مناقشة مرويات
عبد الله بن زيد بن عاصم المازني
سنداً ودلالةً ونسبةً
المناقشة السندية لمروياته الغسلية
المناقشة السندية لمروياته المسحية
البحث الدلالي
نسبة الخبر إليه
|
(368)
(369)
عبد الله بن زيد
وروايات الغسل
(370)
(371)

اختلفت الروايات عن عبد الله بن زيد بن عاصم المازني غسلاً ومسحاً ، والغالب
منها غسلية وقد اُخرجت في الكتب التسعة. وعدّت من أصح الأحاديث في باب
(مسح الرأس مقبلاً ومدبراً).

والرواة عن عبد الله بن زيد غسلاً ، هم :

1ـ يحيى بن عمارة المازني

2ـ حبان بن واسع

وبما أنّ عمرو بن يحيى قد انفرد بروايته عن أبيه (يحيى بن عمارة) واختلف في
النقل عنه بصيغ مختلفة ، فتارة روى عن أبيه : أنّ رجلاً قال لعبد الله.

وأخرى عن أبيه : شهدت عمرو بن أبي حسن سأل عبد الله.

وثالثاً : عن أبيه عن عبد الله أنّه أفرغ من الإناء على يديه...

ورابعاً : عن أبيه أنّه قال لعبد الله ، وهو جد عمرو بن يحيى

وخامساً : عن أبيه عن عبد الله الذي أُري النداء

وسادساً : عن أبيه أنّه قال : كان عمّي...

لذلك رأينا من الضروري تصنيف هذه الروايات ـ حسب حكاية ابنه
عمرو بن يحيى عنه ـ تسهيلاً للباحث في الوقوف على حقيقة الأمر ، ثمّ الإتيان بما رواه
حبان بن واسع.
(372)
أ ـ ما رواه عمرو بن يحيى عن أبيه :
أنّ رجلاً قال لعبد الله...
الإسناد الأول
قال البخاري : حدثنا عبد الله بن يوسف (1) ، قال : أخبرنا مالك (2) عن
عمرو بن يحيى المازني (3) عن أبيه (4) : أنّ رجلاً قال لعبد الله بن زيد ـ وهو جد
عمروبن يحيى ـ أتستطيع أن تريني كيف كان رسول الله صلى الله عليه وآله يتوضأ ؟
فقال عبد الله بن زيد : نعم ، فدعا بماء فأفرغ على يديه فغسل مرّتين ، ثمّ
مضمض واستنثر ثلاثاً ، ثمّ غسل وجهه ثلاثاً ، ثمّ غسل يديه مرّتين مرّتين إلى
المرفقين ، ثمّ مسح رأسه بيديه فأقبل بهما وأدبر ، بدأ بمقدم رأسه حتى ذهب بهما إلى
قفاه ثمّ ردهما إلى المكان الذي بدأ منه ثمّ غسل رجليه (5) .
الإسناد الثاني
وأخرج عبد الرزاق عن مالك بن أنس عن عمرو بن يحيى أنّ رجلاً قال
لعبد الله بن زيد ـ وكان من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وآله ـ : هل تستطيع أن ترينى كيف كان
رسول الله صلى الله عليه وآله يتوضأ ؟ قال : نعم ، فدعا عبد الله بن زيد بوضوء فأفرغ على يديه
فغسلهما مرّتين ، ثمّ مضمض واستنثر ثلاثاً ، وغسل وجهه ثلاثاً ، ثمّ غسل يديه إلى
____________
(1) هو التنيسي ، أبو محمد الكلاعي المصري ، احتج به البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي (
انظر تهذيب الكمال 16 : 333 ، سير أعلام النبلاء 10 : 357 ، تهذيب التهذيب 6 : 86) وغيرها من المصادر .
(2) هو إمام المذهب المالكي ، مشهور ، لا يحتاج الى ترجمة .
(3) هو عمرو بن يحيى بن عمارة بن أبي حسن الانصاري ، المدني ، روى له الجماعة (انظر تهذيب الكمال
22 : 295 ، تهذيب التهذيب 8 : 118 ، التاريخ الكبير للبخاري 6 : 382) وغيرها من المصادر .
(4) هو يحيى بن عمارة بن أبي حسن ، الانصاري ، المدني ، روى له الجماعة (انظر تهذيب الكمال 21 :
474 ، تهذيب التهذيب 11 : 259 ، التاريخ الكبير للبخاري 8 : الترجمة 3058) وغيرها من المصادر .
(5) صحيح البخاري 1 : 58 .
(373)
المرفقين [ مرّتين ] ، ثمّ مسح رأسه بيديه فأقبل بهما وأدبر ، بدأ بمقدم رأسه ، ثمّ ذهب
بهما إلى قفاه ثمّ ردّهما حتى رجع إلى المكان الذي بدأ فيه ثمّ غسل رجليه (1).
الإسناد الثالث
وأخرج البغوي بسنده إلى مالك عن عمرو بن يحيى عن أبيه أنّ رجلاً قال
لعبد الله بن زيد بن عاصم ـ وهو جد عمرو بن يحيى ـ وساق مثل ما تقدم (2) .
المناقشة

تكلمنا سابقاً عن رجال هذه الأسانيد ، إلاّ عمرو بن يحيى الذي ضعّف حديثه
ابن معين فضلاً عن عدم توثيقه له.

قال الدارمي عن ابن معين : صويلح وليس بالقوي
(3) .

وقال ابن طالوت عن يحيى بن معين أيضاً : ضعيف الحديث
(4) .

وقال إسحاق بن منصور عنه ايضاً : صالح
(5) .

نعم حكى معاوية بن صالح عن ابن معين أنّه قال : ثقة إلاّ أنّه اختلف عليه في
حديثين (الأرض كلها مسجد ، وكان يسلّم عن يمينه)
(6) وهذه الحكاية عن
يحيى بن معين كاذبة في نفسها ، لأنّ الراوي الكبير إذا اختلف عنه في حديثين ، أو أكثر
منه لا يقال عنه ضعيف الحديث أو صويلح أو ليس بالقوي ، لأنّه ما من إمام من أئمة
الحديث إلاّ واختلف عنه في عدة أحاديث.

فقول ابن معين « ضعيف الحديث » يشير إلى كونه ضعيفاً في الحديث على الدوام
كما هو واضح ونشير أيضاً إلى أنّنا لم نعثر على من وثق معاوية بن صالح
(7) .
____________
(1) المصنف لعبد الرزاق 1 : 44 .
(2) شرح السنة للبغوي 1 : 299 .
(3) تهذيب التهذيب 8 : 119 ، ميزان الاعتدال 3 : 293 ، الكامل في الضعفاء 5 : 139 .
(4) هامش تهذيب الكمال 22 : 298 .
(5) الجرح والتعديل 6 الترجمة 1485 .
(6) مقدمة فتح الباري : 432 .
(7) انظر ترجمته في تهذيب الكمال 28 : 194 .
(374)

ولاجل تليين ابن معين لعمرو بن يحيى ذكره الذهبي في المغني والميزان
(1)
وابن عدي في الكامل
(2) وابن حجر ضمن المطعونين من رجال الصحيح
(3) .
فقال ابن عدي : وعمروبن يحيى قد روى عنه الائمة كما
ذكرت وهم أيوب ، وعبيدالله والثوري ، وشعبة ، ومالك ،
وابن عيينة ، وعبد الله بن عمرو ، ويحيى بن سالم وغيرهم ، وقد روى
هؤلاء عن عمرو بن يحيى أو عامتهم غير ما ذكرت ، ومالك روى
من بينهم غير ما ذكرت أحاديث من مشاهير وغرائب وليس في
الموطأ ، وهو لابأس برواية هؤلاء الأئمة عنه (4) .

والذي يلوح لنا من عبارة ابن عدي أنّه يريد أن يقول أنّه لا يمكن الاحتجاج به
من غير تابع .

والحاصل : فإنّ الاحتجاج به من دون اعتبار لا يخلو من إشكال.

نعم إنّ أبي حاتم والنسائي وغيرهما وثّقوا عمرو بن يحيى ، إلاّ أنّ هذا التوثيق
لا يعطي لمروياته الحجية ببساطة بعد وجود ما يعارضه من التضعيف وخصوصاً من
ناقد بارع في الرجال كابن معين.

وممّا يدل على ضعفه في الحديث وأنّه ليس بمتقن فيه أنّ ابن رجب الحنبلي قال :
قرأت بخط أبي حفص البرمكي الفقيه : قال : ذكرت لأبي الحسن ـ يعني الدارقطني ـ :
جاء عمرو بن يحيى في ذكره الحمار موضع البعير في توجه النبي صلى الله عليه وآله انظرخيبر ، وأنّ
أحمد لم يضعّفه بذلك ، فقال أبو الحسن : مثل هذا في الصحابة ، قال :

روى رافع بن عمرو المزني قال : رأيت النبي صلى الله عليه وآله يخطب على بغلة بمنى ، وروى
الناس كلهم خطبة النبي صلى الله عليه وآله على ناقة ، فيضعف الصحابي بذلك.

وقال ابن رجب الحنبلي أيضاً :

وقد ذكر ابو بكر الأثرم لأحمد أنّ ابن المديني كان يحمل على عمرو بن يحيى
____________
(1) المغني في الضعفاء 2 الترجمة 4728 ، ميزان الاعتدال 3 : الترجمة 6475 .
(2) الكامل في الضعفاء 5 : 140 .
(3) مقدمة فتح الباري : 432 .
(4) الكامل في الضعفاء 5 : 140 .
(375)
وذكر له هذا الحديث أنّ النبي صلى الله عليه وآله صلى على حمار ، وقال : إنما هو بعير
(1) .

فمن الواضح أنّ الدارقطني قد ضعف عمرو بن يحيى بالأولى؛ لأنه قد حكم
بضعف الصحابي في الحديث إذا لم يكن متقنا فيما يروي ، ومن المقطوع به عند
أهل صناعة الحديث أنّ رواية الحديث هكذا قادحة في ضبط الراوي ومؤثرة في عدم
الاحتجاج به.

وأما حمل ابن المديني ـ شيخ البخاري واستاذه ـ فقد يكون منشأه ما ذكرناه
من قلة ضبط
وعدم اتقانهِ لرواية الحديث؛ لأنه لا يوجد هناك سبب
آخر غيره ، والنص ظاهر جداً فيما قلناه.

فمع ذلك يستحكم الاشكال أكثر لو قيل بإمكانية الاحتجاج بهِ.

والإنصاف : فإنّ الأقوال الذامة هي الراجحة في المقام؛ لأنّها قد فسرت سبب
الذم ، وكشفت عن العلة فيه .

والخلاصة : فإنّ هذه الأسانيد تحتاج ـ على الأصح ـ إلى تابع أو شاهد كي
يرفعها إلى درجة الحجية ، وحيث لم نحصل على ذلك فإنّ الاحتجاج بها إذن لايخلو
من الإشكال.
ب ـ ما رواه عمرو بن يحيى عن أبيه :
شهدت عمرو بن أبي حسن سأل عبد الله...
الإسناد الأوّل
قال البخاري : حدثنا موسى (2) ، قال : حدثنا وهيب (3) عن عمرو عن أبيه :
____________
(1) شرح علل الترمذي 151 و 161 .
(2) هو موسى بن إسماعيل المنقري ، مولاهم أبو سلمة التبوذكي البصري (أنظر تهذيب الكمال 29 : 21 ، سير
أعلام النبلاء 10 : 360 ، تهذيب التهذيب 10 : 333) وغيرها من المصادر .
(3) هو وهيب بن خالد بن عجلان ، تقدمت في الإسناد الخامس من مرويات بن عباس المسحية .
(376)
شهدت عمرو بن أبي حسن (1) سأل عبد الله بن زيد عن وضوء النبيّ صلى الله عليه وآله فدعا بتور
من ماء فتوضّأ لهم وضوء النبيّ صلى الله عليه وآله ، فأكفا على يده من التور فغسل يديه ثلاثاً ، ثمّ
أدخل يده في التور فمضمض واستنشق واستنثر ثلاث غرفات ثمّ أدخل يده فغسل
وجهه ثلاثاً ثمّ غسل يديه مرّتين إلى المرفقين ، ثمّ أدخل يده فمسح رأسه فأقبل بهما
وأدبر مرة واحدة ، ثمّ غسل رجليه إلى الكعبين (2) .
الإسناد الثاني
قال البخاري : حدثنا سليمان بن حرب (3) ، قال : حدثنا وهيب (4) ، قال : حدثنا
عمروبن يحيى عن أبيه ، قال : شهدت عمرو بن أبي حسن سأل عبد الله بن زيد عن
وضوء النبيّ صلى الله عليه وآله ، فدعا بتور من ماء فتوضأ لهم [ فكفا على يديه فغسلهما ثلاثاً ثمّ
أدخل يده في الاناء ] فمضمض واستنشق واستنثر ثلاثاً بثلاث غرفات من ماء ، ثمّ
أدخل يده في الإناء فغسل وجهه ثلاثاً ، ثمّ أدخل يده في الإناء فغسل يديه إلى
المرفقين مرّتين مرّتين ، ثمّ أدخل يده في الإناء فمسح برأسه فأقبل بيديه وأدبر بهما ثمّ
أدخل يده في الإناء فغسل رجليه (5) .
الإسناد الثالث
روى سحنون بن سعيد التنوخي عن عبد الرحمن بن القاسم عن مالك عن
عمرو بن يحيى بن عمارة بن أبي حسن عن أبيه يحيى أنه سمع جده ابا حسن يسأل
____________
(1) هو عمرو بن أبي حسن ـ وهو أخو عمارة بن أبي حسن ـ وجد عمرو بن يحيى بن عمارة على ما قاله ابن
حجر في الاصابة 2 : 532 .
(2) صحيح البخاري 1 : 58 ، باب غسل الرجلين إلى الكعبين .
(3) هو سليمان بن حرب الازدي الواشحي ، أبو أيوب البهري ، احتج به الجماعة (اُنظر تهذيب الكمال 11 :
384 ، سير أعلام النبلاء 10 : 330 ، تهذيب التهذيب 4 : 178) وغيرها من المصادر .
(4) تقدمت ترجمته في مرويات بن عباس المسحية .
(5) صحيح البخاري 1 : 59 باب مسح الرأس مرة .
(377)
عبد الله بن زيد بن عاصم ـ وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ـ : هل تستطيع أن
تريني كيف كان رسول الله صلى الله عليه وآله يتوضأ ، قال عبد الله : نعم ، قال : فدعا عبد الله
بوضوء فأفرغ على يديه فغسل يديه مرّتين ثمّ مضمض واستنثر ثلاثاً ثمّ غسل
وجهه ثلاثاً ثمّ غسل يديه إلى المرفقين مرّتين مرّتين ثمّ مسح برأسه بيديه فأقبل بهما
وأدبر بدأ بمقدم رأسه حتى ذهب بهما إلى قفاه ثمّ ردهما حتى رجع بهما إلى المكان
الذي منه بدأ ثمّ غسل رجليه ، وقال مالك وعبد العزيز بن أبي سلمة : احسن ما سمعنا
في ذلك وأعمّه عندنا في مسح الرأس هذا (1) .
المناقشة

تضعف هذه الأسانيد من عدة جهات :

الاُولى : من جهة عمرو بن يحيى الذي مر الكلام عنه

الثانية : من جهة عمرو بن ابي حسن المهمل في كتب الرجال ، نعم ذكره
ابن حجر في الإصابة لكنّه لم يلتزم كونه من الصحابة ، وسيأتيك تفصيله في خلاصة
البحث السندي لهذه المرويات.

الثالثة : أنّه معلول بالاضطراب السندي حسبما سيتضح لك في خلاصة البحوث
السندية ، إن شاء الله تعالى.
جـ ـ ما رواه عمرو بن يحيى عن أبيه عن عبد الله بن زيد
الإسناد الأوَّل
قال البخاري : حدثنا مسدد (2) ، قال : حـدثنا خـالد بن عبد الله (3) ، قال :
____________
(1) المدونة الكبرى ، لمالك بن انس 1 : 2 ـ3 . برواية سحنون عبن عبد الرحمن بن القاسم .
(2) تقدمت ترجمته في الإسناد الاول مما روي عن عبد خير عن علي في الغسل .
(3) هو خالد بن عبد الله الطحان ، ابو الهيثم المزني مولاهم الواسطي روى الجماعة (انظر تهذيب الكمال 8 :
99 ، سير أعلام النبلاء 8 : 246 ، تهذيب التهذيب 3 : 100) وغيرها من المصادر .
(378)
حدثنا مرو بن يحيى عن ابيه عن عبد الله بن زيد أنه أفرغ من الاناء على يديه
فغسلهما ، ثمّ غسل أو مضمض واستنشق من كف واحدة ففعل ذلك ثلاثاً ، فغسل
يديه إلى المرفقين مرّتين مرّتين ومسح برأسه ما اقبل وما ادبر وغسل رجليه إلى
الكعبين ثمّ قال : هكذا وضوء رسول الله صلى الله عليه وآله (1) .
الإسناد الثاني
قال البخاري : حدثنا أحمد بن يونس (2) ، قال : حدثنا
عبد العزيز بن أبي سلمة (3) ، قال : حدثنا عمرو بن يحيى عن أبيه عن عبد الله بن زيد
قال : أتى رسول الله صلى الله عليه وآله فأخرجنا له ماء في تور من صفر فتوضأ فغسل وجهه ثلاثاً
ويديه مرّتين مرّتين ومسح برأسه فأقبل به وأدبر وغسل رجليه (4) .
الإسناد الثالث
أخرج مسلم في كتاب الطهارة (باب في وضوء النبي صلى الله عليه وآله) عدة طرق :
1ـ منها : حدثني محمد بن الصباح (5) ، حدثنا خالد بن عبد الله عن
عمرو بن يحيى بن عمارة عن أبيه عن عبد الله بن زيد بن عاصم الأنصاري وكانت
له صحبة قال : قيل له : توضأ لنا وضوء رسول الله صلى الله عليه وآله فدعا بإناء فأكفأ منها على
يديه فغسلهما ثلاثاً ثمّ أدخل يده فاستخرجها فمضمض واستنشق من كف واحدة
ففعل ذلك ثلاثاً ثمّ أدخل يده فاستخرجها فغسل وجهه ثلاثاً ثمّ أدخل يده
فاستخرجها فغسل يديه إلى المرفقين مرّتين مرّتين ثمّ أدخل يده فاستخرجها فمسح
____________
(1) صحيح البخاري 1 : 59 .
(2) أحمد بن عبد الله بن يونس التميمي اليربوعي ، روى له الجماعة (انظر تهذيب الكمال 1 : 375 وتهذيب
التهذيب 1 : 50) وغيرها من المصادر .
(3) هو عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون ، ابو عبد الله ، روى له الجماعة (انظر تهذيب الكمال
18 : 152 ، وسير أعلام النبلاء وتهذيب التهذيب 6 : 343) وغيرها من المصادر .
(4) صحيح البخاري 1 : 6 .
(5) هو محمد بن الصباح الدولابي ، أبو جعفر البغدادي البزاز ، صاحب كتاب السنن ، روى له الجماعة (انظر تهذيب الكمال 25 : 388 ، سير أعلام النبلاء 10 : 670 ، تهذيب التهذيب 9 : 229) وغيرها من المصادر .
(379)
برأسه فاقبل بيديه وأدبر ثمّ غسل رجليه إلى الكعبين ثمّ قال : هكذا كان وضوء
رسول الله صلى الله عليه وآله .
2ـ منها : (...) وحدثني القاسم بن زكريا (1) ، حدثنا خالد بن مخلد (2) عن
سليمان ـ وهو ابن بلال ـ عن عمرو بن يحيى بهذا الإسناد ولم يذكر الكعبين.
3ـ منها : (...) وحدثني إسحاق بن موسى (3) الأنصاري ، حدثنا معن (4) ،
حدثنا مالك بن أنس عن عمرو بن يحيى بهذا الإسناد وقال مضمض واستنثر ثلاثاً
ولم يقل من كف واحدة ، وزاد بعد قوله : فأقبل بهما وأدبر بدأ بمقدم رأسه ثمّ ذهب
بهما إلى قفاه ثمّ ردهما حتى رجع إلى المكان الذي بدأ منه وغسل رجليه.
4ـ منها : حدثنا عبد الرحمن بن بشر العبدي (5) ، حدثنا بهز ، حدثنا وهيب ،
حدثنا عمرو بن يحيى بمثل إسنادهم ، واقتص الحديث وقال فيه : فمضمض واستنشق
واستنثر من ثلاث غرفات وقال أيضاً : فمسح برأسه فأقبل به وأدبر مرة واحدة ،
قال بهز : أملى عليّ وهيب هذا الحديث وقال وهيب : أملى عليّ عمرو بن يحيى هذا
الحديث مرّتين.
المناقشة
مر الكلام عن رجال هذه الأسانيد وفيه ممّن لم نترجم لهم ، وقد عرفت حال
____________
(1) هو القاسم بن زكريا بن دينار القرشي ، أبو محمد الطحان الكوفي ، روى له مسلم والترمذي والنسائي
وابن ماجة (انظر تهذيب التهذيب 23 : 351 ، تهذيب الكمال 8 : 313) وغيرها من المصادر .
(2) خالد بن مخلد القطواني ، أبو الهيثم البجلي ، مولاهم ، روى له أبو داود في حديث مالك والباقون (انظر
تهذيب الكمال 8 : 163 ، تهذيب التهذيب 3 : 116 ، التاريخ الكبير للبخاري 3 : الترجمة 595) وغيرها من
المصادر .
(3) هو إسحاق بن موسى الأنصاري الخطمي ، أبو موسى المدني احتج به مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة
(انظر تهذيب الكمال 2 : 480 ، التاريخ الكبير للبخاري) ، وغيرهما من المصادر .
(4) هو معن بن عيسى الاشجعي ، مولاهم القزاز ، أبو يحيى المدني ، احتج به الجماعة (انظر تهذيب الكمال
28 : 336 ، سير أعلام النبلاء 9 : 304 ، تهذيب التهذيب 10 : 252) وغيرهما من المصادر .
(5) هو عبد الرحمن بن بشر بن الحكم بن حبيب بن مهران العبدي ، أبو محمد النيسابوري (انظر تهذيب
الكمال 16 : 545 وسير أعلام النبلاء 13 : 340 وتهذيب التهذيب 6 : 144) وغيرها من المصادر .
(380)
رجال الإسناد الأول للبخاري وما قاله عثمان بن أبي شيبة عن أحمد بن يونس (في
الإسناد الثاني للبخاري) : كان ثقة وليس بحجة ، وكذا كلام علي بن الحسين بن حبان
في عبد العزيز الماجشون ، إذ قال : وجدت في كتاب أبي بخط يده ، قيل لأبي زكريا :
عبد العزيز الماجشون هو مثل ليث وابراهيم بن سعد ؟ فقال : لا إنّما كان رجلاً يقول
بالقدر والكلام ثمّ تركه واقبل إلى السنة ولم يكن من شأنه الحديث فلمّا قدم بغداد
كتبوا عنه فكان بعده يقول : جعلني أهل بغداد محدثاً.

وفي أسانيد مسلم (القاسم بن زكريا) الذي لم يوثق من قبل المتشددين
كابن معين ويحيى بن سعيد القطان وابن أبي حاتم بل لم يرد فيه توثيق إلاّ عن
النسائي ، ونقل ابن عساكر في المعجم المشتمل (الترجمة : 730) عن النسائي أّنه قال :
لا بأس.

وأما خالد بن مخلد فقد ورد فيه ما لازمه أنه لا يمكن الاحتجاج بهِ.

قال : عبد الله بن أحمد بن حنبل : له أحاديث مناكير
(1) .

وقال ابو حاتم : يكتب حديثه ولا يحتج به
(2) .

وقال ابن سعد : كان منكر الحديث في التشيع مفرطاً وكتبوا عنه ضرورة
(3) .

وقال ابن عدي : وعندي إن شاء الله لا بأس به
(4) .

هذا وقد ذكره الذهبي في ديوان الضعفاء والمغني
(5) .

وأمّا إسحاق بن موسى ومعن بن عيسى القراز فلم يرد فيهم توثيق من
المتشددين ، فإنّ إسحاق قد وَلِى القضاء وكان قدم دمشق مع المتوكل ، وقال النسائي
عنه : أصله كوفي وكان بالعسكر.

أمّا الطريق الأخير لمسلم ففيه عبد الرحمن بن بشر العبدي الذي لم يرد توثيق
____________
(1) تهذيب الكمال 8 : 165 ، الجرح والتعديل 3 الترجمة 1599 ، ميزان الاعتدال 1 : 2463 .
(2) المصادر السابقة .
(3) الطبقات الكبرى لابن سعد 6 : 406 .
(4) الكامل في الضعفاء 3 : 34 .
(5) انظر هامش تهذيب الكمال 8 : 166 عنهما .
(381)
فيه إلاّ أنّ يحيى بن سعيد والحاكم أبو عبد الله كانا يحترمانه لمكان أبيه وقال عنه
صالح الأسدي : صدوق.

وفيه وهيب بن خالد الباهلي الذي روى له الجماعة وقال عنه أحمد (لا بأس به)
وقد مر عليك أنّ هذان الوصفان (صدوق) و(لا بأس به) يشعران بعدم شريطة
الضبط عنده فيلزم أن يتابع عليه من طريق آخر.

ومع ذلك فإنّ هذهِ الأسانيد تضعف من جهتين اُخريين.

الأولى : الإضطراب السندي ـ كما سيتضح لك في آخر هذا القسم ـ.

الثانية : من جهة عمرو بن يحيى المضعّف عند ابن معين والذي يظهر أنّه إنّما
ضعفه بسبب قلة ضبطه لما في تلك الأسانيد من اضطراب...
الإسناد الرابع
قال الترمذي : حدثنا محمد بن أبي عمر (1) ، حدثنا سفيان بن عيينة ، عن
عمرو بن يحيى ، عن أبيه ، عن عبد الله بن زيد : أّن النبيّ صلى الله عليه وآله توضأ : فغسل وجهه
ثلاثاً ، وغسل يديه مرّتين مرّتين ، ومسح برأسه وغسل رجليه (2) .
المناقشة

فيه محمد بن أبي عمر وقد مدح بما دون الوثاقة ، قال عبد الرحمن بن أبي حاتم :
حدثنا أحمد بن سهل الأسفراييني ، قال : سمعت أحمد بن حنبل وسئل عمن نكتب ؟
فقال : أمّا بمكة فأبن أبي عمر.

وقال أيضاً : سألت عنه ، فقال : كان رجلاً صالحاً ، وكان به غفلة ، ورأيت عنده
____________
(1) هو محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني ، ابو عبد الله نزيل مكة ، وقد ينسب الى جده ، روى له مسلم
والترمذي النسائي وابن ماجة (انظر تهذيب الكمال 26 : 639 ، تهذيب التهذيب 9 : 518 سير أعلام النبلاء
12 : 96) وغيرها من المصادر .
(2) سنن الترمذي 1 : 33 ح 47 .
(382)
حديثاً موضوعاً ، حدّث به عن ابن عيينة ، وكان صدوقاً
(1) .

ويطعن في هذا السند وغيره من جهة عمرو بن يحيى ، وما لوحظ من
الاضطراب السندي والمتني فيه.
الإسناد الخامس
قال الدارمي : حدثنا يحيى بن حسان (2) ، حدثنا عبد العزيز بن محمد (3)
وخالدبن عبد الله (4) عن عمرو بن يحيى عن أبيه : أنّ عبد الله بن زيد بن عاصم دعا
بتور من الماء فأكفا على يديه فغسلهما ثلاث مرات وغسل وجهه ثلاثاً ويديه إلى
المرفقين مرّتين مرّتين ثمّ قال : هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله يتوضأ (5) .
وقال الدارمي : أخبرنا يحيى ، حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة عن
عمرو بن يحيى عن أبيه عن عبد الله بن زيد عن النبيّ صلى الله عليه وآله نحواً منه.
المناقشة

يخدش هذا الطريق بعبد العزيز بن محمد الدارودي الذي بسطنا عنه الكلام فيما
تقدم
(6) ، وبعمرو بن يحيى ، وبالاضطراب السندي والمتني في هذه الأسانيد.
____________
(1) الجرح والتعديل 8 الترجمة 560 .
(2) التنسي ، البكري ، ابو زكريا البصري ، روى له البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي (انظر
تهذيب الكمال 31 : 266 ، سير أعلام النبلاء 10 : 127 ، تهذيب التهذيب 11 : 197) وغيرها من المصادر .
(3) هو الدرارودي وقد بسطنا الكلام عنه في مرويات ابن عباس الغسلية .
(4) اظنه الطحان وهو ممن روى له الجماعة وقد تقدمت ترجمته سابقاً (انظر تهذيب الكمال 8 : 99 ، تهذيب
التهذيب 3 : 100 ، التاريخ الكبير للبخاري 3 الترجمة 550) وغيره من المصادر .
(5) سنن الدارمي 1 : 177 .
(6) في مرويات ابن عباس الغسلية .
(383)
د ـ ما رواه عمرو بن يحيى عن أبيه :
أنه قال لعبد الله ـ وهو جد عمرو بن يحيى ـ
الإسناد الاول

قال ابو داود : حدثنا عبد الله بن مسلمة
(1) ، عن مالك ، عن عمرو بن يحيى عن
أبيه أنه قال لعبد الله بن زيد بن عاصم ـ وهو جد عمرو بن يحيى ـ هل تستطيع أن
تريني كيف كان رسول الله صلى الله عليه وآله يتوضأ ؟ فقال عبد الله بن زيد : نعم ، فدعا بوضوء ،
فأفرغ على يديه ، فغسل يديه ثمّ تمضمض واستنثر ثلاثاً ، ثمّ غسل وجهه ثلاثاً ، ثمّ
غسل يديه مرّتين إلى المرفقين ، ثمّ مسح برأسه بيديه فأقبل بهما وأدبر ، بدأ بمقدم
رأسه ثمّ ذهب بهما إلى قفاه ثمّ ردهما حتى رجع إلى المكان الذي بدأ منه ثمّ غسل
رجليه
(2) .
المناقشة

يطعن هذا السند من جهتين :

1ـ من جهة الاضطراب السندي والمتني لأسانيد الوضوء عن عبد الله بن زيد
ابن عاصم عموماً.

2ـ ومن جهة عمرو بن يحيى المضعّف عند ابن معين والمشعر بأنّ تضعيفه له كان
بسبب قلة ضبطه لما في تلك الأسانيد من الاضطراب ، بالخصوص.
____________
(1) القعني الحارثي ، أبو عبد الرحمن المدني ، روى له الجماعة سوى ابن ماجة (انظر تهذيب الكمال
16 : 136 ، سير أعلام النبلاء 10 : 257 ، تهذيب 6 : 31) وغيرها من المصادر .
(2) سنن أبي داود 1 : 29 .
(384)
الإسناد الثاني
1ـ قال النسائي : أخبرنا محمد بن سلمة (1) ، والحارث بن مسكين (2) قراءة
عليه وأنا أسمع واللفظ له عن ابن القاسم (3) ، قال : حدثني مالك عن عمرو بن يحيى
عن أبيه أنه قال لعبد الله بن زيد بن عاصم ، وكان من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وآله وهو جد
عمرو بن يحيى ـ : هل تستطيع أن تريني كيف كان رسول الله صلى الله عليه وآله يتوضأ ، قال :
عبد الله بن زيد : نعم ، فدعا بوضوء فأفرغ على يديه فغسل يديه مرّتين مرّتين ثمّ
تمضمض واستنشق ثلاثاً ثمّ غسل وجهه ثلاثاً ثمّ غسل يديه مرّتين مرّتين إلى
المرفقين ثمّ مسح رأسه بيديه فأقبل بهما وأدبر بدأ بمقدم رأسه ثمّ ذهب بهما إلى قفاه
ثمّ ردهما حتى رجع إلى المكان الذي بدأ منه ثمّ غسل رجليه (4) .
2ـ وقال النسائي : أخبرنا عتبة بن عبد الله عن مالك ـ وهو ابن أنس ـ عن
عمرو بن يحيى عن أبيه أنّه قال : لعبد الله بن زيد بن عاصم ، وهو جد
عمرو بن يحيى : هل تستطيع أن تريني كيف كان رسول الله صلى الله عليه وآله يتوضأ ، قال عبد الله
بن زيد : نعم ، فدعا بوضوء فأفرغ على يده اليمنى فغسل يديه مرّتين مرّتين إلى
المرفقين ثمّ مسح رأسه بيديه ، فأقبل بهما وأدبر ، بدأ بمقدم رأسه ثمّ ذهب إلى قفاه ثمّ
ردهما حتى رجع إلى المكان الذي بدأ منه ثمّ غسل رجليه (5) .
____________
(1) المرادي الجملي ، مولاهم ، أبو حارث المصري ، روى له مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة (انظر
تهذيب الكمال 25 : 278 ، تهذيب التهذيب 9 : 193 ، الجرح والتعديل 7 : الترجمة 1499) وغيرها من المصادر .
(2) الأموي ، ابو عمرو المصري ، مولى محمد بن زبان بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم ، روى له ابو داود
والنسائي (انظر تهذيب الكمال 5 : 281 ، سير أعلام النبلاء 12 : 54 ، الجرح والتعديل 3 الترجمة 419) وغيرها
من المصادر .
(3) هو عبد الرحمن بن القاسم العتقي ، ابو عبد الله المصري الفقيه ، احتج به البخاري والنسائي ، وروى له
أبو داود (انظر تهذيب الكمال 17 : 344 ، سير أعلام النبلاء 9 : 120 ، تهذيب التهذيب 6 : 252) وغيرها من
المصادر .
(4) سنن النسائي 1 : 71 .
(5) سنن النسائي 1 : 71 .
(385)
المناقشة

تكلمنا عن رجال هذين الإسنادين ، سوى محمد بن سلمة والحارث بن مسكين
وعتبة بن عبد الله وهم ثقات ، لكن أهم ما في هذه الأخبار هو الاضطراب السندي
فيه ، ولوجود عمرو بن يحيى المضعّف عند ابن معين وغيره والمشعر بأنّ تضعيفه جاء
لعدم ضبطه ، وقد تقدم عليك أنّ ابن المديني حمل عليه لقلة ضبطهِ ، وأنّ الدارقطني قد
ضعفه أيضاً. و ستعرف لاحقاً أنّ الاضطراب في النقل سنداً ومتناً في هذه الأسانيد
لدليل على ذلك أيضاً.
الإسناد الثالث
قال ابن ماجة : حدثنا الربيع بن سليمان (1) ، وحرملة بن يحيى (2) ، قالا : أخبرنا
محمد بن إدريس الشافعي (3) ، قال : انبئنا مالك بن انس ، عن عمرو بن يحيى ، عن
ابيه أنّه قال لعبد الله بن زيد ، وهو جد عمرو بن يحيى : هل تستطيع أن تريني كيف
كان رسول الله صلى الله عليه وآله يتوضأ ، فقال عبد الله بن زيد : نعم ، فدعا بوضوء فأفرغ على
يديه مرّتين ثمّ تمضمض واستنثر ثلاثاً ، ثمّ غسل وجهه ثلاثاً ثمّ غسل يديه مرّتين
مرّتين إلى المرفقين ، ثمّ مسح رأسه بيديه فأقبل بهما وأدبر ، بدأ بمقدم رأسه ثمّ ذهب
بهما إلى قفاه ، ثمّ ردهما حتى رجع إلى المكان الذي بدأ منه ثمّ غسل رجليه (4) .
____________
(1) المرادي ، مولاهم ، ابو محمد البصري ، روى له أصحاب السنن الاربعة (أنظر تهذيب الكمال 9 : 87 ،
تهذيب التهذيب 3 : 245 ، الجرح والتعديل 3 الترجمة 2083) وغيرها من المصادر .
(2) التجيبي ، أبو حفص المصري ، صاحب الشافعي ، روى له مسلم والنسائي وابن ماجة (انظر تهذيب الكمال
5 : 548 ، سير أعلام النبلاء 11 : 389 ، تهذيب التهذيب 2 : 229) وغيرها من المصادر .
(3) امام المذهب الشافعي .
(4) سنن ابن ماجة 1 : 149 ح 434 .
(386)
الإسناد الرابع
روى يحيى (1) عن مالك ، عن عمرو بن يحيى ، عن أبيه؛ أنّه قال لعبد الله
ابن زيد بن عاصم ، ـ وهو جد عمرو بن يحيى ، وكان من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وآله ـ : هل تستطيع أن تريني كيف كان رسول الله صلى الله عليه وآله يتوضأ ؟
فقال عبد الله بن زيد بن عاصم : نعم ، فدعا بوضوء ، فأفرغ على يده ، فغسل
يديه مرّتين مرتّين ، ثمّ تمضمض ، واستنثر ثلاثاً ، ثمّ غسل وجهه ثلاثاً ، ثمّ غسل
يديه مرّتين مرّتين إلى المرفقين ، ثمّ مسح رأسه بيديه ، فأقبل بهما وأدبر ، بدأ بمقدم
رأسه ثمّ ذهب بهما إلى قفاه ثمّ ردهما حتى رجع إلى المكان الذي بدأ منه ثمّ غسل
رجليه (2) .
2ـ وروى سحنون عن عبد الرحمن بن القاسم العتقي عن مالك عن
عمرو بن يحيى بن عمارة بن أبي حسن عن أبيه أنّه سمع جده ابا حسن يسأل عبد الله
ابن زيد بن عاصم نحو ما تقدم (3) .
المناقشة

مر الكلام عن رجال هذين الإسنادين ، والمناقشة فيه تأتي من جهة
عمرو بن يحيى المضعّف عند ابن معين وغيره ، والاضطراب السندي والدلالي في هذه
الأخبار.
____________
(1) هو يحيى بن يحيى بن كثير ، صاحب الامام مالك ، وراوي نسخة الموطأ المشهورة عنه ، أبو محمد الليثي البريري المعمودي ، لم يرو له أحد في الكتب الستة (انظر سير اعلام النبلاء 10 : 519 ، تهذيب التهذيب 11 : 300 ، وفيات الاعيان 6 : 143) وغيرها من المصادر.
(2) الموطأ 1 : 18.
(3) المدونة الكبرى 1 : 3 وقد مر في الاسناد الثالث لما رواه عمرو بن يحيى عن أبيه : شهدت عمرو بن أبي حسن سأل عبد الله ...