|
||||||
(376)
هذه الآية « واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسة وللرسول ولذي القربى » » ؟ (1)
قال : نعم. فقال الإمام : « فنحن القربى يا شيخ ، وهل قرأت هذه الآية : « إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً » ». (2) قال الشيخ : قد قرأت ذلك. فقال الإمام : « نحن أهل البيت الذين خصنا الله بآية الطهارة يا شيخ ». قال الراوي : بقي الشيخ ساكتاً نادماً على ما تكلم به ، وقال ـ متعجباً ـ : تالله إنكم هم ؟! فقال علي بن الحسين : « تالله إنا لنحن هم .. من غير شك ، وحق جدنا رسول الله إنا لنحن هم ». فبكى الشيخ ورمى عمامته ، ثم رفع رأسه إلى السماء وقال : اللهم إني أبرأ إليك من عدو آل محمد ، من الجن والإنس. 1 ـ سورة الأنفال ، الآية 41. 2 ـ سورة الأحزاب ، الآية 33. (377)
ثم قال : هل لي من توبة ؟
فقال له الإمام : « نعم ، إن تبت تاب الله عليك ، وأنت معنا ». فقال الشيخ : أنا تائب. فبلغ يزيد بن معاوية حديث الشيخ ، فأمر به فقتل. (1) 1 ـ كتاب « الملهوف على قتلى الطفوف » ص 211. وكتاب « تظلم الزهراء » ، ص 278. (378)
(379)
روي عن الإمام علي بن الحسين ( عليهما السلام ) أنه قال : « لما أرادوا الوفود بنا على يزيد بن معاوية أتونا بحبال وربطونا مثل الأغنام (1) وكان الحبل بعنقي وعنق أم كلثوم ، وبكتف زينب وسكينة والبنيات ، وساقونا وكلما قصرنا عن المشي ضربونا ، حتى أوقفونا بين يدي يزيد ، فتقدمت إليه ـ وهو على سرير مملكته ، وقلت له : ما ظنك برسول الله لو يرانا على هذه الصفة » ؟!
فأمر بالحبال فقطعت من أعناقنا واكتافنا. (2) وروي ـ أيضاً ـ أن الحريم لما أدخلن إلى يزيد بن 1 ـ وفي نسخة : وربقونا. 2 ـ كتاب « المنتخب » للطريحي ، ج 2 ص 473 ، المجلس العاشر. وكتاب « تظلم الزهراء » ص 278. (380)
معاوية ، كان ينظر إليهن ويسأل عن كل واحدة بعينها وهن مربطات بحبل طويل ، وكانت بينهن امرأة تستر وجهها بزندها ، لأنها لم تكن عندها ما تستر به وجهها.
فقال يزيد : من هذه ؟ قالوا : سكينة بنت الحسين. فقال : أنت سكينة ؟ فبكت واختنقت بعبرتها ، حتى كادت تطلع روحها !! فقال لها : وما يبكيك ؟ قالت : كيف لا تبكي من ليس لها ستر تستر وجهها ورأسها ، عنك وعن جلسائك ؟! (1) 1 ـ كتاب « المنتخب » للطريحي ، ج 2 ص 473 ، المجلس العاشر. وكتاب « تظلم الزهراء » ص 279. (381)
وروى الشيخ المفيد في كتاب ( الإرشاد ) : قالت فاطمة بنت الحسين ( عليه السلام ) :
« فلما جلسنا بين يدي يزيد رق لنا ! فقام إليه رجل من أهل الشام أحمر (1) فقال : « يا أمير المؤمنين ! هب لي هذه الجارية ـ وهو يعنيني ـ (2) ، وكنت جارية وضيئة (3) فأرعدت ، وظننت أن ذلك جائزلهم ، فأخذت بثياب 1 ـ رجل أحمر : أي أبيض : قال إبن منظور ـ في كتابه « لسان العرب » ـ : « ... لأن العرب لا تقول : رجل أبيض » من بياض اللون ، إنما الأبيض ـ عندهم ـ : الطاهر النقي من العيوب. فإذا أرادوا الأبيض من اللون قالوا : أحمر. المحقق 2 ـ يعنيني : يقصدني. 3 ـ جارية : فتاة. وضيئة : مشرقة جميلة. (382)
عمتي : زينب ، ـ وكانت تعلم أن ذلك لا يكون ـ وقلت :
« يا عمتاه : أوتمت وأستخدم » ؟ (1) فقالت زينب : « لا ، ولا كرامة لهذا الفاسق » ، وقالت ـ للشامي ـ : « كذبت ـ والله ـ ولؤمت ، والله ما ذلك لك ولا له (2) ». فغضب يزيد ، وقال : كذبت والله ، إن ذلك لي ! ولو شئت أن أفعل لفعلت. قالت [ زينب ] : « كلا ، والله ما جعل الله ذلك لك إلا أن تخرج عن ملتنا ، وتدين بغير ديننا » ! فاستطار يزيد غضباً ، وقال : « إياي تستقبلن بهذا ؟ إنما خرج من الدين أبوك وأخوك » !! ؟ فقالت زينب : « بدين الله ، ودين أبي ، ودين أخي إهتديت أنت وجدك وأبوك .. إن كنت مسلماً » ! قال : كذبت يا عدوة الله !! قالت له : « أنت أمير تشتم ظالماً ، وتقهر 1 ـ أوتمت وأستخدم ؟ : أي صرت يتيمة خادمة أيضاً ؟ 2 ـ اي : ولا ليزيد. (383)
بسلطانك ».
فكأنه استحيى وسكت ، فعاد الشامي فقال : هب لي هذه الجارية ؟ فقال يزيد : « أعزب ! وهب الله لك حتفاً قاضياً » ! فقال الشامي : من هذه الجارية ؟ قال يزيد : هذه فاطمة بنت الحسين ، وتلك زينب بنت علي بن أبي طالب !! فقال الشامي : الحسين بن فاطمة .. وعلي بن أبي طالب ؟! قال : نعم. فقال الشامي : لعنك الله ـ يا يزيد ـ اتقتل عترة نبيك ، وتسبي ذريته ؟ والله ما توهمت إلا أنهم سبي الروم. فقال يزيد : والله لألحقنك بهم. ثم أمر به فضرب عنقه. (1) 1 ـ الإرشاد ، ص 246 ، وقد حكى ذلك المازندراني في « معالي السبطين » عن الإرشاد ، مع بعض الفروق في الكلمات ، ونحن جمعنا بين النسختين. وجاء ذلك ـ أيضاً ـ في تاريخ الطبرى ج 5 ص 461. المحقق (384)
(385)
وجاء في التاريخ : ثم وضع رأس الحسين ( عليه السلام ) بين يدي يزيد ، وأمر بالنساء أن يجلس خلفه ، لئلا ينظرن إلى الرأس ، لكن زينب لما رأت الرأس الشريف هاج بها الحزن ، فأهوت إلى جيبها فشقته ثم نادت ـ بصوت حزين يقرح القلوب ـ : « يا حسيناه !
يا حبيب رسول الله ! يابن مكة ومنى ! يابن فاطمة الزهراء سيدة النساء ! يابن المصطفى » ! (1) 1 ـ كتاب « الملهوف على قتلى الطفوف » ص 213. (386)
قال الراوي : فأبكت ـ والله ـ كل من كان حاضراً في المجلس ، ويزيد ساكت !
ثم دعى يزيد بقضيب خيزران ، فجعل ينكت به ثنايا الإمام الحسين عليه السلام. فأقبل عليه أبو برزة الأسلمي وقال : ويحك يا يزيد ! أتنكت بقضيبك ثغر الحسين بن فاطمة ؟! أشهد لقد رأيت النبي يرشف ثناياه وثنايا أخيه الحسن ويقول : « أنتما سيدا شباب أهل الجنة ، قتل الله قاتليكما ولعنه وأعد له جهنم وساءت مصيرا ». فغضب يزيد وأمر بإخراجه ، فأخرج سحباً. (1) وجعل يزيد يقول :
1 ـ كتاب « الملهوف » ص 214. (387)
1 ـ القرم : السيد المعظم. كما في المعجم الوسيط. وفي نسخة : « قد قتلنا القوم من ساداتهم ». 2 ـ خندف : إسم واحدة من جدات معاوية. 3 ـ كتاب « الملهوف » لابن طاووس ص 214. (388)
(389)
لماذا خطبت السيدة زينب في مجلس يزيد ؟
خطبة السيدة زينب عليها السلام في مجلس الطاغية يزيد شرح خطبة السيدة زينب في مجلس يزيد نص خطبة السيدة زينب على رواية أخرى (390)
|
||||||
|