تنقيح المقال ـ الجزء الخامس ::: 421 ـ 435
(421)
    ثمّ إنّ النسبة إلى قريش : قرشيّ ، وقريشي. وحكم الخليل بندور الثاني (1).
    الترجمة :
    قال النجاشي رحمه الله (2) : أحمد بن الحسن بن سعيد بن عثمان القرشي أبو عبد الله ، له كتاب نوادر ، أخبرنا محمّد بن جعفر النجّار ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ، عن أحمد بن الحسن. انتهى.
    ومثله بعينه ما في الفهرست (3) ، مبدلاً الحسن : بـ : الحسين ، مزيداً بعد قوله : له كتاب النوادر ، قوله : ومن أصحابنا من عدّه من الأصول ، أخبرنا به أحمد بن محمّد بن موسى ، قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ، قال : أخبرنا أحمد بن الحسين. انتهى.
    وظاهرهما كونه إماميّاً. فإذا انضمّ إلى ذلك عدّ ابن داود رحمه الله (4) إيّاه في الباب الأوّل ، اندرج في الحسان. فعدّ الحاوي (5) إيّاه في عداد الضعفاء كما ترى.
1 ـ حكى عن الخليل ندور الثاني في تاج العروس 4 / 337.
2 ـ رجال النجاشي : 71 برقم 223 قال : أحمد بن الحسن بن سعيد بن عثمان القرشي أبو عبد الله ..
3 ـ الفهرست : 50 برقم 80 ، قال : أحمد بن الحسين بن سعيد بن عثمان القرشي أبو عبد الله ، لكن في رجال الشيخ : 453 برقم 94 ، قال : أحمد بن محمّد بن الحسين بن سعيد القرشي أبو عبد الله .. والفوارق مع النجاشي والفهرست زيادة : محمّد ، وتبديل الحسن بـ : الحسين ربّما تكون من غلط النسّاخ ، والله العالم.
4 ـ رجال ابن داود : 26 برقم 68 ، و إتقان المقال : 159 في قسم الحسان ، وملخّص المقال في قسم الحسان أيضاً.
5 ـ حاوي الأقوال 3 / 279 برقم ( 1248 ) [ المخطوط : 223 برقم 1163 ] ، والوجيزة : 144 [ رجال المجلسي : 149 برقم ( 80 ) ] في الضعفاء.


(422)
    تنبيه :
    عقّب الميرزا (1) كلام الشيخ رحمه الله في الفهرست هنا بقوله : وفي باب من لم يرو عنهم عليهم السلام من رجاله (2) : أحمد بن محمّد بن الحسين بن سعيد القرشي أبو عبد الله ، روى عنه ابن عقدة. انتهى.
    وهذا اشتباه غريب من الميرزا ؛ فإنّ أحمد بن محمّد بن الحسين ، غير أحمد ـ هذا ـ بل لذاك عنوان مستقل يأتي إن شاء الله تعالى. ونقل هو أيضاً هناك هذه العبارة الّتي نقلها هنا من رجال الشيخ رحمه الله ، فنقل عبارة الشيخ رحمه الله تلك هنا وقع بغير مناسبة ، سهواً من قلمه الشريف *.
1 ـ في منهج المقال : 33.
2 ـ رجال الشيخ : 453 برقم 94.
(*)
حصيلة البحث
    إماميّة المعنون تثبت من ذكر النجاشي له الملتزم بعدّ الإماميّة ، وحسنه يترجّح من قرائن عديدة ، فهو عندي حسن ، والله العالم.

[ 890 ]
    جاء بهذا السند في أمالي الطوسي : 687 حديث 1458 بسنده : .. عن أبي الحسن محمّد بن أحمد بن الحسن بن شاذان القمّي ، عن أبيه ، عن محمّد بن الحسن ..
    وعنه في مستدرك الوسائل 16 / 123 حديث 19346 مثله.
    والظاهر هو عليّ بن أحمد بن الحسن بن شاذان القمّي ؛ لأنّ محمّد هو ابن عليّ بن أحمد بن الحسن بن شاذان القمّي.


(423)

حصيلة البحث
    المعنون ممّن لم يذكره أرباب الجرح والتعديل ، فهو مهمل.

[ 891 ]
    جاء بهذا العنوان في عيون أخبار الرضا عليه السلام 2 / 230 حديث 3 بسنده : .. عن حميد بن محمّد ، عن أحمد بن الحسن بن الصالح ، عن أبيه ، عن الفتح بن يزيد الجرجاني أنـّه كتب إلى أبي الحسن عليه السلام ..
    وكذلك في الخصال : 450 حديث 54 ، وعنهما في وسائل الشيعة 10 / 55 حديث 12817 مثله ، وفيه : أحمد بن الحسن بن صالح ، وكذلك عنهما في بحار الأنوار 96 / 279 حديث 1 مثله.
حصيلة البحث
    لم نعثر على المعنون في مصادرنا الرجاليّة ، فهو مهمل.

[ 892 ]
    جاء نسخة في ترجمة أحمد بن الحسين الصقر ، فراجع ، وهو على كلّ حال مهمل.

[ 893 ]
    جاء في بحار الأنوار 23 / 104 باب 7 حديث 1 عن بشارة المصطفى


(424)

بسنده : .. عن عليّ بن عمر السكري ، عن أحمد بن الحسن بن عبدالجبار ، عن يحيى بن معين ، عن قريش بن أنس ..
    اُنظر بشارة المصطفى : 73 حديث 4 ، وفيه : عن أبي الحسن عليّ بن عمر السكري الحربي ، عن أبي عبدالله أحمد بن الحسن بن عبدالجبار الصوفي ، عن أبي زكريا يحيى بن معين .. وكذلك جاء في بشارة المصطفى أيضاً : 105 حديث 43.
    وله ترجمة في سير أعلام النبلاء 14 / 153 برقم 89 الصوفي الصغير الشيخ العالم المحدّث أبو الحسن أحمد بن الحسن بن إسحاق البغدادي الصوفي الصغير. وذكر الذين روى عنهم ورووا عنه ، ثمّ قال : وثّقه أبو عبدالله الحاكم وغيره وبعضهم ليّنه توفّي سنة 302.
حصيلة البحث
    المعنون من رواة العامّة ، وثقة عند أعلامهم ، ونحتجّ بما يرويه في فضائل أهل البيت عليهم السلام.

[ 894 ]
    جاء بهذا الاسم في الخصال : 360 باب السبعة حديث 50 بسنده : .. عن محمّد بن عمر البغدادي ، عن أحمد بن الحسن بن عبدالكريم ، عن عتاب يعني ابن صهيب ، عن عيسى بن عبدالله العمري ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عليّ عليه السلام ..
    وعنه في بحار الأنوار 22 / 326 حديث 26 ، و43 / 210 حديث 39 مثله.
حصيلة البحث
    المعنون لم يذكره علماء الجرح والتعديل ، فهو مهمل.


(425)
[ 895 ]
    الضبط :
    الأَوْدي : بالهمزة ، ثمّ الواو ، ثمّ الدال المهملة ، ثمّ الياء ، نسبة إلى أَوْد ـ بفتح الهمزة ، وسكون الواو ـ أبي قبيلة من مذحج ، وهو : أود بن صعب بن سعد العشيرة بن مذحج (2).
    وأبي قبيلة من همدان ، وهو : أود بن عبد الله بن فادم بن زيد بن عريب بن جشم بن حاشد بن خيران بن نوف بن همدان.
    وفي بعض المؤلّفات أنّ : أود حيّ من باهلة ، وهو خطأ ؛ فإنّ ذلك بالألف والواو والذال المعجمة ، لا الدال المهملة.
    و إلى أود مذحج نسبت خطّة بني أود بالكوفة ، و إليه ينتهي الأفوه الأودي في قوله :
مُلكُنا مُلكٌ لَقَاحٌ أَوَّلُ وأَبُونا مِن بَنِي أَوْد خِيَار
    أو إلى أُود ـ بضمّ الهمزة ـ موضع بالبادية (3). وقيل : رملة معروفة في
1 ـ في المصادر حذف اسم الجدّ : عبدالله.
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 453 برقم 89 ، الفهرست : 47 برقم 71 ، رجال النجاشي : 62 برقم 189 ، رجال ابن داود : 26 برقم 69 ، منهج المقال : 33.
2 ـ ذكر هذا ابن حزم في الجمهرة : 410 ـ 411 ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه 1 / 281.
3 ـ قال في الصحاح 2 / 442 : وأُود بالضمّ : موضع بالبادية ، وأَوْد بالفتح : اسم رجل.قال الأفوه الأودي : ملكنا ملك .. إلى آخره.


(426)
ديار تميم بنجد ، ثمّ في أرض الحَزْن لبني يربوع بن حنظلة ، وهو المراد في قوله :
وَأَعْرَضَ عَنّي قَعْنَبٌ وكأنَّما يَرَى أَهْلَ أُود من صُدا وسليما (1)
    الترجمة :
    لم أقف فيه إلاّ على قول الشيخ رحمه الله في باب من لم يرو عنهم عليهم السلام من رجاله (2) : أحمد بن الحسن بن عبدالملك الأودي ، روى عنه ابن الزبير ، وروى عن الحسن بن محبوب. انتهى.
    وظاهر الميرزا قدّس سرّه (3) كون الحسن سهواً من الناسخ ، وأنّ الصحيح
1 ـ راجع : تاج العروس 2 / 292 تجد كلّ ما ذكره المصنّف قدّس سرّه ، وقال في معجم البلدان 1 / 277 : أُود : بالضمّ ثمّ السكون والدال المهملة : موضع في ديار بني تميم ثمّ لبني يربوع منهم بنجد في أرض الحَزْن ، ثمّ ذكر البيت الأخير ، ولكن في آخره : مِن صُداءَ وسَهْلَها .. إلى أن قال : قيل : هو واد كان فيه يوم من أيام العرب. ثمّ ذكر أود بالفتح وقال : موضع بالبادية .. ، وخِطّة بني أود من محالّ الكوفة نسبت إلى أود ابن سعد العشيرة ، وقد ينسب إلى الخِطّة بعض الرواة.
2 ـ رجال الشيخ : 453 برقم 89 بلفظه.
3 ـ في منهج المقال : 33 قال : أحمد بن الحسن بن عبد الله بن عبدالملك الأودي .. وفي صفحة : 34 قال : أحمد بن الحسين بن عبدالملك أبو جعفر الأودي كوفي ثقة مرجوع إليه ( ست ) ، ثمّ في ( صه ) أعتمد على روايته ، وفي ( ست ) بوّب كتب المشيخة بعد أن كان منثوراً فجعله على أسماء الرجال ولم يعلم له شيء ينسب إليه غيره ، سمعنا هذه النسخة عن أحمد بن عبدون قال : سمعتها من عليّ بن محمّد بن الزبير ، عن أحمد بن الحسين بن عبدالملك وفي ( جش ) ما يعرف له مصنّف غير أنـّه جمع كتاب المشيخة وبوّبه على أسماء الشيوخ ، وأيضاً في ( جش ) و(صه ) ومشيخة التهذيب : الأزدي بالزاي وفي ( لم ) : ابن الحسن بن عبدالملك الأودي روى عنه ابن الزبير ، وروى عن الحسن بن محبوب ، انتهى.
    لكن الّذي في طريقه إلى ابن محبوب في ( ست ) ومشيخة التهذيب : الحسين ـ مصغّراً ـ وفي ( ست ) هنا أيضاً : الأودي ـ بالواو ـ وفي ( د ) : ومنهم من يقول الأزدي وليس بشيء.
    وفي معالم العلماء : 13 برقم 61 قال : أحمد بن الحسين بن عبدالملك أبو جعفر الأزدي الكوفي ثقة ، بوّب كتاب المشيخة بعد أن كان منثوراً ..
    وفي الخلاصة : 15 برقم 11 قال : أحمد بن الحسين بن عبدالملك أبو جعفر الأزدي كوفي ثقة مرجوع إليه أعتمد على روايته .. وفي نقد الرجال : 20 برقم 43 [ المحقّقة 1 / 118 برقم 218 ] قال : أحمد بن الحسين بن عبدالملك أبو جعفر الأزدي..


(427)
الحسين ـ مصغّراً ـ لأنّه بعد نقل عبارة رجال الشيخ رحمه الله المذكورة قال : لكن الّذي في طريقه إلى ابن محبوب في الفهرست (1) ، ومشيخة التهذيب (2) الحسين مصغّراً. انتهى (3).
1 ـ وقال الشيخ في الفهرست : 47 برقم 71 : أحمد بن الحسين بن عبدالملك أبو جعفر الأودي كوفي ثقة مرجوع إليه بوّب كتاب المشيخة بعد أن كان منثوراً وجعله على أسماء الرجال ، ولم يعرف له شيء ينسب إليه غيره ، سمعنا هذه النسخة من أحمد بن عبدون قال : سمعتها من عليّ بن محمّد بن الزبير ، عن أحمد بن الحسين بن عبد الملك.
2 ـ وفي التهذيب 10 / 56 من المشيخة : وما ذكرته عن الحسن بن محبوب ما أخذته من كتبه ومصنّفاتِه فقد أخبرني بها أحمد بن عبدون ، عن عليّ بن محمّد بن الزبير القرشي ، عن أحمد بن الحسين بن عبدالملك الأزدي ، عن الحسن بن محبوب ..
3 ـ قال النجاشي في رجاله : 62 برقم 189 : أحمد بن الحسين بن عبدالملك أبو جعفر الأزدي كوفّي ثقة ، مرجوع إليه ، ما يعرف له مصنّف ، غير أنـّه جمع كتاب المشيخة وبوّبه على أسماء الشيوخ.
    وذكره ابن داود في رجاله : 26 برقم 69 فقال : أحمد بن الحسين بن عبدالملك الأودي. ومنهم من يقول ـ الأزدي ـ وليس بشيء ..
    أقول : يقع البحث في هذه الترجمة في جهات متعددة وهي :
    الاُولى : إنّ عبدالله ـ الّذي جعله الميرزا جدّاً للمترجم ـ لم يذكره أحد من علماء الرجال ، ولا وقع في سند رواية ولا أشار إليه أحد ، ويتّضح من ذلك ومن اتّحاد الطريق أنـّه سهو من الميرزا في المنهج ، أو من نسّاخ المنهج.
    الثانية : إنّ ذكر اسم أبي المترجم : الحسن خطأ ؛ لأنّ النجاشي وغيره ذكروه : الحسين.
    الثالثة : إنّ جمعاً نسبوه إلى الأزد كالمشيخة ورجال النجاشي والخلاصة ، وآخرون نسبوه إلى أود ومنهم الشيخ في الفهرست ورجاله وابن داود ومن تبعهم ، والظاهر صحّة نسبته إلى بني أود ، وقد عرضنا كلمات الأعلام بتفصيلها ، لتقف على جميع كلامهم ، وتستظهر ما تتوصّل إليه فتحكم به ، وعليك بالتدقيق في كلماتهم ، والتنبه إلى اتّحاد تعابيرهم.


(428)
    قلت : ما نقله عن مشيخة التهذيب صحيح ، وأمّا ما نسبه إلى الفهرست فلم اتحقّقه ، إذ الموجود في ثلاث نسخ من الفهرست ـ بعضها مصحّح جدّاً ـ هو : الحسين بن عبدالملك ، في طريقه إلى ابن محبوب ، لا أحمد بن الحسين بن عبدالملك (1). اللّهم إلاّ أن يدّعى أنّ عدم معهوديّة رواية من الحسين بن
1 ـ في الفهرست : 47 برقم 71 وقد سلفت كلماته.
    وفي ترجمة ابن محبوب : 71 برقم 162 في آخر الترجمة ، قال : وأخبرنا بكتاب المشيخة قراءة عليه أحمد بن عبدون ، عن عليّ بن محمّد بن الزبير ، عن الحسين بن عبدالملك الأزدي ، عن الحسن بن محبوب .. ولم أجد بعد الفحص على من ترجم الحسين بن عبدالملك ، أو عنونه ، فهو مهمل ، كما يأتي إن شاء الله.
    وفي روضة المتّقين 14 / 327 قال : أحمد بن الحسين بن عبدالملك الأودي ، بالواو ، أو بالزاي ، يقع غالباً في طريق الحسن بن محبوب عنه ، ويشتبه بغيره لو لم يذكر الجدّ ، وكثيراً ما يروي الشيخ عن أحمد بن عبدون ، عن عليّ بن محمّد بن الزبير ، عنه عن ابن محبوب ، والغالب ذلك في أوائل التهذيب .. إلى أن قال : والظاهر أنـّه لا يحتاج إلى الطريق أصلاً ؛ لأنّه لا ريب في أنـّه كان أمثال هذه الكتب الّتي كان مدار الطائفة عليها كانت مشتهرة بينهم ، زائداً على اشتهار الكتب الأربعة عندنا ، ولا ريب في أنّ الطريق بصحّة انتساب الكتاب إلى صاحبه ، فإذا كان الكتاب متواتراً فالتمسك بأخبار الآحاد


(429)

الصحيحة كان كتصرف الشمس بالسراج ولهذا ترى ما رواه الشيخ بهذا السند عن ابن محبوب أنّ الكليني أيضاً رواه بسنده عنه والصدوق رواه بسنده عنه ، بل ترى كلّ من يروي هذا الخبر فهو يروي عن ابن محبوب بسنده.
    ولكن لمّا أرادوا أن يخرج الخبر بظاهره عن صورة الإرسال ذكروا طريقاً إليه تيمناً وتبركاً ، وهؤلاء مشايخ الإجازة المحض .. إلى أن قال : والّذي يؤيّد ما ذكرناه أ نّهم ذكروا في هذا الرجل : أحمد بن الحسين بن عبدالملك أبو جعفر الأودي. كوفي ثقة مرجوع إليه كتاب المشيخة بعد أن كان منثوراً فجعله على أسماء الرجال ولم يعرف له شيء ينسب إليه غيره ، سمعنا هذه النسخة من أحمد بن عبدون .. إلى أن قال : والمراد بكتاب المشيخة الكتاب الّذي صنّفه الحسن بن محبوب وألـّفه من أخبار الشيوخ من أصحاب أبي جعفر وأبي عبد الله وأبي الحسن صلوات الله عليهم ، فإنّه يروي عن ستين رجلاً من أصحاب أبي عبد الله عليه السلام كتبهم الّتي ألـّفوها ما سمعوا منهم عليهم السلام ، وكان دأبهم أن يكتبوا كلّ خبر كانوا يسمعون في كتبهم كلّ يوم ، وكانت الأخبار في تلك الكتب منثورة ؛ لأ نّهم في كلّ يوم كانوا يسمعون من أحكام الطهارة والصلاة ، والحجّ ، والتجارة والنكاح ، والطلاق ، والديّات ، وغيرها ، ويكتبون أخبار كلّ يوم في كتبهم ، فرتّب الحسن ابن محبوب أخبار الشيوخ على ترتيب أبواب الفقه وكان منثوراً لم يكن مثل هذه الكتب الّتي لنا ، ثمّ جمع هذا الشيخ على ترتيب أسماء الشيوخ بأن جمع على ترتيب اسم زرارة مثلاً وذكر أخباره مرتّباً أوّلاً ، ثمّ ذكر أخبار محمّد بن مسلم مرتّباً ثانياً .. وهكذا ، وكانت فائدة هذا الترتيب عندهم أكثر ؛ لأ نّهم لو أرادوا خبر زرارة مثلاً كانت مجتمعة في مكان ، ويمكن مقابلته مع أصل زرارة ، و إن كان الترتيب الأوّل عندنا أحسن ..
    وفي بحار الأنوار 51 / 41 باب صفاته عليه السلام حديث 23 : ابن عقدة ، عن محمّد بن الفضل بن قيس ، وسعدان بن إسحاق بن سعيد ، وأحمد بن الحسن بن عبد الملك ، ومحمّد بن الحسن القطواني ، جميعاً عن ابن محبوب .. ومثله في بحار الأنوار 52 / 117 باب التمحيص حديث 42 مثله سنداً .. وفي الغيبة للشيخ النعماني : 119 باب صفات الإمام عليه السلام : حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة ، قال : حدّثنا محمّد بن الفضل بن قيس بن رمانة الأشعري ، وسعدان بن إسحاق بن سعيد ، وأحمد بن الحسن بن عبدالملك ، ومحمّد بن الحسن القطواني ، قالوا جميعاً : حدّثنا الحسن بن محبوب الزراد..


(430)
عبدالملك ، يعيّن سقوط كلمتي ( أحمد ) و ( ابن ) من النسخة (1) ، والله العالم.
    وعلى كلّ حال ؛ فظاهره كونه إماميّاً ، إلاّ أنّ حاله مجهول *.
1 ـ في نسخة القهپائي في مجمع الرجال 2 / 145 نقل عن الفهرست في ترجمة الحسن بن محبوب : عن أحمد بن الحسين بن عبدالملك الأودي ، فيظهر من هذا أنّ نسخنا من الفهرست سقط منها كلمة ( أحمد بن ) ، فراجع.
(*)
حصيلة البحث
    من المطمئن به أنّ المعنون لا وجود له ، وأنّ الصحيح : أحمد بن الحسين بن عبدالملك الأودي ـ الّذي سوف تأتي ترجمته ـ ، و ( عبد الله ) من زيادة النسّاخ ، وعلى كلّ حال ، فهو أمّا مجهول أو لا وجود له أصلاً ، فتدبّر.

[ 896 ]
    جاء بهذا العنوان في فلاح السائل : 236 بسنده : .. عن أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة ، عن أحمد بن الحسن بن عبدالملك ، عن الحسن بن محبوب ..
    وعنه في بحار الأنوار 87 / 108 ذيل حديث 5 ، ومستدرك الوسائل 3 / 68 حديث 3045 مثله.
    وجاء في غيبة النعماني : 292 حديث 8 أيضاً ، وفيه : أحمد بن الحسين بن عبدالملك ، وعنه في بحار الأنوار 51 / 41 حديث 23 و52 / 117 حديث 42 و52 / 156 حديث 17 مثله.
    ويحتمل كونه هو أحمد بن الحسين بن عبدالملك ( عبدالكريم ) الأودي الثقة الآتي.
حصيلة البحث
    حيث إنّ اتّحاد المعنون مع أحمد بن الحسين الأودي ليس بقطعي ينبغي التروّي في الحكم عليه بشيء ، فتدبّر.


(431)
[ 897 ]
    الضبط :
    المَرْعَشي : بالميم المفتوحة ، والراء المهملة الساكنة ، والعين المهملة المفتوحة ، والشين المثلثة ، والياء. نسبة إلى مرعش ، مدينة بالثغور ، بين بلاد الشام وبلاد الروم أحدثها الرشيد ، لها سوران ، وفي وسطها حصن يسمّى : المرواني ، كان بناه مروان الحمار ، ولها ربض يعرف بـ : الهارونّية ، كما ذكره ياقوت (1).
    وليس نسبة إلى مرعش ، ملك من ملوك حمير ، كان به ارتعاش ، فسمّي مرعشاً ؛ ضرورة منع كونه حسينياً ، عن نسبته إلى جدّ ليس من بني هاشم.
(*)
مصادر الترجمة
    فهرست الشيخ منتجب الدين : 24 برقم 41 ، رياض العلماء 1 / 32 ، جامع الرواة 1 / 45.
    1 ـ معجم البلدان 5 / 107 مع اختلاف يسير ، وقد نصّ عليه في مراصد الاطّلاع 3 / 1259 ، وقال في الصحاح 3 / 1006 في مادة ( رعش ) : ومَرْعَشٌ : بلد في الثغور من كُوَر الجزيرة.
    أقول : لا يتلائم كون إحداث المدينة من قبل الرشيد مع كون بناء حصنها من قبل مروان الحمار إلاّ بنوع تكلّف ، فلاحظ.


(432)
    الترجمة :
    لم أقف فيه إلاّ على قول منتجب الدين ، في محكي فهرسته (1) : أحمد بن الحسن بن عليّ الحسيني المرعشي ، نزيل جبل الكبير السيّد بهاء الدين أبو الشرف ، صالح. انتهى *.

[ 898 ]
    الضبط :
    فَضَّال : بالفاء المفتوحة ، والضاد المعجمة المشدّدة المفتوحة ، واللام بعد الألف.
    وعُمَر : بضمّ العين المهملة ، وفتح الميم ، ثمّ الراء المهملة.
1 ـ فهرست الشيخ منتجب الدين : 24 برقم 41 ، ورياض العلماء 1 / 32 ، وجامع الرواة 1 / 45.
(*)
حصيلة البحث
    يظهر من الشيخ منتجب الدين أنّ المعنون صالح ، وتبعه في رياض العلماء وجامع الرواة ، ولذلك يمكن عدّه في أوّل درجة الحسن.
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 410 برقم 17 ، فهرست الشيخ : 47 برقم 72 ، الخلاصة : 203 برقم 10 ، رجال النجاشي : 62 برقم 190 ، رجال ابن داود : 419 برقم 23 ، نقد الرجال : 20 برقم 38 [ المحقّقة 1 / 114 برقم ( 213 ) ] ، مجمع الرجال 1 / 104 ، رجال الشيخ الحرّ المخطوط : 6 من نسختنا ، توضيح الاشتباه : 28 برقم 93 ، هداية المحدّثين : 170 ، جامع المقال : 97 ، جامع الرواة 1 / 45 ، ملخّص المقال في قسم الموثّقين ، الوجيزة : 144 ، حاوي الأقوال 3 / 173 برقم ( 1135 ) [ المخطوط : 197 برقم 1043 ] ، الغيبة للشيخ الطوسي : 239 ، حاشية الشهيد على الخلاصة ولا زالت مخطوطة ، منهج المقال : 34 ، المعتبر للمحقّق : 61 ، كامل الزيارات : 65 باب 19 حديث 3.


(433)
    وأَيمُن : بالهمزة المفتوحة ، ثمّ الياء المثنّاة التحتانية الساكنة ، والميم المضمومة ، ثمّ النون (1).
    وعِكْرَمَة : بكسر العين المهملة ، وسكون الكاف ، وكسر الراء المهملة ، وفتح الميم ، ثمّ التاء (2).
    ورِبْعِي : بكسر الراء المهملة ، وسكون الباء الموحّدة ، والعين المهملة المكسورة ، ثمّ الياء (3).
    والفَيّاض : بفتح الفاء ، ثمّ الياء المثنّاة من تحت المشدّدة ، والضاد المعجمة بعد الألف (4). وزاد في الخلاصة (5) الياء.
    وعلى الأوّل : فهو لقب جمع. منهم : عكرمة هذا ، على الظاهر.
    وعلى الثاني : فنسبة إلى الفيّاض هذا.
    الترجمة :
    قد عدّه الشيخ رحمه الله في رجاله (6) من أصحاب الهادي عليه السلام.
    وقال رحمه الله في الفهرست (7) : أحمد بن الحسن بن عليّ بن فضّال (8) بن
1 ـ قال في الإكمال : أيمن بالميم جماعة ، مقتصراً عليه ، والظاهر أنـّه جمع اليمين بمعنى القسم كما في الصحاح 6 / 2221 ـ 2222.
2 ـ قال الجوهري في صحاح اللغة 5 / 1990 : العِكْرمَة : الأنثى من الحَمام.وعِكْرِمَةُ : أبو قبيلة ، وهو عكرمة بن خَصفَة بن قيس عيلان.
3 ـ اُنظر ضبط الرِبْعي وما شابهه في توضيح المشتبه 4 / 129 ـ 131.
4 ـ قال في الصحاح 3 / 1100 : نهر فيّاض ، أي كثير الماء. ورجلٌ فَيّاض ، أي وهّاب جواد.
5 ـ الخلاصة : 203 برقم 10.
6 ـ رجال الشيخ : 410 برقم 17.
7 ـ الفهرست : 47 برقم 72 الطبعة الحيدريّة ، وفي الطبعة المرتضويّة : 24 برقم 62 ، وطبعة جامعة مشهد : 25 برقم 48.
8 ـ في المصدر : عليّ بن محمّد بن فضّال.


(434)
عمربن أيمن ، مولى عكرمة بن ربعي الفيّاض ، أبو عبدالله ، وقيل : أبو الحسين ، كان فطحيّاً ، غير أنـّه ثقة في الحديث. وروى عنه أخوه عليّ بن الحسن و .. غيره من الكوفيّين والقمّيين.
    وله كتب ، منها : كتاب الصلاة ، وكتاب الوضوء ، أخبرنا بهما أبو الحسين بن [ أبي ] جيّد ، قال : حدّثنا ابن الوليد ، قال : أخبرنا الصفّار ، قال : أخبرنا أحمد بن الحسن.
    وأخبرنا أحمد بن عبدون ، قال : أخبرنا ابن الزبير ، قال : حدّثنا عليّ بن الحسن ، عن أخيه : ومات أحمد بن الحسن سنة ستّين ومائتين. انتهى.
    ومثله عبارة النجاشي رحمه الله بتفاوت يسير من جهات.
    منها : أنـّه كنّاه بـ : أبي الحسين ، ثمّ قال : وقيل : أبو عبد الله.
    ومنها : إبدال قوله : وكان فطحيّاً ، بقوله : يقال إنّه كان فطحيّاً.
    ومنها : إسقاط ( القميّين ) بعد ( الكوفيين ) وقال (1) بعد ذلك : يعرف من كتبه كتاب الصلاة ، كتاب الوضوء ، أخبرنا بهما قراءةً عليه أبو عبد الله أحمد بن عبد الواحد ، قال : حدّثنا أبو الحسن عليّ بن محمّد القرشي ، قال : حدّثنا عليّ بن الحسن بن فضّال ، عن أخيه بكتبه. ومات أحمد بن الحسن سنة ستّين ومائتين.
    وظاهر نسبته ـ كونه فطحيّاً ـ إلى القول تردّده في ذلك ، لكنّ الظاهر أنّ ذلك
1 ـ رجال النجاشي : 62 برقم 190 طبعة المصطفوي ، وفي طبعة الهند : 58 ، وفي طبعة بيروت 1 / 212 برقم 192 ، وفي طبعة جماعة المدرسين : 80 برقم 194 قال : أحمد ابن الحسن بن عليّ بن محمّد بن فضّال بن عمر بن أيمن مولى عكرمة بن ربعي الفيّاض أبو الحسين ، وقيل : أبو عبد الله ، يقال : إنّه كان فطحيّاً ، وكان ثقة في الحديث.

(435)
    ليس محلّ تأمّل ، كما لا ينبغي التأمّل في وثاقته ، بعد توثيق الشيخ رحمه الله وجماعة له (1).
    وقد وثّقه المحقّق رحمه الله و .. غيره من الفقهاء ـ أيضاً ـ في غير موضع من المعتبر (2) ، و .. غيره ، مع الاعتراف بكونه فطحيّاً.
    وقد عدّه في الوجيزة (3) ، والبلغة (4) ، ومشتركات الطريحي (5) والكاظمي (6) ،
1 ـ وثّقه النجاشي في رجاله : 62 برقم 190 ، وابن داود في رجاله : 419 برقم 23 ، والتفرشي في نقد الرجال : 20 برقم 38 [ المحقّقة 1 / 114 برقم ( 213 ) ] ، ومجمع الرجال 1 / 104 ، والشيخ الحرّ في رجاله المخطوط : 6 من نسختنا ، وتوضيح الاشتباه : 28 برقم 93 ، وهداية المحدّثين : 170 ، وجامع المقال : 97 ، وجامع الرواة 1 / 45 ، وملخّص المقال في قسم الموثّقين .. وغيرهم.
    وقد روى الكشّي في رجاله : 345 برقم 639 : وجماعة من الفطحية هم فقهاء أصحابنا منهم ابن بكير وابن فضّال ـ يعني الحسن بن عليّ ـ وعمّار الساباطي ، وعليّ بن أسباط وبنو الحسن بن عليّ بن فضّال ، عليّ وأخواه ، ويونس بن يعقوب ، ومعاوية بن حكيم .. وعدّ عدّة من أجلّة العلماء.
2 ـ المعتبر : 61 ، في مسألة وجوب الكفّارة على الزوج قال : وما ذكرناه أرجح ؛ لأنّ أحمد بن الحسن ـ و إن كان فطحيّاً ـ فهو ثقة ، وفي صفحة : 14 وابن فضّال ـ هذا ـ و إن كان فطحيّاً إلاّ أنـّه مشهود له بالثقة ، وموارد اُخرى من المعتبر.
    وجاء في سند رواية كامل الزيارات : 65 باب 19 حديث 3 بسنده : .. عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، وأحمد بن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن أبيه ، عن مروان بن مسلم ، عن بريد بن معاوية العجلي قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام ..
3 ـ الوجيزة : 144 الطبعة الحجريّة [ رجال المجلسي : 148 برقم ( 77 ) ] : وابن الحسن بن عليّ بن فضّال ( ق).
4 ـ بلغة المحدّثين : 327 قال : وابن الحسن بن فضّال موثّق.
5 ـ جامع المقال : 97.
6 ـ هداية المحدّثين : 170.
تنقيح المقال ـ الجزء الخامس ::: فهرس