تنقيح المقال ـ الجزء السادس ::: 106 ـ 120
(106)
الساكنة ، ثمّ الباء (1) .
    [ الترجمة : ]
    وقد عدّه الشيخ رحمه الله في رجاله (2) من أصحاب الهادي عليه السلام.
    وروى في الإرشاد (3) ، وكشف الغمّة (4) ، والكافي (5) ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أبي يعقوب ، قال : رأيت أبا الحسن عليه السلام مع ابن الخضيب (6) يتسايران ، وقد قصّر أبو الحسن عليه السلام ، فقال له ابن الخضيب : سر ، جعلت فداك ، فقال أبو الحسن عليه السلام : « أنت المقدّم ».
    فما لبثنا إلا أربعة أيّام ، حتّى وضع الدَّهَق (*) على ساق ابن الخضيب ، فقتل.
    قال : وألحّ عليه ابن الخضيب في الدار الّتي كان قد نزلها ، وطالبه بالانتقال منها ، وتسليمها إليه ، فبعث إليه أبو الحسن عليه السلام : « لأقعدنّ لك من الله مقعداً لا تبقى لك معه باقية ».
1 ـ انظر ضبط الخضيب في توضيح المشتبه 3/431 ، وقد مرّ ضبطه أيضاً في صفحة : 398 من المجلّد الثالث ترجمة إبراهيم بن خضيب الأنباري.
2 ـ رجال الشيخ : 409 برقم 2. وذكره البرقي في رجاله : 60 في أصحاب الإمام الهادي عليه السلام ، كذلك.
3 ـ الإرشاد : 311 [ والطبعة المحقّقة 2/306 ].
4 ـ كشف الغمّة 3/239.
5 ـ الكافي 1/500 حديث 6.
6 ـ في الإرشاد ، وكشف الغمّة : ابن الخصيب ـ بالصاد ـ.
* ـ الدَهَق ـ محرّكة ـ خشبتان يغمز بهما الساق. [ منه ( قدّس سرّه ) ].
    لاحظ : القاموس المحيط 3/233 ، تاج العروس 6/350 ، ولسان العرب 10/106.


(107)
    فأخذه الله في تلك الأيّام (1) .
    وأقول : في الخبر دلالة على ضعف الرجل ، ولو نوقش في ذلك لكفت جهالته في ترك خبره.
1 ـ أقول : إنّ المترجم كان وزيراً للمنتصر ، صرّح بذلك المسعودي في مروج الذهب 4/48 : وزير المنتصر ابن الخصيب .. ، وقد كان استوزر أحمد بن الخصيب وندم على ذلك ، وكان نفى عبيد الله بن يحيى بن خاقان ، وذلك أنّ أحمد بن الخصيب ركب ذات يوم ، فتظلّم إليه متظلّم بقصّته ، فأخرج رجله من الركاب فزجّ بها في صدر المتظلّم فقتله ، فتحدّث الناس بذلك ، فقال بعض شعراء ذلك الزمان :
قل للخليفة يابن عمّ محمّد أشكله عن ركل الرجال فإن ترد أشكل وزيرك ، أنّه ركّال مالاً فعند وزيرك الأموال
     .. فهذه القصة والخبر المذكوران في المتن يدلاّن بأنّ المترجم كان من الظلمة ، والذين لا يرون لدماء المسلمين أيّ حرمة ، ولم أجد له رواية في حكم شرعي من الأحكام.

حصيلة البحث
    ممّا يؤسف له ذكر مثل هذا في زمرة الرواة ، فهو ضعيف لا ينبغي أن يعدّ في زمرتهم ، ولم أظفر له على رواية.

[ 973 ]
    جاء بهذاالعنوان في بحار الأنوار 6/8 بسنده : .. عن محمّد بن عبدالله ابن حمزة : حدّثنا أحمد بن الخليل الأصمعي ، قال : جاء عمرو بن عبيد ..
    نقلاً عن تفسير الوسيط للواحدي.


(108)

حصيلة البحث
    إن كان الرجل من العامّة ، جاز لنا أن نحتج بروايته عليهم.

[ 974 ]
    جاء بهذا العنوان في بشارة المصطفى : 247 حديث 37 بسنده : .. عن أبي نصر أحمد بن محمّد بن الحسن الكرميني ، عن أحمد بن الخليل بن خالد بن حرب ، عن محمّد بن إسماعيل البخاري ..
    وعنه في بحار الأنوار 43/306 حديث 66 مثله.

حصيلة البحث
    لم نعثر عليه في مصادرنا الرجاليّة ، فهو مهمل.

[ 975 ]
    جاء في تذكرة المتبحّرين ـ وهو الجزء الثاني من أمل الآمل : 14 ـ برقم 27 : مولانا أحمد بن الخليل القزويني ، كان عالماً فاضلاً محقّقاً ، له حواشي على حاشية العدّة لأبيه ، توفّي سنة 1083.
    ومثله في رياض العلماء 1/38 برقم 55.

حصيلة البحث
    الّذي يظهر من عبارة أمل الآمل هو أنّ المعنون من العلماء المحقّقين ،


(109)

وفضلائنا المدقّقين ، فعدّه حسناً أقل ما يوصف به ، إلا أنّه لم يظهر لي كونه من الرواة.

[ 976 ]
    حكى في بحار الأنوار 43/306 باب 12 حديث 66 عن بشارة المصطفى بسنده : .. عن أحمد بن محمّد الكرخي ، عن أحمد بن الخليل ، عن محمّد بن إسماعيل البخاري ، عن عبدالله بن صالح ... ولم أجده في بشارة المصطفى.
    وجاء بهذا العنوان في أمالي الشيخ : 517 حديث 1133 بسنده : .. عن أبي جعفر محمّد بن يونس القاضي الهمداني ، عن أحمد بن الخليل النوفلي ، عن عثمان بن سعيد المزني ..
    وعنه في بحار الأنوار 74/176 حديث 11 مثله.
    وترجم له في سير أعلام النبلاء11/532 برقم 152 فقال : أحمد بن الخليل النوفلي القومسي ، عن الأصمعي ، وأبي النضر والأنصاري والمقرئ ، وعنه يحيى بن عبدك وجماعة ، وهو واه ، وترجم له في تهذيب التهذيب 1/28 ، ولسان الميزان 1/167 ، والجرح والتعديل 2/50 ، وغير هؤلاء.

حصيلة البحث
    المعنون مهمل عندنا ، ويظهر أنّه من رواة العامّة.

[ 977 ]
    انظر ما سيأتي في ترجمة أحمد داخوس برقم (363) حيث هو نسخة هناك ، ولا يحتمل التعدّد فيه.


(110)
[ 978 ]
    الضبط :
    دَاخُوس : بالدال المهملة المفتوحة ، ثمّ الألف ، ثمّ الخاء المعجمة المضمومة ، ثمّ الواو ، ثمّ السين المهملة ، لُقّب أحمد به لكون صنعته الفصل بين الجلد واللحم ، بإدخال اليد بينهما لسلخ جلد الذبيحة ، فإنّ فاعل ذلك يسمّى : داخوساً ـ بإعجام الخاء و إهماله ـ كما في التاج (1) وبعض نسخ الرجال بالإهمال ، ويحتمل على الإهمال أنّه لقّب به لقرحة خرجت في يده في زمان ، وبقي اللقّب عليه بعد البرء.
    الترجمة :
    لم أقف على من تعرّض لذكر الرجل ، غير الميرزا في المنهج (2) .
مصادر الترجمة
    منهج المقال : 36 ، جامع الرواة 1/50 ، معالم العلماء : 24 برقم 118.
1 ـ تاج العروس 4/146 قال : ودحس : أدخل اليد بين جلد الشاة وصفاقها للسلخ ، ومنه الحديث : فدحس بيده حتّى توارت إلى الإبط ، ثمّ صلّى ولم يتوضّأ .. أي دسّها بين الجلد واللحم كما يفعل السلاّخ .. إلى أن قال : قال ابن الأثير : يروي بالحاء والخاء. وفي صفحة : 147 : والداحـس ، والداحوس : قرحة تخرج باليد.
2 ـ منهج المقال : 36 ، وذكره ابن شهرآشوب في معالم العلماء : 24 برقم 118 فقال : أحمد بن داحوس ، له كتاب الدعوات. وفي بعض النسخ : داخوس.


(111)
    وفي بعض النسخ منه ، ونسخة مصحّحة من جامع الرواة (1) زيادة كلمة ( ابن ) بعد ( أحمد ) مع إبدال السين بالشين المعجمة ، وعليه يكون من الدخش بمعنى الإمتلاء لحماً.
    وقد اقتصر الميرزا في ترجمته على قوله : له الدعوات ، مجهول.
    واقتصر في جامع الرواة (2) على نقل ذلك عن الميرزا رحمه الله.
1 ـ جامع الرواة 1/50 ، وفيه : أحمد بن داخوش.
2 ـ جامع الروة 1/50.

حصيلة البحث
    من ذكر ابن شهرآشوب للمعنون يظهر أنّه من الإماميّة ، ولكن لم أقف على ما يوضّح حاله ، فهو عندي غير متّضح الحال.

[ 979 ]
    قال الشيخ رحمه الله في رجاله : 427 برقم 1 في باب النساء في أصحاب الإمام الهادي عليه السلام ، في ترجمة كلثم الكرخية : روى عنها عبدالرحمن الشعيري ، وهو أبو عبدالرحمن أحمد بن داود البغدادي ..

حصيلة البحث
    المعنون مجهول الحال.


(112)
[ 980 ]
    [ الضبط : ]
    كان من أهل دينور ، مدينة من أعمال الجبل ، قرب قرميسين ، بينها وبين همذان نيف وعشرون فرسخاً ، كثيرة الثمار والزروع ، قاله في المراصد (1) .
    [ الترجمة : ]
    وقد عنونه ابن النديم (2) وقال : أخذ عن البصريين والكوفيّين ، وكان مفنّناً في علـوم كثيرة ، وثقة فيما يرويه ، معروف بالصدق .. وعدّ له ستّة عشر كتاباً.
    وأقول : إن كان إماميّاً كان من الثقات ـ لتوثيق ابن النديم ـ ، وحيث لم يتحقّق لنا مذهبه ، لم نعدّه إلا موثّقاً ، أخذاً بالقدر المتيقّن ، والعلم عند الله تعالى.
مصادر الترجمة
    فهرست ابن النديم : 86 ، إرشاد الأريب 1/123 ، الجواهر المضيئة 1/67 ، إنباه الرواة 1/41 ، خزانة الأدب 1/25 ، أعلام الزركلي 1/119.
1 ـ مراصد الاطّلاع 2/581 ، وسير أعلام النبلاء 13/422 برقم 208 ، ومعجم الأدباء 3/26 ، والوافي بالوفيات 6/377 ـ 379 ، والبداية والنهاية 11/72 ، بغية الوعاة 1/306.
2 ـ فهرست ابن النديم : 86.

حصيلة البحث
    المعنون من العامّة ، وهو مؤلّف كتاب الأخبار الطوال ، وعنونه جمع من مؤلّفي المعاجم الرجاليّة والتراجم من العامّة ، فهو غير إماميّ قطعاً.


(113)
[ 981 ]
    الضبط :
    سَعيد : بالسين المهملة المفتوحة ، ثمّ العين المهملة ، ثمّ الياء المثناة ، ثمّ الدال المهملة مكبّراً ، ويحتمل كونه مصغّراً (1) .
    وقد مرّ (2) ضبط الفزاري في : أبان بن أبي عمران.
    الترجمة :
    قد عدّه الشيخ رحمه الله (3) في باب من لم يرو عنهم عليهم السلام قال :
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 456 برقم 107 و : 426 برقم 11 ، فهرست الشيخ : 58 برقم 100 الطبعة الحيدريّة ، وفي الطبعة المرتضوية : 33 برقم 100 ، وفي طبعة جامعة مشهد : 27 برقم 53 ، رجال الكشّي : 532 برقم 1016 ، الخلاصة : 17 برقم 26 ، رجال النجاشي : 353 برقم 1221 الطبعة المصطفوية ، وفي طبعة الهند : 315 ، وفي طبعة بيروت 2/436 برقم 1232 ، وفي طبعة جماعة المدرسين : 454 برقم 1231 ، حاوي الأقوال 3/280 برقم 1251 [ المخطوط : 224 برقم (1166) ] ، رجال ابن داود : 27 برقم 73 ، معراج أهل الكمال : 114 برقم 50 [ المخطوط : 118 من نسختنا ] ، الوجيزة : 144 [ رجال المجلسي : 149 برقم (86) ] ، جامع الرواة 1/50 ، مجمع الرجال 1/113.
1 ـ انظر كلا الضبطين في توضيح المشتبه 5/103.
2 ـ في صفحة : 62 من المجلّد الثالث.
3 ـ رجال الشيخ : 456 برقم 107 ، وفي : 426 برقم 11 ، في باب الكنى من أصحاب الإمام الهادي عليه السلام ، وعدّه من أصحاب الإمام الهادي عليه السلام يقتضي أن يكون من رواته ، فكيف يسوغ عدّه فيمن لم يرو عنهم عليهم السلام ، إلا أن يقال إ نّه كان من أصحابه عليه السلام ، ولم يتّفق له رواية عن الإمام عليه السلام ، وهو بعيد.


(114)
أحمد بن داود بن سعيد الفزاري أبو يحيى الجرجاني ، كان عاميّاً متقدّماً في علم الحديث ثمّ استبصر ، له كتب ذكرناها في الفهرست. انتهى.
    وقال في الفهرست (1) : أحمد بن داود بن سعيد الفزاري يكنّى أبا يحيى الجرجاني ، وكان من أجلّة (2) أصحاب الحديث من العامّة ، رزقه الله هذا الأمر ، وله تصنيفات كثيرة في فنون الاحتجاجات على المخالفين ، وذكر محمّد بن إسماعيل النيسابوري (3) أنّه هجم عليه محمّد بن طاهر ، وأمر بقطع لسانه ويديه ورجليه ، وبضرب ألف سوط ، وبصلبه لسعاية كان سعى بها محمّد بن يحيى الرازي ، وابن البغوي ، و إبراهيم بن صالح ، لحديث روى محمّد بن (4) يحيى الرازي لعمر بن الخطّاب ، فقال أبو يحيى : ليس هو عمر بن الخطاب هو عمر بن شاكر .. فجمع الفقهاء فشهد مسلم أنّه على ما قال هو عمر بن شاكر ، وأنكر ذلك
1 ـ فهرست الشيخ : 58 برقم 100 الطبعة الحيدريّة ، وفي الطبعة المرتضوية : 33 برقم 100 ، وفي طبعة جامعة مشهد : 27 برقم 53 قال : وفيه : وكان من جلّة أصحاب الحديث من العامّة ..
2 ـ خ. ل : جملة. [ منه ( قدّس سرّه ) ].
    وفي مجمع الرجال : جلّة.
3 ـ وعلّق القهپائي في مجمع الرجال 1/113 : الظاهر وأزيد منه ! أنّ هذا محمّد بن إسماعيل هو أبو الحسن النيسابوري المعروف ( بند فرؤ ) ، وهو الّذي سيجيء إن شاء الله تعالى في ثابت بن أبي صفية ، وفي جندب بن جنادة مرّتين ، وفي الفضل بن شاذان ، والظاهر أنـّه تلميذ للفضل ، ولهذا أبى يحيى [ أي المترجم ] فإنّهما متقاربان في الزمان ، وهو الواسطة بين الفضل وبين محمّد بن يعقوب الكليني .. إلى أن قال : ولم يقل حدّثني لا هنا ولا في الفضل بن شاذان بناء على أنّ الحديث في اصطلاح أهله عبارة عن قول ينتهي إلى قول المعصوم عليه السلام ، ولذلك قال الكشّي الناقل القصّة عن أبي الحسن محمّد بن إسماعيل هذا في الموضعين : ذكر ، ولا يخفى الحال والحمد الله.
4 ـ كذا في المصدر ، وفي الأصل : أبو ..بدلاً من : ابن.


(115)
أبو عبد الله المروزي ، وكتمه بسبب محمّد بن يحيى عنه ، وكان ابن يحيى (1) قال : هما يشهدان لي ، فلمّا شهد مسلم ، قال غير هذا شاهدان لم يشهد ، فشهد بعد ذلك المجلس عنده رجل ، وخلّي عنه.
    فمن كتبه كتاب خلاف عمر برواية الحشوية ، كتاب محنة النائبة (2) ، يصف فيه مذاهب الحشويّة وفضائحهم ، كتاب مفاخرة البكرية والعمرّية ، كتاب الردّ على الأخبار الكاذبة ، يشرح فيه نقض كلّ ما رووه لسلفهم ، كتاب مناظرة الشيعي والمرجئي في المسح على الخفّين وأكل الجريّ و .. غير ذلك ، كتاب الغوغاء من أصناف الامّة من المرجئة والقدريّة والخوارج ، كتاب المتعة والرجعة والمسح على الخفّين وطلاق (3) الرجعة ، كتاب التسوية : بَيّن فيه خطأ من حرّم تزويج العرب في الموالي ، كتاب الصهّاكي ، كتاب فضائح الحشويّة ، كتاب التفويض ، كتاب الأوائل ، كتاب طلاق المجنون ، كتاب استنباط الحشويّة ، كتاب الردّ على الحنبلي ، كتاب الردّ على الشجري ، كتاب في نكاح السكران. ذكره الكشّي في كتاب معرفة الرج8ال. انتهى ما في الفهرست.
    ومثله ما ذكره الكشّي رحمه الله في الاختيار (4) مبدلاً قوله : وله تصنيفات
1 ـ في الفهرست ( من طبعة مشهد ) : أبو يحيى .. بدلاً من : ابن يحيى ، وهو الّذي جاء في مجمع الرجال.
2 ـ خ.ل : الناتية ، كذا في بعض نسخ الفهرست ، وما في الطبعة الحجريّة من التنقيح : الباينة ، وفي الفهرست طبعة النجف : النائبة.
3 ـ في نسخ فهرست الشيخ كلّها : و إطلاق المتعة.
4 ـ رجال الكشّي : 532 برقم 1016 : قال أبو عمرو : وأبو يحيى الجرجاني اسمه : أحمد بن داود بن سعيد الفزاري ، وكان من أجلّة أصحاب الحديث ، ورزقه الله هذا الامر ، وصنّف في الردّ على أصحاب الحشو تصنيفات كثيرة ، وألـّف من فنون الاحتجاجات كتباً ملاحاً.


(116)
كثيرة في فنون الاحتجاجات على المخالفين ، بقوله : وصنّف في الردّ على أصحاب الحشو ، تصنيفات كثيرة ، وألـّف من فنون الاحتجاجات كتباً مِلاحاً .. ثمّ نقل ما ذكره محمّد بن إسماعيل .. إلى قوله : وخلّي عنه ، وزاد : ولم يصبه ببليّة. ثمّ قال : وسنذكر بعض مصنّفاته ، فإنّها ملاح ، ذكرناها نحن في الفهرست ، ونقلناها من كتابه. انتهى.
    واقتصر في الخلاصة (1) على نحو ما سمعته في أوّل عبارة الفهرست.
    وأمّا النجاشي (2) فقد عنون أبا يحيى الجرجاني ، واقتصر على نقل قول الكشّي : إنّه كان من أجلّ أصحاب الحديث ، رزقه الله هذا الأمر ، وصنّف في الرد على الحشويّة تصنيفاً كثيراً .. ثمّ عدّد كتبه المزبورة.
    ولم يصرّح أحد منهم ولا غيرهم بتوثيقه ، ولذا عدّه الحاوي (3) في قسم الضعاف. نعم : عدّه (4) العلاّمة رحمه الله (5) وابن داود في القسم
1 ـ الخلاصة : 17 برقم 26 قال : أحمد بن داود بن سعيد الفزاري يكنّى : أبا يحيى الجرجاني ، كان من جملة [ جلّة ] أصحاب الحديث من العامّة ، ورزقه الله هذا الامر ، وله كتب كثيرة ذكرناها في كتابنا الكبير ، وصنّف في الردّ على أهل الحشو كتباً متعدّدة.
    وقال في الكنى من الخلاصة : 191 برقم 35 : أبو يحيى الجرجاني : قال الكشّي : كان من أجل أصحاب الحديث ، ورزقه الله هذا الامر ، وصنّف في الردّ على الحشوية تصنيفاً كثيراً.
2 ـ رجال النجاشي : 353 برقم 1221 طبعة المصطفوي ، وفي طبعة الهند : 315 ، وفي طبعة بيروت 2/436 برقم 1232 ، وفي طبعة جماعة المدرسين : 454 برقم 1231 ، وعدّه ابن شهرآشوب في المناقب 4/380 من أصحاب الجواد عليه السلام ، وكذلك في بحار الأنوار 50/106 ، عن المناقب.
3 ـ حاوي الأقوال 3/280 برقم 1251 [ المخطوط : 224 برقم (1166) من نسختنا ].
4 ـ كذا ، والظاهر زيادة الضمير فيه.
5 ـ في الخلاصة : 17 برقم 26 ، وفي الكنى : 191 برقم 35 : أبو يحيى : قال الكشّي : كان


(117)
الأوّل (1) من دون نطق بما يدلّ على التوقّف فيه ، وظاهرهما الاعتماد على روايته. وأورد على ذلك البحراني في المعراج (2) .
    أوّلاً : بأنّه لم يعدّ له أحد من الأصحاب فيما أعلم ، فلا وجه لايراده في القسم الأوّل ، وهو موضوع لمن يعتمد على روايته ، مع اعتبار عدالة الراوي عنده. وقد وقع له مثل ذلك كثيراً .. هذا
    وثانياً : بأنّ المذكور أنّه كان عاميّاً ، وتاريخ رجوعه غير معلوم ، وهذا يقتضي الترك لما رواه ، وادخال حديثه في الضعيف ، فتدبّر. انتهى.
    والجواب : أمّا عن الأوّل : فهو أنّ القسم الأوّل ليس معدّاً لذكر خصوص
من أجلّ أصحاب الحديث ، ورزقه الله هذا الأمر ، وصنف في الردّ على الحشوية تصنيفاً كثيراً.
1 ـ رجال ابن داود : 27 برقم 73 [ الطبعة الحيدريّة : 37 برقم (73) ] قال : أحمد بن داود ابن سعيد الفزاري أبو يحيى الجرجاني ( لم ) ، ( جخ ) ، ( ست ) كان من جلّة أصحاب الحديث من العامّة ، و استبصر وصنّف في الاحتجاج عليهم.
    وقال في القسم الأوّل من رجاله في قسم الكنى : 407 برقم 96 [ الطبعة الحيدريّة : 222 برقم (98) ] قال : أبو يحيى الجرجاني أحمد بن داود بن سعيد الفزاري ( دي ) ( جخ ) ، ( كش ) ، ( جش ) مدحاه وعظّماه وهو أخو شيخنا الفقيه القمّي ، كان ثقة ثقة كثير الحديث ، صحب أبا الحسن عليّ بن الحسين بن بابويه ، وله كتاب نوادر.
    أقول : قد سبق قلمه الشريف فخلط ترجمة أحمد بن داود هذا بترجمة أحمد بن داود القمّي ، وذلك أنّه ذكر القمّي بعد ترجمة الفزاري في قسم الأسماء بلا فصل ، وسبحان من لا يخطئ ولا يسهو ، فتفطّن.
2 ـ معراج أهل الكمال : 116 برقم 50 ، وبالإضافة إلى ما أفاده المؤلّف قدّس سرّه في الجواب عن صاحب المعراج هو أنّ كتبه الّتي ألـّفها في زمن عاميته لم تصل إلينا ، والّذي رواه أعلامنا القدماء هو من كتبه الّتي ألـّفها بعد اهتدائه واستبصاره ، ومؤلّفاته الّتي ذكروها كلّها في الردّ على الحشوية والعامّة ، سوى كتاب في طلاق المجنون ، وآخر في نكاح السكران ، فتفطّن.


(118)
الصحاح ، كالقسم الأوّل للحاوي. و إنّما هو موضوع لعدّ المعتمدين. وحيث إنّ تشيّع الرجل ممّا لا ريب فيه ـ كما يكشف عنه كتبه ـ فضلاً عن نقل هؤلاء الأعاظم ، وشدّة ثباته فيما اهتدى إليه ، واهتمامه في حفظ أحكام مذهبه الحادث الحقّ ، وتحريره الكتب في ذلك ، وتحمّله الأذى في تشيّعه ، كاف في حصول المدح الموجب لوصفه بالحسن ، والاعتماد عليه ، فلا اعتراض على العلاّمة.
    وأمّا عن الثاني : فما مرّ في المقدّمة (1) ، من أنّ عدول الرجل إلى الحقّ كاف في الوثوق بما رواه في زمان انحرافه أيضاً ، لأنّ سكوته عنها وعدم بيانه لفسادها وتقريره العمل عليها شهادة بصحتها واعتبارها ، ضرورة لو كان فيها خلل للزمه البيان و إلا لكان السكوت منه تدليساً ، فحيث لم يبيّن سقوطها وأمضى العمل بها كفى ذلك في إلحاق ما رواه في زمان انحرافه بما رواه في زمان اهتدائه واستقامته واعتداله ، على أنّ من المعلوم أنّ رواياته الراجعة إلى مذهبنا قد صدرت منه بعد الرجوع ، فالأظهر درج حديثه في الحسن ، والاعتماد عليه ، كما صنعه آية الله في الخلاصة (2) ، والفاضل المجلسي في الوجيزة (3) ، والله العالم.
1 ـ الفوائد الرجالية المطبوعة في مقدمة تنقيح المقال 1 / 217 من الطبعة الحجرية.
2 ـ الخلاصة : 17 برقم 26.
3 ـ الوجيزة : 144 الطبعة الحجريّة [ رجال المجلسي : 149 برقم (86) ] قال : أحمد بن داود بن سعيد الفزاري حسن.

حصيلة البحث
    إنّ التشكيك في حسن المترجم ليس إلا من الوسواس ، فإنّ تأليف المؤلّفات العديدة بالردّ على أهل الضلال بعد اهتدائه ، لأدلّ دليل على حسنه ، و إنّي أعدّه حسناً ، ورواياته حسان ، بل فوق ذلك ، والله العالم.


(119)
[ 982 ]
    [ الترجمة : ]
    لم يعنونه أحد من الأصحاب ، وقد روى في التهذيب (1) عن محمّد بن أحمد بن داود ، عن أحمد بن الحسين ، عن عبد الله بن جعفر ، عنه ، قال : قلت له ـ يعني أبا الحسن العسكري عليه السلام ـ : إنّي زرت أباك وجعلت ذلك لكم ، فقال : « لك من الله عزّوجلّ أجر وثواب ، ومنّا المحمّدة ».
    دلّ على تشيّعه وكمال معرفته بحقّهم والتفاته إلى أحكام دينه ، وذلك يفيد حسن حاله ، والله وليّ العلم ] (2) .
1 ـ أقول : المروي في التهذيب 6/110 حديث 199 بسنده : .. عن أحمد بن محمّد ، عن داود الصرمي ، قال : قلت له : يعني أبا الحسن العسكري عليه السلام ، وعنه في بحار الأنوار 99/256 حديث 3 ، وليس للمعنون ذكر في التهذيب ، ومن المطمأن به وقوع التصحيف في السند ، فتفحّص في كتاب المزار للشيخ المفيد قدّس سرّه : 178 باب فصل التطوّع بالزيارة ، روى أحمد بن محمّد ، عن داود الصيرفي ، قال : قلت لأبي الحسن العسكري عليه السلام ، ولكن في التهذيب 6/111 حديث 199 بسنده : .. عن أحمد بن محمّد ، عن داود الصرمي ..
2 ـ ما بين المعقوفين هو ممّا استدركه المصنّف طاب ثراه في آخر الكتاب من الأسماء الّتي فاتته ترجمته تحت عنوان خاتمة الخاتمة 3/122 من الطبعة الحجريّة أثناء طبعه للكتاب ، ولم يتمها حيث لم يفِ عمره الشريف بذلك.

حصيلة البحث
    المعنون مهمل.


(120)
[ 983 ]
    [ الترجمة : ]
    قال النجاشي (1) : أحمد بن داود بن عليّ القمّي ، أخو (2) شيخنا الفقيه القمّي ، كان ثقة ثقة ، كثير الحديث ، صحب أبا الحسن عليّ بن الحسين بن بابويه وله كتاب نوادر. انتهى.
    وقريب منه في رجال ابن داود (3) بزيادة أنّه لم يرو عنهم عليهم السلام.
مصادر الترجمة
    رجال النجاشي : 74 برقم 230 الطبعة المصطفوية ، وفي طبعة الهند : 69 ، وفي طبعة بيروت 1/242 برقم 233 ، وفي طبعة جماعة المدرسين : 95 برقم 235 ، رجال ابن داود : 27 برقم 74 [ الطبعة الحيدرية : 37 برقم (74) ] ، فهرست الشيخ : 53 برقم 87 ، معراج أهل الكمال : 117 برقم 51 [ المخطوط : 120 من نسختنا ] ، الخلاصة : 16 برقم 17 ، معالم العلماء : 17 برقم 78 ، حاوي الأقوال 1/174 برقم 64 [ المخطوط : 22 برقم (63) من نسختنا ] ، جامع المقال : 98 ، هداية المحدّثين : 172 ، الوجيزة : 144 [ رجال المجلسي : 149 برقم (87) ] ، إتقان المقال : 12 ، مجمع الرجال 1/115 ، رجال الشيخ الحرّ المخطوط : 7 من نسختنا ، ملخّص المقال في قسم الصحاح ، نقد الرجال : 22 برقم 54 [ المحقّقة 1/123 برقم (229) ] ، الوسيط المخطوط : 23 ، منهج المقال : 36 ، منتهى المقال : 35 [ الطبعة المحقّقة 1/263 برقم (147) ] ، وسائل الشيعة 20/128 برقم 75 ، جامع الرواة 1/50 ، رجال الشيخ : 449 برقم 65.
1 ـ رجال النجاشي : 74 برقم 23 طبعة المصطفوي ، وفي طبعة الهند : 69 ، وفي طبعة بيروت 1/242 برقم 233 وفي طبعة جماعة المدرسين : 95 برقم 235.
2 ـ كذا ، والظاهر بل الصواب : أبو شيخنا كما سيصرّح به المصنّف قدّس سرّه في 1/61 من الطبعة الحجريّة [ الطبعة المحقّقة 5/ برقم ].
    لاحظ ترجمة ولده محمّد بن أحمد ابن داود.
3 ـ رجال ابن داود : 27 برقم 74 [ وفي الطبعة الحيدريّة : ثقة ثقة ] قال : أحمد بن داود بن
تنقيح المقال ـ الجزء السادس ::: فهرس