روى عنه التلعكبري ولم يلقه (2). انتهى.
    قلت : الظاهر ـ بل المقطوع به ـ زيادة كلمة ( ابن ) ، و(محمّد ) ، بين ( أحمد ) وبين ( ابن إبراهيم ) ؛ لأنّه ذكر فيه عين ما ذكروه في : أحمد بن إبراهيم بن أحمد.
    وقال ابن داود إنّه : واسع الرواية ، كان ثقة فقيهاً ، حسن التصنيف .. إلى آخره (3).
    ووثّقه المجلسي في الوجيزة (4) ، والبحراني في البلغة (5) ، و .. غيرهما أيضاً (6).
1 ـ الخلاصة : 16 برقم 20.
2 ـ الخلاصة : 16 برقم 20 ، أقول : زاد العلاّمة في الخلاصة ـ محمّداً ـ فجعله أباً للمترجم واختصّ بذلك ، والظاهر سهو منه قدّس سرّه أو من نسّاخ الخلاصة.
3 ـ رجال ابن داود : 21 برقم 50.
4 ـ الوجيزة : 143 [ رجال المجلسي : 147 برقم ( 65 ) ] .
5 ـ بلغة المحدّثين : 326 وفيه : وابن إبراهيم بن معلّى العمّي ثقة.
6 ـ وثّق المعنون جلّ أرباب الجرح والتعديل ، منهم التفريشي في نقد الرجال : 17 برقم 5 [ المحقّقة 1/101 برقم ( 180 ) ] ، وإتقان المقال : 10 ، ومجمع الرجال 1/86 وملخّص المقال في قسم الصحاح ، ومنهج المقال : 30 ، ومنتهى المقال : 30 [ الطبعة المحقّقة 1/225 برقم ( 104 ) ] ، ورجال الشيخ الحرّ المخطوط : 5 من نسختنا .. وغيرهم.


(208)
    بقي هنا شيء ؛ وهو أنّ الشيخ رحمه الله ، والنجاشي ، والعلاّمة ، ذكروا في ترجمة الرجل أنّه : أكثر الرواية عن العامّة والأخباريين.
    وقد حقّق صاحب التكملة (1) معنى الأخباري ـ هنا ـ فقال : يطلق الأخباري في لسان أهل الحديث من القدماء من العامّة والخاصّة على أهل التواريخ والسير ومن يحذو حذوهم في جمع الأخبار ، من أيّ وجه اتّفق ، من غير تثبّت وتدقيق.
    قال ابن حجر ـ في شرح نخبة الفكر في مصطلح الأثر (2) ـ : الخبر عند علماء هذا الفنّ مرادف للحديث ، وقيل : الحديث ما جاء عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ، والخبر ما جاء عن غيره. ومن ثمّ قيل لمن اشتغل بالتواريخ وما شاكلها : الأخباريّ ، ولمن اشتغل بالسنّة النبويّة : المحدّث. انتهى.
    ويشير إليه كلام ابن الغضائري (3) في ترجمة أحمد البرقي حيث قال : كان لا يبالي عمّن أخذ على طريقة أهل الأخبار. انتهى.
    وفسّر الإسترآبادي في الفوائد المدنيّة (4) ، ( الأخباريَّ ) ـ الواقع في عبارة
1 ـ تكملة الرجال 1/114 ـ 115.
2 ـ واسم الكتاب نزهة النظر تأليف قاضي القضاة شهاب الدين أبي الفضل أحمد بن عليّ بن محمّد بن عليّ بن أحمد الكناني العسقلانيّ الاصل ، المصري ، الشافعي ، المعروف بابن حجر ، المولود سنة 773 بمصر العتيقة ، والمتوفّى بالقاهرة سنة 852 ، طبع الشرح بمصر سنة 1308 هـ ، وطبع ثانيا بمصر سنة 1355 ، وعلّق عليه أبو عبدالرحيم محمّد كمال الدين الحسيني الأدهمي ، وطبع بكلكته سنة 1862 ، كما طبع المتن بمصر سنة 1301 هـ ، وبكلكته سنة 1862 راجع طبعة مصر : 7.
    لاحظ مقباس الهداية 1/52 ـ 55 عن عدّة مصادر.
3 ـ حكى في مجمع الرجال 1/138 عن ابن الغضائري ذلك.
4 ـ الفوائد المدنية طبع ايران لسنة 1321 هـ في الفائدة السابعة.


(209)
الفخر الرازي في المحصول. ونقلها العلاّمة في النهاية ، والشيخ حسن في المعالم (1) ، بقوله : أمّا الاماميّة ؛ فالأخباريّون منهم لم يعوّلوا في اُصول الدين وفروعه إلاّ على أخبار الآحاد .. بأنّه * كلّ من تقدّم على زمن الشيخ المفيد ، من أصحاب الأئمّة [ عليهم السلام ] . وأمّا الاُصوليّون ؛ فهم : الشيخ المفيد ، ومن عاصره ، والمتأخّرون عنه ، ثمّ اخترع مذهبه (2) ، وسمّى نفسه ومن تبعه بالأخباري ادّعاءً منه أنّ مذاهبه الّتي ذهب إليها على طبق من زعم أنّه أخباري.
    قال في اللّؤلؤة (3) في ترجمته : هو أوّل من قسّم الفرقة الناجية إلى اخباري واُصولي ، ولا أجاد (4) ولا وافق الصواب ، لما يترتّب على ذلك من الفساد. انتهى المهمّ ممّا في التكملة.
    وقد تعرّضنا للفرق بين الحديث والخبر ، في أوّل الفصل الأوّل من مقباس الهداية (5) ، فلاحظ.
    ويساعد على ما ذكره صاحب التكملة ما في فهرست ابن النديم في مواضع من عناوينه ، من إطلاق الأخباري على أهل السير والتواريخ ، فلاحظ.
1 ـ معالم الأصول : 191 طبع ايران لسنة 1300 هـ [ وصفحة : 419 تحقيق عبدالحسين بقال ] .
(*) متعلّق ( بقوله ) فسّر. [ منه ( قدّس سرّه ) ] .
2 ـ يعني محمّد أمين الإسترآبادي صاحب الفوائد المدنية.
3 ـ لؤلؤة البحرين : 117 و118 طبع النجف الاشرف لسنة 1386. باختلاف في الألفاظ.
4 ـ في المصدر : ما أجاد.
5 ـ مقباس الهداية 1/52 ـ 65.


(210)
    بقي من ترجمة الرجل ما تضمّنه كلام ابن النديم في فهرسته ، من قوله إنّه : قريب العهد ، وكان يستملي على الجلودي ، وتوفّي بعد الخمسين ، وله من الكتب كتاب محن الأنبياء والأوصياء والأولياء ( 719 ). انتهى.
    التمييز :
    قال الشيخ رحمه الله في الفهرست (2) ـ متّصلاً بعبارته المزبورة ، ما لفظه ـ : أخبرنا بجميع كتبه ورواياته أحمد بن عبدون ، عن أبي طالب الأنباري ، عن أبي بشير أحمد بن إبراهيم العمّي. انتهى.
    وقال النجاشي (3) : أخبرنا بكتبه الحسين بن عبيد الله ، عن محمّد بن وهبان الدبيلي ، عنه بها. انتهى.
    وقال الطريحي (4) والكاظمي (5) في المشتركات أنّه : يعرف برواية أبي طالب
1 ـ فهرست ابن النديم : 247 قال : أبو بشر أحمد بن إبراهيم بن أحمد العمّي ، قريب العهد ..
2 ـ فهرست الشيخ رضوان الله تعالى عليه : 54 برقم 90 في نسختنا في ثلاث مواضع من الترجمة قال : أبو بشر إلاّ أنّ في نسخة من الفهرست : أبو بشير.
3 ـ رجال النجاشي : 75 برقم 235 : في موضعين : أبو بشر ، وسائر المصادر الرجاليّة متّفقة على هذه الكنية.
4 ـ جامع المقال : 97.
5 ـ وهداية المحدّثين : 169.
    أقول : له روايات كثيرة منها في أمالي الشيخ المفيد : 90 المجلس العاشر ـ حديث 7 : قال : أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمّد البصري البزّاز ، قال : حدّثنا أبو بشر أحمد بن إبراهيم .. وفي صفحة : 88 حديث 3 بسنده : .. قال : أخبرني أبو الحسن ، علي بن محمّد قال : حدّثنا أحمد بن إبراهيم ..
    وفي توحيد الشيخ الصدوق قدّس سرّه : 382 باب 60 حديث 30 بسنده : .. قال : حدّثنا عبدالعزيز بن يحيى التميمي بالبصرة وأحمد بن إبراهيم بن المعلّى بن اسد العمّي ، قالا : حدّثنا محمّد بن زكريا الغلابي ..
تنقيح المقال ـ الجزء الخامس ::: فهرس