|
|||
(316)
قلت : حاله مجهول (*).
الترجمة : عدّه أبو موسى (1) من الصحابة. وحاله مجهول. [ الضبط : ] والمعاوي : نسبة إلى معاوية (2) بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك الأوسي الأنصاري (**). (*) حصيلة البحث
لم أقف على ما يوضّح حال المترجم ، فهو مجهول الحال.
1 ـ ذكره في اُسد الغابة 1/227 عن أبي موسى ، والإصابة 1/196 برقم 900. 2 ـ جاء ذكر معاوية هذا في جمهرة ابن حزم : 332 ، 335 ، 470 وغيره. وقال كحالة في معجم قبائل العرب 3/1120 : معاوية بن مالك : بطن من الأوس ، من الأزد ، من القحطانية ، وهم : بنو معاوية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس. نقل ذلك عن خلاصة الوفا : 86 ، وتحفة ذوي الأرب لابن خطيب الدهشة : 111 .. وغيرهما. (**) حصيلة البحث
لم أقف على شيء من ترجمة حاله ، فهو مجهول الحال.
جاء في بشارة المصطفى : 268 [ وفي طبعة : 412 حديث 10 ] : (317)
حليف بني النّجار (o)
الضبط :
عديّ : بالعين المهملة ، والدال المهملة المشدّدة ، والياء المثنّاة من تحت (1) ، وزان غنيّ. الترجمة : وقد عدّه الشيخ رحمه الله في رجاله (2) من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. أخبرنا ثابت بن عمارة ، حدّثني ربيعة بن شيبان أنّه قال للحسن بن علي عليهما السلام .. وذكر هذه الرواية سنداً ومتناً في مسند أحمد 1/201 ، وفيه : الحسين بن علي عليهما السلام .. أقول : ترجم للمعنون في تهذيب التهذيب 2/11 برقم 15 ، فقال : ثابت بن عمارة الحنفي أبو مالك البصري .. إلى أن قال : قال ابن معين : ثقة ، ووثقه ابن حبّان والدارقطني. ذكرناه ملخصاً. حصيلة البحث
المعنون من رواة العامّة ومن الثقات عند بعضهم وروايته التي أشرنا إلى سندها سديدة جداً.
(o) مصادر الترجمة
رجال الشيخ : 12 برقم 18 ، اُسد الغابة 1/227 ، الإصابة 1/196 برقم 901 ، الاستيعاب 1/74 برقم 245.
1 ـ الظاهر أنّ الصحيح : .. والدال المهملة المخففة ، والياء المثنّاة المشدّدة من تحت .. كما يشهد بذلك قول المصنّف : وزان غَنِيّ. 2 ـ رجال الشيخ : 12 برقم 18. (318)
وعدّه ابن عبد البر (1) وابن منده ، وأبو نعيم ، وابن الأثير (2) أيضاً منهم.
شهد بدراً ، وقتل يوم أحد شهيداً. والظاهر حسن حاله (*). 1 ـ في الاستيعاب 1/74 برقم 245 : ثابت بن عمرو بن زيد بن عدي بن سواد بن مالك ابن غنم بن مالك بن النجار ، شهد بدراً وقتل يوم أحد. 2 ـ وقال في اُسد الغابة 1/227 : ثابت بن عمرو بن زيد بن عديّ بن سواد بن أشجع الأنصاري ، حليف لهم من بني النجار ، قتل بأحد ، قاله ابن إسحاق والزهري .. وغيرهما. نسبه ابن منده هكذا ، وفيه خبط ، فإنّه جعل النسب إلى أشجع ، وجعله أنصارياً ، وقال : حليف لهم من بني النجار ، فبنو النجار من الأنصار ، فكيف يكون النسب من أشجع من بني النجار ، وبنوالنجار ليسوا من أشجع ، إنّما هم من الأنصار ، فلو وصل النسب إلى أشجع ، وقال : حليف للأنصار أو لبني النجار ، لكان مستقيماً ، على أنّ هذا النسب إلى سواد من نسب الأنصار وليس من نسب أشجع. وقال أبو عمر : ثابت بن عمرو بن عدي بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار ، وهذا نسب صحيح إلى النجار .. وفي الإصابة 1/196 برقم 901 ـ بعد أن عنونه قال ـ : عن عروة بعد سواد في نسبه مخالفة ، فإنّه قال : سواد بن عصمة أبو عصمة الأنصاري حليف لهم وكان من أشجع ، ثم حالف الأنصار وانتسب فيهم بالبنوّة ، كما وقع لكثير من العرب .. قال بعض المعاصرين في قاموسه 2/283 ـ 284 : أقول : لم يذكر ( جخ ) كونه : حليف بني النجار ، فمن أين زاده ؟ مع أنّه غلط ! فهو من بني النجار لا حليفهم .. أقول : الاختلاف في نسب المترجم ليس من المؤلّف قدّس سرّه ، وإنّما الاختلاف وقع عمّن تقدّمه ، والشيخ رحمه الله لم يذكر نسباً ، والعنوان الذي ذكره المؤلّف قدّس سرّه لم ينسبه إلى الشيخ رحمه الله كي يصحَّ الاعتراض عليه ! (*) حصيلة البحث
إنّ شهادته يوم اُحد تحت راية النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم لَخير دليل على حسنه ، فهو حسن ، وإن كانت له رواية فهي حسنة.
(319)
جاء في الخصال للشيخ الصدوق : 350 باب 7 حديث 25 بسنده : .. قال : حدّثني أبوجعفر محمد بن الحسين بن حفص الخثعمي ، قال : حدّثنا ثابت بن غارم السنجاري ، قال : حدّثنا عبد الملك بن الوليد .. إلى آخره ، وفي بعض نسخ الخصال : ثابت بن عامر. وعنه في بحار الأنوار 5/88 حديث 6 و72/205 حديث 4 ، وفيهما : ثابت بن عامر السنجاري. حصيلة البحث
لم يذكره أحد من أرباب الجرح والتعديل ، فهو مهمل.
عنونه بعض المعاصرين في قاموسه 2/284 وقال : في الأغاني جالس قوماً من الشراة وقوماً من المرجئة كانوا بخراسان يجتمعون ويتجادلون ، فمال إلى المرجئة ، وأنشدهم قصيدة في الإرجاء ، ومنها :
أقول : ليت شعري هذا الخبيث الذي عنونه هل من أصحاب الأصول ؟! أم من الرواة العدول ؟! وهل كتاب الرجال هو مسرح لذكر تراجم الشراة والأنذال والمرجئة وسقطة الناس ؟ أم أنّ كتب الرجال من شأنها شرح حال تراجم الرواة ، وإنّي إنّما ذكرته للإشارة إلى خطئه في ذكره ، وإنّ المعنون ليس من الرواة. (320)
الضبط :
الخُطَيْم : بالخاء المعجمة المضمومة ، والطاء المهملة المفتوحة ، والياء المثنّاة من تحت الساكنة ، والميم (1). والظفري : بالظاء المعجمة المفتوحة ، والفاء كذلك ، والراء المهملة ، والياء ، نسبة إلى ظفر الأنصاري ، بطن من الأوس ، كما مرّ (2) في أنس بن فضالة. الترجمة : عدّه جمع (3) من الصحابة ، وقالوا : إنّه شهد الجمل ، وصفّين ، والنهروان مع (o) مصادر الترجمة
اُسد الغابة 1/228 ، الإصابة 1/196 برقم 902 ، الاستيعاب 1/76 برقم 262 ، لسان الميزان 2/78 برقم 309 ، الجرح والتعديل 2/456 برقم 1841 ، تاريخ بغداد 1/175 برقم 15.
1 ـ ضبطه في الإكمال 3/168 ، وتوضيح المشتبه 3/434 بلا ألف ولام ، فراجع. 2 ـ في صفحة : 355 من المجلّد الحادي عشر. 3 ـ فمنهم في اُسد الغابة 1/228 ـ وبعد أن ذكر العنوان ـ قال : وظفر بطن من الأوس مذكور في الصحابة مات في خلافة معاوية .. إلى أن قال : وشهد ثابت مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه [ صلوات الله عليه ] الجمل وصفّين (321)
أمير المؤمنين عليه السلام.
والظاهر حسن حاله (*). والنهروان. وفي الاستيعاب 1/76 برقم 262 قال : وشهد ثابت بن قيس بن الخطيم مع علي رضي الله عنه [ صلوات الله عليه ] صفّين والجمل والنهروان .. وفي الإصابة 1/196 برقم 902 : وثابت بن قيس جرح يوم اُحد اثنتي عشرة جراحة .. إلى أن قال : واستعمله علي [ عليه السلام ] على المدائن فلم يزل عليها حتى قدم المغيرة عاملاً على الكوفة لمعاوية فعزله ، ومات ثابت في أيام معاوية .. إلى أنّ قال : إنّ معاوية كان يكره ثابت بن قيس لما كان منه في حروبه مع عليّ ، وإنّ الأنصار اجتمعت فأرادت أن تكتب إلى معاوية بسبب حبسه لحقوقهم ، فأشار عليهم ثابت أن يكاتبه شخص واحد منهم لئلا يقع في جوابه ما يكرهون .. فذكر قصة طويلة ، وأنّه توجه بكتابهم إليه ، ووقعت بينهما مخاطبة .. وذكره في لسان الميزان 2/78 برقم 309 ، والجرح والتعديل 2/456 برقم 1841. وفي تاريخ بغداد 1/175 برقم 15 ـ وبعد أن ذكر نسبه ـ قال : شهد مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم اُحداً والمشاهد بعدها. ويقال : إنّه جرح يوم اُحد اثنتي عشرة جراحة ، وعاش إلى خلافة معاوية ، واستعمله علي بن أبي طالب [ عليه السلام ] على المدائن .. إلى أن قال : كان ثابت بن قيس بن الخطيم شديد النفس ، وكان له بلاء مع علي بن أبي طالب [ عليه السلام ] واستعمله علي بن أبي طالب [ عليه السلام ] على المدائن فلم يزل عليها حتى قدم المغيرة بن شعبة الكوفة ، وكان معاوية يتّقي مكانه .. (*) حصيلة البحث
يستفاد من حضور المعنون في حروب أمير المؤمنين عليه السلام الثلاثة ، ونصب أمير المؤمنين عليه السلام له والياً على المدائن أنّه من ثقاته عليه السلام ، وينبغي عدّه ثقة لولايته عنه عليه السلام على المدائن ، إلاّ أنّي لم أقف على سيرته بعد أمير المؤمنين عليه السلام ومواقفه ؛ فعليه لابدّ لي من التوقف في الحكم عليه أو له.
(322)
الضبط :
رَغبَة : بالراء المهملة المفتوحة ، والغين المعجمة (1) ، والباء الموحّدة المفتوحة ، والهاء. وقد مرّ (2) ضبط الأشهلي آنفاً. الترجمة : ولم أقف فيه إلاّ على عدّ الشيخ رحمه الله إيّاه في رجاله (3) من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. (o) مصادر الترجمة
رجال الشيخ : 12 برقم 23 ، مجمع الرجال 1/298 ، جامع الرواة 1/139 ، نقد الرجال : 63 برقم 25 [ المحقّقة 1/315 برقم ( 852 ) ] ، الوسيط المخطوط : 57 ، منهج المقال : 75 [ المحقّقة 3/125 برقم ( 926 ) ] .. وغيرهم نقلاً عن رجال الشيخ ، ولاحظ : اُسد الغابة 1/234 ، الإصابة 1/198 برقم 915 .. وغيرهما.
1 ـ الظاهر سكون الغين من الرَغْبَة مصدر بمعنى الضراءة والمسألة ، أو اسم مصدر بمعنى السؤال والطمع ، كما في لسان العرب 1/422. 2 ـ في صفحة : 302 من هذا المجلّد. 3 ـ رجال الشيخ : 12 برقم 23. ولم أجد له ذكراً في المصادر المتكفلة لعدّ الصحابة. نعم ، في اُسد الغابة 1/234 ، والإصابة 1/198 برقم 915 : ثابت بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل الأنصاري الأشهلي .. ثم ذكروا استشهاده يوم اُحد تحت راية النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم. (323)
ولم أستثبت حاله (*).
الضبط : شمّـاس : بفتح الشين المعجمة ، والميم المشددة ، والألف ، والسين المهملة (1). والخزرجي : بالخاء والزاي المعجمتين ، والراء المهملة ، والجيم ، والياء. نسبة إلى الخزرج أخي أوس أحد جدّي الأنصار (2). الترجمة : عدّه الشيخ رحمه الله (3) ـ بالعنوان المذكور ـ من أصحاب الرسول صلّى الله 1 ـ حصيلة البحث
إن اتّحد المعنون مع ابن وقش بن زغبة كان ثقة لشهادته تحت راية النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وإلاّ كان مجهولاً موضوعاً وحكماً.
2 ـ مصادر الترجمة
رجال الشيخ : 11 برقم 1 ، الخلاصة : 29 برقم 1 ، رجال ابن داود : 77 برقم 278 وصفحة : 433 برقم 84 ، توضيح الاشتباه : 85 برقم 335 ، مجمع الرجال 1/298 ، نقد الرجال : 63 برقم 26 [ المحقّقة 1/315 برقم ( 853 ) ] ، ملخّص المقال في قسم الحسان ، تهذيب التهذيب 2/12 برقم 17 ، تقريب التهذيب 1/116 برقم 16 ، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال : 57 ، طبقات ابن سعد 1/286 وصفحة : 294 و8/445 ، الجرح والتعديل 2/456 برقم 1837.
3 ـ قال في لسان العرب 6/114 : الشمّاس من رؤوس النصارى الذين يحلق وسط رأسه ويلزَم البِيْعَة ، قال ابن سيدة : وليس بعربي صحيح ، والجمع : شَمامِسَة ، ألحقوا الهاء للعجمة أو للعوض. وقال في صفحة : 115 : وشَمْس وشُمْس وشُمَيْس وشَميْس وشَمّاس أسماء. 4 ـ انظر عن الخزرج : جمهرة أنساب العرب لابن حزم : 332 ، جمهرة قبائل العرب لكحالة 1/342 ـ 343 عن عدّة مصادر. 5 ـ رجال الشيخ : 11 برقم 1. (324)
عليه وآله وسلّم مضيفاً إلى ما في العنوان قوله : خطيب الأنصار ، سكن المدينة ، قتل يوم اليمامة. انتهى.
ومثله في القسم الأوّل من الخلاصة (1) ، ورجال ابن داود (2). وقال الشهيد الثاني رحمه الله في تعليقه على الخلاصة : كان خطيب النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وشهد له النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بالجنة ، استشهد سنة إحدى عشر [ ة ] باليمامة. انتهى. وعن تقريب ابن حجر (3) أنّه : كان من كبار الصحابة ، بشّره النبي صلّى الله 1 ـ الخلاصة : 29 برقم 1 ، وفيه : ثابت بن قيس بن الشمايل ( خ. ل : الشمال ) الخزرجي .. 2 ـ رجال ابن داود : 77 برقم 278 في القسم الأوّل قال : ثابت بن قيس بن الشمّاس الخزرجي ( ل ) ( جخ ) خطيب الأنصار ، سكن المدينة قتل يوم اليمامة. وقال في القسم الثاني : 433 برقم 84 : ثابت بن قيس بن الشمّـاس ، خطيب الأنصار ( ل ) ( جخ ) ، قتل يوم اليمامة ، وهو قتال البحرين مع مسيلمة الكذّاب. 3 ـ تقريب التهذيب 1/116 برقم 16 ، وبالإضافة إلى ما نقله المؤلّف قدّس سرّه قال : واستشهد باليمامة ، فنفّذت وصيته بمنام رآه خالد بن الوليد. وعنونه في تهذيب التهذيب 2/12 برقم 17 وقال : خطيب النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم .. إلى أن قال : واستشهد باليمامة في خلافة أبي بكر سنة 12 ، وقال النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم : « نعم الرجل ثابت بن قيس بن شمّاس » ، وشهد له بالجنة. وقال في اُسد الغابة 1/229 ـ بعد العنوان ـ : عن أبي هريرة أنّ النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ، قال : نعم الرجل أبوبكر! نعم الرجل عمر! نعم الرجل أبوعبيدة ! نعم الرجل أسيد بن حضير ، نعم الرجل ثابت بن قيس ، نعم الرجل معاذ بن جبل ، نعم الرجل معاذ بن عمرو بن الجموح .. وأورده في خلاصة تذهيب تهذيب الكمال : 57 ، وذكر أنّه خطيب النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم وأنّه مات يوم اليمامة وأنّه نفذت وصيته في منام خالد بن الوليد. وفي الجرح والتعديل 2/456 برقم 1837 مثل ما تقدّم. (325)
وذكره ابن سعد في طبقاته 1/286 وقال : وكتب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لوفد ثمالة والحدّان .. والكاتب للصحيفة هو ثابت بن قيس بن شماس ، وفي صفحة : 294 في وفد تميم لمّا خطب خطيبهم قال النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم لثابت بن قيس بن شمّـاس : « أجبه » ، فأجابه. وفي 8/445 بسنده : .. قال : كانت حبيبة بنت سهل ، تحت ثابت بن قيس بن شمّـاس ، وكان في خلقه شدة ، فأتت النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم بغلس ، فلمّا خرج النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم رآها قال : من هذه ؟ قالت : أنا حبيبة. قال : ما شأنكِ ؟ قالت : لا أنا ولا ثابت ، قال : فجاء ثابت عند ذلك فقال له النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم : خذ منها ، فقالت : يا نبي الله ! كلّ ما أعطاني فهو عندي ، فأرسلت به إليه وأقامت في أهلها .. أمّا موقفه مع آل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ؛ فقد روى ابن أبي الحديد في شرحه لنهج البلاغة 2/50 بسنده : .. ما نصّه : عن أبي الأسود ، قال : غضب رجال من المهاجرين في بيعة أبي بكر بغير مشورة ، وغضب عليّ [ عليه السلام ] والزبير ، فدخلا بيت فاطمة [ عليها السلام ] معهما السلاح ، فجاء عمر في عصابة منهم أسيد بن خضير ، وسلمة بن سلامة بن وقش ـ وهما من بني عبد الأشهل ـ ، فصاحت فاطمة [ عليها السلام ] ، وناشدتهم الله ، فأخذوا سيفيّ علي والزبير فضربوا بهما الجدار حتى كسروهما ، ثم أخرجهما عمر يسوقهما حتى بايعا .. إلى أن قال : قال أبوبكر : وقد روى بإسناد آخر ذكره : إنّ ثابت بن قيس بن شمّـاس كان مع الجماعة الذين حضروا مع عمر في بيت فاطمة [ عليها السلام ] ، وثابت هذا أخو بني الحارث بن الخزرج .. وعنونه النووي في تهذيب الأسماء واللغات 1/139 برقم 93 ، والطبري في تاريخه 3/116 وذكر ما ملخّصه : إنّ وفداً من بني تميم جاؤوا إلى النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ودخلوا المسجد ، نادوا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من وراء الحجرات أن اخرج إلينا ، فخرج صلّى الله عليه وآله وسلّم فقالوا : جئناك لنفاخرك ، فأذن لشاعرنا وخطيبنا ، فأذن لهم ، فلمّا أتمّ قوله ، قال النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم لثابت بن قيس ابن شماس : « قم فأجب القوم » فأجابهم. خلاصة ما يتّضح من كلمات القوم
يتلخّص مما نقلنا أنّ المترجم 1 ـ كان سيء الخلق بحيث إنّ زوجته بذلت له بأمر
(326)
عليه وآله وسلّم بالجنة. انتهى.
وفي عدّ العلاّمة وابن داود إيّاه في القسم الأوّل ، دلالة على اعتمادهما عليه ، وهو الحقّ المتين ؛ فإنّ شهادة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم له بالجنة فوق مرتبة الشهادة بالعدالة (1). رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم كلّ ما أصدقها كي تتخلّص منه. 2 ـ كان قد خطب مرّة واحدة بأمر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في وفد بني تميم ، ولم يذكر الإثبات له خطبة اُخرى. 3 ـ وأنّه كتب للنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم مرّة واحدة كتاباً. 4 ـ وإنّه ذكر في أسماء من بشّرهم النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بالجنة ، وجلّهم من أعداء آل محمد عليهم السلام. 5 ـ وانّه ممّن اشترك في الهجوم على بيت الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها على قول. 6 ـ وانّه أوصى في المنام لخالد بن الوليد في قصة درعه. والمتأملّ يجد أنّ كلّ هذه الدعاوي للمترجم ليست إلاّ لأنّه كان ممّن شايع الجماعة وناصرهم وتابعهم ، وليس له موقف واحد يناصر الحقّ ويناهض الباطل ، فهو من أعداء آل محمد عليهم السلام. 1 ـ أقول : لا ريب عند كلّ مسلم بأنّ شهادة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بشيء حقّ ولا ريب فيه ، كيف وهو الذي شهد الله جلّ شأنه أنّه : « وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهَوَى * إن هُوَ إلاَّ وَحيٌ يُوحَى » سورة النجم ( 53 ) : 3 ـ 4 ، ومن شكّ في صدق شهادته فهو كافر ، مهدور الدم ، وخارج عن ربقة الإسلام ، إلاّ أنّ الكلام في ثبوت صدور الشهادة منه صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فإن ثبتت كان فوق ألف بيّنة شرعية ، وفي المقام نحن نشكّك في صدور الشهادة بأنّ المترجم من أهل الجنّة ، لأمور كثيرة منها : إنّ الراوي لهذه المنقبة العظيمة ليس إلاّ أنس بن مالك وأبو هريرة ، وهما متّهمان ، وممّن لا يعول على حديثهما ؛ لأنّ أنس كان من المبغضين لسيّد الموحدين وأمير المؤمنين عليه السلام ، وبغضه أشهر من ( قفا نبكي ) ، وكونه عثمانياً ممّا سارت به الركبان ، والراوي الثاني لهذه المنقبة أبو هريرة ، الذي ثبت عند أرباب الجرح والتعديل من العامّة والخاصة بأنـّه كذّاب جعّال ، وألـّفوا في التشهير به ووضعه للأحاديث المؤلّفات الكثيرة ، فبشارة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم للمترجم ، وأسطورة منام خالد له ، ووصيته بأخذ درعه (327)
ولا عجب من عدّ الحاوي (1) إيّاه في فصل الضعفاء ؛ لأنّ عادته معلومة.
وإنّما العجب من إبقاء الفاضل المجلسي (2) إيّاه في المجهولين. ولا يمكن الاعتذار عن الجزائري بأنّه قد اصطلح على تسمية من لم ينصّ عليه بتوثيق ضعيفاً ، بعد وضعه خاتمة لفصل الثقات ، ذكر فيها من لم ينصّ على توثيقه إلاّ أنّه استفيدت وثاقته من قرائن أخر ، فكان عليه عدّه في الخاتمة. ولا يمكن المناقشة في دلالة شهادته صلّى الله عليه وآله وسلّم بكونه من أهل الجنة ، بأنّ الشهادة في الجهاد لعلّها أوجبت كونه من أهل الجنة. فإنّ فيه ؛ إنّ شهادته صلّى الله عليه وآله وسلّم بكونه من أهل الجنّة لم تكن بعد استشهاده في الجهاد ، بل في حياته ؛ لأنّ شهادته كانت يوم اليمامة ، وذلك في خلافة أبي بكر. مع أنّ كونه خطيباً له صلّى الله عليه وآله وسلّم أيضاً مرتبة عظيمة (3) ربّما ممّن سرقها ، وكونه خطيباً من موضوعات هذين الرجلين ، ومن المعلوم لكلّ خبير أنّ وضع مثل هذه الأساطير ليس إلاّ للتنويه وتبجيل كلّ من يسير في ركابهم ، ويشيد بخلفائهم. 1 ـ في حاوي الأقوال 3/339 برقم 1962 [ المخطوط : 234 برقم ( 1276 ) من نسختنا ]. 2 ـ في الوجيزة : 147 [ رجال المجلسي : 172 تحت رقم ( 314 ) ] حيث ذكر أسماء ، وقال : .. وغيرهم مجاهيل. 3 ـ نبّهنا قبيل هذا بأنّه لم يذكر أحد للمترجم موقفاً خطابياً في حياة الرسول الكريم صلّى الله عليه وآله وسلّم سوى موقف واحد فقط ، وهل يمكن إطلاق الخطيب عليه ، فيقال : كان خطيب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، كما يقال حسان بن ثابت شاعره ، كلاّ ! لا يصحّ ذلك. ومن الغريب جدّاً عدّ العلاّمة رضوان الله عليه للمترجم في القسم الأوّل (328)
تكشف عن عدالته ، لبعد تشريفه عليه السلام بهذا المنصب الشريف غير العادل ، كما هو ظاهر.
إلاّ أن يقال : يراد بكونه خطيباً له ، كونه خطيباً لأصحابه ، وهم الأنصار ، كما سمعت تصريحهم به ، أو أنّه ذولسان وبراعة .. لا أنّه منصوب للخطبة كما هو شائع في الاستعمالات ، فتأمّل. بقي هنا شيء ؛ وهو أنّ الشهيد الثاني رحمه الله .. وغيره أشاروا بشهادة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم له بالجنة ، إلى ما روي (1) من أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم افتقد ثابت بن قيس ، فقال : « من يعلم لي علمه ؟ » ، فقال رجل : أنا يا رسول الله (ص) ! فذهب فوجده في منزله جالساً منكّساً رأسه ، فقال : ما شأنك ؟ قال : شرّ ، كنت أرفع صوتي فوق صوت رسول الله (ص) ـ يعني عند الخطبة ـ فقد حبط عملي ، وأنا من أهل النار ، فرجع إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فأعلمه ، فرجع إليه ببشارة عظيمة ، فقال صلّى الله من الخلاصة : 29 برقم 1 ، وذكر أنّه خطيب الأنصار ، قتل يوم اليمامة ، واغتراره بمثل الروايات التي وضعوها ، وأمر بوضعها معاوية بن أبي سفيان لتشييد خلافة من تقدّمه ، ولتثبيت خلافته ، ويظهر جليّاً لمن قارن بين الروايات التي ذكرت في مدح المترجم وضعها ، وأنّ أيدي أثيمة وضعتها ، فقد روى في اُسد الغابة 1/229 ما تقدّم ذكره ، فنظرة واحدة في سند الرواية تكفي في الجزم بوضعها ، فإنّ رواتها بين ضعيف ومجهول عند العامة ، وأبو هريرة معلوم الحال ، وأمّا النظر في متن الرواية فتعلن بأنـّها مجعولة ؛ لأنّ كلّهم من المشايعين لهم ، ومن أعداء آل محمد عليهم السلام ، وهذه الرواية ونظائرها كثيرة ، بذل معاوية الأموال الطائلة في وضعها للحطّ من مقام أمير المؤمنين صلوات الله عليه وآله ، وتثبيت أركان خلافة الخلفاء. 1 ـ أورد هذه الرواية في اُسد الغابة 1/229 عن أنس بن مالك العثماني المذهب عدوّ أهل البيت عليهم السلام. (329)
عليه وآله وسلم : اذهب فقلّ له : « لست من أهل النار. ولكنّك من أهل الجنة ! ».
ومن طريف ما نقل في ترجمته (1) : إنّه لمّا ثبت يوم اليمامة ، وقاتل حتّى قتل ، وكانت عليه درع نفيسة فمرّ به رجل من المسلمين فأخذها ، فبينما رجل من المسلمين نائم ، إذ أتاه ثابت في منامه فقال له : إنّي أوصيك بوصية ، فإيّاك أن تقول هذا حلم فتضيّعه ، إنّي لما قتلت بالأمس مرّ بي رجل من المسلمين فأخذ درعي ، ومنزله في أقصى الناس ، وعند خبائه فرس يستن (2) في طوله وقد كفأ على الدرع برمة ، وفوق البرمة رحل ، فأت خالداً فمره فليبعث فليأخذها ، فإذا قدمت المدينة على أبي بكر فقل له : إنّ عليَّ من الدين كذا .. وكذا ، وفلان من رقيقي عتيق ، وفلان. .. فاستيقظ الرجل ، فأتى خالداً فأخبره ، فبعث إلى الدرع فاُتي بها على ما وصف ، واُجيزت وصيّته. ولا يعلم أنّ أحداً اُجيزت وصيّته بعد موته سواه (*). 1 ـ أورد هذه الرواية في اُسد الغابة 1/229 وغيره من كتب العامة عن أنس بن مالك. أقول : جاء المترجم في أمالي المفيد : 49 المجلس السادس برقم 9 وفي سند الحديث أكثره مجاهيل من العامة ، وفيه : وخرج علي بن أبي طالب عليه السلام نحو العالية فلقيه ثابت بن قيس بن شماس فقال : ما شأنك يا أبا الحسن .. ومضمون الحديث حسن إلاّ أنّ السند ضعيف. 2 ـ ستن الفرسُ يستُنُ ستاناً : اضطرب ورقص ، راجع : ترتيب العين للخليل : 361. (*) حصيلة البحث
إنّ الذي يتّضح ممّا نقلناه عن المصادر المذكورة وما علّقنا عليه ، أنّ المترجم ليس له ما يوجب التوقف عن تضعيفه ، فهو عندي ضعيف ، والرواية من جهته ضعيفة ساقطة عن الاعتبار.
(330)
[ الضبط : ]
[ مامت : ] بميمين بينهما ألف ، وبعد الثاني تاء مثنّاة من فوق ـ على نسخة ـ. والصحيح : صامت ـ بالصاد ـ كما مرّ (1). من ولد عامر بن لوذان بن خطمة
الترجمة :
عدّه ابن منده ، وأبو نعيم ، وابن الأثير (2) من الصحابة ، قتل يوم الحرّة ، لا عقب له. [ الضبط : ] وقد مرّ (3) في : أحمد بن مخلد ضبطه ، نقلا عن مجمع البحرين (4) ، وزان جعفر ، 1 ـ في : ثابت بن صامت الأشهلي برقم 3405 ، وقال في جامع الرواة 1/139 : ثابت بن صامت .. ، ثم قال : ثابت مامت في نسخة .. 2 ـ في اُسد الغابة 1/230 ، والإصابة 1/197 برقم 906 ، وتجريد أسماء الصحابة 1/64 وغيرهم ، وأنكر بعضهم صحبته. 3 ـ في صفحة : 129 من المجلّد الثامن. 4 ـ مجمع البحرين 3/44 ـ 45 في مادة ( خ ، ل ، د ). |
|||
|