تنقيح المقال في علم الرجال الجزء التاسع ::: 16 ـ 30
(16)
    الضبط :
    قد مرّ ضبط الحُضَيْني في الخلاصة (1) ـ بالحاء المهملة المضمومة ، والضاد المعجمة المفتوحة ، والياء المثنّاة من تحت الساكنة ، والنون ، والياء.
    وأقول : هو وزان الزبيري ، نسبة إلى أبي ساسان التابعي من بني رقاش ، وهم بطن من بكر بن وائل من العدنانيّة ، واسم أبي ساسان ـ هذا ـ : حضين بن المنذر بن الحرث بن وعلة بن مجالد بن يثربي بن ريّان (2) بن الحرث بن مالك بن شيبان بن ذهل.
    الترجمة :
    قد عدّه الشيخ رحمه الله في نسخة ظاهرة الصحّة من رجاله (3) من أصحاب
(o)
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 397 برقم 1 ، الخلاصة : 11 برقم 2 ، رجال البرقي : 56 ، إتقان المقال : 24 ، مجمع الرجال 1/184 ، منهج المقال : 51 ، رجال الكشّي : 552 برقم 1041 ، مجمع الرجال 2/114 ، الوجيزة : 145 [ رجال المجلسي : 157 برقم ( 164 ) ] ، تكملة الرجال 1/175 ، فهرست الشيخ : 50 برقم 79 ، معجم رجال الحديث 3/35 ، 68 ، 72 ، حاوي الأقوال 3/161 برقم 1224.
1 ـ الخلاصة : 11 برقم 2 ، نقلاً بالمعنى.
2 ـ في جمهرة ابن حزم : 317 : .. ابن المُجالِد بن اليَثربيّ بن الريّان .. كلّها باللام. وفي تاج العروس 9/181 : المجالد باللام ، والباقي بدونها.
3 ـ رجال الشيخ : 367 برقم 8 قال : إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يعرف ب‍ : ابن راهويه .. ،


(17)
الرضا عليه السلام تارة ، وقال : يعرف ب‍ : ابن راهويه.
    وأخرى (1) : من أصحاب الجواد عليه السلام وقال : لقي الرضا عليه السلام.
    وعندي من رجال الشيخ رحمه الله نسخة أخرى قد سقطت منها أسماء عدّة كثيرة من رجال الرضا عليه السلام ، ولعلّ نسخة الميرزا كانت مثلها ، حيث قال : ليس في أصحاب الرضا عليه السلام إلاّ إسحاق بن محمّد الحضيني ، لكن في أصحاب الجواد عليه السلام إسحاق بن إبراهيم الحضيني ، لقي الرضا عليه السلام.
    وأقول : إسحاق بن محمّد ـ المذكور في آخر باب الهمزة ـ من أصحاب الرضا عليه السلام ، وإسحاق بن إبراهيم الحضيني ـ في أواسطه ـ ، بين أحمد بن محمد بن حنبل وإدريس بن عيسى الأشعري (2).
وهذا : حنظلي ، ويكنّى ب‍ : ابن راهويه ومن رواة العامة ، وسوف أذكر له ترجمة مستقلة ، نعم في رجال الشيخ : 371 برقم 4 في ترجمة الحسن بن سعيد مولى علي بن الحسين عليه السلام قال : هو الذي أوصل علي بن مهزيار وإسحاق بن إبراهيم الحضيني إلى الرضا عليه السلام حتى جرت الخدمة على أيديهما ، فصحبته للرضا عليه السلام ثابتة من هنا ، وفي رجال الشيخ : 69 برقم 26 في أصحاب الإمام الرضا عليه السلام قال : إسحاق بن محمد الحضيني ، وليس هذا.
1 ـ رجال الشيخ : 397 برقم 1 بلفظه ، ويتضح من ذلك كلّه أنّ إسحاق بن إبراهيم الحنظلي المعروف ب‍ : ابن راهويه من أصحاب الرضا عليه السلام وهو عامي كما سيأتي ، وإسحاق بن إبراهيم الحضيني من أصحاب الرضا والجواد عليهما السلام ومن رواتنا.
2 ـ في رجال الشيخ طبعة النجف الأشرف الطبعة الحيدرية : 367 برقم 8 قال : إسحاق ابن إبراهيم الحنظلي يعرف ب‍ : ابن راهويه ، وقال في صفحة : 371 برقم 4 في ترجمة الحسن بن سعيد الأهوازي : وهو الذي أوصل علي بن مهزيار وإسحاق بن إبراهيم الحضيني إلى الرضا عليه السلام حتى جرت الخدمة على أيديهما .. ولعلّ نسخة رجال


(18)
    وكيف كان ؛ فقد استوفى الكلام في الرجل في الخلاصة (1) حيث قال ـ بعد عنوانه ، وضبط حروف الحضيني وحركاته ، ما لفظه ـ : جرت الخدمة على يده للرضا عليه السلام ، وكان الحسين (2) بن سعيد الّذي أوصل إسحاق بن إبراهيم
الشيخ رحمه الله التي كانت عند المصنّف قدّس سرّه مصحّفة ( الحنظلي ) إلى ( الحضيني ) والله العالم.
1 ـ في الخلاصة : 39 برقم 3.
    وفي رجال البرقي : 56 ذكره بعنوان : الحسن بن سعيد ، فقال : إسحاق بن إبراهيم الحضيني ، وكان الحسن بن سعيد الذي أوصل إسحاق بن إبراهيم إلى الرضا عليه السلام حتى جرت الخدمة على يديه ، وعلي بن مهزيار من بعد إسحاق بن إبراهيم ، وكان سبب معرفتهم لهذا الأمر ، فمنه سمعوا الحديث وبه يعرفون ، وكذلك فعل بعبد الله بن محمد الحضيني وغيرهم.
    أقول : من المطمأن به أنّ الصحيح : ( الحسن بن سعيد ) والحسين ، خطأ.
    ثم إنّ المذكورين في أصحاب الرضا والجواد عليهما السلام : إسحاق بن محمد الحضيني وإسحاق بن إبراهيم الحضيني ، ووقع الكلام أنّ هذين العنوانين متحدان أم متعددان ففي إتقان المقال : 24 : إسحاق بن محمد ثقة ، ( ظم ) ، ( جخ ) ، وفي ( ضا ) ، عنه : ابن محمد الحضيني ولعلّهما واحد.
    وفي صفحة : 164 : إسحاق بن إبراهيم الحضيني ، ( ضا ) ، ( ج ) من ( جخ ) ..
    وفي ملخّص المقال في قسم الصحاح قال : إسحاق بن محمد ثقة ، ( ظم ) ، ( جخ ) ، ( صه ) ، وفي قسم الحسان قال : إسحاق بن إبراهيم الحضيني ، بالمهملة المضمومة ، ثم المعجمة المفتوحة ، جرت الخدمة على يده .. ثم قال : إسحاق بن محمد الحضيني ، ( ضا ) وربّما كان هو الثقة المتقدم عن ( ظم ) ، أو إبراهيم الحضيني الممدوح.
    وفي مجمع الرجال 1/184 : إسحاق بن إبراهيم الحضيني لقي الرضا عليه السلام ، وسيذكر إن شاء الله تعالى في أصحاب الكاظم والرضا عليهما السلام بعنوان إسحاق بن محمد ، وبعنوان إسحاق بن محمد الحضيني ، وفي الحسن بن سعيد عن ( ضا ) بعنوان إسحاق بن محمد بن إبراهيم الحضيني ، ويتضح منه أن صاحب المجمع جزم بأنّ العناوين التي ذكرها إنّما هي لمعنون واحد ، فتدبّر.
2 ـ الصحيح : الحسن بن سعيد ، كما في رجال الشيخ رحمه الله تعالى.


(19)
للرضا عليه السلام حتّى جرت الخدمة على يده ، وعليّ بن مهزيار بعد إسحاق ابن إبراهيم. وكان سببَ معرفتهم لهذا الأمر ، فمنه سمعوا الحديث ، وبه يعرفون. وكذلك فعل بعبد الله بن محمّد الحضيني. هذا جملة ما وصل إلينا في معنى هذا الرجل ، والأقرب قبول قوله. انتهى.
    وقال الميرزا (1) ـ بعد نقله ـ : سيأتي أنّ الموصل للمذكورين الحسن بن سعيد لا الحسين ، وهو الموافق لكتاب الكشّي أيضاً حتّى بخطّ ابن طاووس ، كما نقله الشهيد الثاني رحمه الله ، والموجود في جميع النسخ هنا : الحسين ، كما أنّ الموجود هناك : الحسن. انتهى.
    وأقول : لا شبهة في أنّ الحسين ـ هنا ـ من سهو قلمه الشريف ، لتصريحه في نسخ مصحّحة من الخلاصة (2) في الحسن بن سعيد بأنّه : هو الّذي أوصل عليّ بن مهزيار ، وإسحاق بن إبراهيم الحضيني إلى الرضا عليه السلام حتّى جرت الخدمة على أيديهما. ثم أوصل بعد إسحاق عليّ بن الريان ، وكان سبب معرفة الثلاثة بهذا الأمر ، ومنه سمعوا الحديث ، وبه عرفوا. وكذلك فعل بعبد الله بن محمّد الحضيني. انتهى.
    وقد أخذ ذلك من الكشّي رحمه الله (3) فأ نّه قال : وكان الحسن بن سعيد
1 ـ في منهج المقال : 51.
2 ـ في الخلاصة : 39 برقم 3 : الحسن بن سعيد بن حمّاد بن مهران .. إلى أن قال : هو الذي أوصل علي بن مهزيار ، وإسحاق بن إبراهيم الحضيني إلى الرضا عليه السلام حتى جرت الخدمة على أيديهما .. وفي صفحة : 11 برقم 2 : إسحاق بن إبراهيم الحضيني .. إلى أن قال : جرت الخدمة على يده للرضا عليه السلام وكان الحسن بن سعيد الذي أوصل إسحاق بن إبراهيم إلى الرضا عليه السلام .. إلى آخره.
3 ـ رجال الكشّي : 551 حديث 1041.


(20)
توالى (1) أيضاً إسحاق بن إبراهيم الحضيني ، وعلي بن الريّان (2) ، بعد إسحاق إلى الرضا عليه السلام ، وكان سبب معرفتهم لهذا الأمر ، ومنه سمعوا الحديث ، وبه عرفوا ، وكذلك فعل بعبد الله بن محمّد الحضيني و .. غيرهم حتّى جرت الخدمة على أيديهم ، وصنّفا الكتب الكثيرة. انتهى.
    ولا يخفى على الفطن أنّ ما في الخلاصة مأخوذ من هذه العبارة ، إلاّ أنّ هنا آخر قوله : حتّى جرت الخدمة على أيديهم ، فصار مرجع ضمير الجمع إسحاق وعلي وعبد الله ، وفي عبارة الخلاصة هنا سها قلمه الشريف ، فقدّم ذلك على قوله : وكذلك فعل بعبد الله .. إلى آخره. فبقي مرجع ضمير الجمع إسحاق وعلي.
1 ـ في رجال الكشّي : وكان الحسن بن سعيد هو الذي أوصل إسحاق بن إبراهيم الحضيني وعلي بن الريان بعد إسحاق إلى الرضا عليه السلام ، ولكن في مجمع الرجال 2/113 عن رجال الكشّي هكذا : وكان الحسن بن سعيد توالى أيضاً إسحاق بن إسحاق ابن إبراهيم الحضيني .. إلى آخره ، واعلم أنّ كلمتي : ( توالي ، ابن إسحاق ) ليستا في رجال الكشّي.
2 ـ جاء في الخلاصة : 39 برقم 3 ، ورجال الشيخ : 371 برقم 4 : علي بن مهزيار ، وهو الصحيح ، لأنّ الذي أدرك الرضا عليه السلام هو علي بن مهزيار ، أمّا علي بن الريان فهو من أصحاب العسكريين عليهما السلام ، ولم يدرك الإمام الرضا عليه السلام وقال القهپائي معلّقاً في ذيل جملة ـ علي بن الريّان ـ 2/114 من مجمع الرجال : الظاهر أنّ علي بن الريّان اشتباه جرى على قلم الشيخ الطوسي رحمه الله المنتخب لهذا الكتاب المسمّى ب‍ : اختيار الرجال المشهور بالكشّي عن الكشّي الأصل. والصواب : علي بن مهزيار ، حيث إنّه رحمه الله ذكره في أصحاب الرضا عليه السلام ، وذكره هنا في ترجمة الحسن هذا من ( ضا ) : علي بن مهزيار بدله ، وهي قضية واحدة صدرت عن الحسن ، وأيضاً أنّ ابن مهزيار من أصحاب الرضا عليه السلام ، وأمّا ابن الريّان فهو من أصحاب العسكريّين عليهما السلام كما سيجيآن. وأيضاً ابن مهزيار وإسحاق بن محمد بن إبراهيم ، وعبد الله بن محمد بن إبراهيم ، وعبد الله بن محمد بن حصين كلهم أهوازيّون مثل الحسن ففعل مع أهل بلده هذا العمل هو المناسب ، وابن الريّان قمّي فأثبته واذعن بالصواب ، والحمد لله وحده.


(21)
    ثمّ إنّ الموجود في الكشّي (1) ، وترتيبه للشيخ عناية الله (2) ، والتحرير الطاوسي (3) ، عدّ ثلاثة : إسحاق بن إبراهيم ، وعليّ بن الريّان ، وعبد الله بن محمّد الحضيني ، وأبدل في عبارة الخلاصة (4) ـ هنا ـ عليّ بن الريّان ب‍ : عليّ بن مهزيار ، وأضاف في عبارته المزبورة من ترجمة الحسن بن سعيد إلى الثلاثة عليّ ابن مهزيار ، وهذا الاضطراب ممكن التوجيه.
    وكيف ما كان ؛ فما قوّاه العلاّمة رحمه الله من قبول رواية الرجل متين ، لأنّ كون الرجل إماميّاً اثني عشريّاً ممّا لا ريب فيه ، وكونه وكيلاً عن الرضا عليه السلام إنْ لم يفد وثاقته ليندرج حديثه في الصحيح ـ لما أوضحناه عند الكلام في ألفاظ المدح من مقباس الهداية (5) ـ فلا أقلّ من إفادته مدحاً معتدّاً به مدرجاً لحديثه في الحسن ، الّذي نقّحنا في الفوائد المتقدّمة في المقدمة (6) ، ومقباس الهداية (7) ، ومطارح الأفهام ، حجيته.
    فما في الحاوي (8) من ثبت الرجل في الضعفاء ، واعتراضه على العلاّمة رحمه الله ـ بأنّه : لا وجه لقبول رواية الرجل ـ من مزالّ قلمه الشريف قدّس الله
1 ـ رجال الكشّي : 551 برقم 1041.
2 ـ مجمع الرجال 2/113.
3 ـ التحرير الطاوسي : 73 برقم 91 و92.
4 ـ الخلاصة : 11 برقم 2.
5 ـ مقباس الهداية : 130 [ والطبعة المحقّقة 2/257 ـ 260 ، ومستدرك رقم ( 187 ) حول الوكالة ].
6 ـ الفوائد الرجاليّة المطبوعة في مقدّمة تنقيح المقال 1/210 من الطبعة الحجريّة.
7 ـ مقباس الهداية 2/257.
8 ـ حاوي الأقوال 3/261 برقم 1224 [ المخطوط : 218 برقم 1137 من نسختنا ].


(22)
تعالى سرّه المنيف.
    ولقد أجاد الفاضل المجلسي رحمه الله حيث عدّه في الوجيزة (1) حسناً ، وكذلك البحراني في البلغة (2).
    وفي التكملة (3) أنّ في التهذيب (4) حديثاً فيه مدحه ، وترحّم الجواد عليه السلام عليه ، وهو : ما رواه عن أحمد بن محمّد بن (5) عليّ بن مهزيار ، قال : كتبت إلى أبي جعفر عليه السلام أعلمه أنّ (6) إبراهيم وقف ضيعة على الحجّ ، وأمر ولده (7) وما فضل عنها للفقراء ، وأنّ محمّد بن إبراهيم أشهد على نفسه بمال
1 ـ الوجيزة : 145 من الطبعة الحجريّة [ رجال المجلسي : 157 برقم ( 164 ) ] قال : إسحاق بن إبراهيم الحضيني حسن.
2 ـ بلغة المحدّثين : 332 ، وفيه : .. ابن إبراهيم الحصيني ممدوح.
3 ـ تكملة الرجال 1/175.
4 ـ في التهذيب 9/238 حديث 925 ، والكافي 7/65 باب النوادر من كتاب الوصايا حديث 30.
    أقول : وإن كان ليس في الحديث ـ ( الحضيني ) ـ والموجود : إسحاق بن إبراهيم ، لكن لمّا لم يذكر أحد من علماء الرجال للإمام الجواد عليه السلام ـ : إسحاق بن إبراهيم سوى الحضيني لذلك تعيّن أنّه المذكور في الحديث.
    وفي جامع الرواة 1/79 في ترجمة الحضيني ؛ عن التهذيب : علي بن إبراهيم عن أخيه إسحاق بن إبراهيم. باب صفة الوضوء.
    وفي التهذيب 1/76 حديث 193 بسنده : .. قال أخبرني جعفر بن محمد ، عن محمد ابن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أخيه إسحاق بن إبراهيم ، عن محمد بن إسماعيل ابن بزيع ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام.
    أقول : ذكر إسحاق هذا في ترجمة الحضيني سهو من قلمه الشريف ، لأنّ هذا أخو علي بن إبراهيم ، وإسحاق بن إبراهيم الحضيني ليس له أخ مسمّى ب‍ : علي بن إبراهيم ، فراجع وتدبّر.
5 ـ كذا ، والصحيح : عن.
6 ـ سقط من قلم الناسخ ( إسحاق ) ، والصحيح : أعلمه أنّ إسحاق بن إبراهيم.
7 ـ كذا ، وفي المصدر : أم ولده.


(23)
يفرّق في * إخواننا في بني هاشم من يعرف حقّه ، ويقول بقولنا .. إلى أن قال : فكتب عليه السلام : « فهمتُ ـ يرحمك الله ـ ما ذكرتَ من وصيّة إسحاق بن إبراهيم رضي الله عنه ، وما أشهد لك بذلك محمّد بن إبراهيم .. » الحديث. وهذا المدح ـ أعني وقف الضيعة ، وترضّي أبي جعفر عليه السلام ـ ظاهر في وثاقته. انتهى ما في التكملة.
    وأقول : في دلالة وقفه على وثاقته تأمّل. نعم ، ترضّيه عليه السلام عليه يدلّ على ذلك (1).
    التمييز :
    يعرف الرجل برواية علي بن مهزيار ، والحسن بن علي الكوفي ، عنه. وبروايته عن الحسن والحسين ابني سعيد ، وعن الرضا عليه السلام *.
(*) خ. ل : على. [ منه ( قدّس سرّه ) ].
    وهو الظاهر.
1 ـ في رجال الكشّي : 566 برقم 1071 في ترجمة أحمد بن عبد الله الكرخي .. قال : وسألته عن أحمد بن عبد الله الكرخي إذ رأيته يروي كتباً كثيرة عنه فقال : كان كاتب إسحاق بن إبراهيم فتاب.
    أقول : أعلم أنّ أحمد بن عبدالله الكرخي هو أحمد بن عبد الله بن مهران المعروف ب‍ : ابن خانبه الثقة الجليل ، صرّح بذلك الشيخ في الفهرست : 50 برقم 79 فقال : كان من أصحابنا الثقات وما ظهر له رواية ، وصنّف كتاب التأديب .. إلى آخره ، ويظهر من القرائن أنّ إسحاق بن إبراهيم هذا من قواد بني العباس ، وتوبة أحمد بن عبد الله الكرخي كانت من الكتابة له أمارة وقرينة على ذلك ، ويتلخص من ذلك كلّه أنّ إسحاق بن إبراهيم المذكور في رجال الكشّي غير المترجم ، فتفطّن.
(*)
حصيلة البحث
    أقول : إنّ ترضّي الإمام الجواد عليه السلام على المترجم ، وخدمته للإمام الرضا عليه السلام ، ووكالته له إن لم توجب وثاقته فلا أقل من حسنه.


(24)

    جاء في الأمالي لشيخ الطائفة 2/129 المجلس 18 [ وفي طبعة : 515 حديث 1128 ] بسنده : .. قال : حدّثنا إسماعيل بن عبدالله بن خالد ابن تغلب القاضي اليشكري ، قال : أبو المفضل ، وحدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن حمّاد المدائني ، قال : حدّثنا الربيع بن تغلب.
    وجاءت الرواية في بحار الأنوار 6/310 حديث 7.
    وجاء أيضاً في الأمالي : 611.
حصيلة البحث
    المعنون مهمل.

    ذكره الشيخ رحمه الله في رجاله : 367 ـ 372 برقم 8 في أصحاب الرضا عليه السلام ، واستفاد بعض الأعلام في معجم رجال الحديث 3/34 برقم 1113 بأنّ إسحاق بن إبراهيم هو إسحاق بن راهويه الحنظلي يعرف ب‍ : ابن راهويه من أصحاب الرضا عليه السلام وحيث إنّ الكتاب في رواة الشيعة ولذا يظن أنّه عدّه من الشيعة من عدّ الشيخ له في رجاله في أصحاب الرضا عليه السلام تشيّعه ، ومن المتيقّن أنّه غير إمامي.
    ففي سير أعلام النبلاء 11/358 برقم 79 قال : إسحاق بن راهويه ، هو الإمام الكبير ، شيخ المشرق ، سيّد الحفّاظ ، أبو يعقوب .. إلى أن قال : هو إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم .. إلى أن قال : التميمي ثم الحنظلي المروزي نزيل نيسابور. قلت : مولده في سنة إحدى وستّين ومائة ، وسمع من ابن المبارك ، فما أقدم على الرواية عنه لكونه كان مبتدئاً ، لم يتقن

(25)

الأخذ عنه ، وقد ارتحل في سنة أربع وثمانين ومائة ولقي الكبار وكتب عن خلق من اتباع التابعين ، وسمع الفضل بن موسى السيناني ، والفضيل ابن عياض ومعتمر بن سليمان .. ، وذكر جماعة كبيرة من رواة العامّة .. إلى أن قال : حدّث عنه بقيّة بن الوليد ويحيى بن آدم ـ وهما من شيوخه ـ وأحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين وهما من أقرانه .. ، ثمّ ذكر جماعة من كبار رواتهم ، ثمّ ذكر بعض رواياته .. إلى أن قال : قال الحاكم : إسحاق بن راهويه إمام عصره في الحفظ والفتوى ، سكن نيسابور ، ومات بها ، وقيل : أصله مروزي .. إلى أن قال : قال حنبل : سمعت أبا عبد الله ، وسئل عن إسحاق بن راهويه ، فقال : مثل إسحاق يسأل عنه ؟! إسحاق عندنا إمام. وعن الإمام أحمد أيضاً قال : لا أعرف لإسحاق في الدنيا نظيراً. قال النسائي : ابن راهويه أحد الأئمة ، ثقة مأمون. سمعت سعيد بن ذؤيب يقول : ما أعلم على وجه الأرض مثل إسحاق ، وقال إمام الأئمّة ابن خزيمة : والله لو كان إسحاق في التابعين لأقرّوا له بحفظه وعلمه وفقهه .. ، ثمّ ذكر له ترجمة مفصّلة نكتفي بما نقلناه.
    وقال في تهذيب التهذيب 1/216 ـ 218 برقم 408 : إسحاق بن إبراهيم بن مخلّد بن إبراهيم بن مطر أبو يعقوب الحنظلي المعروف ب‍ : ابن راهويه المروزي ، نزيل نيسابور أحد الأئمّة ، طاف البلاد وروى عن ابن عينية ، وابن عـلّية وجرير ، وبشر بن المفضل ، وحفص بن غياث ، وسليمان بن نافع العبدي ، ولأبيه رؤية .. إلى أن قال : ولد سنة 161 .. ، ثمّ ذكر توثيقات جماعة له ، ثمّ قال : مات سنة 237 أو 238.
    وله روايات حول الأئمّة المعصومين الأطهار صلوات الله عليهم أجمعين ، منها في عيون أخبار الرضا عليه السلام : 29 الباب 6 : حدّثنا أبو علي أحمد بن الحسن بن علي بن عبد ربّة القطّان ، قال : حدّثنا أبو يزيد ( أبو زيد ـ خ ل ) ، محمّد بن يحيى بن خالد بن يزيد المروزي بالريّ في الربيع الأوّل سنة اثنتين وثلاثمائة ، قال : حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي في سنة ثمان وثلاثين ومائتين ، وهو المعروف ب‍ : إسحاق بن راهويه ، قال : حدّثنا يحيى بن يحيى ، قال : حدّثنا هيثم ، عن مجالد ، عن الشعبي ،


(26)

عن مسروق ، قال : بينا نحن عند عبد الله بن مسعود نعرض مصاحفنا عليه ، إذ قال له فتى شاب : هل عهد إليكم نبيّكم صلّى الله عليه وآله كم يكون من بعده خليفة ؟ قال : إنّك لحدث السنّ وإنّ هذا شيء ما سألني عنه أحد قبلك ، نعم عهد إلينا نبيّنا صلّى الله عليه وآله أنّه يكون بعده اثنا عشر خليفة بعدد نقباء بني إسرائيل ..
    وفي صفحة : 126 باب 23 : حدّثنا أبي رحمه الله قال : حدّثنا محمّد بن معقل القرميسيني ، عن محمّد بن عبد الله بن طاهر ، قال : كنت واقفاً عند رأس أبي ، وعنده أبو الصلت الهروي وإسحاق بن راهويه وأحمد بن محمّد ابن حنبل ، فقال أبي : ليحدثني كلّ رجل منكم بحديث ، فقال أبو الصلت الهروي : حدّثني علي بن موسى الرضا عليه السلام .. ، ثمّ عدّ آباءه عليهم السلام ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : الإيمان قول وعمل ، فلما خرجنا قال أحمد بن محمّد بن حنبل : ما هذا الإسناد ؟ فقال له أبي : هذا سعوط المجانين إذا سعط به المجنون أفاق.
    وفي صفحة : 275 باب 37 بسنده : .. عن إسحاق بن راهويه ، قال : لمّا وافى أبو الحسن الرضا عليه السلام نيسابور ، وأراد أن يخرج منها إلى المأمون اجتمع عليه أصحاب الحديث ، فقالوا له : يابن رسول الله! ترحل عنّا ولا تحدّثنا بحديث فنستفيده منك ؟ وكان قد قعد في العماريّة فاطّلع رأسه وقال .. ، ثم ذكر عن آبائه الطاهرين : عن النـبي صلّى الله عليه وآله وسلّم : سمعت الله عزّوجلّ يقول : لا إله إلاّ الله حصني فمن دخل حصني أمن من عذابي ، قال : فلمّا مرّت الراحلة نادانا : بشروطها وأنا من شروطها.
    وفي الأمالي للشيخ الطوسي رحمه الله 2/64 [ الطبعة الجديدة : 449 حديث 1004 ] بسنده : .. قال : حدّثنا عبيد الله بن عبد الله بن طاهر [ أبو أحمد المصعبي ] بن أحمد المصعبي ، قال : كنت في مجلس أخي طاهر بن عبد الله بن طاهر بخراسان ، وفي مجلسه يومئذ إسحاق بن راهويه الحنظلي وأبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي وجماعة من الفقهاء وأصحاب الحديث ..
    وفي توحيد الصدوق رحمه الله : 24 حديث 22 بسنده : .. قال : حدّثنا


(27)

عبد السلام بن صالح أبو الصلت الهروي ، قال : كنت مع علي بن موسى الرضا عليهما السلام حين رحل من نيسابور وهو راكب بغلة شهباء ، فإذا محمّد بن رافع ، وأحمد بن حرب ، ويحيى بن يحيى ، وإسحاق بن راهويه .. وعدّه من أهل العلم قد تعلّقوا بلجام بغلته في المربعة ، فقالوا : بحقّ آبائك المطهّرين حدّثنا بحديث قد سمعته من أبيك .. ، وفي صفحة : 25 حديث 23 مثله.
    وجاء أيضاً في الخصال : 466 حديث 6 ، وإكمال الدين : 67 وصفحة : 270 ، وأمالي الصدوق : 385 حديث 495 ، وعنهم في بحار الأنوار 36/229 حديث 8.
    وقد ذكرنا أنّه يأتي في بعض الأسانيد : إسحاق بن راهويه ، وهو هذا بلا خلاف.
مصادر الترجمة
    تهذيب التهذيب 1/216 برقم 408 ، رجال شيخنا الطوسي : 367 برقم 8 ، تقريب التهذيب 1/54 برقم 347 ، ميزان الاعتدال 1/182 برقم 733 ، الجرح والتعديل 1/209 برقم 714 ، تهذيب الكمال 11/373 برقم 332 ، حلية الأولياء 9/234 برقم 446 ، فهرست ابن النديم : 286 ، تاريخ بغداد 6/345 برقم 3381 ، طبقات الحفّاظ راجع فهرسته ، وفيات الأعيان 1/199 برقم 85 ، الأنساب للسمعاني 6/56 برقم 1737 ، تذكرة الحفّاظ 2/19 برقم 22 ، الوافي بالوفيات 8/386 برقم 3825 ، سير أعلام النبلاء 11/358 ـ 372 برقم 79 ، العبر 1/426 في حوادث سنة 236 ، النجوم الزاهرة 2/290 في حوادث سنة 237 ، طبقات الشافعية الكبرى 2/83 برقم 19 ، اللباب 1/396 ، الجمع بين رجال الصحيحين للقيسراني 1/28 برقم 107 ، البداية والنهاية 10/317 ، شذرات الذهب 2/89.
حصيلة البحث
    المعنون من أعلام رواة العامّة وثقاتهم ، وليس له أيّ صلة مع الأئمّة المعصومين عليهم السلام سوى ما رواه عن الإمام الرضا عليه السلام ، فعليه


(28)

ربّما عدّه بعض موثقاً ، ولكن الصحيح أنّه يحتجّ بقوله فيما يعود لنا لا علينا.

    جاء بهذا العنوان في بحار الأنوار 97/54 حديث 45 عن الأمالي بسنده : .. عن عثمان بن أحمد بن عبدالله السماك ، عن إسحاق بن إبراهيم الختلي ، عن الحسن بن علي بن يزيد الأكفاني ..
    ولم نعثر عليه في أمالي الشيخ بالرغم من البحث عنه مراراً وتكراراً والرجل مذكور في ميزان الاعتدال 1/180 برقم 728 ، وعلل الدارقطني 5/313 ، ولسان الميزان 1/348 برقم 1081 ، والوافي بالوفيات 1/386 برقم 3824.
حصيلة البحث
    ضعّف المعنون جلّ من ذكره ويظهر مما ذكروا في ترجمته أنّه من رواة العامّة.

    جاء بهذا العنوان في أمالي الشيخ : 128 حديث 203 بسنده : .. عن أبي عمران موسى بن محمّد الخياط ، عن إسحاق بن إبراهيم الخراساني ـ وهو ابن أبي إسرائيل ـ ، عن شريك ، عن عبدالله بن عمر ..
    وعنه في بحار الأنوار 18/5 حديث 3 مثله.

    أقول : كما ذكر في أمالي الشيخ : هو ابن أبي إسرائيل الآتي.
حصيلة البحث
    المعنون ممّن لم يذكر في المعاجم الرجالية فهو مهمل.

    جاء بهذا العنوان في بحار الأنوار 82/85 حديث 30 بسنده : .. عن


(29)

أحمد بن علي ، عن إسحاق بن إبراهيم بن الخضيب الأنباري قال : كتب أبو عون الأبرش ..
    ولكن في اختيار معرفة الرجال 2/842 حديث 1085 ، وعنه في بحار الأنوار 50/191 حديث 4 ، وفيهما : عن إسحاق ، عن إبراهيم بن الخضيب الأنباري ، ولكن في تاريخ بغداد 6/377 برقم 3410 : إسحاق ابن إبراهيم الخصيب الأنباري ..
    وفي لسان الميزان 1/343 برقم 1064 : إسحاق بن إبراهيم بن الخصيب الأنباري ذكره في جملة أسماء.
حصيلة البحث
    المعنون ممّن لم يتّضح حاله.

    أورد في علل الشرائع 1/249 باب 182 حديث 5 سنداً فيه : وأخبرني علي بن حاتم ، قال : حدّثنا أحمد بن علي العبدي ، قال : حدّثنا الحسن بن إبراهيم الهاشمي ، قال : إسحاق بن إبراهيم الديري ، قال : حدّثنا عبدالرزاق بن همام ، عن معمر ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ..
    والأمالي للشيخ الطوسي 1/384 [ طبعة مؤسسة البعثة : 374 حديث 804 ] بسنده : .. قال : قال الدعبلي : حدّثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الدبري بصنعاء اليمن في سنة ثلاث وثمانين ومائتين ..
    وفي صفحة : 388 [ 378 ـ 379 حديث 811 ، وفيه : الدبري ] قال بسنده : .. أخبرنا الحفار ، قال : حدّثنا إسماعيل ، قال : حدّثنا أبي وإسحاق بن إبراهيم الديري ..
    وعنه في بحار الأنوار 71/207 حديث 15 مثله ، ووسائل الشيعة 1/22 حديث 23 مثله.
    والظاهر هو : إسحاق بن إبراهيم الصنعاني كما في شرح الأخبار 2/552.


(30)
    [ الترجمة : ]
    [ نقل السيّد هاشم البحراني في روضة العارفين (1) عن كتاب المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة (2) أنّه قال : ذكر الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان قدّس سرّه في كتابه كتاب المناقب (3) ، تصنيفه ، قال : كان على عهد الرشيد بن المهدي رجل يقال له : إسحاق بن إبراهيم الملقّب ب‍ : ديك الجنّ ، كان عالماً فاضلاً شاعراً أديباً فقيهاً حاوياً لكثير من العلوم ، وكان مع ذلك شيعيّاً ، فوشي به إلى الرشيد لتشيّعه ، وقيل : إنّ ديك الجنّ رجل لا يثبت صانعاً ولا يقول ببعثة ولا نبوّة ، وهو ممّن يقع في الإسلام وأهله ، فإن قتله أمير المؤمنين أراح الناس منه ، والإسلام من شرّه ، فأحضره الرشيد .. فلمّا مثل بين يديه قال : السلام عليك يا أمير المؤمنين ! فقال له الرشيد : لا أهلاً ولا سهلاً ، ويلك ! بلغني عنك أنّك لا تثبت صانعاً ولا تقول ببعثة ولا نبوّة ، وأ نّك ممّن يقع في الإسلام وأهله ،
وجاء في مائة منقبة للقمّي : 29 باسم : إسحاق بن إبراهيم الدبري ، وصفحة : 77 المنقبة 26 ، والظاهر هذا هو الصحيح ، انظر : لسان الميزان 1/349 برقم 1084 ، وهكذا أيضاً في التحصين لابن طاووس : 569.
حصيلة البحث
    المعنون ممّن لم يذكر في المعاجم الرجالية فهو مهمل عندنا ورواياته لابأس بها.
1 ـ روضة العارفين .. ولا نعلم بطبعه.
2 ـ المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة.
3 ـ المناقب للشيخ المفيد رحمه الله ولا نعلم بوجه نسخة له.
تنقيح المقال في علم الرجال الجزء التاسع ::: فهرس