تنقيح المقال ـ الجزء الثالث عشر ::: 316 ـ 330
(316)
    قلت : حاله مجهول (*).

    الترجمة :
    عدّه أبو موسى (1) من الصحابة.
    وحاله مجهول.
    [ الضبط : ]
    والمعاوي : نسبة إلى معاوية (2) بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك الأوسي الأنصاري (**).
(*)
حصيلة البحث
    لم أقف على ما يوضّح حال المترجم ، فهو مجهول الحال.
1 ـ ذكره في اُسد الغابة 1/227 عن أبي موسى ، والإصابة 1/196 برقم 900.
2 ـ جاء ذكر معاوية هذا في جمهرة ابن حزم : 332 ، 335 ، 470 وغيره. وقال كحالة في معجم قبائل العرب 3/1120 : معاوية بن مالك : بطن من الأوس ، من الأزد ، من القحطانية ، وهم : بنو معاوية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس. نقل ذلك عن خلاصة الوفا : 86 ، وتحفة ذوي الأرب لابن خطيب الدهشة : 111 .. وغيرهما.
(**)
حصيلة البحث
    لم أقف على شيء من ترجمة حاله ، فهو مجهول الحال.

    جاء في بشارة المصطفى : 268 [ وفي طبعة : 412 حديث 10 ] :


(317)
حليف بني النّجار (o)
    الضبط :
    عديّ : بالعين المهملة ، والدال المهملة المشدّدة ، والياء المثنّاة من تحت (1) ، وزان غنيّ.
    الترجمة :
    وقد عدّه الشيخ رحمه الله في رجاله (2) من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
أخبرنا ثابت بن عمارة ، حدّثني ربيعة بن شيبان أنّه قال للحسن بن علي عليهما السلام .. وذكر هذه الرواية سنداً ومتناً في مسند أحمد 1/201 ، وفيه : الحسين بن علي عليهما السلام ..
    أقول : ترجم للمعنون في تهذيب التهذيب 2/11 برقم 15 ، فقال : ثابت بن عمارة الحنفي أبو مالك البصري .. إلى أن قال : قال ابن معين : ثقة ، ووثقه ابن حبّان والدارقطني. ذكرناه ملخصاً.
حصيلة البحث
    المعنون من رواة العامّة ومن الثقات عند بعضهم وروايته التي أشرنا إلى سندها سديدة جداً.
(o)
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 12 برقم 18 ، اُسد الغابة 1/227 ، الإصابة 1/196 برقم 901 ، الاستيعاب 1/74 برقم 245.
1 ـ الظاهر أنّ الصحيح : .. والدال المهملة المخففة ، والياء المثنّاة المشدّدة من تحت .. كما يشهد بذلك قول المصنّف : وزان غَنِيّ.
2 ـ رجال الشيخ : 12 برقم 18.


(318)
    وعدّه ابن عبد البر (1) وابن منده ، وأبو نعيم ، وابن الأثير (2) أيضاً منهم.
    شهد بدراً ، وقتل يوم أحد شهيداً.
    والظاهر حسن حاله (*).
1 ـ في الاستيعاب 1/74 برقم 245 : ثابت بن عمرو بن زيد بن عدي بن سواد بن مالك ابن غنم بن مالك بن النجار ، شهد بدراً وقتل يوم أحد.
2 ـ وقال في اُسد الغابة 1/227 : ثابت بن عمرو بن زيد بن عديّ بن سواد بن أشجع الأنصاري ، حليف لهم من بني النجار ، قتل بأحد ، قاله ابن إسحاق والزهري .. وغيرهما. نسبه ابن منده هكذا ، وفيه خبط ، فإنّه جعل النسب إلى أشجع ، وجعله أنصارياً ، وقال : حليف لهم من بني النجار ، فبنو النجار من الأنصار ، فكيف يكون النسب من أشجع من بني النجار ، وبنوالنجار ليسوا من أشجع ، إنّما هم من الأنصار ، فلو وصل النسب إلى أشجع ، وقال : حليف للأنصار أو لبني النجار ، لكان مستقيماً ، على أنّ هذا النسب إلى سواد من نسب الأنصار وليس من نسب أشجع. وقال أبو عمر : ثابت بن عمرو بن عدي بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار ، وهذا نسب صحيح إلى النجار ..
    وفي الإصابة 1/196 برقم 901 ـ بعد أن عنونه قال ـ : عن عروة بعد سواد في نسبه مخالفة ، فإنّه قال : سواد بن عصمة أبو عصمة الأنصاري حليف لهم وكان من أشجع ، ثم حالف الأنصار وانتسب فيهم بالبنوّة ، كما وقع لكثير من العرب ..
    قال بعض المعاصرين في قاموسه 2/283 ـ 284 : أقول : لم يذكر ( جخ ) كونه : حليف بني النجار ، فمن أين زاده ؟ مع أنّه غلط ! فهو من بني النجار
لا حليفهم ..
    أقول : الاختلاف في نسب المترجم ليس من المؤلّف قدّس سرّه ، وإنّما الاختلاف وقع عمّن تقدّمه ، والشيخ رحمه الله لم يذكر نسباً ، والعنوان الذي ذكره المؤلّف قدّس سرّه لم ينسبه إلى الشيخ رحمه الله كي يصحَّ الاعتراض عليه !
(*)
حصيلة البحث
    إنّ شهادته يوم اُحد تحت راية النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم لَخير دليل على حسنه ، فهو حسن ، وإن كانت له رواية فهي حسنة.


(319)

    جاء في الخصال للشيخ الصدوق : 350 باب 7 حديث 25 بسنده : .. قال : حدّثني أبوجعفر محمد بن الحسين بن حفص الخثعمي ، قال : حدّثنا ثابت بن غارم السنجاري ، قال : حدّثنا عبد الملك بن الوليد .. إلى آخره ، وفي بعض نسخ الخصال : ثابت بن عامر.
    وعنه في بحار الأنوار 5/88 حديث 6 و72/205 حديث 4 ، وفيهما : ثابت بن عامر السنجاري.
حصيلة البحث
    لم يذكره أحد من أرباب الجرح والتعديل ، فهو مهمل.

    عنونه بعض المعاصرين في قاموسه 2/284 وقال : في الأغاني جالس قوماً من الشراة وقوماً من المرجئة كانوا بخراسان يجتمعون ويتجادلون ، فمال إلى المرجئة ، وأنشدهم قصيدة في الإرجاء ، ومنها :
أمّا عليّ وعثمان فإنّهما وكان بينهما شغب وقد شهدا يجري عليّ وعثمان بسعيهما الله يعلم ماذا يحضران به عبدان لم يشركا بالله مذ عبدا شقَّ العصا وبعين الله ما شهدا ولست أدري بحقّ أيّة وردا وكل عبد سيلقى الله منفردا
    قلت : قاتله الله هل الحقّ الواضح ، والباطل الفاضح يشتبهان ؟! « أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً » ، « بَلْ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْقِلُونَ ».
    أقول : ليت شعري هذا الخبيث الذي عنونه هل من أصحاب الأصول ؟! أم من الرواة العدول ؟! وهل كتاب الرجال هو مسرح لذكر تراجم الشراة والأنذال والمرجئة وسقطة الناس ؟ أم أنّ كتب الرجال من شأنها شرح حال تراجم الرواة ، وإنّي إنّما ذكرته للإشارة إلى خطئه في ذكره ، وإنّ المعنون ليس من الرواة.


(320)
    الضبط :
    الخُطَيْم : بالخاء المعجمة المضمومة ، والطاء المهملة المفتوحة ، والياء المثنّاة من تحت الساكنة ، والميم (1).
    والظفري : بالظاء المعجمة المفتوحة ، والفاء كذلك ، والراء المهملة ، والياء ، نسبة إلى ظفر الأنصاري ، بطن من الأوس ، كما مرّ (2) في أنس بن فضالة.
    الترجمة :
    عدّه جمع (3) من الصحابة ، وقالوا : إنّه شهد الجمل ، وصفّين ، والنهروان مع
(o)
مصادر الترجمة
    اُسد الغابة 1/228 ، الإصابة 1/196 برقم 902 ، الاستيعاب 1/76 برقم 262 ، لسان الميزان 2/78 برقم 309 ، الجرح والتعديل 2/456 برقم 1841 ، تاريخ بغداد 1/175 برقم 15.
1 ـ ضبطه في الإكمال 3/168 ، وتوضيح المشتبه 3/434 بلا ألف ولام ، فراجع.
2 ـ في صفحة : 355 من المجلّد الحادي عشر.
3 ـ فمنهم في اُسد الغابة 1/228 ـ وبعد أن ذكر العنوان ـ قال : وظفر بطن من الأوس مذكور في الصحابة مات في خلافة معاوية .. إلى أن قال : وشهد ثابت مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه [ صلوات الله عليه ] الجمل وصفّين


(321)
أمير المؤمنين عليه السلام.
    والظاهر حسن حاله (*).
والنهروان.
    وفي الاستيعاب 1/76 برقم 262 قال : وشهد ثابت بن قيس بن الخطيم مع علي رضي الله عنه [ صلوات الله عليه ] صفّين والجمل والنهروان ..
    وفي الإصابة 1/196 برقم 902 : وثابت بن قيس جرح يوم اُحد اثنتي عشرة جراحة .. إلى أن قال : واستعمله علي [ عليه السلام ] على المدائن فلم يزل عليها حتى قدم المغيرة عاملاً على الكوفة لمعاوية فعزله ، ومات ثابت في أيام معاوية .. إلى أنّ قال : إنّ معاوية كان يكره ثابت بن قيس لما كان منه في حروبه مع عليّ ، وإنّ الأنصار اجتمعت فأرادت أن تكتب إلى معاوية بسبب حبسه لحقوقهم ، فأشار عليهم ثابت أن يكاتبه شخص واحد منهم لئلا يقع في جوابه ما يكرهون .. فذكر قصة طويلة ، وأنّه توجه بكتابهم إليه ، ووقعت بينهما مخاطبة ..
    وذكره في لسان الميزان 2/78 برقم 309 ، والجرح والتعديل 2/456 برقم 1841.
    وفي تاريخ بغداد 1/175 برقم 15 ـ وبعد أن ذكر نسبه ـ قال : شهد مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم اُحداً والمشاهد بعدها. ويقال : إنّه جرح يوم اُحد اثنتي عشرة جراحة ، وعاش إلى خلافة معاوية ، واستعمله علي بن أبي طالب [ عليه السلام ] على المدائن .. إلى أن قال : كان ثابت بن قيس بن الخطيم شديد النفس ، وكان له بلاء مع علي بن أبي طالب [ عليه السلام ] واستعمله علي بن أبي طالب [ عليه السلام ] على المدائن فلم يزل عليها حتى قدم المغيرة بن شعبة الكوفة ، وكان معاوية يتّقي مكانه ..
(*)
حصيلة البحث
    يستفاد من حضور المعنون في حروب أمير المؤمنين عليه السلام الثلاثة ، ونصب أمير المؤمنين عليه السلام له والياً على المدائن أنّه من ثقاته عليه السلام ، وينبغي عدّه ثقة لولايته عنه عليه السلام على المدائن ، إلاّ أنّي لم أقف على سيرته بعد أمير المؤمنين عليه السلام ومواقفه ؛ فعليه لابدّ لي من التوقف في الحكم عليه أو له.


(322)
    الضبط :
    رَغبَة : بالراء المهملة المفتوحة ، والغين المعجمة (1) ، والباء الموحّدة المفتوحة ، والهاء.
    وقد مرّ (2) ضبط الأشهلي آنفاً.
    الترجمة :
    ولم أقف فيه إلاّ على عدّ الشيخ رحمه الله إيّاه في رجاله (3) من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
(o)
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 12 برقم 23 ، مجمع الرجال 1/298 ، جامع الرواة 1/139 ، نقد الرجال : 63 برقم 25 [ المحقّقة 1/315 برقم ( 852 ) ] ، الوسيط المخطوط : 57 ، منهج المقال : 75 [ المحقّقة 3/125 برقم ( 926 ) ] .. وغيرهم نقلاً عن رجال الشيخ ، ولاحظ : اُسد الغابة 1/234 ، الإصابة 1/198 برقم 915 .. وغيرهما.
1 ـ الظاهر سكون الغين من الرَغْبَة مصدر بمعنى الضراءة والمسألة ، أو اسم مصدر بمعنى السؤال والطمع ، كما في لسان العرب 1/422.
2 ـ في صفحة : 302 من هذا المجلّد.
3 ـ رجال الشيخ : 12 برقم 23.
    ولم أجد له ذكراً في المصادر المتكفلة لعدّ الصحابة. نعم ، في اُسد الغابة 1/234 ، والإصابة 1/198 برقم 915 : ثابت بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل الأنصاري الأشهلي .. ثم ذكروا استشهاده يوم اُحد تحت راية النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم.


(323)
    ولم أستثبت حاله (*).

    الضبط :
    شمّـاس : بفتح الشين المعجمة ، والميم المشددة ، والألف ، والسين المهملة (1).
    والخزرجي : بالخاء والزاي المعجمتين ، والراء المهملة ، والجيم ، والياء. نسبة إلى الخزرج أخي أوس أحد جدّي الأنصار (2).
    الترجمة :
    عدّه الشيخ رحمه الله (3) ـ بالعنوان المذكور ـ من أصحاب الرسول صلّى الله
1 ـ
حصيلة البحث
    إن اتّحد المعنون مع ابن وقش بن زغبة كان ثقة لشهادته تحت راية النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وإلاّ كان مجهولاً موضوعاً وحكماً.
2 ـ
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 11 برقم 1 ، الخلاصة : 29 برقم 1 ، رجال ابن داود : 77 برقم 278 وصفحة : 433 برقم 84 ، توضيح الاشتباه : 85 برقم 335 ، مجمع الرجال 1/298 ، نقد الرجال : 63 برقم 26 [ المحقّقة 1/315 برقم ( 853 ) ] ، ملخّص المقال في قسم الحسان ، تهذيب التهذيب 2/12 برقم 17 ، تقريب التهذيب 1/116 برقم 16 ، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال : 57 ، طبقات ابن سعد 1/286 وصفحة : 294 و8/445 ، الجرح والتعديل 2/456 برقم 1837.
3 ـ قال في لسان العرب 6/114 : الشمّاس من رؤوس النصارى الذين يحلق وسط رأسه ويلزَم البِيْعَة ، قال ابن سيدة : وليس بعربي صحيح ، والجمع : شَمامِسَة ، ألحقوا الهاء للعجمة أو للعوض.
    وقال في صفحة : 115 : وشَمْس وشُمْس وشُمَيْس وشَميْس وشَمّاس أسماء.
4 ـ انظر عن الخزرج : جمهرة أنساب العرب لابن حزم : 332 ، جمهرة قبائل العرب لكحالة 1/342 ـ 343 عن عدّة مصادر.
5 ـ رجال الشيخ : 11 برقم 1.


(324)
عليه وآله وسلّم مضيفاً إلى ما في العنوان قوله : خطيب الأنصار ، سكن المدينة ، قتل يوم اليمامة. انتهى.
    ومثله في القسم الأوّل من الخلاصة (1) ، ورجال ابن داود (2).
    وقال الشهيد الثاني رحمه الله في تعليقه على الخلاصة : كان خطيب النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وشهد له النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بالجنة ، استشهد سنة إحدى عشر [ ة ] باليمامة. انتهى.
    وعن تقريب ابن حجر (3) أنّه : كان من كبار الصحابة ، بشّره النبي صلّى الله
1 ـ الخلاصة : 29 برقم 1 ، وفيه : ثابت بن قيس بن الشمايل ( خ. ل : الشمال ) الخزرجي ..
2 ـ رجال ابن داود : 77 برقم 278 في القسم الأوّل قال : ثابت بن قيس بن الشمّاس الخزرجي ( ل ) ( جخ ) خطيب الأنصار ، سكن المدينة قتل يوم اليمامة.
    وقال في القسم الثاني : 433 برقم 84 : ثابت بن قيس بن الشمّـاس ، خطيب الأنصار ( ل ) ( جخ ) ، قتل يوم اليمامة ، وهو قتال البحرين مع مسيلمة الكذّاب.
3 ـ تقريب التهذيب 1/116 برقم 16 ، وبالإضافة إلى ما نقله المؤلّف قدّس سرّه قال : واستشهد باليمامة ، فنفّذت وصيته بمنام رآه خالد بن الوليد.
    وعنونه في تهذيب التهذيب 2/12 برقم 17 وقال : خطيب النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم .. إلى أن قال : واستشهد باليمامة في خلافة أبي بكر سنة 12 ، وقال النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم : « نعم الرجل ثابت بن قيس بن شمّاس » ، وشهد له بالجنة.
    وقال في اُسد الغابة 1/229 ـ بعد العنوان ـ : عن أبي هريرة أنّ النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ، قال : نعم الرجل أبوبكر! نعم الرجل عمر! نعم الرجل أبوعبيدة ! نعم الرجل أسيد بن حضير ، نعم الرجل ثابت بن قيس ، نعم الرجل معاذ بن جبل ، نعم الرجل معاذ بن عمرو بن الجموح ..
    وأورده في خلاصة تذهيب تهذيب الكمال : 57 ، وذكر أنّه خطيب النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم وأنّه مات يوم اليمامة وأنّه نفذت وصيته في منام خالد بن الوليد.
    وفي الجرح والتعديل 2/456 برقم 1837 مثل ما تقدّم.


(325)

وذكره ابن سعد في طبقاته 1/286 وقال : وكتب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لوفد ثمالة والحدّان .. والكاتب للصحيفة هو ثابت بن قيس بن شماس ، وفي صفحة : 294 في وفد تميم لمّا خطب خطيبهم قال النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم لثابت بن قيس بن شمّـاس : « أجبه » ، فأجابه.
    وفي 8/445 بسنده : .. قال : كانت حبيبة بنت سهل ، تحت ثابت بن قيس بن شمّـاس ، وكان في خلقه شدة ، فأتت النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم بغلس ، فلمّا خرج النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم رآها قال : من هذه ؟ قالت : أنا حبيبة. قال : ما شأنكِ ؟ قالت : لا أنا ولا ثابت ، قال : فجاء ثابت عند ذلك فقال له النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم : خذ منها ، فقالت : يا نبي الله ! كلّ ما أعطاني فهو عندي ، فأرسلت به إليه وأقامت في أهلها ..
    أمّا موقفه مع آل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ؛ فقد روى ابن أبي الحديد في شرحه لنهج البلاغة 2/50 بسنده : .. ما نصّه : عن أبي الأسود ، قال : غضب رجال من المهاجرين في بيعة أبي بكر بغير مشورة ، وغضب عليّ [ عليه السلام ] والزبير ، فدخلا بيت فاطمة [ عليها السلام ] معهما السلاح ، فجاء عمر في عصابة منهم أسيد بن خضير ، وسلمة بن سلامة بن وقش ـ وهما من بني عبد الأشهل ـ ، فصاحت فاطمة [ عليها السلام ] ، وناشدتهم الله ، فأخذوا سيفيّ علي والزبير فضربوا بهما الجدار حتى كسروهما ، ثم أخرجهما عمر يسوقهما حتى بايعا .. إلى أن قال : قال أبوبكر : وقد روى بإسناد آخر ذكره : إنّ ثابت بن قيس بن شمّـاس كان مع الجماعة الذين حضروا مع عمر في بيت فاطمة [ عليها السلام ] ، وثابت هذا أخو بني الحارث بن الخزرج ..
    وعنونه النووي في تهذيب الأسماء واللغات 1/139 برقم 93 ، والطبري في تاريخه 3/116 وذكر ما ملخّصه : إنّ وفداً من بني تميم جاؤوا إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ودخلوا المسجد ، نادوا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من وراء الحجرات أن اخرج إلينا ، فخرج صلّى الله عليه وآله وسلّم فقالوا : جئناك لنفاخرك ، فأذن لشاعرنا وخطيبنا ، فأذن لهم ، فلمّا أتمّ قوله ، قال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم لثابت بن قيس ابن شماس : « قم فأجب القوم » فأجابهم.
خلاصة ما يتّضح من كلمات القوم
    يتلخّص مما نقلنا أنّ المترجم 1 ـ كان سيء الخلق بحيث إنّ زوجته بذلت له بأمر


(326)
عليه وآله وسلّم بالجنة. انتهى.
    وفي عدّ العلاّمة وابن داود إيّاه في القسم الأوّل ، دلالة على اعتمادهما عليه ، وهو الحقّ المتين ؛ فإنّ شهادة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم له بالجنة فوق مرتبة الشهادة بالعدالة (1).
رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم كلّ ما أصدقها كي تتخلّص منه. 2 ـ كان قد خطب مرّة واحدة بأمر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في وفد بني تميم ، ولم يذكر الإثبات له خطبة اُخرى. 3 ـ وأنّه كتب للنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم مرّة واحدة كتاباً. 4 ـ وإنّه ذكر في أسماء من بشّرهم النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بالجنة ، وجلّهم من أعداء آل محمد عليهم السلام. 5 ـ وانّه ممّن اشترك في الهجوم على بيت الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها على قول. 6 ـ وانّه أوصى في المنام لخالد بن الوليد في قصة درعه.
    والمتأملّ يجد أنّ كلّ هذه الدعاوي للمترجم ليست إلاّ لأنّه كان ممّن شايع الجماعة وناصرهم وتابعهم ، وليس له موقف واحد يناصر الحقّ ويناهض الباطل ، فهو من أعداء آل محمد عليهم السلام.
1 ـ أقول : لا ريب عند كلّ مسلم بأنّ شهادة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بشيء حقّ ولا ريب فيه ، كيف وهو الذي شهد الله جلّ شأنه أنّه : « وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهَوَى * إن هُوَ إلاَّ وَحيٌ يُوحَى » سورة النجم ( 53 ) : 3 ـ 4 ، ومن شكّ في صدق شهادته فهو كافر ، مهدور الدم ، وخارج عن ربقة الإسلام ، إلاّ أنّ الكلام في ثبوت صدور الشهادة منه صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فإن ثبتت كان فوق ألف بيّنة شرعية ، وفي المقام نحن نشكّك في صدور الشهادة بأنّ المترجم من أهل الجنّة ، لأمور كثيرة منها : إنّ الراوي لهذه المنقبة العظيمة ليس إلاّ أنس بن مالك وأبو هريرة ، وهما متّهمان ، وممّن لا يعول على حديثهما ؛ لأنّ أنس كان من المبغضين لسيّد الموحدين وأمير المؤمنين عليه السلام ، وبغضه أشهر من ( قفا نبكي ) ، وكونه عثمانياً ممّا سارت به الركبان ، والراوي الثاني لهذه المنقبة أبو هريرة ، الذي ثبت عند أرباب الجرح والتعديل من العامّة والخاصة بأنـّه كذّاب جعّال ، وألـّفوا في التشهير به ووضعه للأحاديث المؤلّفات الكثيرة ، فبشارة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم للمترجم ، وأسطورة منام خالد له ، ووصيته بأخذ درعه


(327)
    ولا عجب من عدّ الحاوي (1) إيّاه في فصل الضعفاء ؛ لأنّ عادته معلومة.
    وإنّما العجب من إبقاء الفاضل المجلسي (2) إيّاه في المجهولين.
    ولا يمكن الاعتذار عن الجزائري بأنّه قد اصطلح على تسمية من لم ينصّ عليه بتوثيق ضعيفاً ، بعد وضعه خاتمة لفصل الثقات ، ذكر فيها من لم ينصّ على توثيقه إلاّ أنّه استفيدت وثاقته من قرائن أخر ، فكان عليه عدّه في الخاتمة.
    ولا يمكن المناقشة في دلالة شهادته صلّى الله عليه وآله وسلّم بكونه من أهل الجنة ، بأنّ الشهادة في الجهاد لعلّها أوجبت كونه من أهل الجنة.
    فإنّ فيه ؛ إنّ شهادته صلّى الله عليه وآله وسلّم بكونه من أهل الجنّة لم تكن بعد استشهاده في الجهاد ، بل في حياته ؛ لأنّ شهادته كانت يوم اليمامة ، وذلك في خلافة أبي بكر.
    مع أنّ كونه خطيباً له صلّى الله عليه وآله وسلّم أيضاً مرتبة عظيمة (3) ربّما
ممّن سرقها ، وكونه خطيباً من موضوعات هذين الرجلين ، ومن المعلوم لكلّ خبير أنّ وضع مثل هذه الأساطير ليس إلاّ للتنويه وتبجيل كلّ من يسير في ركابهم ، ويشيد بخلفائهم.
1 ـ في حاوي الأقوال 3/339 برقم 1962 [ المخطوط : 234 برقم ( 1276 ) من نسختنا ].
2 ـ في الوجيزة : 147 [ رجال المجلسي : 172 تحت رقم ( 314 ) ] حيث ذكر أسماء ، وقال : .. وغيرهم مجاهيل.
3 ـ نبّهنا قبيل هذا بأنّه لم يذكر أحد للمترجم موقفاً خطابياً في حياة الرسول الكريم صلّى الله عليه وآله وسلّم سوى موقف واحد فقط ، وهل يمكن إطلاق الخطيب عليه ، فيقال : كان خطيب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، كما يقال حسان بن ثابت شاعره ، كلاّ ! لا يصحّ ذلك.
    ومن الغريب جدّاً عدّ العلاّمة رضوان الله عليه للمترجم في القسم الأوّل


(328)
تكشف عن عدالته ، لبعد تشريفه عليه السلام بهذا المنصب الشريف غير العادل ، كما هو ظاهر.
    إلاّ أن يقال : يراد بكونه خطيباً له ، كونه خطيباً لأصحابه ، وهم الأنصار ، كما سمعت تصريحهم به ، أو أنّه ذولسان وبراعة .. لا أنّه منصوب للخطبة كما هو شائع في الاستعمالات ، فتأمّل.
    بقي هنا شيء ؛ وهو أنّ الشهيد الثاني رحمه الله .. وغيره أشاروا بشهادة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم له بالجنة ، إلى ما روي (1) من أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم افتقد ثابت بن قيس ، فقال : « من يعلم لي علمه ؟ » ، فقال رجل : أنا يا رسول الله (ص) ! فذهب فوجده في منزله جالساً منكّساً رأسه ، فقال : ما شأنك ؟ قال : شرّ ، كنت أرفع صوتي فوق صوت رسول الله (ص) ـ يعني عند الخطبة ـ فقد حبط عملي ، وأنا من أهل النار ، فرجع إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فأعلمه ، فرجع إليه ببشارة عظيمة ، فقال صلّى الله
من الخلاصة : 29 برقم 1 ، وذكر أنّه خطيب الأنصار ، قتل يوم اليمامة ، واغتراره بمثل الروايات التي وضعوها ، وأمر بوضعها معاوية بن أبي سفيان لتشييد خلافة من تقدّمه ، ولتثبيت خلافته ، ويظهر جليّاً لمن قارن بين الروايات التي ذكرت في مدح المترجم وضعها ، وأنّ أيدي أثيمة وضعتها ، فقد روى في اُسد الغابة 1/229 ما تقدّم ذكره ، فنظرة واحدة في سند الرواية تكفي في الجزم بوضعها ، فإنّ رواتها بين ضعيف ومجهول عند العامة ، وأبو هريرة معلوم الحال ، وأمّا النظر في متن الرواية فتعلن بأنـّها مجعولة ؛ لأنّ كلّهم من المشايعين لهم ، ومن أعداء آل محمد عليهم السلام ، وهذه الرواية ونظائرها كثيرة ، بذل معاوية الأموال الطائلة في وضعها للحطّ من مقام أمير المؤمنين صلوات الله عليه وآله ، وتثبيت أركان خلافة الخلفاء.
1 ـ أورد هذه الرواية في اُسد الغابة 1/229 عن أنس بن مالك العثماني المذهب عدوّ أهل البيت عليهم السلام.


(329)
عليه وآله وسلم : اذهب فقلّ له : « لست من أهل النار. ولكنّك من أهل الجنة ! ».
    ومن طريف ما نقل في ترجمته (1) : إنّه لمّا ثبت يوم اليمامة ، وقاتل حتّى قتل ، وكانت عليه درع نفيسة فمرّ به رجل من المسلمين فأخذها ، فبينما رجل من المسلمين نائم ، إذ أتاه ثابت في منامه فقال له : إنّي أوصيك بوصية ، فإيّاك أن تقول هذا حلم فتضيّعه ، إنّي لما قتلت بالأمس مرّ بي رجل من المسلمين فأخذ درعي ، ومنزله في أقصى الناس ، وعند خبائه فرس يستن (2) في طوله وقد كفأ على الدرع برمة ، وفوق البرمة رحل ، فأت خالداً فمره فليبعث فليأخذها ، فإذا قدمت المدينة على أبي بكر فقل له : إنّ عليَّ من الدين كذا .. وكذا ، وفلان من رقيقي عتيق ، وفلان.
    .. فاستيقظ الرجل ، فأتى خالداً فأخبره ، فبعث إلى الدرع فاُتي بها على ما وصف ، واُجيزت وصيّته. ولا يعلم أنّ أحداً اُجيزت وصيّته بعد موته سواه (*).
1 ـ أورد هذه الرواية في اُسد الغابة 1/229 وغيره من كتب العامة عن أنس بن مالك.
    أقول : جاء المترجم في أمالي المفيد : 49 المجلس السادس برقم 9 وفي سند الحديث أكثره مجاهيل من العامة ، وفيه : وخرج علي بن أبي طالب عليه السلام نحو العالية فلقيه ثابت بن قيس بن شماس فقال : ما شأنك يا أبا الحسن .. ومضمون الحديث حسن إلاّ أنّ السند ضعيف.
2 ـ ستن الفرسُ يستُنُ ستاناً : اضطرب ورقص ، راجع : ترتيب العين للخليل : 361.
(*)
حصيلة البحث
    إنّ الذي يتّضح ممّا نقلناه عن المصادر المذكورة وما علّقنا عليه ، أنّ المترجم ليس له ما يوجب التوقف عن تضعيفه ، فهو عندي ضعيف ، والرواية من جهته ضعيفة ساقطة عن الاعتبار.


(330)
    [ الضبط : ]
    [ مامت : ] بميمين بينهما ألف ، وبعد الثاني تاء مثنّاة من فوق ـ على نسخة ـ.
    والصحيح : صامت ـ بالصاد ـ كما مرّ (1).

من ولد عامر بن لوذان بن خطمة
    الترجمة :
    عدّه ابن منده ، وأبو نعيم ، وابن الأثير (2) من الصحابة ، قتل يوم الحرّة ، لا عقب له.
    [ الضبط : ]
    وقد مرّ (3) في : أحمد بن مخلد ضبطه ، نقلا عن مجمع البحرين (4) ، وزان جعفر ،
1 ـ في : ثابت بن صامت الأشهلي برقم 3405 ، وقال في جامع الرواة 1/139 : ثابت بن صامت .. ، ثم قال : ثابت مامت في نسخة ..
2 ـ في اُسد الغابة 1/230 ، والإصابة 1/197 برقم 906 ، وتجريد أسماء الصحابة 1/64 وغيرهم ، وأنكر بعضهم صحبته.
3 ـ في صفحة : 129 من المجلّد الثامن.
4 ـ مجمع البحرين 3/44 ـ 45 في مادة ( خ ، ل ، د ).
تنقيح المقال ـ الجزء الثالث عشر ::: فهرس