حياة الشيخ الطوسي ::: 151 ـ 160
(151)
    قال الجبائي التعذر بالاعدام او بكساد المتاع وغيره (1).
    وهذا يعكس لنا مايتحلى به الشيخ الطوسي من سعة افق واستفادة مما عند الاخرين وان اختلفوا معه في الراي والمعتقد وهو مااعطى تفسير التبيان ميزة اضافية فضلا عما فيه من المزايا والمواصفات.
    ومـثـل هـذا الـمـنهج تجده في مكان اخر من التبيان حيث يستعين المفسر في شرح معنى السحت بروايات متعددة ، واحدة عن النبى (ص) ، وثانية عن الامام على (ع).
    كما يورد ايضا تفسيرا عن ابي هريرة وعبداللّه بن عمر ، ويبقى الطوسي مع الكلمة ، ليوفيهاحقها من الـتـوضـيح والبيان ، اذ لابد للمفسر ـ بحكم منهجيته ذات الطابع الاستقصائي ـ ان يذكر الروايات والاراء الـمتعلقة بالايضاح ، ليضع القارئ امام جملة من المعاني خالية من المتناقضات والاختلافات ، لـذلـك لايرى الشيخ المفسر ضيرا من الجمع بين الروايات تفسيره ثم يعرض ماتوصل اليه من معنى اجمالي لكلمة ( السحت ) حيث قال :
    وقـولـه : ( اكـالـون لـلـسـحـت ) (2) مـعـنـاه انه يكثر اكلهم للسحت وهو الحرام ، ثم يسردالروايات التي اعتمدها فيقول :
    وروي عن النبى (ص) انه قال : السحت الرشوة في الحكم ، وروي عن علي (ع) انه قال : السحت الـرشـوة في الحكم ، ومهر البغي ، وعسب الفحل ، وكسب الحجام ، وثمن الكلب ، وثمن الخمر ، وثمن الميتة ، وحلوان الكاهن ، والاستعجال في المعصية.
    وروي عن ابي هريرة مثله.
    وقال مسروق :
    سالت عبداللّه عن الجور في الحكم قال :
    ذلك كفر ، وعن السحت ، فقال الرجل يقتضي لغيره الحاجة فيهدي له الهدية (3) وعند تفسيره لكلمة ( انحر ) في قوله تعالى :
1 ـ الطوسي ، التبيان ، ج2 ، ص 369.
2 ـ المائدة ( 5 ) الاية 42.
3 ـ الطوسي ، التبيان ، ج3 ، ص 523.


(152)
     ( فصل لربك وانحر ) (1) قال معنى : ( وانحر ) (2) انحر البدن متقربا الى اللّه لنحرها خلافا لمن نحرها للاوثان وقيل :
    استقبل القبلة بنحرك.
    ثم يروي المفسر مايستعين بها على توضيح المعنى فيقول :
    وروي عن علي (ع) ، ان معناه ضع اليمنى على اليسرى حذاء النحر ـ وهذه الرواية غيرصحيحة ـ والمروي عن ابي جعفر وابي عبداللّه (ع) ، ان معناه وانحر البدن والاضاحي (3).
    وهكذا نجد الشيخ الطوسي يقف ناقدا للرواية التي رويت عن علي (ع) ، ويصفها بانها غيرصحيحة ، لـشـكه في صحة سندها ، مما يؤكد تحريه للحقيقة ورفضه لكل مالايتفق والمنهج الموضوعي الذي تبناه في تفسيره.
    ويـبـدو ان الـشـيـخ الطوسي كان يعطي لمتن الرواية اكبر الاهمية في فحص مايروى عن النبى والائمة (ع) وسائر الصحابة ، ولن يجعل من روايات النبي (ص) والائمة شاهدا على التفسير الا بعد ثـبـوت صـحتها وذلك فقد كان متقيدا بالمبدا القائل بضرورة عرض الاخبارعلى الكتاب فما وافقه يؤخذ به وما خالفه فهو زخرف ومطروح (4).
    ولذلك لم يتحرج الشيخ الطوسي في رفضه لما روي عن علي (ع) في معنى قوله تعالى :
     ( فصل لربك وانحر ).
    مثال اخر :
    عند تفسيره لقوله تعالى :
     ( يسالونك عن الانفال ) (5).
    يذكر الشيخ الطوسي اراء المفسرين المختلفة في معنى الانفال فيقول :
1 ـ الكوثر ( 108 ) الاية 2.
2 ـ الطوسي ، التبيان ، ج10 ، ص 418.
3 ـ الطوسي ، التبيان ، ج10 ، ص 418
4 ـ الطباطبائي ، القران في الاسلام ، ص 67.
5 ـ الانفال ( 8 ) الاية 1.


(153)
    اختلف المفسرون في معنى الانفال ـ هاهنا ـ فقال بعضهم :
    هي الغنائم التي غنمها النبي (ص) يوم بدر فسالوه لمن هي ؟ وقال قوم :
    وهو ماشذ من المشركين الى المسلمين من عبد او جارية من غير قتال او مااشبه ذلك.
    وعن ابن عباس : انه ماسقط من المتاع بعد قسمة الغنائم (1).
    وهـكـذا يورد الشيخ المفسر اقوال واراء جملة من المفسرين ، ثم يذكر الطوسي رواية عن الباقر والصادق (ع) فيقول :
    وروي عـن ابي جعفر وابي عبداللّه (ع) ، ان الانفال كل مااخذ من دار الحرب بغير قتال اذاانجلى عنها اهلها (2) ويسميه الفقهاء فيئا ، وميراث من لاوارث له ، وقطائع الملوك اذا كانت بايديهم من غير غصب ، والاجام وبطون الاودية ، والموات (3).
    ثـم يعقب الطوسي بعد ذلك بعبارة وغير ذلك مما ذكرناه في كتب الفقه عملا برواية الامامين ابي جـعـفـر وابـي عبداللّه (ع) وبهذا نجد الشيخ الطوسي حينما يطمئن للرواية يعتمدها في استنباط الـحكم الشرعي ، فضلا عن كونها تفسيرا ، لماورد في القران الكريم من الفاظ خاصة ، وان مفسرنا فقيه مجتهد (4).

اعتماده للاحاديث في بيان الاحكام
استفاد الشيخ الطوسي من الاحاديث والاخبار التي تروى عن النبى (ص) او عن احدالائمة من اهل الـبـيـت (ع) في بيان العديد من الاحكام الشرعية ، حيث كانت تلك الاحاديث والاخبار تؤدي غرضا غاية في الاهمية عندما ياتي لبيان مااجمل من ايات الاحكام ، اولتوضيح مقاصدها ومعانيها ، وهنا نورد بعض الامثلة التي تدلل على استخدام الطوسي
1 ـ الطوسي ، التبيان ، ج5 ، ص 71.
2 ـ نفس المصدر ، ص 72.
3 ـ نفس المصدر.
4 ـ ابن كثير ، البداية والنهاية ، ص 97 ، الاتابكي ، النجوم الزاهرة ، ج 5 ، ص 82.


(154)
للاحاديث والروايات في فهم ايات الاحكام منها :
    1 ـ اعتمد المفسر رواية عن النبي (ص) لبيان حلية المتعة ، فقال :
    وذكـر البلخي عن وكيع عن اسماعيل بن ابي خالد عن قيس بن ابي حازم ، عن عبداللّه بن مسعود : قال كـنـا مـع النبي (ص) ونحن شباب ، فقلنا : يا رسول اللّه الا نستخصي ، قال : لا ، ثم رخص لنا ان ننكح المراة بالثوب الى اجل (1).
    وقد اورد الشيخ الطوسي هذه الرواية في معرض دفاعه عن المتعة عندما فسر قوله تعالى :
     ( والـمـحـصـنات من النساء الا ما ملكت ايمانكم كتاب اللّه عليكم واحل لكم ما وراء ذلكم ان تبتغوا باموالكم محصنـين غير مسافحـين فما استمتعتم به منهن فاتوهن اجورهن فريضة ) (2).
    2 ـ اعـتـمـد الـطوسي مارواه المثنى عن النبي (ص) في بيان الرخصة باكل المحرم من الطعام حال الخوف على النفس ، فقال :
    روى المثنى قال : قلنا : يا رسول اللّه انا بارض يصيبنا فيها مخمصة ، فما يصلح لنا من الميتة ؟ قال (ص) : اذا لم تصطحبوا او تعتبقوا او تختفئوا بها بقلا ، (3) فشانكم بها (4).
    وكـان الـشيخ الطوسي قداورد هذه الرواية عن النبي (ص) ، واستند اليها في بيان حلية اكل الميتة عند الاضطرار ، وذلك عند تفسيره لقوله تعالى :
     ( حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير ) ... الى قوله ( فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لاثم فان اللّه غفور رحـيم ) (5).
    3 ـ اسـتـفاد الشيخ الطوسي من حديث النبي (ص) الذي قاله عند نزول قوله تعالى ( فسبح
1 ـ الطوسي ، التبيان ، ج3 ، ص 167
2 ـ النساء ( 4 ) الاية 24.
3 ـ تختفئوا : اي تاكلوا ( الخفا ) وهو اصل البردي حيث كان يقشرونه وياكلونه عند المجاعة.
4 ـ الطوسي ، التبيان ، ج3 ، ص 438.
5 ـ المائدة ( 5 ) الاية 3.


(155)
باسم ربك العظـيم ) (1) في تفسيره للاية الكريمة ، فقال :
    وقـولـه : ( فـسـبـح بـاسـم ربـك العظـيم ) امر من اللّه تعالى لنبيه ان ينزه اللّه تعالى عما لايليق بـه ، ويـذكـره بـاسـمه العظيم ، وقيل : انه لمانزلت هذه الاية قال النبي (ص) ضعوها في ركوعكم وقولوا سبحان ربي العظيم (2).
    4 ـ اعـتمد الروايات عن الائمة من اهل البيت في معرفة الحكم الشرعي الذي ورد في ايات الكتاب المجيد ، كما هو الحال مع رواية عن علي (ع) بخصوص حكم المحصن فقال الطوسي :
    عند تفسيره لقوله تعالى :
     ( الـزانــيـة والـزانـي فـاجـلـدوا كـل واحــد مـنـهما مائة جلدة ولا تاخذكم بـهما رافـة في ديـن اللّه ) (3) روي عـن عـلي (ع) : ان المحصن يجلد مائة مرة بالقران ، ثم يرجم بالسنة ، وانه امر بذلك.
    كـما واعتمد رواية عن الامام ابي جعفر الباقر (ع) في مسالة الزواج من الزانية فقال : عندتفسيره لـقـولـه تعالى : ( الزاني لا يـنكح الا زانـية او مـشركة والزانـية لا يـنكحها الا زان اومـشرك وحـرم ذلك على المـؤمنـين ) (4) فقال الطوسي :
    وعـن ابي جعفر (ع) : ان الاية نزلت في اصحاب الرايات ، فاما غيرهن فانه يجوز ان يتزوجها ، وان كان الافضل غيرها ، ويمنعها من الفجور (5).

اعتماده الاحاديث والاخبار في معرفة اسباب النزول
عول الشيخ الطوسي كثيرا على الروايات والاخبار لمعرفة اسباب نزول الايات
1 ـ الواقعة ( 56 ) الاية 96.
2 ـ الطوسي ، التبيان ، ج9 ، ص 513 ـ 514.
3 ـ النور ( 24 ) الاية 2.
4 ـ النور ( 24 ) الاية 3.
5 ـ الطوسي ، التبيان ، ج7 ، ص 361.


(156)
القرانية الكريمة ، ولذلك كان يعتمد الروايات التي تروى عن النبي (ص) او الائمة (ع) والصحابة رضوان اللّه عليهم فـي هـذا الخصوص ، وقداكثر الشيخ المفسر من تلك الروايات في هذا الصدد واعتمدها اساسا في معرفة اسباب النزول وهنا نذكر بعض الامثلة التي اوردها في تفسيره :
    فهو عندما ذكر قوله تعالى :
     ( الذين ينفقون اموالهم بالليل والنهار سرا وعلانـية فلهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) (1) قال :
    ذكر ابن عباس ان هذه الاية نزلت في علي بن ابي طالب (ع) كانت معه اربعة دراهم ، فانفقها على هذه الـصـفـة بـالـلـيـل والـنـهـار وفـي الـسـر والـعـلانـيـة ، وهـو المروي عن ابي جعفروابي عبداللّه (ع) (2).
    وعـنـد تـفـسـيـره للاية الكريمة : ( افغير دين اللّه يبغون وله اسلم من في السمـوات والارض طوعاوكرها واليه يرجعون ) (3).
    استند في معرفة سبب نزولها على مـاروي عـن ابـي عـبداللّه (ع) من انها نزلت في الحارث بن سويد الصامت ، وكان قد ارتدبعد قتله المحذر بن ديار البلوي غدرا في الاسلام وهرب ، ثم ندم فكاتب قومه : سلوارسول اللّه (ص) هل لي توبة ؟ فنزلت الايات الى قوله ( الا الذين تابوا ) فرجع واسلم (4).
    ومـثـل ذلك ماروي عن ابي عبداللّه (ع) واعتمده المفسر في معرفة سبب نزول قوله تعالى : ( كيف يـهـدي اللّه قوما كفروا بعد ايمانهم وشهدوا ان الرسول حق وجاءهم البـينات واللّه لا
1 ـ البقرة ( 2 ) الاية 274.
2 ـ الطوسي ، التبيان ، ج2 ، ص 357.
3 ـ ال عمران ( 3 ) الاية 83.
4 ـ الطوسي ، التبيان ، ج2 ، ص 519.


(157)
يهدي القوم الظالمـين ) (1).
    فقال الطوسي :
    نـزلت هذه الاية في اهل الكتاب الذين كانوا يؤمنون بالنبي (ص) قبل مبعثه بما يجدونه في كتبهم من صـفـاتـه ودلائله ، فلما بعثه اللّه جحدوا ذلك وانكروه ... وقال مجاهدوالسدي : نزلت في رجل من الانصار يقال له : الحارث بن سويد ارتد عن الاسلام ، ثم تاب وحسن اسلامه ، فقبل اللّه اسلامه.
    ثم ذكر الشيخ الطوسي عبارة وكذلك رويناه عن ابي عبداللّه (ع) (2).
    وعند تفسيره لقوله تعالى :
     ( اجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن امن باللّه واليوم الاخر وجاهد في سبـيل اللّه لا يستوون عند اللّه واللّه لا يهدي القوم الظالمـين ) (3) قال الطوسي :
    وروي عن ابي جعفر وابي عبداللّه (ع) ان الاية نزلت في امير المؤمنين والعباس.
    وروى الطبري باسناده عن ابن عباس : انها نزلت في العباس حين قال يوم بدر :
    ان سبقتمونا الى الاسلام والهجرة لم تسبقونا الى سقاية الحاج وسدنة البيت ، فانزل اللّه الاية.
    وروى الطبري باسناده عن الحسن : انها نزلت في علي والعباس وعثمان وشيبة ، وقال الشعبي :
    نزلت في علي والعباس ، وبه قال ابن وهب والسدي (4).
    وهكذا نجد مفسرنا يتبع كل الروايات التي قيلت حول سبب نزول الاية مستفيدا من كل اثريسهم في استبيان الواقع واستجلاء الحقيقة صارفا نظره عن كل ما هو شاذ من الاراء
1 ـ ال عمران ( 3 ) الاية 86.
2 ـ انظر التبيان ، ج2 ، ص 521.
3 ـ التوبة ( 9 ) الاية 19.
4 ـ الطوسي ، التبيان ، ج5 ، ص 190.


(158)
و الاقوال ، فلايكاد يذكر منه شيئا في معرض حديثه عن اسباب النزول.

اعتماده الحديث والاخبار في تفسيره للايات القرانية
    حوى التبيان عددا كبيرا من الاحاديث والاخبار التي رويت عن النبي الاكرم (ص) والائمة من اهل بـيته (ع) ، وقداعتمدها الشيخ الطوسي عند تفسيره للايات القرانية ، واعطاهااهتماما خاصا ، سيما وان تـلـك الاحـاديـث والاخـبار قدجاءت بصدد توضيح ايات الكتاب العزيز ، وتفسير معانيه وبيان مـقـاصـده ومـراميه ، وقدانزل الشيخ الطوسي ـ شانه شان سائرالامامية ـ الاخبار التي رويت عن الائمة (ع) منزلة الاحاديث المروية عن النبي الاكرم (ص) ، حيث اكد هذا المعنى في مقدمة تفسيره فقال :
    واعـلـم ان الـروايـة ظـاهرة في اخبار اصحابنا بان تفسير القران لايجوز الا بالاثر الصحيح عن النبي (ص) وعن الائمة (ع) الذين قولهم حجة كقول النبي (ص) (1).
    ولذلك اكثر الشيخ الطوسي من الاحاديث والاخبار المروية عن النبي (ص) واهل بيته (ع) ليستعين بها في فهم المعنى لايات القران الكريم ، وسنعرض لبعض مااورده ـ في تفسيره :
    فقال :
    وقوله : ( انزل فـيه القران ) (2) قيل في معناه قولان :
    احـدهما : قال ابن عباس وسعيدبن جبير والحسن : ان اللّه تعالى انزل جميع القران في ليلة القدر الى الـسـمـاء الـدنـيـا ، ثـم انـزل عـلـى الـنـبـي (ص) بـعـد ذلـك نـجـومـا ، وهـو الـمـروي عن ابي عبداللّه (ع) (3).
    وعند تفسيره لقوله تعالى :
1 ـ الطوسي ، التبيان ، ج1 ، ص 4.
2 ـ البقرة ( 2 ) الاية 185.
3 ـ الطوسي ، التبيان ، ج2 ، ص 121 ـ 122.


(159)
     ( ثم افـيضوا من حيث افاض الناس واستغفروا اللّه ان اللّه غفور رحـيم ) (1) قال :
    قيل في معنى هذه الاية قولان :
    احـدهما ـ قال ابن عباس وعائشة وعطاء ومجاهد والحسن وقتادة والسدي والربيع ، وهو المروي عن ابي جعفر (ع) : انه امر لقريش وحلفائهم ، لانهم كانوا لايقفون مع الناس بعرفة ، ولايفيضون منها ، ويقولون : نحن اهل حرم اللّه لانخرج عنه ، فكانوا يقفون بجمع ، ويفيضون منه دون عرفة ، فامرهم اللّه تعالى ان يفيضوا من عرفة بعد الوقوف بها (2).
    وعند تفسيره للاية الكريمة :
     ( الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولـئك لهم الامن وهم مهتدون ) (3) قال الطوسي :
    الـظـلـم المذكور في الاية هو الشرك عند اكثر المفسرين ثم اكد هذا المعنى بذكره رواية عن عبداللّه بن مسعود انه قال :
    لمانزلت هذه الاية شق على الناس ، وقالوا :
    يـارسـول اللّه وايـنـا لايـظـلـم نـفـسـه ، فـقـال : انـه لـيس الذي تعنون ، الم تسمعوا الى ماقاله العبدالصالح (4) ( يا بـني لا تشرك باللّه ان الشرك لـظلم عظـيم ) (5).
    وفي معنى ( يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول ) (6) قال الطوسي :
    روي عـن ابي جعفر (ع) في معنى قوله : ( يوحي بعضهم الى بعض ) ان الشياطين يلقى بعضهم بعضا ، فيلقي اليه مايغوي به الخلق ، حتى يتعلم بعضهم من بعض (7).
1 ـ البقرة ( 2 ) الاية 199.
2 ـ الطوسي ، التبيان ، ج2 ، ص 168.
3 ـ الانعام ( 6 ) الاية 82.
4 ـ انظر التبيان ، ج4 ، ص 190 ، ( والعبد الصالح هو لقمان ).
5 ـ لقمان ( 31 ) الاية 13.
6 ـ الانعام ( 6 ) الاية 112.
7 ـ انظر التبيان ، ج4 ، ص 242.


(160)
    وفي معنى قوله تعالى :
     ( واسروا الندامة لما راوا العذاب ) (1) قال الطوسي :
    روي انه قيل لرسول اللّه (ص) : مايغنيهم اسرار الندامة ، وهم في النار؟ قال : يكرهون شماتة الاعداء.
    وروي مثله عن ابي عبداللّه (ع) (2).
    و عند تفسيره للاية الكريمة :
     ( الا ان اولـياء اللّه لا خوف عليـهم ولا هم يحزنون ) (3) قال الشيخ الطوسي :
     روي عن الحسين (ع) : انهم الذين ادوا فرائض اللّه واخذوا بسنن رسول اللّه وتورعوا عن محارم اللّه ، وزهـدوا فـي عـاجل الدنيا ورغبوا فيما عند اللّه ، واكتسبوا الطيب من رزق اللّه لمعايشهم ، لايريدون به التفاخر والتكاثر ، ثم انفقوه فيما يلزمهم من حقوق واجبة ، فاولئك الذين يبارك اللّه لهم فيما اكتسبوا ، ويثابون على ماقدموا منه لاخرتهم (4).
    وفي معنى قوله تعالى : ( خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلـين ) (5) قال الطوسي :
    روي عـن الـنـبـي صلى اللّه عليه و اله في قوله ( وامر بالعرف ) ان جبرئيل قال له : معناه تصل من قطعك و تعطي من حرمك و تعفو عمن ظلمك (6).
    وفي معنى قوله تعالى : ( انما انت منذر ولكل قوم هاد ) (7).
1 ـ يونس ( 10 ) الاية 54.
2 ـ انظر التبيان ، ج5 ، ص 393.
3 ـ يونس ، ( 10 ) 62.
4 ـ انظر التبيان ، ج5 ، ص 401 ـ 402.
5 ـ الاعراف ( 7 ) الاية 199.
6 ـ انظر التبيان ، ج5 ، ص 63.
7 ـ الرعد ( 13 ) الاية 7.
حياة الشيخ الطوسي ::: فهرس