وصايا الرسول لزوج البتول ::: 466 ـ 480
(466)
ومن عَجزَ خَسَف (7) ، وكنتُ لهُ خصماً بينَ يدي اللّهِ تعالى ، ومَن كنتُ له خصماً فما أسوءَ حالُه (8) (9).

    (7) أي من لم يجب خسف وهلك ، والخسف هو سبب الهلاك ، ويأتي بمعنى الذلّ والهوان.
    (8) واعلم أنّ للأذان فضلا كثيراً وثواباً جزيلا ، وتلاحظ عظيم مرغوبيته ، وأكيد إستحبابه ، مع فضيلة الشهادة بالتوحيد والرسالة والولاية فيه في مجامع الأحاديث (1).
    ويحسن مراجعة فضل ( الأذان ومضامينه العالية ) في كتاب سياسة الحسين ( عليه السلام ) (2).
    وقد ذكرنا رجحان الشهادة بالولاية في الأذان ودليله مفصّلا في كتاب شرح الزيارة الجامعة الشريفة تحت فقرة ( وأبواب الإيمان ) فذكرنا أدلّةً ستّة في رجحان الشهادة الثالثة في الأذان لا بقصد الجزئية ، مضافاً إلى فتوى الفقهاء المائة بالإستحباب والرجحان التي جمعها السيّد المقرّم أعلى الله مقامه في كتاب الشهادة الثالثة.
    (9) جامع الأخبار للشيخ السبزواري من أعلام القرن السابع الهجري ، ص 171 ، الفصل الحادي والثلاثون ، ح 3 ، المسلسل 405. ومنه البحار ، ج 84 ، ص 153 ، ب 35 ، ح 49. والمستدرك ، ج 4 ، ص 55 ، ب 34 ، ح 1 ، المسلسل 4169.

1 ـ بحار الأنوار ، ج 84 ، ص 103 ـ 172 ، ب 35 ، المشتمل على ستّة وسبعين حديثاً.
2 ـ سياسة الحسين ( عليه السلام ) ، ص 102 ـ 111.


(467)
    جامع الأخبار ، عن علي ( عليه السلام ) قال :
    دخل علينا رسولُ اللّهِ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وفاطمةُ ( عليها السلام ) جالسةٌ عند القِدْرِ وأنا أُنقِّي العَدَس (1).
    قال ، يا أبا الحسن قُلتُ ، لَبّيكَ يا رسولَ اللّه ، قال ، إسمَعْ منّي ، وما أقولُ إلاّ ما أمَر ربّي ، ما مِن رجل يُعينُ امرأتَه في بيتِها إلاّ كانَ لهُ بكلِّ شَعْرة على بدنِه عبادةُ سنَة ، صيامُ نهارِها وقيامُ ليلِها ، وأعطاهُ اللّهُ من الثَّوابِ ما أعطاهُ اللّهُ [ الصابرينَ و ] داودَ النبيّ ويعقوبَ وعيسى ( عليهم السلام ).

    (1) إعانةً لسيّدة النساء سلام الله عليها ، وهي غاية الكرامة والرفعة لما في إعانة المؤمن من الفضل والثواب كما تلاحظه في أحاديث العِشْرة (1) ، فكيف إذا كان من يعينه زوجةً له ، وكيف إذا كانت تلك الزوجة صدّيقة معصومة رضاها رضا الله تعالى ، فهي خدمة لله تعالى ، وذلك من أمير المؤمنين ( عليه السلام ) الذي يكون فعله درساً للمؤمنين بل لكافّة الناس أجمعين.
    وهذه الخدمة من وسائل سعادة الاُسرة ، وتماسك العائلة ، وحسن المعاشرة فحبّذا لو كانت قدوة واُسوة.

1 ـ بحار الأنوار ، ج 74 ، ص 320 ، ب 20 ، ح 84 وغيره.

(468)
    يا علي ، مَن كانَ في خِدمةِ العيالِ في البيتِ ولم يأنَفْ (2) كتبَ اللّهُ تعالى إسمَه في ديوانِ الشّهداءِ ، وكتبَ اللّهُ لهُ بكلِّ يوم وليلة ثوابَ ألفِ شهيد ، وكتب لهُ بكلِّ قَدَم ثوابَ حجّة وعُمرة ، وأعطاهُ اللّهُ تعالى بكلِّ عِرق في جسدِه مدينةً في الجنّةِ.
    يا علي ، ساعةٌ في خدمةِ العيالِ خيرٌ مِن عِبادةِ ألفِ سنة ، وألفِ حجّة ، وألفِ عُمرة ، وخيرٌ من عتقِ ألفِ رقَبَة ، وألفِ غَزوْة ، وألفِ مريض عادَهُ (3) ، وألفِ جُمعة (4) ، وألفِ جَنازة ، وألفِ جائع يُشبِعُهم ، وألفِ عار يكسُوهم ، وألفِ فَرَس يوجّهها في سبيلِ اللّهِ ، وخيرٌ لهُ من ألفِ دينار يَتصدَّقُ على المساكينِ ، وخيرٌ لهُ من أن يقرأَ التَّوراةَ والإنجيلَ والزبورَ والفرقانَ ، ومن ألفِ أسير أُسرَ فأعتَقَهم (5) ، وخيرٌ لهُ من ألفِ بَدَنة (6) يعطي للمساكين ،

    (2) أي لم يستنكف ولم يستكبر. يقال ، أَنِفَ من الشيء أي استنكف منه وهو الإستكبار.
    فلا وجه للإستكبار عن خدمة العيال والزوجة فإنّها مثل الزوج في الإيمان والإنسانية ، وكلّنا من آدم ( عليه السلام ) وآدم من تراب ، مضافاً إلى أنّها محسنةٌ إلى الزوج في خدمات البيت ، وهل جزاء الإحسان إلاّ الإحسان.
    (3) أي خير له من عيادة ألف مريض.
    (4) أي خير له من حضور ألف صلاة جمعة.
    (5) في المستدرك ، « ومن ألف أسير إشتراها فأعتقها ».
    (6) البدنة هي الإبل تطلق على الجمل والناقة ، سمّيت بذلك لعظم بدنها وسمنها ، وعن بعض المحقّقين في تعريفه ، ما له خمس سنين ودخل في السادسة (1).

1 ـ مجمع البحرين ، ص 549.

(469)
ولا يَخرُجُ من الدّنيا حتّى يَرى مكانَه مِن الجَنّةِ (7).
    يا علي ، مَن لم يأنَفْ من خدمةِ العيالِ دخَل الجنَّةَ بغيرِ حساب (8).
    يا علي ، خدمةُ العيالِ كفّارةٌ للكبائِرِ ، وتُطفيءُ غضبَ الرَّبِّ ، ومهوُر الحورِ العينِ (9) ، وتزيدُ في الحسناتِ والدَّرَجاتِ.
    يا علي ، لا يخدمُ العيالَ إلاّ صدّيقٌ أو شهيدٌ أو رجلٌ يريدُ اللّهُ بهِ خَير الدُّنيا والآخرةِ (10).

    (7) ففي حديث العياشي عن عبدالرحيم قال ، قال أبو جعفر ( عليه السلام ) ، أما أحدكم حين تبلغ نفسه هاهنا ، ينزل عليه ملك الموت فيقول له :
    أما ما كنت ترجو فقد اُعطيته ، وأمّا ما كنت تخافه فقد أمنت منه ، ويُفتح له باب إلى منزله في الجنّة ويقال له ، اُنظر إلى مسكنك من الجنّة ، وانظر هذا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وعلي والحسن والحسين ( عليهم السلام ) رفقاؤك وهو قول الله عزّوجلّ ، ( الّذينَ آمَنوُا وكانُوا يتّقُونَ لهُم البُشرى في الحَياةِ الدُّنيا وفي الآخِرةِ ) (1).
    (8) وهذا منتهى الفضل والثواب في تيسير دخول الجنّة بلا حساب ، كما يسَّر هو لزوجته في بيته الحياة الخالية عن الأتعاب.
    (9) فيزوّجه الله تعالى لخدمته أهله من الحور العين ، وتكون خدمته في الحقيقة مهور تلك الحور.
    (10) جامع الأخبار ، ص 275 ، الفصل 59 ، الحديث 1 ، المسلسل 751. ومنه بحار الأنوار ، ج 104 ، ص 132 ، ب 6 ، ح 1. والمستدرك ، ج 13 ، ص 48 ، ب 17 ، ح 2 ، المسلسل 14706.

1 ـ سورة يونس الآية 64 ، تفسير العيّاشي ، ج 2 ، ص 124.

(470)
    جامع الأخبار ، قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي ( عليه السلام ) في وصيّته :
    يا علي ، إنَّ العبدَ المسلم إذا أتى عليهِ أربعُونَ سنة أَذْهَبَ اللّهُ عنه البلاءَ والجُنونَ والجُذامَ والبَرصَ ، وإذا أتى عليهِ خمسونَ سنة أحبّهُ أهلُ السَّمواتِ السبعِ ، وإذا أتى عليه ستّونَ سنة كتَب اللّهُ حسناتِه ومحى عنهُ سيّئاتِه ، وإذا أتى عليهِ سبعونَ سنة غَفَر لهُ ما مضى من ذنوبه ، وإذا أتى عليه ثمانونَ سنة شفَّعهُ اللّهُ يومَ القيامةِ في جميع أهل بيته ، وإذا أتى عليه تسعون سنة كتبَ اللّهُ إسمَه عندَ أهلِ السّماءِ أسيرُ اللّهِ في الأرض (1) (2).

    (1) فيكون مورد اللطف والرفق الأكثر كلّما صار في العمر أكبر ، إجلالا لعبوديته وإسلامه وشيخوخته.
    (2) جامع الأخبار ، ص 329 ، الفصل السادس والسبعون ، ح 3 ، المسلسل 923. ونقله في الهامش عن الكافي ، ج 8 ، ص 107 ، ح 83. والخصال ، ص 546 ، ح 25. ومجمع البيان ، ج 5 ، ص 511. ومشكاة الأنوار ، ج 169. وأمالي ابن الشجري ، ج 2 ، ص 242 ، بتفاوت في المصادر.



(471)
    جامع الأخبار ، [ قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ] :
    يا علي ، إنَّ أخبثَ الناسِ سرقةً من يَسرَقُ من صلاتِه.
    فقال علي ( عليه السلام ) ، فكيف ذلكَ يا رسولَ اللّه ؟
    قال ، الذي لا يُتمُّ ركوعَه ولا سجودَه فهو سارقُ صلاتِه ، مَمْحُوقٌ عندَ اللّهِ في دينِه (1) (2).

    (1) محق الدين هلاكه وفناؤه ، ويقال ، مَحَقَهُ محقاً أي نقصه وأذهب عنه البركة ، والمحقّ ذهاب الشيء حتّى لا يُرى له أثر (1) فيلزم إتمام الركوع والسجود ، وإتيانهما كاملين بدون نقص ، وإلاّ كان سرقة من الصلاة ، وهي تمحق دين الإنسان وتنقصه وتفنيه.
    (2) جامع الأخبار ، ص 187 ، الفصل الرابع والثلاثون ، ح 13 ، المسلسل 465. ونقله في الهامش عن الغايات ، ص 86. والكبائر ، ص 26. والترغيب والترهيب ، ج 1 ، ص 335 ، ح 3.

1 ـ مجمع البحرين ، ص 445.

(472)
    جامع الأخبار ، روى جابر بن عبدالله الأنصاري قال ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ( في حديث طويل ) جاء فيه :
    يا علي ، إنَّ محبّيكَ يكونونَ على مَنابرَ من نور ، مُبْيضَّةً وُجوهُهم ، أشفعُ لهم ، ويكونونَ في الجنَّةِ جيراني (1) (2).

    (1) كما تلاحظه في دعاء الندبة الشريفة ، ووردت في أحاديث أعلام القوم أيضاً كالترمذي والهيثمي والقندوزي والخوارزمي والمنّاوي والسيوطي كما تلاحظ نقلها في إحقاق الحقّ (1) وهذه غاية رفعة الدرجة ، وعظيم المنزلة في مجاورة الرسول ، والإحتفاف بهالة النور.
    ولا عجب في تلك فانّ حبّ علي إيمان ، ومُكافئة للجنان ، وأمان من النيران. ولاحظ أحاديث فضل حبّه مجموعة في السفينة (2).
    (2) جامع الأخبار ، ص 513 ، الفصل الحادي والأربعون والمائة ، ح 51 ، المسلسل 1440 ، ونقل نحوه في الهامش عن المناقب لابن شهر آشوب ، ج 3 ، ص 232.

1 ـ إحقاق الحقّ ، ج 7 ، ص 321 ، ب 253 ، الأحاديث.
2 ـ سفينة البحار ، ج 2 ، ص 18.


(473)
    جامع الأخبار ، قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في الوصية :
    يا علي ، مَن خافَ النّاسُ لسانَه فهو مِن أهلِ النّار (1) (2).

    (1) حيث يكون هذا الشخص الذي يخافه الناس مؤذياً وضارّاً وعاصياً بلسانه.
    ومن المعلوم أنّ كثيراً من المعاصي تتحقّق بواسطة اللسان ، فإنّه يُسفك به الدم ، وينتهب به المال ، وتنتهك به الحرمات ، فيكون موجباً لدخول النار وحمل الأوزار.
    فيُذم من كان لسانه لسان شرّ يخاف منه الناس ويلزم الختم عليه وإمساكه حتّى يأمنه الناس ، وإلاّ كان أشدّ الأعضاء عقوبةً يوم القيامة.
    وما أحلى كلمة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بقوله ، « اللسان سَبُعٌ إن خُلّيَ عنه عَقَر » (1).
    (2) جامع الأخبار ، ص 248 ، الفصل الثاني والخمسون ، ح 10 ، المسلسل 637. ونقله في الهامش عن الفقيه ، ج 4 ، ص 254 ، ح 821. وتنبيه الخواطر ، ج 2 ، ص 154. ومكارم الأخلاق ، ص 432.

1 ـ نهج البلاغة ، كلمة الحكمة 60.

(474)
    جامع الأخبار ، [ قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ] :
    يا علي ، أكرِمِ الجارَ ولو كانَ كافراً ، وأكرمِ الضّيفَ ولو كان كافراً ، وأطِعِ الوالدينَ وإنْ كانا كافرَيْن ، ولا تَرُدّ السّائلَ وإنْ كانَ كافراً (1) (2).

    (1) ممّا يستفاد أنّ نفس عنوان الجوار ، والضيافة ، والاُبوّة ، والاُمومة ، والسؤال بمجرّدها مستدعية للإكرام وعدم الجفاء ، حتّى لو تحقّقت هذه العناوين في أفراد غير مسلمين وإطاعة الوالدين ، وإكرام الجار والضيف والسائل من الفضيلة الإسلامية ، والمكارم الأخلاقية ، التي نُدب إليها بتأكيد في شريعتنا المقدّسة.
    (2) جامع الأخبار ، ص 214 ، الفصل الأربعون ، ح 10 ، المسلسل 528. ونقله في الهامش عن تنبيه الخواطر ، ج 2 ، ص 121.



(475)
    جامع الأخبار ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
    يا علي ، رِضا اللّهِ كُلُّهُ في رِضا الوالدين ، وسَخَطُ اللّهِ في سَخَطِهما (1) (2).

    (1) فإنّه قد دلّ النقل والعقل والكتاب والسنّة على لزوم الإحسان إلى الوالدين ، وبرّهما ، وتحصيل رضاهما وعدم عقوقهما أو إيذائهما ، أو الإساءة إليهما ، وحيث كان في رضاهما رضا الله تعالى كان تحصيله نعمة كبرى ، لأنّ رضا الله هي الغاية القصوى ، وسبيل الدرجات العُلى. وتلاحظ مفصّل الأدلّة في التأكيد على برّ الوالدين ، وعدم الرخصة من ترك برّهما ، ولزوم تحصيل رضاهما ، وعدم جواز عقوقهما وبغضهما حتّى إذا كان الأبوان ظالمين للولد فكيف إذا كانا بارّين في باب العِشرة (1).
    (2) جامع الأخبار ، ص 214 ، الفصل الأربعون ، ح 5 ، المسلسل 523. ونقله في الهامش عن روضة الواعظين ، ج 2 ، ص 368.

1 ـ بحار الأنوار ، ج 74 ، ص 22 ـ 86 ، ب 2 ، الأحاديث المائة والواحد.

(476)
    جامع الأخبار ، أوصى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي ( عليه السلام ) :
    يا علي ، ولا تَسكن الرُّستاق (1) فإنَّ شيوخَهم جَهَلَة ، وشبّانَهم عَرَمَة (2) ، ونسوانَهم كَشَفَة ، والعالمُ بينَهم كالجيفةِ بينَ الكلابِ (3) (4).

    (1) الرُستاق بضمّ الراء ، هي القرية ، وجمعه رساتيق ، وهو فارسي معرّب ، وأصله في الفارسية ، الرُسداق والرُزداق بمعنى البيوت المجتمعة ، كما ذكره في المعرّب وهامشه (1).
    وعن بعضهم ، الرستاق مولّد ، وصوابه رزداق (2).
    (2) عَرَمة ، جمع عارم ، وهو الإنسان الشَرِسْ يعني ، سييء الخُلُق.
    (3) من حيث تهارشهم عليه ، وإزدحامهم له مع عدم إعتنائهم ، وضياع العالِم بينهم ، فتكون السكنى بينهم بلاءً للعالِم.
    نعم يلزم على العالِم السفر إليهم لتعليمهم معالم دينهم ، لكن بدون أن يتّخذ الرستاق مسكناً.
    وقد نقل في جامع الأخبار بعد هذه الوصيّة الشريفة أخباراً عن الرستاق فقال

1 ـ المعرّب للجواليقي ، ص 206.
2 ـ مجمع البحرين ، ص 431.


(477)
.........................

في ذلك :
    روي عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنّه قال ، من لم يتورّع في دين الله تعالى إبتلاه الله تعالى بثلاث خصال ، إمّا أنْ يميته شابّاً ، أو يوقعه في خدمة السلطان ، أو يسكنه في الرساتيق. وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ستّة يدخلون النار قبل الحساب بستّة ـ أي بستّة أسباب ـ قيل ، من هم يا رسول الله ؟ قال ، الاُمراء بالجور ، والعرب بالعصبية ، والدهاقين بالكبر ، والتجّار بالخيانة ، وأهل الرساتيق بالجهالة ، والعلماء بالحسد.
    وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، من ترستق شهراً يمحق دهراً.
    (4) جامع الأخبار ، ص 391 ، الفصل المائة ، ح 2 ، المسلسل 1091. وعنه بحار الأنوار ، ج 76 ، ص 156 ، ب 27 ، ح 1.



(478)
    جامع الأخبار ، كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذا دخل المسجد (1) يضع رجله اليمنى ويقول ، بسمِ اللّهِ ، وعلى اللّهِ توكّلتُ ، ولا حولَ ولا قوَّةَ إلاّ باللّهِ ، وإذا خرج يضع رجله اليسرى ويقول ، بسمِ اللّهِ ، أعوذُ باللّهِ من الشيطان الرجيم. ثمَّ قال :
    يا علي ، مَن دخلَ المسجدَ وقال كما قلتُ تَقبَّلَ اللّهُ [ صلاتَه ] ، وكتبَ لهُ بكلِّ ركعة صلاّها فضلُ مائةِ ركعة.
    فإذا خرَج وقال مثلَ ما قلتُ غفرَ اللّهُ لهُ الذنوبَ ، ورفعَ لهُ بكلِّ قَدَم درجةً ، وكتَب اللّهُ لهُ بكلِّ قَدَم مائةَ حَسَنة (2) (3).

    (1) في المستدرك ، « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، إذا دخل المسجد أحدكم يضع ... ».
    (2) وقد اُمرنا أيضاً بالصلاة على النبي وآله صلوات الله عليهم عند الدخول إلى المسجد والخروج منه ، مع ما هناك من الآداب وما فيه الفضل والثواب ممّا تلاحظه مفصّلا في بابه الخاص المشتمل على ثمانية وتسعين حديثاً (1).
    وتلاحظ أحكام المساجد في أحاديث أبواب أحكام المساجد (2).
    (3) جامع الأخبار للسبزواري ، ص 175 ، الفصل الثاني والثلاثون ، ح 3 ، المسلسل 417. وعنه البحار ، ج 84 ، ص 26 ، ب 31 ، ح 19.

1 ـ بحار الأنوار ، ج 83 ، ص 339 ، ب 8 ، الأحاديث.
2 ـ وسائل الشيعة ، ج 3 ، ص 477 ، أبواب أحكام المساجد المشتملة على سبعين باباً.


(479)
    جامع الأخبار ، قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
    يا علي ، إذا توضّأتَ فقُل ، بسم اللّهِ ، اللّهمَّ إنّي أسألُكَ تَمامَ الوضوءِ ، وتَمامَ الصّلاةِ ، وتَمامَ رضوانِك ، وتَمامَ مغفرتِك ، فهذا تَمامُ الوُضوء (1) (2).

    (1) في بعض النسخ وكذا في المستدرك ( فهذا زكاة الوضوء ) أي يوجب تزكية الوضوء ونماءه ، وامّا التمام فهو بمعنى ما يوجب كمال الوضوء ويكون مكمّلا له ، فانّ هذا الدعاء سؤال التمامية للوضوء وما يشترط به وهي الصلاة ، مع رضوان الله تعالى ومغفرته.
    (2) جامع الأخبار للسبزواري ، ص 165 ، الفصل التاسع والعشرون ، ح 8 ، المسلسل 394. وعنه المستدرك ، ج 1 ، ص 322 ، ب 24 ، ح 9 ، المسلسل 727.



(480)
    جامع الأخبار ، قال النبيُّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
    يا علي ، إنَّ في جهنَّمَ رَحى من حَديد تُطحنُ بها رؤوسُ القرّاءِ والعلماءِ المُجرمين (1) (2).

    (1) فإنّه إذا كان العالم مجرماً وتاركاً للعمل بعلمه كان علمه وَبالا عليه ، وكانت الحجّة عليه أتمّ ، وعقابه أعظم وكذا قارىء القرآن إذا فجر وفسق مع تلاوته ومعرفته بالقرآن ، فربّ تال للقرآن والقرآن يلعنه.
    وقد ورد من طريق الفريقين الأمر بقراءة القرآن بلحون العرب وترك ألحان أهل الفسوق.
    ففي الكافي لثقة الإسلام الكليني (1) ، وكذا في ربيع الأبرار للزمخشري (2) حديث حذيفة بن اليمان قال ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، « اقرأوا القرآن بلحون العرب وأصواتها ، وإيّاكم ولحون أهل الفسق ، وأهل الكبائر ، وسيجيىء قوم من بعدي يرجّعون بالقرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح ، لا يجاوز حناجرهم ، مفتونة قلوبهم وقلوب الذين يعجبهم شأنهم ».

1 ـ اُصول الكافي ، ج 2 ، ص 450 ، ح 3.
2 ـ ربيع الأبرار ، ج 3 ، ص 555.
وصايا الرسول لزوج البتول ::: فهرس