تنقيح المقال ـ الجزء الخامس ::: 436 ـ 440
(436)
و .. غيرها موثّقاً ، وعدّه الحاوي (1) في قسم الموثّقين. والحقّ أنـّه من الموثّق كالصحيح ، بعد ورود الأمر من العسكري عليه السلام بالعمل بما روته بنو فضّال ، حيث سئل عن كتب بني فضّال فقال : « خذوا ما رووا ، وذروا ما رأوا » (2). فإنّه نصّ في حجّية أخبارهم كالخبر الصحيح.
    فلا وجه لما صدر من العلاّمة رحمه الله من عدّه في القسم الثاني (3) ، وقوله ـ بعد وصفه بـ : الفطحيّة ، والوثاقة ـ : وأنا أتوقف في روايته. ! ولذا اعترض عليه الشهيد الثاني رحمه الله في الحاشية (4) بقوله : قد تقدّم من المصنّف رحمه الله الحكم على أخيه وجماعة ـ كعليّ بن أسباط ، وعبد الله بن بكير ـ أ نّهم فطحيّون ، لكنّهم ثقات. فأدخلهم في القسم الأوّل ، وعمل على روايتهم ، فلا وجه لإخراج أحمد ابن فضّال من بينهم مع مشاركتهم (5) لهم في الوصف والمذهب. انتهى.
    واعتذر عنه الميرزا (6) بأنّ الكشّي (7) رحمه الله ذكر أنّ جماعة من الفطحيّة من فقهاء أصحابنا ، ومدح عليّ بن الحسن مدحاً شريفاً ، وقال : غير أنـّه كان فطحيّاً ، يقول بعبدالله بن جعفر ، ثمّ بأبي الحسن موسى عليه السلام ، وكان من الثقات .. ثمّ ذكر أنّ أحمد بن الحسن كان فطحيّاً ـ أيضاً ـ : ولم يذكر كونه من الثقات.
1 ـ الحاوي 3 / 173 برقم ( 1135 ) [ المخطوط : 197 برقم 1043 من نسختنا ] .
2 ـ الغيبة للشيخ الطوسي : 239.
3 ـ الخلاصة للعلاّمة : 203 برقم ( 10).
4 ـ في حاشيته على الخلاصة ولا زالت مخطوطة صفحة : 36 من نسختنا.
5 ـ كذا ، وفي المصدر : مشاركته .. وهو الصواب.
6 ـ في منهج المقال : 34.
7 ـ اختيار معرفة الرجال : 345 برقم 639 و530 برقم 1014.


(437)
    قال الميرزا : فالظاهر أنّ هذا هو الباعث لإخراج أحمد من بين أولئك. انتهى.
    وأقول : هذا عذر غير موجّه ؛ ضرورة أن عدم تصريح الكشّي رحمه الله بوثاقة أحمد لا يقدح ، بعد تصريح مثل الشيخ رحمه الله ، والمحقّق في المعتبر (1) و .. غيرهما ـ بل والنجاشي رحمه الله ـ بوثاقته. وهؤلاء الّذين عدّهم في الخلاصة في القسم الأوّل مع كونهم فطحيّة ، لم يعاشرهم العلاّمة رحمه الله و إنّما استفاد وثاقتهم من قول مثل الشيخ ، والنجاشي ، والمحقّق. فكما أخذ برواية هؤلاء اعتماداً على توثيق أحد (2) منهم ، فليأخذ برواية أحمد لتوثيقهم إيّاه.
    وبالجملة ؛ فالرجل موثّق ، لشهادة هؤلاء ، بل خبره كالصحيح ، لأمر الإمام عليه السلام بالعمل بما روته بنو فضّال ، فيما رواه الشيخ رحمه الله في كتاب الغيبة ، عن أبي الحسين بن تمام ، عن عبد الله بن عليّ الكوفي ـ خادم الشيخ الحسين بن روح ـ عن الحسين بن روح ، عن أبي محمّد الحسن بن عليّ عليهما السلام أنـّه سئل عن كتب بني فضّال ، فقال : « خذوا بما رووا ، وذروا ما رأوا » (3).
    مضافاً إلى ما نبّهنا عليه في الفائدة السابعة (4) من الفرق بين الفطحيّة وسائر المذاهب الفاسدة ، فلاحظ ما هناك ، وتدبّر.
    التمييز :
    قد ميّزه الطريحي رحمه الله في المشتركات (5) برواية عليّ بن الحسين (6)
1 ـ المعتبر : 61.
2 ـ كذا ، والصحيح : أحمد.
3 ـ الغيبة : 239.
4 ـ الفوائد الرجاليّة المطبوعة في أوّل تنقيح المقال 1 / 193 ـ 194 من الطبعة الحجريّة.
5 ـ المسمّى بـ : جامع المقال : 97 ، وزاد : رواية محمّد بن عليّ بن محبوب عنه.
6 ـ كذا ، وفي المصدر : الحسن ، وهو الصحيح.


(438)
أخيه ، عنه.
    ومثله في مشتركات الكاظمي رحمه الله بزيادة تمييزه برواية محمّد بن أحمد بن يحيى ، ومحمّد بن عليّ بن محبوب ، في كتابي الشيخ رحمه الله ، ثمّ قال : و إن كان في ترك الواسطة بينهما نظر ، فإنّه شائع في تضاعيف طرق الكتاب ، و إثبات الواسطة قليل ، ثمّ ميّزه بروايته عن عمرو بن سعيد. ثمّ قال : وكثيراً ما يرد عليّ بن الحسن مطلقاً ، عن أحمد بن الحسن مطلقاً والمراد بهما هما (1).
    وبالأخير صرّح الطريحي (2) أيضاً.
    ونقل في جامع الرواة (3) رواية جماعة آخرين عنه ، كسعد بن عبد الله ، ومحمّد بن موسى ، والحسين بن بندار ، ومحمّد بن يحيى ، والحسن بن أحمد بن سلمة ، وعليّ بن خالد ، والحميري ، وأحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة ، ومحمّد بن الحسين ، وعمران بن موسى ، ومحمّد بن الحسن الصفّار ، وعليّ بن الحسين أو عليّ بن الحسن ، والأخير هو الظاهر ، لرواية أخيه عليّ بن الحسن كثيراً عنه *.
1 ـ هداية المحدّثين : 170 وزاد فيه : رواية الصفّار عنه.
2 ـ في جامع المقال : 97.
3 ـ جامع الرواة 1 / 45.
(*)
حصيلة البحث
    المتيقّن من حال المترجم أنـّه فطحيّ ثقة جليل ، كما عليه جلّ علماء الرجال ، وهناك من قال : إنّه ثقة إماميّ رجع عن الفطحية ، لقول النجاشي رحمه الله ـ يقال إنّه فطحي ـ ، حيث إنّ هذه الجملة تدلّ بصراحة على عدم ثبوت فطحيّـته عنده ، وعلى كلّ حال فهو إمامي ثقة أو موثّق ، فتدبّر.


(439)
[ 899 ]
    الضبط :
    الفَلْكِي : بفتح الفاء ، وسكون اللام ، وكسر الكاف ، ثمّ الياء ، نسبة إلى فلك قرية من قرى سَرْخَس (1) ، الّتي هي بفتح السين المهملة ، وسكون الراء المهملة ، وفتح الخاء المعجمة ، وآخره سين مهملة ، مدينة قديمة من نواحي خراسان كبيرة ، بين نيسابور ومرو ، في وسط الطريق (2).
    ويحتمل أن يكون الفَلَكي بفتح اللام ـ أيضاً ـ نسبة إلى الفَلَك ، يطلق على العالم بعلم النجوم كما في أبي معشر الفلكي (3).
    وكذا يحتمل أن يكون بضمّ الفاء (4) ، وسكون اللام ، نسبة إلى الفُلْك : السفينة ، نظراً إلى كون عمله ذلك.
    وعن السمعاني (5) أنـّه : بكسر الفاء ، وفتح اللام ، نسبة إلى الفِلَك جمع الفلكة ،
1 ـ قال في معجم البلدان : 4 / 275 : فَلْك : بفتح أوّله ، وسكون ثانيه وآخره كاف ، إن كانت عربية فأصلها من التدوير ، كقولهم : فلكة المغزل ، وفلكة ثدي الجارية ، وهي قرية من قرى سرخس ينسب إليها محمّد بن رجاء الفلكي السرخسي. ومثله في مراصد الاطّلاع 3 / 1043. واُنظر : الأنساب للسمعاني 9 / 328 ، توضيح المشتبه 7 / 117.
2 ـ معجم البلدان 3 / 208.
3 ـ معجم البلدان 4 / 275 ، ويمكن أن يطلق ـ على هذا الضبط ـ على العالم بعلم الحساب كما في الحاسب الهمداني. انظر : توضيح المشتبه 7 / 115 ـ 116.
4 ـ في الأصل : الكاف .. بدل من الفاء .. وهو سبق قلم.
5 ـ الأنساب للسمعاني 10 / 243 برقم 3086 ، واُنظر : توضيح المشتبه 7 / 116.


(440)
وهي الّتي تعمل في المغازل.
    قلت : هو أردأ الاحتمالات ، كما لا يخفى.
    الترجمة :
    لم أقف فيه إلاّ على قول ابن شهرآشوب في معالم العلماء (1) : إنّ له منار الحقّ وهو إبانة في النزول (2) من مناقب آل الرسول صلوات الله عليهم ، وشرح التهذيب في الإمامة. انتهى *.
1 ـ معالم العلماء : 23 برقم 111 ، وذكره في رياض العلماء 1 / 32.
2 ـ في المصدر : التنزيل.
(*)
حصيلة البحث
    لا ينبغي الترديد في إماميّة المعنون ، ولكن لم أجد في طيّات المعاجم ما يفيد حسنه أو ضعفه ، فهو عندي غير متّضح الحال.
تنقيح المقال ـ الجزء الخامس ::: فهرس