المناقشة
يضعّف هذا الطريق بجهالة مالك بن عرفطة في السند ، والاضطراب في متنه ، حسبما سيأتي الكلام عنه في البحث الدلالي ، في تعارض المروي عن عبد خير.

الإسناد السادس
قال النسائي : أخبرنا عمرو بن علي (1) و حميد بن مسعدة (2) ، عن يزيد ـ وهو ابن زريع (3) ـ قال : حدثني شعبة ، عن مالك بن عرفطة ، عن عبد خير ، قال : شهدت علياً دعا بكرسيّ فقعد عليه ، ثمّ دعا بماء في تور فغسل يديه ثلاثاً ، ثمّ مضمض واستنشق بكف واحد ثلاثاً ، ثمّ غسل وجهه ثلاثاً ويديه ثلاثاً ثلاثاً ، ثمّ غمس يده في الإناء فمسح برأسه ، ثمّ غسل رجليه ثلاثاً ثلاثاً ، ثمّ قال : من سرّه أن ينظر إلى وضوء رسول الله صلى الله عليه وآله فهذا وضوءه (4).

المناقشة
يضعّف هذا الطريق كسابقه بجهالة مالك بن عرفطة ، وبما جاء عن عبد خير وغيره عن علي في المسح.

الإسناد السابع
قال ابو داود : حدثنا الحسن بن علي الحُلواني (5) ، حدثنا الحسين

____________
(1) هو عمرو بن علي بن بحر الباهلي ، أبو حفص البصري الصيرفي الفلاس ، روى له الجماعة (انظر تهذيب الكمال 22 : 162 ، سير أعلام النبلاء 11 : 470 ، تهذيب التهذيب 8 : 80) وغيرها من المصادر.
(2) هو حميد بن مسعدة بن المبارك الباهلي ، أبو علي ، روى له الجماعة سوى البخاري (انظر تهذيب الكمال 7 : 395 ، تهذيب التهذيب 3 : 49) وغيرها من المصادر.
(3) هو يزيد بن زريع ، العيشي ، ابو معاوية البصري ، روى له الجماعة (انظر تهذيب الكمال 32 : 124 ، تهذيب التهذيب 11 : 325 ، سير أعلام النبلاء 8 : 296) وغيرها من المصادر.
(4) سنن النسائي 1 : 69 غسل اليدين.
(5) تقدمت ترجمته في مرويات ابن عباس الغسليّة.

(249)

ابن علي الجعفي (1) ، عن زائدة (2) ، حدثنا خالد بن علقمة الهمداني ، عن عبد خير ، قال : صلى علي رضي الله عنه الغداة ، ثمّ دخل الرحبة ، فدعا بماء ، فأتاه الغلام بإناء فيه ماء وطست ، قال : فأخذ الإناء بيده اليمنى فأفرغ على يده اليسرى وغسل كفيه [ ثلاثاً ] ثمّ أدخل يده اليمنى في الإناء فتمضمض ثلاثاً ، واستنشق ثلاثاً ، ثمّ ساق قريباً من حديث أبي عوانة (3) ، قال : ثمّ مسح رأسه مقدّمه ومؤخره مرة ، ثمّ ساق الحديث نحوه (4).

المناقشة
ويمكن الخدش في هذا الطريق من جهتين :
الأولى : من جهة الحلواني على ما تقدم عليك (5).
الثانية : أنّه معلول بخالد بن علقمة وسيأتي تفصيل البحث عن ذلك لاحقاً تحت عنوان « عبد خير وتعارض المروي عنه ».

ما رواه زرّ بن حبيش عنه
الإسناد
قال ابو داود : حدثنا عثمان بن أبي شيبة (6) ، حدثنا ابو نعيم (7) ، حدّثنا

____________
(1) هو الحسين بن علي بن الوليد الجعفي ، مولاهم ، ابو عبد الله ويقال ابو محمد الكوفي المُقري ، روى له الجماعة (انظر تهذيب الكمال 6 : 449 ، سير أعلام النبلاء 9 : 397 ، تهذيب التهذيب 2 : 357) وغيرها من المصادر.
(2) هو زائدة بن قدامة الثقفي ، ابو الصلت الكوفي (انظر تهذيب الكمال 9 : 273 ، سير أعلام النبلاء 7 : 375 ، تهذيب التهذيب 3 : 306) وغيرها من المصادر.
(3) مّر عليك في مرويات عبد خير عن علي الغسليّة.
(4) سنن أبي داود 1 : 28 ح 12 باب صفة وضوء النبيّ صلى الله عليه وآله.
(5) تقدم عليك في مرويات ابن عباس الغسليّة.
(6) تقدمت ترجمته والكلام عنه في الإسناد من طرق ابن عباس الغسليّة.
(7) هو الفضل بن دكين ، وهو لقب واسمه عمرو بن حماد القريشي التيمي الطلحي ، روى له الجماعة ابو نعيم الملائي (انظر تهذيب الكمال 23 : 197 ، سير أعلام النبلاء 10 : 142 ، تهذيب التهذيب 8 : 270).

(250)

ربيعة الكناني (1) عن المنهال بن عمرو (2) ، عن زرّ بن حبيش (3) ، أنّه سمع علياً رضي الله عنه.
وسئل عن وضوء رسول الله صلى الله عليه وآله ، فذكر الحديث ، وقال : ومسح على رأسه حتى لمّا يقطر ، وغسل رجليه ثلاثاً ثلاثاً ، ثمّ قال : هكذا كان وضوء رسول الله صلى الله عليه وآله (4).

المناقشة
يضعّف هذا الطريق بالمنهال بن عمرو ؛ لِذَمِّ أساطين العلم له ، كشعبة والقطان وابن معين وابن حزم وأحمد بن حنبل وغيرهم.
قال أحمد بن حنبل : ترك شعبة المنهال بن عمرو على عمد (5).
وقال عبد الله : سمعت أبي يقول : أبو بشر أحب اليّ من المنهال بن عمرو ، قلت له : أبو بشر أحب إليك من المنهال بن عمرو ؟ قال : نعم شديداً ، أبو بشر أوثق إلاّ أنّ المنهال أسن (6).
وقال : المفضل بن غسان الغلابي : سمعت يحيى بن معين ، وذكر حديث الأعمش عن المنهال بن عمرو ، وكان يحيى بن معين يضع من شأن منهال بن عمرو (7).
____________
(1) هو ربيعة بن عتبة الكناني الكوفي ، روى له ابو داود والنسائي (انظر تهذيب الكمال 9 : 131 ، تهذيب التهذيب 3 : 259 ، تاريخ البخاري الكبير 3 : 991) وغيرها من المصادر.
(2) هو المنهال بن عمرو الأسدي ، أسد خزيمة ، مولاهم الكوفي ، روى له البخاري أو أصحاب السنن (انظر تهذيب الكمال 28 : 568 ، تهذيب التهذيب 10 : 319 ، سير أعلام النبلاء 5 : 184) وغيرها من المصادر.
(3) هو زرّ بن حبيش بن حياشة الأسدي ، ابو مريم ، ويقال مطرف الكوفي ، روى له الجماعة (انظر تهذيب الكمال 9 : 336 ، سير إعلام النبلاء 4 : 166 ، تهذيب التهذيب 3 : 321) وغيرها من المصادر.
(4) سنن أبي داود 1 : 28 ح 114 ، باب صفحة وضوء النبي صلى الله عليه وآله.
(5) الجرح والتعديل 8 : الترجمة 1634 ، تهذيب الكمال 28 : 570 ، الضعفاء لابن الجوزي 3 : 142 ، الضعفاء للعقيلي 4 : 136 وغيرها.
(6) تهذيب الكمال 28 : 571 ، ميزان الاعتدال 4 : الترجمة 80806.
(7) تهذيب الكمال 28 : 571.

(251)

وقال في موضع آخر : ذمَّ يحيى بن معين المنهال بن عمرو (1).
وقال ابن حزم : ليس بالقويّ (2).
وغمزه يحيى بن سعيد القطان كأنّه يحطّ من شأنه وكأنّه ضعّفه (3).
وقال ابو بكر بن أبي خيثمة : حدثنا سليمان بن أبي شيخ ، قال : حدثني عمرو ابن عمر الحنفي ، عن إبراهيم بن عبيد الطنافسي ـ أخي محمد بن عبيد ـ قال : وقف المغيرة ـ صاحب ابراهيم ـ على يزيد بن أبي زياد ، وكانا يصلّيان جميعاً في مسجد واحد بالكوفة ، وقال : ألا تعجب من هذا الأحمق ، الأعمش ، إنّي نهيته أن يروي عن المنهال بن عمرو وعن عباية ، ففارقني على أن لا يفعل ، ثمّ هو يروي عنهما ، نشدتك بالله هل كانت تجوز شهادة المنهال على درهمين ؟ !!
قال : اللهم لا.
قال : فنشدتك ، هل كانت تجوز شهادة عباية على درهمين ؟ !!
قال : اللهم لا (4).
وقال الذهبي في المغني : إنّما تركه شعبة ، لأنّه سمع من بيته طنبوراً فرجع ، ولم يسمع منه (5).
وقال الجوزجاني ـ إبراهيم بن يعقوب في الضعفاء ـ سيّء المذهب (6).
وقد أورده ابن الجوزي (7) والعقيلي في ضعفائهما ، وكذا ابن عدي في الكامل (8) ، والذهبي في الديوان (9).
____________
(1) تهذيب الكمال 28 : 571.
(2) المحلى ، لابن حزم 1 : 22.
(3) انظر الكامل في الضعفاء (الهامش) 6 : 330.
(4) تهذيب الكمال 28 : 571.
(5) المغني في الضعفاء 2 : الترجمة 6450 ، سير أعلام النبلاء 5 : 184 ، تهذيب التهذيب 10 : 320 ، هامش الضعفاء لابن الجوزي 2 : 142.
(6) ميزان الاعتدال 4 : 192 ، تهذيب الكمال 28 : 572.
(7) الضعفاء ، لابن الجوزي 3 : 140.
(8) الكامل في الضعفاء 6 : 330.
(9) ديوان الضعفاء 2 : 381 الترجمة 4254.

(252)

وبعد هذا فمن المجازفة الاحتجاج بمروياته ، وخصوصاً بعد ظهور عبثه بالطنبور الذي هو من الآلات الحرام والتذاذه بألحانه ، والذي يزيد الطين بلة أنّ المنهال ـ طبق هذا المرويّ ـ قد تجاهر بذنبه بحيث كان يسمع صوت الطنبور كلّ من يجتاز بيته ، وهذا يلزم منه الفسق المتجاهر به ، ويدلّ عليه أنّ شعبة سمع طنبوره من بيته لا في بيته ، وهذا يقتضي أنّ شعبة سمعه من خارج البيت. ومعناه أنّ المنهال كان لا يعبأ بمن يسمعه.
وأمّا ما قاله الذهبي ـ بصدد الدفاع عنه ـ : « وهذا لا يوجب غمزَ الشيخ ».
فهو من مخاريق القول وسقطات الرأي ، إذ كيف لا يوجب هذا غمزاً في الشيخ والطنبور من الآلات المحرّمة.
أقال هذا الذهبي وهو يعتقد بأنّ الطنبور ليس من الآلات الحرام خلافاً للفقهاء ؟ !
أم أنّه أراد تصحيح هذا الفعل ببعض الأحاديث الموضوعة المنسوبة إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وأنّه أجاز العزف بآلات اللهو عنده ، وأنّ مزمار الشيطان كان في بيته !! أم له أدلّة اخرى.
إنّ دفاع الإمام الذهبي بهذا النحو البسيط غير مقبول منه ؛ لأنه لم يستند في الاعتذار عن المنهال بشيء يستحق الإلتفات اليه !!.

د ـ ما رواه عبد الرحمن بن أبي ليلى عنه

الإسناد
قال ابو داود : حدثنا زياد بن أيوب الطوسي (1) ، حدثنا عبيد الله

____________
(1) هو زياد بن البغدادي ، أبو هاشم ، المعروف بدلُّويه طوسي الأصل ، روى عنه البخاري والترمذي والنسائي وأبو داود. (أنظر تهذيب الكمال 9 : 432 ، وسير أعلام النبلاء 12 : 120 ، تهذيب التهذيب 3 : 325) وغيرها من المصادر.

(253)

ابن موسى (1) حدثنا فطر (2) ، عن أبي فروة (3) ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى (4) ، قال : رأيت علياً رضي الله عنه توضّأ فغسل وجهه ثلاثاً ، وغسل ذراعيه ثلاثاً ، ومسح برأسه واحدة ، ثمّ قال : هكذا توضّأ رسول الله صلى الله عليه وآله (5).

المناقشة
يضعّف هذا الطريق من عدّة جهات :
الأولى : من جهة عبيد الله بن موسى ، الذي ليّنه كثير من أهل العلم :
قال ابو الحسن الميموني : ذكر عند أحمد بن حنبل عبيد الله بن موسى ، فرأيته كالمنكر له ، قال : كان صاحب تخليط وحدّث بأحاديث سوء ، أخرج تلك البلايا فحدث بها ، قيل له : فابن فضيل ؟ قال : لم يكن مثله ، كان أشدّ منه ، وأمّا هو فأخرج تلك الأحاديث الرديّة (6).
وقال يعقوب بن سفيان : شيعي ، وإن قال قائل : رافضي ، لم أنكر عليه ، وهو منكر الحديث (7).
وقال الحاكم : سمعت قاسم بن قاسم السياري ، سمعت ابا مسلم البغدادي الحافظ
____________
(1) هو عبيد الله بن موسى بن أبي المختار العَبْسي ، مولاهم ، ابو محمد الكوفي(انظر تهذيب الكمال 19 : 164 ، ميزان الاعتدال 2 : الترجمة 5400 ، سير أعلام النبلاء 9 : 553 ، تهذيب التهذيب 7 : 50) وغيرها.
(2) هو فطر بن خليفة القرشي المخزومي ، ابو بكر الكوفي الحناط ، مولى عمرو بن حريث (انظر تهذيب الكمال 23 : 312 ، تهذيب التهذيب 8 : 300 ، سير أعلام النبلاء 7 : 30) وغيرها من المصادر.
(3) هو مسلم بن سالم النهدي ، ابو فروة الكوفي الأصغر ، ويعرف بالجُهني ، روى له الجماعة سوى الترمذي (انظر تهذيب الكمال 27 : 515 ، تهذيب التهذيب 10 : 130 ، ميزان الاعتدال 4 : الترجمة 8489) وغيرها من المصادر.
(4) هو عبد الرحمن بن أبي ليلى الانصاري الأوسي ، ابو عيسى الكوفي ، روى له الجماعة (انظر تهذيب الكمال 17 : 372 ، تهذيب التهذيب 6 : 260 ، سير أعلام النبلاء 4 : 262) وغيرها من المصادر.
(5) سنن أبي داود 1 : 28|115 باب صفة وضوء النبي صلى الله عليه وآله.
(6) تهذيب الكمال 19 : 168.
(7) تهذيب التهذيب 7 : 53.

(254)

يقول : عبيد الله بن موسى من المتروكين (1).
وقال يحيى بن معين :... ليس بالقويّ (2).
وقال أحمد : روى مناكير ، ولقد رأيته بمكّة فأعرضت عنه (3).
ولأجل هذه الأقوال وغيرها ذكره الذهبي في الميزان (4) والديوان والمغني (5) كما أنّ العقيلي (6) … ؟ وغيره أدرجوه في الضعفاء.
الثانية : من جهة فطر بن خليفة.
قال الساجي : صدوق ثقة ، ليس بمتقن (7).
وقال ابو بكر بن عياش : ما تركته إلاّ لسوء مذهبه (8) وقال أحمد : خشبيّ مفرط (9).
وقال السعدي : زائغ غير ثقة (10).
وقال الدارقطني : زائغ ولم يحتج به البخاري (11).
وقال أحمد بن يونس : كنت أمرّ به وأدَعُهُ مثل الكلب (12).
وهذه التجريحات هي التي دعت الذهبي لأن يورده في الديوان والمغني (13) والميزان (14) ؟ وكذا ابن الجوزي (15).
____________
(4) ميزان الاعتدال 2 : الترجمة 5400.
(5) ديوان الضعفاء الترجمة 2711 ، المغني في الضعفاء 2 : الترجمة 3952 (كما في هامش تهذيب الكمال 19 : 164).
(6) الضعفاء الكبير للعقيلي 3 : 127.
(7) تهذيب التهذيب 8 : 301.
(8) ميزان الاعتدال 23 : 364.
(9) تهذيب التهذيب 8 : 302 ، ميزان الاعتدال 3 : 364.
(10) تهذيب التهذيب 8 : 302.
(11) تهذيب التهذيب 8 : 302 ، ميزان الاعتدال 3 : 364.
(12) ميزان الاعتدال 3 : 364 ، تهذيب التهذيب 8 : 301.
(13) المغني فى الضعفاء 2 : الترجمة 4966 ، ديوان الضعفاء الترجمة 3395 (انظر هامش تهذيب الكمال 23 : 312).
(14) ميزان الاعتدال 3 : 364.
(15) الضعفاء لابن الجوزي 3 : 10.

(255)

الثالثة : من جهة عبد الرحمن بن أبي ليلى ، وذلك لسوء حفظه ، ولكونه مدلساً.
فأمّا سوء حفظه ، فقد وردت فيه عدة تصريحات :
قال أحمد بن حنبل : كان سيء الحفظ (1).
وقال أحمد أيضاً : كان يحيى بن سعيد يُشبِّه مطر الوراق بابن أبي ليلى ، يعني في سوء الحفظ (2).
وقال الترمذي : قال أحمد : لا يحتجّ بحديث ابن أبي ليلى (3).
وقال البزار : ليس بالحافظ (4).
وقال الدار قطني : ردي الحفظ ، كثير الوهم (5).
وأمّا تدليسه فكان من التدليس القبيح ؛ لتحديثه عن عدد من الصحابة مع أنّه لم يسمع منهم (6) ، وخاصة الخليفة عمر بن الخطّاب.
قال ابن أبي حاتم : قلت لأبي : يصحّ لابن أبي ليلى سماع من عمر ؟ قال : لا (7).
وقال ابن أبي خيثمة : وقد رُوي سماعة من عمر من طرق ، وليس بصحيح (8).
وقال الخليلي في الإرشاد : الحفّاظ لا يتثبتون سماعه من عمر (9).
وقال ابن محرز : لم يسمع من عمر شيئاً قطّ (10).
وقال ابن معين : لم يسمع من عمر ولا من المقداد ولا من عثمان (11).
وقال ابو داود : لا أدري أيصحّ سماعه من عمر أم لا ؟ وقد رأيت من يدفعه ـ
____________
(1 ـ 2) العلل لابن حنبل 1 : 116 (انظر هامش تهذيب الكمال 17 : 377).
(3) انظر هامش تهذيب الكمال 17 : 377.
(4) المصدر نفسه.
(5) سنن الدار قطني 2 : 263.
(6) كتحديثه عن معاذ بن جبل ، والمقداد ، وابو بكر ، وبلال ، وعثمان (انظر المراسيل : 108 وهامش تهذيب الكمال 17 : 374).
(7) المراسيل : 108.
(8) تهذيب التهذيب 6 : 262.
(9) المصدر نفسه.
(10) هامش تهذيب الكمال 17 : 376.
(11) تهذيب التهذيب 7 : 212.

(256)

أي السماع ـ (1).
وقال الدوري : سئل يحيى بن معين عن ابن أبي ليلى عن عمر ، فقال : لم يره (2).
والمطالع حينما يقف على نصّ لابن أبي ليلى عن عمر وهو يصف مشاهدة حسّيّة عنه ـ مع عدم ثبوت سماعه عنه ـ فيقول : رأيت عمر يمسح ، ورأيت عمر حين رأى الهلال (3) ، وأمثالها ، يعرف شناعة هذا الفعل القبيح منه.
وقد يقال في نقض الكلام السابق :
أنّه لا مانع من أن يكون قد رأى عمر ، غاية الأمر أنه لم يسمع منه ، فعدم سماعه منه شيء ورؤيته له شيء آخر.
فإن قيل هكذا قلنا :
بأنّ ابن أبي ليلى مضافاً إلى ثبوت عدم سماعه من عمر عند المحققين فهو لم يره أيضاً ، على ما هو صريح ابن معين ، حيث سئل عن ابن أبي ليلى عن عمر ، فقال : لم يره ، فقيل له : الحديث الذي يروي « كُنّا مع عمر نتراءى الهلال » ؟ فقال : ليس بشيء (4).
وقال الآجري : قلت لأبي داود : سمع من عمر ؟ قال : لا أدري يصحّ أم لا ؟
قال : رأيت عمر يمسح ، ورأيت عمر حين رأى الهلال ، قال ابو داود : وقد رأيت من يدفعه (5).
وبعد كل ما تقدّم يمكننا أن نقول : إنّ هذا هو التدليس الذي أجمع أهل القبلة على عدم اعتباره وعَدُّوه من الكذب الصريح ، وعلى ذلك : لا يمكن الإعتماد على رواية سندها هكذا.
والحاصل :
إنّ هذا الطريق بيّن ضعفه ، ظاهرٌ خلله ، فلا يمكن الاحتجاج به. على أنّ الرواية لم يذكر فيها حكم الرجلين لا مسحاً ولا غسلاً ، فتأمّل !!
____________
(1) هامش تهذيب الكمال 17 : 376.
(2 ـ 3) هامش تهذيب الكمال 17 : 374.
(4) تهذيب الكمال 17 : 376.
(5) سؤالات الآجري ، لأبي داود 3 : 193 كما في هامش تهذيب الكمال 17 : 374.

(257)

هـ ـ ما حكاه الخولاني عن ابن عباس :
أنّ عليّاً علّمه الوضوء.
الإسناد
قال ابو داود : حدثنا عبد العزيز بن يحيى الحرّاني (1) ، حدثنا محمد ـ يعني ابن سلمة (2) ـ عن محمد بن إسحاق (3) ، عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة (4) ، عن عبيد الله الخولاني (5) ، عن ابن عباس ، قال : دخل عَلَيَّ عليٌّ ـ يعني ابن أبي طالب ـ وقد أهراق الماء فدعا بوضوء ، فأتيناه بتور فيه ماء حتى وضعناه بين يديه ، فقال : يا ابن عباس ، ألا أريك كيف كان يتوضّأ رسول الله صلى الله عليه وآله ؟
قلت : بلى.
قال : فأصغى الإناء على يده فغسلها ، ثمّ أدخل يده اليمنى فأفرغ بها على الأخرى [ ثمّ غسل كفّيه ] ثم تمضمض واستنثر ، ثمّ أدخل يديه في الإناء جميعاً فأخذ بهما حفنة من ماء فضرب بها على وجهه ، ثمّ ألقم إبهاميه ما أقبل من أذنيه ، ثم الثانية ، ثم الثالثة مثل ذلك ، ثمّ أخذ بكفه اليمنى قبضة من ماء فصبها على ناصيته فتركها تستن على وجهه ، ثمّ غسل ذراعيه إلى المرفقين ثلاثاً ثلاثاً ، ثمّ مسح رأسه

____________
(1) هو عبد العزيز البكائي ، أبو الإصبع الحراني ، مولى بني البكاء ، روى له ابو داود والنسائي (انظر تهذيب الكمال 18 : 215 ، تهذيب التهذيب 6 : 362 ، والضعفاء للعقيلي 3 : 20) وغيرها من المصادر.
(2) هو محمد بن سلمة الباهلي ، مولاهم ، ابو عبد الله الحراني ، روى له الجماعة (انظر تهذيب الكمال 25 : 289 ، تهذيب التهذيب 9 : 193 ، الجرح والتعديل 7 الترجمة 1494) وغيرهامن المصادر.
(3) هو محمد بن إسحاق بن يسار ، روى له الجماعة (انظر تهذيب الكمال 24 : 405 ، تهذيب التهذيب 9 : 38 ، سير أعلام النبلاء 7 : 33) وغيرها من المصادر.
(4) هو محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة ، روى له ابو داود والنسائي وابن ماجة (انظر تهذيب الكمال 25 : 421 وتهذيب التهذيب 9 : 239 ، الجرح والتعديل 7 الترجمة 687) وغيرها من المصادر.
(5) هو عبيد الله بن الاسود الخولاني ، ربيب ميمونة زوج النبيّ صلى الله عليه وآله ، روى له الجماعة سوى الترمذي وابن ماجة (انظر تهذيب الكمال 19 : 60 ، تهذيب التهذيب 7 : 3) وغيرهما من المصادر.

(258)

وظهور أذنيه ، ثمّ أدخل يديه جميعاً فأخذ حفنة من ماء فضرب بها على رجله وفيها النعل ففتلها بها ، ثمّ الأخرى مثل ذلك ، قال : قلت : وفي النعلين ؟ قال : وفي النعلين ، قال : قلت : وفي النعلين ؟ قال : وفي النعلين ، قال قلت : وفي النعلين ؟ قال : وفي النعلين (1).

المناقشة
يضعّف هذا الطريق من جهتين :
الأولى : من جهة عبد العزيز الحراني ـ شيخ أبي داود ـ حيث ذكره البخاري في الضعفاء (2).
قال ابن حجر : صدوق ربّما يهم (3).
وقال ابو حاتم : صدوق (4).
وقال ابن عديّ : لا بأس برواياته (5).
ويظهر من كلام الذهبيّ في الميزان التوقّف في توثيقه (6) ، وقد ذكره في المغني (7) والديوان (8) ، وأورده العقيلي (9) وغيره في الضعفاء.
الثانية : من جهة محمد بن إسحاق الذي توقّف الرجاليّون في توثيقه ، بل صدرت منهم في حقّه جروحات كثيرة ، منها :
قول مالك : دجّال من الدجاجلة (10).
____________
(1) سنن أبي داود 1 : 29 ح 117 باب صفة وضوءالنبي صلى الله عليه وآله.
(2) انظر ميزان الاعتدال 2 : 638.
(3) تقريب التهذيب 1 : 512.
(4) تهذيب الكمال 18 : 216 ، الجرح والتعديل 5 : الترجمة 1852.
(5) الكامل (لابن عدي) 5 : 292.
(6) ميزان الاعتدال 2 : 635.
(7) المغني في الضعفاء 2 : الترجمة 3761.
(8) ديوان الضعفاء الترجمة 2579.
(9) الضعفاء الكبير للعقيلي 3 : 30.
(10) تهذيب الكمال 24 : 415 ، سير أعلام النبلاء 7 : 38 ، تهذيب التهذيب 9 : 41.

(259)

وقال الجوزجاني : يرمى بغير نوع من أنواع البدع (1).
وقال أحمد بن حنبل : كان يدلّس (2) ، وقال أيضاً : ليس بحجة (3).
وقال ابن أبي خيثمة : قال ابن معين : ليس بذاك ، ضعيف (4) ، وعن ابن أبي خيثمة. عن ابن معين : سقيم ليس بالقوي (5).
وقال الميموني ، قال ابن معين : ضعيف (6).
وروى ابو زرعة النصيري عن يحيى : ثقة وليس بحجة (7) ، ومثله الدوري عن يحيى (8).
وقال النسائي : ليس بالقوي (9).
وقال الدار قطني : لا يحتج به (10).
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : سمعت أبي يقول : ليس عندي في الحديث بالقويّ ، ضعيف الحديث (11).
وقال هشام بن عروة : ابن إسحاق كذّاب (12).
وقال ابو داود الطيالسي : ما رويت عنه إلاّ بالاضطرار (13).
وكان يحيى بن سعيد : يضعفه (14).
____________
(1) تهذيب الكمال 24 : 418 ، تهذيب التهذيب 9 : 43.
(2) تهذيب الكمال 24 : 421 ، تاريخ بغداد 1 : 430.
(3) سير أعلام النبلاء 7 : 46 ، تهذيب الكمال 24 : 422 ، تاريخ بغداد 1 : 230.
(4 ـ 5) تهذيب الكمال 24 : 423 ، تاريخ بغداد 1 : 232 ، سير أعلام النبلاء 7 : 46.
(6 ـ 7) تهذيب الكمال 24 : 422 ، سير أعلام النبلاء 7 : 47 ، تاريخ بغداد 1 : 231.
(8) تهذيب الكمال 24 : 422 ، حكاه عن تاريخ الدوري 2 : 505 وسير أعلام النبلاء 7 : 47.
(9) تهذيب الكمال 24 : 424 ، الضعفاء للنسائي الترجمة 513 وتهذيب التهذيب
(10) سير أعلام النبلاء 7 : 54.
(11) الجرح والتعديل 7 الترجمة 1087 وانظر هامش تهذيب الكمال 24 : 428.
(12) سير أعلام النبلاء 7 : 54.
(13) سير أعلام النبلاء 7 : 52.
(14) سير أعلام النبلاء 7 : 52.

(260)

واتّهمه يحيى بالكذب وقال : تركت ابن إسحاق متعمّداً (1).
والحاصل : فإنّ الطريق ـ الذي فيه راوٍ كهذا ـ يسقط عن الإعتماد والحجية ببعض الأقوال المتقدّمة فكيف بكلها ؟ !
و ـ ما روى عن الحسين بن علي عنه

الإسناد
قال النسائي : أخبرنا إبراهيم بن الحسن المقسمي (2) ، قال : أنبأنا حجاج (3) ، قال : قال ابن جريح : حدّثني شيبة أنّ محمد بن علي أخبره ، قال : أخبرني أبي عليّ ، أنّ الحسين بن علي قال : دعاني أبي عليّ بوضوء ، فقرّبته له ، فبدأ فغسل كفّيه ثلاث مرّات قبل أن يدخلهما في وضوءه ، ثمّ مضمض ثلاثاً واستنثر ثلاثاً ، ثمّ غسل وجهه ثلاث مرات ، ثمّ غسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاثاً ، ثمّ اليسرى كذلك ، ثمّ مسح برأسه مسحةً واحدة ، ثمّ غسل رجله اليمنى إلى الكعبين ثلاثاً ، ثمّ اليسرى كذلك ، ثمّ قام قائماً فقال : ناولني ، فناولته الإناء الذي فيه فضل وضوئه فشرب من فضل وضوئه قائماً ، فعجبت ، فلمّا رآني قال : لا تعجب ، فإني رأيت أباك النبيّ صلى الله عليه وآله يصنع مثل مارأيتني صنعت يقول لوضوئه هذا ، وشرب فضل وضوئه قائماً (4).

المناقشة
يُتكلّم في هذا الطريق من جهتين :
الأولى : من جهة حجاج بن محمد المتكلّم في حفظه وضبطه ، فقد روى إبراهيم
____________
(1) سير أعلام النبلاء 7 : 52.
(2) الخثعمي ، أبو إسحاق المصيصي المعروف بالمقسمي ، لم يرو له أصحاب الصحاح ، نعم روى له الترمذي والنسائي (انظر تهذيب الكمال 2 : 72).
(3) هو حجاج بن محمد المصيصي ، ابو محمد الاعور ، روى له الجماعة (انظر تهذيب الكمال 5 : 451 ، التاريخ الكبير للبخاري 2 : الترجمة 2840 ، سير أعلام النبلاء 9 : 447 ، تهذيب التهذيب 2 : 205) وغيرها من المصادر.
(4) سنن النسائي 1 : 69 باب صفة الوضوء.

(261)

الحربي أنّ حجّاجاً لمّا قدم بغداد آخر مرة خلّط ، فرآه ابن معين يخلّط فقال لابنه : لايدخل عليه أحد (1).
وقال ابن سعد : كان قد تغيّر في آخر عمره حين رجع إلى بغداد (2).
الثانية : إنّ شيبة في هذا السند مجهول ، ويدل على جهالته ما رواه ابن جرير ، عن علي بن مسلم ، عن أبي عاصم ، عن ابن جريح ، عن شيبة ـ ولم ينسبه ـ وقال : شيبة مجهول (3).
وقال ابن حبان : شيبة شيخ يروي عن أبي جعفر محمد بن علي ، وعنه ابن جريح ، إن لم يكن ابن نصاح فلا أدري من هو (4).
وقال البخاري : شيبة سمع محمد بن علي ، حدثني ابو حفص بن علي أخبرنا ابو عاصم ، أنبأنا ابن جريح ، أخبرني شيبة أنّ محمد بن علي أخبره عن حسين بن علي أخبره أنّه رأى علياً توضّأ ثلاثاً ، قال : رأيت أباك يفعله (5).
وهذه الأقوال لا تثبت اتحاد شيبة المجهول مع شيبة بن نصاح ، عند البخاري وغيره ، لأنّ البخاري حينما ترجم لشيبة في تاريخه الكبير ذكر قبله شيبة ابن نصاح (6) ، وهو دليل على أنّهما اثنان ، لإفراد الترجمة لكل واحد منهما دون الإشارة إلى اتحادهما ، فلو كانا متحدين لأشار إلى هذا ، وحينما لم يفعل علمنا أنّ الثاني غير الأول.
وإذا ثبت أنّهما اثنان أو احتمل ذلك فيهما ، ثبت أنّ شيبة مجهول لا يصحّ الاحتجاج به.
نعم استظهر ابن حجر كونهما متحدين ، مستدلاً على ذلك بقوله : (إنّ أبا قرة موسى بن طارق روى هذا الحديث عن ابن جريح ، قال : حدثني شيبة
____________
(1) تهذيب الكمال 5 : 456 ، ميزان الاعتدال 1 : 464 ، سير أعلام النبلاء 9 : 449.
(2) تهذيب الكمال 5 : 456 ، سير أعلام النبلاء 9 : 449.
(3) حكاه ابن حجر في تهذيب التهذيب 4 : 377 عن تهذيب ابن جرير.
(4) الثقات لابن حبان ، حكاه عنه ابن حجر في تهذيب التهذيب 4 : 377.
(5) التاريخ الكبير 4 الترجمة 2663.
(6) التاريخ الكبير 4 الترجمة 2663.

(262)

ابن نصاح...) (1).
إلاّ أنّ هذا الاستظهار يرد عليه أن موسى بن طارق لا يمكن الاحتجاج بهِ هكذا ببساطة فقد ذكره الذهبي في الميزان وقال : قال أبو حاتم : يكتب حديثهُ ولا يحتج (2).
وقال أبنه عبد الرحمن بن أبي حاتم ، قال أبي : محله الصدق (3).
وذكره ابن حبان في كتاب الثقات إلاّ أنّه قال : يغرب (4).
والعجيب أن ابن حجر ـ نفسه ـ ذكره في التقريب وقال : ثقة يغرب (5).
مضافاً إلى ذلك فان الدار قطني قال : روى أبو عاصم وأبو قرة عن ابن صريح أنه قال : أخبرني شيبة ، ويقال هو شيبة بن أبي راشد... (6).
وشيبة بن أبي راشد هذا مجهول الحال أو مهمل ؛ إذ لم نعثر له على ترجمة في كتب الرجال المعتمدة ، فعلى هذا فإن إشكال كون شيبة مجهول وأنّه ليس ابن نصاح مستحكم.
فنتساءل : مع اعتراف ابن حجر بإغراب موسى ، فلِمَ لا يحتمل أن تكون روايته هذه غريبة كذلك ؟ !
فالحاصل : أنّ شيبة في هذا الطريق مجهول لعدم ثبوت كونه ابن نصاح ، فيكون مجهولاً ، فلا يمكن الاحتجاج بما يرويه إذاً.
____________
(1) تهذيب التهذيب 4 : 377.
(2) ميزان الاعتدال 4 : الترجمه 8882.
(3) الجرح والتعديل 8 الترجمة 669.
(4) انظر الثقات لابن حبان 9 : 159 ، الجرح والتعديل 8 الترجمة 669.
(5) تقريب التهذيب 2 : 284.
(6) علل الدار قطني 3 : 100 س 303.

(263)

الخلاصة
تحصل مما سبق أنّ من روي عنهم الغسل عن علي بن أبي طالب ، هم :
1 ـ أبو حيّة الوادعي
2 ـ عبد خير بن يزيد
3 ـ زرّ بن حبيش الأسدي
4 ـ عبد الرحمن بن أبي ليلى
5 ـ عبد الله بن عباس
6 ـ الحسين بن علي
فأما أخبار أبي حية الوادعي فلا يمكن الاعتماد عليها ؛ لجهالة أبي حية ، على ما هو صريح ابن المديني ، وأبي الوليد الفرضي ، وأبي زرعة ، والذهبي ، وغيرهم ، ولورود أبي إسحاق السبيعي المدلس (1) في الخبر وعن عنته عن أبي حيّة مع عدم وجود سماع له عن أبي حيّة في مكان آخر من الكتب التسعة ، ويضاف إليه وجود زكريا ابن أبي زائدة المدلّس في طريق النسائي الثاني (رقم 3) وهو ليس بمستقيم السماع عن أبي إسحاق ؛ لاحتمال روايتهِ عنه بعد الكبر وعند التغيّر والاختلاط.
وأمّا خبر عبد خير فهو الآخر لا يمكن الاعتماد عليه لأنّه معارض بأخبار مسحية أخرى. قد رواها عبد خير نفسه عن عليّ بن أبي طالب ، ولوجود أبي عوانة الأمي الذي تغير بأخرة ـ كما في الإسناد الأول منه (طريق أبي داود) والثاني (طريق النسائي) ولوجود الخلاّل الحلواني وزائدة في الإسناد السابع (طريق أبي داود) وهما ممن تكلّم فيهما ، ولوجود محمد بن المثنى الذي لا يعتمد على مرويّاته إلاّ بعد النظر ، ومحمد بن جعفر ـ المعروف بغندر ـ الذي اشتهر بكثرة نسيانه وبلادته ، ولجهالة مالك بن عرفطة في الإسناد الرابع (طريق أبي داود) والنسائي الإسناد الخامس والسادس.
وأما خبر زرّ بن حبيش الأسدي ، فقد ضعّف بالمنهال بن عمرو الذي ذُمّ من قبل أساطين العلم كشعبة والقطّان وابن معين وابن حزم وأحمد بن حنبل وغيرهم ،
____________
(1) كما هو صريح ابن حبان والكرابيسي والطبرسي وابن حجر وغيرهم.

(264)

وقد أورده ابن الجوزي والعقيلي في الضعفاء وابن عدي في الكامل والذهبي في الديوان.
وأما ما رواه عبد الرحمن بن أبي ليلى ، فقد ضعّف لسوء حفظه وتدليسه ، ولوجود عبيد الله بن موسى الذي ليّنه كثير من أهل العلم ، ولوجود فطر بن خليفة المضعّف عند الكثير.
وأما ما روي عن ابن عباس عن علي فقد ضعف من عدة جهات :
الأولى : لوجود محمد بن إسحاق المضعّف من قبل يحيى بن سعيد وابن معين وأحمد بن حنبل والنسائي والدارقطني ومالك وابن أبي حاتم والجوزجاني وابن أبي خيثمة وأبي داود الطيالسي وغيرهم.
الثانية : لوجود عبد العزيز الحراني ـ شيخ أبي داود ـ الذي لا يؤخذ بروايته إلاّ بعد النظر ، وقد أورده الذهبي في المغني والميزان والديوان ، والعقيلي في الضعفاء ، وقال عنه ابن حجر : صدوق ربّمايهم.
الثالثة : لمعارضته مع الثابت الصريح من سيرة ابن عباس وعليّ بن أبي طالب ، ولعدم منطقية صدور الوضوء التعليمي لابن عباس وهو ابن عمّ النبيّ صلى الله عليه وآله المقرب منه ، وحبر الأمّة !
وأما ما روي عن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عن أبيه ، فهو الآخر ممّا لايعتمد عليه ؛ وذلك لوجود حجاج بن محمد المطعون في حفظه وضبطه وتغيّره في آخر عمره ، ولجهالة شيبة في الخبر ، ولتعارض المتن مع الثابت المحفوظ من سيرة الطالبيين ووضوء الإمام عليّ بن أبي طالب.
كان هذا إجمال نتائج البحث عن الطرق الغسليّة عن عليّ بن أبي طالب.