تنقيح المقال ـ الجزء الحادي عشر ::: 61 ـ 75
(61)
الياء ، ثم الكاف (1).
    والأَوْسي : بفتح الهمزة ، وسكون الواو ، وكسر السين المهملة ، نسبة إلى أوس أبي قبيلة من الأزد ، أخو الخزرج ، ومنها الأنصار ، واسم أمهما قَيْلَة (2).
    والأَشْهَلِي : بفتح الهمزة ، وسكون الشين المعجمة ، وفتح الهاء ، وكسر اللام ، ثم الياء ، نسبة إلى بني عبد الأشهل ، حيّ من الأوس ، من الأنصار ، وهو عبد الأشهل بن جشم بن الحرث بن الخزرج * بن نبت بن الأوس ، إليه يرجع كل أشهلي.
1 ـ لو كان « عتيك » حيّاً من العرب فهو بفتح العين وكسر التاء كما في الصحاح 4/1598 ، وتوضيح المشتبه 6/181 ـ 182 و 185 .. وغيرهما.
2 ـ قال في صحاح العرب 3/906 : الأَوْس : العطاء .. وأَوْس : أبو قبيلة من اليمن ، وهو أوْس بن قَيْلَة أخو الخزرج ، منهما الأنصار ، وقَيْلَةُ أمهما.
    وقال في توضيح المشتبه 1/283 بعد ضبط الأَوْسِيّ : نسبة إلى أوس بن حارثة بن ثعلبة ، جدّ الأوسيّين من الأنصار .. وهم جمّ غفير ، وإلى أوس بن أفصى بن حارثة بن عمرو مُزَيقيا ، في خزاعة ، وإلى أوس بن تغلب بن وائل بن قاسط ، في أسد بن ربيعة ، وإلى جماعة من العرب.
    وانظر : أنساب السمعاني 1/385 .. وغيره.
* ـ ليس الخزرج هذا أبا قبيلة الخزرج المعروفة ، بل هو رجل من الأوس ، وهو الخزرج بن نبت واسمه : كعب ، وقيل : عمر بن مالك بن الأوس. [ منه ( قدّس سرّه ) ]
    أقول : قال في جمهرة أنساب العرب لابن حزم : 338 : وهؤلاء بنو عمرو ابن مالك بن الأوس ، وهم النَّبيت ، فولدُ عمرو بن مالك بن الأوس بن حارثة : الخزرج بن عمرو ، وعامر بن عمرو. فولدُ الخزرج بن عمرو بن مالك : الحارث ، وكعب ، وهو ظفر ، وهو بطن. فولدُ الحارث بن الخزرَج بن عمرو بن مالك بن الأوس : جُشَم ، وحارثة ، بطن. فولدُ جُشَم : عبد الأشهل ، بطن ضخم .. إلى آخر ما قال.


(62)
    الترجمة :
    قال الشيخ رحمه الله (1) في باب من روى عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم : أسيد بن حضير (2) بن سماك (3) بن يحيى بن قعب ابن اخت أبي بكر ، ويقال أبو عبيد (4) ، سكن المدينة ، يقال له : حضير الكتائب ، قتل يوم بغات * [ بعاث ] آخى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بينه وبين
1 ـ رجال الشيخ : 4 برقم 24 ، وعبارة رجال الشيخ مغلوطة ، والصحيح : أسيد بن حضير بن سماك أبو يحيى ، ويقال : أبو عتيك سكن المدينة يقال له : حضير الكتائب ، قتل يوم بعاث ، آخى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بينه وبين زيد ابن حارثة.
    واعلم أنّ ضمير ( قتل ) يرجع إلى ( حضير الكتائب ) الذي مات كافراً.
2 ـ في رجال الشيخ طبعة النجف الأشرف : 4 برقم 24 : حصين ، وهو خطأ ، والصحيح : حضير ، لنصّ جمع كثير بذلك.
3 ـ في طبعة النجف الأشرف المطبعة الحيدرية : سمالة ، وهو خطأ مطبعي ، والصحيح : سماك ، فتفطّن.
4 ـ الصحيح : أبو عتيك.
* ـ قد وقع كذلك هنا ، وفي أسطر بعده مكرّراً ، وهو غلط ، والصواب بعاث ـ بالعين المهملةـ ، وقد ضبطه ابن الأثير كذلك ، وذكر تفصيل يوم بعاث ، نعم حكى هو عن صاحب كتاب العين وحده بغاث بالغين المعجمة. [ منه ( قدّس سرّه ) ].
    أقول : قال ابن الأثير في تاريخه الكامل 2/95 : بعاث ـ بالباء الموحدة المضمومة ، والعين المهملة ـ ، وهو الصحيح ، وفي تاج العروس 1/603 قال : وبعاث ـ بالعين المهملة وبالغين المعجمة ـ كغراب ، ويثلث ، (ع) بقرب المدينة على ميلين منها كما في نسخة وهذا لا يصحّ ، وفي بعضها على ليلتين من المدينة .. إلى أن قال : وذكره المظفر هذا في كتاب العين فجعله يوم بغاث وصحّفه ، وما كان الخليل رحمه الله ليخفى عليه يوم بعاث ؛ لأنّه من مشاهير أيام العرب ، وإنّما صحّفه الليث ، وعزاه إلى خليل نفسه وهو لسانه ، ومثله في لسان العرب 2/117 ، وفي صحاح اللغة 1/273 : ويوم بعاث ـ بالضم ـ يومٌ للأوس والخزرج.


(63)
حارثة. انتهى.
    قلت : الضمّائر في ( له ) و ( قتل ) و ( بينه ) كلّها ترجع إلى ( حضير ) فإنّه الّذي آخى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بينه وبين حارثة ، وهو الذي قتل يوم بغاث ، وأمّا أسيد فقد مات في فراشه بعد النبي صلّى الله عليه وآله سنة عشرين أو إحدى وعشرين كما تسمع ، فما لعلّه يظهر من العبارة ، وعبارة الخلاصة الآتية من رجوع الضمائر إلى ( أسيد ) لا وجه له.
    وبُغَـاث : بضمّ الباء الموحّدة وفتح الغين المعجمة ، والألف ، والثاء المثلثة ، موضع قرب المدينة وقع فيه حرب بين الأوس والخزرج ، ويوم بغاث معروف إشارة إلى هذه الوقعة.
    وقال في القسم الأوّل من الخلاصة (1) : أسيد بن حُضَير ـ بالحاء غير المعجمة المضمومة ، والضاد المعجمة المفتوحة ـ ابن سماك ـ بالكاف ـ أبو يحيى ، سكن
1 ـ الخلاصة : 23 برقم 2.
    أقول : الغريب من العلاّمة وابن داود حيث ذكرا هذا الخبيث في القسم الأوّل من رجالهما ، مع أنّ العلاّمة صرّح بأنّه لا يذكر في القسم الأوّل إلاّ من اعتمد على روايته ، أو يترجّح عنده قبول قوله ، وصرّح ابن داود في القسم الثاني من رجاله بأنّ الذين ذكرهم في القسم الأوّل هم الثقات أو المهملين ، ومع هذا الوعد كيف غفلا وذكرا المترجم فيه ، ولعلّ العلاّمة وابن داود رأوا الرواية المدرجة لأسيد بن حضير من النقباء الاثني عشر الذين اختارهم النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم كما في الخصال 2/491 حديث 70 فغفلا عن أنّ الميزان في التوثيق والتعديل هو ما عليه الراوي إلى آخر عمره ، والمعنون بعد النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم انحرف ، وقام بأعمال جسام ، وآذى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في قبره ، وصار مصداقاً لقوله تعالى : « إنَّ الذَّينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَه لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيا وَالآخِرَة .. ». [ سورة الأحزاب ( 33 ) : 57 ].


(64)
المدينة ، يقال له حضير الكتائب ، قتل يوم بغاث. انتهى.
    وعن تقريب (1) ابن حجر : أُسَيد ـ بالضمّ ـ ابن حُضَير ـ بضمّ المهملة ، وفتح
1 ـ تقريب التهذيب 1/78 برقم 587 ، وفي اُسد الغابة 1/92 قال في ترجمته : وشهد مع عمر فتح البيت المقدس ، روى عنه كعب بن مالك ، وأبو سعيد الخدري ، وأنس ابن مالك ، وعائشة .. إلى أن قال : وكان أحد العقلاء الكملة أهل الرأي ، وله في بيعة أبي بكر أثر عظيم .. إلى أن قال : توفي أسيد بن حضير في شعبان سنة عشرين ، وحمل عمر بن الخطاب السرير حتى وضعه بالبقيع ، وصلّى عليه ، وأوصى إلى عمر.
    وفي الإصابة 1/64 برقم 185 في ترجمته : كان أبو بكر لا يقدّم أحداً من الأنصار على أسيد بن حضير ..
    وفي الاستيعاب 1/28 برقم 6 في ترجمته : عن عائشة قالت : ثلاثة من الأنصار لم يكن أحد يعتد عليهم فضلاً كلّهم من بني عبد الأشهل : سعد بن معاذ ، وأسيد بن حضير ، وعبّاد بن بشر ، توفي أسيد بن حضير في شعبان سنة عشرين ، وقيل : سنة إحدى وعشرين ، وحمله عمر بن الخطاب بين العمودين من بني عبد الأشهل حتى وضعه بالبقيع وصلّى عليه وأوصى إلى عمر بن الخطاب ، فنظر عمر في وصيّته ..
    وقال ابن الأثير في تاريخه الكامل 2/331 في قصة السقيفة ـ وقريب منه ما في تاريخ الطبري 3/221 ـ : ولمّا رأى الأوس ما صنع بشير ، وما تطلب الخزرج من تأمير سعد ، قال بعضهم لبعض ـ وفيهم أسيد بن حضير وكان نقيباً ـ : والله لإن وليتها الخزرج مرّة لا زالت لهم عليكم بذلك الفضيلة ، ولا جعلوا لكم فيها نصيباً أبداً ، فقوموا فبايعوا أبا بكر .. فبايعوه ..
    وقال ابن قتيبة في الإمامة والسياسة : 11 في قصة البيعة : أمّا علي [ عليه السلام ] ، والعباس بن عبد المطلب ، ومن معهما من بني هاشم فانصرفوا إلى رحالهم ، ومعهم الزبير ابن العوّام ، فذهب إليهم عمر في عصابة فيهم أسيد بن الحضير ، وسلمة بن أسلم ، فقالوا : انطلقوا فبايعوا أبا بكر ، فأبوا ..
    أقول : في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 2/39 قال : فقال أسيد بن حضير رئيس الأوس لأصحابه : والله لئن لم تبايعوا ليكوننّ للخزرج عليكم الفضيلة أبداً ،


(65)

فقاموا فبايعوا أبا بكر.
    وفي صفحة : 50 بسنده : .. عن أبي الأسود ، قال : غضب رجال من المهاجرين في بيعة أبي بكر بغير مشورة ، وغضب عليّ والزبير ، فدخلا بيت فاطمة عليها السلام معهما السلاح ، فجاء عمر في عصابة منهم أسيد بن حضير ، وسلمة بن وقش ، وهما من بني عبد الأشهل ، فصاحت فاطمة عليها السلام ، وناشدتهم الله ، فأخذوا سيفي عليّ والزبير ، فضربوا بهما الجدار حتى كسروهما.
    وفي 6/18 : قال الزبير : وذكر محمد بن إسحاق أنّ الأوس تزعم أنّ أوّل من بايع أبا بكر بشير بن سعد ، وتزعم الخزرج أنّ أوّل من بايع أسيد بن حضير. قلت : بشير بن سعد خزرجي ، واُسيد بن حضير أوسي ، وإنّما تدافع الفريقان الروايتين تفادياً عن سعد بن عبادة ، وكراهية كلّ حيّ منهما أن يكون نقض أمره جاء من جهة صاحبه.
    وفي 6/10 : ولمّا رأت الأوس أنّ رئيساً من رؤساء الخزرج قد بايع ، قام أسيد بن حضير ـ وهو رئيس الأوس ـ فبايع حسداً لسعد أيضاً ، ومنافسة له أن يلي الأمر ، فبايعت الأوس كلّها لمّا بايع أسيد ..
    وفي صفحة : 11 : وذهب عمر ومعه عصابة إلى بيت فاطمة [ عليها السلام ] ، منهم أسيد بن حضير ، وسلمة بن أسلم ، فقال لهم : انطلقوا فبايعوا ، فأبوا عليه ، وخرج إليهم الزبير بسيفه ، فقال عمر : عليكم الكلب !
    وفي صفحة : 47 بسنده : .. عن أبي الأسود ، قال : غضب رجال من المهاجرين في بيعة أبي بكر بغير مشورة ، وغضب علي والزبير ، فدخلا بيت فاطمة [ عليها السلام ] ، معهما السلاح ، فجاء عمر في عصابة ، فيهم : أسيد بن حضير ، وسلمة بن سلامة بن قريش ، وهما من بني عبد الأشهل فاقتحما الدار ، فصاحت فاطمة [ عليها السلام ] وناشدتهما الله ..
    وفي كتاب سليم بن قيس : 84 في قصة دخول القوم دار أمير المؤمنين عليه السلام روى : ثم انطلق بعلي عليه السلام يُعتل عتلاً [ أي يجذب جذباً ] حتى انتهى به إلى أبي بكر ، وعمر قائم بالسيف على رأسه ، وخالد بن الوليد ، وأبو عبيدة الجراح ، وسالم مولى أبي حذيفة ، ومعاذ ابن جبل ، ومغيرة بن شعبة ، وأسيد بن حضير ، وبشير بن سعد ، وسائر الناس


(66)
الضاد المعجمة ـ ابن سماك بن عتيك الأنصاري الأشهلي أبو يحيى ، صحابي جليل مات سنة عشرين أو إحدى وعشرين. انتهى.
    وأقول : مقتضى عدّ العلاّمة رحمه الله إيّاه في القسم الأوّل كونه من المعتمدين وحسنه ، وما أبعد ما بينه وبين عدّ الجزائري إيّاه في باب الضعفاء من الحاوي (1) ، ورمي الفاضل المجلسي إيّاه في الوجيزة بالجهالة (2).
    ولقد تعجّب الحائري (3) من عدّه في الخلاصة في القسم الأوّل بعد ما اشتهر عن الرجل في كتب العامّة فضلاً عن الخاصّة من اعترافه بكونه ممّن حمل الحطب إلى باب بيت فاطمة عليها السلام لإضرامه.
    وأقول : لم أطلع على ما ذكره * ، فإنّ تمت النسبة قدح في إسلامه ، فضلاً عن عدالته ، ولزم ثبته في أضعف الضعفاء ، ويكون ثبت العلاّمة رحمه الله إيّاه في
حول أبي بكر عليهم السلاح ، وتهذيب الكمال 3/246 برقم 517 ، والوافي بالوفيات 9/258 برقم 4174.
1 ـ حاوي الأقوال 3/313 برقم 1309 [ المخطوط : 230 برقم ( 1219 ) من نسختنا ].
2 ـ الوجيزة : 146 [ رجال المجلسي : 163 برقم ( 219 ) ] قال : أسيد مجهول.
3 ـ في منتهى المقال : 60 [ الطبعة المحقّقة 2/100 برقم ( 398 ) ] ، وكذلك عدّه في ملخّص المقال في قسم الضعفاء ، وبعد أن عنونه قال : أقول : وهو ممّن اعترف بكونه ممّن جمع الحطب إلى باب فاطمة عليها السلام لإضرامه.
* ـ نعم ، في اُسد الغابة أنّ له في بيعة أبي بكر أثراً عظيماً. انتهى. ولعلّه أشار بذلك إلى مسألة الحطب ، والعلم عند الله تعالى. [ منه ( قدّس سرّه ) ]
    أقول : راجع اُسد الغابة 1/92 ، وقد نقلنا عبارته فيما سلف.


(67)
القسم الأوّل من الغرائب ، فراجع وتدبّر (*).

    [ الترجمة : ]
    من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله ، ويأتي في معاذ بن جبل الخبر (2)
(*)
حصيلة البحث
    إنّ الّذي يتّضح من مجموع ما نقلناه عن اُسد الغابة بأنّه كان له في بيعة أبي بكر أثر عظيم ، ووصيّته لعمر ، وصلاته عليه ، وما نقلناه عن الإصابة بأنّ أبا بكر كان لا يقدّم عليه أحداً من الأنصار ، وما عن تاريخ الطبري وابن الأثير من حثّه على بيعة أبي بكر ، وما عن الإمامة والسياسة ، وابن أبي الحديد من دخوله مع عمر وعصابته دار الصدّيقة الطاهرة فاطمة عليها السلام وصياحها في وجوههم .. ! يكشف عن أنّ المترجم ممّن نقض بيعة الغدير ، وممّن آذى ابنت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فعليه أن يواجه النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله وسلّم ، ويدلي بحجّته في إيذاء وإغضاب حبيبته وابنته الزهراء سلام الله عليها ، وسوف يلقى غيّاً ، فعليه لا ريب عندي وعند كلّ منصف أنّ المترجم من أضعف الضعفاء ، ومن أعلام المنافقين ، فعليه وعلى كلّ منافق لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.
1 ـ أقول : إنّ الذي يظهر من مراجعة المصادر الرجالية من العامة والخاصة أنّ : حصين ، مصحّف : حضير ـ المتقدّم ـ حيث لم يذكر أحد في الصحابة : أسيد بن حصين ، والصحيح : أسيد بن حضير ، فالعنوان ساقط من رأسه.
2 ـ قد ذكر الخبر سليم بن قيس الهلالي في كتابه : 86 في قصة الخلافة : فقال علي عليه السلام : « لقد وفيتم بصحيفتكم التي تعاقدتم عليها في الكعبة ، إن قتل الله محمداً أو مات لتزوون هذا الأمر عنّا أهل البيت » ، وروى الديلمي في


(68)
الناطق بمعاهدته مع معاذ على منع وصول الخلافة إلى علي عليه السلام بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله.
    فهو إذاً من الزنادقة (*).
إرشاده 2/183 في ما قاله معاذ بن جبل عند موته ، رواه بسنده : .. عن عبد الرحمن ابن غنم .. إلى أن قال : أفليس قلتم: إن مات رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم زوينا الخلافة عن علي بن أبي طالب عليه السلام ، فلن تصل إليه ، فاجتمعت أنا وأبو بكر ، وعمر ، وأبو عبيدة ، وسالم مولى حذيفة ، قال : قلت : متى يا معاذ ؟ قال : في حجّة الوداع ، قلنا : نتظاهر على عليّ [ عليه السلام ] فلا ينال الخلافة ما حيينا. فلمّا قبض رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قلت لهم : أكفيكم قومي الأنصار واكفوني قريشاً ، ثم دعوت على عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم على هذا الذي تعاهدنا عليه بشر بن سعد ، وأسيد بن حصين فبايعاني على ذلك.
(*)
حصيلة البحث
    لمّا اتّضح اتّحاد هذا العنوان مع المتقدّم ، ظهر خطأ ( حصين ) في خبر الديلمي ، والخطأ من الناسخ ، وحينئذ لا ينبغي الريب أو التشكيك في كون المترجم من أعداء الله ورسوله وأمير المؤمنين ، وأنّه من رؤوس المنافقين ، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.

    جاء بهذا العنوان في رجال الشيخ رحمه الله : 301 برقم 332 فقال : محمد بن مروان البصري ، حدّث عنه أسيد بن زيد.
حصيلة البحث
    المعنون مهمل لعدم ذكر أحد من أرباب الجرح والتعديل له.


(69)
    الضبط :
    قد مرّت (1) الإشارة إلى الخلاف في ضبط أسيد هذا ، فضمّ الهمزة ابن إسحاق وفتحها يونس بن بكير والدارقطني ، وقيل : اُسد ـ بغير ياء ـ (2).
(o)
مصادر الترجمة
    اُسد الغابة 1/90 و 94 ، الإصابة 1/48 برقم 100 وصفحة : 63 برقم 177 ، الوافي بالوفيات 9/260 برقم 4179 ، الاستيعاب 1/37 برقم 49.
1 ـ في صفحة : 50 من هذا المجلّد.
2 ـ اعترض بعض المعاصرين في قاموس الرجال 2/90 على المؤلّف قدّس سرّه بقوله : قال : أبدل بعضهم أسيد بـ : أسد ، قلت : بل اتفقوا على كونه أسيد مع الياء ، وإنّما اختلفوا في كون أسيد مكبّراً ، أو مصغّراً.
    أقول : ويردّ اعتراضه هذا تصريح المصادر المعتمدة بذلك ففي اُسد الغابة 1/94 : أسيد ـ بالضمّ أيضاً ـ هو ابن سعية ، وقيل : بفتح الهمزة ، وقيل : أسد.
    وفي الإصابة 1/48 برقم 100 عنونه : أسد بن سعية القرظي. وفي آخر الترجمة قال : وأسد أو أسيد بن سعية.
    وفي صفحة : 63 برقم 177 : أسيد بن سعية ، تقدّم في أسد بفتح السين بغير ياء ووقع بالكسر والياء عند ابن إسحاق .. إلى أن قال : واختلف أيضاً في اسم أبيه ، فقيل : سعنة ـ بالنون ـ وقيل : بالياء التحتانية ، فالإعتراض لا وجه له.
    ثم قال المعاصر : إنّ نزول آية : « لَيْسُوا سَواءً مِن أَهْلِ الْكِتابِ أُمّةٌ قائِمَةٌ .. » [ سورة آل عمران ( 3 ) : 113 ] عند إسلام الرجل مع جمع ، وقول اليهود والأحبار : ما أتى محمداً صلّى الله عليه وآله وسلّم إلاّ شرارنا! ، تدلّ على حسنه.
    وهذا استظهار غريب ؛ لأنّ نزول آية كريمة في دحض كلام اليهود والأحبار ، وموت


(70)
    وسَعْيَة : بالسين المفتوحة ، والعين المهملة الساكنة ، والياء المثنّاة من تحت المفتوحة ، والهاء (1).
    والقَرْظِي : بالقاف المفتوحة ، والراء المهملة الساكنة ، والظاء المعجمة ، والياء ، نسبة إلى قُرَيْظَة ـ كجُهَيْنَة ـ (2) قبيلة من يهود خيبر دخلوا في العرب على نسبهم إلى هارون أخي موسى لكن أُبير من لم يسلم منهم لنقضهم العهد ومظاهرة المشركين على رسول الله صلّى الله عليه وآله ومن كان أسلم منهم فهو الناجي ، والظاهر كون القرظي ـ مثلّثة القاف ـ نسبة إلى قرظة بن كعب الأنصاري (3).
المعنون في حياة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم لا يدلاّن على حسنه بإحدى الدلالات ، ولا يجوز الحكم بالوثاقة أو الحسن إلاّ بنقل واضح ، ودلالة بيّنة ، فالمختار جهالة المعنون ، وذكره في الوافي بالوفيات 9/260 برقم 4179 ، والاستيعاب 1/37 برقم 49 .. وغيرهما.
1 ـ انظر بعض المسمّين بـ : سَعْيَة في تاج العروس 10/178.
2 ـ أقول : الظاهر من الصحاح 3/1177 أنّه إذا كان القرظي منسوباً إلى قُرَيْظَة فهو بضمّ القاف وفتح الراء ، قال الجوهري في الصحاح : وقُرَيْظَة والنَضِيْر : قبيلتان من يهود خيبر ، وقد دخلوا في العرب على نسبهم إلى هارون أخي موسى عليهما السلام ، منهم محمد بن كعب القُرَظيّ.
    وذكر قبل ذلك سَعْدَ القَرَظ ـ بفتح القاف والراء ـ مؤذن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. وقال في توضيح المشتبه 7/192 بعد ضبط القُرَظِيّ : قريظة هم من سبط لاوي بن يعقوب عليه السلام ، وفي صفحة : 193 : القَرَظي ـ بفتح القاف ـ : عبدالرحمن بن سعد بن عمّار القَرَظي من ولد سعد القَرَظ مؤذن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ..
    وانظر : لسان العرب 7/456 ، وتاج العروس 5/259.
3 ـ الظاهر من تاج العروس 5/259 فتح القاف والراء حيث قال فيه : وقرظة بن كعب بن عمرو ـ محركة ـ صحابيّ من الأنصار .. كما في العباب.


(71)
    الترجمة :
    عدّه في اُسد الغابة (1) من الصحابة ، وأبدل بعضهم ( أسيداً ) بـ : ( أسد ) ، والأوّل أصحّ عند جمع.
    وعلى كلّ حال ؛ فلم يتحقق لنا حال الرجل ، فهو مجهول (*).

    الضبط :
    شُبْرَمَة : بالشين المعجمة المضمومة ، والباء الموحّدة الساكنة ، وفتح الراء المهملة ، والميم كذلك ، ثم التاء ، من الأسماء المتعارفة ، وأصلها السنّورة وما انتثر من الحبل والغزل (2).
    وقد مرّ (3) ضبط الحارثي في : إبراهيم أبي إسحاق.
1 ـ اُسد الغابة 1/90.
(*)
حصيلة البحث
    لم يذكر المعنونون له ما يوضّح حاله ، فهو ممّن لم يبيّن حاله.
(o)
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 152 برقم 210 ، مجمع الرجال 1/230 ، نقد الرجال : 48 برقم 4 [ المحقّقة 1/237 برقم ( 563 ) ] ، جامع الرواة 1/106.
2 ـ قال في تاج العروس 8/355 : الشبرمة بالضمّ : السنورة .. وما انتثر من الحبل والغزل كالمشبرم. وذكر قبل ذلك أنّ الشُبْرُم كقنفذ : القصير ، ويفتح ، والشبرم : البخيل .. وغير ذلك. وقد ذكر في الصحاح 5/1958 شُبْرُمَة ـ بضمّ الراء ـ وقال : اسم رجل. وانظر : لسان العرب 12/318.
3 ـ في صفحة : 181 من المجلّد الثالث.


(72)
    الترجمة :
    عدّه الشيخ رحمه الله في رجاله (1) من أصحاب الصادق عليه السلام.
    وظاهره كونه إماميّاً ، إلاّ أنّ حاله مجهول (*).

    [ الترجمة : ]
    لم أقف فيه إلاّ على ما في الكافي (2) في باب مولد أمير المؤمنين عليه السلام من
1 ـ في رجال الشيخ الطبعة الحيدرية في النجف الأشرف : 152 برقم 210 قال : أسيد بن بشير الحارثي الكوفي ، وعلّق عليه : وفي نسخة : ابن شبرمة ، ولكن في مجمع الرجال 1/230 ، ونقد الرجال : 48 برقم 4 [ الطبعة المحقّقة 1/237 برقم ( 563 ) ] ، وجامع الرواة 1/106 : أسيد بن شبرمة ، نقلاً عن رجال الشيخ رحمه الله ، كما وفي نسخة مخطوطة تاريخ كتابتها سنة 983 قال : أسيد بن شبرمة.
(*)
حصيلة البحث
    لم يذكر علماء الجرح والتعديل ما يوضّح حاله ، فهو ممّن اُهمل بيان حاله.
(o)
مصادر الترجمة
    الكافي 1/454 حديث 4 ، الاستيعاب 1/38 برقم 50 ، الوافي بالوفيات 9/261 برقم 4180 ، اُسد الغابة 1/90 ، الإصابة 1/63 برقم 179 ، تهذيب الكمال 3/241 برقم 513 ، الإكمال 1/53 ، ميزان الاعتدال 1/257 برقم 986 ، لسان الميزان 4/280 برقم 802 ، تهذيب التهذيب 6/411 برقم 862.
2 ـ الكافي 1/454 باب مولد أمير المؤمنين عليه السلام حديث 4 بسنده : .. عن عبد الملك بن عمر ( عمير ) ، عن أسيد بن صفوان صاحب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، قال : لمّا كان اليوم الذي قبض فيه أمير المؤمنين عليه السلام ارتجّ الموضع


(73)

بالبكاء ، ودهش الناس كيوم قبض النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وجاء رجل باكياً وهو مسرع مسترجع ، وهو يقول : اليوم انقطعت خلافة النبوّة ، حتى وقف على باب البيت الذي فيه أمير المؤمنين عليه السلام ، فقال : رحمك الله يا أبا الحسن !. وفي آخر الحديث : وسكت القوم حتى انقضى كلامه ، وبكى ، وبكى أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، ثمّ طلبوه فلم يصادفوه.
    وفي إكمال الدين 2/388 باب 38 حديث 3 بسنده : .. قال : عن عبدالملك بن عمير ، عن أسيد بن صفوان صاحب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
    وبحار الأنوار 100/354 باب 5 بسنده : .. قال : حدّثنا عمر بن إبراهيم بن هاشم ، عن عبدالملك بن عمر ، عن أسد بن صفوان صاحب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
    واُسد الغابة 1/90 : أسيد بن صفوان له صحبة ، عداده في أهل الحجاز ، تفرّد بالرواية عنه عبدالملك بن عمير.
    ومن الغريب جدّاً أنّ في الاستيعاب 1/38 برقم 50 قال : أسيد بن صفوان أدرك النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وروى عن عليّ كرم الله وجهه [ عليه السلام ] حديثاً حسناً في ثنائه على أبي بكر يوم مات ، رواه عمر بن إبراهيم بن خالد ، عن عبد الملك بن عمير ، عن أسيد بن صفوان ، وكان قد أدرك النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ، قال : لمّا قبض أبو بكر وسجّي بثوب ارتجّت المدينة بالبكاء ، ودهش القوم كيوم قبض رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فأقبل علي بن أبي طالب رضي الله عنه [ صلوات الله عليه ] مسرعاً باكياً مسترجعاً حتى وقف على باب البيت ، فقال : رحمك الله يا أبا بكر ! .. ، وذكر الحديث بطوله ، وذكر عبارة الاستيعاب بكاملها في الوافي بالوفيات 9/261 برقم 4180 ، واُسد الغابة باضافة مقدار من الزيادة في 1/90.
    وفي الإصابة 1/63 برقم 179 قال : أسيد بن صفوان ، نسبه ابن قانع سلمياً ، وقال : البارودي : يقال : إنّه صحابي ، وليس له رواية إلاّ عن عليّ [ عليه السلام ] ، وقال ابن السكن : ليس بالمعروف في الصحابة .. إلى أن قال : من طريق عمر بن إبراهيم الهاشمي أحد المتروكين ، عن عبد الملك بن عمير ، عن أسيد بن صفوان ، وكانت له صحبة مع النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ، قال : لمّا توفّي أبو بكر ..


(74)

وفي تهذيب الكمال 3/241 برقم 513 : أسيد بن صفوان وكان قد أدرك النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم. عن علي بن أبي طالب [ عليه السلام ] في الثناء على أبي بكر حين مات.
    وفي الإكمال لابن ماكولا 1/53 : وأسيد بن صفوان أدرك النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ، وروى عن علي [ عليه السلام ] كلاماً في الثناء على أبي بكر .. إلى أن قال : روى عنه عبد الملك بن عمير.
    وفي ميزان الاعتدال 1/257 برقم 986 : أسيد بن صفوان : عن علي [ عليه السلام ] في تعظيم أبي بكر. ما روى عنه سوى عبد الملك بن عمير.
    أقول : آفة هذه الرواية جاءت من رواتها عمر بن إبراهيم بن خالد ، وعبد الملك بن عمير.
    أمّا عمر بن إبراهيم بن خالد ؛ فقد ترجم له العسقلاني في لسان الميزان 4/280 برقم 802 قال : عمر بن إبراهيم بن خالد الكردي الهاشمي مولاهم ، عن عبد الملك ابن عمير ، وعن ابن أبي ذئب وشعبة ، وبقي إلى بعد العشرين ومائتين. وعنه عبد الله بن محمد المخرمي .. إلى أن قال بسنده : .. حدّثنا عمر بن إبراهيم الكردي ، حدّثنا ابن أبي ذئب ، عن أبي حازم ، عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : حبّ أبي بكر وشكره واجب على أمّتي. هذا منكر جداً.
    وقال الدارقطني : كذّاب خبيث.
    وقال الخطيب : غير ثقة .. إلى أن قال في آخر الترجمة : وقال ابن عقدة : ضعيف ، وقال الخطيب : يروي المناكير عن الأثبات ، ولم يعرفه ابن القطّان فقال : مجهول.
    وأمّا عبد الملك بن عمير ؛ فقد ترجم له ابن حجر في تهذيب التهذيب 6/411 برقم 862 قال : عبد الملك بن عمير بن سويد بن حارثة القرشي ويقال : اللخمي أبو عمرو ، ويقال : أبو عمر الكوفي المعروف بالقبطي. رأى علياً [ عليه السلام ] وأبا موسى ، وروى عن الأشعث بن قيس .. إلى أن قال : وعبد الله بن الزبير والمغيرة ابن شعبة .. إلى أن قال : وقال علي بن الحسن الهسنجاني : عن أحمد عبد الملك : مضطرب الحديث جداً مع قلّة روايته .. إلى أن قال في صفحة : 412 : وعن ابن معين : مخلط .. إلى أن قال : ومات سنة 236 وله يومئذ مائة وثلاث سنين وكان مدلّساً ..


(75)
رواية عبد الملك بن عمر (1) ، عنه.
    وحاله مجهول (*).
وقريب منه في ميزان الاعتدال 2/660 برقم 5235.
    واعلم أنّ أسيد بن صفوان إذا كان ممّن أدرك النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وروى عنه عبد الملك بن عمير المتوفَّى سنة 236 والذي عاش مائة وثلاث سنين ، ينبغي أن قد عمّر أسيد أكثر من مائة وثلاثين سنة ولم يذكر في المعمرين ، والظاهر أنّ أصل الحديث كما أنّه موضوع ، فكذا الرواة ليسوا متقنين للوضع.
    أقول : اتّضح ممّا ذكروا في ترجمة الراويّين عن أسيد بن صفوان مدى أمانة الراويّين في رواية الحديث ، ووضع المناقب والفضائل ، وكأنّ الكذب على لسان الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله وسلّم كان أمراً متعارفاً سائغاً لإثبات قداسة مواليهم! وكأنّه لا يحصل إلاّ عن لسانه صلّى الله عليه وآله وسلّم ، والوضّاعون للمناقب كثيرون جداً ، يقف عليهم المتتّبع لترجمتهم ، عصمنا الله تعالى عن الخطأ والزلل في القول والعمل بالنبي وآله المعصومين عليهم الصلاة والسلام.
1 ـ كذا في نسختنا من اُصول الكافي ـ ومن المطمأن به أنّ الصحيح : ابن عمير ، والتصحيف من النسّاخ.
(*)
حصيلة البحث
    المعنون صحابي لم يذكره علماؤنا الرجاليّون ولذا لم يتّضح لي حاله.

    ذكره في مجمع الرجال 1/230 من أصحاب الصادق عليه السلام عن رجال الشيخ رحمه الله وعلّق القهبائي : ( أسد بن عمّار خ. ل ) ، ولكن في رجال الشيخ من نسختنا طبعة النجف الأشرف : أسد بن عامر القيسي.
حصيلة البحث
    المعنون إمامي ولم يبيّن حاله.
تنقيح المقال ـ الجزء الحادي عشر ::: فهرس