تسلية المُجالس وزينة المَجالس الجزء الثاني ::: 211 ـ 225
(211)
ثمّ صبّت عليه منهم شآبيب وهو لا يخشى السهام ولا يضرع ويصدّ الكماة عنه بغضب كم هزيم من بأسه وقتيل ثمّ لمّا أبلى بلاء عظيماً غادرته السهام من وقعها وغدا في يد البغاة أسيراً ثمّ من بعد أسره جرّعوه من أبوه إلى سميّة يسمو يا بني المصطفى لما نالكم صبري وإذا رمتُ أن اُكفكف دمعي سهام كصوب مزن هطول للقاسطين أهل الغلول كم جريح منه وكم من قتيل فرّ منه يقفو سبيل قبيل صار يشكو الضما بقلب غليل ذا جسد من ضنى الجراح كليل لهف قلبي على الأسير الذليل كأس حتف بأمر شرّ سليل فرعه لا يسمو بأصل أصيل فيصبر لكن طويل عويل قال قلبي للطرف جدّ بهمول


(212)
فعلى من سواهم آثر الدمع وهم قادتي وأسباب إيماني كشف الله لي بهم كلّ منشور فغدا حبّهم وبغض أعاديهم وبإكفار من تقدّمهم اُوضح من كتاب وسنّة وقياس نصّ خير الأنام يوم غدير وكذا إنّما وليّكم فاتلُ إن تجد الله بالزعامة اصطفاهم فلهم أرتجي لبرد اوامي ومديحي في فضلهم ليس يحصى وأرثي بالنظم من حسن قيل وقربي من خالقي ووصول من الحقّ عن كفور جهول بقلبي ما آن له من مزيل عن حجّتي بصدق دليل ركبته ذوي الحجى والعقول ليس في الذكر فيه من تبديل شئت إذا ما تلوتَ بالترتيل ففي الخلق ما لهم من مثيل من رحيق من حوضهم سلسبيل بنظام كالذّر في التعديل


(213)
وإليهم اُهدي عقود بناء ما دجى الليل ثمّ وأسفر صب‍ من قواد بالشكر غير ملول ‍ح وزقا طائر بدوح ظليل
* * *


(214)

(215)
المجلس السابع
في مسير الحسين عليه السلام إلى العراق
ومن تبعه من أهله وإخوانه وبني أخيه
وبني عمّه صلوات الله عليهم أجمعين

    الحمد لله الوفيّ وعده ، العليّ مجده ، الغالب جنده ، العامّ رفده ، لا راد لحكمه ، ولا مغيّر لعلمه ، المبدع المصّور ، والمخترع المقدّر ، الظاهر لخلقه بخلقه ، والشامل لهم بلطفه ورزقه ، حجب أفكارهم عن تصوّر كماله ، وردع ابصارهم عن إدراك جلاله ، وتجلّى لأوليائه بشواهد حكمته ، وظهر لقلوبهم ببدائع صنعته ، فانقادت قلوبهم بأزمّة التوفيق إلى مقام عرفانه ، ووردوا مناهل التحقيق من فيض لطفه وإحسانه ، وشربوا بالكأس الروّية من شراب عنايته ، ووقفوا على قدم الصدق في مقام طاعته.
    فأشرق نور الحقّ على مرايا قلوبهم فطاح وجودهم في شهودهم ، لمّا عاينوا من بهجة محبوبهم ، فأصبحت قلوبهم بأنوار عرفان جلال مبدعهم مشرقة ، ونفوسهم بالملكوت الأعلى من حصون صانعهم متعلّقة ، فأطلعهم سبحانه على أسرار الصفيح الأعلى ، وأراهم لما أعدّ للمجاهدين في سبيله في ذلك المقام الأسنى ، من منازل مونقة ، وحدائق مغدقة ، وأنهار متدفّقة ، وحسان


(216)
معشقة ، وولدان ضياء جمالها قد أشرق ، وثياب من سندس بطائنها من استبرق ، اُكلها دائم ، وساكنها سالم ، لا يذوق الموت ، ولا يخشى الفوت ، ظلّها ظليل ، دورها سلسبيل ، وسقفها عرش الرحمن ، وخدمها الحور الحسان ، ( يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ بِأكْوَابٍ وأبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعيِنٍ لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ وَفَاكَهِة مِمَّا يَتَخيَّرًونَ وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ وَحُورٌ عِينٌ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) (1).
    فاختاروا الاقامة في دار المقامة ، والاستظلال بتلك الأطلال ، وكرهوا الرجوع من دار البقاء إلى دار الفناء ، والعود من المحلّ الأعلى إلى المقام الأدنى ، ومن الصفيح الأرفع إلى الخراب البلقع ، فطلبوا إلى ربّهم ألاّ يهبطهم من درجتهم ، ولا يزحزحهم عن لذّتهم ، ولا يخرجهم من جنّتهم ، ولا يحطّهم عن رتبتهم.
    فتجلّى لأفكارهم ، وخاطبهم في أسرارهم : إنيّ قد جعلت الدنيا طريقاً يسلك به إلى نعيمي المقيم ، وسبيلاً يتوصّل به إلى ثوابي الجسيم ، فلو لا امتثال عبادي أوامري ، وانزجارهم عن زواجري ، والاخلاص بطاعتي والامحاص في محبّتي ، وتحمّل المشاقّ في عبادتي ، والاستظلال بأروقة طاعتي ، لم أخلق خلقي ، ولم أبسط رزقي ، لكن أبدعتهم ليعرفوني ويوحّدوني وينزّهوني ، ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإنْسَ إِلَّا لِيَعْبُُدُونِ ) (2).
    فاتّبعوا دليلي ، وجاهدوا في سبيلي ، وصابروا أعدائي ، وانصروا أوليائي ، أجعلكم خزّان علمي في عبادي ، واُمناء وحيي في بلادي ، وشهدائي
1 ـ سورة الواقعة : 17 ـ 24.
2 ـ سورة الذاريات : 56.


(217)
على بريّتي ، وأوليائي في خليقتي ، ولأقرننّ طاعتكم بطاعتي ، ومودتّكم بمودّتي ، وولاءكم بولائي ، ورضاكم برضائي ، إن تنصروني أنصركم واُثبت أقدامكم ، وإن تقرضوني اُجازكم واُضاعف أعمالكم.
    فرجعت أجسادهم إلى الحضيض السفليّ ، واستقرت أرواحهم العالم العلويّ ، تطالع جمال حضرة معبودها في جميع حالاتها ، وتستضيء بأنوار جلال مبدعها بأبصار كمالاتها حين توجّهاتها ، ترى كلّ ما سواه مضمحلّاً باطلاً ، وكلّ ما عداه للعدم قابلاً ، فوصلوا أسبابهم بأسبابه ، وقطعوا العلائق عمّا سوى الاتّصال بعزيز جنابه ، ووقفوا على قدم الخدمة في جنح الظلام ، ونادوا محبوبهم بلسان الاجلال والابتهال.
    فاستخلصهم لنفسه لما أخلصوا بطاعته ، واصطفاهم على خلقه لما صدقوا في محبّته ، وتوّجهم بتيجان كرامته ، وأفرغ عليهم حلل عصمته ، وأطلعهم على مكنون سرّه ، وقلّدهم ولاية أمره ، فساقوا الخلق إلى طاعة ربّهم ، ونصروا الحقّ بقالبهم وقلبهم ، قد صدقت منهم العقائد والعزائم ، يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ، حتّى إذا أدّوا النصيحة حقّها في جنب الله ، وبذلوا أرواحاً وأجساداً قد أخلصت صدقها في طاعة الله ، ورقوا في معارج السعادة إلى منازل الشهادة ، وسلكوا سبيل المجد بقدم الجدّ ، واتّبعوا دليل النجاة إلى عين الحياة ، وركبوا سفينة الهدى ، وتنكّبوا سبيل الردى ، وجاهدوا في الله بأنفسهم وأموالهم ، وأنكروا المنكر بأفعالهم وأقوالهم.
    اُوذوا فصبروا ، وابتلوا فشكروا ، يعدوّن البأساء نعمة ، والضرّاء رحمة ، والجهاد في الله منحة ، والقتل في سبيل الله حياة باقية ، والبلاء في الله عيشة راضية ، فحسدوا على ما اختصّهم الله به من قربه ، وبذلوا الأجساد والأولاد في


(218)
حبّه ، ونفوا عن عقر دارهم ، واُخرجوا من منازلهم وقرارهم.
    ضاقت بهم الأرض بعد رحبها ، وقصدتهم الأعداء بفتكها وحربها ، وكانت واقعة السبط الشهيد أبي عبد الله أفضع محنة ، وأشنع فتنة ، لم يحدث منذ وجود العالم مثلها ، ولم يقع في الزمن المتقادم عديلها ، اُخرج ابن الرسول من حرم جدّه خائفاً ، وللحياة في دولة الظّالمين عائفاً ، وللدنيا وأهلها قالياً ، وللشهادة في الله راجياً ، قد تبرّم بالبقاء في دولة الأشرار ، وسئم الحياة في سلطان الفجّار.
    فنصبوا له المهالك ، وسدّوا عليه المسالك ، لم يأمن في حرم يأمن فيه الطير الطائر ، والوحش الجائر ، ولم يطمئنّ في بلد يسكنه البرّ والفاجر ، فوعده النصر على أعدائه قوم ذووا أحلام عازبة ، وأيمان كاذبة ، لم يثلج في قلوبهم برد الايمان ، ولم يزالوا بنكثهم أحزاب الشيطان ، حتّى إذا لزمته الحجّة بوجود الناصر ، والقيام بجهاد الظّالمين في الظاهر ، وامّ مصرهم ببنيه وبناته ، وسار نحوهم بإخوانه وأخواته ، وبلغ ضعفهم ، وتوسّط جمعهم ، خانوا عهده وأخلفوا وعده ، فليتهم إذ نكثوا أيمانهم ، ونقضوا أمانهم ، تركوه يذهب حيث شاء ، أو يرجع من حيث أتى ، بل سدّوا عليه الموارد ، وقعدوا له المراصد ، وجندّوا لمنعه جموعهم وجنودهم ، وأرهفوا لقتله حدّهم وحديدهم ، وحرموا عليه ورد الماء المباح ، ورفعوا عليه حدود الصفاح ، فصار في أيديهم رهيناً ، وبسيوفهم ضميناً ، ثمّ ساقوا بناته وحلائله اُسارى ، تحسبهم من هول ما أصابهم سكارى وما هم بسكارى ، يسار بهم بين الأعداء على الأقتاب ، ويساقون عنفاً بغير نقاب ولا جلباب ، قد قشر حرّ الشمس وجوههم ، وغيّر هجير القيض جسومهم.
    فوا أسفا على تلك الأبدان المصرّعة ، والأجساد المبضّعة ، والأطراف المقطّعة ، والرؤوس المرفعة.


(219)
    وا لهفاه لتلك الوجوه الّتي هتكت بعد صونها وحجابها ، وبرّزت بين طواغيتها وكذّابها ، فدمعي عليهم مهتون ، وقلبي لمصابهم محزون.
    فيالله وللاسلام ايقتل نجل الرسول بين ظهرانيكم ، وتسبى نساؤه وذراريه بين أيديكم ، ويراق دمه وأنتم تنظرون ، وللحق تخذلون ، وللباطل تنصرون ؟ لا منكر ينكر بقلبه ولسانه ، ولا دافع يدفع بحسامه وسنانه ، ولا ذو أنف حمي يغضب لله ، ولا صاحب دين قويم يجاهد في سبيل الله ، فأنتم أكفر اُمّة كفرت بعد إيمانها ، وأفجر فرقة تظاهرت ببغيها وبهتانها ، لم ترض بقائد النجاة دليلاً ، اُولئك كالأنعام بل هم أضلَّ سبيلاً (1) ، بأنعم عدل بها هاديها ، عن الحقّ السويّ ، واسامها راعيها في المرعى الوبي.
    فيا سبط نبيي ، ورهط ولييّ ، ويا سبيل نجاتي ، ويا سليل هداتي ، مصيبتك أرخصت في سوق أحزاني عبراتي ، وأسعرت بلهيبها في جناني حسراتي ، وحرمت على جفوني طيب منامي ، وإفرغت على جسدي أثواب سقامي ، ضاقت بك الدنيا يا ابن الرسول ومن أجلك خلقت ، وشدّوا عليك القضا يا نجل البتول وابوابه دونك غلقت ، أخرجوك من حرم جدّك خائفاً تترقّب ، ونفوك عن مسقط رأسك وذهبوا بك كلّ مذهب ، حتّى إذ وجّهت وجهة آمالك ، وظعنت بعيالك وأطفالك ، نحو اُناس لم ينصروا الحقّ مذ كانوا ، ولم يؤثروا الصدق مذ خانوا ، ولم يغضبوا لله ، ولا انقادوا لأولياء الله ، بل الغدر شيمتهم ، والكذب سجيّتهم ، إن خلفوا خبثوا ، وإن عاهدوا نكثوا ، اضر من ضافر إذا جرّدت السيوف ، وألأم من مادر إذا طرقت الصنوف ، أنباط أسقاط ، أنذال أرذال ، أنكاد أوغاد ، للوصيّ وابنه خذلوا ، وللسبط الشهيد وولده قتلوا ، تساق بنات نبيّهم
1 ـ إقتباس من الآية : 44 من سورة الفرقان.

(220)
على الأقتاب في أسواقهم وشوارعهم ، وتشهر رؤوس أبناء وليّهم على الرماح في رحابهم ومجامعهم.
    فيا دموعي لمصابهم حدّي بالدموع خدّي ، ويا زفراتي تصاعدي بسعير حسراتي ووجدي ، ويا كبدي لرزئهم تقطّعي ، ويا أحشائي حزناً عليهم تضعضعي ، وعمى لطرفي إن لم يسحّ دماً بقرينهم ، وسحقاًً لقلبي إن لم ينقطع أسفاً لمحنتهم ، لمّا كست السماء حمرة نجيع شهدائهم شفقاً ، أروت في فؤادي بانعكاس أشعة لهيبها حرقاً ، فقلبي حريق بسعير حزني ، وطرفي غريق بمعين جفني ، اُمثّل ثفنات وجوههم من أثر السجود على الرماح ، كالكواكب الدرّيّة بضيائها أو كشمكاةٍ فيها مصباح.
    فلهذا وقفت بكائي وجزعي عليهم ، وصرفت المراثي من نظمي ونثري إليهم ، أنثر في ثرى ضرائحهم عبراتي ، واُصاعد في صعيد مراقدهم زفراتي ، وأهدي إلى أرواحهم سلامي وتحيّاتي ، واصلّي على أشباحهم عقيب صلواتي ، وفي جميع آناتي ، واُنشد لعظيم مصيبتي في خلواتي ، ولجسيم رزيّتي نحيبي وأنّاتي :
يا مصاب السبط أورثت البكا وعلى عينّي حرّمت الكرى لا تلمني أيّها العاذل إن أعيُناً والقلب وجداً وعنا ومزجت الدمع منّي بالدما نُحت بالترجيع من فرط الجوا


(221)
وجرى دمعي دماً ممّا على وعلى الأبرار من اُسرته صرّعوا فيه ظماة قد سقوا صاعدت نيران أحشائي الحشا خير أهل الأرض أضحوا صرّعاً سادة الخلق اُولي الأمر الّذي بكت الأرض دماً مذ صّرعوا كربلا منك فؤادي ملؤه كم شموس غربت فيك وكم ووجوه لبنات المصطفى سبط خير الرسل في الطّف جرى أهل بيت ومقام وصفا بكؤوس الموت من بعد الظما مدمعاً قانٍ على خدّي جرى بشبا البيض وأطراف القنا مدحهم حقّاً أتى في هل أتى فرقها حزناً وأطباق العلا من عظيم الوجد كرب وبلا من بدور أفلت بعد الضيا ؟ هتكت من بعد صون وحيا


(222)
وجسوم غيّرت أوصافها وقلوب ظاميات لم تر كم علت فوق العوالي منهم وأُبينت عضد مع ساعد ويرى الناظر من أوجههم يا عيوني إن تضنّي بالبكا وكذا يا حرقتي إن سكنت أيها الراكب وجناء لها تقطع الال كرال نافل (3) لا تهاب السير في جنح الدجى منهم البَوْغَاءُ (1) من بعد السنا غير ورد الموت من كفّ الردى طلعت أنوارها تجلو الدجى وأكفّ كبحور في الندى ثفنات كنجوم في السرا لهم لا نلت في الدنيا المنى منك أحشائي أو طرفي غفا أثر في الخدّ من جذب البرا ليس يثنيها كلال ووجا وكذا لا تخشي حر الضحى

1 ـ البوغاء ، التراب الناعم الهابي في الهواء.
2 ـ كذا في الأصل ، ولعلها : تقطع الأتلال ناقة.


(223)
عجّ بأرض حلّ فيها سيّد خير من جاهد في الله ومن تركوه في العرا منجدلاً بدر تمّ صار من بعد الثرا كربلا مذ أشرقت من دمه يا شريك الذكر من ذكرك في وبخدّي لحمه من أدمعي ما دروا كم فريت من بغيهم يا مصاباً أهله فاطمة أيها القاصد بيت الله بال‍ من تمام الحجّ والعمرة عجّ مجده أرفع قدراً من ذكا في سبيل الله بالنفس سخا ذا فؤادٍ يشتكي حرّ الصدا وعلوّ المجد ضمناً في الثرى أظلمت في الخلق أعلام الهدى مهجتي من حرّ أشجاني لظا فيضها أربى على بحر ظما كبد للمصطفى والمرتضى وأبوها وعليَّ ذو العلا ‍عجّ والثجّ إذا نلت المنى بضريح ضمّ خير الأنبيا


(224)
أبلغته من سلامي ما زكا ثمّ قل يا خير مبعوث به لو ترى سبطك فرداً ماله وبنات لك قد أثخنتها وأكفّاً بريت من ساعدٍ ووجوهاً كالمصابيح لها كم تجافت عن وثير الفرحش أج‍ أصبحت في كربلا مخضباً يا بني الزهراء ممّا نالكم وكذا نار الأسى في كبدي وبقلبي لوعة ما آن لها من فؤاد ضمنه صدق الولا كشف الله عن الخلق العمى ناصر يفديه من جهد البلا من مديد السير افراط العنا كان في راحتها بحر الندى في ظلام الليل نور يستضا ‍سادها تخلص لله الدعا شَيبْها بالدم من حدّ الظبا مدمعي من فرط حزني ما رقى حرّها يذكي رسيساً في الحشا فيكم حتّى مماتي منتهى


(225)
أنتم سفن نجاتي لا أرى وبكم ارجو إذا ما نشرت ان يراني الله رقاً خالصاً آه من نسوتكم يسرا بها بين أرجاس لهم أفئدة فوق أقتاب بها يسرى إلى ال‍ قد مزجت الدمع فيكم بدم وبقلبي حرقة من هظمكم كم مراث فيكم أرسلتها يزدريها حاسدي من غيظه ويرى للبغض منه وجهة غيركم ينقذ إن خطب عرا صحف الأعمال في يوم القضا لعلا مجدكم العالي البنا حسراً يمشون في ذلّ السبا ملئت حقداً كجلمود قسا ‍رجس نجل ابن زياد ذي الشقا وعلى عيني إذ نفث البكا حرّها منذ وجودي ما خبا نظمها ينبىء عن صدق الولا حين يطويها ولبّي بالثنا ذا امتناع لاح ما فيه خفى
تسلية المُجالس وزينة المَجالس الجزء الثاني ::: فهرس