تنقيح المقال ـ الجزء الثالث عشر ::: 226 ـ 240
(226)
    الترجمة :
    عدّ من الصحابة (1) ، قتل بخيبر مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فهو من الشهداء (*).

    الترجمة :
    لم أقف فيه إلاّ على ما عن منتجب الدين (2) من أنّه : فقيه صالح ، قرأ على
1 ـ اُسد الغابة 1/220 ، والإصابة 1/191 برقم 871 ، وتجريد أسماء الصحابة 1/60 برقم 571 ، فهؤلاء ذكروه بعنوان : ثابت بن أثلة.
    وفي الاستيعاب 1/77 برقم 265 ذكره بعنوان : ثابت بن واثلة.
    واعترض بعض المعاصرين في قاموسه 2/266 : بأنّ العنوان غلط ؛ لأنّ الاستيعاب ذكر اسم أب المعنون : واثلة ، والمؤلّف صحّف ذلك.
    أقول : ليت شعري لماذا يصحّف المؤلّف قدّس سرّه اسم والد صحابي ؟! وماذا يكسب من هذا التصحيف ؟! ثمّ لسائل أن يسأل هذا المعاصر سامحه الله تعالى بأنّه لماذا رجّح الاستيعاب على اُسد الغابة والإصابة وتجريد أسماء الصحابة ، ولا يحتمل أنّ التصحيف واقع في كلام ابن عبد البر ، وعلى كلّ حال ، اعتراضات هذا المعاصر عافاه الله تعالى من هذا القبيل ، وهو محب للنقد ولو اعتباطاً ، وقد قيل من قبل : حب الشيء يعمي ويصمّ.
(*)
حصيلة البحث
    استشهاده تحت راية النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم لخير شاهد على حسنه.
(o)
مصادر الترجمة
    فهرست متجب الدين : 35 برقم 66 ، أمل الآمل 2/47 برقم 123 ، رياض العلماء 1/101 ، رجال السيد بحر العلوم 2/134 ، طبقات أعلام الشيعة للقرن الخامس : 41.
2 ـ فهرست منتجب الدين : 35 برقم 66 ، وبنص ما هنا في أمل الآمل ، ورياض


(227)
الشيخ التقي رحمه الله ؛ يعني أبا الصلاح (*).
العلماء بلا زيادة ، وفي رجال السيد بحر العلوم 2/134 في آخر ترجمة أبي الصلاح الحلبي عدّ تلامذته ، وقال : قرأ عليه .. والشيخ الفقيه ثابت بن أحمد بن عبدالوهاب الحلبي ..
    وعنونه في طبقات أعلام الشيعة للقرن الخامس : 41 ، وذكر نصّ عبارة الشيخ منتجب الدين ، وقال في آخر الترجمة : وكأنّه بعينه ابن أسلم الآتي ، وأحمد تصحيف : أسلم. ثم عنون : ثابت بن أسلم.
    أقول : وجه احتمال اتّحاد ثابت بن أحمد وثابت بن أسلم الاتّحاد في الاسم واسم الجدّ والبلد ، وأما وجه اختلاف العنوان فاسم أب هذا أحمد ، واسم أب الآتي أسلم ، وابن أحمد صرّحوا بأنّه فقيه وابن أسلم بأنّه من النحاة ، وابن أحمد لم يذكروا له كنية ، وابن أسلم كنيته : أبو الحسن ، وابن أحمد لم يشيروا إلى شهادته ، وابن أسلم صرّح كلّ من ترجمه بأنّه قتله الإسماعيلية ، فهذه موارد الاتّحاد بين العنوانين وافتراقهما.
(*)
حصيلة البحث
    تصريح الثقة الخبير منتجب الدين بأنّ المترجم فقيه صالح يلزمنا الحكم عليه بالحسن أقلاًّ ، والله العالم.

    جاء في لسان الميزان 2/81 برقم 322 : ثابت الأسدي ، ذكره الكشّي في رجال الشيعة وقال : صحب جعفراً [ عليه السلام ] وأخذ عـنه حديثاً كثيراً ، وقال ابن عقدة : أخذ أيضاً عن موسى بن جعفر [ عليه السلام ] ، وقال علي بن الحكم : كان جعفر [ عليه السلام ] يثني عليه خيراً.
حصيلة البحث
    لم أجد في رجال الكشّي ـ الذي عندي ـ عن المعنون ذكراً ، وعليه يُعدّ ممّن أهمل ذكره.


(228)
    الضبط :
    البناني : نسبة إلى بنان ، بضمّ الباء الموحّدة ونونين بينهما ألف ، وزان غراب ، قرية من قرى نيسابور من عمل طريثيث (1) ، أو بكسر الباء وزان سراج ، أو فتحها ، المشهور وزان جماد ، قرية ب‍ : حرّان. أو بالفتح ـ أيضاً ـ موضع في ديار
(o)
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 85 برقم 4 ، وتقريب التهذيب لابن حجر 1/115 برقم 1 ، والكاشف 1/170 [ وفي طبعة اُخرى 1/115 برقم ( 688 ) ، وفي طبعة ثالثة 1/122 برقم ( 689 ) ] ، وتهذيب التهذيب 2/3 برقم 2 ، وميزان الاعتدال 1/362 برقم 1354 ، والمعارف لابن قتيبة : 476 ، والجرح والتعديل 2/449 برقم 1805 ، والتاريخ الكبير 2/159 برقم 2052 ، والوافي بالوفيات 10/461 برقم 4961 ، والعجلي في الثقات : 89 برقم 180 ، وتهذيب الكمال 4/342 برقم 811 .. وغيرها.
1 ـ قال في معجم البلدان 1/497 في عنوان بنان : بالضم .. إلى أن قال : علي بن إبراهيم البتاني ، الباء موحّدة مضمومة ، بعدها تاء فوقها نقطتان .. ، وهي من قرى طريثيث كما ذكرناه في موضعه.
    وفيه 4/33 : طريثيث : بضمّ أوّله ، وفتح ثانيه .. إلى أن قال : وطرثيث : ناحية وقرى كثيرة من أعمال نيسابور ، وطريثيث قصبتها ..
    وفي 1/498 قال : بنان ـ بالضمّ ـ قرية بمرو الشاهنجان .. إلى أن قال : هو منسوب إلى ناحية بنان من نواحي مرو. ولاحظ ضبط بُنان ـ بضمّ الباء ـ في الإكمال 1/361 ـ 364 ، وتوضيح المشتبه 1/596 ـ 600 .. وغيرهما.
    وفي معجم البلدان 1/497 : بنانة ـ بالفتح ـ :ماء لبني أسد بن خزيمة ، وقال محمود : بنانة ماء لبني جذيمة بطرف بنان ، جبل. وقال قبله : بنانه ـ بالهاء ـ سكة بنانة من محالّ البصرة القديمة .. إلى أن قال : وقد نسب إلى هذه السكة ثابت بن أسلم البصري البناني العابد تابعي صحب أنس بن مالك أربعين سنة ، وتوفّي سنة 127 ، وقيل : سنة 126 ، وقيل : سنة 123 عن ست وثمانين سنة.


(229)
بني أسد بنجد لبني جذيمة.
    والأظهر الأخير ، نظراً إلى كون الرجل قرشياً ، وأظهر منه ما وقفنا عليه بعد حين في رجال ابن داود (1) من أنّ البناني ـ بالباء المضمومة ، والنونين ـ منسوب إلى بنانة ، وهم ولد سعد بن لؤي. انتهى.
    وعن سبائك الذهب (2) : إنّ بني بنانة بطن من لؤي بن غالب ، وهم بنو سعد ابن لؤي وبنانة أمهّم نسبوا إليها ، منهم ثابت البناني. انتهى.
    فتعيّن كون ثابت هذا منسوباً إلى بني بنانة (3).
    الترجمة :
    عدّه الشيخ رحمه الله في رجاله (4) من أصحاب السجاد عليه السلام قائلا : ثابت بن أسلم البناني القرشي ، تابعي سمع أنس.
1 ـ رجال ابن داود : 76 برقم 271 قال : ثابت البناني ، بالباء المضمومة والنونين بينهما ألف ، منسوب إلى بُنَانة ، وهم من ولد سعد بن لُؤي ، يكنّى : أبا فضالة ( ي ) ( جخ ) من أهل بدر قتل معه عليه السلام بصفّين.
2 ـ سبائك الذهب : 63 في ذكر لؤي ، وذكر ثلاثة بنين له ، منهم : سعد ، ويقال لبنيه : بنو بنانة ، وبنانة اسم امرأة سعد نسب ولده إليها ، وهم بطن من لؤي بن غالب ، ومنهم : ثابت البناني.
3 ـ قال في تاج العروس 9/145 : وبنانة حيّ من العرب كما في المحكم ، ثمّ قال : قلت : وهم من قريش ، وليسوا من قريش مكة وإنّما دخلوا فيهم. وقال ابن دريد : كانوا في بني الحرث بن ضبعة ، وقال الحكم : هم من بني شيبان. منهم : ثابت بن أسلم البصري البناني أبو محمّد ، عن الزبير وأنس وأبي رافع ، وعنه حميد الطويل وشعبة وحماد بن زيد ، مات سنة 127 رحمه الله تعالى عن ستّ وثمانين سنة .. إلى أن قال : وبنانة محلّة بالبصرة .. نسبت إلى بنانة أم ولد سعد بن لؤي بن غالب .. سكنها ثابت ـ أيضاً ـ فنسب إليها ، فهو منسوب إلى بنانة والمحلّة ، واقتصر ابن الأثير على الوجه الأخير.
4 ـ رجال الشيخ : 85 برقم 4.


(230)
    وعن تقريب ابن حجر (1) : ثابت بن أسلم البناني ـ بضمّ الموحّدة ، ونونين ـ أبو محمد البصري ثقة ، عابد ، من الرابعة ، مات سنة بضع وعشرين ومائة. انتهى.
    وعن مختصر الذهبي (2) : إنّه كان رأساً في العلم والعمل ، يلبس الثياب الفاخرة ، يقال : لم يكن في وقته أعبد منه. انتهى (3).
1 ـ تقريب التهذيب 1/115 برقم 1 باختلاف يسير ، وقال بعد ذلك : .. وله ستّ وثمانون.
2 ـ لاحظ : الكاشف للذهبي 1/170 برقم 688 قال : ثابت بن أسلم البناني ، أبو محمد ، عن ابن عمر ، وابن الزبير ، وخلق ، وعنه الحمادان ، وأمم وكان رأساً في العلم والعمل ، يلبس الثياب الفاخرة ، يقال : لم يكن في وقته أعبد منه ، عاش ستّاً وثمانين ، مات سنة 127.
3 ـ تهذيب التهذيب 2/2 قال : ثابت بن أسلم البناني أبو محمد البصري ، روى عن أنس ، وابن الزبير ، وابن عمر ، وعبد الله بن مغفل .. إلى أن قال : وعنه حميد الطويل ، وشعبة ، وجرير بن حازم .. إلى أن قال : وقال أبو طالب عن أحمد : ثابت يتثبّت في الحديث ، وكان يقصّ ، وقتادة كان يقصّ وكان أذكر ، وقال العجلي : ثقة ، رجل صالح ، وقال النسائي : ثقة ، وقال أبوحاتم : أثبت أصحاب أنس ، الزهري ، ثم ثابت ، ثم قتادة .. إلى أن قال : مات سنة 127 ، وقال جعفر بن سليمان سنة 23. وحكي عن ثابت قال : صحبت أنساً أربعين سنة. قلت : قال شعبة : كان ثابت يقرأ القرآن في كلّ يوم وليلة ، ويصوم الدهر .. إلى أن قال : وقال ابن حبّان في الثقات : كان من أعبد أهل البصرة ، وقال ابن سعد : كان ثقة مأموناً توفّي في ولاية خالد القسري .. ثم ذكر أنّه اختلط ، وأنّه لا يكتب عنه ، وأنّه يروي عن أبي هريرة ، فراجع.
    وفي ميزان الاعتدال 1/362 برقم 1354 قال : ثابت بن أسلم البناني ثقة بلا مدافعة ، كبير القدر .. إلى أن قال : وثّقه أحمد والنسائي.
    وقال في خلاصة تذهيب تهذيب الكمال : 56 : ثابت بن أسلم البناني ـ بضمّ الموحّدة وبنونين ـ مولاهم أبو محمد البصري ، أحد الأعلام ، عن ابن عمر ، وعبد الله


(231)
    وظاهر الشيخ رحمه الله كونه إمامياً ، وما سمعته من ابن حجر والذهبي يدرجه في الحسان *.
    وسيأتي إشكال في ذلك مع جوابه عندما عنونّا الرجل في خاتمة الخاتمة إن شاء الله تعالى (1).
ابن مغفل ، وأنس .. وخلق من التابعين.
    وفي المعارف لابن قتيبة : 476 : ثابت البناني ، هو ثابت بن أسلم ، وبُنانة من قريش ، وهم بنوسعد بن لؤي ، وكانت بنانة أمهم فنسبوا إليها ، وكان منهم من أنفسهم ، ويكنّى : أبامحمد ، وتوفّي في ولاية خالد بن عبد الله على العراق.
    أقول : ذكر في أمالي شيخ الطائفة الصدوق 1/389 : أخبرنا الحفّار ، قال : حدّثنا إسماعيل بن علي الدعبلي .. إلى أن قال : وقد حدّثني حمّاد بن سلمة ، عن ثابت البناني ، عن أنس بن مالك ، قال ..
    وفي 2/9 بسنده : .. عن سليمان بن المغيرة ، عن ثابت البناني ، عن أنس بن مالك ..
    وفي صفحة : 99 بسنده : .. عن علي بن أبي سارة الشيباني ، قالا حدّثنا ثابت البناني ، عن أنس بن مالك ..
    وفي الخصال للشيخ الصدوق 1/30 بسنده : .. قال : حدّثنا خلاّد بن عيسى ، عن ثابت ، عن أنس .. وصفحة : 165 حديث 217 بسنده : .. قال : أخبرنا سلام أبو المنذر ، قال : سمعت ثابتاً البناني ، ولم أسمع عن غيره يحدّث عن أنس بن مالك .. وترجم له جلّ الرجاليين من العامّة.
* ـ يأتي إشكال مع جوابه عند عنواننا للرجل في خاتمة الخاتمة إن شاء الله تعالى.     [ منه ( قدّس سرّه ) ].
    أقول : ذكر المؤلّف قدّس سرّه في 3/123 ( الطبعة الحجرية ) تحت عنوان : أيّوب بن أبي تميمة كيسان السجستاني ما يخصّ جماعة منهم أيّوب وثابت البناني ، وسنذكره آخر الترجمة.
1 ـ هذا ما جاء في تصحيحات المصنّف في جدول الخطأ والصواب في آخر الكتاب ، وهو تكرار لما سيأتي ، كما هو واضح.


(232)
[ ثابت بن أسلم البناني ]
    [ يأتي هنا الإشكال المزبور آنفاً مع جوابه (1) في أيوب بن أبي تميمة (2) ] (3) (*).
1 ـ وهو ما ذكره قدّس سرّه عند استدراك في ترجمة من رواية الاحتجاج التي أوردها صاحب البحار عن ثابت البناني بما يظهر منه كون الرجل من عبّاد البصرة ومتصوّفة العامة ، فراجعها.
2 ـ في صفحة : 349 من المجلّد الحادي عشر.
3 ـ ما بين المعقوفين هو ممّا استدركه المصنّف طاب ثراه في آخر الكتاب من الأسماء التي فاتته ترجمته تحت عنوان خاتمة الخاتمة 3/123 أثناء طبعه للكتاب ، ولم يتمّها حيث لم يف عمره الشريف بذلك.
(*)
حصيلة البحث
    بعد الفحص في المصادر الرجالية من الخاصة والعامة لم أقف على موقف أو كلام للمترجم يؤيّد أهل البيت عليهم السلام ، أو يدافع عنهم ، أو يظهر الميل إليهم ، ولم أحظَ على روايته عنهم عليهم السلام ، والتأمّل في مشايخه في الرواية ، ومن روى عنهم ، وجمل الثناء التي أرخصوها له ، يوجب ذلك كلّه الجزم بأنّه لا صلة له بأئمّة الدين المعصومين عليهم السلام ، وأنّه من رواة العامّة المنحرفين عن خطّهم عليهم السلام ، فهو عندي ضعيف.

    جاء في الوافي بالوفيات 10/470 برقم 4980 : ثابت بن أسلم بن عبدالوهاب أبو الحسن الحلبي أحد علماء الشيعة ، وكان من كبار النحاة ، وصنّف كتاباً في تعليل قراءة عاصم ، وأنّها قراءة قريش ، تولّى خزانة الكتب بحلب ، فقال الإسماعيلية : هذا يفسد الدعوة ؛ لأنّه صنّف كتاباً في كشف عوارهم ، وابتداء دعوتهم ، وكيف بنيت على المخاريق ، فحمل إلى


(233)

مصر فصلب وأحرقت خزانة الكتب بحلب ، وكانت لسيف الدولة ، وفيها عشرة آلاف مجلّدة ، وكان صلبه في حدود الستّين والأربعمائة ..
    وقال في سير أعلام النبلاء 18/176 برقم 92 : ثابت بن أسلم العلاّمة أبو الحسن الحلبي ، فقيه الشيعة ونحوي حلب ، ومن كبار تلامذة الشيخ أبي الصلاح ، تصدّر للإفادة ، وله مصنّف في كشف عوار الإسماعيلية ، وبدء دعوتهم ، وأنّها على المخاريق ، فأخذه داعي القوم ، وحمل إلى مصر فصلبه المستنصر ، فلا رضي الله عمّن قتله ، واُحرقت لذلك خزانة الكتب بحلب ، وكان فيها عشرة آلاف مجلّدة ، فرحم الله هذا المبتدع الذي ذبّ عن الملّة والأمر لله.
    أقول : انظر إلى قوله : فرحم الله هذا المبتدع .. ! فإذا كان مبتدعاً كيف يترحّم عليه ؟ وإذا كان ممّن يترحّم عليه فليس بمبتدع ؟ لأنّ المبتدع ضالّ ، والضالّ لا يجوز الترحم عليه ، وليس هذا التناقض ببعيد عن هذه الفرقة ، لكثرة التناقضات في أقوالهم وعدائهم السافر للشيعة الإمامية رفع الله تعالى شأنهم وهدى عدوّهم إن كانوا ممّن يهتدون ، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله.
    قال الذهبي في تاريخ الإسلام في حوادث ووفيات سنة 441 : 460/499 برقـم 285 : أبو الحسن الحلبيّ ، أحد علماء الشيعة ، وكان من كبار النّحاة ، صنّف كتاباً في تعليل قراءة عاصم ، وأنّها قراءة قريش ، وكان من كبار تلامذة أبي الصلاح ، تصدّر للافادة بعده ، وتولّى خزانة الكتب بحلب ، فقال من بحلب من الإسماعيلية : إنّ هذا يُفْسد الدعوة ، وكان قد صنّف كتاباً في كشف عوارهم وابتداء دعوتهم ، وكيف بنيت على المخاريق ، فَحُمِل إلى صاحب مصر ، فأمر بِصَلْبه ، فصلب ، فرحمه الله ولعن من صلبه ، [ فاستشهد في حدود سنة 460 ] ، وأحرقت خزانة الكتب التي بحلب ، وكان فيها عشرة الآف مجلدة من وقف سيف الدولة بن حمدان وغيره.
    وقد حكاه في كتاب الحاوي في رجال الشيعة الإمامية لابن أبي طي : 61 برقم ( 26 ) وعلّق عليه بقوله : والذي يعلم من هذه الترجمة هو أنّ


(234)

المترجم شيعي إمامي من تلامذة أبي الصلاح الحلبي ، وكان هو مخالفاً للإسماعيلية ؛ كما كان هذا الحال [ كذا ] بين علماء الإمامية في إيران والدعاة الإسماعيلي [ كذا ] ، ولكن الذهبي لم يفهم هذا المعنى. ولمّا كان الترجمة حول عالم شيعي حلبي ، فالمحتمل هو أخذ الترجمة من ابن أبي طي.
    قال الذهبي في تاريخ الإسلام : 441 ، وأورده في مجمع الحاوي في رجال الشيعة الإمامية لابن أبي طي : 61 برقم 26 : أبو الحسن ..
    وقال ابن حجر في لسان الميزان 2/75 برقم 288 [ طبعة الأعلمي ] : ثابت بن أسلم بن عبد الوهب الحلبي أبو الحسن الشيعي النحوي المقري تصدر للافادة بحلب بعد أبي الصلاح ، قتله صاحب مصر لكونه أنكر على اعتقادهم ، وذلك حدود الستين وأربعمائة.
    وفي طبقات أعلام الشيعة للقرن الخامس : 41 قال : ثابت بن أسلم بن عبدالوهاب الحلبي أبو الحسن النحوي الشهيد المصلوب بيد الإسماعيلية في حدود الستّين وأربعمائة ، كما ترجمه السيوطي في بغية الوعاة ، قال : وله ابتداء دعوة العبيديين ، وحكى عن الذهبي : أنـّه كان من كبار النحاة ، شيعياً ، وبعد قتله أحرقوا خزانة الكتب المشتملة على عشرة آلاف كتاب كان وقفها سيف الدولة من آل حمدان ، وكان المتولي عليها ثابت المترجم له ..
    وفي الصفحة نفسها عنون : ثابت بن أحمد بن عبدالوهاب الحلبي ، ثم قال : قال منتجب الدين بن بابويه : فقيه صالح ، قرأ على الشيخ تقي الدين بن نجم الدين الحلبي ، وكأنّه ابن أسلم الآتي ، وأحمد تصحيف : أسلم.
    وترجم له في روضات الجنات 2/168 برقم 163 ، وبعد أن ذكر ما نصّ عليه في الوافي بالوفيات ، قال : والعجب أنّ الشيعة لم يذكروا له ترجمة هذا الرجل في شتّى من كتب رجالهم ..
مصادر الترجمة
    فهرست منتجب الدين : 35 برقم 66 ، روضات الجنات 2/168


(235)

برقم 163 ، طبقات أعلام الشيعة للقرن الخامس : 41 ، جامع الرواة
1/134 ، تأسيس الشيعة : 106 ، سير أعلام النبلاء 18/176 برقم 92 ، الوافي بالوفيات 10/470 برقم 4980 ، بغية الوعاة : 209 ، معجم المؤلّفين 3/99 ، هدية العارفين 1/248 ، أعلام النبلاء في تاريخ حلب الشهباء 11/178 ، طبقات القراء 1/188 ، لسان الميزان 2/75 برقم 288.
حصيلة البحث
    المعنون اتّحد مع ابن أحمد أم تعدّد ، فهو من علمائنا الأخيار وشهدائنا الأبرار ، وأقلّ ما يوصف به الحسن ، فهو حسن في أعلى مراتب الحسن ، والحديث من جهته حسن ، فرضوان الله تعالى عليه وحشره مع الأئمّة المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين.

    جاء بهذا العنوان في مناقب ابن شهرآشوب 2/95 وقال : وفي حديث ثابت بن الأفلح ، قال : ضلّت لي فرس نصف الليل فأتيت باب أمير المؤمنين [ عليه السلام ] .. ، والتفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام : 413 برقم 282 طبعة مدرسة الإمام المهدي عليه السلام ، وفيه : ثابت بن أفلح ..
    وعنه في بحار الأنوار 41/304 حديث 37 مثله ، ولكن فيه : ثابت بن الأفلج ، وفي نسخة : ابن فلح.
    أقول : الظاهر أنّ هذا : ثابت بن أبي الأقلح أبو عاصم ، كما في رجال الشيخ رحمه الله : 44 ( طبعة مؤسسة النشر الإسلامي ) برقم 51.
    راجع الإصابة 1/208 برقم 986.
حصيلة البحث
    المعنون مهمل ليس له ذكر في معاجمنا الرجالية.


(236)
    الضبط :
    أَقْرَم : بالقاف ، والراء المهملة ، والميم (1).
    وفي بعض النسخ بالواو بدل الراء ، والصواب الأوّل.
    ويأتي ضبط البلوي في : جهم.
    الترجمة :
    عدّه الشيخ رحمه الله في رجاله (2) ، وابن عبد البر (3) ، وابن منده ، وأبو نعيم ،
(o)
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 12 برقم 16 ، الاستيعاب 1/74 برقم 248 ، اُسد الغابة 1/220 ، الوافي بالوفيات 10/453 برقم 4940 ، الجرح والتعديل 2/448 برقم 1803 ، تاج العروس 9/23 في مادة ( قرم ).
1 ـ لاحظ ضبطه في توضيح المشتبه 1/260.
2 ـ رجال الشيخ : 12 برقم 16 إلاّ أنّه جاء في نسختنا من طبعة النجف الأشرف الحيدرية : ثابت بن أقوم ، وهو خطأ ، والصحيح : أقرم : بالراء المهملة بدل الواو.
3 ـ في الاستيعاب 1/74 برقم 248 ، قال : ثابت بن أقرم بن ثعلبة بن عدي بن عجلان البلوي ، ثم الأنصاري حليف لهم ، ويقال : إنّه حليف بني عمرو بن عوف ، شهد بدراً والمشاهد كلّها ، ثم شهد غزوة مؤتة فدفعت الراية إليه بعد قتل ابن رواحة ، فدفعها ثابت إلى خالد بن الوليد ، وقال : أنت أعلم بالقتال منّي ، وقتل ثابت بن أقرم سنة إحدى عشرة في الردّة ، وقيل : سنة اثنتي عشرة قتله طليحة بن


(237)
وابن الأثير (1) من الصحابة.
    وزاد ابن الأثير : إنّه شهد بدراً ، والمشاهد كلّها مع رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم وشهد مؤتة مع جعفر بن أبي طالب عليه السلام ، فلمّا أصيب عبد الله بن رواحة ، دفعت الراية إليه فسلّمها إلى خالد بن الوليد ، وقال : أنت أعلم بالقتال منّي.
    وقتل ثابت سنة إحدي عشرة في قتال أهل الردّة ، وقيل : سنة اثنتي عشرة .. إلى أن قال : وقال عروة : إنّ النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم بعث سريّة قبل نجد أميرهم ثابت بن أقرم ، فأصيب ثابت فيها.
    وأقول : إن ثبت الأخير دلّ على وثاقة الرجل ، لعدم تعقّل تأميره صلّى الله عليه وآله وسلّم غير العدل الثقة (2) ، وحيث لم يثبت ذلك نعتبر الرجل من الحسان باعتبار دفع الراية إليه ، فتدبّر (*).
خويلد الأسدي ..
    وذكره في الإصابة 1/192 برقم 872.
1 ـ في اُسد الغابة 1/220.
2 ـ هذا إلاّ إذا اقتضت المصلحة في تعيين غير العدل ، فتدبّر.
(*)
حصيلة البحث
    لمّا لم يثبت دفع الراية وإمارته على السريّة ، بل الأرجح عدم ذلك لا يسعنا الحكم عليه بالوثاقة ، أو الحسن ، بل إني اعدّ الرجل غير معلوم الحال ، بل عن بعض تصرفاته لا يبعد عدّه ضعيفاً ، والله العالم.


(238)

    جاء في رجال الشيخ : 12 برقم 12 عدّه في أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
حصيلة البحث
    المعنون مجهول.

    جاء في لسان الميزان 2/74 برقم 287 : ثابت بن اُمية ، ذكره الكشّي في رجال الشيعة ، وقال : كان من الرواة عن جعفر الصادق رحمه الله تعالى [ صلوات الله عليه ] عنونه بعضهم.
حصيلة البحث
    ليس في نسختنا من رجال الكشّي ذكر عن المعنون ، ولم أجد له في المعاجم الرجالية والحديثية من عنونه ، أو وقع في سند رواية ، فعليه ينبغي عدّه مجهولاً موضوعاً وحكماً.

    جاء بهذا العنوان في مكارم الأخلاق للطبرسي : 24 هكذا : عن ثابت ابن أنس بن مالك قال : إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم كان أزهر اللون ، كأنّ لونه اللؤلؤ ..
    وعنه في بحار الأنوار 16/238 مثله.
حصيلة البحث
    لم أجد للمعنون في المعاجم العاميّة ذكراً وكذلك في معاجمنا الرجالية ، فهو مهمل.


(239)
    الترجمة :
    عدّه الشيخ رحمه الله في رجاله (1) من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام قائلا : ثابت البناني ، يكنّى : أبا فضالة ، من أهل بدر ، قتل معه ـ يعني مع أمير المؤمنين عليه السلام ـ بصفّين.
    وفي القسم الأوّل من الخلاصة (2) : ثابت البناني ، يكنّى : أبا فضالة ، من أهل بدر من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام ، قتل معه بصفّين (3). انتهى.
    وعن بعض نسخه زيادة ( ثقة ) قبل كلمة ( قتل ) ولكن النسخ المصحّحة التي عندي خالية عن ذلك (4). وكذا نسخة صاحب الحاوي (5) حيث عدّه في الضعفاء (6) ، ونسخة صاحب الوجيزة ، حيث أهمل ذكره.
(o)
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 36 برقم 3 ، الخلاصة : 29 برقم 4 ، رجال ابن داود : 76 برقم 271 ، منهج المقال : 74 [ الطبعة المحقّقة 3/110 برقم ( 903 ) ] ، حاوي الأقوال 3/337 برقم 1957 ، اُسد الغابة 5/273 ، الإصابة 4/155 برقم 904 ، الاستيعاب 2/681 برقم 291 ، تاريخ ابن الاثير 3/351 ، الإكمال 1/439.
1 ـ رجال الشيخ : 36 برقم 3 قال : ثابت الأنصاري البناني ..
2 ـ الخلاصة : 29 برقم 4.
3 ـ في المصدر : قتل بصفّين بحذف كلمة ( معه ).
4 ـ وكذلك في ثلاث نسخ مخطوطة في مكتبتنا ليس فيها كلمة ( ثقة ) ، لكن في نسخة من الخلاصة مخطوطة عليها تعليقات الشهيد الثاني فيها ( ثقة ) قبل قوله : ( قتل ) ، وعلّق الشهيد الثاني قدّس سرّه بأنّ لفظ ( ثقة ) ليس في كتاب الشيخ.
5 ـ حاوي الأقوال 3/337 برقم 1957 [ المخطوط : 234 برقم ( 1171 ) ].
6 ـ من الغريب جداً عدّ المترجم من الضعفاء ، وهذا المورد من الموارد التي تسرّع صاحب الحاوي في تضعيف الثقات ، وعدم الفحص التام عنهم ، وذلك أنّ الشيخ في رجاله ،


(240)
    ومثل ما في الخلاصة ما في رجال ابن داود (1).
    ونقل الشهيد الثاني رحمه الله في تعليقته على الخلاصة في المقام ، عن صاحب الإكمال (2) : إنّ ثابت بن أسلم البناني ، تابعي لا صحابي ، وأثنى عليه ، وذكر أنّه توفّي سنة ثلاث وعشرين ومائة. انتهى.
والعلاّمة في الخلاصة ، وابن داود في رجاله ، صرّحوا بأنّ اسمه : ثابت ، وكنيته : أبوفضالة ، وأنّه صحابي بدري استشهد في صفّين تحت راية إمام المتّقين وأمير المؤمنين عليه السلام ، وذكره بكنيته في اُسد الغابة 5/273 فقال : أبوفضالة الأنصاري شهد بدراً مع النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ، روى عنه ابنه فضالة .. إلى أن قال بسنده : .. خرجت مع أبي إلى ينبع عائداً لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه [ صلوات لله وسلامه عليه ] وكان مريضاً بها ، فقال له أبي : ما يقيمك بهذا المنزل ، ولو متّ لم يلك إلاّ أعراب جهينة ، احتمل إلى المدينة ، فإن أصابك أجلك وَلِيَك أصحابك وصلّوا عليك ؟! وكان أبوفضالة من أهل بدر ، فقال : « إنّي لست بميّت من وجعي هذا ، إنّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم عهد إليّ أن لا أموت حتى أضرب ، ثم تخضب هذه من هذه » ـ يعني لحيته من دم هامته ـ وقتل أبو فضالة معه بصفّين سنة سبع وثلاثين ، أخرجه الثلاثة.
    وفي الاستيعاب 2/681 برقم 291 ، والإصابة 4/155 برقم 904 ذكرا بطرق وأسانيد متعدّدة أنّه صحابي بدري ، استشهد في صفّين تحت راية أمير المؤمنين عليه السلام ، وفي الكامل في التاريخ لابن الأثير 3/351 في حوادث سنة 37 ، قال : وفيها قتل أبوفضالة الأنصاري في قول ، وهو بدري.
    أقول : مع تصريح الأعلام من الخاصة والعامة بأنّه صحابي بدري ، وممّن استشهد بين يدي أمير المؤمنين أرواحنا فداه ، كيف يعدّ ضعيفاً ، بل حسناً ، بل لا يبعد عدّه ثقة ، كما يأتي في الحصيلة.
1 ـ رجال ابن داود : 76 برقم 271 طبعة جامعة طهران [ والطبعة الحيدرية : 59 برقم ( 75 ) ] قال : ثابت البناني ـ بالباء المضمومة ، والنونين بينهما ألف ـ منسوب إلى بنانة ، وهم من ولد سعد بن لؤي ، يكنّى : أبا فضالة ، ( ي ) ( جخ ) ، من أهل بدر قتل معه عليه السلام بصفّين.
2 ـ في الإكمال 1/439 في باب البناني ، قال : أمّا البناني ـ بضمّ الباء ، وبعدها نون مفتوحة ، وبعد الألف نون ـ فهو أبو محمد ثابت بن أسلم البناني البصري ، سمع ابن عمر ، وعبد الله بن مغفل ، وأنس بن مالك ..
تنقيح المقال ـ الجزء الثالث عشر ::: فهرس