مناقشة مرويات
علي بن أبي طالب
سنداً ودلالةً ونسبةً


  • المناقشة السندية لمرويّاته الغسليّة
  • المناقشة السندية لمرويّاته المسحيّة
  • البحث الدلالي
  • تفسير قوله (هذا وضوء من لم يحدث)
  • وقفة مع قوله (لرأيت)
  • نسبة الخبر إليه



  • (230)


    (231)

    عليّ بن أبي طالب
    وروايات الغسل


    (232)


    (233)

    هناك طائفة من الروايات حكت الغسل عن عليّ بن أبي طالب ، قد رواها عنه غير واحد من الرواة ، وهم كالآتي.

    أ ـ ما رواه ابو حيّة الوادعي عنه

    الإسناد الأوّل
    قال الترمذي : حدّثنا هنّاد (1) وقتيبة (2) ، قالا : حدّثنا ابو الأحوص (3) ، عن أبي إسحاق (4) ، عن أبي حيّة (5) ، قال : رأيت علياً توضأ فغسل كفّيه حتى أنقاهما ، ثمّ مضمض ثلاثاً ، واستنشق ثلاثاً ، وغسل وجهه ثلاثاً ، وذراعيه ثلاثاً ، ومسح برأسه مرة ؛ ثمّ غسل قدميه إلى الكعبين ، ثمّ قام فأخذ فضل طهوره فشربه وهو قائم ، ثمّ قال : أحببتُ أن أريكم كيف كان طهور رسول الله صلى الله عليه وآله (6).
    ____________
    (1) هو هناد بن السري بن مصعب ، التميمي ، الدارمي ، أبو السري الكوفي ، روى له البخاري في أفعال العباد وباقي الجماعة ، قال أبو حاتم : صدوق ، والنسائي : ثقة (أنظر الجرح والتعديل 9 : الترجمة 501 ، تهذيب الكمال 30 : 311 ، تهذيب التهذيب 11 : 71) .
    (2) هو قتيبة بن سعيد الثقفي ، روى له الجماعة « انظر تهذيب الكمال 23 : 523 ، سير أعلام النبلاء 11 : 13 ، تهذيب التهذيب 8 : 361 ».
    (3) هو سلام بن سليم الحنفي ، مولاهم ، ابو الاحوص الكوفي ، وثقه ابن معين وغيره ، روى له الجماعة « انظر تهذيب الكمال 12 : 282 ، تهذيب التهذيب 4 : 282 ».
    (4) هو عمرو بن عبد الله بن عبيد ، ابو إسحاق السبيعي الكوفي ، روى له الجماعة« انظر تهذيب الكمال 22 : 102 ، تهذيب التهذيب 8 : 63 ».
    (5) هو أبو حية بن قيس الوادعي ، لم يحتج به البخاري ومسلم ، لكن روى له أصحاب السنن الاربعة « انظر تهذيب الكمال 33 : 269 ، ميزان الاعتدال 4 : الترجمة 10138 ».
    (6) سنن الترمذي 1 : 34 باب ما جاء في وضوء النبي صلى الله عليه وآله كيف كان ؟!

    (234)

    المناقشة
    يخدش هذا الإسناد من عدة جهات :
    الأولى : من جهة أبي إسحاق ـ عمرو بن عبد الله ـ السبيعي ، لأنّه عنعن روايته عن أبي حية وهو ممن يدلّس.
    فقد صرح ابن حبان (1) والكرابيسي (2) والطبري (3) بأنّ أبا إسحاق كان من المدلّسين.
    وقال ابن حجر : حدّثنا إسحاق ، حدّثنا جرير ، عن معن ، قال : أفسد حديث أهل الكوفة الأعمش وأبو إسحاق ، يعني للتدليس (4).
    ومما يؤخذ على مرويات أبي إسحاق : عدم الضبط ؛ لتغيّره واختلاطه بأخرة :
    قال ابن حجر : ثقة... قد اختلط بأخرة (5).
    وقال الذهبي : شاخ ونسي (6).
    وقال الفسوي : قال بعض أهل العلم : كان قد اختلط ، وإنّما تركوه مع ابن عيينة لاختلاطه (7) .
    الثانية : من جهة أبي حيّة ، المجهول ،
    قال ابو زرعة : لا يسمّى (8).
    وقال ابن المديني : مجهول (9).
    وقال ابو الوليد الفرضي : مجهول (10).
    ____________
    (1) الثقات لابن حبان 5 : 177 ، تهذيب التهذيب 8 : 66.
    (2 ـ 3) انظر هامش تهذيب الكمال 22 : 113.
    (4) تهذيب التهذيب 8 : 67.
    (5) تقريب التهذيب 2 : 73.
    (6 ـ 7) ميزان الاعتدال 3 : الترجمة 6393.
    (8) الجرح والتعديل 9 الترجمة 1636.
    (9) تهذيب التهذيب 12 : 81 ، ميزان الاعتدال 4 : الترجمة 10138.
    (10) ميزان الاعتدال 4 : الترجمة 10138.

    (235)

    وقال الذهبي : لا يعرف (1).
    وعليه فالسند مجهول ، وله حكم المنقطع ، فلا يمكن الاعتماد عليه ؛ لجهالة أبي حيّة.
    ولأنّ أبا إسحاق السبيعي قد تغيّر بأخرة وهو ممّن يدلّس.

    الإسناد الثاني
    قال النسائي : أخبرنا قتيبة بن سعيد ، قال : حدثنا ابو الأحوص ، عن أبي إسحاق ، عن أبي حية ـ وهو ابن قيس ـ قال : رأيت علياً رضي الله عنه توضّأ فغسل كفّيه حتى أنقاهما ، ثمّ تمضمض ثلاثاً واستنشق ثلاثاً ، وغسل وجهه ثلاثاً ، وغسل ذراعيه ثلاثاً ، ثمّ مسح برأسه ، ثمّ غسل قدميه إلى الكعبين ، ثم قام فأخذ فضل طهوره فشرب وهو قائم ، ثمّ قال : أحببت أن أريكم كيف طهور النبيّ صلى الله عليه وآله (2).

    المناقشة
    تقدم في الإسناد السابق أنّ طريق أبي الأحوص يضعف بأبي إسحاق الذي تغيّر واختلط وشاخ ونسي والذي كان من المدلسين ، وقد عنعن هنا ولم نجد له تصريح بالسماع عن أبي حية في الكتب التسعة (3) ، ولجهالة أبي حيّة في الإسناد.
    ____________
    (1) هامش تهذيب الكمال 33 : 270 ، ميزان الاعتدال 4 : الترجمة 10138.
    (2) سنن النسائي 1 : 70 عدد غسل اليدين.
    (3) إذ أن فيها 22 رواية ، ففي الترمذي إسنادان برقم (42) و (45) ، وفي النسائي ثلاثة أسانيد بأرقام 95 ، 114 ، 139 ، وفي سنن أبي داود سند واحد برقم 111 ، وفي ابن ماجة 420 ، 499 ، 2438 وفي مسند أحمد برقم 924 ، 975 ، 995 ، 998 ، 1280 ، 1279 ، 1274 ، 1208 ، 1142 ، 1281 ، 1283 ، 1289 ، 1308 ، لم يصرح في جميعها بالسماع.

    (236)

    الإسناد الثالث
    قال النسائي : أخبرنا محمد بن آدم (1) ، عن ابن أبي زائدة (2) ، قال : حدّثني أبي (3) وغيره عن أبي إسحاق ، عن أبي حيّة الوادعي ، قال : رأيت علياً توضّأ فغسل كفيه ثلاثاً وتمضمض واستنشق ثلاثاً ، وغسل وجهه ثلاثاً ، وذراعيه ثلاثاً ثلاثاً ، ومسح برأسه ، وغسل رجليه ثلاثاً ثلاثاً ، ثمّ قال : هذا وضوء رسول الله صلى الله عليه وآله (4).

    المناقشة
    هذا الطريق مضافاً إلى ضعفه بأبي إسحاق وبجهالة أبي حية ، فهو ضعيف أيضاً بزكريا بن أبي زائدة ـ والد يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ـ الذي حدّث عنه محمد بن آدم شيخ النسائي هنا ، وذلك لعدة أمور :
    الأول : إنّ سماع زكريا من أبي إسحاق إنّما كان بعد تغيّره واختلاطه وحينما كبر وشاخ على ما هو صريح العجلي (5) وغيره.
    قال أحمد بن حنبل : حديثيهما [ أي زكريا وإسرائيل ] عن أبي إسحاق ليّن ، سَمِعا منه بأخرة (6) .
    الثاني : إنّ زكريا كان من المدلّسين ، وهنا لم يصرح بالسماع عن أبي إسحاق. فقد جاء عنه أنه كان يوهم السامعين أنّه سمع من الشعبي والحال أنّه لم يسمع منه ، وهذا هو التدليس القبيح الذي يرادف الكذب.
    ____________
    (1) هو محمد بن آدم الجهني ، المصيصي ، روى له أبو داود والنسائي (أنظر تهذيب الكمال 24 : 391 ، تهذيب التهذيب 9 : 34) وغيرهما من المصادر.
    (2) هو يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، الهمداني الوادعي ، أبو سعيد الكوفي ، روى له الجماعة (أنظر تهذيب الكمال 31 : 305 ، تهذيب التهذيب 11 : 208 ، سير أعلام النبلاء 8 : 299) وغيرها من المصادر.
    (3) هو زكريا بن أبي زائدة الهمداني ، أبو يحيى الكوفي ، روى له الجماعة (انظر تهذيب الكمال 9 : 359 تهذيب التهذيب 3 : 329 ، سير أعلام النبلاء 6 : 202) وغيرها من المصادر.
    (4) سنن النسائي 1 : 79 عدد غسل الرجلين.
    (5) حكاه المزي عنه في تهذيب الكمال 9 : 361.
    (6) حكاه عنه الرازي في الجرح والتعديل 3 : الترجمة 2685 والمزي في تهذيب الكمال 9 : 361.

    (237)

    قال ابو حاتم : زكريّا لين الحديث ، كان يدلّس... إلى أن يقول : يقال إنّ المسائل التي يرويها زكريّا عن الشعبي لم يسمعها منه إنّما أخذها عن أبي حريز (1).
    وقال يحيى بن زكريا ـ ابنه ـ : لو شئت لسمّيت لك من بين أبي وبين الشعبي (2).
    وقال أحمد بن حنبل :... كان يدلّس ، يأخذ عن جابر والشعبي ولا يسمّي (3).
    وعليه ، فاشتهار زكريا بالتدليس ، وروايته هنا عن أبي إسحاق دون تصريحه بالسماع ، مع تغيّر حال أبي إسحاق بأخرة ، وجهالة أبي حيّة ، كل هذه الامور تسقط هذه الرواية عن الاعتبار والحجيّة.

    ب ـ ما رواه عبد خير عنه

    الإسناد الأوّل
    قال ابو داود : حدثنا مسدد (4) ، حدثنا ابو عوانة (5) ، عن خالد بن علقمة (6) ، عن عبد خير (7) ، قال : أتانا علي رضي الله عنه ، وقد صلّى ، فدعا بطهور ، فقلنا : ما يصنع بالطهور وقد صلّى ؟ ما يريد إلاّ أن يعلّمنا ، فأتي بإناء فيه ماء وطست ، فأفرغ من الإناء على يمينه فغسل يديه ثلاثاً ، ثمّ تمضمض واستنثر ثلاثاً ، فمضمض ونثر من الكف الذي يأخذ فيه ، ثمّ غسل وجهه ثلاثاً ، ثمّ غسل يده اليمنى ثلاثاً ، وغسل يده
    ____________
    (1) تهذيب الكمال 9 : 362 ، الجرح والتعديل 3 : 2685.
    (2) تهذيب الكمال 9 : 362.
    (3) هامش تهذيب الكمال 9 : 362.
    (4) هو مسدد بن مسرهد الاسدي ، ابو الحسن البصري ، روى عنه البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي (أنظر تهذيب الكمال 27 : 343 ، تهذيب التهذيب 10 : 107) وغيرهما من المصادر.
    (5) هو الوضاح بن عبد الله اليشكري ، أبو عوانة الواسطي البزاز ، روى له الجماعة (أنظر تهذيب الكمال 30 : 441 ، تهذيب التهذيب 11 : 116 ، سير أعلام النبلاء 8 : 217) وغيرها من المصادر.
    (6) هو خالد بن علقمة الهمداني ، الوادعي ، أبو حية الكوفي ، روى له أبو داود والنسائي وابن ماجة انظر تهذيب الكمال 8 : 134 ، تهذيب التهذيب 3 : 108) وغيرهما من المصادر.
    (7) هو عبد خير بن يزيد ، ويقال : أبن يحمد ، أبو عمارة الكوفي ، روى له أصحاب السنن الاربعة (أنظر تهذيب الكمال 16 : 469 ، تهذيب التهذيب 6 : 124 ـ 125) وغيرهما من المصادر.

    (238)

    الشمال ثلاثاً ، ثمّ جعل يده في الإناء فمسح برأسه مرة واحدة ، ثمّ غسل رجله اليمنى ثلاثاً ، ورجله الشمال ثلاثاً ، ثمّ قال : من سره أن يعلم وضوء رسول الله صلى الله عليه وآله فهو هذا (1).

    المناقشة
    يخدش هذا الطريق من ثلاث جهات :
    الأولى : بأبي عوانة ، الأُمّي الذي تغير بأخرة. مضافاً إلى أنّه كان يحدّث ممّا يقرأه من كتب الناس خطأً في أخريات حياته.
    قال أحمد بن حنبل : إذا حدّث من غير كتابه ربما وهم (2).
    وقال عفّان : كان ابو عوانة حدّث بأحاديث عن أبي إسحاق ، ثمّ بلغني بعد أنّه قال : سمعتها من إسرائيل (3).
    وقال عفان أيضاً : كان بأخرة يقرأ من كتب الناس فيقرأ الخطأ (4).
    وقال ابو محمد : قيل ليحيى بن معين : أبو عوانة أثبت أو شريك ؟ قال : ابو عوانة أصحّ كتاباً ، وكان ابو عوانة يقرأ ولا يكتب (5).
    وقال ابو حاتم : كُتُبَهُ صحيحة ، وإذا حدّث من حفظه غلط كثيراً (6).
    وقال ابو زرعة : ثقة إذا حدث من كتابه (7).
    وقال ابن عبد البر : أجمعوا على أنه ثقة ثبت حجّة فيما حدث من كتابه ، وإذا حدّث من حفظه ربما غلط (8).
    وقال الدوري ، عن يحيى بن معين ، قال : كان ابو عوانة أمّيّاً يستعين بمن
    ____________
    (1) سنن أبي داود 1 : 27 ح 111 ، باب صفة وضوء النبي.
    (2) تهذيب الكمال 30 : 446 ، الجرح والتعديل 9 : الترجمة 173.
    (3) مسند أحمد 2 : 383 (من مسند أبي هريرة) .
    (4) هامش تهذيب الكمال 30 : 446.
    (5) سؤلات ابن محرز : الترجمة 585 كما في هامش تهذيب الكمال 30 : 447.
    (6 ـ 7) الجرح والتعديل 9 : الترجمة 173 ، تهذيب الكمال 30 : 447.
    (8) تهذيب التهذيب 11 : 120.

    (239)

    يكتب له (1) .
    والحاصل :
    فإن ابا عوانة ـ على ضوء هذه الأقوال مع أخرى غيرها ـ ثقة في نفسه ، لكنه سيء الحفظ ، كثير الغلط والوهم ، وكان لا يعرف الكتابة ، على ما هو صريح ابن معين.
    والذي ينبغي أن يُتساءل عنه : هو أنّه إذا كان لا يقدر على الكتابة ، فمن كان يكتب له كتبه هذه الّتي يقال عنها أنّها صحيحة ؟
    وهل أنّ هذا الكاتب المجهول ثقة في نفسه ؟! وما هي مدة ملازمته لأبي عوانة ؟ وهل كان يدوّن ما سمعه على الفور أم كان يدوّنه بعد فترة متأخرة ؟
    وهل هو كاتب واحد أم أكثر ؟
    وكيف لنا أن نثبت كون هذه الرواية التي في كتابه هي ما سمعه فعلاً عن شيخه بحيث لم يتلاعب بها هذا الكاتب المجهول ؛ حتى يمكننا القول بصحتها ولزوم الأخذ بها ؟!
    إلى غيرها من التساؤلات المعقولة والتي يفترض أن تطرح فيما نحن فيه ، وإنّ ورود هذا الاحتمال يسقطه عن الاعتبار والحجّية لاحتمال دخول الخطأ والوهم فيما يروي.
    ونحن لو أخذنا بهذه التساؤلات مع ما قيل من احتمال ورود الإيهام ، لو حدّث عن غير كتابه ؛ لسقطت مرويّاته عموماً ، سواء حدّث بها عن كتابه أو نقلاً عن كتب الآخرين أو حفظاً عن خاطره.
    ويحتمل أن يكون هذا هو السر في عدم إخراج الشيخين (البخاري ومسلم) له حديثاً عن علي في الوضوء البياني.
    ويضاف اليه أننا لم نعثر على كتب له غير مسنده المسمى باسمه ، إلاّ أنّه لم يرو فيه عن علي في الوضوء شيء ، فراجع لتتأكد.
    وقد يحسب أبو عوانة ـ في بعض الأوقات ـ أنّه يحدث عن كتابه مع أنّ واقع الحال
    ____________
    سير أعلام النبلاء 8 : 220.
    (240)

    الحال يشهد أنّه إنّما يحدث عن غير كتابه ، وهذه ليست بالطامة : لأن الطامة كل الطامّة أن يتخيل أبو عوانه أنّه سمع بحديث من محدث كبير وأنه موجود في كتابه مع أنّ الحق أنّه لم يسمعه عن ذلك الشيخ وليس هو ضمن أحاديث كتابه ، واليك هذا النص للدلالة على ذلك.
    قال الحسين بن الحسن المروزي : سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول : كنت عند أبي عوانة فحدث بحديث عن الأعمش ، فقلت : ليس هذا من حديثك ، قال : بلى.
    قلت : لا ، قال : يا سلامة هات الدرج. فأخرجت فنظر فيه فاذا ليس الحديث منه.
    فقال : صدقت يا أبا سعيد ، فمن أين أتيت به.
    قلت : ذوكرت به وأنت شاب فظننت أنك سمعتهُ (1).
    وعليه فالاعتماد على مرويات أبي عوانة مشكل جداً وبخاصة الأحاديث التي لم يخرجها له البخاري ومسلم.
    الثانية : أنه معلول سنداً ، كما يأتي توضيحه بعد الخلاصة السندية لمجموع ماروى عن عبد خير في الغسل والمسح.
    الثالثة : أنّه معلول متناً ، كما يأتي توضيحه في المكان أعلاه.

    الإسناد الثاني
    قال النسائي : أخبرنا قتيبة ، قال : حدّثنا ابو عوانة ، عن خالد بن علقمة عن عبد خير ، قال : أتينا عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه ، وقد صلّى فدعا بطهور ، فقلنا : ما يصنع به وقد صلّى ، ما يريد إلاّ ليعلّمنا ، فأتي بإناء فيه ماء وطست فأفرغ من الإناء على يديه فغسلهما ثلاثاً ، ثمّ تمضمض واستنشق ثلاثاً من الكفّ الذي يأخذ به الماء ، ثمّ غسل وجهه ثلاثاً ، وغسل يده اليمنى ثلاثاً ، ويده الشمال ثلاثاً ، ومسح برأسه مرّة واحدة ، ثمّ غسل رجله اليمنى ثلاثاً ، ورجله الشمال ثلاثاً ، ثمّ قال : من
    ____________
    (1) شرح علل الترمذي : 225.
    (241)

    سرّه أن يعلم وضوء رسول الله صلى الله عليه وآله فهو هذا (1).

    المناقشة
    يضعّف هذا الطريق بأبي عوانة لما مرّ عليك سابقاً ، ولما سنقوله عن خالد ابن علقمة في الإسناد الرابع وفي (تعارض المروي عن عبد خير).

    الإسناد الثالث
    قال الترمذي : حدثنا قتيبة وهنّاد ، قالا : حدثنا ابو الأحوص ، عن أبي إسحاق ، عن عبد خى. ر ، قال : ذكر عن عليّ مثل حديث أبي حيّة ، إلاّ أنّ عبد خى0ر قال : كان إذا فـرغ من طهوره أخذ من فضل طهوره بكفّه فشربه (2).

    المناقشة
    يضعّف هذا الطريق بأبي إسحاق السبيعي المدلّس الذي عنعن عن عبد خير ولم يصرّح بالسماع في مكان آخر (3).

    الإسناد الرابع
    قال ابو داود : حدّثنا محمد بن المثنّى (4) ، حدّثني محمد بن جعفر (5) ، حدثني شعبة ،
    ____________
    (1) سنن النسائي 1 : 68 باب غسل الوجه.
    (2) سنن الترمذي 1 : 34 باب ما جاء في وضوء النبي صلى الله عليه وآله كيف كان.
    (3) مرويات ابي إسحاق السبيعي عن عبد خير في الكتب التسعة أحد عشر حديثاً ، فقد أخرج أبو داود له حديثاً واحداً برقم (140) وأحمد في مسنده عشرة أحاديث في مسند العشرة المبشرة بالجنة برقم (699) و (853) و (873) و (888) و (890) و (964) و (965) و (1008) و (1199) والدارمي في سننه برقم (709) ولم يصرح في جميعها بالسماع عن عبد خير.
    (4) هو محمد بن المثنى بن عبيد العنزي ، ابو موسى البصري ، روى له الجماعة (أنظر تهذيب الكمال 26 : 359 ، ميزان الاعتدال 4 : 24 ، سير أعلام النبلاء 12 : 123 ، تهذيب التهذيب 9 : 425) وغيرها من المصادر.
    (5) هو محمد بن جعفر الهذلي ، المعروف بغندر صاحب الكرابيسي ، أبو عبد الله البصري ، كان ربيب شعبة (أنظر تهذيب الكمال 25 : 5 ، سير أعلام النبلاء 9 : 98 ، تهذيب التهذيب 9 : 96 ، الجرح والتعديل

    =


    (242)

    قال : سمعت مالك بن عرفطة (1) ، سمعت عبد خير ، رأيت علياً رضي الله عنه أُتي بكرسيٍّ فقعد عليه ، ثمّ أُتي بكوز من ماء فغسل يديه ثلاثاً ، ثمّ تمضمض مع الاستنشاق بماء واحد ، وذكر الحديث (2).

    المناقشة
    يضعّف طريق أبي داود من عدّة جهات :
    الأولى : من جهة محمد بن المثنّى ؛ فقد وردت فيه أشياء تكشف عن عدم ضبطه وأنّه ليس بالثبت في الحديث.
    قال النسائي : لا بأس به ، كان يغيّر في كتابه (3).
    وقال صالح بن محمد الحافظ : صدوق اللهجة ، وكان في عقله شيء (4).
    وقال ابو حاتم : صالح الحديث صدوق (5).
    وقال ابو بكر الخطيب : كان صدوقاً ، ورعاً ، فاضلاً ، عاقلاً (6).
    نقول :
    هذه الأقوال لا تمنع من كون محمد بن المثنّى ثقةً في نفسه ، لكنّا بيّنّا سابقاً (7) أنّ (لا بأس به) و (صدوق) و (صالح) وغيرها من الكلمات التي تندرج في هذه المرتبة من مراتب التعديل ، تشعر بعدم شريطة الضبط ، فأصحاب هذه المرتبة ثقات في أنفسهم ، إلاّ أن مرويّاتهم لا يعتمد عليها إلاّ بعد النظر ، والأقوال في محمد بن المثنى من هذا القبيل ، هذا بعد الفراغ عن عقله وأنّه لا شوبة فيه ، وأمّا مع تصريح
    ____________
    =
    7 : الترجمة 1223) وغيرها من المصادر.
    (1) غير معروف.
    (2) سنن أبي داود 1 : 28 ح 113 ، باب صفة وضوء النبي صلى الله عليه وآله.
    (3) تهذيب الكمال 26 : 363.
    (4) تهذيب الكمال 26 : 363.
    (5) الجرح والتعديل 8 : الترجمة 409 ، تهذيب الكمال 26 : 363.
    (6) تاريخ الخطيب 3 : 285 ، تهذيب الكمال 26 : 364.
    (7) تقدم تبيين ذلك في الإسناد الأول من مرويات ابن عباس الغسلية.

    (243)

    صالح بن محمد الحافظ بأنّ في عقله شيئاً ، فإنّ الاعتماد على مرويّاته يكون سفهاً واضحاً.
    الثانية : من جهة محمد بن جعفر الملقب بغندر ، فإنّ أهل العلم ليّنوهُ بسبب بلادته وكثرة نسيانه ، ولأشياء أخرى ، وإليك بعض النصوص فيه : قال ابن حبان : كان غندر من خيار عبادالله على غفلةٍ فيه (1).
    وقال يحيى بن معين : كان غندر يجلس على رأس المنارة يُفرق زكاته ، فقيل له : لم تفعل هذا ؟ قال : أرغّب الناس في إخراج الزكاة (2).
    وقال يحيى بن معين : اشترى غندر سمكاً وقال لأهله : أصلحوه ، ونام ، فأكل عياله السمك ولطخوا يده ، فلما انتبه قال : هاتوا السمك ، قالوا : قد أكلت ، قال : لا. قالوا : فشمَّ يدك ، ففعل ، فقال : صدقتم ، ولكني ما شبعت (3).
    وقال ابن حجر : ثقة صحيح الكتاب إلاّ أنّ فيه غفلة (4).
    وذكر أحمد بن حنبل : أنّه بليد (5).
    وقال علي بن عثام : كان مغفّلاً (6).
    وقال يحيى بن معين : دخلنا على غندر ، فقال : لا أحدّثكم بشيء حتى تجيئوا معي إلى السوق ، وتمشون ، فيراكم الناس ، فيكرموني ، قال : فمشينا خلفه إلى السوق ، فجعل الناس يقولون له : من هؤلاء يا ابا عبد الله ؟ فيقول : هؤلاء أصحاب الحديث جاءوني من بغداد يكتبون عني (7).
    وقال صاحب البصري : قلت لغندر : إنّهم يعظّمون ما فيك من السلامة ، قال : يكذبون عليّ ، قلت : فحدثني بشيء يصحّ منها ، قال : صُمت يوماً فأكلت فيه ثلاث
    ____________
    (1) تهذيب الكمال 25 : 8 ، الجرح والتعديل 7 : الترجمة 1223.
    (2) تهذيب الكمال 25 : 9.
    (3) سير أعلام النبلاء 9 : 101 ، تهذيب الكمال 25 : 9 ، ميزان الاعتدال 3 : الترجمة 7324.
    (4) تقريب التهذيب 2 : 151.
    (5) تهذيب الكمال 25 : 7.
    (6 ـ 7) سير أعلام النبلاء 9 : 101.

    (244)

    مرات ناسياً ، ثمّ أتممت صومي (1).
    وقال ابو حاتم الرازي : كان غندر صدوقاً مؤدياً ، وفي حديث شعبة : ثقة ، وأما في غير شعبة فيكتب حديثه ولا يحتجّ به (2).
    أقول :
    إنّ البلادة وكثرة السهو والنسيان لا تفرّق بين تحديثه عن شعبة أو غيره ، بل هي سبب تام في إسقاط أحاديثه عموماً عن الحجيّة ، لأنّ الذي يأكل ثلاث مرات في نهار رمضان ساهياً ، ويتخيّل أنّه أكل السمك لمجرّد وجود رائحته في يده مع أنّه لم يذقه ، وغيرها من الاشياء ، كلّها تدلّ على أنّ هناك ملكه نفسانية تخلّ في ضبطهِ فإذا حصلت فستكون مطّردة في كل شيء وتكون علة سارية إلى جميع مروياته عن أشياخه سواء عن شعبة أو غيره.
    الثالثة : من جهة مالك بن عرفطة ، وذلك لأنّ مالكاً هذا مجهول ومهمل في كتب الرجال.
    وقد قيل :
    إنّ شعبة توهم فيه ، فصحّف خالد بن علقمة إلى مالك بن عرفطة ، وهذا هو الرأي المشهور الذي صوّبه كثير من الأعلام كالبخاري وابن حنبل والترمذي وابن أبي حاتم وغيرهم.
    فإن قيل هكذا قلنا : بأن هؤلاء الأعلام الذين صوّبوا كونه تصحيفاً لخالد بن علقمة ، إمّا أن يكونوا على جزم ويقين ممّا صوّبوه ، وإمّا أنّهم احتملوا ذلك.
    فإن كانوا على جزم ويقين بما قالوه ، فأين الدليل القطعي على ذلك ، أو حتى القرينة المؤيدة لهذه الدعوى ؟.
    ولِمَ لم يبدل هؤلاء الأعلام هذا الخطأ إلى ما جزموا به ؟ وهذا ما يسمح به للمحققين فعله مع الإشارة إلى ذلك ، لكنّ المراجع لجوامعهم الحديثيّة كسنن الترمذي وأبي داود ومسند أحمد بن حنبل يجد أنّهم ذكروا الإسناد المتقدمّ دون الإشارة إلى أي دليل أو قرينة ، وهذا يتناسب مع كون المسألة استظهاراً واحتمالاً لا جزماً ويقيناً.
    ____________
    (1) سير أعلام النبلاء 9 : 101.
    (2) سير أعلام النبلاء 9 : 100.

    (245)

    وعليه فيكون احتمالاً لا يلزمنا الأخذ به ، لإمكان أن يحتمل في مقابله أنّهما راويان كما سيأتي من استظهار العلاّمة أحمد محمد شاكر ، هذا من جهة.
    ومن جهة أخرى : إنّا نستبعد جداً أن يصحف شعبة خالداً بمالك وعلقمة بعرفطة ، وهو الإمام النقاد في الحديث والرجال ، لأنّه تصحيف شنيع ، ونحن لانسلّم أن يصحف إنسان ـ حتّى العاديّ من عوامّ الناس اذا كان سوياً ـ خالد بن علقمة إلى مالك بن عرفطة ، فكيف نتصور هذا عن إمام ثبت.
    ولو كان التصحيف في مورد واحد لأمكننا قبول كلامهم إلاّ أنّنا وجدنا كثيراً من الأعلام قد رووا عن شعبة أنّه يروي عن مالك بن عرفطة ، وهم :
    1 ـ عبد الله بن المبارك (كما في سنن النسائي ، كتاب الطهارة ج 92)
    2 ـ يزيد بن زريع (كما في سنن النسائي كتاب الطهارة ح 93)
    3 ـ محمد بن جعفر المعروف بـ (غندر) (كما في سنن أبي داود ، كتاب الطهارة ح99 ، ومسند أحمد ح 24228 باقي مسند الانصار)
    4 ـ يحيى بن سعيد القطان (كما في مسند أحمد ح 942 مسند العشرة المبشرة بالجنة)
    5 ـ حجاج بن محمد المصيصي (كما في مسند أحمد ح 1117 مسند العشرة المبشرة بالجنة وفي باقي مسند الانصار ح 24228)
    6 ـ روح بن عبادة بن العلا (كما في مسند أحمد ح 24878 باقي مسند الانصار)
    ورواية هؤلاء عن شعبة يعني أنّهم سمعوا منه ، ولا يعقل أن يتكرر خطأ شعبة عدة مرات مع ستّة محدثين وهو الإمام الحافظ المتثبت.
    ويدلك على إستبعاد تصحيف شعبة ، أنّه كان لا يحدث غيره بما سمعه عن أشياخهِ لو كان سماعه مرة أو مرتين ، واليك بعض النصوص في ذلك :
    قال حماد بن زيد : إذا خالفني شعبة في الحديث تبعته. قيل له : ولم ؟ قال : إنّ شعبة كان يسمع ويعيد ويبدي وكنت أنا أسمع مرة واحدة (1).
    وقال يعقوب ابن شيبة : يقال إنّ شعبة إذا سمع الحديث مرتين لم يعتد به (2).
    ____________
    (1) شرح علل الترمذي : 161.
    (2) شرح علل الترمذي : 161.

    (246)

    وقال ابن رجب الحنبلي : سمعت سهل بن محمد العسكري أخبرني ابن أخي ابن أبي زائدة عن عمه يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، وقال : سألت شعبة عن حديث فلم يحدثني به ، وقال لي : لم أسمعه إلاّ مرّة واحدة ، فلا أحدثك به (1).
    وخرّج ابن أبي حاتم عن أبيه عن أبي الوليد ، قال : سألت شعبة عن حديث ، فقال : لا أحدثك إنّي سمعته من ابن عون مرة واحدة (2).
    وقال أبو الوليد : قال حماد بن زيد : شعبة كان لا يرضى أن يسمع الحديث مرة ، يعاود صاحبه مراراً ، ونحن كنا اذا سمعنا مرة إجتزينا به (3).
    قال الشيخ أحمد محمد شاكر :
    « ... وأنا أتردّد كثيراً فيما قالوه هنا :
    أمّا زعم أنّ تغيير الإسم إلى (مالك بن عرفطة) من باب التصحيف فإنّه غير مفهوم ، لأنّه لا شبه بينه وبين (خالد بن علقمة) في الكتابة وفي النطق ، ثمّ أين موضع التصحيف ، وشعبة لم ينقل هذا الإسم من كتاب ، إنّما الشيخ شيخه ، رآه بنفسه ، وسمع منه بأذنه ، وتحقّق من اسمه!!
    نعم قد يكون عرف اسم شيخه ثمّ أخطأ فيه ، ولكن ذلك بعيد بالنسبة إلى شعبة ، فقد كان أعلم الناس في عصره بالرجال وأحوالهم ، إلى أن قال :
    نعم قد يخطئ شعبة في شيء من رجال الإسناد ممّن فوق شيخه ، أمّا في شيخه نفسه فلا.
    أمّا الحكاية عن أبي عوانة التي نقلها ابو داود (4). فإنّها إن










    ____________
    (1 ـ 3) شرح علل الترمذي : 161.
    (4) ونص الحكاية هكذا : قال أبو داود : قال أبو عوانة يوماً : (... حدثنا مالك بن عرفطة عن عبد خير) فقال له عمر الاعصف : رحمك الله يا أبا عوانة ، هذا خالد بن علقمة ولكن شعبه يخطئ فيه ، فقال أبو عوانة : هو في كتابي : « خالد بن علقمة » لكن قال لي شعبة : هو « مالك بن عرفطة ».
    قال أبو داود : حدثنا عمرو بن عون ، قال : حدثنا أبو عوانة : قال أبو داود : وسماعة قديم.
    قال أبو داود : حدثنا أبو كامل ، قال : حدثنا أبو عوانة ، عن خالد بن علقمة ، وسماعة متأخر كان بعد ذلك رجع إلى الصواب (أنظر هامش تهذيب الكمال 8 : 136) .

    (247)

    صحّت فلا تدل على خطأ شعبة ، بل تدل على خطأ أبي عوانة ، وأنا أظنها غير صحيحة ، فإنّ أبا داود لم يذكر من حدّثه بها عن أبي عوانة ، وإنّما الثابت إسنادُه أنّ ابا عوانة روى عن خالد بن علقمة ، وقد روى عن مالك بن عرفطة ، فالظاهر عندي أنّهما راويان وأنّ ابا عوانة سمع من كل واحد منهما » (1).





    وعليه فإنّ الطريق الذي فيه مالك بن عرفظة لا يحتمل أن يكون مصحفاً عن خالد بن علقمة ، بل هما راويان ، ولا يستبعد أن يختص شعبة بالسماع من مالك بن عرفطة وهو الإمام الرجاليّ المحدّث.
    وعلى أي تقدير فاحتمال أنّه غير مصحّف باق ، وهو كافٍ في إبطال الاستدلال بهذا الطريق ؛ لجهالة مالك بن عرفطة.

    الإسناد الخامس
    قال النسائي : أخبرنا سويد بن نصر (2) ، قال أنبأنا عبد الله ـ وهو ابن المبارك (3) ـ عن شعبة ، عن مالك بن عرفطة ، عن عبد خير ، عن علي رضي الله عنه أنّه أتي بكرسيّ فقعد عليه ، ثمّ دعا بتور فيه ماء ، فكفأ على يديه ثلاثاً ثمّ مضمض واستنشق بكفّ واحد ثلاث مرّات ، وغسل وجهه ثلاثاً ، وغسل ذراعيه ثلاثاً ثلاثاً ، وأخذ من الماء فمسح برأسه ـ وأشار شعبة ـ مرّة من ناصيته إلى مؤخّر رأسه ، ثمّ قال : لا أدري أردّهما أم لا ؟ وغسل رجليه ثلاثاً ثلاثاً ، ثمّ قال : من سرّه أن ينظر إلى طهور رسول الله صلى الله عليه وآله فهذا طهوره (4).
    ____________
    (1) تهذيب الكمال « الهامش » 8 : 136.
    (2) هو سويد بن نصر بن سويد المروزي ، ابو الفضل الطوساني ، روى له الترمذي والنسائي (انظر تهذيب الكمال 12 : 272 ، سير أعلام النبلاء 11 : 408 ، تهذيب التهذيب 4 : 280) وغيرها من المصادر.
    (3) هو عبد الله بن المبارك الحنظلي ، التميمي ، مولاهم ، روى له الجماعة (انظر تهذيب الكمال 16 : 6 ، تهذيب التهذيب 5 : 382 ، سير أعلام النبلاء 8 : 336) وغيرها من المصادر.
    (4) سنن النسائي 1 : 68 باب غسل الوجه.